أخر الاخبار

رواية عازفه علي وتر قلبه الفصل السادس6 بقلم ياسمين احمد

رواية عازفه علي وتر قلبه 

الفصل السادس6 

بقلم ياسمين احمد

من أنتى أيها الجميله كى تسلبى قلبى الجريح.

تبسمت وقلت أنا تلك هى حواء ياآدم التى خلقت من ضلعك الأعوج كى تكون سكنا لى وأكون سندا لك.

____________________________________

فى صبيحه اليوم التالى أستيقظت زهرة كعادتها من النوم وأعتدلت من فوق الفراش بتثاؤب ونعاس وبعد فتره وجيزة نزلت من عليه بتروى وتوجهت نحو باب غرفتها وفتحته وخرجت ثم سارت بضع خطوات نحو الحمام القريب منها أستعدادا للوضوء وعقب أنتهاءها من قضاء حاجتها خرجت منه وأدت ركعتى الفجر ولم تنم بعدها بل أمسكت مصحفها الصغير وبدأت بقراءة وردها اليومى الى أن بدأت تباشير الصباح تهل عليها,,لتقوم بأغلاق المصحف وذهبت نحو المطبخ لأعداد طعام الأفطار لها ولشقيقها وعقب أنتهاءهم من تناول الطعام أستعدوا للخروج من الشقه كى يذهب كلا منهم الى حيث وجهته وعندما همت بالنزول درجتين من درجات السلم حتى أستوقفها صوت فوزى السمج والغليظ عندما هم بفتح باب شقته ليقول لها بتهديد مبطن . 


-: على فين ياست البنات.

أستدرات اليه زهرة بكامل جسدها وظلت ترمقه من فوق كتفيها بأشمئزاز ونفور لكنها وجدت فى عينيه لمحه من الشر الموجه اليها ثم تعمدت هى أن تجيب عليه بعدم فهم : عادى ياسى فوزى هأنزل أروح المدرسه ومن المدرسه على محل الملابس زى كل يوم عندك مانع ؟


قهقه فوزى بسماجه وبنبره ساخرة ثم دنا منها بخطوات ذئبيه ماكرة وقام بمباغتتها على حين غره منها وأمسكها من رسغها بعنف وأجبرها على الوقوف أمامه حتى أصبح ملاصق لها تماما لتشهق هى بفزع منه وقامت بحركه خاطفه وضربته فى وجهه بحقيبه يدها وهرولت بخطوات مسرعه نحو الدرج وقلبها يهوى من شدة الخوف الا أن ذلك اللعين كان أسرع منها حيث ظل يركض خلفها وعاد بمباغتتها وشدد بقبضته فوق معصمها وقربها اليه حتى لم يعد يفصل بينهما سوى أنش..ليستشيط شقيقها بالغضب والغيرة على شقيقته وهرول بدورة خلفه ثم هجم عليه بثقل جسدة حتى أصبح فوق كتف فوزى لكن ذلك الملعون دفعه بقوة وأسقطه أرضا ليئن رامى من شدة الألم مما جعلها تشهق بفزع وخوف على شقيقها لتقول بلهفه وخوف : رامى!!


حاولت اللحاق بشقيقها كى تساعده على النهوض لكن ذلك السمج منعها من فعل ذلك وعاد مجددا بأمساكها من معصمها بقوة ألمتها لتقوم بصفعه صفعه مدويه نزلت فوق وجهه بيدها الحره جعلت جسده يرتد للخلف بخطوتين ونجحت بأعجوبه فى الهروب منه حتى وصلت نحو شقيقها ولكن قبل أن تساعده على النهوض لمحت ظل فوزى خلفها وقبل أن تسرع فى الهروب منه لحق هو بها لتتراجع هى بظهرها الى الخلف حتى ألتصق بالجدار وكانت تلك هى فرصته الذهبيه حيث دنا منها أكثر فأكثر وحاصرها بكلتا يديه كى لاتستطيع الهروب لتزداد خفقات قلبها المسكين بقوة مفرطه وأمتقع وجهها بالغضب والخوف معا لكنها حاولت جاهده أن تبدو متماسكه وقويه لتستهل حديثها قائله بأرتباك وتلعثم. 


-: آآآ أنت عاوز منى أيه دلوقتى ياسى فوزى؟

رمقها فوزى بنظره ماكره مثله ثم علت فوق ثغره أبتسامه غامضه تحمل الكثير من الغل والحقد نحوها لكنه أضطر للأبتعاد عنها بحوالى خطوتين للخلف عندما لاحظ أرتجاف جسدها ورهبتها بسبب قربه الشديد منها ليقول بفحيح أفعى : عاوز الأيجار طبعا ياست البنات أنتى مادفعتيش غير شهرين بس ولسه عليكى كتير وكمان فكرى فى الكلام اللى قلتهولك قبل كدة ياأما ياحلوه هأضطر أبلغ عنك البوليس أنك مش عاوزة تسددى الأيجار بأيصالات الأمانه اللى عليكى وأنتى قطه صغيرة ملهاش ضوافر علشان تعض ومش حمل بهدله وسجن فخليكى مطيعه علشان مش تبقى الجانيه على نفسك ها قولتى أيه؟


رمقته زهرة من فوق كتفيها بأشمئزاز وكره ثم قالت بأمتعاض وأستنكار شديد : تصدق أنك فعلا راجل واطى دة بعيد عن شنبك أنا سبق وقلتلك مش هتجوزك ..ياراجل خلى فى عينك حصوة ملح دة أنت على ذمتك تلاته.


عاد فوزى ليقترب منها مجددا وقام بعدل عمته من فوق شعره ثم غمز لها بطرف عينه بمكر ثم أستطرد ليقول بفحيح أفعى : وغلاوة عيونك الحلوين دول لأطلقهم علشان خاطرك بس أنتى قولى آه وهتكونى ساعتها ملكى وحلالى ومش هأطلبك بأى حاجه النبى ياشيخه لاتقولى آه.


زفرت زهرة متنهده بحنق وعادت لترمقه بأشمئزاز ونفور ثم أجابت عليه بتحدى واضح وبنبره واثقه : وأنا مش بعيد كلامى كتير مافيش جواز منك حتى ولو كنت أخر راجل فى الدنيا دى أما بقى بخصوص الأيجار اللى صدعتنى بيه كل شويه فأدينى يومين كمان وهيوصلك كله على داير مليم بالأذن بقى ....لتقوم بدفع فوزى من أمامها بكلتا يديها والغضب والسخط يجتاحها وظلت تسب وتلعن من داخلها ثم توجهت نحو شقيقها وساعدته فى النهوض ثم قالت له بتساؤل : رامى حبيبى أنت كويس؟ 


أوما شقيقها بالأيجاب وهو يحدق الى فوزى بأشمئزاز وكرة ثم عاد ليوجه بصرة نحو شقيقته بأبتسامه خافته لتقول الأخيرة بأصرار وحزم قاطع : طب تعالى أسندك علشان أوصلك لمدرستك لأنك أتاخرت. 


وماكادت تنزل درجه من درجات السلم برفقه شقيقها وهى تسنده ومتحاشيه بصرها عن ذلك الملعون حتى عاد هو ولحق بها ثم باغتها مجددا وقام بلى ذراعها الحره بقوة لتصرخ هى متألمه من شده قبضته عليها ليقول لها بتهديد مبطن وبصوت أرتفع نسبيا : لا ده أنتى فعلا دماغك أنشف من الحجر بس دخول الحمام مش زى خروجه ياحلوه أنتى فاهمه فيا توافقى على جوازنا ياأما هأنزل حالا وأفضحك فى الحته كلها وأقول لهم أنك بتدخلى رجاله أشكال وألوان فى الشقه.  


أستدارت زهرة بكامل رأسها نحوه وبأعين متسعه من الصدمه بسبب تهديدة لها وعادت لترمقه مجددا من فوق كتفيها بكره ونفور ثم أستهلت حديثها وقالت بكبرياء وشموخ تصحبها نبره ساخرة : أخرس أنا أشرف منك ومن اللى زيك ومش هأسمح لأى حد يقول عنى كلمه بطاله ثم رجاله أيه ياراجل يامخبول أنت اللى بتتكلم عنهم دول؟


أجاب عليها فوزى ببرود وبنظرات ماكرة وبفحيح أفعى لا تليق الا به: أقصد الأستاذ اللى كان عندك أمبارح بالليل فى الشقه وبالأمارة سمعتك وأنتى بترددى أسمه على لسانك مش هو أسمه سامر برضه ده أنا شوفته بعنيا اللى هيكلهم الدود وهو بيأكلك بأيده وبيهزر معاكى ومنسجمين مع بعض على الأخر ولا عاملين أى أحترام للمكان اللى أنتى فيه.


أصيبت زهرة بحاله من الصدمه والذهول التام بسبب حديث فوزى المستفز نحوها لكن سرعان ماأمتقع وجهها بالغضب والأشمئزاز منه ثم قالت مستنكره الأمر برمته : آه وسيادتك بقى كنت بتتجسس عليا مش كدة؟..صمتت لوهله وقد بدأ الغضب يتصاعد بداخلها تدريجيا حتى ظهر ذلك جليا فوق ملامحها الرقيقه ثم عادت لتجيب عليه بنفس الحده: بس أنا بقى مش هأسمحلك أنك تشوة سمعتى أو تشوة سمعه واحد محترم زى الأستاذ سامر وبعدين أنت مالك دى حاجه غريبه جدا والله العظيم هو أنت كنت من باقى العيله وأنا مش واخده بالى ولا كنت واصى عليا !!دى حياتى وأنا حره فيها وبعدين باب الشقه كان مفتوح يعنى مش هأعمل حاجه حرام لاسمح الله ولو كنت عاوزه أعمل حاجه كنت عملتها من غير ما حد يحس بحاجه..عادت لتصمت من جديد ثم سحبت نفسا عميقا ثم زفرته على مهل وهى ماتزال تحدق الى فوزى بنظرات يلمؤها التحدى والأصرار ثم عاودت حديثها بثبات وحزم : سى فوزى للمره الأخيرة بقولهالك أهوه أنا مش هتجوزك لو أنطبقت السما على الأرض لاأنت من توبى ولاأنا من توبك فلو سمحت سيبنى فى حالى وأنسانى خالص تمام .. ثانيا :بلاش ترمى أتهامات باطله عمال على بطال وتطعن فى شرف الناس وخد بالك أنت عندك بنات من نفس سنى يعنى الزمن دوار وربنا قادر يخدلى حقى منك وكما تدين تدان بالأذن بقى علشان أتاخرت عن شغلى. 


أشاحت ببصرها عن فوزى وتركته وهو فى حاله من الغليان والغضب والسخط من زهرة لتنزل من فوق الدرج وهى تجر قدميها جرا فهى لن تقبل على نفسها أن يطعن أحد فى شرفها وماأن وطئت بقدميها خارج البنايه حتى أستوقفت سيارة أجرة وصعدت بداخلها وبرفقتها شقيقها الذى أكتست ملامحه بالأسى والحزن على حال شقيقته ..أما عنها هى فقد أنسابت الدموع من داخل مقلتيها فوق وجنتيها بقهر وحدثتها نفسها لماذا دوما الحياه تبكيها ألم يحن الوقت كى تبتسم لها الحياه فاتحه ذراعيها بالأمل ,,ظلت على ذلك الحال حتى أوصلت شقيقها نحو مدرسته وتوجهت هى نحو مدرستها وعقب دلوفها من البوابه الرئيسيه لمحت بعينيها المديره وهى ترمقها بشزر لكنها تجنبت الأحتكاك معها كى يمر اليوم على خير وأعتذرت لها بشده عن تأخرها الغير متعمد بصوت ضعيف ثم توجهت نحو فصلها بصمت وبدأت بأعطاء حصتها للفتيات حتى أنقضى اليوم الدراسى وماأن أنهت الحصه حتى خرجت من الفصل وتوجهت نحو فناء المدرسه ثم جلست فوق أحدى المقاعد وشردت فى الفراغ الذى أمامها وسرح عقلها فى تلك المصيبه التى يريد ذلك الخبيث ألصاقها بها وكيف تستطيع أن تخرج نفسها من تلك الورطه التى وضعها فى طريقها أما بدفع الأيجار أو الزواج منه بالأجبار لتظل حبيسه أفكارها واضعه كفها فوق وجنتيها بشرود حتى دلف فى تلك اللحظه ضيف لم تكن تتوقع هى قدومه وبينما هى فى قمه حزنها وشرودها حتى فوجئت بمن يربت فوق كتفيها بحنو ويقطع حبل أفكارها ..لتنتفض زهرة من مكانها بفزع وأستدارت برأسها نحو ذلك الضيف لتجدها صديقتها المحببه الى قلبها سها وكأنها جاءت طوق نجاة لها أذ أنها وعقب رؤيتها لها حتى أرتمت بين أحضانها وأخذت تجهش فى بكاء مرير ما جعل الأخيره تندهش من رد فعل صديقتها لكنها سرعان ماقامت بضمها نحو صدرها وظلت تربت على ظهرها مرارا وتكرارا بصمت رغم عدم فهمها سر بكاء زهرة حتى هدأت الأولى تماما لتبعدها سها عن محيط ذراعيها ثم سألتها بحيره.


-: مالك يازهرة أنتى ماصدقتى أنك شوفتينى ولاأيه ماأنا كنت عندك أمبارح يابنتى ..أستهدى بالله كدة وأحكيلى أيه اللى حصل تانى؟

***********************************************

سارت زهرة بعض خطوات للأمام وبرفقتها سها حتى وصلوا الى مكان بعيدا نسيبا عن أعين المدرسين ثم جلست عند أقرب مقعد لها وجلست الأخيرة بجانبها لتسرد عليها الأولى كل ماحدث معها منذ لحظه خروجها من باب الشقه مرورا بتهديد فوزى الصريح والمباشر لها أما بدفع الأيجار المتأخر أو الأبلاغ عنها أو الموافقه الجبريه على الزواج منه كما أنه أتهمها فى شرفها وأدعى جورا أنها تجلب الرجال الى شقتها وأن لم ترضخ لطلباته وشروطه التعجيزيه فسوف يقوم بفضحها فى الحى بأكمله لتضرب سها بكفها فوق صدرها بصدمه ثم قالت بغضب وحنق : أما راجل ناقص بصحيح هو الراجل دة مش بيتهد من كتر الجواز دة قد أبوكى يعنى المفروض يحترم سنه وشنبه اللى مربيه قد كدة.


زفرت زهرة زفره مطوله بيأس وأحباط ثم أستطردت لتقول بقله حيله : سها أنا مش عارفه أتصرف خالص حاسه أنى مشوشه ومتلخبطه ومش قادره أوصل لحل نهائى مع الكائن الهلامى اللى أسمه فوزى دة نفسى يحل عنى ويسيبنى فى حالى.


وضعت سها سبابتها وأبهامها فوق مقدمه وجهها كنوع من التفكير كى تخرج صديقتها من تلك الورطه المستعصيه حتى جال فى عقلها فكره لابأس بها لترتسم فوق شفتيها المكتنزه أبتسامه ماكرة بصمت بينما حدقت اليها زهرة بدهشة وأستغراب لتوجه اليها سؤالها مستفسره بحيرة: ممكن أفهم أيه سر الأبتسامه العريضه دى؟


شعرت سها بالأرتباك من سؤال زهره المباغت لها لتجيب عليها قائله بتلعثم : ها لا أبدا ولاحاجه بصى أنا مضطره أمشى دلوقتى لأنى راجعه المعهد وبعدين هأبقى آجيلك مره تانيه سلام.


صافحت سها صديقتها بحرارة وودعتها ثم تركتها وتوجهت نحو المعهد وعقب دلوفها من البوابه رأت سامر يقف على مقربه منها لتعتزم من داخلها الذهاب نحوه وشرح أبعاد المشكله عليه عله يجد حلا مناسبا..ماأن وصلت اليه حتى طلبت منه الحديث على أنفراد بعيدا عن أعين مدرسى الحصص ليوافق على طلبها ثم بدأت تقص عليه ماسمعته من زهرة ليقبض الأخير فوق يديه بقوة حتى أبيضت مفاصله من شده الضغط عليها ليستهل حديثه بأستنكار وغضب شديدين: أبن ال****أما أنه راجل واطى وخسيس فعلا طب وبعدين؟ 


قالت سها بنبره تأكيديه : ولاقبلين ماهو أنا حكيتلك علشان تتصرف أنت بقى ياأستاذ سامر.


نظر لها سامر بنظره مطوله ثم قال بتصميم وحزم : أيوه صح أنتى معاكى حق لأزم أتصرف على العموم ماتقلقيش ياآنسه سها أنا هسدد الأيجار بالنيابه عن الآنسه زهره وأربى الكلب اللى أسمه فوزى علشان مايقربش منها تانى.

*****************************************

فى المساء وبعد الأنتهاء من التدريس بالمعهد طلب سامر من العميد التوجه برفقته والتحدث معه على أنفراد وبالأخص فى مكتبه الخاص وعقب دلوفهم الى مكتب الأخير طلب منه برجاء عوده زهرة للمعهد من جديد ليصيح العميد فى وجه الأخير قائلا بمنتهى الحدة والحنق : أنت بتهزر ياأستاذ سامر!! يعنى أيه عاوزها ترجع المعهد تانى ؟ دى بنت مش مؤدبه وبتعمل مشاكل كل شويه.. أنت نسيت المقالب اللى سببتهالك وعملتلك أحراج بين زمايلك!! بلاش كل ده أنت مش شوفتها بعينك وهى بتعمل شغب مع واحدة من البنات وبعد كدة بتطلب منى بكل بساطه أنى أرجعها آسف مش هيحصل ده معهد محترم وكل اللى فيه ملتزمين ومش هأسمح أبدا لأى حد أنه يتمادى فى شغبه. 


زفر سامر زفره مطوله بعدم رضى لكنه مع ذلك تحدث بحزم وبصوت هادىء جدا : يافندم أنا عن نفسى متنازل عن كل المواقف اللى عملتها فيا ثم أن حضرتك أدرى منى بظروفها وعارف أنها بنت يتيمه ملهاش حد ومحتاجه اللى يحتويها ويخفف عنها أرجوك يافندم وافق على طلبى بعودتها لو سمحت. 


حرك العميد رأسه برفض رافضا فكرة سامر ليجيب عليه بتأفف : بقولك أيه ياسامر أنا مابحبش حد يجبرنى على حاجه البنت دى مش هترجع المعهد تانى يعنى مش هترجع أحنا شفناها سوا وهى بتشد شعر زمليتها ولولا طردى لها كانت ممكن تعمل لنا مشاكل تانى. 


قال سامر مشددا على كل كلمه خرجت من جوفه بتصميم وأصرار: يافندم نهال هى اللى كذبت لما أدعت أن زهرة هى اللى بدأت بأفتعال المشاكل  معها وعكست الحقيقه كلها وبعدين زهرة مغلطتش لما شدتها من شعرها علشان نهال اللى بدأت. 


رفع العميد بصرة نحو سامر بأستغراب ودهشة ثم سأله مستفسرا عما ينتوى فعله : أنا مش فاهم لما أنت واثق أوى من كلامك دة طب ليه فضلت السكوت ومادفعتش عنها؟


قال سامر بخجل شديد من نفسه : لأنى كنت ساعتها متضايق منها بسبب النوته اللى بوظتها وكنت بتلكك لها على أى غلطه تعملها المهم من فضلك ياسياده العميد توافق على رجوعها المعهد وأنا بأتعهد لحضرتك من دلوقتى أنها مش هتعمل مشاكل خالص بعد كدة .


رغم من عدم أقتناع العميد بما قاله سامر وبعد شد وجذب حاد بينهما وافق الأخير على مضض بعودة زهرة الى المعهد شريطه الألتزام التام بأحترام جميع المتواجدين وعدم مضايقتهم بأى شكل من الأشكال ليزفر سامر بأرتياح أن الأمر قد مر على خير ثم قرر الخروج من المعهد وصعد بداخل سيارته وتحرك بها وكان أول شىء يفعله هو التوجه أولا نحو ذلك المتعجرف فوزى ودفع الأيجار عن زهرة وتحذيره بعدم التعرض لها مره أخرى وعقب وصوله داخل الحي تعمد ركن السياره أمامه بتحدى واضح وعندما رأى الأخير سامر وهو يترجل من سيارته بهدوء وثبات حتى علا صوته وأرتفع قائلا بصوت جهورى قوى هز أركان الحى بأكمله. 


-: تعالوا ياأهل الحته تعالوا أتفرجو وشوفوا الست زهرة ربه الصون والعفاف بتعمل أيه فيكم أيه بتستغفلكم وبتجيب رجاله أشكال وألوان كل يوم فى شقتها واللى مايشترى يتفرج.


دنا سامر منه بخطوات خاطفه وبرزت عروق رقبته ونفضت من شدة الغضب بجانب تلك الشعيرات الدمويه التى أحمرت داخل عينيه وأخذ يجز فوق أسنانه بقوة ثم أمسك فوزى من تلابيبه بعنف وظل ينهره وهو يرمقه بكره وأشمئزاز مما جعل الأخير ينكمش خوفا ورهبة منه ليستطرد سامر حديثه بصوت هادر أشبه بهدير الأسد الثأر : أنت تخرس خالص وماتفتحش بوقك ده نهائى ولو سمعتك مرة تانيه بتتكلم عن زهرة بأسلوبك الرخيص ده أقسم بالله ماهيكفينى عمرك فاهم ولالا.


دفعه سامر دفعه قويه مما جعل جسد فوزى يرتد وتراجع للخلف بخطوات ثم سقط فوق الكرسى الذى كان يجلس عليه ليوجه الأخير بصره نحو أهالى المنطقه الذين تجمعوا حولهم مابين غمزات ولمزات البعض ليصدح صوت سامر الجهورى والذى أرعبهم ثم تحدث بعصبيه مفرطه وحدة : يلا لو سمحتوا أتفضلوا كل واحد على بيته الشارع مش فرجه وياريت بلاش تلسنوا على بنات الناس زهرة بنت شريفه وعفيفه مش كل حاجه تسمعوها تصدقوها ..صمت برهة ثم زفر بضيق وعاد ليكمل حديثه بنبرة حازمه : بعد أذنكم سيبونى شويه مع فوزى علشان عاوز أتكلم معاه.


أنصرف أهالى المنطقه فى صمت وعادوا الى بيوتهم ليستدير سامر نحو فوزى وهو يرمقه بغضب وشزر ومحذرا أياة من فتح فمه مجددا ليصمت فوزى مثل الفأر ولانت ملامح سامر شيئا فشيئا ثم تقدم منه وجلس بجانبه وأستطرد ليقول بثقه واثقا من نفسه. 


-: فوزى الأيجار اللى على زهرة قد أيه؟

قال فوزى بنزق وهو قاطب مابين حاجبيه بأستهجان ومستنكرا وجود سامر فى ذلك الحى هذا بجانب حديثه القوى ونبرته الواثقه : عليها 1500 جنيه بس قولى الأول هو أنت لامؤاخذة بقيت الأفوكاتوا بتاعها وأنا مش دريان؟


زفر سامر زفره مطوله بضيق وضجر ثم أعتدل فى وقفته وعاد وأمسك فوزى من تلابيبه بقوة حتى أجبرة على الوقوف أمامه ثم أجاب عليه بحدة : أنا لحد دلوقتى بتعامل معاك بمنتهى الأدب فمتخلنيش أقلب على الوش التانى وهيبقى وش عمرك ماشوفته لك أيجار هتأخدة وبزيادة كمان أما مسأله جوازك من زهرة فتنساه خالص ماشى.


أخرج سامر محفظه نقودة من جيب حلته ثم قام بأخراج النقود منها وبدأ بعدها أمام فوزى الذى ألتمعت عينيه بجشع وسال لعابه مثل الكلب الجائع عقب رؤيته للمال لينظر له سامر بطرف عينه ومد له يدة لأعطائه النقود ثم أجاب عليه بمنتهى البرود. 


-: 3000 جنيه أهم وتحل عن زهرة خالص يافوزى ودة آخر كلام عندى.


أخذ فوزى منه المال بسرعه وقام بوضعه فى جيب جلبابه ليستدير سامر بجسده وأولى ظهرة للأخير ثم صعد داخل سيارته وتوجه نحو محل الملابس وأنتظر زهرة حتى خرجت منه وعقب رؤيتها له حتى أتسعت عينيها بصدمه ليشير اليها بالصعود الى السيارة لأيصالها نحو شقتها لكنها ترددت كثيرا فى طلبه وبعد ألحاح شديد منه صعدت داخل السيارة على مضض فى المقعد الخلفى وبأستحياء وخجل شديد ليبتسم سامر بدوره على براءتها وأنطلق بسيارته الى حيث وجهته وبعد عده ثوان معدوده قام بعدل المرأة الأماميه كى يتسنى له رؤيتها وظل ينظر اليها بين الحين والأخر بأعجاب وسط خجل شديد من زهرة ليتوقف هو بسيارته عند أقرب مطعم وأشترى بعض الأطعمة الجاهزه التى تحبها ثم أعادها الى داخل الحى ..وعقب ترجلهم من السياره حتى ظل فوزى يرمقهم بأحتقار وحنق لتتجاهله هى كليا وقام سامر بأعطائها الطعام لتشكرة على ذوقه معها ثم صعدت بخطوات واثقه نحو شقتها بينما ظل الأخير يراقبها بعينيه حتى أطمئن أنها أصبحت فى أمان ليعود هو موجها بصرة نحو فوزى بتحذير ثم أولى ظهرة بعدم أكتراث وأنطلق بسيارته عائدا بها نحو بيته ..أما عنها هى (زهرة) وعقب دلوفها الى داخل الشقه حتى جلست فوق الكرسى وقامت بالمناداه على شقيقها ليأتى اليها رامى على عجل وبدأت بأعطائه الطعام وعندما همت بأزاله ورق السولفان من فوق السندوتش الخاص بها حتى وجدت ورقه مطويه بداخلها لتخرجها ببطء شديد وفتحتها على مضض ثم بدأت بقراءة مابداخلها.


-: بألف هنا وشفا أنا عارف أنك بترجعى من شغلك متأخر أوى فكفايه عليكى تعب الشغل وآه بالمناسبه أنا أتكلمت مع العميد وهو وافق على رجوعك المعهد يعنى من بكرة تيجى ومن غير أى تأخير ياآنسه لأنى مش هقبل بتأخيرك مفهوم .....ليستهل جوابه بمداعبه : ومش تنسى تبقى ترمى قطع الجمبرى زى المرة اللى فاتت هههههه . أمضاء سامر الحفناوى.


أبتسمت زهره على ذوقه العام وتحدثه بأدب معها ثم بدأت تأكل الطعام بتلذذ شديد وعقب أنتهائها جلست لتذاكر لشقيقها دروسه كالعاده ثم أدخلته الى فراشه بعدما تأكدت أنه غط فى نوما عميق وذهبت هى الأخرى نحو غرفتها ثم بدلت ثيابها بثياب مريحه للنوم وتوجهت نحو فراشها وأستلقت على ظهرها بأراحيه ثم نامت سريعا أستعدادا ليوم جديد وعودتها وسط صديقاتها اللآتى يحبونها بشدة ..... أما عنه هو (سامر) فعقب وصوله الى شقته ودلوفه اليها حتى صعد نحو الطابق العلوى ومنها الى حيث غرفه والدته ثم طرق فوق الباب عده طرقات خفيفه لكنه لم تجب عليه ليقوم بتلقائيه بفتح الباب ثم اشرأب برأسه نحو الداخل ليجدها مستغرقه بالنوم لتظهر فوق ثغره أبتسامه خفيفه ثم عاد بأغلاق الباب ببطء كى لايزعجها  وتوجه بدوره نحو غرفته وأغلق الباب خلفه بقدمه ثم قام بتبديل ثيابه وأستلقى فوق فراشه ليستسلم للنوم الذى داعب جفنيه سريعا ونام بأستغراق بعدما أطمئن أن الغد سيشرق مجددا وتلك الزهرة الجميله والفاتنه تزين المعهد كما كانت من قبل.

           الفصل السابع من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close