أخر الاخبار

رواية عازفه علي وتر قلبه الفصل الثاني والعشرون22 بقلم ياسمين احمد

رواية عازفه علي وتر قلبه 

الفصل الثاني والعشرون22 

بقلم ياسمين احمد

بعد مضى أسبوع جاء أتصالا هاتفيا على جوال سامر من الطبيب المرافق لوالدته ,كان الهاتف يرن رنين متواصل ليقوم بأخراجه من جيب بنطاله وفتحه وفتح الأسبيكر دون قصد منه عندما رأى الشاشه تضىء بأسم الطبيب ليجيب عليه بلهفه.


-: أيوة يادكتور طمنى مافيش أخبار جديده عن رجوع أمى خلال الأيام الجايه دى؟


تحدث الطبيب بنبرة هادئه وأتزان : أن شاء الله هنكون فى المطار بكرة حوالى الساعه *****ولأزم تكون موجود قبلها بمده ووالدتك جنبى أهى بتشاورلى وبتقول وأنت جاى تجيب المدام بتاعتك معاك.


زفر سامر بأرتياح لقرب عودة والدته بعد رحله علاج أستمرت مايقرب من شهر ليقول براحه: أن شاء الله هأكون فى المطار بالثانيه والدقيقه وأول ماتنزلوا من الطيارة بلغنى علشان أكون فى أستقبالكم .


تحدث الطبيب بثقه :أن شاء الله عن أذنك بقى لأنى بخلص الأجراءات بتاعة المستشفى وطالعين منها وهنبيت فى أى فندق لحد ميعاد الطيارة يلا سلام.


قبل أغلاق سامر هاتفه مع الطبيب سأله بحيرة : دكتور جودت فى سؤال محيرنى وأكيد أجابته عند حضرتك.

قال الطبيب بأقتضاب : أتفضل أسال.


-: كنت كلمت أمى من فترة كدة وسألتها هترجع أمتى قالتلى أن الدكتور مجدى هيبلغها بالميعاد بالظبط لكن حسيت من صوتها أنها لسه تعبانه بس هى حاولت ماتبينش ده بعدها أتصلت عليها كتير من تيلفونها الخاص ومن تيلفون الست نعمه محدش رد عليا وده فى حد ذاته قلقنى أكتر حتى لما رنيت عليك أنت كمان مردتش لغايه بلغتنى أنكم راجعين فأنا عاوز من حضرتك أجابه واضحه وصريحه على سؤالى أمى فيها حاجه ومخبيين عليا ؟ 


قام الطبيب بأغلاق سماعة هاتفه بيده ثم أستاذن من ثناء بحجه أنه يريد النقاش مع سامر عن التعليمات التى يجب أتباعها عقب عودتها الى مصر وخرج من الغرفه مبتعدا بضع سنتيمرات قليله وقال بهمس : بص ياسامر هى والدتك كانت تعبت المرة اللى فاتت بعد ماقفلت معاك ونفسها كان بيروح منها فكان لأزم تتحط تحت الملاحظه وركبنلها جهاز تنفس صناعى علشان تقدر تأخد نفسها بأنتظام والدكتور مجدى مشكور متخلاش عنها والحمد لله أستجابت على طول بس طبعا فضلت لحد ما الحاله أستقرت رغم أن الدكتور مجدى أكدلى أن حاله قلبها بقت كويسه الا أنه شرحلى أن فى بعض الأحيان فى نسبه بسيطه من المرضى بعد أجراء العمليه ممكن يتعرضوا لأنتكاسه وفى الحالات اللى زى دى لأزم يتحطلهم أجهزة تنفس لأن القلب بيتوقف لمدة بسيطه جدا ودة بالظبط اللى حصل مع والدتك وعلشان كدة فضلت تحت مراقبته ومراقبه الأطباء الموجودين فى المستشفى لحد ماتأكدوا أن حالتها أستقرت ولما سألته عن تكاليف المستشفى رد وقالى أن العنايه الطبيه فى بريطانيا ملزمه بتوفير كافه الراحه للمريض عندهم وبيفضل تحت رعايتهم لحد مابيتماثل للشفاء وقبل خروجه من المستشفى بيدفع المبلغ كله وطمنى أن مصاريف أقامه والدتك من لحظه دخولها لغايه خروجها هو اللى متكفل بيها ومش هندفع غير مصاريف العمليه ولما سألته هيرجع مصر أمتى قالى أنه مش هينزل غير لما يطمن عليها وبالصدفه وأنا بحجز لنا لقيت أسم الدكتور مجدى على قوائم العائدين معنا ممكن تبقى تقابله وتشوف المبلغ اللى دفعه كام والأهم من دة كله أنى أنا بنفسى اللى هتابع حالتها بعد رجوعنا أن شاء الله لأنه مش هيبقى فاضى الفترة الجايه ويمكن يسافر تاني فلازم متابعه شهريه مستمرة لها علشان مايحصلش أى أنتكاسه تانيه.


تنهد سامر بأرتياح بعد ماسمعه من حديث الطبيب ليقول بأمتنان:بجد أنا مش عارف أشكركم أزاى أنت والدكتور مجدى أن شاء الله لما أقابله بكرة هتفاهم معاة المهم زى ما قلتلك أول ماتنزلوا من الطيارة ترن عليا أتفقنا. 


قال الطبيب منهيا معه الحوار : أن شاء الله أشوف وشك على خير مع السلامه. 

قال سامر والأبتسامه تعلو فوق وجهه : الله يسلمك .


تهللت أسارير السعاده على وجه زهرة بعدما سمعت الحديث الذى دار بين سامر والطبيب لتقول بأبتسامه مرضيه وبحبور كسا كل ملامحها : بجد ياسامر بجد ماما ثناء راجعه بكرة أن شاء الله ؟


أنتبه سامر لصوتها الهادىء والحنون ليستدير بجسده نحوها وبادلها نفس الأبتسام وألتمعت مقلتيه بسعادة بالغه وهو ينظر اليها بعيون هائمه ثم قال مطمئنا أياها : أيوة يازهرة أن شاء الله .


زفرت بأرتياح شديد وضيقت عينيها بسعاده وأبتسامه بشوشه ظهرت فوق ثغرها لتستطرد ببراءة : عارف ياسامر مامتك دى عوض من ربنا ليا عن وفاة ماما الله يرحمها بجد حاسه أنها أمى التانيه ربنا يخليها لينا ومانتحرمش منها أبدا .


علت أبتسامه مريحه فوق ثغر سامر دون أن ينبت ببنت شفه لكن قلبه حدثه طواعيا : ياآآآه كل دى رقه يازهرتى يارب أرحمنى لأنى خلاص أستويت منها ومن رقتها وعزة نفسها بس لحد أمتى هأفضل ساكت ومش عارف حتى أصارحها بمشاعرى !!روحى بتحبك آوى يازهرة قلبى بينبض بأسمك .....ظل شارد فى ملامح وجهها التى يعشقها ويذوب فيها الى أن أخرجته هى من صمت بأن سألته بتوجس : مالك ياسامر سرحت فى أيه؟


أنتبه الي صوتها وعادت الى الجديه الشديده وزفر بضيق :أبدا سرحت فى كلام الدكتور ,,دة غير أن ماما طلبت منى لما أروح أستقبلها فى المطار ولازم متواجده معايا فياريت بعد مانخلص المعهد نرجع ننام بدرى شويه علشان بكرة هيبقى اليوم طويل من أوله. 


أومات رأسها بتفهم ولم تعقب وفى المساء وعقب عودتهم تناولوا طعام العشاء برفقه شقيقها وصعد كلا منهم الى حيث غرفته,, وفى صبيحه اليوم التالى ذهب سامر وزهرة لأستقبال والدته وبعد الأنتهاء من الأجراءات المتبعه داخل المطار خرجت السيدة ثناء وهى تقوم بحزم حقائبها ومعها الطبيب ومدبرة منزلها وماأن سامر والدته حتى هرول مسرعا وقام بأحتضانها بقوة وظل يقبل وجهها مرات ومرات بأشتياق جارف أستمر بضع ثوانى ثم أبتعد عنها ومال على يدها مقبلا أياها وقال بدعابه. 


-:حمدا لله على سلامتك ياست الكل وحشتينى آوى,, البيت والبلد كانوا مضلمين من غيرك.


 أبتسامت ثناء على دعابه أبنها وقالت بمشاكسه : بس يابكاش ياواد أنت فى اللى أهم منى.....لتلتمع عينيها بمكر وهى تنظر الى زهرة بدهاء وسعادة ,,أما الأخيرة فقد شعرت بالحرج بسبب تلميحات حماتها وتوردت وجنتيها بحمرة الخجل شديد وسرعان ماهرولت نحوها وأرتمت بين أحضانها وقالت بحب : حمدا لله على سلامتك ياماما وزى ماقال سامر البيت من غيرك كان مضلم وملهوش حس ربنا يخليكى لنا ويديمك نعمه فى حياتنا .


حمحم سامر كى يلفت أنتباههما وأستاذن منهم وذهب الى حيث كان يقف الطبيب مجدى يعقوب والذى كان يحزم حقائبه كى يهم بالرحيل وعندما وصل سامر اليه شكرة بأمتنان على جهودة المضنيه من أجل والدته وأعطى له حقيبه بها المال وبالرغم من رفض الطبيب أخذ المال الأ أن الأخير أصر على موقفه ليأخذ الطبيب المال على مضض ثم صافحه سامر بحرارة وودعه وعاد الى محبوبته ووالدته والطبيب المرافق وصعدوا فى السياره عائدين الى شقتهم وعقب دلوفهم جلسوا فى الشرفه الكبيرة الموجوده فى الصاله بينما كان رامى يخرج من غرفته متجها للأسفل وماأن شاهد ثناء حتى هرول نحوها وأرتمى بين أحضانها وقال بتأثر.


-: حمدا لله على سلامتك ياماما ثناء البيت كان مضلم ووحش من غيرك.


قهقه الثلاثه بينما لم يفهم الصغير سر قهقهتم العاليه وظل يحدق اليهم ببلاهة لتقول الأخيرة وهى تمسد على شعرة بحنو وبحس أمومى خالص: عارفه ياحبيبى سامر وزهرة قالولى نفس الكلام ده وأحنا فى المطار ويعلم ربى مدى غلاوتكم عندى أنتم التلاته ربنا يخليكم ليا ومايحرمنى منكم أبدا.


تعتبر ثناء هى مصدر الحنان فى هذا البيت والمحبه فى قلبها واحده..وبعد مدة أجتمعوا نحو طاوله الطعام وعقب أنتهائهم صعدت ثناء للأعلى وهى تضع أحدى ذراعيها فوق كتف مدبرة المنزل لكى تستريح داخل غرفتها أعقبها بعدها بدقائق صعود سامر وزهرة ورامى ثم أستاذن منهم الصغير كى ينام حتى يستعيد كامل نشاطه ويذهب الى مدرسته بذهن صافى,,بينما دلف سامر مع زوجته فى غرفه والدته وظلوا يتسامرون ويضحكون معاها بعض الوقت ثم أخذت الأخيرة جرعه دواءها وتركوها بمفردها كى تستريح من عناء السفر ودلف كلا منهم الى غرفته. 

********************************

داخل شقه ألهام كانت تجلس أمام الطاوله الصغيرة الموضوعه داخل شرفه غرفتها تستند بأحدى مرفقيها عليها بأراحيه ,,بينما كانت تضع كفها الأخر فوق مقدمه وجهها شاردة فى الفراغ الذى أمامها ,,فى هذا التوقيت طرق شقيقها على بابها لكنها لم تجب عليه ما جعله يفتح الباب ببطء وأشرأب برأسه نحو الداخل لكنه لم يجدها مادفع فضوله للدلوف وظل يبحث عنها حتى وجدها تجلس فى شرفتها شاردة حتى أنها لم تنتبه لوجودة ليتجه هونحوها ووقف بجانبها ومسد على شعرها ثم سألها بحيرة . 


-: الجميل سرحان فى أيه كدة يا ترى؟


أنتبهت ألهام لوجودة لتبعد يدها من على وجهها وأستدارت نحوه وتنهدت بلوعه ثم قالت بتأفف :ماأنت عارف ياخالد هو فى غيرة ....ظهرت على جانب زاويه شفتيها أبتسامه ساخرة وقالت بتهكم : هه والغريبه أنه متمسك أوى بالبنت اللى متجوزها دى فيها أيه زيادة عنى!! دى حتى متفرقش كتير ومع ذلك مستعد يبيع الدنيا علشانها فى سبيل نظرة رضى واحدة منها بصراحه البت دى خنقانى آوى ولو جت ليا فرصه أنى أخلص منها مش هأتردد .


أستدار خالد بجسده نحوها وجلس على الكرسى المقابل لها وعلت فوق ثغرة أبتسامه ثعلبيه ووضع كفه فوق كفها وأخذ يربت عليه بلطف ليقول بمكر : أطمنى ياهوما أنا هخلصك منها. 


ألتمعت عين ألهام بخبث وأبتسمت أبتسامه صفراء مثلها لتسأله بحيرة وأستفسار : ها هتعمل أيه؟


تحدث بثقه ومازالت تلك الأبتسامه تعلو فوق شفتيه : هتعرفى بعدين أسيبك بقى علشان أروح أنفذ اللى فى دماغى يلا سلام.


تركها فارغه فاها بدهشة وظلت تحدق على أثر أختفاؤة بحيرة أنتابتها بينما بدأ خالد بترتيب خطته وأراد ضرب عصفورين بحجر واحد وهو أبعاد سامر عن زهرة منها يعيدة الى شقيقته ويطمئن قلبه عليها ثم يرمى شباكه على الأخرى وتنسى أمر زوجها ليكون الطلاق الحتمى هو نهايه المطاف هكذا خيل له عقله المريض عله فى يوما ما ,,يكسب تعاطف وود قلب زهرة,,,وفى صبيحه اليوم التالى ودعت زهرة حماتها وذهبت مع زوجها الى المعهد وماأن دلفوا حتى كادت تتعسر وتقع على الأرض فكعب حذاءها قد خلع من مكانه لكن ذراع سامر كان الأقرب لها حيث لف يدة حول خصرها بقوة وبسرعه البرق كى لاتسقط لتتلاقى أعينهم بنظرة طويله غائمه بالمشاعر الحقيقيه ليحمحم بأرتباك ثم قال بصوته الرخيم والهادىء .

 

-: أنتى كويسه رجليكى ألتوت أو حاجه ؟

حركت رأسها بنفى وقالت برقه : لا أنا كويسه ماتشغلش بالك بيا أسبقنى أنت لأوضه البيانو على ما ألزق الكعب ده وبعدين هأبقى أحصلك.


أوما رأسه بتفهم وتركها متجها الى غرفه البيانو لتزفر بضيق فهى لم يكن ينقصها مثل ذلك الحذاء اللعين لتقوم بفتح حقيبه يدها وأخرجت منه لأصق ومالت بجذعها العلوى نحو الأرض كى تقوم بخلع الحذاء ولصقه وماأن أتعدلت حتى سمعت صوتا يأتى من خلفها وهو يقترب منها بتروى بعدما تأكد من خلو المكان ولايوجد غيرهما حيث أن الجميع مشغول بأعطاء حصته وأصبح صدرة ملاصق لظهرها ثم قال بالقرب من شحمه أذنيها بأغراء وفحيح أفعى. 


-: فرسه جميله فعلا يابخته بيكى يازهورة.

أستدارت بجسدها اليه وقد ظهر الغضب والأستياء والنفور من جانبها بسبب هذا المتعجرف لتقوم بصفعة صفعه قويه فوق وجهه أرتد على أثارها جسده للخلف بخطوتين لتقطب مابين حاجبيها بأستنكار وقالت بأمتعاض : أنت أزاى تتجرأ وتقرب منى بالطريقه المهينه دى ها!! وبعدين أنت أيه ياأخى جبله مابتحسش مش كفايه الدور اللى سبكته كويس مع أختك قبل كده!! حاجه غريبه فعلا أنا مش فاهمة أنت عاوز منى أيه بالظبط؟


ملس خالد فوق صدغه الأيسر بغل وظل يرمقها بوعيد ليقول بدهاء : رغم أن أيدك تقيله أوى بس مش مهم المهم رضاك عنى ياجميل .


أتسعت عينيها برهبه وصدمه وأرتعدت فرائصها خوفا منه ومن نظراته المريبه الغير مبشرة بالخير لتستهل قولها بتهكم : أنت مجنون !!أنت واعى للكلام اللى بتقوله دة ؟ أنا على ذمه راجل ضفره برقبه مائه راجل من عينتك ومش ممكن أخونه مهما حصل يكفى أنى شايله أسمه وبحافظ على شرفى اللى هو شرفه بالظبط عيب آوى على واحد زيك يكلمنى بالطريقه المقيته دى.


دنا خالد منها بخطوات ماكرة لتشير هى بأصبعها نحوة بتحذير : أبعد عنى أحسنلك .....الا أنه لم يبتعد بل زاد من عناده وغافلها على حين غرة منها وأمسكها من أحدى ذراعيها بقوة وأدار جسدها ليصبح ظهرها ملاصق لصدرة وكبل ذراعيها بكلتا يديه كى لاتستطع الفرار منه ثم مال بشفتيه فوق صدغها الأيمن محاولا تقبيلها عنوة لتتململ من بين يديه بمحاوله يائسه منها كى تبعدة عنها لكنه أستمر على موقفه القذر رافضا أفلاتها من قبضته لتصرخ بأستماته وبكل ماأوتيت من قوة مستنجده بزوجها وماأن سمعها حتى ترك غرفه البيانو وهرول وشاهد ذلك الموقف وغلى الدم فى جسدة وبرزت عروق رقبته بالغضب وذهب نحو خالد حتى أصبح خلفه وأمسكه من ياقه قميصه وأدار وجهه اليه ثم لكمه عده لكمات متتاليه أسقطته أرضا ولم يكتفى سامر بذلك بل مال عليه وأمسكه من تلابيبه ولكمه مجددا وأنفه وفمه ينزفان بغزارة ليقول الأخير بصوت جهورى قوى هز أرجاء المكان وتهديد صريح.


-:بلغ الحربايه اللى بعتتك أنى عارف ألاعيبها كويس أوى ومهما حاولت أنت أوهى مش هتقدرو تبعدونى عن زهرة وتنبيه أخير ليك لو شوفت خلقتك هنا تانى سواء كان جوة المعهد أو برة أقسم بالله ماهيكفينى عمرك...ليقوم خالد متأوها من على الأرض وهو يمسك فكه بألم ليقوم سامر بالتربت فوق كتف خالد بتهديد ووعيد :ياريت ماتلعبش بالنار لاأنت ولاهى علشان هتلسعكم فى الآخر فاهمنى يادلوعه ماما.


نظر خالد اليه بشزر والى زهرة نظرات تحمل بين طياتها كل أنواع الوعيد دون أن ينبت ببنت شفه وخرج من المعهد وهو يتألم ويستشيط غضبا وعقب صعودة الى السيارة حتى أرسل رساله نصيه الى نهال مفادها أن تنفذ باقى خطته الشريرة التى فشل أكمالها شريطه عدم الخطأ لتبتسم هى أبتسامه خبيثه وأرسلت له رساله وأخبرته أنها ستلبى طلبه على الفور.... بينما على الجانب الأخر زفر سامر بأرتياح عقب رحيل خالد وأستدار بجسده نحو محبوبته التى كانت تبكى بأنهيار ليقترب هدوء ومسح دموعها بمحرمه ورقيه وسارع بضمها بقوة نحو صدرة وقرب رأسها نحو قلبه وأغمض عينيه بأستسلام وحزن من أجلها فهو لايتحمل أن يراها هكذا بينما كانت هى تستمع الى دقات قلبه المتسارعة شاعرة بالأمان فى حضنه لتتمسك بيه بقوة وظلت تتمسح فيه كقطه صغيرة فى عرين الأسد وبينما هم فى دوامه من المشاعر التي سيطرت عليهم كانت نهال تراقبهم بعيون حاقده وهم فى وضع رومانسى مثل التى تشاهدها فى الأفلام لتجز على أسنانها بحقد دفين وسرعان ماألتمعت عينيها بمكر وأبتسمت أبتسامه صفراء مثلها فهى تعلم من ألهام أن سامر تزوج من زهرة لكن تلك الفتاة بطبعها خبيثه بائسه أحبت أن تقدم خدمه لصديقتها وشقيقها لتخرج هاتفها الجوال من جيب بنطالها وبدأت بألتقاط عده صور لهم وهم فى أحضان بعضهما ورحلت مسرعه وبدأت ببث سمومها فى إذن فتيات وأساتذة المعهد عبر تلك الصور وبحديث كاذب عن علاقه محرمه بين أستاذ وتلميذته ليصبح حديثها المسموم كالنار فى الهشيم وأنقضى اليوم وسط نظرات غامضه ومبهمه من قبل فتيات وأساتذة المعهد الذين كانوا ينظرون الى سامر وزهرة بأشمئزاز وسخريه لكن الأخير لم يعبىء بمثل تلك النظرات وفى صبيحه اليوم التالى تم أستدعاءهم للتحقيق معهم من قبل إحدى الجهات الرقابيه المسماة بالشئون القانونيه حيث ذهبوا معا وعقب دلوفهم الى مكتب المدير جلسوا أمامه وهم يحدقون الى بعضهما مابين تارة وأخرى بدهشة ثم عادوا ببصرهم نحو مدير الشئون القانونيه ليقول سامر بعدم فهم.


-:ممكن أفهم حضرتك مستدعينى أنا وزهرة ليه؟

حدجه مدير الشئون القانونية بنظرة حادة وتحدث بنزق: زهرة كدة من غير أى ألقاب؟ ياأستاذ فى شكوى مقدمه ضدك بأنك بتستغل ضعف الآنسه دى وبتعمل معها علاقة محرمه فعيب أوى على مهنتك كأستاذ موسيقى أنك تشوة صورة المعهد على الملأ كدة عينى عينك ده بدل ماتبقى قدوة حسنه لزمايلك وبعدين فى ناس شافتك وصورتك وأنت بتحضنها وكنتم مع بعض فى وضع مش تمام آسف أنا مضطر أفتح تحقيق فورى فى الواقعه دى.


فهم سامر مغذى حديث مدير الشئون القانونيه ليقوم بأخراج قسيمه زواجه من جيب بنطاله وأعطاها له وقال بهدوء لايحسد عليه:طيب يافندم بعد إذن حضرتك ممكن تقرأ الورقه دى؟


سأله المدير بأستفسار : ورقه إيه دى؟

قام سامر بعدل هندامه واثقا من نفسه ليقول بكل حزم وتأكيد :بأختصار زهرة تبقى مراتى والورقه اللى فى أيد حضرتك دى تبقى قسيمه جوازنا أما بقى اللى وصلك كلام مغلوط عنى أو عنها فهو قاصد يشوة صورتنا قدامك علشان تأخد إجراء تعسفى ضدنا بس يهمنى أعرف مين اللى ورا الشكوى دى؟


نظر مدير الشئون القانونية بأمعان الى قسيمه الزواج وتأكد من صدق حديث سامر ليتنهد بتأفف وهو يصوب بصرة نحو زهرة التى كانت فى حاله صدمه وذهول ليقول بأعتذار رسمى : أولا متأسف لأنى ماكنش عندى علم أنها مراتك ,,ثانياً أنا هأعرف شغلى مع اللى بلغنى بالكلام دة عنكم ,,ثالثاً الشكوى هيتم حفظها والحمد لله أنك قولتلى الحقيقه فى الوقت المناسب قبل ماأخد قرار بتحويلكم للتحقيق وفصلكم من المعهد ...صمت مدير الشئون القانونيه ولم يستطع أن يكمل حديثه شاعرا بالحرج ليعيد عليه سامر سؤاله بجديه شديده.


-:بعد إذن حضرتك يهمنى أعرف مين اللي عمل كدة؟

 قال مدير الشئون القانونيه بأقتضاب: نهال.


أتسعت عينى سامر وزهرة عن أخرهما بصدمه ليكمل المدير بكل ثقه :أطمن ياأستاذ سامر الأجراء هيكون قاسى ضدها وهتتفصل من المعهد نهائي وده هيكون رادع لها ولغيرها علشان نشرت أخبار كاذبه عنكم ...أعطى القسيمه لسامر ليقول بنبرة لينه يشوبها شيئا من المزاح : أتفضل قسيمه جوازك أهى وخد مراتك وأتفضلوا من غير مطرود ...صمت ثوان وعاد ليكمل بوعيد : أما حسابى مع نهال فهيكون عسير جدا.


تم فصل نهال من معهد الموسيقى وكان لازما على سامر أن يعلن زواجه من زهرة أمام الجميع كى يسكت الألسنه و يبعد أى شبهات عنهم ليعم الهدوء داخل المعهد بعد تلك العاصفه الهوجاء التي أحدثتها تلك الملعونه بتحريض من خالد كى يسىء إلى سمعه سامر وزهرة بعدما قام الأخير بضربه ضربا مبرحا وطردة شر طردة.

**********************************************

بعد مرور يومين كان خالد يجلس فى غرفته متكئا فوق فراشه ومتأوهٱ بألم ممسكا فكه المتورم المائل للزرقه بسبب لكمات سامر بينما كانت ألهام تجلس بجانبه وتضع قطعة من القطن المبلل بالمعقم فوق وجهه ليعود متأوهٱ بألم وأستطرد قوله بحسرة.


-: آه براحه شويه ياألهام وشى كله وارم من كتر الضرب.


زفرت ألهام بتأفف وقالت بنبرة هادئه : معلش ياخالودة أستحمل شويه خلاص قربت أطهر الجرح....صمتت وهى تنظر نحو شقيقها بأشفاق ثم سرعان ماأنفلتت منها قهقه خافته وعادت لتقول بنبرة مازحه : بصراحه وشك بقى كله شوارع وأزقه ههههه ...رغم مزاحها أنها عادت للجديه الشديدة قائله بعتاب نحوة : بس أنا عاتبه عليك ياخالد علشان أتصرفت من دماغك من غير ماترجعلى أهو سامر أفتكر أنه ملعوب منى وتسرعك جاب نتيجه عكسيه وأخدت علقه محترمه على أيده.


جز خالد على أسنانه بغل وقال بحقد وغضب وهو ينفث من أنفه مثل الثور الهائج : وهو أنا يعنى كنت بعمل كدة ليه مش علشانك وعلشان عارف أنك مياله له ؟دة حتى دمه يلطش وأيده زى المرزبه ...صمت ثوان وعاد ليكمل حديثه بجديه وبمنتهى الحزم : ألهام أنتى تستاهلى واحد يحبك بجد ويقدرك ويحافظ عليكى ويجرى وراكى مش أنتى اللى بتجرى وراه وميسرك هتلاقيه فى يوم من الأيام بس كمان لازم تحطى فى ذهنك أنك تنسى الزفت اللى أسمه سامر ده خالص طلعيه من قلبك وعقلك علشان تعرفى تعيشى وتكملى حياتك من غيرة.. تنهدت ألهام بحسرة ولوعه وعادت بوضع قطعه القطن المعقم فوق وجهه ليصرخ خالد بألم : آآآه .


أستهلت ألهام قولها بحزن : غصب عنى ياخالد مش بمزاجى صعبان عليا أنى أطلع من المولد بلا حمص ويطير من أيدى بسهوله كدة واللى قاهرنى أكتر أننا كل مانعمل حاجه تبعده عن مقصوفه الرقبه دى يبوظها هو بذكائه وكل خططنا تبوظ .


كانت والدتهما تستمع الى حديثهما خارج الغرفه لتقوم بفتح الباب وظلت تنظر اليهما بصدمه وخيبه أمل وقد أكتست ملامحها بالغضب وقالت بحده وحنق : ياخسارة تربيتى فيكم بقى ده يطلع منكم؟ وسيادتك أنتى وأخوكى عاملين عصابه على سامر علشان تبعدوه عن مراته ,,لا وكمان بتستغفلونى وعاملنى طيشه وسطكم ليه تصغرونى قدامه ليه أهو زمانه بيقول ماعرفتش أربى عيالى حرام عليكم اللى أنتم بتعملوة فيا دة والله العظيم حرام .


طأطأت ألهام برأسها فى الأرض بخجل من والدتها وسرعان مارفعت بصرها نحوها لترى العتاب واللوم فى عينها لتستطرد ألهام قولها بأرتباك وتلعثم : ماما ....أنا ...أنا آسفه لأنى زعلتك منى بس كنت مضطرة أعمل كده علشان سامر أمرة يهمنى.


تحدثت مديحه بحدة: لا أنتى بتعملى كدة علشان مصلحتك وبس لأن سامر دلوقتى بقى حاجه تانيه خالص ومن ساعه ماعرفتى عنوان بيته وعرفتى أنه أتجوز والنار قادت فى قلبك وبتحاولى تبعديه عن مراته بأى طريقه علشان يخلى لك الجو معاه بس أنتى كدة خليته يكرهك أكتر ويشمئز منك وبعدين تعالى هنا من أمتى كان سامر أمرة يهمك بأمارة أيه بأمارة لما سيبته فى عز أحتياجه لكى وجريتى ورا وسيم ...صمتت وكادت ألهام أن تتحدث لولا أن قاطعتها والدتها من الأسترسال فى الحديث مشيرة بيدها نحوها بتحذير : ولا كلمه زيادة مش عاوزة أسمع منك أى مبررات وأعملى حسابك لو كررتى اللى عملتيه ده تانى صدقينى هيبقى قلبى غضبان عليكى سامعه ولالا .....أومات ألهام رأسها بالأيجاب وكانت على وشك التحدث لولا أن قالت والدتها معنفه أياها : مش هأعيد كلامى تانى خلاص.


حركت ألهام رأسها بالأيجاب رغم رفضها لحديث والدتها الأمر لتزفر بضيق وقالت بقله حيله : فاهمة ياماما أى أوامر تانيه؟


قالت والدتها بسخط وهى تنظر اليها بغضب : أتفضلى على أوضتك وهاتى الموبايل دة علشان ماتكلميش حد من ورايا ...أستسلمت ألهام لتحكمات وأوامر والدتها الثائرة وأعطت لها الهاتف فى صمت ثم أسرعت بالركض نحو غرفتها وعقب دلوفها قامت بصفق الباب خلفها بقوة وأرتمت فوق مضجعها وهى تنتحب وتبكى بمرارة...بينما عادت والدتها لتقول لخالد بعتاب شديد وبنبرة تحذيريه : وأنت كمان أعمل حسابك مافيش كلام بينا لحد ماترجعوا أنتم الأتنين لصوابكم .


حرك خالد رأسه وكتفيه بأستسلام دون أن يعقب على حديثها لتزفر مديحه زفرة بأستياء وتركت أبنها عائده نحو غرفتها غاضبه منهم ومن تصرفاتهم غير المسؤوله وعقب دلوفها وقفت أمام سجادة الصلاة تصلى وتدعو ربها برجاء أن يهدى لها أبنائها وبكت بحرقه حتى أنتهت من صلاتها وظلت تسبح بحمد ربها ,,وتذكرت ذلك الموقف الأخير والمحرج عندما قابلها سامر صدفه وطلب منها أبعاد أبنتها عنه كى لايضطر أن يحرجها أمامها.

***********************************************

بعد مرور أسبوعين على براءة أبراهيم أنهال عليه الكثير من العروض للعمل فى كثير من الشركات الا أنه رفض وبأصرار بعد ماحدث معه الى أن جاء له أحد معارفه بعقد عمل فى أحدى البنوك الكبرى والمتميزة التى عليها أقبال متزايد لكثير من العملاء وعلى الرغم من تردده فى بادى الأمر الأ أن قريبه أكد له أنه سيكون مرتاح فى هذا البنك غير أن مرتبه الشهرى سيكون مجزى وأضعاف مضاعفه عن عمله السابق مما أضطر أبراهيم للأذعان لطلب قريبه وذهب معه وقابل مدير البنك وعقب أن أطلع المدير على السيرة الذاتيه الخاصه به وسرد عليه وقائع ماحدث حتى رحب به وطلب منه بألحاح العمل معهم لاسيما أنه يريد محاسب كفأ يعمل على راحه عملاؤة وبعد مرور أسبوع أستقر أبراهيم فى عمله الجديد وفى أحدى المرات التى كان فيها يعمل على مساعده العملاء حتى دلف الى البنك رجل فى العقد الخمسين من عمرة بدى ذو هيبه ويرتدى بذله رماديه اللون كانت تناسبه رغم أمتلاء جسده ليتجه نحو غرفة مدير البنك وعقب دلوفه رحب به بحفاوة وجلس معه وبعد مدة خرج ولمح بعينيه جلوس أبراهيم فوق مكتبه وبدى أنه مشغول بعمله ليقرر الذهاب نحوة وماأن وطأ بقدمه أمامه حتى سقط ظله أمام مكتب الأخير ليستهل هذا الرجل حديثه بتأدب وأتزان .


-: أزيك ياأبراهيم يابنى !!!


رفع أبراهيم رأسه نحو ذلك الرجل وأتسعت عينيه بذهول وألجمته الصدمه عقب رؤيته فلم يخيل اليه أن يرى هذا الرجل مجددا فى حياته وهو أخر شخص لايرغب فى التعامل معه لتظهر فوق ثغرة أبتسامه ساخرة وقال بتهكم : أهلا يافهمي بيه خير أن شاء الله ياترى جاى النهاردة بتدورلى على مصيبه جديده تلزقهالى علشان تقطع عيشى هنا كمان؟


حانت من عين فهمى نظرة حزينه ليقول بألم وأنكسار : عندك حق تقول كدة لكن معرفش أنك شغال هنا ولما لمحتك حبيت أجى بنفسى وأعتذرلك عن اللى عمله أبنى الله يرحمه فيك صدقنى يابنى أنا ماكنش عندى علم خالص أنه هو اللى سرق خزنه الشركه علشان يلزق التهمه فيك كل اللى بأرجوة منك أنك تسامحنى وكنت عاوز منك خدمه صغيرة..وزفر بضيق ولم يعرف من أين يبدأ حديثه ليحمحم بحرج وأستكمل برجاء حار : كنت عاوزك ترجع تشتغل معايا فى الشركه ولك عليا هازودلك مرتبك أضعاف ماكنت بتأخد قبل كدة ها قلت أيه؟


ظهرت أبتسامه ساخرة على شفتى أبراهيم ثم هتف بسخريه لاذعه: ده على أساس أنك مش أتهمتنى ظلم وقلت عليا قدام الظابط أنى حرامى؟ دة أنت فضحتنى وسط زملائى وخليتنى زى العيل الصغير اللى لامؤاخذه عمل حمام على نفسه متأسف يافهمي بيه أنا هنا مرتاح 24 قيراط أما بالنسبه لعرضك فهو مغرى جدا الصراحه لكن مش هأرجع أشتغل معاك دور على واحد تانى يقدر يصون الأمانه طالما أنا مش قدها.


كان فهمى يشعر بالأحباط بسبب حديث أبراهيم الحاد معه وبدى متجهما وحزينا على ماألت اليه الأمور لكنه مد يده وصافح أبراهيم مشددا على يده بقوة ليبادله الأخر المصافحه لكن ببرود وخرج فهمى من البنك منكسر محطم بعد أن خسر أبنه وخسر محاسب كفأ مثل أبراهيم وربما قد يخسر شركته أيضا وتنهار أن لم يجد محاسب أمين مثله يستطيع أنقاذ الشركه من الهلاك والسقوط الحتمى.

*******************************

بعد عناء يوم طويل وشاق وقبل عودته الى منزله صعد أبراهيم فى سيارته متجها الى أحدى المطاعم الشهيرة وقام بشراء عده أطعمه لذيذة وساخنه بجانب الحلوى وخرج من المطعم وعاد بأقتياد سيارته متجها نحو الجواهرجى ثم طلب منه صنع قلادة ذهبيه على هيئه قلبين متداخلين مع وضع صورته وصورة زوجته بالليزر وبعد مرور ساعتين أستلم أبراهيم مراده وقد علت فوق ثغرة أبتسامه محبه عاشقه لزوجته غير أن القلادة بدت جميله كما تمنى ودفع ثمنها وأتجه نحو محل للورود وأشترى باقه من كافه الألوان الزاهيه ثم صعد الى سيارته وظل يقودها حتى وصل الى الشقه وعقب دلوفه اليها أنار مصباح الصاله ليجدها تجلس فوق كرسيها الهزاز مغمضه العينين ليقترب منها ببطء ومال نحو رأسها وطبع قبله فوق جبينها لتفتح سها عينيها فجأة وظلت تتأمل وجه زوجها الذى أشتاقت له بينما أبتسم هو بود وقال بحب. 

 

-: وحشتينى أوى ياسوسو أسبوعين وأحنا مش بنكلم بعض عاجبك يعنى أن الوضع دة يستمر كتير؟


تحدثت سها وقد أدمعت عينيها بحزن : ماهو أنت ساعات اللى بتزعلنى منك ياهيما ومش بتبقى صريح معايا .


عاد أبراهيم ليتحدث بعشق : عندك حق بس أوعدك من دلوقتى ماعنتش هخبى عليكى أى حاجه واللى حصلى كان درس قاسى أوى وأتعلمت منه وكمان ماكنتش عاوز أشيلك همومى حقك عليا المهم أنسى اللى فات وتعالى علشان عندى مفأجاه هتعجبك أوى وقلت فى عقل بالى ياواد ياأبراهيم لازم تصالح مراتك حبيبتك ده غير أن بعدك عنى تعبنى أوى ياسوسو.


ألتمعت عين سها بسعادة حقيقيه وصفقت بيدها كالأطفال وهتفت ببراءة : بجد ياهيما؟


حرك أبراهيم رأسه بيأس وهو يبتسم لزوجته لكنه مع ذلك كان سعيدا من أجلها ليغمز لها بطرف عينيه وقال بمداعبه : متجوز طفله وربنا ههههه تعالى بقى ياحبيبتى علشان تشوفى بنفسك.


بدأ أبراهيم بتقديم الورود اليها وقبل أستكمال باقى مفاجأته حتى زمت سها على شفتيها بعدم رضى وقالت ساخرة : جايبلى ورد ياأبراهيم أعمل بيه أيه أكله يعنى ولاأيه؟ صمتت برهة وعادت لتتحدث بعصبيه وتسرع : بقى دى المفأجاه اللى أنت عاملهالى علشان تصالحنى بيها ؟دة بدل ماتجيبلى دونتس ولا بيتزا ولا حتى تورته بلاش كدة مافيش سلسله حلوة كده تفتح النفس وبعد كدة تقولى مفاجأه. 


أبتسم أبراهيم بخفوت وقال بقله حيله : ماهو لو صبر القاتل على المقتول كان مات لوحده أصبرى وأنتى تشوفى بنفسك. 


بدأ أبراهيم بفتح علب الأطعمة واحده تلو الأخرى بينما صدمت سها وألجمتها المفاجأة حيث وجدت كل ماكانت تتمناه لتصرخ كالأطفال وسرعان ماقامت بلف يديها حول عنقه وقالت بتغنج : ربنا يخليك ليا ياحبيبى وماتحرمش منك أبدا ولامن وجودك فى حياتى. 


بعد ذلك أخرج أبراهيم من جيب بنطاله علبه زرقاء قطيفه وفتح العلبه أمامها  لتظهر القلادة الذهبيه وهى تلتمع وقام بألباسها أياها وبدأ بطبع عدة قبلات رقيقه على طول عنقها حتى أرتوى ثم أستاذن منها للحظات وأتجه نحو حاسوبه المحمول الموضوع فوق طاوله السفرة وأشعلة وبحث فيه عن موسيقى كلاسيكه هادئه حتى وجد مراده ليعود اليها ولف يده حول خصرها بقوة بينما كانت عينيه تذهب وتجىء على وجهها وشفتيها وبدأ يراقصها على أنغام تلك الموسيقى لتذوب سها بين ذراعيه ناسيه نفسها بين أحضانه وبعد أنتهاءهم أبتعد أبراهيم عنها بمسافه شبر ووضع يده فوق بطنها المسطحه ثم همس أمام أذنيها بعشق : أنتى كل حياتى ياسها وأن شاء الله السنه دى نحتفل مع بعض بوجود أبننا. 


قالت سها بسعاده : وأنت دنيتى الجميله ياهيما ربنا يديمك عليا نعمة ياجوزى وحبيبى وصديقى وعمرى اللى جاى كله.


هنا لم يتحمل أبراهيم مقاومة مشاعرة أكثر ليحمل زوجته التى يعشقها بين ذراعيه وصعد بها نحو عشهم السعيد ثم أنزلها ببطء وفتح باب الغرفه لتدلف هى قبله على أستحياء ودلف ثم أغلق الباب خلفه بقدمه وعاد اليها وحملها وأتجه بها نحو الفراش ومددها بتروى وبدأ يبث لها كل أشواقه ومشاعرة المتأججه لينهلا معا من السعاده نهلا وهنا أدرك شهريار الصباح فسكت عن الكلام المباح.

    الفصل الثالث والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close