أخر الاخبار

رواية عازفه علي وتر قلبه الفصل العشرون20 بقلم ياسمين احمد

رواية عازفه علي وتر قلبه 

الفصل العشرون20 

بقلم ياسمين احمد

درجه حرارة زهرة عادت الى معدلاتها الطبيعيه وهذا يرجع الى أهتمام سامر بها حيث لم يذق طعم النوم وبقى ساهرا على راحتها بينما رفرفت هى بأهدابها ببطء شديد وفتحت عينيها بتثاقل لتجد زوجها مددا بجانبها ويحاوطها من خصرها بتملك بينما كان هو نائم بأستغراق لتعتدل هى من نومها  وأصبحت على جانبها الأيسر تتأمله بعشق وقامت بتمرير أناملها فوق منبت شعرة وهى تبتسم بحبور ثم قربت وجهها منه وطبعت قبله بشفتيها فوق تفاحه آدم خاصته وتنهدت بحرارة ثم أبعدت ذراعه ببطء عنها وقامت بحذر شديد كى لاتوقظه ودلفت الى الحمام واضعه يدها فوق قلبها تهدأ من نبضاته الناطقه بأسمه فزهرة تعشق وجود سامر فى حياتها وبعد مرور وقت قصير خرجت بمنشفه كبيرة تغطى سائر جسدها لتتجه نحو خزنه ملابسها وفتحتها ووجدت قميص أبيض حريرى طويل ذو أكمام لتقوم بأخذه وقامت بأزاحة المنشفه من عليها كى ترتديه كل ذلك تم فى ثوانى معدودة فقد كانت تظن أن سامر نائما لكن فى حقيقه الأمر أنه أستيقظ عقب شعورة بقبلتها الحارة نحوة لكنه مع ذلك أدعى النوم وعندما كانت هى تولى ظهرها له كان هو قد فتح عينيه وضبطها متلبسه بفعلتها عندما أزاحت المنشفه لتتسع عينيه بصدمه وظل يحدق اليها بصدمه وسرعان ماهدأ وبدأ يطالعها بأعجاب شديد فهى كانت على طبيعتها أنثى جميله يافعه متفجرة الأنوثه  وكانت على سجيتها أمامه ماجعل بركان من المشاعر تتفجر بداخله وتمنى فى تلك اللحظه لو يبث لها تلك المشاعر الثائرة لكن الوقت ليس مواتا لذلك ليغمض عينيه كى لا تلاحظ أستيقاظه لتبدأ بتصفف شعرها وعقصته على هيئه جديله حصان وتعطرت ثم فتحت باب الغرفه وخرجت تاركه الباب مواربا وماأن أختفت عن أنظار سامر حتى أعتدل من نومته التى كانت غير مريحه بالمرة ليسحب نفسا عميقا وقد ظهرت فوق ثغرة أبتسامه مريحه وأستطرد ليقول بصوت همس خافت لم يسمعه أحد سواه. 

 

-: الله يسامحك يازهرة على اللى بتعمليه فيا بس بنت الأيه دى ملهاش حل كانت الأبتسامه مازالت على وجهه وعاد للتحدث الى نفسه : وبعدين معاك ياسامر ماتهدى شويه مش كدة وبعدين الوقت مش مناسب علشان تبوح لها  بمشاعرك وحبك لها...ليحدثه عقله بتحذير : أياك تضعف قدامها مش قبل ماترجع لها حقها وبعد كده خيرها أما أنها تكمل معاك وتعيشوا مع بعض كأسعد زوجين أو أنك .. أو أنك تسيبها بالمعروف ...وعند نطقه الكلمة الأخيرة حتى شعر بألم وغصه فى قلبه وعاد ليرددها بدهشه ورفض: أسيبها ؟ لالا مستحيل أتخلى عنها مهما حصل دى حبيبتى وكل أملى فى الدنيا دة أنا بعشق التراب اللى بتمشى عليه.


زفر سامر بضيق وقام بتمرير أنامله على شعرة لينزل من مضجعه متجها نحو الحمام للأغتسال وبعد مدة خرج بمنشفه تغطى جسده ثم بدل ثيابه وذهب بالأسفل لتقع عينيه على تلك الحوريه التى تجلس أمام البيانو وتعزف لحنا جميلا أقترب منها بتروى حتى أصبح خلفها تماما لكنها كانت منهمكه بالعزف ولم تنتبه لوجوده ليقوم هو بالأنحناء بجذعه العلوى وقرب شفتيه عند تجويف عنقها ولفحت أنفاسه صفحه وجهها وشعرت بالأرتباك الشديد ليقوم بتمرير أصابعه بين فراغات أصابعها وتشابكت وتعانقت بقوة لتغمض هى عينيها بأستسلام تستشعر كل لمسه رومانسيه منه ليقوم مجددا بتمرير أصابعه بنعومه فوق كفها بينما أستطردت هى بخجل واضح . 

 

-: سامر .

وعند نطقها لأسمه حتى شعر هو بأن قلبه يقرع كطبول حرب وبلحن مميز تعزفه هى بشفتيها ليغمغم بصوت متهدج ومتحشرج من المشاعر التى سيطرت علي كل ذرة من كيانه وطبع قبله رقيقه فى تجويف عنقها لتشهق بصدمه وشعرت بسخونه فوق وجنتيها وتوردت بحمرة الخجل الشديد لتعيد ذكر أسمه بعذوبه أشد من سابقتها وبصوت متهدج ومتحشرج من المشاعر. 


-: سامر أرجوك.

أبتعد سامر عنها وحمحم بحرج وبدى الأرتباك فوق ملامحه ليسألها بتلعثم  : آآآآ أنتى بتعملى أيه؟


أستدارت برأسها نحوة وتلاقت أعينهم بنظرات غائمه من المشاعر ثم سرعان ماأشاحت بوجهها كى لاتفضحها عينيها لتقول بثقه : بحاول أكتب نوته موسيقيه كامله من تأليفى وفكرت أجرب جزء بسيط منها على البيانو.


كان سامر منبهرا بها وألتمعت عينيه بسعادة حقيقيه وبات على يقين أن تلك النوته الموسيقيه التى تسعى زهرة لكتابتها تخصه هو دون غيرة ليجيب عليها بهدوء : أمممم تحبى أساعدك؟


أستدارت برأسها نحوة ثم قالت بتسرع وحماس : بجد .....ظهرت السعاده داخل عينيها التى كانت تلتمع بشده لكن سرعان ماتحولت الى أرتباك شديد لتهتف بتلعثم : أقصد يعنى ده مش هيسبب لك أى أزعاج؟


حرك سامر رأسه بنفى ثم ظهرت فوق ثغرة أبتسامه جذابه أعتادت هى على رؤيتها عندما يكون مزاجه هادىء ليقول بثقه وتأكيد : لا طبعا مافيش أى أزعاج ولاحاجه وسعى شويه كدة ....كان مقعد البيانو كبير يكفى لجلوس فردين لتبتعد وجلس سامر بجانبها ثم أمسك بالنوته وبدأ يكتبها بتركيز ..أما عنها هى فقد كانت تنظر اليه بأنبهار وقامت بتقريب وجهها منه ليرفع هو وجهه اليها وتلاقت أعينهم وشفاهم فى غمرة من المشاعر الصداقه وكاد يقبلها لولا أن جاءة أتصالا من الطبيب ليحمحم سامر بحرج وأستأذن منها وأعتدل فى وقفته وفتح جواله ثم تحدث الى الطبيب بوجه عابس.  


-: أيوة يادكتور جودت !!!.

أندهش الطبيب من ردة فعله ليسأله بحيرة : سامر أنت كويس؟


نظر سامر الى زهرة ثم عاد ليتحدث الى الطبيب بجديه: أنا كويس يادكتور المهم والدتى فاقت من البنج أقدر أكلمها ؟


تحدث الطبيب بكل هدوء : أيوة فاقت وتقدر تكلمها خدها معاك أهى. 


أعطى الطبيب هاتفه لوالده سامر لترد بصوت حاولت جاهده أن تكون طبيعيه رغم أرهاقها قائله بأشتياق : أزيك ياسامر عامل أيه وحشتنى أوى يابنى ووحشتنى زهرة ها طمنى أيه الأخبار لسه أخوات؟ 

 

زفر سامر بأحباط وهو ينظر الى زهرة بين الحين والأخر ليقول بضيق شديد: أيوة لسه.


قهقهت والدته بملء فاها وتحدثت بنبرة ماكرة : ياواد أتلحلح شويه مش كدة البنت هتزهق منك.


أستاذن سامر من زهرة كى يتحدث مع والدته بحريه وعقب وصوله أمام غرفته حتى قال بهمس : والله ياأمى بحاول بس ساعات بحس أنها تقلانه عليا رغم أنى عارف أنها بتحبنى زى مابحبها.


عادت والدته لتقهقه ثم تحدثت بجديه : سامر متنساش أن زهرة أتربت فى بيئه محافظه جدا وأبوها كان جاد جدا معلش أصبر يابنى وأنا متأكده وواثقه أنكم لبعض مهما حصل؟ 


زفر سامر بضجر محاولا تغير الحديث ليقول لوالدته بمداعبه: سيبك منى وقوليلى أخبار قلبك أيه مافيش واحد حلو كده ينعش قلبك خلينى أفرح بيكى بقى ههههههه.


تحدثت والدته بسخط وأندفاع : واد أنت أتلم أنت عارف كويس قوى أن قلبى مش ممكن يدق بعد المرحوم أبوك قال تفرح بيا قال .....صمتت برهة وعادت لتكمل حديثها بدهاء ومكر محاوله أغاظته : أبقى قول الكلام دة لنفسك ياشملول مش تقولهولى.


قهقه سامر بعلو صوته لتقاطعه والدته بجديه : بطل ضحك وقولى هى جانبك؟

قال سامر بنفى : لا مش جنبى بس ثوانى هنزل أعطي لها الموبايل ....نزل سامر وذهب نحو زهرة وأعطى لها الهاتف ثم قال بنبرة هامسه: ماما ..أخذت زهرة الهاتف منه وقالت بنبرة يملؤها الأشتياق نحو والدته وبأعين دامعه : أزيك ياماما ثناء وحشتينى آوى طمنينى عليكى عامله أيه دلوقتى؟


قالت ثناء بسعاده بالغه : أنا الحمد لله كويسه يابنتى....صمتت برهة وعادت لتقول بدهاء : المهم طمنينى أنتى عليكى الواد سامر عامل أيه معاكى لسه برضه بيضايقك؟


نظرت زهرة الى سامر بصمت ثم سرعان ماظهرت فوق ثغرها أبتسامه ماكرة لتقول بمشاكسه : أبنك هيجننى معاه ياماما.


أشار سامر الى نفسه ببراءة لتزم هى على شفتيها وأومات بالأيجاب وعادت لتقول بتأكيد ومصححه على كلمه تفوهت بها بجديه : بصراحه ياماما أنا كنت تعبت من يومين كدة وجالى دور برد شديد ولولا وجود سامر ووقفته جنبى كانت حالتى أزدادت سوء ..صمتت ثوان ثم قالت بحنين نابع من بين طيات قلبها : ربنا يخليه ليا ويحفظه ويديمه نعمه فى حياتى يارب. 


رغم أن كلمات زهرة كانت مقتضبه الا أنها قالت كل مايجول بخلدها من مشاعر لتجيب عليها ثناء من الطرف الأخر بعدما شعرت ببارقه أمل نحو الغد القريب والسعيد لأبنها : ربنا يسعدكم يابنتى ويوفقكم لما فيه الخير لكم.


قالت زهرة بأمل وبصوت عذب : ميرسى ياماما خدى سامر معاكى أهوة .

أعطت زهرة له الهاتف لتقول والدته بحزم : سامر يابنى عندى كلمتين هاقولهوملك تحطهم حلقه فى ودنك بعد ماترجع حق زهرة من أهلها أوعى تطلقها أو تفرط فيها لأنى أتاكدت من نبرة صوتها أنها بتحبك جدا وأنت الوحيد اللى هتصونها وهتحافظ عليها فكر في كلامى كويس لأن صعب تلاقى واحده تانيه زى مراتك.


أبتسم سامر بأرتياح شديد وأومأ برأسه قائلا بكل جديه : أوعدك أن شاء الله هنفذ كلامك المهم هترجعى أمتى بالسلامه ؟


 قالت ثناء بتأكيد : الدكتور قالى هأفضل فى المستشفى أسبوع كمان لحد  ما الحاله تستقر وبعدها هيقولى هارجع أمتى. 


أومأ سامر رأسه بتفهم وقال بثقه: أن شاء الله ترجعى وتنورى مصر والبيت من تانى.


بعد حديث قصير بين سامر ووالدته أغلق هاتفه وأستدار نحو زهرة وعقله يقلب ماحدث ليسألها بحيرة وقد بدى على وجهه الجديه والصرامه : أنا عاوز أفهم بقى أنتى ليه نمتى فى البلكونه وهدومك مبلوله؟


ظهر الأرتباك على وجه زهرة لتستطرد قولها بتلعثم : آآآ  أصلى أنا دخلت الحمام علشان أخد شاور ولما فتحت محبس المياه علشان أظبط درجه الحرارة معرفتش أقفله وهدومى غرقت مياه فأضطريت أطلع من الحمام وسيبت المحبس مفتوح.....صمتت لحظات بعدما شعرت بنظرات الشك تحوم حولها من سامر الذى لم يقتنع بتاتا بحديثها لتبتلع ريقها بصعوبه وعادت لتقول بحزم: بص أنا هاقولك الحقيقه أصل أنا كنت متغاظه منك أوى علشان سندت ألهام وقعدتها وفضلت واقف قدامها لحد ماهديت ولما سيبتها وطلعت جرى ورايا قلتلى أنها تعمدت تعمل كده مخصوص علشان نزعل من بعض فصعب عليا نفسى الموقف كله وأول ماوصلت البيت طلعت جرى على أوضتى ودخلت الحمام وفتحت المحبس وطبعا المياه غرقتنى بعد ماطلعت عينى فى قفل المحبس وبعدين طلعت من الحمام وبدل ماأغير الهدوم المبلوله بهدوم ناشفه طلعت البلكونه وقعدت على الكرسى لغايه لما روحت فى النوم وطبعا كان الجود برد جدا علشان كدة أخدت دور برد والباقى أنت عارفه. 


كان سامر يتابع حديث زهرة ثم سرعان ماأنفجر ضاحكا لثوانى وبعد برهة عادت ملامحه الى الجديه وضيق عينيه بشده وأقترب بوجهه منها ثم أستطرد ليقول بمكر : أفهم من كلامك ده أنك غيرانه؟ 


أبتعدت عنه ببضع أنشات قليله وحركت رأسها بنفى لتقول بثبات أنفعالى: غيرانه ؟ لاطبعا وهأغير من مين من حبيبتك السابقه ؟ لاطبعا مش ألهام اللى تخلينى أغير على فكرة. 


قال سامر بلؤم : أنت متأكده أنك مش غيرانه؟

عادت زهرة لتحرك رأسها بنفى وقالت بأرتباك : لا طبعا وهو أنا يعنى هأغير ليه؟ لو كنت مفكر أنى بحبك ووقعه فى غرامك تبقى غلطان ..صمتت برهة ثم حركت كتفيها بلامبالاة وعادت لتقول بتبرير معلله على موقفها السابق عندما تحدثت مع والدته: أنا كنت بجمالك بس قدام ماما مش أكتر من كدة وأتفضل بقى وسع من سكتى علشان أروح أحضر لقمه نأكلها.


هربت زهرة من نظراته الثاقبه وماأن أختفت من أمامه حتى ظهرت فوق ثغرة أبتسامه جذابه لأنه يعلم أنها رغم حديثها المربك معه الأ أنها تحبه بمقدار حبه لها لكنها ترفض الأعتراف بذلك وترفض البوح له ليقرر الذهاب خلفها ووقف أمام عتبه باب المطبخ وقد أسرت عينيه وكانت كلما تتحرك لأعداد الطعام كانت عينيه تتحرك على ملامحها التى يعشقها ثم دلف الى المطبخ وبدأ بمساعدتها فى أنهاء الطعام حتى أنتهو وقام بمساعدتها فى رص الأطباق فوق طاوله السفرة بينما عاد رامى من مدرسته وبدل ثيابه ليجتمعوا ثلاثتهم أمام المائده ,,أما هى فقد كانت تأكل ووجهها مصوب نحو طبقها فى صمت خشيه أن تتلاقى عينها بعين سامرها بينما كان هو ينظر اليها بين الحين والأخر بشوق وهيام ليلاحظ شقيقها وأبتسم بخفوت داعيا أن تسير الأمور بينها وبين زوجها الى الأفضل ليقطع سامر هذا الصمت ونظف حلقه ثم تحدث الى رامى بجديه. 

 

-: أحم أخبار المدرسه أيه معاك يارامى؟ 

قال رامى بتأكيد : الحمد لله ياأنكل كله تمام وبالمناسبه أصحابى السنه الجايه هينقلوا لمدرسه خاصه وطبعا دى كانت رغبتهم .


ظهرت أبتسامه رضى فوق شفتى سامر وقال بنبرة واثقه : كويس آوى أبقى أعرف منهم أسم المدرسه ومكانها علشان أحولك معاهم وتبقوا مع بعض فى مدرسه واحده.


قام رامى من فوق مقعده وأرتمى بين ذراعى سامر ليحاوطه الأخير بكلتا يديه وظل يربت على ظهرة وبعد مده أبعده عنه وأحتضن وجه الصغير ليقول بنبرة تأكيديه : تأكد يارامى أن مصلحتك عندى من أهم أولوياتى وبأذن الله هأبذل كل مافى وسعى لغايه ماتبقى ناجح فى حياتك ويبقى لك شأن كبير وعظيم فى المستقبل.


بكى رامى كأنه لم يبكى من قبل وعاد ليرتمى بنفسه داخل أحضان سامر وتحدث بسعاده: أنت طيب أوى ياأنكل وحنين ويعلم ربى أنى بحبك أوى.

 

ربت سامر على ظهر الصغير بحب وقال بمداعبه : طيب يلا بقى ياكابتن ورينى شاطرتك لأنى مصمم ألعب معاك دور ملاكمه وهاغلبك يعنى هاغلبك. 


قهقه رامى مابين دموعه المتساقطه وأستطرد ليقول بنبرة واثقه : لا ده أنا اللى هاغلبك وهتشوف ...خرج رامى وسامر الى حديقه المنزل بعدما بدلوا ثيابهم بثياب الملاكمه وأرتدوا القفازات ليتنافسا ,,أما عن زهرة فكانت تتابعهم بعيون لامعه وبسعاده غامرة تعلو فوق وجهها.

***************************************

فى كفر حمدان النجدى كان عواد يرزع غرفته ذهابا وأيابا بسخط بينما كان  والده يتابعه بعينيه أينما تحرك ثم قال بحدة وجديه : أجعد بجى ياعواد خيلتنى معاك. 


زفر عواد متأففا وأستطرد ليقول بسخط : أجعد كيف بس يابوى ده أنى هاتج من ساعه مارجعنا الدوار وجفانا يأمر عيش نفوجى مش تطيجه بجى حرمه زى زهرة تستغفلنا وتهرب علشان تتجوز واحد من البندر ليه هو أحسن منى فى أيه ها جولى بالله عليك يابوى أحسن منى فى أيه؟


حدجه حمدان بنظرة مطوله فيها شيئا من التشفى وظهرت على ثغرة أبتسامه ساخرة ليقول بأستخفاف : عاوز تعرف هو أحسن منيك فى أيه؟ علشان هو راجل ملو هدومه ووجف جدامنا بجلب جامد وجال دى مرتى واللى هيمسها أو يجرب منيها مش هيحصله كويس مش أنت اللى كنت واجف جدامه كيف الحرمه اللى عماله تندب حظها. 

 

أمتقع وجه عواد بالغضب بسبب توبيخ والدة له ليقول بضيق وضجر : أنى يابوى كيف الحرمه الله يسامحك بس أنى بجى مش هأسكت وهأعرف أرجع زهرة سواء كان بمزاجها أو غصب عنيها حتى لو أضطريت أنى أخطفها تانى وأجيبها لحد أهنه مذلوله .


حرك حمدان رأسه بيأس وقال بضجر : بجولك أيه ياعواد حل عن نفوخى دلوجتى لأنى مش فايجلك ولا ناجصك.


نظر عواد بأستغراب الى والده الذى كان يحمل هم الدنيا فوق رأسه ليسأله بحيرة : مالك يابوى جاعد ليه أكده وحاطط يدك فوج نفوخك وشايل هم الدنيا!!


رفع حمدان بصرة نحو أبنه وقد لاحت من عينيه نظرة حزينه وأستطرد ليقول بضيق شديد : محصول الجطن مش طالع زين ومنور زى كل سنه والمفروض أننا كنا نجمعه ونحصده من جد شهر فات ولما أتدليت كفر الشيخ جابلت المهندس فادى أبو العلى وأنت خابر زين أنه مهندس واعر جوى ومايضحكش عليه واصل المهم جالى أنه طالما محصدتش المحصول يبجى مافيش كلام بينا لحد ماأجمعه وبصراحه لو المحصول ماطرحش فى ميعاده هتروح علينا الطلبيه اللى بنوزعها كل سنه والفلوس هتطير من يدنا.


جلس عواد بجوار والده وظل يربت على كتفيه محاولا التخفيف عنه ثم عاد ليسأله بأهتمام : طب وبعدين يابوى والحل أيه ؟


زفر حمدان بضيق وقال بقله حيله : ماأعرفش ياولدى أنا حاسس أن عجلى هيشت منى ومش لاجى حل للمشكله دى . 


حاول عواد أستفزاز والده بأن أستطرد بخبث : منى جولتلك جبل أكدة نحاول نجنع الواد سليمان ولد الحاج مطاوع أنه يتنازل عن نصيبه من جطعه الأرض بتاعته فى سبيل أنه يأخد تمنها عدا ونجدا لأنها أرض خصبه وبتطرح المحصول زين وأنت اللى رافض المبدأ ده.


أستشاط حمدان وصب جم غضبه فى أبنه ليقول بحده وحنق : بعد عنى ياعواد الساعه دى جبر لما يبجى يلمك. 


يأس عواد من أقناع والده ليقرر تركه على راحته وخرج من الغرفه وهو يفكر فى حيله خبيثه كى يجبر زهرة على العودة اليهم وبينما هو شارد أصطدمت به راويه فى كتفيه دون قصد منها حيث كانت تركض على عجل ليرمقها هو بأستنكار شديد وقال بحنق :مش تفتحى وأنتى ماشيه ياحرمه أنتى وبعدين واخده فى سكتك زى الجطر أيه الأستعجال ده ياوليه؟ 


تحدثت راويه وهى تحاول أخذ أنفاسها اللاهثه حيث كانت تلهث بصعوبه من فرط ركضها : معلش ياعواد أصل أمى تعبت جوى وهى دلوجتى محجوزة فى المستشفى ولازما أكون وياها.


زفر عواد بتأفف ليقول لها بكل حزم وصرامه : ماشى بس أعملى حسابك ترجعى جبل الليل مايليل فاهمنه ياوليه . 


قامت راويه بوضع رأسها فوق صدر زوجها بتغنج لتقول بمشاغبه وتبتسم بدلال : أيه خايف عليا يابعلى؟


رمقها عواد بحده ودفعها بعيدا عنه ثم قال بصرامه : بجولك أيه ياوليه بلاش الشويتين اللى بتعمليهم عليا دولك ثم أنتى خابرة زين أننا ماعندناش ستات تتأخر برة الدوار لحد وجت متأخر ومش هأكرر حديتى كتير يلا روحى شوفى أمك وأطمنى عليها وترجعى طوالى فاهمنه ولالع.


حركت راويه رأسها بالأيجاب دون أن تعقب فهى تعلم أن زوجها عندما يكون مزاجه متقلب فأنه لا يجد غيرها ليصب جم غضبه عليها لتقول بشفتين مرتعشتين : فاهمنه طبعا ....صمتت برهة وعادت لتقول بتوجس : لكن جولى أنت خارج من أوضتك وواخد فى سكتك وسرحان لوين رايح الساعه دى يابعلى؟


وزفر عواد بحنق ليقول بصوت جهورى أرعبها : أنى راجل ياراويه مش عيل علشان تتحكمى فيه وبعدين أنى أروح ماأطرح ماأروح ولو سألتنى تانى رايح فين وجى منين جسما بالله ماهتخطى برجلك عتبه الدوار وأبجى خليكى جاعده فى بيت أبوكى يلا بعدى عن وشى ستات مايجيش منيهم غير وجع الجلب. 


أولى عواد ظهرة لها وتركها فى صدمه وذهول وهو يسرع فى خطواته حتى أختفى من أمامها وخرج من البيت ليعقبها خروج حمدان من الغرفه وظل ينظر الى زوجه أبنه بشفقه ثم زفرة بضيق ليهتف بضجر: ولدى الكبير هيجيبلى جلطه جريب أرحمنى يارب من تصرفات عواد الطايشه لأن مابيجيش منيه غير وجع الجلب .


قالت راويه بدهشه : هو عواد ماله ياعمى واخد فى وشه ليه أكده؟


حاول حمدان الهروب من أسئلة زوجه أبنه ليربت فوق كتفيها بحنو ليقول لها بطمأنه : أبدا يامرت ولدى أنى وهو شدينا مع بعض شوي ماتشغليش بالك .صمت برهة وعاد ليتحدث بأقتضاب وحيرة عندما شاهدها وهى ترتدى عباءة وطرحه سمراء فوق شعرها الغجرى :وأنتى رايحه لوين الساعه دى يابتى؟


قالت راويه بحزن دفين : جالى أتصال من أخوى الكبير وجالى أمك تعبت  جوى وأخدوها وطلعوا على المستشفى وطبعا لأزما أكون جنبها لجل جلبى يطمن عليها.


ظهرت فوق ثغر حمدان أبتسامه باهتة ثم قال لها بتحذير : واجب بردك تتطمنى عليها بس أهم حاجه ماتتأخريش فى رجوعك للدوار لأننا ماعندناش ستات تتأخر لحد وجت متأخر فاهمنه ولالع يامرات ولدى .


خيم على راويه صمت ثقيل وأخذت تجز على أسنانها بقهر وهى تتحدث الى نفسها بضجر : هذا الشبل من ذاك الأسد ...تقصد بذلك زوجها الذى دائما مايردد على مسامعها كلمات والده ليخرجها حمدان من شرودها ومعيدا عليها الحديث بنبرة حازمه : سمعتى حديتى ولاأجولهولك تانى؟ 


أومأت راويه برأسها بيأس لتقول بقله حيله : فاهمنه طبعا ياعمى عن أذنك بجى علشان متأخرش.


لتسرع بالهروب من أمامه بينما أتجه نزل هو بالدور السفلى وجلس فوق أحدى الأرائك البلدى بالصاله واضعا ومكبا يده فوق رأسه بينما عقله شرد فى مشكله محصول القطن الذى لم يثمر كما كان يرغب وكيف يحل تلك المعضله التى تؤرقه.

******************************************

فى الشركه التى يعمل بها أبراهيم كان الأخير يقف أمام أحد أصدقائه طالبا منه مهلة أخيرة كى يستطيع تدبر مبلغ مناسب ويعيده له بينما تحدث  صديقه بأستنكار بسبب الممالطه المستمرة ليقول بعتاب: أبراهيم أنا صبرت عليك كتير وكل مرة تقولى هأسدد المبلغ اللى عليا وبكرة يجر اللى بعده وهكذا ومابشفش منك حاجه من الأخر كدة هتسدد فلوسى أمتى؟


قام أبراهيم بوضع كفيه أمام بعضهما بأتجاه فاه وهتف برجاء حار: أرجوك ياعبد المنعم أدينى مهله أخيرة أنا عارف أنك صبرت لكن أوعدك فى خلال أسبوع هيكون المبلغ عندك.


أستشاط عبد المنعم بغضب ورفض مما قاله أبراهيم ليحدثه بحده وحنق : أيه أسبوع ؟ لا كتير أنا مش هأستنى أسبوع كمان علشان خاطر أخد فلوسى أتصرف وهاتلى الفلوس من تحت الأرض ..صمت برهة وأعاد الحديث بنبرة شديده اللهجه : هما يومين بالكتير ياأبراهيم لو الفلوس مارجعتليش أنا مضطر أسلم الورقه اللى ضمنت بيها نفسك وهأبلغ عنك وده أخر كلام عندى.


تركه صديقه فى صدمه وخيبه أمل هذا بجانب أن عبد المنعم لم يكن أول شخص يستدين أبراهيم منه المال بل أستدان من غيرة فمنذ أن تقدم لخطبه سها وحتى زواجه وهو يأخذ منهم مبالغ طائله غير أن مرتبه لم يكن يكفيه كى يأسس شقه الزوجيه ...وعلى الجانب الأخر كان أبن مدير الشركه يمر على مقربه من مكتب الأخير ببضع سنتيمترات وسمع الحوار الذى دار بينه وبين صديقه ليبتسم بمكر وأبتعد عن أنظارهم عقب رؤيته لعبد المنعم وهو يخرج من مكتب أبراهيم صافقا خلفه الباب بقوة ومعلنا سبابه المتواصل وعند رحيل الأول عاد ليقف بالقرب من مكتب أبراهيم وظل يراقبه بصمت تام..أما عن أبراهيم فقد تنهد بأحباط وفتح الخزنه ليضع بها أموال الشركه بينما كانت عينيه مصلطه فوقهم ممنيا نفسه لو أخذ جزء بسيط منه على سبيل السلف كى يسدد صديقه الذى يهدده وسيعيد المبلغ الى مكانه المخصص عندما يتوفر له ذلك الا أنه تراجع فى اللحظه الأخيرة وأستغفر ربه مرارا ثم أغلق الخزنه قبل أن تمتد يده للمال وعاد ليجلس أمام مكتبه واضعا ومكبا يده فوق رأسه بلوعه وحزن عميق غافلا عن تلك العيون التى كانت تراقب الوضع عن كثب بعدما حفظ أرقام الخزنه أثناء أغلقها ليبتسم صاحبها بدهاء متوعدا أياه بتلقينه درسا قاسيا لن ينساه ...وفى صبيحه اليوم التالى ذهب أبراهيم كعادته نحو عمله وعقب دلوفه الى مقر الشركه شعر بالحيرة والدهشه ولم يفهم طبيعيه مايدور من حوله هذا بجانب وجود أعداد لابأس بها من رجال الشرطه الذين كانوا يحاوطون الشركه من خارجها وداخلها ليقرر الصعود نحو مكتبه ووجد أثنين من خبراء المعمل الجنائى المتخصصون فى رفع البصمات يقومون برفع البصمات عن الخزنه أما عن مدير الشركه فقد كان يجلس منكس الرأس وسرعان مارفع بصرة عقب رؤيته للأخير وظل ينظر اليه بتحفز وأشمئزاز وأخذ يهزى ويصرخ بأعلى صوته قائلا للضابط وهو يشير بيده نحو أبراهيم.


-: أهو هوة دة المجرم اللى سرقنى ياحضرة الظابط .

فرغ أبراهيم فاهه بصدمه وأتسعت عينيه بذهول وظل يوزع نظراته بين مدير شركته تاره وبين الضابط تاره أخرى غير مصدقا أنه متهم بالسرقه ليوجه الضابط أصابع الأتهام نحوة : أستاذ أبراهيم مدير الشركه بيتهمك أنك أنت اللى سرقت مال الخزنه وبما أنك المسؤول الأول عنها فأنت المشتبه به رقم واحد فأيه هى أسبابك وراء السرقه؟ 


حرك أبراهيم رأسه برفض ذلك الأتهام الموجه اليه ليجيب على الظابط بسخط : مستحيل أعمل كدة ياحضرة الظابط وبعدين أنا شغال فى الشركه دى بقالى 5سنين وبكسب من خيرها فمليش مصلحة أنى أسرق وأرفض أتهامكم ليا.


وجه مدير الشركه سبابا لازعا لأبراهيم وكاد أن يستكمل سبابه لولا أن منعه الضابط ليحول بصرة نحو الأول وقال بأتزان : بصماتك كلها على الخزنه وبما أنك المسؤول عن فتحها وغلقها فمافيش حد غيرك له مصلحه....كان أبراهيم فى موقف لايحسد عليه فالأتهامات تنزل فوق رأسه دفعه واحده ليرمقه المدير بنظرة ناريه وقال بغضب أعمى : هو مافيش غيرة ياحضرة الظابط فعلا حاميها حراميها بقى بتستغفلنى وتسرقنى كده عينى عينك ياجبيرك ياأخى صحيح اللى أختشو ماتوا ...وجه حديثه نحو الضابط بصرامه : من فضلك ياحضرة الظابط نفذ أوامرك حالا وأقبض على المجرم ده. 


قال أبراهيم بأستنكار : ياحضرة الظابط أرجوك أفهمنى أنا ماليش مصلحه فى سرقه الخزنه هأسرقها ليه بس!!


شعر الضابط بشىء مريب من أمر تلك السرقه وحيرة تملكته أتجاه أبراهيم لكنه لايمتلك دليلا تثبت براءته غير أن البصمات كانت تشير اليه ليقول بأسف : للأسف ياأستاذ أبراهيم الأدله كلها ضدك ومافيش أى بصمات تانيه على الخزنه غير بصماتك أتفضل أتحرك معنا من غير شوشرة.


تنهد أبراهيم بيأس وأحباط وقال مستعطفا برجاء: طيب ممكن قبل ماأجى معاكم أتصل على مراتى أبلغها علشان يكون عندها علم؟


زفر الضابط بضيق وأوما برأسه بتفهم ليقول بأقتضاب: مافيش مانع بس ياريت بسرعة.


أجرى أبراهيم أتصالا على سها وأخبرها بما حدث بينما ظلت هى تصرخ فى الهاتف بهستيريه الا أنه أكد لها أنه برىء من كل التهم المنسوبه اليه كما يأمل من الله أن تظهر براءته فى القريب العاجل وماأن أنهى أتصاله بها حتى أرتدت ملابسها على عجل ونزلت من الشقه مهروله وأشارت الى سيارة أجرة وطلبت من قائدها أيصالها نحو القسم ...وبعد فترة وجيزة وصلت لتجد زوجها يترجل من السيارة البوكس ويجر مثل المجرمين وسرعان ماأشاح بوجهه عنها كى لاترى فى عينيه نظرة الأنكسار والحزن لتنساب الدموع فوق وجنتيها بغزارة وحاولت اللحاق به ورؤيته لكنهم منعوها لتعود الى شقتها بخيبه أمل وأنتظرت لليوم التالى وذهبت الى القسم وطلبت لقاءا عاجلا مع الرائد فهد حلمى المكلف بالقضية وطلبت منه مقابله زوجها ليأمر العسكرى الواقف بالخارج بأستدعاء أبراهيم من محبسه وبعد ثوان أتى الأخير وهو مكبل بالأصفاد وشعر بالأسى واللوعه عندما رأى زوجته أمامه فهو لايحبذ أن تراه فى موقف كذلك وهو يعامل كالمجرمين..أما هى فهرولت مسرعه نحوة وأرتمت بين أحضانه وأجهشت فى بكاء مرير وبعد برهة رفعت بصرها اليه وطلبت منه أن يخبرها بالحقيقه كامله كى يرتاح قلبها ليقول مبرأ نفسه من تلك التهمه. 


-: سها والله العظيم أنا برىء من كل التهم دى وتنقطع أيدى قبل ماتتمد للحرام صدقينى ياحبيبتى التهم دى ملفقه عارفه أنا حاسس أن فى حد تانى له يد فى سرقه الفلوس وحب يلبس لى القضيه كلها . 


زفرت سها زفرة بيأس وقالت بلوعه: أيوة ياهيما بس الظابط أكدلى أن بصماتك كلها على الخزنه فمين له مصلحه أنه يدخلك السجن؟


زفر أبراهيم بضيق وأستطرد ليقول بحيرة : ماعرفش يجوز يكون حد من العاملين فى الشركه خصوصا أن مرتباتهم مش بتكفى لغايه أخر الشهر فممكن يكون عرف بطريقه أو بأخرى أرقام الخزنه وسرقها وأنا مش موجود وملقاش غيرى يلبسه التهمة.


جلست سها وجلس أبراهيم فى مقابلتها لتنظر اليه بلوعه وحزن ثم سألته بأستفسار : طب وبعدين الحل أيه ياهيما ؟ 


قال أبراهيم بحزم وبنبرة مغلفه بالأسى :مافيش قدامك غير أنك تروحى للأستاذ سامر وتحكيله كل اللى حصل وهو هيتصرف ويقوملى محامى....أقترب من زوجته ووضع جبهته فوق خاصتها وأستطرد ليقول لها بهمس : مش تقلقى ياحبى أن شاء الله براءتى هتظهر وساعتها هتتأكدى أن زوجك شريف ومش ممكن يسرق أبدا.


قالت سها بنفس الهمس : مصدقاك ياحبيبى أن شاء الله ربنا هيكشف الغمه دى وهترجع مجبور ومرفوع الرأس بعد ماتأخد البراءة كامله أطمن ياهيما مراتك حبيبتك ورا ضهرك وسندك مش ممكن هأتتخلى عنك مهما حصل.


بعد أنتهاء المقابله خرجت سها من القسم منكسرة الرأس حزينه وضعيفه تشعر بالأسى حيال زوجها لكنها أخذت فوق عاتقها أظهار براءته مهما كلفها الأمر ...أما عنه هو (أبراهيم) فعاد الى زنزاته ومدد جسده فوق الأرض الصلبه والبارده ورفع بصره نحو السماء داعيا المولى أن يظهر براءته عاجلا غير آجلا .

*****************************************

فى شقه ألهام كانت تجلس فوق مضجعها تقضم أظافرها بغل وحنق وبعد ثوان سمعت صوت طرق متواصل فوق باب غرفتها لتأذن للطارق بالدخول ليدلف خالد الذى شعر بالأشفاق عليها وأتجه نحوها وجلس بجانبها وظل يمسد فوق شعرها بحنو ثم سألها بأستفسار.


-: ممكن أفهم أختى حبيبتى قاعده عماله تقرقض فى صوابعها كده ليه؟


قالت ألهام بحقد دفين ملء قلبها : تصور ياخالوده لما روحت علشان أقابل سامر لقيت فى شقته بنت قالى أنها مراته بس الغريبه أنها شبهى بالظبط صورة بالكربون منى كأنى شايفه نفسى فى المرايا رغم أنها بلدى أوى فى لبسها وأستيلها كمان مش قد كده ده غير أنها مش من نفس مستواة الأجتماعى هه البيه بغيظنى بيها.


أنفجر خالد ضاحكا من طريقه سرد شقيقته حديثها عن زهرة بتكبر وحرك رأسه بيأس وقال بدهاء : طب وأنتى زعلانه ليه؟


حدقت اليه ألهام بأستغراب وقطبت مابين حاجبيها بضيق لتقول بحنق وضجر:أنت بتضحك على أيه ...بدى الأرتباك واضحا على ملامحها لكنها حاولت أن تبدو طبيعيه لتقول مبررة حديثها بكذب : لا طبعا وأنا هأزعل من أيه يعنى لا عادى؟


حمحم خالد بحرج ثم قال بنبرة هادئه : متأسف ياهوما مكنش قصدى والله أنى أحرجك بس من خلال كلامك عن سامر اللى عمرى ماقبلته لأنى أشتغلت برة بعد ماخلصت وكنت بسمع عنه منك أنه مش سهل وأكيد أى بنت تتمناه فيعنى مش هيفضل طول عمرة من غير جواز على أمل أنك ترجعيله وكان طبيعى جدا أنك لما روحتيله الشقه عرفك بمراته وبعدين أنتى محسسانى أنها ضرتك.


قالت ألهام بسخط : مش عارفه ياخالد حاسه من كلامك أنك شمتان فيا صح ولا أنا غلطانه ؟


مسد خالد فوق شعرها بنعومه وقال بنفى : لاطبعا أنا عمرى ماهشمت في أختى بس أنا بوعيكى لأنى شايفك بتعلقى نفسك فى حبال دايبه حبيبتى أنتى لازم تنسى سامر خالص لأنه بقى له حياته الخاصه ومش معقوله هيهد حياته علشانك ولاأيه!!


جزت ألهام فوق أسنانها بغل وحقد وألتمعت عينيها بشر دفين لتقول برفض قاطع : لايمكن هأسيب واحده فلاحه زى دى تاخدة منى أو حتى تنافسنى فيه وأنت عارفنى كويس لما بحط حاجه فى دماغى لازم أنفذها زى ماأنا عاوزة .


ضيق خالد عينيه بتركيز شديد فوق وجهها الذى تحول فى ثوان من هاله البراءة المحيطه بها الى وجه أكثر عدوانيه ليقول بنبرة فيها شىء من المكر : فاهم مخك وتفكيرك ...صمت برهة وقد علت فوق ثغرة أبتسامه خبيثه ليسألها بدهاء : تحبى أساعدك أنى أخلصك منها علشان يرجعلك؟


ألتمعت عين ألهام بحماس شديد وقد راقت لها فكرة شقيقها لتقول بلهفه كمن وجد طوق نجاة أمامه : بجد ؟ قولى بسرعه بتفكر فى أيه؟


قال خالد بفحيح أفعى : هقربها منى واحده واحده لحد ماأخليها تقع فى غرامى وتبقى نقمه على حياتها معاه ولما يلاحظ هو أن مراته بدأت تميل لغيرة هيطلقها من سكات ومن غير شوشرة لأنه ساعتها هيخاف على سمعته بماأنه أستاذ فى معهد محترم له أسمه ووزنه وأنتى بشويه حنكه منك تقدرى ترجعيه لحضنك وتنسيه مراته وغدرها بيه هاأيه رأيك بقى فى أفكارى النيرة دى!


قامت ألهام بلف ذراعيها حول عنق شقيقها بدلال وطبعت قبله خاطفه فوق صدغه الأيسر وقالت بسعاده علت فوق وجهها: عفارم عليك ياخلودة تعجبنى أفكارك الخبيثه دى ياحبيب أختك ....عادت عينيها تلتمع بمكر وشر شديدين لتقول بفحيح أفعى تناسبها: وعد ياسامر أنى أرجعك ليا وهترجع تحبنى زى الأول وأكتر كمان أوعدك بكده وبكرة هتشوف بنفسك مين الأبقى أنا ولاهى.

    الفصل الحادي والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close