أخر الاخبار

رواية عازفه علي وتر قلبه الفصل التاسع عشر19 بقلم ياسمين احمد

رواية عازفه علي وتر قلبه 

الفصل التاسع عشر19 

بقلم ياسمين احمد

صعدت ألهام داخل سيارتها وقادتها على غير هدى حتى وصلت الى المكان المنشود وقامت بأصطفاف السيارة عند جانبى الطريق وترجلت منها وظلت تجوب بعينها شقه سامر بأنبهار تام ودلفت حتى وصلت الى باب الشقه وقرعت الجرس ليفتح هو لها الباب وماأن شاهدها وهى تقف أمام عتبه بابه حتى تسمر فى مكانه وأصيب بصدمه وذهول ثم مالبث أن تحجرت عينيه وأصبحت باردة خاليه من أى مشاعر أتجاهها لتقول هى بدلال وتغنج أنثوى .


-: أزيك ياسامر .

أستطرد سامر بحنق وأستنكار بسبب مجيئها اليه : أنتى؟ عاوزة منى أيه مكفكيش اللى عملتيه فيا زمان راجعه تانى ليه؟...أشار بسبابته نحوها بتحذير وأستهل حديثه بتهكم :أوعى تكونى مفكرة أنى هأحن لكى تبقى غلطانه يامدام لأن قلبى خلاص قفلته من ناحيتك ومش هأفتحه تانى مهما حصل. 


قامت ألهام بلف ذراعيها حول عنقه بدلال لتستهل قولها بهمس بالقرب من شحمه أذنه : أخص عليك ياسمورتى بقى دى برضه مقابله تقابلنى بيها ماكنش العشم ياروحى.


نفض سامر ذراعيها من فوق عنقه بقوة وعلت فوق ثغرة أبتسامه ساخرة وعيون متحجرة قائلا ببرود وجمود : لالا أرجوكى كفايه تمثيل بقى لأن كلامك معدش هيخيل عليا ألعبى لعبه غيرها ياشاطرة ....صمت برهة وعاد ليكمل بنفس البرود : أرجعى ماكان ماكنتى ياألهام لأن ببساطه وبحسبه صغيرة كده بقيتى بالنسبالى مجرد صفحه من ماضى طويته ومش حابب أفتكرة أصلا وماعنديش أى أستعداد أنى أفتح الصفحه دى تانى. 


عادت ألهام للأقتراب منه رغم نفورة منها الا أنها تعمدت وضع كفها الأيمن بأتجاه قلبه ووضعت كفها الأخر فوق صدرة وظلت تمرر أصابعها بأنسيابيه ونعومه وأغراء على طول صدرة ظنا منها أنها ستثير مشاعرة أتجاهها لتقول بدموع التماسيح : أهى أهى أخص عليك ياوحش كده تنسى الأيام الجميله اللى كانت بينا ياقاسى.


عاد سامر لينفض كفيها عن صدرة وظل يرمقها بحده وتحدث بسخريه مريرة : الأيام الجميله اللى بتتكلمى عنها دى أنتى اللى مسحتيها من ذكراتك بجرة قلم لما جتلك فرصه على طبق من دهب قدام الأغراءات اللى قدمها لكى وسيم.


كلمات سامر الموجزة أوجعتها وقلبت عليها المواجع رغم صحتها لكنها مع ذلك تعمدت أستفزازه عندما قامت بتقريب شفتيها من خاصته وقبلته بنعومه قائلة له بحقد دفين : ونسيت دول كمان!


دفعها سامر بعيدا عنه وقطب مابين حاجبيه بغضب وأستنكار رافضا أى قرب أو حتى مجرد لمسه منها قائلا بصوت قوى وجهورى : أنتى أكيد أتجننتى علشان بتتهمينى بحاجات محصلتش وللمرة الأخيرة بقولك وبمنتهى الأدب أرجعى ماكان ماجيتى يامدام وأنسينى خالص لأنى كرهتك ومعنتش طايق حتى أبصلك. 


وفى خضم فرض ألهام نفسها على سامر ومحاوله الأخير أبعادها عنه كانت هناك عيون تراقب مايحدث عن قرب وكثب تلك العيون كانت مملؤة بالألم والحسرة لتشهق صاحبتها بصدمه ثم سرعان ماقامت بوضع كفها فوق فاها محاوله كتم تلك الشهقه التى خرجت منها بعفويه لينتبه سامر اليها وأستدار بنصف جذعه العلوى بأتجاهها وأسرع فى الركض نحوها بينما ظلت هى توزع نظراتها بين زوجها تارة وبين تلك الحسناء التى تشبهها تارة أخرى ليقف الأخير خلف زوجته وأصبح صدرة ملاصق لظهرها ولف يده حول خصرها بتملك ووضع مقدمه وجهه فوق عظام كتفها حتى أن أنفاسه الساخنه لفحت صفحه وجهها وهو ينظر الى ألهام بتشفى قائلا ومشددا على كلمه خرجت من فمه بثقه شديدة.


-: نسيت أعرفك ياألهام زهرة مراتى.


أتسعت عين ألهام بصدمه وظلت تحدق الى شبيهتها التى تعمد سامر أن يحاصر خصرها بقوة لتجز الأخيرة فوق شفتيها بحقد شاعرة بالحنق والغيرة تفتك بها وألتوى ثغرها بأبتسامه تهكميه وأستطردت لتقول بسخريه ونزق: دى تبقى مراتك أنت؟ أبن الموسيقار الراحل زين الحفناوى تتجوز دى؟ مشيرة بسبابتها بتكبر أتجاه زهرة وعادت لتكمل ساخرة :من الواضح أن زوقك بقى بلدى أوى ياسامر طب على الأقل أستنظف.


ألتوى ثغر سامر بأبتسامه تهكميه بسبب حديثها الغير لابق وقال بمنتهى الحزم : ماله ذوقى البلدى أحسن ذوق الدور والباقى عليكى أنتى لما بديتى عنى وسيم.


كادت أن تبرر موقفها لولا أن قاطعها سامر بنبرة حاده منهيا الحوار كى لاتزيد الأمور تعقيدا : خلص الكلام يامدام أتفضلى بقى من غير مطرود. 


نظرت ألهام الى زهرة نظرة كرة أخيرة قبل رحيلها لتقول بتهديد مبطن نحو سامر وهى تنظر الى منافستها بحقد وغل : لسه الكلام ماخلصش ياسمورتى بس أوعدك وقريب أوى هرجعك لحضنى لأنى حبيبتك اللى عشت معاها ألطف وأجمل وأحلى أيام عمرك باى باى يابيبى.


تركتهم ألهام بعدما ألقت جملتها الأخيرة مثل صوت الرصاص الذى أذ لم يصب به الشخص أصدر صوتا مزعجا ليبتعد سامر عن زهرة بينما أستدارت نحوة بكامل جسدها وظلت ترمقه بعتاب شديد وكاد أن يبرر لها موقفه ويبرأ نفسه من ذاك الحديث الذى قالته الملعونه منذ دقائق لولا أن منعته هى بأشارة من يدها برفض ومحذرة أياه من الخوض معها بأى حديث وأولت ظهرها وصعدت بخطوات مسرعه نحو غرفتها وأجشهت فى بكاء مرير فهى تظن أن زوجها سيعيد حبه القديم لتشعر بالغيرة تنهش فى قلبها نهشا وبقت تبكى لفترة من الوقت ..أما عنه هو فقد كان فى حيرة من أمرة وعندما قرر الصعود خلفها واللحاق بها كى يشرح لها موقفه حتى جاءة أتصالا هاتفيا من الطبيب المرافق لوالدته ليزفر بضيق وفتح جواله ثم سأله عن صحه والدته . 

 

-: ها يادكتور جودت طمنى أيه الأخبار ؟ 

تحدث الطبيب بهدوء: خير أن شاء الله ياسامر أحنا خلاص خلصنا وحبيت أبلغك أن والدتك هتدخل حالا أوضه العمليات وأول ماتخرج هأعرفك تمام. 


قال سامر بتفهم : تمام يادكتور بس أرجوك مش تتأخر عليا فى الأتصال لأنى قاعد هنا على أعصابى ومش شايف أمى قدامى.


أبتسم الطبيب بتفهم ومخففا عن سامر قلقه وتوترة ليستطرد حديثه بأتزان : أكيد هأعرفك عن أذنك بقى لأنى مضطر أقفل معاك علشان داخل مع الدكتور مجدى أوضه العمليات سلام مؤقت.


أغلق سامر هاتفه مع الطبيب وزفر بحرارة ثم رفع كفيه الى السماء داعيا ربه أن يكون رحيما بوالدته.


بعد لحظات صعد سامر الى غرفته ولكن قبل دلوفه اليها أتجه نحو غرفه زهرة وكان على وشك الطرق على بابها لولا أن تراجع فى اللحظه الأخيرة ليزفر بأحباط وحانت من عينيه نظرة حزينه ليتجه نحو غرفته فى صمت  وأسند برأسه على الباب بآسى وقله حيله وذهب بأتجاة الشرفه ليستنشق الهواء العليل ثم شرد فى تلك الفاتنه القابعه داخل غرفتها حزينه ومجىء ألهام التى قلبت الموازين رأسا على عقب وأدعت أحاديث كاذبه عنه ليخرج من طور شروده عقب لمحه ظل محبوبته فى الشرفه المقابله لشرفته تحت ضوء القمر الخافت حيث كان يستمع الى بكاءها الذى ألم قلبه وعصف بكيانه وكاد أن يعتذر اليها لكن سرعان ماأختفى ظلها ليتيقن أنها دلفت وأشرعت بغلق باب الشرفه ليمسد هو فوق شعرة بحنق وتنهد تنهيده حارة ودلف ثم أشرع بغلق باب شرفته وأتجه نحو الفراش وأرتمى عليه ورفع بصرة نحو سقف الغرفه وتمنى أن تتصلح الأمور وتصبح فى صالحه ,,أما عنها هى فلم يجف الدمع من عينيها فكل ماتتمناة أن تسعد بحياه هانئه مع زوجها الذى تحبه وتعشقه فهو خير عونا لها كما تمنت أن تظل حامله أسمه الى الأبد ,,ليبقى الأثنين هكذا حيث لم يذق أى منهما طعما للنوم حتى قاربت الساعه الى الثالثه بعد منتصف الليل وبعد فترة غالب النوم جفون سامر ليعاود الكابوس يطاردة من جديد وظل يصرخ فى نومه ماجعل صوته يصل الى مسامع زهرة التى أعتدلت من فوق فراشها بفزع ونزلت من عليه بخطوات مسرعه وأرتدت الروب فوق القميص وفتحت الباب وذهبت بأتجاة غرفته وفتحت الباب لتجدة فى حاله يرثى لها حيث كان يجلس على فراشه وملابسه متعرقه بسبب ذلك الكابوس اللعين الذى يراوده بين الحين والأخر لتهرول نحوة وجلست أمامه وهو يبكى لتقوم بأحتضان وجهه بباطن كفيها وقام هو بطبع قبله شغوفه فوق كفيها لتتورد وجنتيها بحمرة الخجل ثم سرعان ماأبعدت كفيها ليقوم هو بوضع رأسه بين أحضانها كأنها أمه وظل يبكى لتقوم هى بالتربت على ظهرة حتى هدأ وأبتعدته عنها ببطء وأبتسمت له بود لتقول بأبتسامه هادئه.


-: سامر أرجوك أهدى ده مجرد كابوس. 

زفر سامر بآسى ولوعه وأستهل قوله بمرارة : الكابوس ده على طول ملازمنى يازهرة ومش قادر أتخلص منه رغم أنى بزور قبر والدى كل فترة ومش عارف لأمتى هأفضل كدة.


ظهرت لمحه من الحزن فى عين زهرة شفقه عليه لكنها سرعان ماأخفتها كى لا يلاحظ هو لتهتف بشفقه : سامر ماتحملش نفسك فوق طاقتك اللى حصل لوالدك مالكش ذنب فيه.


حديث زهرة الهادىء جعله يشعر بالراحه وسلام نفسى لم يشعر به من قبل ليقول هو بنبرة رجاء حارة وصوت متهدج ومتحشرج من المشاعر التى يكنها اليها : زهرة أنا تعبان أوى أرجوكى خليكى جنبى ووعد منى أنى مش هأجى جنبك ولا هألمسك بس خليكى هنا أنا محتاجلك أوى دلوقتى.


لم تستطع زهرة رفض طلبه لتتمدد جوارة وظلت تمسد فوق شعرة بحنو ليقوم هو بدفن وجهه فى تجويف عنقها وطبع قبله خاطفه لكنه سرعان ماأبتعد عنها كى لايزعجها ..بينما ظلت بجانبه حتى أنتظمت أنفاسه وتأكدت أنه نام وظلت تتأمله بهيام وبقت مستيقظه حتى الساعه السادسه صباحا لتقوم من جوارة ببطء كى لاتقلقه تاركه اياه وعادت الى غرفتها وبعد عده ساعات كانت عقارب الساعه تشير الى التاسعه والنصف صباحا حيث كانت خيوط الشمس الذهبيه تداعب جفنى سامر ليتململ فى فراشه وقطب مابين حاجبيه بقوة ورفرف بعينيه ثم فتحهما بتثاقل وتثأب بعمق وأعتدل فى فراشه وظل يبحث بعينيه عنها لكنه لم يجدها فظن أن ماحدث كان مجرد حلم جميل وليس حقيقه ليتنهد بأسى وقام بتكاسل وذهب الى الحمام وبعد مدة خرج بمنشفه كبيرة يلفها حول خصرة ليجد هاتفه الموضوع فوق التسريحه يرن بأستمرار ليأخذه بحركه خاطفه بين يديه ليجدة الطبيب وفتح الهاتف ثم سأله بلهفه. 

 

-: ها يادكتور طمنى وريح قلبى بقى؟


أبتسم الطبيب بأطمئنان وأستطرد قوله بأرتياح : الحمد لله ياسامر والدتك عملت العمليه ونجحت بأمتياز بس لسه مافقتش من البنج وكمان هتفضل تحت الملاحظه يوم بحاله بس أطمن هى أول ماتفوق وتستعيد وعيها هأخليها تكلمك وتتطمن عليها أتفقنا .


زفر سامر بأرتياح وقال بتفهم : ماشى يادكتور أتفقنا .


أنهى سامر الأتصال مع الطبيب بعدما شعر بالراحه أتجاه والدته ليقوم بنزع المنشفه من عليه وأرتدى ملابسه على عجل وخرج من غرفته وأتجه الى غرفه زهرة لكنه وجد الغرفه مرتبه وهى غير موجودة بها ليقرر النزول وظل يجوب بعينيه بحثا عنها لكنه لم يجدها لينقبض قلبه خشيه أن يكون أصابها مكروة بسبب التهديدات التى أصدرها عمها والذي أقسم على أنفسه بأنه لن يجعله يرتاح ليخرج الى الحديقه ووجدها تجلس فوق الأرجوحه معطيه له ظهرها ليزفر بأرتياح وبدأ يقترب منها حتى أصبح خلفها وبدأ بتحريك الأرجوحه ببطء لينتفض جسدها برعب حقيقى وتشنج جسدها لكنها عقب سماعها صوته الدفىء حتى هدأت ليتوقف هو عن تحريك الأرجوحه وأستدارت ببصرها نحوه وأبتسمت له بحب ثم سألته بأستسفار.


-: عامل أيه دلوقتى؟

أستدار سامر بكامل جسده نحوها وجلس بجانبها فوق الأرجوحه وقام ببسط كفه فوق كفها لتشعر بأرتعاش وأرتجاف يدها تحت يده القويه ليقوم بأبعاد كفه عنها وقد بدى عليه الأرتباك والتوتر ثم سرعان ماأشاح ببصرة عنها ونظر الى الفراغ الذى أمامه محاولا أن يبدو طبيعيا وبعد عده دقائق عاد ببصرة نحوها وقال بهدوء : الحمد لله أحسن لكن كنت عاوز أسالك سؤال هو أنتى فعلا كنتى نايمه جنبى ولا أنا كنت بحلم !


توردت وجنتى زهرة بحمرة الخجل وشعرت بالأرتباك وأخذت جبهتها تتعرق بغزارة بسبب سؤاله المباغت لتومئ رأسها بالأيجاب وقالت بصوت خافت جدا : أيوة كنت نايمه جنبك بس بعد مانمت قمت من جنبك ورجعت أوضتى علشان تعرف تأخد كفايتك من النوم.


رغم أن زهرة كان حديثها صادقا معه الا أن هذا جعله يشعر بالضيق فهو كان يريد أن تكذب عليه أوتنفى ذلك لكنها أكدت أنها كانت نائمه بجوارة وقررت الهروب منه عقب نومه ليشيح ببصرة عنها وقد عادت ملامحه الى البرود والجمود ليقول بوجه عابس ومتجهم.   


-: الدكتور جودت أتصل عليا من شويه وبلغنى أن ماما عملت العمليه بس لسه مفقتش من البنج وقالى لما تفوق هيبقى يبلغنى.


قالت زهرة بطمأنه : الحمد لله حمدا لله على سلامتها .

قامت من مكانها لكن سامر أسرع بمسك معصمها برفق ثم سألها بأهتمام : رايحه فين؟


نظرت الى يده الممسكه بمعصمها لتقول بتأكيد : رايحه أحضر الفطار تحب تساعدنى؟


لانت ملامح سامر وأوما رأسه بالموافقه ودلفوا الى الشقه ومنها الى المطبخ وشرعوا بأعداد بعض الأطعمه الخفيفه وعقب تناولهم للفطور ذهبوا الى المعهد وعقب دلوفهم شاهدتهم نهال الخبيثه التى سرعان ماأبتسمت بخبث وشر وأختفت عن أنظارهم فى لمح البصر كى لايلمحوها وأبتعدت بمنأى عنهم وأجرت الأتصال على ألهام وأخبرتها بوصول سامر وزهرة لترد عليها من الطرف الأخر وأخبرتها بمخططها حيث ستسعى بكل ماأوتيت من قوة للتفريق بينهما عاجلا غير أجلا لتغلق معها الهاتف ..وعلى الجانب الأخر أستاذنت زهرة من سامر بضع ثوانى كى تسلم على سها فهى أشتاقت اليها بشده ليومئ رأسه بتفهم وذهبت الى صديقتها التى كانت تجلس شارده الذهن لتقوم زهرة بالوقوف أمامها ووضعت يدها أمام وجهها لتنتبه سها على الفور وزفرت بأحباط وجلست زهرة جانبها ثم سألتها بحيرة.


-: مالك ياسوسو فيكى أيه من لحظه مادخلت وأنا شايفاكى قاعده وسرحانه فى ملكوت الله أحكيلى حصل أيه تانى؟


زفرت سها بضيق وأستدارت برأسها نحو زهرة بوجه عابس وقالت بأحباط : أبراهيم الأيام دى مابقتش فاهماه خالص يازهرة.


عادت زهرة لتسألها بتوجس : أشمعنى يعنى؟ أيه الموقف اللى بدر منه خلاكى تقولى كده؟


سحبت سها نفسا عميقا وقالت بحيرة شديدة : من يوم ماما ما ماتت وهو بيحاول يرضينى على قد مايقدر لكن.....صمتت برهة ولم تستطع تبرير موقفها لتكمل بضيق : لكن بقى بيجيبلى هدايا كتيرة ملهاش أول من آخر ده غير أنه كل فترة بيعزمنى فى أفخر المطاعم مع العلم أن دخله الشهرى معقول مهواش كبير والمصاريف اللى بيصرفها مغطيه دخله وده اللى محيرنى جدا وخايفه يكون بيمد أيده للحرام خايفه أوى يازهرة.


حركت زهرة رأسها بنفى وقالت برفض : لالا أوعى تقولى كده ياسها أبراهيم أنسان كويس ومحترم لايمكن يعمل كده أبدا هو يجوز يكون بيستلف من زمايله علشان يطلعك من المود اللى أنتى حابسه نفسك فيه لكن يسرق مستحيل طبعا ..أستعيذى بالله من الشيطان اللى بيلعب فى دماغك وبلاش تصدرى أحكام من خيالك وياستى لما يرجع من الشغل ويستريح أبقى أقعدى معاه وأسأليه بطريق غير مباشر بس بلاش تظلميه علشان مش تندمى ندم عمرك.


حركت سها رأسها موافقه وهى تزفر بحرارة وبعد فترة ذهبت مع زهرة الى غرفه البيانو ...وفى المساء أستعد سامر للرحيل من المعهد مع زوجته وعندما أوشكوا الخروج من البوابه الرئيسيه حتى فاجأتهم ألهام بقدومها قبل خروجهم وسرعان ماأمسكت الجسر الذى بين عينيها بتمثيل وأدعت كذبا أنها مصابه بالدوار وقدميها لاتقوى على حملها فقط كى تغيظ منافستها فى قلب سامر وبسرعه البرق ألقت بنفسها فوق صدرة الأ أنه فهم ملعوبها الخبيث ليقوم بأبعادها عن محيط صدرة وأسندها وأجلسها فوق الكرسى رغم شعورة بالنفور منها بسبب مطاردتها الدائمه له فلم يكن ينقصه وجودها فيكيفه ماحدث بالأمس عندما زارته فى شقته وسببت له الأحراج مع زهرة لكن الغيرة أشتعلت فى قلب الأخيرة عندما رأت بأم عينيها ماحدث ولم تحكم عقلها فهى خيل اليها أن زوجها يتعمد أغاظتها لتقرر تركهم وسرعان ماتدارك الموقف ليترك ألهام فى حاله من الصدمه والذهول وأسرع خلف زهرة وأمسك رثغها برفق وأدارها اليه بسرعه خاطفه لتتلاقى أعينيهم بالمشاعر رغم غضبها منه ليرخى قبضه يده من عليها ثم سألها بمكر ودهاء عن سر تركها مفردة مع ألهام رغم تيقنه أنها تغير عليه من منافستها : مالك بس زعلانه ليه دلوقتى؟


تحدثت زهرة بعصبيه مفرطه : حلو أوى المشهد الرومانسى اللى حصل من شويه مش قادر تصبر لحد مانتطلق !!على العموم هانت بعد ماترجعلى حقى أبقى أشبع بالهانم بتاعتك .


من عاده سامر عندما ينفعل يكتفى بمسح يدة فوق شعرة حتى يهدأ وهذا مافعله مع زهرة لكنه بعد ثوان أستطرد ليقول لزوجته برجاء : زهرة أنتى فاهمه الموضوع غلط أنا كنت بأسندها وقعدتها على الكرسى علشان كان باين أنها تعبانه لكن لما حسيت أنها بتمثل وفهمت ملعوبها سيبتها وجريت وراكى لكن والله العظيم مافى حاجه بينى وبينها.


لم تقتنع زهرة بحديث زوجها لتقول بتسرع وحده: لو سمحت ياسامر قفل بقى على الموضوع ده ورجعنى الشقه لأنى مصدعه وعاوزة أرتاح ممكن؟


زفر سامر بأحباط وضيق بسبب تسرعها وحكمها على الأمور من منظورها الخاطىء ليستطرد قوله بقله حيله : ممكن طبعا أتفضلى أركبى بس قبل ماأتحرك بالعربيه لازم تعرفى أنى مظلوم ومش قاصد أبدا أنى أجرح مشاعرك.


تجاهلت زهرة حديث سامر وصعدت فى المقعد الخلفى للسيارة وأغلقت الباب بعنف وثبتت بصرها نحو نافذه السيارة ناظرة الى الفراغ الذى أمامها بصمت وضمت ساعديها حول صدرها وهى تشتعل من داخلها بالغضب والحنق ..أما عنه هو فقد تحركه بالسيارة قام بتحريك المرآه الأماميه وظل ينظر اليها بشوق لكنها تعمدت تجاهله حتى وصلوا الى شقتهم وعقب توقفه بالسيارة خرجت منها دون أى تعقيب وماأن وطئت بقدميها داخل الشقه ومنها نحو غرفتها حتى قامت بصفق الباب خلفها بقوة وأتجهت نحو مضجعها وألقت بنفسها عليه وعادت  للبكاء بلوعه ومرارة وبعد مدة ذهبت للحمام لغسل وجهها وعيونها المنتفخه من كثرة البكاء مغلقه الباب على نفسها فى صمت...أما سامر فقد ملامحه باهتة حزينه فهو لم يكن على علم بما كانت تخطط له تلك الخبيثه لأستدراجه من أجل الأيقاع بينه وبين زوجته ليزفر بضجر لأنه يعلم أنه لاجدوى الآن من الحديث مع زوجته فالنفوس مشحونه لذلك قرر تركها حتى تهدأ تماما. 

****************************************

فى شقه أبراهيم كانت سها تجلس فوق الكرسى وهى تضع كفها فوق صدغها الأيمن بشرود بينما لاحظ أبراهيم ذلك ليقرر الذهاب نحوها وجثى أمامها وأمسك كفها الأخر وطبع عليه قبله مطوله وهو يبتسم لها محاولا تلطيف الأجواء بينهما ليستطرد قوله بأبتسامه عذبه .


-: حبيبه قلبى سرحانه فى أيه كده ياترى؟

أبعدت سها كفها عن صدغها ثم سألته بتوجس : أبراهيم كنت عاوزة أسالك سؤال ممكن؟


عاد ليبتسم لها وطبع قبله أخرى فى باطن كفها وقال بحب: أكيد طبعا ياحبيبتى ها عاوزة تقولى أيه!


-: الخروجات والهدايا اللى أنت بتجيبهالى كل يوم والتانى دى مصدرهم منين ياأبراهيم ؟وحذارى تكدب عليا.


بدى الأرتباك واضحا على وجه أبراهيم ليقول بضيق: هيكون منين يعنى ياسها من المرتب طبعا .


أمتقع وجه سها بالغضب وعدم الأقتناع لتهتف بضجر : أبراهيم مرتبك الشهرى مابيكملش 6 آلاف على بعض والهدايا والخروجات دى بتتكلف ضعف مرتبك يعنى كلامك مش منطقى بالمرة .


زفر أبراهيم بضجر بسبب أسئلة زوجته الكثيرة ليجيب عليها بنبرة حاده : كنت بحوش نقوط فرحنا من يوم ماأتجوزنا ولما مامتك توفت شوفت فى عينيكى الأنكسار والحزن على فراقها فحبيت أعوضك بأنى أعمل أى حاجه بسيطه تفرحك ويرجع وشك ينور من تانى وفى الأخر برضه أنا الملام ومش عاجبك حقيقى أنا مابقتش فاهم أيه المطلوب منى أعمله وماعملتهوش.


شعرت سها بالحرج بسبب تسرعها الدائم وأتهام زوجها بأتهامات باطله لتقوم بطبع قبله حانيه فوق جبهته محاوله تلطيف الأجواء المشحونه لتستطرد قولها برجاء وأعتذار شديد : حقك عليا ياهيما سايق عليك النبى ماتزعل منى أنا طبعا مقصدش حاجه .....صمتت برهة وعادت لتكمل بأرتباك : أنا كان سؤالى ليك سببه أنى خايفه عليك ومش حابه جوزى وحبيب عمرى يمد أيده على حاجه مش بتاعته يعنى وكده .


حدجها أبراهيم بنظرة مطوله ومعاتبه مضيقا عينيه بأستنكار بسبب حديثها المستفز ليهتف بنبرة أشد حده عن سابقتها : أنا مش حرامى ياهانم علشان أمد أيدى على حاجه مش بتاعتى بس الظاهر أنك مش واثقه فيا بدليل أسئلتك الكتيرة ومهما بررتلك مش هتصدقينى وطالما الشيطان لعب فى دماغك وصورلك حاجات مش مظبوطه فأنا مضطر أنهى الحديث معاكى وطالع أوضتى علشان أتخمد لأنك عصبتينى بكلامك دة.  


تركها أبراهيم وصعد الى غرفته بينما جلست هى تبكى بتأثر ومازالت الشكوك تساورها بأن هناك أمر ما يخفيه عنها زوجها ففى كل الأحوال هى تحبه وتخشى أن تكون ظنونها فى محلها لكنها لاتعرف كيف تتصرف أتلجأ الى زهرة وسامر وتحكى لهم عما يخيفها أما تراقبه فى صمت ظلت حبيسه أفكارها طول الليل ونامت وهى جالسه فى مكانها بنوم متقطع حتى بدأ  الصباح يهل عليها من جديد لتشعر بألم شديد على طول عنقها بسبب نومها بطريقه غير مريحه لتقوم من فوق الكرسى بتثاقل وقامت بتدليك عنقها وصعدت الى حيث غرفه الزوجيه لكنها فوجئت بأن الباب مفتوح وزوجها غير موجود ووجدت ورقه مطويه موضوعه فوق التسريحه التى بجانب الفراش لتجلس بتمهل وفتحت الورقه وبدأت تطالع محتواها والتى يؤكد فيها أنه سافر فى مأموريه تخص عمله ولن يعود قبل يومين على الأقل لتزفر بأحباط فهى تعلم أنه ذهب الى عمله وهو مازال غاضبا منها لتقوم بطوى الورقه ووضعتها كما كانت عليه ونهضت ودلفت الى الحمام وبعد مده خرجت لترتدى ثيابها وذهبت الى المعهد وفى المساء قررت الذهاب الى بيت والدها لقضاء يومين معه فهى لاتحبذ الجلوس فى الشقه بمفردها فى عدم وجود زوجها وعقب دلوفها لاحظ والداها تجهم وجهها لكنه لم يسألها عن السبب ووجدها شاردة بينما جلس والدها بجانبها وقام بالتربت فوق كتفيها بحنو ثم سألها بأستفسار.


-: مالك يابنتى من ساعه ماوصلتى وأنتى قاعده سرحانه وشايله هم الدنيا فوق دماغك أحكيلى يمكن أقدر أساعدك أيه أتخانقتى مع جوزك تانى؟


سحبت سها نفسا عميقا وقالت معلله: مافيش حاجه يابابا دول شويه شد بسيط حصل بينى وبينه ماتشغلش بالك.


زفر الحاج مصطفى بضيق بسبب تسرع أبنته ليجيب عليها بضجر : أنتى ليه على طول كدة مغلبانى معاكى سواء بنت أومتجوزة يابنتى أعقلى بقى ده جوزك بيحبك ليه كل شويه تتخانقى معاه على أتفه الأسباب سها أبراهيم بنى آدم محترم وشاريكى رغم أعتراضى عليه فى الأول الا أنه أثبت أنه راجل بجد وقد المسؤوليه وعمل المستحيل علشان يتجوزك يبقى لأزم تستحمليه لما يكون راجع من شغله تعبان أو مخنوق يابنتى الراجل مننا بيبقى زى الطفل محتاج ست تطبطب عليه وقت حزنه قبل فرحه وأحنا لنا طاقه صبر محدودة غير الست خالص والمفروض عليكى أنك تراعيه وتحامى عليه علشان مايزهقش منك ويدور على غيرك فاهمتنى ياسها .


رفضت سها أن تحكى لوالدها عما يدور بداخلها من ظنون كى لاتزيد من قلقه وخوفه عليها وأكتفت بأماءة صغيرة برأسها ثم قالت بقله حيله : فاهمه يابابا.


عاد ليربت فوق كتفيها وقال بحنان أبوى : ربنا يهديلك نفسك يابنتى يارب يلا قومى أغسلى وشك وكلى معايا لقمه وبيتى النهاردة وبكرة الصبح أرجعى لبيت جوزك علشان لما يرجع من السفر يلاقيكى موجودة أتفقنا.


حركت سها رأسها برفض وقالت بنفى : معلش يابابا ماليش نفس أكل أنا هدخل أنام لأنى مانمنتش من أمبارح كويس تصبح على خير.


تنهد الحاج مصطفى بآسى قال بقله حيله : وأنتى من أهل الخير يابنتى ربنا يصلح لك الحال.


دلفت سها الى غرفتها وتمددت فوق الفراش وهى تدعو من الله أن ينور بصيرتها وأن تكون كل ظنونها مجرد هواجس فقط .

********************************************

فى صبيحه اليوم التالى أتجه رامى نحو غرفه شقيقته كى يخبرها أنه ذاهب الى المدرسه وعقب وصوله أمام الباب حمحم بحرج وطرق فوقه وأنتظر حتى تأذن له لكنها لم تجب عليه ليطرق فوق الباب مجددا لكن دون جدوى ولما يأس أضطر أن يفتح الباب لكنه وجد الغرفه خاويه والفراش مرتب كأنها لم تمسه مما زاد القلق فى قلبه ليقرر الدلوف الى غرفتها بحذر ووجد باب الشرفه مفتوحا والستارة تتحرك بعشوائيه بفعل شده الهواء ليقوم رامى  بأزاحه الستار ووجد شقيقته جالسه فوق الكرسى وعلى مايبدو أنها نائمه أقترب منها وقام بهزها برفق لكنه وجد ثيابها مبتله وعقب رؤيته لوجهها الشاحب وشفتيها الباهتة حتى شهق بفزع وأسرع بالنزول وذهب بسرعه الى سامر حيث كان يعزف فوق البيانو بينما كان الصغير صدرة يعلو ويهبط من فرط خوفه على شقيقته ليهتف بصوت مرتجف وخوف تملك منه: أنكل سامر ..أنكل سامر.


أستدار سامر بجذعه العلوى ووجد رامى فى حاله يرثى لها ووجهه شاحب أشبه بشحوب الموتى وقد تملك الخوف من قلبه ليسأله مستفسرا عما حدث : مالك يارامى فيه أيه بتنهج كده ليه ؟


أبتلع رامى ريقه بصعوبه شديده وقال بخوف حقيقى : أبله زهرة مابتردش عليا. 


أنتفض سامر من مكانه بصدمه ثم سأله بتوجس : يعنى أيه مابتردش عليك؟


عاد رامى ليقول بخوف : روحت لأوضتها علشان أعرفها أنى رايح المدرسه ولما خبطت على الباب مردتش قلت أستنى ثوانى يمكن تكون فى الحمام رجعت وخبطت تانى وبرضه مردتش فأضطريت أفتح الباب ولما دخلت مش لقيتها فى السرير ببص بعينى لمحت الستارة بتتحرك أوى والهوا شديد ولما بعدتها لقيت أختى قاعده على الكرسى اللى فى البلكونه وهدومها مبلوله وشفايفها زرقا ومش بترد أنا خايف يكون حصل لها حاجه.


تركه سامر وصعد بخطوات مسرعه نحو غرفتها وماأن شاهدها حتى دب الرعب فى قلبه فهو لن يتحمل فكرة خسارتها ليهزها برفق لكن دون جدوى ليقوم بوضع يده فوق جبهتها ووجد حرارتها مرتفعه فى تلك اللحظه لم يسعفه تفكيرة سوى أن حملها بين ذراعيه وأتجه بها نحو الحمام وعقب دلوفه قام بأغلاق الباب خلفه ووضعها داخل البانيو وفتح المياة الباردة فوقها كى يخفض من درجه حرارتها وبعد ثوان بدأت زهرة تستعيد وعيها رغم أن الرؤيه كانت ماتزال مشوشه لكن سرعان ماأتضحت أمامها ولما تنبهت وجدت نفسها ممده داخل البانيو وملابسها مبلله ووجدت سامر خارج البانيو جاثى فوق ركبتيه ويبتسم لها لتصرخ بفزع وتشنج جسدها لتقول بأرتجاف.


-: لو سمحت أطلع برة.

تحدث اليها سامر برجاء : زهرة أنتى تعبانه وسخنه مولعه نار مش وقت عنادك ده.

قالت زهرة بصوت شبه مرتفع : قلتلك أطلع بره .

عاد سامر ليقول بنبرة هادئه : لأزم درجه حرارتك تنزل .

صرخت زهرة فى وجهه بقوة : أطلع براااااا.


أوما سامر رأسه بأحباط ويأس من عنادها وخرج تاركا أياها لتزفر بأرتياح شديد وتوردت وجنتيها من شدة الخجل وبعد برهة حاولت الوقوف على قدميها وتحاملت على نفسها وغيرت ملابسها المبلله أرتدت برنسها بصعوبه شديده بسبب عدم توازنها وأرتفاع درجه حرارتها ثم أمسكت مقبض الباب بأيدى مرتجفه ومرتعشه وتشعر بالدوار يكتنف من حولها وعقب فتحها الباب لم تستطع قدميها الصمود أكثر لتفقد وعيها وكادت أن تسقط لولا أن لحقها سامر حيث أسرع بلف يديه حول خصرها بقوة كى لا تسقط  وحمل جسدها الواهن بين ذراعيه ومددها فوق الفراش برفق وجلس بجانبها وأخذ يبعد عن وجهها خصلات شعرها الناعم والملتصق بجبهتها وأنحنى بجذعه العلوى وقبلها بحب من أعلى جبهتها وظل يمسد فوق شعرها ليقول بلوعه وجزع.


-: سلامتك يازهرة عمرى حبيبتى أنا آسف والله ماليا ذنب فى اللى حصل ألهام هى فرضت نفسها عليا ......ليضمها الى صدره بقوة وظل ينظر اليها بأشتياق ولوعه ومال بشفتيه نحو أذنيها قائلا بهمس عاشق : آه يازهرة لو تعرفى أنا بحبك قد أيه ونفسى أعترفلك بحبى وأنتى صاحيه وسمعانى نفسى جوازنا يبقى حقيقه وساعتها أوعدك أنى أخليكى أسعد زوجه آه لو تدينى فرصه أعبرلك بيها عن مشاعرى واللى فى قلبى ناحيتك.


كان رامى يسمع ويسجل كل كلمه خرجت من فم سامر وحزن كثيرا من أجلهم لكنه أخذ فوق عاتقه أنه سيعرف شقيقته بكل شىء لكن عندما يجىء الوقت المناسب ليحمحم الصغير بحرج وأنتبه سامر ليقول بحزن عميق .


-: أختك حرارتها مرتفعه جدا يارامى بص خليك قاعد جنبها لحد ماأتصل بالدكتور ماشى.


أوما رامى رأسه بتفهم ليقول بثقه : ماشى ياأنكل .....جلس رامى بجوار شقيقته بينما قام سامر بالأتصال على الطبيب طالبا منه الكشف على زوجته وبعد أنتهاء المكالمه عاد الى غرفه زوجته وبدأ بعمل كمادات مياة باردة فوق رأسها وبعد فترة حضر الطبيب وقام بالكشف الطبى على زهرة وعقب أنتهاؤة لاحظ التوتر والخوف البادى فوق ملامح سامر ليبتسم أبتسامه مطمئنه وأستطرد قوله بهدوء : أطمن المدام أخدت دور برد شديد شويه على العموم أنا كتبتلها شويه أدويه هتأخدها بأنتظام بجانب أنها تأكل أكل خفيف وياحبذا لو كان مسلوق وعمل كمادات متواصله وأن شاء الله خلال يومين تلاته بالكتير هتبقى كويسه .


قال سامر بأمتنان للطبيب: متشكر لحضرتك يادكتور .

قال الطبيب بتفهم : على أيه دة واجبى وأبقى طمنى بالتليفون عليها وألف سلامه لها وربنا يخليكم لبعض عن أذنك لأنى مضطر أرجع العياده سلام عليكم.


-: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.

رحل الطبيب بينما نزل سامر لشراء الأدويه وبدأ بأعطائها لزهرة كما وصف له الطبيب وتمدد بجانبها وبدأ بوضع كمادات المياه البارده فوق جبهتها وهو ينظر اليها بعشق وسرعان ماضم جسدها الهزيل نحو صدرة وأحتضنها بقوة وظل يدعو ربه أن يحمى زوجته وحبيبته ورفيقه دربه من كل مكروة فهى بالنسبه اليه كل حياته ولابديل لغيرها بقلبه ليبقى طوال الليل ساهرا على راحتها ولم يغمض له جفن وكلما تململت أو تأوهت كان قلبه يعتصر ألما من أجلها حتى بدأ الصباح يهل عليهم ليغمض عينيه بأستسلام بينما كانت هى بين الأستيقاظ والنوم رغم ذلك أحست بالدفىء يحاصرها لتفتح عينيها بتثاقل ووجدت سامر يحاصرها بذراعيه ووجهها مدفون فى صدره كادت أن تبتعد عنه الا أنه فتح عينيه فجأه وظل ينظر اليها بتحذير وأستطرد ليقول بلهجه أمرة . 


-: بت أنتى بطلى عناد بقى وبلاش شغل العيال ده لأحسن قسما بالله أكتفك فى السرير علشان ماتتحركيش ها هتسمعى الكلام ولالا؟


تحدثت زهرة بحده رغم تعبها : يوووة بقى أنا زهقت من أسلوبك ده.

أستطرد سامر قوله بتحدى : أسكتى ياعيله.


أمتثلت زهرة لأوامر وتحكمات سامر فهى مجهده ومرهقه ولاتقوى حتى أن تعصى له أمرا لتستسلم فى النهايه الى حضن حبيبها فهى أيضا تحبه لذا أخذت فوق عاتقها أنها ستفعل المستحيل كى يدوم زواجهم وستتمسك به حتى أخر يوم من عمرها ولن تدع ألهام أو غيرها يخطفه منها لتضم نفسها الى صدر زوجها وظلت تبتسم بخفوت ليقوم هو بضمها أكثر بين ذراعيه وبعد مده قصيرة عادت لتنعم بنوم هانىء ليحرك هو رأسه بيأس ثم أبتسم على براءتها ومناكفتها له بأستمرار فيكفيه مؤقتا أن تكون زوجته قابعه بين أحضانه وأخذ فوق عاتقه أنه سيفعل المستحيل كى لاتتركه وعندما سيعيد اليها حقها من ورث والدها سيحول زواجهم لحقيقه فهو لن يقبل بزوجه أخرى غيرها ليستسلم بدورة بنوم هانىء بعد يوم طويل مر عليه كالدهر بسبب قلقه وخوفه عليها.

         الفصل العشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close