أخر الاخبار

رواية عازفه علي وتر قلبه الفصل العاشر10 بقلم ياسمين احمد

رواية عازفه علي وتر قلبه 

الفصل العاشر10 

بقلم ياسمين احمد

بعد مضى يومين من وجود رامى داخل المشفى دلف الطبيب اليه فى غرفته كى يطمئن عليه وبعد الفحص وتأكدة أن صحته أصبحت فى تحسن سألته زهرة عما أذا كان بأمكان شقيقها مغادرة المشفى وأستكمال علاجه بالبيت ليجيب عليها الطبيب مؤكدا أنه يمكنه المغادرة وقتما شاء وأستكمال علاجه مع المتابعة المستمرة له حتى يشفى تماما لتزفر الأخيرة بأرتياح شديد فهى بطبعها تكرة وجودها داخل المستشفيات لتبدأ على الفور بمساعدة شقيقها فى أرتداء ملابسه وبعد فترة وجيزة غادروا هما الأثنين برفقه سامر حيث كان يصطف بسيارته أمام البوابه الرئيسيه للمشفى ثم صعدوا بداخل السيارة وقام هو بأيصالهم نحو وجهتهم وعقب وصول الأخير بسيارته وأيقافها داخل الحى حتى قامت زهرة بفتح الباب الأمامى ثم ترجلت منها بهدوء وقامت بعد ذلك بفتح الباب الخلفى لمساعدة شقيقها وأنزاله ببطء ثم أخذت بيده وقامت بوضعها فوق أحدى ذراعيها تسندة من جهة ليشرع سامر بدورة بأسنادة من الجهة الأخرى كل ذلك تم تحت بصر فوزى الذى كان ينظر اليهم بحقد وغل دفين وظل يضرب كفا بكف قهرا وتأففا منهم ليتاجهلوة تماما ثم دلفوا الى داخل البنايه وبدأوا الصعود بتروى من أجل رامى حتى وصلوا بعد معاناه لتقوم هى بفتح باب الشقه بسرعه وعقب دلفوهم أسرع الأخير بتلقائيه فى حمل شقيق زهرة بين ذراعيه حتى أوصله داخل غرفته ثم قام بوضعه فوق فراشه بتأن ودثرة جيدا بالغطاء ثم جلس بجانبه وظل يمازحه وأخذ يمسد فوق شعرة بحنو بالغ حتى غفى الصغير بعد لحظات معدودة..وخرج سامر من غرفه رامى ثم أستاذن من زهرة بالأنصراف كى لايسبب لها المزيد من الأحراج وعقب نزوله درجتين من درجات السلم وقبل أغلاق الأخيرة باب شقتها حتى عاد مجددا ووقف أمام الباب ثم قام بأخراج هاتفه من جيب بنطاله وقال بكل حزم وتأكيد .


-: خدى يازهرة دة رقم تليفونى دونيه عندك وماتتكسفيش أو تترددى أنك تتصلى عليا فى أى وقت ولو أحتجتى أى حاجه ضرورى أو عاوزانى أساعدك فى أى شىء يخص رامى أنا تحت أمرك أنتى بس رنى عليا على طول وتأكدى أنى هاكون عندك فى ساعتها أتفقنا.


شعرت زهرة بالحرج الشديد وبقت مترددة بعض الشىء أترفض أم تحتفظ برقم هاتفه لوقت الحاجه كانت فى حيرة وتخبط من أمرها وبعد ثوان موجزة من الصمت الذى خيم عليها حسمت أمرها وأخذت رقم هاتفه وقامت بتدوينه فى هاتفها ثم تسألت فى نفسها لماذا سامر يهتم لأمرهم أيشفق عليهم أم هى رأفه منه بحالهم !! لتعود الحيرة بداخلها من جديد ..غير أنه فى كل مرة ومن خلال تعامله معها تكتشف فيه خصله جديدة طيبه لتقول بأبتسامه هادئه وبأمتنان شديد : أنا متشكرة جدا على تعبك معنا ياأستاذ سامر ربنا يقدرنى وأرد معروفك ده فى يوم من الأيام.


دنا سامر منها بخطوات سريعه حتى أصبحت المسافه بينهم قريبة جدا لتلفح أنفاسه الساخنه صفحة وجهها الأبيض ثم علت فوق ثغرة أبتسامه جذابه زادته وسامه فوق وسامته لكنه تدارك خطأه سريعا ليبتعد عنها على الفور وتراجع بظهرة للخلف بخطوتين ثم قال معاتبا أياها : تانى يازهرة أنت مابتغلبيش يابنتى من كتر الكلام فى الموضوع ده بصى من الأخر كدة مافيش أى حاجه هتترد خلاص ثانيا ودة الأهم أنى مش بحب البنت اللى بتزن كتير ..صمت لبرهة ثم عاد ليستكمل حديثه بكل هدوء : يلا أسيبك بقى علشان تستريحى لأنك بقالك يومين مرهقه وعينكى ماشفتش النوم وأن شاء الله هأبقى أجى أطمن على رامى مرة تانيه يكون أحسن من دلوقتى عن أذنك أشوف وشك على خير.


ودعها سامر ثم نزل من البنايه وصعد داخل سيارته وتحرك بها وقادها عائدا بها نحو شقته وفور وصوله وضعها فى الجراج المخصص لها ثم ترجل منها وتوجه نحو باب الشقه وهم بفتح الباب ببطىء كى لايصدر صوت ودلف متجها نحو الشرفه الواسعه وجلس فوق الكرسى بأرهاق ثم شرد عقله فى زهرة وكيف كان الأسبوع الذى غابت فيه عن المعهد أثر عليه بالسلب ثم ظل يتسأل فى نفسه عن سر السعادة التى تكمن بداخله كلما ألتقى بها وتلاقت سودويته ببنتيها الجميله ,ففى الفترة الأخيرة يشعر بالكثير من المشاعر المتخبطه والغير مفهومة أتجاة تلك الحسناء .. وعلى الجانب الأخر كانت والدته قد نزلت نحو الطابق الأرضى وأصبحت على مقربه منه لتجدة يجلس بشرود ثم قررت التوجه اليه وعقب وصولها قامت بقطع تفكيرة بالتربت على كتفيه بحنو لينتبه هو سريعا اليها حيث أستدار بوجه باسم لها ثم أعتدل فى وقفته وقبلها من أعلى رأسها لتسأله هى بأهتمام عن سبب تغيبه عن البيت خلال اليومين الماضيين ليبدأ هو بسرد ماحدث مع زهرة وشقيقها مما أضطرة للبقاء معهم لكنها وكأم نظرت الى عين أبنها بأمعان شديد لتلاحظ عليه تغير سبق وأن رأته من قبل عندما أعجب بألهام وأحبها لتقول له بمكر.


-: أحم الا قولى ياسامر أنا شيفاك بقالك فترة كده عمال بتتكلم عن زهرة كتير قد كدة هى جميله؟ 


أتسعت عين سامر بصدمه ولم يعقب على حديث والدته فهو يعلم جيدا أن الأخيرة تقرأ لغه العيون وتفهمها عن ظهر قلب لكنه سرعان ماأجاب عليها بتحفظ وأرتباك ظهر جاليا فوق ملامحه الرجوليه: أمى أنا سبق وقلتلك أن زهرة بالنسبالى مجرد تلميذة مش أكتر .


نظرت له ثناء بخبث وضيقت عينيها بمكر ثم قالت بمداعبه ومشاكسه وأيضا بعدم أقتناع: مش باين يابن بطنى أنها مجرد تلميذة.


حاول سامر الأنكار حيث أجاب بعكس مابداخله  : لا أطمنى هى بالنسبالى تلميذة وبس...... صمت لبرهة ثم زفر متنهدا بقوة وعاد ليستكمل حديثه بكبرياء : ثم أنتى عارفه كويس أنى مابكرهش فى حياتى قد الجنس الناعم بسبب خيانه ألهام ومستحيل أحب تانى خلاص هو درس قاسى وأتعلمت منه ومش هكرره تانى.......عاد للصمت من جديد محاولا تكذيب أحاسيسه التى طرأت عليه مؤخرا رغم حاله الأرتباك الظاهرة داخل مقلتيه الا أنه قال بأقتضاب : عن أذنك ياأمى أنا طالع أوضتى علشان تعبان ومحتاج أنام تصبحى على خير...... أولى ظهرة لوالدته وبدأ يصعد فوق درجات السلم بتروى كعادته بينما ظلت هى تراقبة فى صمت وبات لديها يقين مؤكدا بأن أبنها قد عاد للوقوع فى الحب لكنه يصر عكس ذلك لترفع يدها الى السماء مبتهلة الى الله تدعوة أن يعوضه خيرا عن تلك البائسه ألهام.


صعد سامر الى حيث غرفته وعقب دلوفه أغلق باب الغرفه خلفه بقدمه ثم أستند برأسه عليه وأغمض عينيه ومستسلما لصورة زهرة التى ظهرت فى مخيلته لثوان عده ليفتح عينيه مجددا ثم توجه نحو الحمام وبدأ بخلع ملابسه المتعرقه ووقف داخل البانيو لأخذ حماما دافىء بعد أرهاق دام ليومين متواصلين حاول أن ينفض أفكارة عن تلك الحسناء الجميله وتحدث اليه عقله بعتاب وأخبرة أنها مثلها مثل باقى النساء بطبعهن الخيانه والغدر ,,لكن هالة البراءة المحاطة بها تقول عكس ذلك حتى أنها لاتفارق خيالة أينما ذهب ليتنصر العقل فى النهايه وأخذ سامر فوق عاتقه أنه لن يسلم قلبه مرة أخرى لأى أمرأة مهما كانت حتى يتأكد من صدق نواياها أتجاهه وأنها لن تغدر به كما فعلت سابقتها فمما لاشك فيه أنه لن يتحمل المزيد من الغدر والخيانه.. وبعد أن أنهى الأخير حمامه خرج بمنشفه كبيرة تلف خصرة ثم توجه نحو خزنه ملابسه وفتحها وهم بأخراج ترنج رياضى رمادى اللون وقام بأرتداؤة ومن ثم صفف شعرة بعنايه ووضع عطرة ثم توجه بعدها نحو فراشه وأستلقى على شطرة الأيمن بأرهاق وأغمض عينيه كى ينام ولكن هيهات فلم يعرف النوم طريقا لجفونه لذا ظل يتململ يمينا ويسارا على غير هدى بحثا عن النوم لكن دون جدوى وبقى على تلك الحال حتى بدأت تبراشير الصباح تهل عليه من جديد ليغمض عينيه بعد معاناه وذهب فى ثبات عميق بعد ليل طويل مر عليه كالدهر ومعركه شرسه بين قلبه الذى بدأ يميل للحب من جديد وعقله الذى يرفض ويطالبه بالتروى والتمهل فى أى قرار يتخذة كى لا يندم كما فعل فى السابق. 

********************************************

عودة مرة أخرى لقنا وبداخل كفر العمدة حمدان النجدى كان عواد داخل غرفته بالطابق العلوى مستلقيا على ظهرة بأراحيه ثم أخذ يتمطى فوق فراشه وبجوارة زوجته راويه حيث كان عقله شارد فى حديث والدة عن الأنتواء لذهابهم للأسكندريه للتعرف على أبنه عمه والتى ستكون أول مرة يقابلها ثم حاول رسم صورتها فى مخليته وأخذ يبتسم ببلاهة وبينما هو فى حاله من التركيز الشديد والتفكير بها حتى زفرت زوجته بحنق وأخذت تلوك بشفتيها يمينا ويسارا بأستنكار وبحاجب مرفوع وظلت تنظر اليه بضيق وتأفف لعدم مبالاته بها حيث قامت بنكزه فى أحدى ذراعيه بقوة كى ينتبه اليها ما جعلة يفيق من شرودة سريعا ثم أستدار برأسه اليها وظل ينظر اليها بشزر وبحاجب مرفوع لتقول هى بسماجه . 

 

-: أيه اللى واخد عجلك ولهيك أكده يابعلى. 

أجاب عليها عواد بمنتهى البرود : أبدا ياراويه حبه مشاغل أكدة أصل السماد بتاع الأرض ناجص فى السوج والمحصول هيدبل لو مش حطينا السماد فى وجته ورويناه كويس حتى بوى طلب منى أبجى أشوف أيه اللى ممكن نعمله جبل الزرع مايفسد.  


عادت راويه برفع أحدى حاجبيها بأستنكار شديد وقد حلت الغيرة بداخل مقلتيها محل الحنق والغضب الذى أعتمر داخل قلبها لتقول ساخرة من حديث زوجها وكذبه عليها : بجى المشكل فى السماد بردك؟


حدق عواد الى عين زوجته بدهشة من لهجتها الساخرة معه ليقوم بتضييق عينيه نحوها ثم رمقها بتحذير وقال بصوت شبه قوى وجهورى : بجولك أيه ياوليه أصطبحى وجولى ياصبح ماشى .......زفر بضيق ثم تعالى صوته أكثر وأصبح أكثر حدة ليكمل بنفس الصوت الجهورى الغاضب :ثم تعالى أهنه أنتى أزاى بتحدتى وياى أكدة وعماله تلفى وتدورى فى حديت ملهوش أول من أخر أختصرى وجولى عاوزة أيه من غير لف ولادوران لأنك عارفانى كويس جوى مابحبش حد يسخر أو يجلل منى. 


ضيقت راويه بدورها عينيها نحوة ثم قالت بأمتعاض وبصوت شبه مرتفع : البارحه وصلنى حديت أنك ماشى فى موضوع جواز من واحدة تانيه بجى على أخر الزمن عاوز تغدر بيا ياعواد ليه ها أنا كنت عملت فيك أيه علشان تعمل فيا أكدة ياظالم ياللى ماعندكش جلب.


أعتدل عواد من فوق الفراش فى لمح البصر كمن لدغه عقرب حيث باغتها بوضع كفه فوق فمها ويده الأخرى خلف رقبتها كى يسكتها وظل يهزها بقوة وقد ظهرت الشعيرات الدمويه الحمراء داخل عينيه من شده الغضب ثم قال بحدة وأستنكار :سدى خمشك ده عاد ثم تعالى أهنه وجوليلى جوام جيبتى الحديت دة من وين؟ أنطجى بدل ماأجتلك فى يدى دلوجكيتى.


شعرت راويه بالنفور والخوف الشديد من زوجها فهو عندما يغضب يثور ولايعرف من أمامه لكنها مع ذلك لم تحاول تلطيف الأجواء بينها وبينه لتقول له بعتاب وعند : يعنى الحديت طلع صوح ياعواد عاوز تتجوز عليا ماكنش العشم يابن خالى. 


نفذ صبر عواد أتجاة زوجته وقام على الفور بلى أحدى ذراعيها بقوة حتى كاد أن يكسرها فى يدة قائلا بكل الغضب والشر الذى ملأ كلتا عينيه : للمرة التانيه بجولك جيبتى الحديت دة من وين ولو ماجولتيش حالا جسما بالله لأكون دفنك أهنه وحيه كومان أنطجى عرفتى كيف؟


تألمت راويه بسبب شدة قبضه يده على ذراعيها حتى أدمعت عينيها من شده الألم ثم قالت بقله حيله : البارحه كنت بمر صدفه يعنى بالجرب من باب مكتب عمى وسمعتك وأنت بتتحدت وياه أنك هتتجوز بت مليحه وزين وحلوة وأسمها كومان زهرة وتبجى بت عمك محمد وموجوده فى الأسكندريه صوح أكدة ولالا يابعلى ياأبو عيالى. 


رمقها عواد بشزر وعاد مجددا بأمساكها من ذراعيها بقوة أكبر من سابقتها ليقول بلهجه تحذيريه : آآه يعنى أنتى بجى كنتى بتتصنطى وبتتلصصى عليا دة أنتى نهار أبوكى مش فايت ويياى ؟؟ صمت لبرهة ثم عاد ليكمل بلامبالاه: بس عاوز أجولك أنى حر فى تصرفاتى أتجوز كيف مابادى ثم أن الشرع حلل لي أربعه يعنى ممكن أطلجك وأرميكى رميه الكلاب وأتجوز ست ستك فاهمنه ولالع ياراويه ....... ترك عواد ذراعيها ثم صمت يحاول تهدئه أعصابه المنفلته حتى هدأ نوعا ما وأخذ يقلب فى عقله كيف يخرج نفسه من تلك الورطه التى وضعته فيه زوجته فهو يعرفها حق المعرفه بأنها لن تصمت حتى تفضحه عند أهلها بل وفى بيت العائله ليزفر زفرة مطولا بضيق وقرر أستجماع شجاعته قائلا بكذب : بصى ياراويه أنى هتجوزها مصلحه مش أكتر علشان جدى الله يرحمه جبل مايموت كتب لها نص الأرض بتاعتنا يعنى هى هتاخد منينا 10 أفدنه لوحديها وبوى عاوزهم بأى طريجه ودة مش هيحصل غير أذا بجت على ذمتى وبعد أكدة هبجى أخليها تكتب تنازل عن حجها فى ورث جدى وأطلجها فى ساعتها أظن أكدة وضحت كل الأمور لكى بس أعملى حسابك لو أصريتى تفتحى خشمك لأى حد هأجطعلك لسانك ده فهمانه يامرتى ياحلوة ياسكرة ....شعرت راويه بالغيظ والقهر منه وقررت ألتزام الصمت رغم عدم أقتناعها بما قاله عواد ليعيد عليها الحديث مجددا بنبرة أكثر صرامه : فهمانه ولالع ياراويه؟


جزت راويه فوق أسنانها بغيظ وتأففا منه قائله بحقد أعتمر داخل قلبها : فهمانه طبعا يابعلى.


زفر عواد بأرتياح لكنه كان أرتياح يشوبه القلق أتجاه زوجته ليقول بمنتهى البرود والجمود الذى ملأ عينيه : أيوة أكدة أحبك وأنتى مطيعه يامرتى يامؤدبه.


راويه وهى تتوعد داخلها سرا : بجى أكدة ماشى ياعواد أنت اللى بدأت دة أنى هأطين عيشتك وهخلى سنتك سوخه فوج نفوخك وأبجى جابلنى لو طولت شعرة واحدة من ست الحسن دى ومابجتش راويه الحوفى أما خليتك تلف حولين نفسك وبكرة تشوف.

**********************************************

عودة مرة أخرى لبرلين حيث كانت ألهام تجلس عند أحد أركان الغرفه منطويه على نفسها تبكى وتجهش حظها العسر مع زوجها البائس وسيم فهو تركها منذ أسبوع حبيسه داخل غرفتها ولم يرفق بحالها كأنها ليست زوجته غير أنها لم تذق الأ قليل القليل من فتات الخبز الجاف التى كانت تدخله لها مدبرة منزله بأمر منه وبينما كانت هى تبكى وتنتحب أذ سمعت مفتاح الغرفه يدور فى الباب من الخارج ما جعل الخوف والرعب يدب فى أوصالها ليقوم هو بفتح باب الغرفه ثم أشعل المصباح ودلف بأعين مشتعله حاقده لتقوم هى فى الحال بوضع كفها فوق جبهتها لمنع وصول الضوء الى وجهها فهى لم ترى النور من فترة حيث كانت تعيش فى ظلام غرفتها وحياتها أيضا طيله أسبوع بأكمله الأ أن زوجها التعيس والبائس لم يرفق بها حيث توجه بحركه مفاجئه وخاطفه منه نحو خزنه ملابسها وقام بفتحها ثم أخرج منه فستان سهرة أسود عارى الأكتاف والظهر وقام بوضعه فوق الفراش بأهمال ثم دنا منها بخطوات ثلعبيه ماكرة وهم بأمساكها من أحدى ذراعيها بعنف وأجبرها على الوقوف أمامه ثم قال لها بقسوة وبرود ثلجى . 


-: ألبسى الفستان دة قدامك خمس دقايق بالظبط وتكونى جاهزة وياريت كمان تدارى الكدمات اللى فى وشك بالميك آب علشان عندى حفله عشاء عمل لأن المدير بتاعى طلب منا أن كل واحد يجيب مراته معاه . 


نفضت ألهام يدة من فوق ذراعيها بقوة ثم تحدثت بحدة وعند : مش هألبس حاجه ومش رايحه معاك فى حته أنا مش خدامه عندك تمشينى على هواك. 


لكمها فى وجهها بمنتهى القسوة حتى سال الدم من زاويه شفتيها ثم قال لها بوعيد : نفذى أوامرى من غير نقاش لأن عفاريت الدنيا بتتنطط قدامى دلوقتى فيستحسن تسمعى الكلام من سكات بدل ماأخنقك فى أيدى أجيب أجلك ومش تنهدينى علشان مش أوريكى الوش التانى اللى أنتى عارفاه. 

 

كان جسد ألهام يرتجف بشده خوفا منه لتقول بشفتين مرتعشتين : حاضر أمرك ياوسيم بيه بس ممكن سيبنى لوحدى لحد ماأخلص؟


كان وسيم على يقين وثقه بأنها لن ترضخ له سوى بالتهديد لتلين ملامحه القاسيه فى ثوان ثم عاد ليقول ببرود ثلجى وهو يضع يديه فى جيب بنطاله: أوك هسيبك بس لو فات الخمس دقايق ماجهزتيش هأسود عيشتك أوك يابيبى. 


رمقها بكره ثم تركها صافقا الباب خلفه بقوة لترتمى هى فوق الفراش وعادت لتجهش مجددا بالبكاء ثم تذكرت تهديده لتقوم فى الحال بمسح دموعها المنهمرة من فوق وجهها وأخذت الفستان على مضض ودلفت الى الحمام لأرتداؤة وبعد عدة دقائق خرجت ثم توجهت نحو التسريحه وصففت شعرها بعنايه وقامت بوضع الميك آب فوق وجهها وأكتافها لتدارى بها جميع الكدمات حتى بدت كالقمر فى كبد السماء لكن خانتها دمعه حائرة من داخل مقلتيها لتقوم بمسحها بسرعه وبينما هى تنعى حظها أذا عاود هو الدلوف عليها مجددا ليجدها فى أبهى صورة وعادت البرودة والقسوة الى ملامحه من جديد ليقول بلامبالاة. 


-: يلا علشان منتأخرش أكتر من كده. 


سارت ألهام خلفه تجر قدميها جرا بيأس وأحباط وعقب وصولها الى سيارته حتى صعدت فى المقعد الخلفى دون أن تنبت ببنت شفه حتى وصلوا الى مكان الحفل وعقب دلوفها أنقبض قلبها بشده وشعرت بالأختناق فهى لاتحب تلك الأماكن المزدحمه غير أنها أيضا لاتحبذ هذا المكان تحديدا بسبب كرهها لمدير وسيم فهو دوما مايرمقها بنظرات ذئب جائع يريد ألتهامها لكنها مع ذلك بقت بجوار زوجها متحاشيه جميع من بالحفل وفجأه أنقطع التيار الكهربائى عن المكان بأكمله ليزداد خوفها أكثر وتسارعت نبضات قلبها رعبا وبينما هى تحاول سحب أنفاسها بصعوبه بسبب رهابها من الظلام أذ شعرت بيد غليظه تمسكها من معصمها بقوة وتجرها خلفها جرا وبعد عدة دقائق شعرت بهدوء حذر عكس ذلك الصخب الموجود بالحفل كأنها أصبحت فى غرفه منعزله وبأنفاس كريهة وقريبه من وجهها ثم وجدت من يقوم بمحاصرتها بكلتا يديه نحو الحائط كى لاتهرب منه فكان خاطفها شديد الذكاء حيث كان يرتدى نظارة تجعله يراها فى الظلام بعكسها هى فكان الظلام يحاصرها من كل أتجاه ثم فجأه أنقض على شفتيها وأخذ يقبلها عنوة وبشهوة ,,بينما يدة الأخرى كانت تعبث بأجزاء حساسه من جسدها وبأثارة ثم سمعت صوته البغيض على نفسها وقلبها يقول بهمس فى أذنيها وبفحيح أفعى.


-: ماتخافيش ياألهام هانم كل شىء ماشى تمام زى ماكنت عاوز بالظبط حتى أنى أمرت الخدم يقطعوا النور عن الحفل علشان الجو يخلو لنا ولبست نضارة تخلينى أقدر أشوفك كويس أوى وبصراحه كدة أنتى مغريه جدا وعاوزة تتأكلى أكل ومع ذلك مصرة تتمنعى عنى بس أنا مش هسيبك الليله غير لما أخد حقى منك سواء كان برضاكى أو غصب عنك.


حاولت ألهام دفعه بكلتا يديها لتبعده عنها رغم الظلام الحالك والمحاط بها من كل جانب وقد نجحت بأعجوبه ثم أسرعت بأخراج هاتفها من حقيبه يدها وأشعلت ضوء الشاشه لترى بصيص من الضوء الخافت وذئب شرس جائع يقف أمامها يريد الأنقضاض عليها وأفتراسها لكنها مع ذلك تمالكت نفسها قائله له بتهديد . 


-: أحسنلك تبعد عنى ياقدرى بيه لأحسن والله أصرخ وألم عليك كل الموجودين فى الحفله وأقول لهم على قذارتك ودنائتك يانتن.


أوقع قدرى الهاتف من يدها بحركه مباغته منه ثم عاد لينقض عليها كالوحش مقبلا أياها من جديد ومستغلا بذلك عدم وجود أحدا بالقرب منهم لكنها كانت أسرع منه حيث نجحت فى ضربه فى منطقه حساسه له ليصرخ على أثرها متألما ثم مالت بجذعها العلوى تبحث عن هاتفها الملقى على الأرض حتى نجحت فى ألتقاطه وعندما كانت على وشك الوقوف بأعتدال كى تشعل ضوء هاتفها حتى أسرع هو بأمساكها من أحدى قدميها بقوة وطرحها أرضا لكنها مع ذلك أبت الأستسلام حيث مدت يدها تبحث عن هاتفها لتجدة ملقى بجانبها لتعود مجددا بألتقاطه وأشعلت ضوء الشاشه ثم قامت بلكم قدرى بحذاءها ذو الكعب العالى فى وجهه بقوة ليتراجع هو عنها بخطوتين للخلف ثم همت بالوقوف وظلت ترمقه بكراهية ولم تكتفى بذلك بل عادت لضربه لكن تلك المرة فى بطنه حتى أوقعته على الأرض وأسرعت بفتح باب غرفه مكتبه وأخذت تركض فى ممشى طويل كعداء فى سباق للجرى ثم وجهت هاتفها نحو الحائط تبحث بعينيها يمينا ويسارا عن أى شىء قد يدلها على محول الكهرباء حتى وجدته مثبت فى الحائط لتقوم على الفور بتحريك المحول الى الأعلى وعاد الضوء مجددا الى الحفل وظلت تبحث بعينيها عن زوجها من بين الحضور لكنها لم تجدة لتقرر حسم رأيها والخروج من تلك الحفله البائسه واللعينه وعندما خرجت لم تجد أثرا لسيارة وسيم بالخارج لتجهش فى البكاء بهستريا شاعرة بأن أنفاسها تنسحب منها ببطء شديد لكنها حاولت جاهدة تمالك نفسها ثم أشارت لسيارة عابرة كى توصلها الى المنزل لكن سائقها رفض أن يقلها لذا حاولت أعادة الكرة من جميع من مروا بسيارتهم نحوها لكنهم كانوا يرفضون وبعد ثوان عدة مرت شاحنه كبيرة لتشير بيدها لصاحبها برجاء كى يوافق ويقلها فى طريقه فما كان منه الا أن رفق بحالها ووافق على أيصالها وبعد فترة وجيزة كانت ألهام قد وصلت الى منزلها ثم شكرت صاحب الشاحنه بأمتنان على معروفه نحوها ونزلت من الشاحنه ودلفت متجهة نحو باب منزلها وعقب أقترابها من الباب حتى أشتعل الغضب وأعتمر الكره بداخلها أتجاه زوجها الملعون وهمت بقرع الجرس بقوة لتقوم مدبرة المنزل بدورها بفتح الباب لها لتقوم ألهام بدفعها للخلف بخطوتين وقالت بعيون يملؤها الحقد والبغض .


-: سيدك فين!!

أشارت لها مدبرة المنزل نحو الطابق العلوى لتصعد هى فوق الدرج بخطوات جريئه حتى وصلت نحو غرفه نومها وعقب دلوفها وجدته مستلقى فوق الفراش بأراحيه ينفس سيجارته بتروى وبرود لتهرول هى بأتجاهة حتى وصلت اليه ثم ظلت تضربه فوق صدرة بغل وحقد وقالت بصراخ هستيرى .


-: أنت بنى آدم أنت ..أنت لايمكن تكون زى باقى البنى آدمين بتحس وعندك دم أنت حيوان طلقنى ياوسيم طلقنى أنا بكرهك.


كادت أن تضربه مجددا الأ أنه كان أسرع منها حيث قبض بيده حول عنقها وظل يخنقها بقوة وعندما شعر أن أنفاسها بدأت تقل وتموت من بين يديه حتى أفلت يده من فوق عنقها ثم قال بأستهزاء وسخريه : أنا ياهانم مطلقك من شهر بس كنت بشبع رغبتى منك علشان أذلك وأكسرك عارفه ليه لأنى حيوان زى ماقلتى وجريتى ورا الوهم أتجوزتى فلوس وبس فأنتى بالنسبالى مجرد وسيله أمتع بيها نفسى مش أكتر من كدة. 


حديثه أثار حنقها وسخطها وزاد من بغضها أتجاهة لتشتعل عينيها بالغضب والحقد وقامت برفع يدها للأعلى كى تصفعه على وجهه لكنه باغتها بأمساك يدها ونفضها بقوة ثم أسقطها على الأرض وظل يضربها بقدمه بقسوة فى سائر جسدها ثم عاد مجددا وأمسكها من شعرها وأجبرها على الوقوف أمامه وعندما كاد أن يعيد كرته أذ أسرعت هى بعضه من معصمه بقوة حتى سالت الدماء من يده بغزارة ثم تركته وهرولت نحو الدرج بسرعه الريح حتى هربت من هذا المنزل المشؤم وظلت تركض على غير هدى وقدميها لاتقوى على حملها وهو يركض خلفها كالوحش الثائر الى أن نجحت فى تضليله وأتخذت طريقا أخر حتى أختفت تماما وبعد غضون ثوان وجدت منزل يطل على أحدى الشوارع الفرعيه لتقوم بقرع الجرس وقلبها يخفق خوفا من أن يعثر عليها وسيم ليقوم صاحب المنزل بفتح الباب لها لتدلف بسرعه وقامت بأغلاق الباب خلفها وظلت تزفر بصعوبه محاوله ألتقاط أنفاسها اللاهثه من فرط الركض ..أما عن زوجها فلم ينجح فى الوصول اليها وأخذ يجول بعينيه يمينا ويسارا بحثا عنها لكن بأت كل محاولاته بالأخفاق وقرر العودة الى شقته بأستسلام .أما عنها هى فقد تنفست الصعداء ثم شكرت صاحب المنزل وزوجته على حسن ضيافتها لديهم ثم أخرجت هاتفها من الحقيبه وداست بأناملها فوق أول رقم كان مدون عندها ليجيب عليها من الطرف الأخر صوت محبب الى نفسها لتقول بأريتاح .


-: أزيك ياخالد .

أجاب عليها خالد بأشتياق :هوما حبيبتى وحشتينى عامله أيه ياقلب أخوكى وأزى جوزك ... صمت لبرهة ثم عاد ليكمل حديثه بعتاب لها : بس أنا عندى عتاب عليكى معقوله كل المدة دى متسأليش علينا هو أنا وماما مش وحشناكى ولاأيه!!


أختنق صوتها وأنهمرت الدموع من داخل مقلتيها بغزارة ثم أجابت بصوت خرج منها بصعوبه : أكيد طبعا وحشتونى جدا بص ياخالد أسمعنى كويس أنا من بكرة هشوف أى فندق أبيت فيه على ماأروح السفارة المصريه هنا ترجعنى مصر ولما السفارة تحدد ميعاد سفرى هأقولك علشان تبقى جاهز أنت وماما تستقبلونى فى المطار تمام. 

 

شعر خالد بشىء مريب فى صوت وحديث شقيقته ليسألها مستفسرا بحيرة : ألهام بالراحه كدة وفهمينى واحدة واحدة لأنى مش مستوعب منك ولا كلمه أنتى فين دلوقتى؟ وليه هتروحى السفارة ؟ وأيه اللى حصل بينك وبين وسيم ؟ طب أنتى كويسه؟ 

 

ظهرت على جانب زاويه فم ألهام شبه أبتسامه تهكميه ثم قالت فى مرارة ولوعه: أنا كويسه يا خالد ماتشغلش بالك أما بخصوص اللى حصل فيطول شرحه ومش هينفع أحكيلك فى التليفون لما أرجع مصر أن شاء الله هأقولكم على كل حاجه أنما دلوقتى لا المهم سلامى لماما كتير على ماأشوفكم على خير مع السلامه ياحبيبى. 


أغلقت ألهام هاتفها مع شقيقها ثم زفرت مطولا بأرتياح لأنها تخلصت أخيرا من هذا الكابوس المسمى وسيم ذلك البائس الحقير الذى ذاقت على يديه جميع ألوان العذاب.

*******************************************

عودة مجددا الى الأسكندريه.  

وبعد مرور يومين أستيقظ سامر كعادته ثم صلى فرضه وتوجه فيما بعد نحو الطابق الأرضى لكن عقب وصوله وجد والدته تجلس فوق كرسيها الهزاز ووجهها شاحب على غير العادة ويبدو عليها أمارات التعب والأرهاق ليهرول نحوها وأنحنى فوق ركبتيه وجلس أمامها وقام بوضع أحدى يديه فوق كتفيها وأخذ يربت عليها بحنو بالغ وأستهل ليقول بقلق واضح.


-: مالك ياأمى شكلك النهاردة مش طبيعى أنتى تعبانه أتصل بالدكتور يجى يكشف عليكى؟


هتفت ثناء بأرهاق : مافيش داعى يابنى دول شويه أرهاق وهيروحوا لحالهم ماتشغلش نفسك أنا هبقى كويسه .


لم يقتنع سامر بما قالته والدته ليقول بحزم وتأكيد : لاياأمى أنتى تعبانه ودة باين على وشك أنا هأتصل بالدكتور حالا .


قام سامر بأخراج هاتفه الجوال من جيب بنطاله وأجرى أتصالا عاجلا بالطبيب لكن الأخيرة سرعان ماأمسكته من معصمه تمنعه من ذلك ثم قالت بأنفاس لأهثه ومتقطعة.


-: ملهوش لازمه ياسامر روح المعهد شوف مصلحتك وصدقنى أنا هبقى تمام.


حرك سامر رأسه بنفى قاطع وقال بأصرار شديد : لا مش هروح المعهد أنتى تعبانه كده أنا هتصل بالدكتور جودت يجى يكشف عليكى وكمان علشان قلبى يبقى مطمن عليكى.


أجرى سامر الأتصال بالطبيب جودت وطلب منه أن يأتى على وجه السرعه للكشف علي والدته وبعد ربع ساعه حضر الأخير وبدأ يتفحصها وعندما أنتهى أخذ سامر خارج الغرفه وقد بدى على ملامحه أمارات الحزن والآسى ثم قال بعلميه: بص ياسامر أنا هكلمك بمنتهى الوضوح شوف يابنى والدتك مريضه بالقلب من زمان وسبق وقلتلها أنها لابد تعمل عمليه لأن حاله القلب كل يوم بتسوء لكنها كانت فى كل مرة بتعاند وبترفض بحجه أنها ماتقدرش تسيبك أنت ووالدك الله يرحمه لوحدكم لأنك وقتها كنت لسه صغير ودلوقتى ماينفعش أخبى عليك أكتر من كدة العمليه لأزم تتم لها فى أسرع وقت ويستحسن تمشى فى الأجراءات من دلوقتى وياريت كمان تتعمل برة لأن الأهتمام بوالدتك هيكون أحسن وأفضل هناك عن هنا .....صمت برهة ثم عاد ليكمل بثقه : آه بالمناسبه الدكتور مجدى يعقوب موجود حاليا فى لندن وهيفضل متواجد لفترة ممكن أعطيك رقم تليفونه تتصل عليه وترتب معاه أجراءات سفرها وهو دكتور محترم جدا ومش هيتأخر عنكم .


ظهر الحزن جليا داخل عين سامر وبدى على وجهه الأسى فهو غير مستعد أن يخسر والدته فى الوقت الراهن ليزفر زفرة مطوله بأحباط ولوعه ثم تحدث الى الطبيب بأمتنان: متشكر لحضرتك يادكتور أعطينى رقم الدكتور مجدى وهأشوف أعمل أيه.


قال الطبيب جودت بهدوء : مش تشكرنى ياسامر لأنى لسه معملتش حاجه المهم كل مانسرع فى العمليه كل ماتبقى حاله شفاءها أكيدة ومضمونه بأذن الله .


بعد حديث مطول بين سامر والطبيب فى الأجراءات المفترض أتباعها قبل سفر والدته لأجراء جراحه عاجله بالقلب ورحيل الطبيب طرق الأخير فوق باب  غرفه الأخيرة برفق ثم دلف وجلس بجوارها فوق حافه الفراش وقام بتقبيلها من أعلى جبينها لتسأله عما تحدث فيه الطبيب بالحرف الواحد لكنه فى بادىء الأمر تهرب من أسئلتها ولكن وبعد أصرار وتصميم منها أضطر سامر أن يخبرها بالحقيقه كامله الأ أنها أعترضت ورفضت رفضا قاطعا لكن الأخير أصر وصمم بدورة على موقفه كى يطمئن قلبه ....ليمر أسبوع آخر كان رامى قد بدأ يتماثل للشفاء لكنه فضل المكوث فى البيت حتى يشفى فأضطرت زهرة تركه فى الشقه وذهبت الى المعهد وعقب دلوفها توجهت نحو غرفه البيانو كى تحضر الدروس بأنتظام لكنها فوجئت بأن الغرفه مغلقه وسامر غير موجود لتقرر التوجه نحو غرفه الكمان وجلست بجوار سها بصمت وبعد أنتهاء اليوم خرجت زهرة برفقه صديقتها فى باحه المعهد وجلسوا فوق أحدى المقاعد القريبه من غرفه البيانو وساد صمت مطبق عليهم حتى قطعت الأخيرة حاجز الصمت بأن هتفت بحيرة .


-: غريبه يعنى أن الأستاذ سامر ماجاش النهاردة؟

حدقت اليها سها بتعجب ثم قالت بدهشه : أيه دة هو أنتى ماتعرفيش؟


حدقت اليها زهرة بدورها ثم سألتها بأستفسار : لا معرفش حاجه ماأنتى عارفه ياسها أن أخويا كان تعبان من بعد العمليه وفضلت جنبه 10أيام متواصله ويدوبك لسه راجعه المعهد النهاردة ليه هو حصل أيه؟


قالت سها بتأكيد : أستاذ سامر هو كمان بقاله 10 أيام غايب لأن مامته تعبت فجأة وهتعمل عمليه وهو كان بلغ بالعميد بكده وأنه مش هيقدر يجى الفترة الجايه دى غير لما يطمن عليها.


أتسعت عين زهرة بدهشه ثم هتفت بحيرة : ماتعرفيش هتعمل عمليه أيه؟

تحدثت سها بثقه : عمليه القلب المفتوح دة حتى اللى فى المعهد كلهم عارفين بالموضوع ده.


رمقتها زهرة بعتاب وتحدثت بأمتعاض : أخص عليكى ياسها طب لما أنتى عارفه وكنتى عندى أمبارح طب ليه مش قلتيلى ولاأنا أخر من يعلم !!  


أندهشت سها من لهجه زهرة الحادة معها لكنها قالت بتبرير: عادى يعنى يازهرة ماجاش فى بالى أقولك لأنى عارفه ظروفك .


زفرت زهرة زفرة مطوله بآسى حيال ماسمعته من صديقتها عن تعب والدة سامر وخيم عليهم صمت طويل وبعد فترة نكزتها الأخيرة فى مرفقها برفق ثم سألتها بأستفسار : بتفكرى فى أيه يازهرة ؟


وجهت زهرة سؤالها بحزم نحو صديقتها : أنتى تعرفى عنوان بيت الأستاذ سامر؟

حركت سها رأسها بنفى وقالت بتأكيد : لا معرفهوش لكن أعتقد أن العميد يعرف عنوانه أنما أنتى بتسألى ليه؟


ظهر الأرتباك جليا فوق ملامح زهرة لكنها أجابت بتصميم : هروح أطمن على والدته قبل ماتسافر.


أتسعت عين سها عن أخرهما بصدمه ثم قالت بمتعاض : نعم ؟قلتى أيه عاوزة تروحى تشوفيها أنتى أكيد بتهزرى صح ؟


قالت زهرة بيقين تام وأصرار شديد : لا طبعا مابهزرش وهروح بنفسى أخد عنوان بيت الأستاذ سامر من العميد وأنتى هتيجى معايا .


قامت زهرة من مكانها وتحركت صوب مكتب عميد المعهد وسط نداءات صديقتها بعدم التسرع لكنها أبت الأستماع اليها وعقب وصولها أمام باب المكتب حتى طرقت فوقه عدة طرقات خفيفه ليأذن لها الأخير بالدلوف ودلفت هى على أستحياء ووقفت بخجل شديد ثم ظلت صامته لبعض الوقت ليقوم العميد بخلع نظارته الطبيه من فوق عينيه ثم سألها مستفسرا عما تريد : أيوة ياآنسه زهرة محتاجه حاجه؟ 


قالت زهرة بجراءة شديده : عاوزة عنوان بيت الأستاذ سامر لو سمحت .

 

أصيب العميد بالصدمه والدهشه معا بسبب طلبها ذاك وعندما سألها عن السبب أجابت بكل تأكيد وثقه وتصميم بأنها تود الذهاب للأطمئنان على والدته قبل أجراءها العمليه ليعطيه لها فى صمت وعقب حصولها علي العنوان خرجت مسرعه من مكتب العميد ومن المعهد أيضا ثم أشارت الى سيارة أجرة وصعدت داخلها هى وسها منطلقين نحو منزل الأخير وعندما أوصلهم السائق الى العنوان المنشود أتسعت عين زهرة عن أخرهما بدهشه من جمال بيته فهى لم تكن تتخيل أبدا أن يكون منزله بهذا الأبداع والرقى فى التصميم من خارجه كأنه تحفه فنيه وتسألت فى نفسها أذا كان منزله بالخارج هكذا فكيف سيكون شكله من الداخل وماأن وطئوا بأقدامهم نحو الداخل حتى وجدت حديقه فسيحه خضراء مليئه بالورود من كافه الأصناف والألوان لتنبهر من جمالها الأخاذ وتوجهت بعدها نحو باب الشقه وهمت بقرع الجرس لتفتح لهم مدبرة المنزل ورحبت بهم بحفاوة ثم أستاذنت منهم بالصعود نحو الطابق العلوى ريثما تبلغ سامر بوجودهم ليدلفو الفتاتين على أستحياء ثم لمحت البيانو الخاص بالأخير لتتوجه نحوة بتلقائيه شديده وأقتربت ببطء وملست بأناملها فوقه برقه وسط نظرات سها التحذيريه لها .أما مدبرة المنزل فعقب وصولها الى غرفه ثناء حتى قامت بأبلاغ سامر بوجود الفتاتين بالأسفل وأنهم جاءوا للأطمئنان على والدته وعندما هم سامر بالنهوض كى يستقبلهم قامت والدته بأمساكه من ذراعه بتمهل وطلبت منه التريث قليلا ثم أمرت مدبرة منزلها بصعود الفتاتين الى غرفتها لتؤمى الأخيرة لها برأسها وتوجهت مجددا نحو الطابق الأرضى وأبلغتهم بذلك ليومئوا برؤوسهن بترحاب وصعدوا برفقه المدبرة حيث أوصلتهم نحو غرفه مخدومتها وطرقت فوق الباب بهدوء وأدخلتهم وماأن رأت والدة سامر زهرة حتى أبتسمت لها بود وطلبت منها الجلوس بجانبها فكما كان من الاخيرة سوى أنها أستجابت لها وذهبت نحوها وجلست بجوارها على أستحياء وبصمت تام بينما ظلت ثناء تبتسم لها بين الحين والأخر فى صمت فهى تعلم أنها شبيهه ألهام من الخارج فقط لكنها لاتشبهها من الداخل كل هذا كان تحت بصر سها التى كانت تحدق اليهم بدهشه وأستغراب من الأمر برمته ثم سرعان ماتحدثت ثناء بلباقه وبنبرة هادئه. 


-: بسم الله ماشاء الله ربنا يحميكى لشبابك يابنتى....صمتت برهة ثم وجهت بصرها نحو أبنها بمكر وعادت لتقول بأبتسامه عذبه صادقه موجه نحو زهرة : أنا سعيدة جدا أنى أتعرفت عليكى يازهرة.


شعرت زهرة بالحرج الشديد بسبب مجامله ثناء لها وعلى الفور توردت وجنتيها بحمرة الخجل ثم نكست رأسها فى الأرض وقالت بأستحياء وهمس : ربنا يخليكى ياطنط .


غمزت لها ثناء بطرف عينيها وقالت بمداعبه : لا بلاش طنط دى قوليلى ياماما لو ماعندكيش مانع. 


أندهشت زهرة من رد فعل تلك السيدة فهذة تعتبر أول مقابله لهم لترفع بصرها نحوها ثم قالت بأمتنان وشكر : ودة شرف كبير ليا أنا مش قدة .


أبتسمت ثناء بهدوء وأخذت تربت فوق كتف زهرة ثم تحدثت بثقه : زهرة أنا ماعنديش ولاد غير سامر أرجوكى قوليلى ياماما.


شعرت زهرة بالحيرة الشديدة وظلت تنظر بين الحين والأخر الى سها التى كانت تشعر بدورها نفس الحيرة لتقول بتأدب : حاضر ياطن......


أبتسمت ثناء برقه وقالت بتحذير : ها أحنا قولنا أيه ؟

قالت زهرة بنفس الأبتسام : حاضر ياماما..... بعد مضى القليل من الوقت أستاذنت الفتاتين من السيده ثناء بالعودة الى بيوتهن وتمنوا لها الشفاء العاجل لتأمر الأخيرة أبنها بأن يوصلهم الى حيث يريدون ليومئ هو برأسه بالموافقه وقام بتوصليهم وسط دعوات والدته بأن يسعد قلبه ويريح باله فهى تشعر من داخلها أن زهرة هى الأنسب والأفضل لتكون زوجه له.


أوصل سامر سها إلى بيتها ..ثم أوصل زهرة إلى حيث شقتها وعندما تأكد أنها  دلفت داخل شقتها بسلام صعد هو بدورة الى سيارته لكن بقى متوقفا بها أمام نافذتها ..أما هى فقد دلفت الى الحمام وقامت بتبديل ملابسها بملابس بيتيه وبعد أطمئنانها على شقيقها وتأكدها أنه نام دلفت بدورها نحو غرفتها وعندما همت كى تغلق نافذتها لاحظت سيارة سامر التى كانت ماتزال متوقفه أسفل الحى لتبتسم من داخلها بتعجب بسبب تصرفاته وأخذت تحرك رأسها بيأس وقامت على الفور بأغلاق نافذه غرفتها وأطفأت مصباح غرفتها وأستلقت فوق الفراش على شطرها الأيمن..أما عنه هو وعندما لاحظ إغلاق نور غرفتها حتى تنهد بأرتياح وتحرك بسيارته عائدا بها نحو شقته.

         الفصل الحادي عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close