أخر الاخبار

رواية عازفه علي وتر قلبه الفصل الخامس والعشرون26 بقلم ياسمين احمد

رواية عازفه علي وتر قلبه 

الفصل الخامس والعشرون26 

بقلم ياسمين احمد

فى صبيحه اليوم التالى تململ سامر فى فراشه عدة مرات ثم رفرف بعينيه عندما وجد أشعة الشمس تداعب جفنيه ليفرك عينيه بأنامله وأعتدل من نومه متثأبا بعمق وأزاح الغطاء من على ونزل بتمهل متجها نحو الحمام وبعد فترة خرج بمنشفه كبيرة تغطى خصرة ومنشفه صغيرة كان يضعها فوق شعرة ليتجه نحو خزنه ملابسه وأخرج منها ترنج رمادى اللون وقام بأرتداؤة وخرج نحو غرفه والدته التى كانت تجلس فوق فراشها ويبدو على وجهها الأرهاق الشديد ليطرق فوق الباب برفق ودلف وجلس بجانبها طبعا قبله حانيه فوق جبهتها ثم سألها بقلق.  


-: مالك ياأمى أنتى تعبانه ولاأيه؟

قالت ثناء مطمئنه أياه : لا حبيبى دول شويه أرهاق بس مش أكتر .


لم يتردد سامر كثيرا بل أسرع بأخراج هاتفه الجوال من جيب بنطاله وضرب فوق شاشته بطبيبها للأتصال به لكنها أسرعت وشددت بكفها فوق كفه بقوة تمنعه لتجيب عليه بطمأنه .


-: مافيش داعى ياسامر صدقنى أنا كويسه يابنى.

أجابه والدته لم تقنعه بتاتا ليقول بشك : لاياأمى أنتى تعبانه وبتعندى فى نفسك قوليلى أنتى أخدتى الدوا أمبارح قبل ماتنامى ولالا؟


صمتت ولم تجيبه ليعيد عليها الحديث برجاء : ردى عليا ياأمى وريحينى أخدتى الدوا ولالا ؟


حركت رأسها بنفى وقالت بنبرة آسفه : لا ماأخدتهوش لأنه خلص والوقت كان أتاخر وماحبتش أقلقك معايا خصوصا أنك كنت شايل زهرة وكانت نايمه بين دراعاتك لحد ماوصلتها لأوضتها ودخلت أنت أوضتك فقلت فى نفسى ماجتش من ليله.  


زفر سامر بأحباط ومد يده بأتجاه الكمدينو الموضوع جانب فراشها وأمسك حقيبه الدواء الخاصه بها وبحث فيها ليجدها فارغه تماما ليترك والدته وخرج من الشقه ذهبا بالسيارة نحو الصيدليه القريبه منهم وأعطى للصيدلى الروشته طالبا منه أحضار كافه الأدويه المطلوبه وبعد فترة عاد وهو يحمل حقيبه الدواء فى يدة وأعطى لوالدته كوب من الماء وبدأ بأعطاءها الدوا ثم تحدث بنبرة حازمه وقويه : من فضلك ياأمى مش تكررى موقف الدوا ده تانى وأبقى قوليلى فى ساعتها أنه خلص وأنا هنزل أجيبهولك حتى لو كانت الساعه 3 بالليل لأنى مش حمل أنك تتعبى تانى لأقدر الله.


أبتسمت ثناء بود وقالت بوعد: حاضر وعد منى أنه لو خلص فى أى وقت هأبقى أقولك وهأخده بأنتظام علشان ماتزعلش.


طبع سامر قبله أخرى فوق جبينها وسألها بحيرة عندما لم يجد زوجته : أمال زهرة فين مش شايفها يعنى؟


ظهرت فوق ثغر ثناء أبتسامه ماكرة ثم قالت بخبث : ياسيدى زهرة صحيت من بدرى وبتعمل الفطار بنفسها هتلاقيها تحت فى المطبخ .


حك سامر منبت شعر رأسه بأنامله وقال بدهشه : غريبه يعنى مع أنى لما نزلت من شويه علشان أجيبلك الدوا محستش بيها ...صمت برهة وعاد ليسألها بأهتمام :أمال فين الست نعمه لما هى اللى بتحضر الفطار بنفسها!!


تحدثت ثناء بنبرة هادئه : الست نعمه بنتها بتولد وأتاسفت لي لأنها مش هتقدر تبقى موجده اليومين دول وطبعا علشان زهرة عارفه أنى تعبانه فما حبتش تخلينى أعمل أى حاجه.


حمحم بصوته الرجولى القوى وأستطرد ليقول بصوت متحشرج : أمممم طيب ياأمى أنا هنزل أشوفها محتاجه مساعده ولالا . 


غمزت ثناء بطرف عينيها وقالت بمشاكسه : وماله يابنى واجب برضه دى ياحبه عينى محتاجه اللى يساعدها بس بقولك أيه ياواد أنت ساعدها بذمه ماشى.


حدق سامر فى وجه والدته بصدمه ثم مالبث أن نظر لها بنصف أعين مفتوحه وحرك رأسه بيأس بينما قهقت ثناء بصوت خافت ليتركها متجها نحو المطبخ ليجد حوريته تشب فوق أطراف أصابعها تحاول جاهدة فتح ضلفه المطبخ لأخذ بعض البهار كى تضعه على الطعام لكن لم يسعفها ذلك لقصر قامتها ولم تستطع يدها الوصول الى مقبض الضلفه ليقوم بالتوجه نحوها ولف أحدى ذراعيه حول خصرها بقوة وقام بفتح باب الضلفه مما جعلها ترتبك وتخضب وجهها باللون الوردى ثم قالت بخجل.


-: أخص عليك ياسامر خضتنى بجد.

أعطى سامر لها البهار وهو مازال يحاوطها من خصرها بتملك ومال بشفتيه وهمس بجانب شحمه أذنيها بشغف وعشق: وحشتينى من أمبارح على فكرة. 


تحدثت زهرة بأرتباك : سامر أرجوك سيبنى أكمل الفطار لو سمحت.

غمغم هو بصوت رخيم : لا .

قالت زهرة برجاء : سامر بطل بقى.


أبتعد عنها كى يسمح لها بأعداد الطعام لتولى ظهرها له لكن تبقى عينيه مسلطه فوق جسدها متمنيا فى قرارة نفسه أن ينهى مشكله ميراثها مع عمها ليتفرغ فيما بعد لها وتصبح له قلبا وقالبا بينما كان ينظر اليها بأبتسامه ماكرة وعاد للوقوف خلفها محاولا مساعدتها لكنه فكر فى حيله كى يلفت أنتباهها حيث قرب يده عن عمد نحو المقلاة الساخنه التى كانت تمسكها بشرود وأحكام ليقوم مجبرا بلسع نفسه ثم صرخ متأوها بألم . 


-: آآآه.

أنتبهت زهرة فجأة على صوت صراخه ويده التى لسعت لتترك المقلاة من يدها وأستدارت نحوة وشهقت بصدمه واضعة يدها فوق فاها لكنها سرعان ماأمسكت يده بخوف وقلق لتقول بجزع ولوعة : ورينى أيدك كده .


رأى سامر اللهفه داخل عينيها وظل متسمرا فى مكانه ينظر اليها بشوق وحنين ثم سرعان ماقال بألم : صوابعى وجعانى آوى يازهرة .


قالت زهرة بأسف : أنا آسفه ياسامر الظاهر أنى شردت وماأخدتش بالى أن الطاسه قريبه من أيدك هات أيدك علشان أحط عليها مرهم للحروق تسكن الألم دة.


كان سامر يحدث نفسه وهو ينظر اليها بهيام : ياآلهى كم أنتى شقيه ياحلوتى رقيقه كالنمسه التى تداعب قلبى قبل عقلى حساسه الى أبعد الحدود وكم أشتهى شفتيكى لأأخذها بين شفتى.


قامت زهرة بوضع المرهم فوق يده المصابه ولفتها بشاش قطنى قائله بحزن ولوعه : ألف سلامه عليك أن شاء الله أنا اللى كنت أتلسعت بدل منك .


لم يتحمل سامر مشاعرة أكثر من ذلك ليبغاتها بجذبها نحوة وأطبق بشفتيه فوق خاصتها وبث لها كل مشاعرة فى البدايه حاولت التملص من بين يديه لكن وريدا وريدا أستسلمت له ولمشاعرة الجياشه ليبتعد عنها بصعوبه وأبعد بيده خصله متمردة من شعرها خلف أذنيها وقام بتمرير أنامله فوق وجنيتها بنعومه لتغمض عينيها بأستسلام وقال هو بصوت متهدج أجش.


-: زهرة أنا أنا .....صمت ثوان محاولا أستجماع شجاعته وقال بتعلثم وأرتباك: أنا بحبك آوى آوى يازهرة .


أبتسمت زهرة أبتسامه بريئه مثلها وقامت بوضع كفها الصغير فوق صدغه الأيمن وملست على وجهه ليغمض عينيه بأستسلام وعاد بفتحهما مجددا لتقول بخفوت : عارفه ياسامر والله عارفه أنك بتحبنى وعد ليك وقريب أوى أنى أكون ملكك بس أصبر علشان خاطرى. 


زفر بأحباط وتغير وجهه الى العبوس لكن سرعان مالانت ملامحه وقال بهدوء لايحسد عليه : حاضر يازهرة هأصبر علشان خاطرك وأنتى عارفه خاطرك عندى كبير قد أيه المهم يلا نطلع علشان ماما مستنيانا نفطر معها.


أومأت رأسها بتفهم ليقوم بمساعدتها فى حمل بعض الأطعمه بيده السليمه وصعدوا الى غرفه ثناء لتقوم زهرة بوضع الطعام فوق المنضده الصغيرة وشرعوا بتناول الطعام.

**************************************

داخل منزل حمدان النجدى كان الأخير يرتدي جلبابه على عجل أستعدادا لذهابه الى كفر الشيخ لحل مشكله محصول القطن وعقب خروجه من الغرفه سار بخطوات ثابته مرتكزا بيده فوق عكازة الخشبي الى الطرقه المؤديه للدور السفلى ليحمحم بصوت رجولى قوى هز جدران البيت بأكمله وبدأ بالنزول بكبرياء حتى وصل عند أخر سلمه ليجد زوجات أولادة يجلسون ويتهامسون فيما بينهم ليعود حمحمته بصوت أقوى ضاربا بعكازه فوق الأرض بقوة كى يلفت أنتباهم ماجعل القشعريرة تدب فى أوصالهم وأستدارو نحوة لتقول راويه بخوف وأرتجاف أصابها عقب رؤيه حماها.


-: لامؤاخذة ياعمى مش خدنا بالنا أنك أهنه بس هو يعنى حضرتك رايح لوين دلوجتى؟


نظر حمدان بشك نحو زوجه أبنه فهو لم يعتاد منها أن تسأله مثل هذا السؤال ليقوم بتضييق عينيه وقال بصرامه وحزم :جرى أيه يامرت ولدى من متى كنت بتسألينى رايح فين وجاى منين؟


ظهر الأرتباك على وجهها لتهتف بتلعثم :آآ عادى والله ياعمى دة مجرد سؤال مش أكتر ومش جاصدى أيتوها حاجه. 


تحدث حمدان على الرغم من عدم أرتياحه لسؤالها بنبرة مؤكدة:هسافر أنى وجوزك وعتمان علشان نشوف حل لمشكله محصول الجطن ويارب المهندس اللى هناك جلبه يلين ويوافج على طلبنا بتأخير لم المحصول هاأرتحتى دلوجتى ولا رايده حاجه تانيه؟


أومات رأسها بتفهم وسألته على أستحياء : لا طبعا ياعمى لا حاجه تانيه ولا تالته أعمل كيف مابدك بس كنت عشمانه يعنى أسالك سؤال أخير جبل ماترحل هو أنت سامحت عواد ولالع ؟


تحدث بثقه:أيوة سامحته لأنه جانى أمبارحه وحب على يدى وطلب منى السماح وجولتله بشرط أنه مايعودش يتصرف من نفوخه غير لما يرجعلى.


أومات برأسها متفهمه وودعهم وتركوهم وبعد ذهابه بفترة بدأت هى ونوارة بتنظيف البيت من أسفله الى أعلاة حيث ذهبت راويه نحو غرفه حماها كى تنظفها لكنها لمحت حقيبه سوداء كبيرة موضوعه فوق خزنه ملابسه مادفع فضولها أن تعرف مابداخل تلك الحقيبه حيث أخذت كرسى ووضعته أمام الخزنه وصعدت عليه وأخذت تجر الحقيبه بتروى حتى نجحت بأنزالها ثم جلست على الأرض وفتحتها لتجد داخلها الكثير من الأوراق لتقوم بأمساك رزمه منها وحاولت جاهدة أن تقرأ مافيها علها تجد مايفيدها لكنها لم تفهم شيئا من مضمونها ثم جال بخاطرها فكرة الإتصال على سامر عله يفهم مابداخل تلك الأوراق فلربما كانت قد تخص زوجته أوشىء له علاقه بميراثها لتشرع بأمساك هاتفها وقامت بالضغط عليه حتى وجدت رقم سامر لتبتسم بأنتصار وداست على زر الإتصال منتظرة منه أن يجيب عليها.

***************************************

داخل شقه سامر ظل هاتفه يرن رنين متواصل ليخرجه من جيبه وفتحه ليجد أكثر من مكالمه واردة من زوجه عواد أندهش فى بادىء الأمر من أتصالها الغريب والمتكرر ليفتح هاتفه وقال بأقتضاب . 


-: أيوة يامدام راويه حضرتك رنيتى عليا أكتر من عشر مرات خير فى حاجه!!. 


تبادلت النظرات بين زهرة وبين ثناء بدهشه وعادوا النظر الى سامر بحيرة بينما قالت راويه بصوت خافت . 


-: أنى أتصلت عليك لجل أجولك أن رجاله الكفر كلاهتهم سافروا النهاردة كفر الشيخ علشان يحلوا مشكله محصول الجطن ومش هيعاودوا جبل يومين على الأجل وبالصدفه وأنى بنضف أوضه عمى لاجيت فوج الدولاب بتاعه صندوج كبير جوى وبصراحه أكده الفضول أخدنى أشوف فيه أيه ولما فتحته لاجيت جوة أوراج كتيرة جوى مافهمتش منيها حاجه بس بتهيألى أنها تخص مرتك.


حديث راويه الذى ألقته على مسامع سامر أستعادت كامل أنتباهه لترتسم فوق ثغرة أبتسامه مريحه لكنه تحدث بنبرة يشوبها بعض الشك الذى حاوط قلبه : متشكر جدا يامدام راويه أن شاء الله خلال ساعات هأكون عندكم علشان أعرف طبيعه الأوراق دى أيه بس قوليلى الأول أنتى مش خايفه أن حماكى يعرف أنك وصلتى للأوراق دى ويبلغ عواد ومش بعيد جوزك ينفعل عليكى أويضربك أو حتى يتخانق معاكى دة أذا ماوصلش الأمر أنه يطلقك وده وارد لأنك فتحتى حاجه مش تخصك. 


ألتوى فم راويه بأبتسامه تهكميه وقالت بأسى : عواد ؟هه عواد مابجاش فاضى ليا أصلا كل همه أنه يساومك على زهرة علشان عشمان أنه يأخدها ويتزوجها بعد مايخلص منيك وبعدين يأخد ميراثها على الجاهز ....صمتت برهة وعادت لتقول بثقه : بس أنت ممكن تصور الأوراج دى لو طلعت فعلا تخص مرتك بحيث يبجى معاك صور طبج الأصل علشان لو عمى أو عواد حبوا يساوموك عليها ورفضوا يعطوها حجها تبجى واجف بجلب جامد وتطلع طوالى على المحكمه ترفع دعوة ضدهم تطالب فيه حجها منيهم لأنى متأكده أنهم لايمكن هيفرطوا فى زهرة أو فى ميراثها بالساهل أكده. 


تحدث سامر بهدوء لايحسد عليه : ماشى يامدام على العموم أنا ممنون جدا لكى أنك عرفتينى وأنا هأعمل المستحيل علشان أرجعلها حقها وأوعدك أنى هأبعد أى ذرة شك من ناحيتهم عنك وهبذل كل مابوسعى أن يبقى معايا كذا نسخه من الأوراق دى علشان لو عواد حب يعمل معايا أى حركه نداله أو ساومنى على زهرة أعرف أتحرك ضده وكله بالقانون.


أنهى سامر الأتصال مع راويه وأستدار برأسه نحو زوجته ووالدته بصمت بينما أنتفضت الأخيرة بفزع عندما سمعت الحديث لتتجه نحوة وأصبحت فى مقابلته وقالت بخوف وجذع : أرجوك ياسامر بلاش تسرع وتعرض حياتك للخطر أنا خلاص ماعنتش عاوزة منهم حاجه يشبعوا بالميراث لو حياتك هتكون التمن أنا خايفه عليك ومش بعيد لو عرفوا أنك وصلت للأوراق دى يحاولوا يأذوك أو يقتلوك وبعدين أنا مش متنازله عنك ومش حمل خسارتك أنت فاهم.


وضع سامر كفه فوق صدغها الأيسر بعشق وقال بثقه : أولا ماتخافيش عليا لأنك متجوزة راجل يقدر يجيبلك حقك حتى لو كان فى بطن الحوت ..ثانيا عمك وأبن عمك مسافرين يعنى هروح صد ..رد ولامن شاف ولامن درى ثالثا وده الأهم أنتى عندى جوهرة غاليه وملكة متوجه على عرش قلبى وفوق رأسى كمان ويوم ماأعملك فرح تتحكى بيه الدنيا تبقى واثقه أنك واقفه على أرض جامدة وثابته مش هشه وأنك متجوزة واحد هيحافظ عليكى ويحميكى من العالم كله برموش عينيه . 


تسارعت دقات قلبها بقوة عقب ألقاءه كلماته الصادقه والعاشقه لتضع كفها فوق كفه ثم قالت بتحذير وخوف : سامر أرجوك خلى بالك من نفسك وأرجعلى على طول أتفقنا. 


أبتسم لها سامر بحنو وأحتضن وجهها بكلتا يديه وقبلها أعلى رأسها بحب ليقول بمداعبه :أول متلايم على أوراق ميراثك هطلع بيهم على طول على المحكمة تفصل فيهم براحتها وبعدها عندى كلام كتير أوى هبقى أقولك عليه.


توردت وجنتي زهرة بحمرة الخجل الشديد وعضت على شفتيها السفلى بخجل وسط نظرات والدته التى كانت تبتسم بحبور وهى تتابع حوارهم عن كثب وبقلب فرح لأبنها أن عقدته سوف تحل وفى القريب العاجل.

*******************************************

داخل شقه أبراهيم كانت سها متجنبه الحديث مع زوجها منذ الحادثه الأخيرة بالرغم أنه لم يكن له ذنب فيما حدث ولقد أخبرها مرارا أنه برىء من تلك التهمة المسمى بالدعارة وأنه لم يكن على داريه بتخطيط تلك المرأة ونواياها السيئه ليقع فى النهايه تحت رحمه براثنها الا أنها لم تصدقه وأصرت على موقفها العنيد والمتعنت أتجاهه لينتفض من نومته الغير مريحه منذ أن تخاصمت معه وأعتدل وظل يفرك يده بعصبيه مفرطه ثم قال بنبرة حاده وشبه عاليه : طب لحد أمتى هتفضلى تعاقبينى على حاجه أنا ماليش ذنب فيها؟ أتكلمى ياسها أرجوكى أتكلمى طب أصرخى زعقى أتخانقى معايا بس بلاش سكوتك ده لأنه بيدبحنى. 


أتعدلت سها من نومها وأستدارت نحوة وحدجته بنظرة مطوله من العتاب وقالت بعدم أقتناع : لو حلفتلى على المياه أنها تجمد مش هصدقك..زفرت بأحباط وعادت لتقول بأمتعاض وعبوس :دة أنا شوفتك بعينيا اللى هيأكلهم الدود وأنت متغطى بالملايه ووشك متلغمط بالروج الأحمر وشفايفها معلمه على كل حته فى جسمك وعاوزنى بكل بساطه أسامحك وأصدق كدبك طب أزاى؟ 


حرك أبراهيم رأسه بآسى لكنه بدى متماسكا أمامها ولم يظهر ضعفه وقله حيلته ليقول وبثقه : ربنا عالم أنى برىء وأنى ماجتش جنبها أصلا ولاحتى لمستها مش عاوزة تصدقى أنتى حرة بس أنا بجد تعبت من كتر تشكيكك فيا ولازم كل مرة أفضل أبررلك موقفى وأثبتلك براءتى وكمان تعبت أفهمك عكس مابتفكرى فيه ....زفر بتأفف وعاد ليقول بحزن : أنا أكتشفت النهاردة أنك مابتحبنيش ولو بتحبينى فعلا زى مابتقولي كنتى وثقتى فيا أكتر من كدة لكن للأسف أنتى عندك داء الشك اللى هيفضل ملازمك ومسيطر على عقلك مهما كنت مظلوم. 


أزاح أبراهيم الغطاء من عليه بعنف حتى لامست قدميه الأرض بعدما نزل من مضجعه وأعتدل فى وقفته وأخذ الروب الملقى بأهمال وأتجه صوب الحمام وقبل أن يمسك بيده مقبض الباب كى يدلف اليه حتى أستوقفته هى قائله بكل أصرار وعند : طلقنى ياأبراهيم .


أتسعت حدقتيه عن أخرهما بصدمه وأستدار برأسه نحوها وظل يحدق اليها بدهشه ولم يتحرك من مكانه قيد أنمله ولم ينبت ببنت شفه لتعيد هى عليه صياغه الحديث مرة أخرى بنبرة أشد من سابقتها: بقولك طلقنى ياأبراهيم.


قرر أبراهيم قطع هذا الصمت الذى سيطر عليه لثوان وقال ببرود : مش هطلقك ياسها وأعلى مافى خيلك أركبيه الظاهر أنى دلعتك زيادة عن اللزوم ....عاد للوقوف أمامها وهو يستشيط غضبا وقهرا ليقول بأستنكار وهو قاطب مابين حاجبيه بشده : مافكرتيش فى أبننا الجاى دة هيكون مصيرة أيه لو أطلقنا؟ولا أنتى بتأخدى قرارات من دماغك وتبنى عليها أوهام وخلاص علشان أبقى أنا الشرير الخاين فى نظرك وأبن ستين فى سبعين وأنتى ياحرام الضحيه المسكينة اللى جوزها خانها وداس على كرامتها وحب أستمر خمس سنين وتعب وشقى علشان يوفرلك حياه زوجيه عليها القيمه ...تنهد لثوان عاد ليقول بنبرة شديده اللهجه: أعقلى يابنت الناس لأنى مش هطلقك...ضرب بيده فوق موضع قلبه بألم ولوعه وأكمل بدمعه لامعه ظهرت داخل مقلتيه :علشان بحبك رغم الشك اللى مش فى محله وملهوش أى مبرر. 


عاد بأخذ الروب ودلف الى الحمام مغلقا الباب خلفه بعنف وبعد فترة خرج وقام بأرتداء ملابسه وهو يتجاهلها وأخذ سلسه مفاتيحه وغادر الغرفه صافقا الباب بحده وتركها تنظر على أثر أختفاؤة بذهول لكنها سرعان ماأجهشت فى بكاء متواصل وبعد أن هدأت أسرعت بمسك هاتفها بأيدى مرتعشة وقامت بأجراء الأتصال على زهرة وبدأت تسرد عليها ماحدث بينها وبين زوجها من شد وجذب أنتهى فى أخر المطاف برحيله من الشقه ثم طلبت منها المجىء على لتسألها عن حل للخروج من تلك المعضله لتجيب عليها الأخيرة من الطرف الأخر معتذرة لها أنها لن تستطيع ترك حماتها بمفردها لأسيما أن سامر قرر السفر الى أهلها وطلبت منها المجىء اليها لتومئ سها رأسها بالموافقه وبعد أنتهاء المحادثه بينهما بدلت ثيابها وأتجهت نحو بيت صديقتها وماأن وصلت أمام باب الشقه حتى طرقت على الباب مرة واحدة لتفتح لها زهرة وأرتمت سها بين أحضانها وظلت تبكى بقهر لتقوم زهرة بالتربت على ظهرها حتى هدأت وطلبت منها الدلوف ..ثم سألتها سها كيف تتصرف حيال مشكلتها مع زوجها وهل هو حقا برىء كما يقول وأنه لم يكن على درايه بمخطط تلك المرأة الملعونه أما أنه يكذب عليها حتى يخرج نفسه من تلك الورطه لتحرك زهرة رأسها بصدمه ودهشة بسبب تصرفات صديقتها المتسرعه وقالت بثقه ممزوجه بتأفف.


-: أنتى يابنتى هبله!!...صمتت ثوان وعادت لتقول ساخرة : هبله صح !! على فكرة بقى كل الكلام اللى حكتيه غلط فى غلط لأنك بكده معندكيش ثقه فى جوزك والمفروض أنك أكتر واحده عارفه أبراهيم وطباعه كويس دة كفايه أنكم متجوزين عن حب فماينفعش بأى حال من الأحوال أنك تصدقي أى حاجه تشوفيها أو تسمعيها غير لما تتأكدى بنفسك لكن مع ذلك أنا عذراكى لأنك شوفتى نص الحكايه مش الحكايه كلها والخطة اللى رسمتها الست الملعب دى كانت مدروسه كويس أوى ونفذتها بأمتياز وحاولت تجذب جوزك ناحيتها بس هو طلع أشطر منها وطنشها وأهملها ولما حست أن خطتها باظت حبت توقعه فى شركها والكلام دة سبق وحاكاه قدام الظابط وأنتى بنفسك كنتى سامعة كل كلمه هو قالها أستهدى بالله كدة ياسها وبلاش تخربى بيتك بأيدك وتظلمى جوزك معاكى وتضيعى حبكم وحياه زوجية مستقرة لأنك مش هتلاقى حد فى أخلاق أبراهيم ..ثانيا هو راجل محترم ذنبه الوحيد أنه ربنا أبتلاه بزوجه غيورة وشكاكه زيك ده غير أنه ماكنش عنده علم بالفخ المنصوب له ولو كان يعرف ماكنش مسك المنديل ومسح بيه وشه. 


عادت سها للبكاء وتعالت شهاقتها ثم قالت بألم ولوعه : طب قوليلى أتصرف أزاى يازهرة أنا مش حمل أن حياتى تتهد؟


قالت زهرة بنبرة واثقه: الحل فى أيدك أنتى لأزم ترجعى البيت فورا وتعملى لجوزك الأكله اللى بيحبها ولما يرجع بالسلامة من الشغل تتأسفى وتعتذريله عن تسرعك وتهورك يامتهورة لازم النفوس تصفى وتهدى بينكم وماتنسيش أنك شايله حته منه جواكى يعنى الطفل دة ملهوش ذنب أنه يتولد فى جو متوتر بينك وبين أبوة ومتنشفيش دماغك زى عوايدك أتفقنا.


قالت سها بلوعه وآسى : خلاص يازهرة هأرجع وهأطلب منه يسامحنى عن شكى فيه بس يارب هو يلين. 


قالت زهرة بيقين تام: شويه وهيلين عارفه ليه لأنه بيحبك ياموكوسة بس أنتى خليكى ظريفه ولينه معاه أستعملى أسلحتك الأنثويه الفتاكه أتدللى عليه وحسيسيه بقيمته عندك ماشى ياسوسو يامدوخانى معاكى. 


تنهدت سها بلوعة وقالت بقله حيله : حاضر.


ودعتها سها وعادت الى الشقة ثم نظرت الى كل ركن من أركان الشقه لتجد فيها أبتسامه زوجها ,,آآة كم أشتاقت اليه والى حبه وتودده لها رغم أنه تركها فترة بسيطه جدا لكنها مع ذلك أشتاقت لعطفه وحنانه عليها لتقرر الجلوس فوق كرسى كان قريبا منها وبعد فترة أستجمعت شجاعتها وأتجهت صوب المطبخ لتعد ما لذ وطاب من أطعمه يحبها وظلت تنتظر عودته من عمله لكن غيابه طال ماجعل القلق يتملك منها وبقت متيقظة تنتظرة حتى ساعة متأخرة من الليل لكن غالبها النعاس حيث أرجعت ظهرها للخلف بأراحيه واضعه رأسها فوق مسند الكرسى بالجهه اليمنى بطريقه غير مريحة..وفى صبيحه اليوم التالى شعرت سها بألم شديد فى عنقها بسبب نومها الخاطىء فترة طويله لترفرف بأهدابها ثم فتحت عينها لتجد نفسها نائمه فوق المضجع وفى الجهه المقابله كان زوجها نائم وهو جالس فوق الكرسى الموجود بجانب الفراش لتعتدل وقامت بتدليك أسفل رأسها بباطن كفها لعل الألم يهدىء ثم نزلت بتروى وأتجهت صوب زوجها المستكين لتربت فوق كتفه بهدوء ليرفرف بأهدابه وعندها تبينت الرؤيه لديه حيث وقعت عينيه فوق عينيها حتى أن صورته أنعكست داخل عسليتها وكاد يهب واقفا كى يبتعد عنها الا أسرعت وطلبت منه أن يسامحها ونكست رأسها فى الأرض بخجل شديد وأجهشت فى البكاء ثم قالت بنبرة مغلفه بالآسف والأعتذار.


-: أنا آسفه ياهيما حقك عليا ياحبيبى.

نظر لها أبراهيم بلامبالاة ثم قال بسخريه : ده على أساس الخناقه اللى عملتيها معايا أمبارح وأصرارك على طلب الطلاق مش كدة!!


رفعت سها رأسها اليه لتتلاقى أعينهم ولكن كانت نظرات معاتبه من جانبه لتقول بتبرير : ماهو غصب عنى ياهيما أنا بحبك وبغير عليك ولما شوفتك وأنت متغطى وملفوف بالملايه ووشك كله روج أحمر جن جنونى وكنت غضبانه منك معلش ياروحى حقك عليا ماعنتش هأشك فيك تانى.


حدجها أبراهيم بنظرة معاتبه وقال بحده : أنتى أتهمتينى ظلم ياهانم لا وكمان عاوزة تبيعى قصه حب دامت 5سنين يااااه بالسهوله كده هان عليكى لسانك ينطقها وتقولى عاوزة أتطلق.


تحدثت سها بأعتذار : حقك عليا مايبقاش قلبك أسود بقى ده أنا سوسو حبيبتك برضه.


قال أبرهيم بصرامه : أبقى أتنيلى حاسبى على كل كلمه بتقوليها قبل ماتطلعيها من بوقك لأنك لو طلبتى الطلاق تانى مش هتردد وساعتها هيكون معايا حق فاهمة ولالا.


شعرت سها بناقوس خطر يهدد حياتها بسبب تسرعها الدائم بل قد تخسر زوجها الذى تحبه لتحاول تلطيف الأجواء بينها وبينه قائله بدلال وهى تمسكه من تلابيبه برقه وتجذبه نحوها : خلاص بقى ياحبى أول وأخر مرة ماعدتتش هتكرر تانى ....صمتت برهة ثم سألته بحيرة : آمال أنا نمت هنا أزاى؟


لأنت ملامح أبراهيم ليقول بنبرة هادئه : ماأنا قلبى ماطوعنيش أسيبك لوحدك خصوصا أنى عارف أنك بتخافى من خيالك فرجعت حوالى الساعه 4 الصبح بعد مالفيت بالعربية طول الليل فى الشوارع بسبب كلامك اللى زى الدبش ولما وصلت البيت ودخلت الشقه لقيتك نايمه وحاطه رأسك على مسند الكرسى ناحيه اليمين غالبا ماكنتش نومه مريحه لكى فصعبتى عليا وشيلتك وطلعت بيكى الأوضه وحطيتك على السرير مرضتش أزعجك فنمت على الكرسى اللى جنب السرير.


أرتمت سها بين أحضان زوجها ليتفاجأ برد فعلها الغير متوقع ليقوم رغما عنه بضمها الى صدرة بقوة لتجيب عليه بحب : ربنا يخليك ليا ياكل عمرى ماتحرمش منك ولامن وجودك فى حياتى أبدا . 


لم يطاوع أبراهيم قلبه أن يقسو عليها ليقوم بلف يده حول خصرها بتملك وحملها بين ذراعيه ووضعها على الفراش برفق وأصبح هو يعتليها ثم بث كل أشواقه لتستسلم سها بكل مشاعرها حتى غرقا كلاهما فى بحور من العشق اللذيذ.

****************************************

بعد عدة ساعات من القيادة السريعه والمتواصله وصل سامر الى بيت عم زهرة وطرق فوق الباب لتفتح له راويه ورحبت به بحفاوة ليدلف على مضض وأستحياء وخجل لأسيما أنها بمفردها هى وسلفتها ليتجه نحو أحدى الأرائك وجلس عليها لتعطى له الأوراق المطلوبه ليقوم بأمساكها بين راحه يديه وبدأ يطالعها واحده تلو الأخرى عله يجد مايفيده أو على أى شىء قد يخص حق زوجته من ميراث والدها لكن وأسفاه فتلك الأوراق ماهى الا عبارة عن مناقصات بين حمدان وبين أحد التجار المشهورين ذو السمعه الطيبه للحصول منه على محصول جيد لأرضه ليحرك سامر رأسه بآسى وأحباط شديد ثم قال بحسرة.


-: للآسف يامدام راويه كل الأوراق اللى بين أيدى دى ملهاش أى لأزمه ومفيهاش أى حاجه تخص زهرة أو تخص ميراثها الشرعى أنا قلبى كان حاسس أنها مش هى لكن كنت بمنى نفسى وأقول يمكن قدر الله وماشاء فعل ده غير أن حماكى راجل حريص ودحلاب يعنى مش هيسيب ورق مهم زى دة أى حد يطوله .....صمت برهة وشرد فى الفراغ الذى أمامه بضع لحظات وعاد ببصرة نحو راويه الواقفه أمامه وهى تشعر بالآسى حياله ليقول بتصميم وأصرار : بس أنا مصمم على موقفى ومش هأسكت غير لما أرجع مراتى منهم عاجلا أو آجلا .


قالت راويه بأسف : أنى آسفه ياأستاذ سامر لأنها ماطلعتش الأوراج المطلوبه كنت أتمنى أنها تكون هى لجل تنتهى من الموال دة.


ظهرت فوق ثغر سامر أبتسامه باهتة وقال بحسرة : أنتى مالكيش أى ذنب ومتشكر على حسن أستقبالك ليا أنتى والمدام نوارة أستودعكم الله.


أستقام سامر وأتعدل فى وقفته وودعهم وماأن خرج من منزل حمدان حتى أتجه نحو السيارة وصعد داخلها وأغلق الباب ثم قام بضرب يده فوق موقد السيارة بعنف فها هو يعود إلى نقطه الصفر حيث البدايه من جديد فى حلقه مفرغه ليس لها نهايه ليسحب نفسا عميقا محاولا السيطرة على أعصابه المنفلته والمتوترة ثم تحرك بها وأنطلق عائدا الى الأسكندريه بخفى حنين وأحباط شديد سيطر على كل ذرة منه.

    الفصل السابع والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close