أخر الاخبار

رواية عازفه علي وتر قلبه الفصل الحادي عشر11 بقلم ياسمين احمد

رواية عازفه علي وتر قلبه 

الفصل الحادي عشر11 

بقلم ياسمين احمد

فى اليوم التالى خرج سامر من غرفته ثم توجه صوب غرفه والدته كى يطمئن عليها وعقب دلوفه الى داخل الغرفه حتى وجدها نائمه بأستغراق على غير العاده مما زاد من قلقه ليقوم على الفور بأستدعاء مدبرة منزله والتى أتت اليه على وجه السرعه ثم سألها مستفسرا عما أذا كانت الأخيرة قد أخذت علاجها بأنتظام أم لا لتخبرة مدبرة المنزل أنها قد أعطت الدواء بنفسها لوالدته منذ قليل ليزفر هو بأرتياح وتوجه نحو الطابق الأرضى ومنها الى خارج منزله ثم صعد داخل سيارته وظل يقودها اليوم بطوله هائما على وجهه لايعرف لوجهته طريق فقلبه أصبح متعلق بزهرة وعقله يرفض تماما مثل هذا التعلق وبينما هو فى غمرة شروده وتفكيرة بها حتى أتى اليه أتصالا من هاتفه الجوال من عميد المعهد وطلب منه الذهاب فى الغد لأمر هام ,,وعندما تأخر الوقت عاد سامر مجددا نحو منزله ثم ذهب بأتجاه البيانو الخاص به وجلس يعزف عليه بتركيز شديد..أما عن والدته فقد سئمت من الجلوس داخل غرفتها منذ أن مرضت لتقرر بدورها النزول نحو الطابق الأرضى وماأن لمحته وهو يعزف حتى طلبت من مدبرة منزلها أسنادها وأيصالها اليه لتومىء المدبرة برأسها موافقه وظلت تسندها حتى أوصلتها نحو وجهتها لتحمحم ثناء مرتين بصوت منخفض وضعيف ليستدير هو بجذعه العلوى نحوها وقام على الفور من فوق الكرسى وأسرع بأمساك يدها برفق ثم أجلسها فوق أحدى المقاعد القريبه منه وجلس هو جاثيا أمامها فوق ركبتيه لتقوم هى بوضع كفها فوق صدغه الأيسر بحنو وأخذت تنظر اليه بحزن ودموعها تسبقها فوق وجنيتها بغزارة ليقوم سامر بطبع قبله أعلى مقدمه رأسها بحنان وأغمض عينيه بلوعه فهو لايستطيع مجرد الفكرة فى خسارة والدته فهى مصدر القوة والأمان والحنان فى هذا البيت كما لايمكن لغيرها أن تعوضه عن حبها فالأم هى مصدر الحب الأول والأخير فى حياه أولادها ليقوم بدورة ببسط يده فوق كفها الموضوع فوق صدغه ثم أبتسم لها أبتسامه باهته لم تكد تصل الى عينيه ثم أجاب بصوت مختنق وحزين. 


-: أرجوكى ياأمى بلاش عياط دموعك دى غاليه عندى أوى علشان خاطرى كفايه. 


ثناء وهى مازالت تبكى ثم قالت بلوعه وتأثر : سامر يابنى أنا عشت كتير ومش هأعيش قد اللى عشته كل اللى بطلبه منك أنك تريح قلبى وتتجوز قبل ماأسافر أعمل العمليه علشان لو جرالى حاجه أبقى مطمنه أنك مش هتعيش لوحدك وتبقى معاك زوجه تصونك وتحبك.


قطب سامر مابين حاجبيه بضيق وأخذ يحرك رأسه بنفى قاطع وأجاب بكل حزم وتصميم : بعد الشر عليكى ياأمى أيه لازمه الكلام دة دلوقتى بس أنتى كويسه وزى الفل بلاش كل شويه تجيبى سيرة الموت أنا مقدرش أتخيل حياتى من غيرك ومش حمل خسارتك أبدا أنتى أمى وحبيبتى وصحبتى وكل ماليا فى الدنيا دى وبعدين دى عمليه بسيطه الدكتور هايعملهالك وهتبقى بعد كدة أحسن من الأول ومش هأسيبك رجلى على رجلك. 


تحدثت ثناء برفض قاطع وعند : مافيش سفر ياسامر الدكتور جودت قالى أنه هو اللى هيسافر معايا وهيفضل جنبى لحد ماأعمل العمليه أرجوك يابنى أسمع كلامى وريحنى ماتتعبش قلبى معاك .


زفر سامر زفرة مطوله بضيق ثم قال بتبرير : ياأمى أنتى عارفه كويس أوى كرهى للستات كان سببه مين كان سببه اللى بعد ماحبيتها وأخلصت فى حبى لها فى الأخر أتخلت عنى فى عز ماكنت محتاج لها وبدت عنى صاحب النفوذ ..ثم مين دى اللى تقدر تداوى وجع الماضى وحتى لو كانت موجودة هل هترضى بواحد ماعندوش ثقه فى الستات بسبب تجربه حب فاشله وهتستحمل مزاجى وعصبيتى لو أتنرفزت عليها صدقينى أنا كدة مرتاح أوى.


تعجبت ثناء من حديث أبنها رغم علمها أنه يبرر لنفسه كذبا ويكذب عليها أيضا كما تعلم أن قلبه أصابه سهم الحب وعينيه تبوح عما بداخلها لكنه يكابر ويعاند لتقول هى بدهاء ومكر : لا هى من ناحيه موجودة فهى موجودة فعلا ياسامر وأنت عارفها أكتر منى. 


حملق سامر فى وجه والدته بدهشة ثم قال بعدم فهم : عارفها!! أمى أنتى تقصدى مين؟ 

 

قهقهت ثناء بصوت شبه مرتفع رغم أرهاقها لتقول بمشاكسه ومكر : أقصد زهرة طبعا.


تسمر سامر ولم يتحرك من مكانه قيد أنمله كأنه أصبح مثبت فى الأرض وظل يحملق فى وجه والدته بأندهاش وقد بدى عليه الأرتباك وأخذ وجهه يتصبب عرقا وقرر ألتزام الصمت التام وتساءل فى نفسه هل حقا والدته تراه شفافا الى هذة الدرجه هل قرأت مافى داخل عينيه وقلبه أم أن ملامحه تفضحه لينكس رأسه فى الأرض ولكن بعد برهة عاد برفع رأسه اليها ثم حاول بلع ريقه الذى أصبح جافا قائلا ومبررا حديثه : أنا مانكرش أنها بنت مؤدبه ومعجب بأدبها دة ..وغير كده هى تلميذة شاطرة ومجتهدة وبتستقبل الحصص برضا وبتسعى أنها تكون متفوقه وسط زميلاتها لكن دة مش معناة أنى أتجوزها . 


زفرت ثناء بيأس وأحباط من عند وصلابه رأى أبنها لتقول بأمتعاض وضيق شديد: ولما أنت لسه قايل عليها مؤدبه ليه مش عاوز تتجوزها على الأقل تريحها من الوحده اللى هى عايشاها هى وأخوها بين أربع حيطان وتبعدها كمان عن جيرانها اللى مابيرحموش ولسانهم عاوز قصه صدقنى يابنى زهرة الأنسب ليك هى الوحيده هتنسيك ألهام وغدرها بيك عارف ليه لأنى لما شوفتها أمبارح شوفت خوف وقلق بنت على أمها شوفت فيها بنتى اللى مخلفتهاش صحيح فيها شبه كبير من ألهام كأنهم فوله وأنقصمت نصين لكن هى غيرها خالص ياسامر البنت دى جوهرها من جوة نضيف أوى ياريت تعيد حساباتك من تانى يابنى وأتجوزها علشان تبقوا سند لبعض لو لاقدر الله مارجعتش من العمليه عايشه .


كان سامر مشفق على حال والدته ويشعر بالآسى حيالها ليقول بحزن دفين: بعد الشر عليكى ياحبيبتى .....صمت لبرهة ثم أخذ يزم فى شفتيه بعدم أقتناع ليعاود مستكملا حديثه بنبرة يلمؤها الحيرة : يعنى أنتى عاوزانى أروح أقول لها أيه والنبى أتجوزينى صعب اللى بتطلبيه منى دة ياأمى لأن لا الوقت ولا الظروف متاحين لدة.


أحتدت ثناء فى حديثها وأرتفع صوتها نسبيا لتستطرد قولها بتأفف : وليه تصعبها على نفسك ماتروحلها بقلب جامد كدة وتفاتحها فى موضوع جوازك منها أظن يعنى دى مش مشكله بالنسبالك ولاأيه؟


زفر سامر زفرة مطولا بضيق بسبب ألحاح وأصرار والدته عليه ليقول لها برجاء : أمى لو بتحبينى بجد مش تضغطى عليا أكتر من كدة ووعد منى لكى أول ماترجعى بالسلامه هأفكر فى موضوع الجواز دة أنما دلوقتى لا.


نزلت دمعة خائنه من عين والدته ثم قالت بحزن مصطنع : كدة برضه ياسامر يعنى أنت بتكسر كلمتى وماليش أى خاطر عندك خالص ماشى بس خد بالك أنا زعلانه منك وهسافر وقلبى مش هيبقى متطمن عليكم .


تنهد سامر بحيرة ثم قال محاولا تغيير مجرى الحديث : سلامه قلبك ياست الكل بصى أجلى الفكرة دى لبعدين لأنى مرهق جدا وعاوز أنام والوقت أتاخر وكمان العميد أتصل عليا وطلب منى أروح المعهد بكرة ضرورى لأن دورس البيانو متأجله ومحدش من أساتذه المعهد بيعرف يوصل فكرة الشرح للبنات زيى تصبحى على خير ياحبيبتى.


تنهدت والدته بأحباط ثم قالت بكلمات مقتضبه : وأنت من أهل الخير ربنا يهديك يابنى.


قبل سامر والدته من أعلى جبينها برفق ثم أعتدل فى وقفته وصعد بخطوات متثاقله تحت بصر الأخيرة حتى وصل نحو غرفته ونام أستعدادا للغد ,,,وفى صبيحه اليوم التالى ودع الأخير والدته دون أن يتناول طعام الأفطار معها خشيه أن تفاتحه فى موضوع أرتباطه بزهرة لذا قرر مغادرة الشقه على عجل وصعد داخل سيارته وظل يقودها بتروى وعاد عقله يشرد فى حديث والدته معه بالأمس وبينما هو شارد الذهن أتت سيارة مسرعه حتى أصبحت بجانبه مباشرة ولأن الطريق كان ضيقا فحاول صاحب السيارة أن يتخطى بسيارته سيارة سامر وقام بصدم الباب بعنف وأطلق صوت عال من زمور سيارته كى يلفت أنتباة الأخير ليخرج هو بسرعه من طور شرودة وأفسح المجال لعبور السيارة وتفاداها بأعجوبه شديده ثم قام بركن السيارة عند أحدى جانبى الطريق وأخذ يلهث بفرط متذكرا حادثه والدة ليحمد الله فى سرة أنه أستطاع السيطرة على زمام الأمور فى الوقت المناسب والا كان أصبح مصيرة المحتوم بالموت وبقى على تلك الحال لبعض من الوقت حتى أستعاد أنفاسه اللأهثه وعاد للتحرك بسيارته حتى وصل الى المعهد وهناك لمح زهرة تجلس فوق أحدى المقاعد بمفردها واضعه كفها فوق وجنتيها لكنه تجنبها ,, ليقوم قلبه بمعاتبته على ذلك أذا كيف يمكنه تجنبها وهى أصبحت شغله الشاغل,,,,ليحدثه عقله رافضا الأذلال تحت مسمى الحب ليقرر سامر تركها ثم دلف الى داخل غرفه البيانو دون حتى ألقاء التحيه على الفتيات ما أصابهم بالدهشه وبعد فترة وجيزة دلفت هى بدورها الى داخل الغرفه فى صمت ليبدأ هو بشرح مادته بوجه عابس ومتجهم على غير العادة أذ أنه كان يحاول أن يثبت لزهرة أنها مثلها مثل أى فتاة لا تعنى له الكثير لكن حقيقه الأمر كان يشعر بالسعادة والراحه الشديده كلما وقعت عينيه بعينيها كانت هناك حرب شرسه بين قلبه وعقله أيهما سينتصر فى النهايه ,, ليزفر متنهدا بأحباط وتساءل فى نفسه أيعاملها بجفاء وبرود حتى تمل هى منه !!أم يعاملها برفق ولين كما أعتاد ,,وأخيرا حسم أمرة بتجاهلها كليا ,,لكن زهرة ألتمست له العذر فهى تعلم جيدا بمرض والدته وعليها أن تتحمل مزاجه المتقلب لكن للأسف أستمر هذا الحال مايقرب من أسبوع أخر حتى بدأت تشعر هى بالأستحياء من تلك المعاملة الجافه من جانبه لها والتى لم تعتادها من قبل حتى أنه كان يتعمد الرحيل من المعهد فى صمت دون دعوتها لأيصالها فى طريقه نحو منزلها كما كان يفعل سابقا ,,فقد كان يشيح ببصرة عنها خوفا من أفتضاح مشاعرة التى يكنها اليها وتفعل به كما فعلت سابقتها كان سامر يخشى أن يصارحها بمكنون قلبه أما هى فقد كانت حزينه شاردة لا تعلم ماذا فعلت لتجد منه كل هذا الجفاء لتقرر بدورها تجنبه مثلما يفعل هو وبعد أنقضاء اليوم الدراسى لاحظت سها الحزن البادى على وجه صديقتها وصمتها الدائم لتسألها بأستفسار وحيرة.


-: مالك يازهرة بقالى أسبوع شايفاكى حزينه ومهمومه وساكته وشاردة على غير عادتك بصراحه مش متعودة على كدة خالص أحكيلى مالك فيكى أيه؟


أستدارت زهرة برأسها نحو سها ثم سألتها بحيرة : قوليلى ياسها هو الأستاذ سامر ماله بقاله أسبوع متجاهلنى كدة ليه؟؟؟ كأنى مش موجوده وغير كده معدش بيوصلنى فى طريقه كعادته فهل دة عادى أو طبيعى؟


شعرت سها بنفس حيرة صديقتها لكنها تحدثت بتلقائيه : هى حاجه محيرة فعلا بس جايز تكونى عملتى فيه مقلب من مقالبك أياها ومراعتيش ظروفه النفسيه اللى بيتعرض لها بسبب خوفه على مامته وعلشان كدة هو متجاهلك. 


حركت زهرة رأسها بنفى قاطع وأستطردت بتسرع وتعقيبا على حديث صديقتها لتقول بنبرة مؤكدة: لا طبعا مش ممكن أعمل كدة خالص خصوصا أنى عارفه الظروف اللى بيمر بيها شكلها أيه وعلى يدك أنا وأنتى روحنا أطمنا على مامته لكن الغريب فى الأمر أنى كل مابدخل المعهد ألاقيه متجهم وبيتاحاشى أنه يبصلى أويكلمنى.


شعرت سها بالدهشه من أهتمام صديقتها الزائد وحديثها الدائم عن سامر بتلك الطريقه لتقوم بتضييق عينيها بمكر ثم قالت بمشاكسه: طب وأنتى يهمك أيه أن الأستاذ سامر متجاهلك أو لا ثم كون أنه بيوصلك لشقتك فى طريقه فدى حاجه مشكور عليها لكن مش ملزم بيها وأنتى بنفسك قلتى أننا بنيجى المعهد علشان ننمى مواهبنا وبس مش كدة ولاأيه يازوزو؟ 


شعرت زهرة بالأرتباك الشديد وظهر ذلك جليا فوق ملامحها الرقيقه ثم ساد صمت من جانبها لأنها لم تجد الرد المناسب على حديث صديقتها وبعد ثوان بلعت ريقها بصعوبه شديدة ثم قالت بتلعثم : آآآ أبدا ياسها وهو يعنى أمرة يهمنى فى أيه لا عادى أنا بسأل بس عن سبب تغيره المفاجىء مش أكتر من كدة.


قامت سها بمواساتها وقالت بنبرة هادئه ولينه: معلش يازهرة ماتزعليش منه وأدعي لمامته ربنا يقومها بالسلامه.


تنهدت زهرة من داخلها ثم رفعت يدها الى السماء مبتهلة الى ربها وقالت بدعاء: ربنا يطمنه عليها ويشفيها ويخليهاله.


بعد حديث مطول بين زهرة وسها خرجوا معا من المعهد ثم أشاروا الى سيارة أجرة وأستقلوها وبدأ السائق يتحرك بهم كى يوصل كلا منهما الى وجهتها ,,وعلى الجانب الأخر فقد كان سامر يسير بسيارته خلف سيارة الأجرة ببطء شديد بعيدا عن أعينهم خشيه أن يلمحوة هم وعندما تأكد أن زهرة قد وصلت داخل حيها آمانه حتى تحرك هو بسيارته وأختفى فى لمح البصر ,, أما عنها هى فعندما توقفت السيارة قامت بدفع الأجرة للسائق وترجلت منها وأغلقت الباب خلفها بهدوء ثم سارت بضع خطوات متجه نحو العقار لتلمح بعينها فوزى صاحب البنايه وهو يرمقها بشزر , لتزفر هى بضجر مقررة بذلك تجاهله ثم دلفت الى داخل البنايه التى تسكنها وبدأت بالصعود على الدرج حتى وصلت أمام باب شقتها وهمت بفتح الباب بالمفتاح وعقب دلفوها قامت بأغلاقه خلفها وألقت بحقيبه يدها فوق الكرسى بأهمال وأستندت برأسها عليه وأغمضت عينيها وتنهدت بأحباط من تلك الحياه الممله والرتيبه التى تعيشها وبعد عدة لحظات عاودت بفتحهما لتجد شقيقها يقف أمامها ثم تقدمت هى نحوة وأحتضنته بقوة لكن دموع عينيها خانتها وترقرقت داخل مقلتيها فوق وجهها البرىء ليشعر رامى بأرتعاش جسدها فعلم أنها تبكى ليقرر بدورة الأبتعاد عن محيط ذراعيها وقد بدى وجهها منطفىء من شده الحزن ليقوم هو بالتربت على ظهرها بحنو بالغ وقال بأشفاق. 


:والنبى ياأبله مش تعيطى تانى علشان دموعك بتوجعنى أوى ثم أن الدنيا مش مستاهله دموعك دى المهم أحكيلى وفضفضى معايا يمكن أقدر أساعدك؟


مسحت زهرة دموعها بأناملها برقه وأبتسمت له أبتسامه باهتة من بين دموعها وقبلته من أعلى جبينه بحب ثم سارت خطوتين برفقه شقيقها حتى وصلت عند أحدى المقاعد القديمه وجلست وأجلسته بجانبها وأدعت كذبا فى حديثها قائله بمبرر غير منطقى: مافيش حاجه أنا وأبله سها شدينا مع بعض تانى وغير كده كنت وعدتك أنى مش هتأخر وخلفت وعدى معلش يارامى حقك عليا.


لم يقتنع الصغير بحديث شقيقته البته لكنه مع ذلك أجاب عليها بأبتسامه هادئه: أنا عمرى ماأزعل منك أبدا ياأبله رغم عدم أقتناعى بموضوع شدك مع أبله سها.


قالت زهرة بشىء من الحدة : وأنا هكدب عليك ليه يعنى؟

أجاب عليها رامى بتحفظ : لأنك شيفانى صغير من وجهه نظرك ورافضه أنك تحكيلى عن اللى مضايقك أبله زهرة أنا بحبك وبعتبرك تعويض عن أمى اللى ماشوفتهاش يعنى اللى يزعلك يزعلنى.  


طبعت زهرة قبله رقيقه مطوله فوق صدغه الأيمن وظلت تمسد على شعرة بحنو ثم قالت بحب : وأنا كمان بحبك أوى يارامى وصدقنى مافيش حاجه مزعلانى وشويه وهنرجع نكلم بعض المهم سيبك بقى من الكلام دة كله وأجهز يابطل علشان نتعشى أنا وأنت وبعدين أذاكرلك اللى فات من المنهج علشان وراك مدرسه بكرة .


زفر رامى بضيق ويأس ثم قال بتأفف : ليه بس بتفكرينى ياأبله دة أنا كنت مرتاح من المدرسه وقرفها.


مسدت زهرة على شعر شقيقها بمشاكسه وأبتسمت أبتسامه لم تكد تصل  الى عينيها لتقول معاتبه أياه : لا كدة أزعل منك بجد يارامى عمر المدرسه والتعليم ماكان قرف ودلوقتى أنا رايحه المطبخ علشان مصممه أعملك حته أكله هتأكل صوابعك وراها أتفقنا.


قال رامى بأبتسامه مريحه وهو يغمز لها بطرف عينه : أتفقنا ياجميل.


قامت زهرة بتبديل ثيابها بثياب بيتيه ودلفت الى داخل المطبخ أستعدادا لعمل طعام العشاء لكن بعد فترة وجيزة فوجئت بطرق متواصل فوق باب الشقه لتقوم بمسح يدها المبلله بمنشفه وخرجت مسرعه من المطبخ وقامت بفتح الباب لتجد نادل من أحدى المطاعم الشهيرة وهو يقف أمامها وفى يده أكياس مملوء بالطعام لتتحدث هى بدهشه. 


-: أفندم أيه خدمه؟

تحدث النادل برزانه: أتفضلى الأوردر أهو.


عادت زهرة للتحدث ولكن بتعجب: بس أنا ماطلبتش أكل جاهز من المطعم دة!!!


أجاب عليها النادل بهدوء : أنا مندوب عن المطعم حضرتك أما أذا كنتى بتسألى عن الأوردر ففى واحد عدى علينا من شويه طلب منا مجموعه الوجبات دى ودفع تمنهم وطلب منى أوصله لحد عندك أتفضلى. 

    

ترددت زهرة كثيرا فى أخذ الأكياس من يد النادل وبعد برهة تسلمته منه على مضض لينصرف الأخير ثم همت بأغلاق الباب وذهبت بأتجاه شقيقها وقامت بوضع الأكياس فوق منضده السفرة وبدأت بأخراج مابداخله لكنها شعرت بصدمه شديده عقب رؤيتها للأطعمة فهى المفضله لديها وكان سامر يحضرها لها كلما أتحيت له الفرصه بذلك لأسيما عقب عودتها من المعهد فى وقت متأخر وعند أخراجها لأخر وجبه وجدت ورقه مطويه بداخلها كملتين مقتبضتين (بالهنا والشفا). أندهشت من تصرفه المتناقض والغريب فكيف يتجاهلها فى الصباح ثم يأتى فى المساء بكل مالذ وطاب من طعام لتزفر متنهدة بضجر وقامت بتضييق عينيها بأستنكار وتأفف من الأمر برمته وهمت بالنهوض وأتجهت صوب المطبخ ليقوم رامى بالمناداه عليها ثم سألها بأستفسار.


-: رايحه فين ياأبله!! 

أجابت زهرة على شقيقها بثبات: هروح أسخن عيش وأعملى كوبايه شاى  وأكل لقمة جبنه. 


فرغ رامى فاه بدهشه بسبب حديث شقيقته فالطعام الموضوع فوق الطاوله كثير وله رائحه ذكيه ومغرى ثم تقول له بكل بساطه أنها ستأكل لقيمات قليله ليشير هو بيدة نحو الطعام وأستطرد ليقول بتعجب : طب والأكل دة كله هيروح فين!!!. 

 

زفرت زهرة بتأفف ثم قالت بلامبالاة : كل اللى هواك فيه والباقى هدخله التلاجه خلاص. 

 

أومأ رامى برأسه موافقا مقررا ألتزام الصمت نهائيا فعلى مايبدو أن شقيقته على وشك الأنفجار فى وجهه أذ أصر على أستكمال حديثه لتتركه هى ثم دلفت المطبخ وقامت بأعداد كوب من الشاى الساخن والخبز وقطعه صغيرة من الجبن وخرجت مجددا وأتجهت صوب المنضدة وجلست فوق كرسيها  وبدأوا بتناول الطعام فى صمت وكلما كان رامى يرفع وجهه نحوها يجد فى عينيها حزن دفين تمنى فى قرارة نفسه لو يعرف عمق هذا الحزن القابع داخل بنتيها الجمليه أما هى فقد كانت تستند بمرفقها فوق المنضده واضعه كفها فوق وجنتيها وتأكل بشرود ليعاود هو سؤالها بفضول وهو يمضغ ويلوك الطعام فى فمه يمينا ويسارا.


-: هو أنكل سامر فين ياأبله ؟

أجابته لم تجد أى صدى لديها ليقوم بنكزها من مرفقها برفق وعاد بتكرير سؤاله : أبله زهرة هو أنكل سامر فين !!وليه مجاش يشوفنى زى ماوعدنى؟ 


أنتبهت اليه زهرة سريعا وقامت بأنزال يدها من فوق وجنتيها وتحدثت بهدوء عكس مابداخلها من غليان وحنق وغضب: معلش ياحبيبى أصل مامته تعبت وهو أنشغل بيها الأيام اللى فاتت دى علشان كدة معرفش يجى يشوفك وكمان أحنا لازم نلتمس له العذر صح !! .  


أوما رامى رأسه بالأيجاب دون تعقيب لتبتسم له بحنو وبعد أنتهائهم من تناول الطعام بدأت تذاكر له المواد التى فاتته أيام مرضه ,, أما على الجانب الأخر فقد كان سامر يراقب شقه زهرة من بعيد وعندما لمح نور غرفتها أطفىء تأكد أنها بدأت للخلود للنوم ليزفر متنهدا بأحباط وآسى وتحرك بسيارته عائدا بها نحو وجهته بخيبه أمل.

*******************************************

كانت تسير فى أحدى الشوارع الرئيسيه فى مدينه برلين تتنفس الهواء العليل والمنعش بسعاده بالغه بعدما نالت حريتها من ذلك الخسيس زوجها الذى تبغضه كان ذلك هو ظنها لكن على مايبدو أن هذا الظن لم يكن أبدا فى محله وبينما هى تسير لمحت بعينيها ملصق موضوع فوق أحدى أعمدة الأنارة فيه صورتها وذكر فيه يوم أختفاءها ورجاء ودموع كاذبه من هذا الخبيث لمن يعثر عليها أو يجدها فعليه أبلاغ شرطه برلين والسلطات المعنيه ستتكفل بأبلاغه لتقطب هى مابين حاجبيها بأستنكار وغضب شديدين ثم أخذت تتلفت خلفها وأمامها يمينا ويسارا خوفا أن يكون أحد الماريين قد شاهدها وهى تسير لكن الشارع كان خاوى من المارة فى هذا التوقيت الأ من رجليين ضخام الجثه كانوا يراقبونها عن كثب ثم بدوأ فى التحرك نحوها فعلمت أن هؤلاء هم أتباع زوجها السابق لتركض بسرعه الريح وقدميها تسبقها فى الركض ,,أما عنهم فلقد فأستقلوا سيارة خاصه بهم وأنطلقوا بها خلفها وهى تلهث من فرط الركض بينما هؤلاء الرجال كانوا يريدون أصطدامها بالسيارة للتخلص منها نهائيا وأثناء تلك المطارده اللعينه أختباءت  

خلف شجرة كبيرة لكن السيارة التى كانوا يقودنها كانت مكابحها معطله ولم يستطيعوا السيطرة عليها وأيقافها لتصطدم مقدمه السيارة بالشجرة وظل الدخان يتصاعد منها ,, أما هى فعادت للركض من جديد وأختفت فى لمح البصر عنهم .. وعلى الجانب الأخر ترجل الرجليين من السيارة ثم هموا بأيقاف سيارة أخرى وطلبوا من قائدها تركها لهم لكنه رفض بأستماته تسليمهم أياها فما كانوا منهم سوى أن أجبروة على الترجل منها بالقوة وقاموا بألقائه فى وسط الطريق ثم صعدوا بداخل السيارة وأنطلقوا بها بسرعه خاطفه ,,بينما كانت ألهام قد وصلت الى الفندق فى وقت قياسى ثم دلفت مسرعه بأتجاه المصعد المؤدى الى غرفتها وقلبها يهوى من شده الخوف خشيه أن يكون هناك أخريين يراقبونها حتى وصلت الى غرفتها ثم دلفت وأحكمت غلق الباب جيدا بالمفتاح وتوجهت نحو الحمام المحلق بالغرفه وظلت تنظر الى نفسها فى المرآة ثم أجهشت فى بكاء متواصل وصراخ هستيرى أصابها ثم قامت بكسر الكوب الزجاجى الذى كان موضوعا فوق حوض الوجه وأستمرت على هذا المنوال مايقرب من عشر دقائق كامله حتى هدأت تماما ثم تذكرت الرجل وزوجته اللذين لجأت اليهما بعد هروبها من وسيم وكيف تعاملوا معها وكانوا كرماء معها الى أبعد الحدود وقاموا بمساعدتها بأعطائها مبلغا من المال كى يعينها على مشقه الأيام القادمه ووعدتهم برد المال عقب عودتها الى مصر وتذكرت قبل رحيلها من بيتهم عندما طلبوا منها التخفى وتغيير شكلها لتقوم على الفور بقص شعرها وتحويله الى قصه كاريه وقامت بصبغه ليتحول لونه من الكستنائى المحمر الى كستنائى فاتح جدا أقرب للون الأصفر ثم غسلته جيدا وقامت بتجفيفه وتصفيفه بعنايه وبدلت ثيابها بجاكت شتوى ثقيل وبنطال وخرجت من الغرفه وعادت للنزول مجددا ثم سارت بأتجاه الحسابات وقامت بدفع الفاتورة التى عليها ولبست قبعة كست شعرها بالكامل ووضعت نظارة سوادء فوق عينيها ولملمت الجاكت الثقيل حول جسدها وخرجت البوابه فى صمت تام بينما رجال وسيم كانوا على وشك الدلوف داخل الفندق وعقب مشاهدتها لهم حتى عادت للركض من جديد حتى أختفت من أمامهم ثم أشارت الى سيارة أجرة وأستقلتها بسرعه قبل أن يلمحوها هم وعند أنطلاق السيارة بها زفرت بأرتياح شديد أنها أستطاعت الهروب من قبضتهم وذهبت نحو فندق أخر للمبيت فيه وقامت بدفع الحساب مقدما ثم صعدت نحو الغرفه التى ستقيم فيها عدة أيام أخرى قبل توجهها الى القنصليه المصريه للجوءها لهم لحمايتها من بطش ذلك الوغد لتقوم بأغلاق باب الغرفه خلفها ثم أستلقت فوق الفراش بأجهاد شديد لكن رغم ذلك لم تذق طعما للنوم وعادت لتجهش فى بكاء مرير تدعو ربها أن ينجيها وتعود سالمه الى أرض الوطن بعيدا عن ذلك اللعين ,,وعلى الجانب الأخر كان رجال وسيم قد يأسوا من العثور عليها ليقرروا العودة الى رئيسهم وعقب وصولهم الى مكان عمله طلبوا من السكرتيرة مقابلته لأمر هام لتنظر لهم من فوق كتفيها بريبه وأشمئزاز ثم طلبت منهم المكوث ريثما تبلغ مديرها بذلك لتتوجه نحو مكتب وسيم وطرقت فوق الباب برفق ليأذن هو لها بالدلوف وعقب دلوفها وفقت أمامه بثبات وأستطردت لتقول برسميه تامه. 


-: سيد وسيم هناك رجلان يجلسان بالخارج يريدون مقابلتك لأمر هام .

حرك رأسه بالأيجاب ثم أجاب عليها وهو يشير بيده بالموافقه : حسنا أدخليهم فورا.


أومات لى لى رأسها بالموافقه وأستطردت لتقول بتأدب : أمرك سيد وسيم.

خرجت السكرتيرة من مكتب وسيم ثم أدخلتهم وعاودت الجلوس أمام مكتبها ,,أما هو فعقب رؤيته لملامحهم الخجله والمعتذرة منه فهم أنها نجحت فى الهروب منهم ليعتدل هو من جلسته وكور قبضته ثم ضرب بيده فوق سطح المكتب بغضب أعمى وأخذ يصرخ فيهم بهستريا وتحدث بأستنكار وغضب شديد : أغبيه أغبيه أزاى عرفت تهرب منكم أزاى؟  


تحدث أحد رجال وسيم بخوف شديد : يافندم أحنا حاولنا نصطدمها بالعربيه اللى كنا سايقنها لكن للأسف العربيه لبست فى شجرة ضخمه ودخنت وعلى ماخرجنا من العربيه كانت المدام أختفت فى لمح البصر. 


كان وسيم يستشيط غضبا وحنقا من غباء هذين الأحمقين وعلى الفور قام بأخراج مسدسه الكاتم للصوت من جيب بنطاله وسحب زناد مسدسه ووجه الفوة نحو الرجل الذى كان يتحدث اليه ثم وبسرعه البرق أطلق عليه رصاصه نحو صدرة لتستقر فى قلبه وسقط صريعا أمامه فى الحال بينما كان الرجل الأخر يقف مصدوما ينظر الى جثه صديقه بذهول وصدمه وجسده يرتعد بخوف ورعب من وسيم ليقوم الأخير بأجراء مكالمه تليفونيه ثم تحدث بصوت جهورى غاضب.


-: ماكس .

تحدث ماكس على الطرف الأخر بثبات : أمرك سيد وسيم .

أستطرد وسيم بصوت كالرعد ليقول مشددا على كل حرف تفوه به : أبعت حد من عندك يجى ينضف الفوضى اللى عندى حالا لأنى مش ناقص مشاكل. 


كان وسيم يقصد من حديثه ذلك الرجل الذى قتله بدم بارد ليجيب عليه ماكس من الطرف الأخر بالأيجاب : أمرك سيد وسيم. 


أغلق وسيم هاتفه ثم وجه بصره نحو الرجل الأخر بشر وتحدث اليه بنبرة شديده اللهجه والتحذير : تأب وتغطس حالا تدور على المدام ولو جيت قلتلى مش لاقيها هتحصل صاحبك ودلوقتى أتفضل ومتورنيش وشك غير لما تجيبهالى لحد هنا مفهوم.


كان الرجل مازال يقف فى حاله من الصدمه ولم يتحرك من مكانه قيد أنمله ليعيد عليه وسيم الحديث مرة أخرى بنبرة أشد قسوة وصلابه وغضب :يلا من قدامى بدل ماأقتلك أنت كمان. 


أستطرد الرجل حديثه برهبة شديده : حاضر يافندم أوعدك أنى مش هنام ولا هدوق طعم النوم غير لما أجيبلك المدام لحد عندك.......خرج الرجل مسرعا من أمامه خشيه بطشه بينما جلس وسيم فوق كرسيه الفوتيه مرجعا ظهرة للخلف بأراحيه وأخذ ينفس دخان سيجارته بضيق وتأفف وألتمعت عينيه بوعيد ثم تحدث لنفسه بصوت خفيض وتهديد مبطن : ماشى ياألهام أنا وراكى والزمن طويل أماكنتش أدفعك تمن هروبك منى مابقاش أنا وسيم الدمنهورى وبكرة هتشوفى أنا هأعمل فيكى أيه. 

*************************************

عودة مجددا الى مصر وتحديدا فى قنا. 

فى دوار حمدان النجدى كانت راويه تجلس فوق أحدى الأرائك البلدى المريحه بالطابق الأرضى مستندة على جانبها الأيسر ومتتوقعه على نفسها تضع أحدى كفيها فوق رأسها ناظرة الى الفراغ الذى أمامها بشرود وعقلها يدور فى الحديث زوجها عن أنتواءة الزواج بأخرى بحجه أن المصلحه تقتضى منه ذلك فقد كانت تتحسر على حالها وعن حبها وخدمتها له طيله 17 عاما هو عمر زواجه منها فزوجها قرر فى لحظه هدم تلك العشرة التى دامت لسنوات لتنساب الدموع داخل مقلتيها رغما عنها,,وعلى الجانب الأخر كانت نوارة زوجه شقيقه الأوسط عتمان قد خرجت من غرفتها ولمحت بعينيها من بعيد شرود سلفتها لتقرر التوجه نحوها ثم بدأت تنزل من فوق الدرج بتريث وسارت عده خطوات حتى أصبحت أمامها مباشرة لكن الأخيرة لم تنتبه لوجودها فما كان من الأولى سوى أن ظلت تشير بيدها نحو راويه عدة مرات كى تلفت أنتباهها لتنتبه لها الأخيرة على الفور وجلست نوارة بجانبها وبدأت تربت على كتفيها بحنو ثم أستطردت تسألها بحيرة .


-: مالك ياراويه سرحانه فى أيه أكدة وشايله طاجن ستك فوج نفوخك؟

تنهدت راويه بحسرة ويأس ثم قالت بحزن دفين : عواد يانوارة.


تحدثت نوارة بعدم فهم : عواد !! ماله عواد عمل أيه؟

أجهشت راويه فى بكاء مرير ودموع القهر ملأت عينيها ثم قالت من بين شهقاتها المرتفعه : عواد عاوز يتجوز عليا.


ضربت نوارة بيدها فوق صدرها بصدمه ثم حركت رأسها بنفى قاطع وأستهلت لتقول بعدم تصديق : لع لع ياراويه مش ممكن عواد يعمل أكده واصل كلتنا عارفين أنه بيحبك وأتجوزتو بعض عن حب يبجى كيف عاوز يتجوز عليكى أنتى أكيد بتهزرى صوح؟


زفرت راويه بأحباط وآسى ولوعه ثم قالت بحزن : تفتكرى كلامى دة فيه هزار بردك يانوارة ؟


حدقت نوارة اليها بحيرة شديدة وخيم عليهم صمت طويل لتقرر الأخيرة قطع هذا الصمت مستكمله حديثها بضيق : طب مش سألتيه عن السبب اللى يخليه يعمل أكده؟


ظهرت على جانب زاويه فم راويه أبتسامه ساخرة ثم قالت بشبه نبرة تهكميه: جال أيه جوازة مصلحه هه فاكرنى مختومه على جفايا تلاجى واحدة من بنات البندر حلوة ومليحه عرفت تضحك عليه صوح.


سارعت نوارة لتسألها بفضول : طيب تحبى أجول لعتمان يتحدت وياه ويجنعه أنه يتراجع عن فكرة الجوازة الشؤم دى؟ 


حركت راويه رأسها برفض ثم قالت برجاء : لع لع يانوارة أياكى تعملى حاجه زى أكدة واصل أنتى عارفه عواد مخه كيف الحجر ومافيش جوة على الأرض هتخليه يتراجع عن حاجه هو رايدها وممكن يعاند ويكابر معنا كلتنا ويحطنا جدام الأمر الواجع أياكى تفكرى تعملى حاجه من دماغك فاهمنه ولالع. 


وضعت نوارة سبابتها وأبهامها على مقدمه وجهها كنوع من التفكير وظلت لحظات صامته ثم سرعان ماخرجت من صمتها هذا بأن صرخت متحدثه بحماس : بس لجيتها.


نظرت اليها راويه بشزر وأخذت تجز على أسنانها غيظا بسبب تسرع سلفتها وتحدثها بصوت مرتفع لتقول محذرة أياها : سدى خشمك عاد الله يخربيتك هتفضحينا وبعدين تعالى أهنه وقوليلى أيه هى اللى لجيتها ياشملوله عصرك وأوانك.


ظهرت أبتسامه خبيثه فوق وجه نوارة لتقول بثقه زائده من نفسها : أنى أجولك ....بدأت نوارة بشرح فكرتها على سلفتها لتتسع عين الأخيرة بأنبهار من تفكير نوارة وأبتسمت بزهو وأنتصار كأنها كانت فى معركه وخرجت منها منتصرة لتقول مستطردة حديثها بمكر : آه يابت الشياطين تفكيرك دة أبن أبالسه صحيح ماشى كلامك علشان لو عواد صمم أنه يتجوز المحروسه أياها يبجى ساعتها مش جدامى غير أنى أنفذ اللى جولتى عليه.


تحدثت نوارة بثقه وتأكيد : ماهو أحنا مش جدامنا غير أكدة يابت عمى لأنه لو أتجوزها وطلعت زين ومليحه كيف مابتجولى ساعتها ممكن يطلجك ويرميكى وتفضل هى وياه وأحنا مش ناجصين وجع نفوخ أصبرى لحد مانشوف الوضع هيصير كيف.

*****************************************

مر يومين كاملين أمتنعت فيهم زهرة عن الذهاب الى المعهد وعادت للعمل مجددا فى محل الملابس الذى كانت تعمل به كى تسدد ماعليها من مال لسامر حيث وعدت نفسها أنها لن تكون عبئا ثقيلا بعد الآن ولن تكون مصدر أزعاج له وماأن وطئت بقدميها داخل المحل حتى رحب بها صاحب المحل بحفاوة شديده ثم ظهرت فوق ثغرة أبتسامه لم تكن مريحه بالمرة وقام على الفور بمصافتحها جبرا وشدد فوق كفها بقوة لتقوم سريعا بسحب يدها عنه ومازالت أبتسامته تعلو فوق وجهه كذئب جائع يريد الأنقضاض على فريسته ليستطرد قوله بحماس شديد .


 -:أهلا وسهلا بست البنات شرفتى ونورتى المحل من تانى أنما قوليلى أيه الغيبه الطويله دى كلها عسى أن يكون غيابك خير؟


رمقته زهرة بنظرة مطوله وفهمت مخزى ملامحه التى لم تكن تبشر بالخير بتاتا وعلمت مايصبو اليه ليرتعش جسدها بقوة بينما كان صدرها يعلو ويهبط من فرط خوفها الشديد لكنها حاولت جاهده أن تبدو طبيعيه ومتماسكه كى لايتهجم عليها لتقول مستطردة حديثها بأرتباك وتلعثم :آآ معلش بقى ياعم محسن أنت عارف مشاغل الحياة عامله أزاى المهم أنا كنت ..أقصد يعنى.. أنا جايه عاوزة منك معروف وعمرى ماهنساة ليك طول حياتى 


أبتسم محسن بدهاء ليقول بخبث : المحل وصاحب المحل تحت أمرك ياست البنات أأمرى .


حاولت زهرة بلع ريقها بصعوبه شديده وجف حلقها ثم سرعان ماقالت بتلعثم : آآ كنت عاوزة منك فلوس على حساب السلف يعنى وأن شاء الله هأرجعهم لك فى أقرب فرصه.


أشار محسن بسبابته نحو عينيه مرارا وتكرارا كأشارة منه على تنفيذ طلبها ليعود وهو يتحدث بفحيح أفعى :بس كدة من عينيا الإتنين لكى ياست زهرة بس بشرط.


أندهشت زهرة من ردة فعله ذاك فعن أى شرط يتحدث ويريد فرضه عليها؟ لكن نظراته وتلميحاته كانت تثير فى نفسها الريبه ومع ذلك تماسكت كى لا تظهر بمظهر الضعف أمامه لتستطرد حديثها بريبه: شرط إيه دة يا عم محسن؟

تحدث محسن بثقه زائدة : نتجوز .


أتسعت عين زهرة بصدمه ودهشه لتقول بأمتعاض وأستهجان : أنت أكيد أتجننت رسمى دة أنا قد بنتك ياراجل حتى عيب على شيبه شعر رأسك الأبيض وشنبك اللى مربيه قد كده وفرحان بيه.


أبتسم محسن بسماجه ثم أجاب عليها بنبرة شبه ساخرة : على مهلك عليا 

ياست البنات داخله فيا شمال كدة ليه ؟ وبعدين أيه المشكله يعنى لما أتجوزك ثم أن الشرع حلل للراجل أربعه ولا أيه ياجميل.


رمقته زهرة بأشمئزاز وسخط فطريقته فى الحديث تشبه الى حد ما فوزى صاحب العقار الذى تسكن به لتقطب مابين حاجبيها بأستنكار وعادت لتقول بأمتعاض وغضب : وأن قلتلك لا هتعمل أيه يعنى؟


أبتسم محسن بدهاء ونظر لها بشهوة ذئب جائع وكان المحل خاويا تماما ولايوجد فيه غير هو وزهرة ليبدأ فى التقرب منها رويدا رويدا بينما ظلت هى تتراجع بظهرها للخلف حتى ألتصق ظهرها بالحائط وجسدها يرتعد من شدة الخوف وكانت تلك هى الفرصه الذهبيه لهذا الذئب إذ سارع وأنقض عليها محاولا تقبيلها عنوة وبقوة لكنها ظلت تصرخ مستغيثه بأى شخص كى يخلصها من براثن هذا الذئب لكن لاحياه لمن تنادى,, وفى هذا التوقيت كان سامر يمر بسيارته صدفه بالقرب من المحل ثم رأى صاحب المحل هو يحاول تقبيل فتاة عنوة لكنه لم يتبين ملامحها جيدا ..أما عنها هى فكانت طوال الوقت تستجدى بأى مار لنجدتها ما جعل الأخير يتوقف بسيارته وترجل منها ودلف داخل المحل وعقب أقترابه من هذا الوحش المفترس أتسعت عينيه عن أخرهما بصدمه فتلك الفتاة ماهى إلا زهرة التى كانت تحاول مقاومته بكل ماأوتيت من قوة وقامت بخربشته فى وجهه مدافعه عن شرفها ليشعر سامر بالغضب والأستياء وظل يجز على أسنانه بقوة حتى بانت تلك العروق النابضه فى رقبته وشعرات عينيه الحمراء زادت وبدت واضحه من شده الغضب ليدير محسن على حين غرة منه ولكمه فى وجهه عده مرات متتاليه ثم عاد وأمسكه من تلابيبه وظل يضربه مرارا وتكرارا حتى خارت قوى الأخير تماما وسقط أرضا وهو ينزف من فمه وأنفه وأستدار سامر نحوها ليرى أمامه ملاكة البرىء وهى تبكى بحرقه ولوعه لأسيما عندما قام هذا الوحش بتمزيق جزء من ملابسها من عند كتفيها وهى تقاومه ليغمض الأخير عينيه بأستسلام وحزن فهو لايتحمل فكرة ماكان سوف يحدث لها أذا لم يأتى اليها فى الوقت المناسب غير أنه أيضا لايحب أن يرى تلك الدموع داخل مقلتيها ليقوم بفتح عينيه مجددا وقام بضمها تلقائيا نحو صدرة وبقوة أما هى فكانت ماتزال تبكى وترتجف بين ذراعيه كعصفور صغير لذا أخذ يهدهد ويربت على ظهرها بحنو بالغ لكنها سرعان ماتداركت خطأها لتبتعد عنه سريعا وقد توردت وجنتيها بحمرة الخجل الشديد شاعرة بالأستحياء من نفسها ثم مالبثت أن وجهت بصرها نحو محسن القابع فوق الأرض بأشمئزاز وكرة وقامت بالبصق عليه ليقوم سامر بخلع جاكت حلته ووضعه فوق أكتافها العاريه وخرج بها من المحل وقام بفتح باب السيارة لها لتصعد من دون أى أعتراض فى المقعد الخلفى ملتزمه الصمت التام متجنبه ومتحاشيه النظر اليه أما عن عينيها فكانت منتفخه من كثرة البكاء بينما كان هو ينظر اليها فى مرآه السيارة الأماميه بين الحين والآخر بصمت وشفقه حتى أوصلها داخل الحى وعندما أوقف محرك سيارته وقبل أن تترجل هى لتهرول من أمامه أستدار برأسه نحوها ورمقها بنظرة مطوله فيها الكثير من العتاب ليقول لها بشبه نبرة حاده. 


-:أنا عاوز أفهم بقى أنتى ليه مابتسمعيش الكلام من أول مرة ها !! أنا مش سبق قلتلك قبل كدة بلاش شغل فى المحل دة بالذات علشان مش تبقى عرضه للمضايقه من أى حد؟


تحدثت زهرة من دون أن ترفع بصرها اليه قائله بنبرة حزينه :كنت رايحه علشان أطلب منه أنه.


نظر اليها سامر بتمعن ثم سألها مستفسرا بسؤال :أنه أيه يازهرة؟

ترقرقت الدموع داخل مقلتيها مجددا ثم أستطردت قولها بلوعه وأنكسار :  أنه يدينى فلوس على سبيل السلف علشان ...علشان. 


نظر سامر إلى عمق عينيها الجميله وفهم ماترمى اليه ليجيب عليها بضيق وتأفف :علشان إيه يازهرة علشان ترجعيلى الفلوس مش كدة؟


أومات رأسها بالإيجاب دون أن تنبت ببنت شفه ليزفر سامر متنهدا بضيق وقطب مابين حاجبيه بغضب ثم تحدث بعصبيه :وأنا سبق قبل كدة وقلتلك مش عاوز الفلوس دى صح !! صمت لحظات كى يهدأ من ثورته لكنه لم يستطع كبح السيطرة على أعصابه المنفلته ليعود مستكملا حديثه بنفس العصبيه : شوفتى أهو أنتى بتسرعك دة كنتى هتتعرضى للأغتصاب على إيد 

واحد حيوان زى دة طيب أفرضى ماكنتش عديت بالصدفه.....زفر زفرة مطوله بأحباط وهم بمسح يدة فوق وجهه بحركه تلقائيه لكنه عاد ليجيب عليها مستكملا بنبرة أشد صرامه وجديه: زهرة أقفلى نهائى عن موضوع الفلوس ومش تفتحيه تانى خلاص ولو حياتك هتكون التمن يبقى فى داهية مش عاوزهم خالص ...صمت لبرهة ثم عاد ليقول بنبرة بدت لينه بعض الشىء :ثم أن حياتك مش ملكك لوحدك علشان تتحكمى فيها مفهوم ولاأقول تانى!!!.


رفعت زهرة بصرها اليه وشعرت بالدهشه الشديدة بسبب ألقاءة الأوامر عليها كأنها طفلة لكن الملفت فى الأمر أن كل كلمه تفوة بها كانت تنم على شده خوفه عليها لتترجل من السيارة وأسرعت فى الهروب من أمامه فى ثوان ودلفت داخل البنايه وبدأت بالصعود نحو شقتها ليزفر سامر بتأفف وضيق من تصرفاتها الغير مسؤوله وقام بالتحرك السيارة عائدا بها نحو منزله بعدما أطمأن أنها أصبحت سالمه آمنه.

*****************************************

بعد عدة أيام أخرى كان حمدان وأبنه عواد قد قرروا التوجه نحو  الأسكندريه لمقابله زهرة وتعرفها عليهم وبعد عده ساعات كانوا قد وصلوا الى محطه الرمل ومنها بدأوا بالسؤال على عنوانها حتى توصلوا اليه بصعوبه وعقب دلوفهم داخل البنايه التى بها شقتها حتى بدأوا بالصعود فوق الدرج بتروى وبخطوات ثابته وهمو بقرع جرس الباب ليفتح لهم رامى وظل يحملق اليهم بأستغراب ودهشة فشكلهم وملابسهم الريفيه لاينم عن أنهم من نفس المنطقه التى يعيشون بها ليسألهم الأخير بفضول حيرة.


-: أفندم مين حضرتكم !!

رمقه حمدان من فوق رأسه حتى أخمص قدميه وظل يوزع بصرة فى كل شبر من أرجاء الشقه ومن ثم قال بصوت غليظ وقوى: مش دى بردك شقه محمد النجدى؟


أومأ رامى رأسه بالأيجاب وأستطرد قوله بثقه :أيوة وأنا رامى أبنه.

حدق حمدان فى وجه الصغير بصدمه فهو لم يكن على علم بأن شقيقه لديه أبن أخر غير زهرة ليسأله مستفسرا عن الأخيرة : أختك أهنه؟


حرك رامى رأسه بنفى ثم تحدث بحيرة تملكته : لا هى لسه ماجتش أنما مين حضرتكم؟


نظر حمدان وعواد الى بعضهما البعض وهم لايعرفون من أين يبدأون حديثهم لهذا الصغير لكن الأخير حسم رأيه وتحدث بنبرة واثقه ومشددا على كل كلمه خرجت من فمه : أعرفك بينا لول أنى عمك حمدان النجدى شجيج أبوك الله يرحمه ودة ولدى عواد .


كانت قسمات وملامح وجه حمدان وعواد الغليظه والقاسيه تثير الريبه فى نفس رامى لكنه سمح لهم بالدلوف داخل الشقه بصمت وظل يدعوا ربه فى سرة أن تأتى شقيقته فى أسرع وقت فنظراتهم اليه تثير الرهبة فى قلبه ..أما عن زهرة فبعد أنتهاء اليوم الدراسى بالمعهد خرجت منه ثم بدأت تشير بيدها الى سيارة أجرة كى تستقلها عائده نحو شقتها لكن جاء صوت سامر من خلفها والذى تحدث قائلا بصوت رخيم وثقه لايقبل فيها الجدال أو المناقشه .


-: أتفضلى أركبى.

كانت زهرة لاتكترث لحديثه أو تعيرة أدنى أهتمام لتقول بعند من دون الألتفات اليه وهى مازالت تشير بيدها نحو أحدى سيارات الأجرة : متشكرة ماتتعبش نفسك أنا هأخد أى عربيه توصلنى لحد البيت .


أسرع سامر بأمساكها من رسغها برفق وأدارها نحوة وأجبرها على النظر اليه لتتلاقى الأعين مجددا بنظرات غائمه ومفعمه بالمشاعر حيث كانت عينيه تلتمع بسعاده وحبور كلما وقعت فوق ملامحها الرقيقه التى بات يحفظها فى مخيلته وقلبه لكنه دائما ماكان ينكر ذلك خصوصا أمامها لتظهر على جانب زاويه فمه شبه أبتسامه هادئه ثم قال بهدوء وأتزان. 


-: زهرة أنتى عارفه كويس أنى مابحبش أعيد كلامى أكتر من مرة أتفضلى أركبى ولو أصريتى على موقفك وعنادك ده هأشيلك هيلا بيلا وأحطك فى العربيه غصب عنك ها قلتى أيه هتركبى ولا!!!


جزت على أسنانها غيظا منه ومن قدرته الرهيبه على جعلها تنفذ أوامرة والأذعان له لتقوم بنفض يدة من فوق رسغها وتحدثت بشىء من الحدة : لوى دراع يعنى؟


حرك سامر رأسه بنفى ثم قال بثقه من نفسه : لا طبعا مش لوى دراع ولاحاجه بس أحنا واقفين فى قلب الشارع ومش معقول هنفضل نتكلم كتير كدة والناس عماله تبص علينا فلو سمحتى أركبى وبلاش منهدة.


صعدت زهرة الى داخل السيارة على مضض بعد ألحاح شديد منه وقام هو بأيصالها نحو شقتها وعندما وصلت فتحت باب السيارة وهرولت مسرعه حتى أختفت من أمامه وسط نظراته الغائمه بالمشاعر التى تؤكد لا محاله أنه قد وقع فى غرامها وأنتهى الأمر ليزفر زفرة مطوله براحه ثم تحرك بسيارته عائدا نحو وجهته ,,أما عنها هى فعقب وصولها ودلفوها الى داخل الشقه حتى وقعت عينيها على عمها وأبن عمها وظلت تحملق اليهم بدهشه وحيرة فهى لم تسبق أن رأتهم من قبل ولاتعرف عنهم شيئا ليبادلوها نفس النظرات ثم سألتهم مستفسرة بحيرة عن أنفسهم. 


-: أهلا وسهلا مين حضرتكم ؟

قام حمدان من مكانه وأخذ يعدل ملابسه الريفيه ثم تحدث اليها بثقه : أنتى زهرة صوح؟ 


حركت رأسها بالأيجاب دون تعقيب منها ليجيب هو عليها بتأكيد وحزم : أنى أبجى عمك حمدان ودة وأبن عمك عواد. 


أتسعت عين زهرة بصدمه وظلت تحدق فى وجوههم بذهول تام ثم سرعان أستطردت تسألهم بعدم فهم:أنا مش فاهمة حاجه؟


عاد حمدان للجلوس فوق الكرسى الذى كان يجلس عليه وأشار اليها كى تجلس بجانبه ثم تحدث بنبرة يملؤها العزم والحزم : أجعدى لول جنبى أهنه وأنى هأحكيلك على كل حاجه.

         الفصل الثاني عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close