أخر الاخبار

رواية عازفه علي وتر قلبه الفصل السادس عشر16 بقلم ياسمين احمد

رواية عازفه علي وتر قلبه 

الفصل السادس عشر16 

بقلم ياسمين احمد

بعد عده ساعات من نوم زهرة المتواصل بسبب الأجهاد تململت بعدم أراحيه ورفرفت بعينيها ثم فتحتهما بتثاقل بينما كانت الرؤيه لاتزال مشوشه لديها لتغمض عينيها لثوان عدة وعادت لتفتحها من جديد وقضبت مابين حاجبيها بقوة بسبب الضوء الساطع المنبثق من الغرفه والذى كان مسلط فوق وجهها لتقوم بوضع كفها فوق جبهتها كى تحجب الضوء وحركت رأسها يمينا لتجد والده سامر تجلس بجوارها من جهه وسامر يجلس فى الجهه المقابله ويبتسم لها أبتسامته الهادئة التى تذوب فيها أجمل النساء ليقوم بحركه لاأراديه منه بتمرير أنامله فوق شعرها بعذوبه شديدة أشعلت نبضات قلبها بسرعه رهيبه ورامى يستند بمرفقيه فوق الحاجز الخشبى للفراش وينظر اليها بحب وأشتياق جارف ليتجه مسرعا نحوها وأرتمى بين أحضانها لتقوم زهرة بضمه الى صدرها بقوة وأجهش بالبكاء ومسدت على شعرة بحنو لبتعد رامى عن محيط ذراعيها وهتفت هى بحب لشقيقها محاولة تهدأته. 


-: رامى لو سمحت كفايه عياط أنا كويسه والله ياحبيبى.

تحدث رامى من بين دموعة : أنتى متعرفيش حالتى كانت شكلها أيه يوم ماأتخطفتى والأيام اللى كنتى غايبه فيها عنى عدت عليا أزاى كنت مرعوب جدا أنهم يكونوا أذوكى أو عملوا فيكى حاجه ولو دة كان حصل لأقدر الله ماكنتش هستحمل وبعدين أنا ماليش حد فى الدنيا بعد ربنا غيرك ياأبله.


قضب سامر حاجبيها بضيق بسبب حديث الصغير لكن سرعان ماعلت فوق ثغرة أبتسامه هادئة وهتف ليقول بمداعبه : الله وأنا روحت فين بقى ياأستاذ يارامى ولاأنا يعنى مش مالى عينك؟


نظر الصغير بخجل الى سامر شاعرا بالأحراج ونكس رأسه فى الأرض لبرهة ثم رفع رأسه نحوة ليقول بأرتباك بدى واضحا فوق ملامحه : أنا بحبك أوى ياأنكل علشان وفيت بوعدك ورجعت أختى لحضنى والحمد لله أنها كويسه متشكر جدا لحضرتك .


غمزله سامر بطرف عينه وقال بثقه :طب تعالى معايا بقى علشان تيته ثناء عاوزة تتكلم مع أبلتك شويه وكمان عاوز أعلمك كام حركة جديده كدة من فنون الكارتيه هاأيه رأيك يابطل؟


أومأ الصغير رأسه مرحبا بذلك وخرج برفقه سامر من الغرفه وماأن أغلقوا الباب خلفهم وأنصرفوا حتى أستدارت ثناء برأسها نحو زهرة وأبتسمت لها أبتسامه أم حانيه وظلت صامته منتظرة من الأخيرة أن تتحدث بكل مايجول بداخلها لكن بقى الصمت مطبق فوق شفاه الأثنين بعض الوقت لتتنهد زهرة بحسرة ولوعة وسرعان ماأجهشت فى بكاء متواصل فما كان من تلك السيده العظيمه والرائعه سوى أن ضمتها الى صدرها وأحتضنتها بقوة وأخذت تربت فوق ظهرها بهدوء لكى تهدأ من نوبه بكاءها المتواصل التى أنتابتها وفى هذة اللحظه شعرت هى بالراحه الشديده وبحنان الأم الذى أفتقدته منذ الصغر لتقوم بدفن وجهها فى صدر ثناء وظلت مستكينه بين ضلوعها حتى هدأت وبعد فترة أبتعدت عن محيط ذراعيها وبدأت بسرد ما حدث معها منذ أن تم أختطافها من أبن عمها بمساعدة صديقه لأجبارها وأذعانها للزواج منه من أجل الحصول على ميراثها بطرق ملتويه ولكى تصبح تحت سيطرتهم الكامله مرورا بلحظه هروبها منهم ووصول سامر اليها والذى أوصلها الى بر الأمان بينما كانت ثناء تستمع الى كل حرف من حديث زهرة بآسى وحزن شاعرة بلوعة أتجاة تلك الفتاة الجالسه أمامها لتستطرد قولها بهدوء شديد .


-: بصى يابنتى أنا اللى أستشفيته وفهمته من حديثك عن أهلك أنهم مش هيسكتوا وزمانهم بيدوروا عليكى دلوقتى لحد مايعرفوا طريقك ويوصلولك وساعتها هيجبروكى على أنك ترجعى معاهم بالغصب علشان يتموا أجراءات جوازك ومحدش وقتها هيقدر يمنعهم لاأحنا ولاأنتى لأنهم ببساطة وبتفكيرهم السطحى ومخهم الضيق شايفين أنك وصمتيهم بالعار بهروبك ليله فرحك وأحسن حل للخروج من المشكله دى أنك تتجوزى. 


هتفت زهرة قائله بدهشة : أتجوز ؟؟؟ صمتت برهة وعادت لتسألها بحيرة: وهو فين اللى هتجوزة دة!!.


علت فوق ثغر ثناء أبتسامه ماكرة وسرعان ماقالت بيقين تام: موجود يازهرة.


سألتها زهرة على مضض: مش فاهمه تقصدى مين؟


قالت ثناء بحزم شديد : أبنى طبعا يازهرة علشان لو أهلك عرفوا مكانك ودة تقريبا اللى هيحصل تكونى وقتها فى عصمه راجل يحميكى منهم ويقف ضد أى حد يحاول يأذيكى. 


أتسعت عين زهرة عن أخرهما بصدمه حقيقيه من الكلمات المختصرة التى ألقتها تلك السيده الفاضله فوق مسامعها بشأن عرض زواجها من أبنها ربما هى لاتنكر أن قلبها قد تعلق به وبشخصيته ورجولته ومواقفه النبيله معها لكنها لم تتخيل مجرد التخيل أن تتزوج بسامر لاسيما أنها تراه من وجهة نظرها المحدودة كنجم عالى فى كبد السماء ووسامته تجذب أجمل النساء وعلى الرغم من أنها تملك جمالا لابأس به الا أنها لاترى فى نفسها تلك المقومات التى تأهلها لتكون زوجه له فمن باب أولى أن يختار أجملهن لذا بقت صامته ومترددة دون أن تنبت ببنت شفه ولم تعرف بماذا  تجيب الى أن قررت ثناء قطع هذا الصمت بهدوء سيده عانت من تجارب الحياه مايكفيها لجعلها تفهم طبيعه وتفكير البشر لتعلو فوق ثغرها أبتسامه جميله مثلها وهتفت بمرونه وأتزان . 


-: شوفى يابنتى أنا عمرى ماهجبرك على حاجه أبدا بس كل اللى طلباة منك أنك تفكرى بتمعن وتروى فى موضوع أرتباطك من أبنى مش علشان هو أبنى عاوزة أجوزهولك وخلاص لا دى كانت مجرد فكرة جت على بالى ولاقيتها الحل الأنسب لكى لأن مش قدامك حل تانى غيرة وعلشان تبقى مطمنه كمان هيبقى جوازكم صورى على الورق بس يعنى لحد مايرجعلك حقك وبعد كدة عاوزة تكملى حياتك معاة ويبقى جوازكم حقيقى مافيش مشكله أنا عن نفسى هأبقى سعيده علشانكم الا أذا ,,,صمتت برهة أنتابها خوف شديد أن يكون هناك شخصا أخر فى حياه زهرة وسرعان ماأكملت بثقه : الا أذا كان فى حد تانى فى حياتك غير سامر وساعتها مش هأمنعك ويبقى الأنفصال هو الحل والأنسب لكم صدقينى يازهرة أبنى مافيش أطيب منه قلبه نضيف جدا ومافيش حد لجأ له فى يوم وطلب منه خدمه أو مساعده غير لما بينفذها ويقدمله يد العون كمان وعمرة مابخل على حد واللى فى جيبه مش ليه وعلشان كدة ربنا بيحبه وبيرزقه من وسع ده غير أنه ماأتعلمش الخبث ولا النفاق زى باقي البشر هو صحيح عصبى شويه وبيزعق على أتفه شىء وممكن يثور لكن فى الأخر بيرجع على مافيش صدقينى هو الوحيد اللى هيقدر يقف قدام أهلك اللى طمعانين فيكى ده غير أنى مسافرة علشان أعمل عمليه خطيرة فى القلب والله أعلم أذا كنت هرجع ولالا .....صمتت مجددا لكنها عادت لتهتف بحزم : ها قلتى أيه يابنتى فى الكلام اللى قلتهولك ده؟


 لم تجد زهرة ردا مناسبا تريح به قلب ثناء لتقول بأبتسامه هادئه : بصى أنا هأستشير سامر فى الموضوع دة وأشوف هو كمان رأيه أيه أتفقنا.


أومات زهرة رأسها بالموافقه دون أن تعقب لتتجه ثناء نحو باب الغرفه وفتحه وقامت بالمناداة علي أبنها وعقب سماعه لنداء والدته حتى طلب من رامى المكوث ومشاهدة التلفاز ريثما يصعد لمعرفه السبب ليومئ الصغير رأسه بتفهم وصعد سامر الى غرفه زهرة وعقب دلوفة أمرته والدته بالجلوس والأستماع اليها بتركيز شديد ليجلس هو بطاعه وبدأت هى بسرد الحديث الذى دار بينها وبين زهرة منذ لحظات وأن الحل الأمثل والوحيد للخروج من تلك المشكله المعقدة هى الزواج منه بشرط أن يكون الزواج زواج صورى ريثما يعيد كافه حقوقها من عمها ..أما عنه هو فقد كان يستمع الى حديث والدته بوجه عابس ومتجهم وظل يوزع بصرة بينها تارة وبين تلك الجميله تارة أخرى بعتاب بسبب صمتها وعدم أعتراضها على مبدأ الزواج بتلك الطريقه فقد كان يمنى نفسه أن يكون أمر أرتباطهم حقيقى بعيدا عن تلك المهاترات أو أن ترفض ببساطه لتنكس زهرة رأسها فى الأرض وتوردت وجنتيها بحمرة الخجل الشديد وقالت بموافقه : أنا موافقه. 


قضب سامر مابين حاجبيه بغضب بسبب ردها المقتضب وقبولها بما يسمى الزواج الصورى وعلى مايبدو أن هذا الأرتباط السخيف الذى لايقبله من الأساس أصبح أمرا مسلما به وعليه الأذعان له دون أى أعتراض حتى ولو كان مجبرا على ذلك ليشعر بوخزة قويه فى قلبه المفتون بها ,,وبكرامته التى شعر أنها مهدرة وبأنه غير مرغوب فيه شاعرا بالأحباط وخيبه الأمل لكنه مع ذلك بدى قويا متماسكا متحجر الملامح عينيه باردة خاليه من أى مشاعر شامخ كشموخ الجبل ليقول ببرود وجمود عكس تلك الثورة التى بداخله: وأنا كمان موافق رغم أعتراضى على التمثيله السخيفه اللى عاوزانى أقوم بيها وطالما هيكون جواز صورى حبر على ورق يعنى يبقى مافيش أى مشكله عندى لأنى مش هأقبل على نفسى أنى أبقى لعبه فى أيد واحده ست .


رفعت زهرة بصرها نحوة لتتقابل بنتيها مع سودويتيه التى بدت حاده كالصقر وظلت تحدق اليه بصدمه لتجد البرود والجمود داخل عينيه لتتنهد هى بأحباط وعادت لتنكس رأسها فى الأرض بأسى ولوعه وألتمعت عينيها بالدموع دون أن تنزل منها قطرة واحده فقد كانت تأمل أن يعترض هو على الزواج بتلك الطريقه وأن كان حقا يريد الأقتران بها فعليه أن يتزوجها فعليا ويعوضها عن كل ما عانته بسبب حجود أهلها وطمعهم فيها ويحميها أيضا من جشع ونفاق البشر لتعاود برفع بصرها نحوة وظلت تنظر اليه بعتاب شديد لتهتف قائله بكبرياء وبرود. 


-: خلاص موافقه .

نظر اليها سامر بنظرة مطوله تحمل فيها الكثير من العتاب وهب واقفا من  مكانه وقام بوضع يديه فى جيب بنطاله بكبرياء وأستهل ليقول بشموخ : تمام وأنا هنزل حالا أجيب مأذون علشان يكتب الكتاب....صمت برهة وهو لينظر اليها بجمود وهتف ببرود أشبه ببرود الصقيع : أوعدك أنى أرجعلك حقك فى أقرب فرصه ممكنه وبعد كدة كل واحد فينا يروح لحاله لأنى حقيقى مش هقدر أستحمل وأستمر فى تمثيله سخيفه من أولها لأخرها.


خرج سامر مسرعا من الغرفه ولم يأبه بتلك التى ظلت تنظر على أثر أختفاؤة بصدمه ليقوم بصفق الباب خلفه بقوة وأستند برأسه فوق الباب وأغمض عينيه يتألم من داخله عازما على تلبيه مطالبها لكنه أقسم بالله بينه وبين نفسه أنه سيقتلع قلبه من مكانه ويضع بدلا منه قطعة من الحديد ولن يلين أتجاة زهرة مهما كلفة الأمر فما أصعب على الرجل عندما يحب ويخلص فى حبه ثم يذهب كل هذا سدى ليفتح عينيه مجددا ونزل وهو يجر قدميه جرا وخرج من الشقه والحزن يخيم على كل شبر من كيانه وصعد داخل سيارته وقادها على غير هدى ورغم حاله الغضب والأحتقان التى كان يشعر بها الأ أنه مع ذلك ذهب الى أقرب محل لملابس السهرة وأحضر منه فستان فضى اللون محتشم جدا ذو أكمام ورقيقا جدا كأنه فصل على مقاس زهرة بجانب شراؤة قميص حريرى وبيجامه ووضع الملابس داخل حقيبه السياره وعاد لأقتيادها وظل يجوب بها حتى وصل الى مكتب المأذون ليدلف الى الداخل وقابله ثم طلب منه أحضار كافه الأوراق اللأزمه لعقد قرانه وأتصل بأثنين من أصدقاؤة القدامى لكى يحضروا معه كشهود  ..وفى خلال مده وجيزة عاد سامر الى الشقه وبرفقته أصدقاؤة والمأذون وطلب منهم الجلوس ريثما يأتى بزهرة لعقد القران وبعد صعودة وجد الباب مغلقا ليطرق بيده فوق الباب عده مرات ثم فتحه على مضض وتنحنح بأحراج لتأذن له والدته الدلوف ليدلف على أستحياء ووضع الفستان فوق الفراش بتمهل وهو يتجاهل زهرة كل ذلك كان تحت بصر والدته التى كانت تشعر بالأستياء الشديد بسبب تصرفات أبنها المبالغ فيها رغم علمها أنه يحب زهرة للغايه لكن عندما يكون الأمر متعلقا ومرتبطا بكرامته فأنه يسعى لأثبات عكس مابداخلة من مشاعر والتى غالبا لايفصح عنها الا أنها هى الوحيده التى تستطيع قراءة مايدور بخلده ..ليجيب على زهرة بمنتهى البرود. 


-:المأذون والشهود تحت ياريت تلبسى وتخلصى بسرعه علشان نخلص من الليله دى بقى.....وقبل أن تفتح زهرة فاها أعتراضا على حديثه كان هو قد أولى ظهرة لها وتركها دون أدنى أهتمام وخرج من الغرفه لتجهش زهرة فى البكاء فحتى تلك الليله التى تمنتها مثل أى فتاه لم تحظى بها لتقوم حماتها بمواستها وتؤازرها وتخفف عنها حزنها وتركتها بمفردها ترتدى فستانها على أقل من راحتها كى يتم بخير وماأن خرجت السيده ثناء من الغرفه حتى أنفردت الأخيرة بنفسها حيث جلست فوق حافه الفراش وظلت تنظر الى الفستان ثم قامت بأمساكه بين راحه كفيها ووضعته أمام نصب أعينها تتحسس ملمسه ورونقه وجاذبيته رغم بساطته وسرعان ماتنهدت بلوعة وآسى وقامت بتكاسل وأتجهت نحو التسريحه ووضعته أمام جسدها كبروفه تتأمله وهى تنظر الى نفسها فى المرآة قبل أرتدؤة وتسألت فى نفسها كيف سيكون شكلها لتحسم أمرها وبدأت بأرتداء الفستان لتصبح كالبدر فى ليله الرابع عشر من الشهر فهو كان متناسق عليها بشكل ملفت وفتان حيث كان ضيقا من عند الصدر والخصر ينزل بأتساع حتى لأمس كاحلها لتعلو فوق ثغرها أبتسامه باهته وقامت بتصفيف شعرها اللامع والناعم ينثر فوقه ضوء النجوم وفتحت حقيبه يدها باحثه عن أحمر شفاة لتقوم بوضع القليل منه فوق شفتيها المكتنزة ونظرت الى نفسها فى المرآة نظرة برضا وخرجت من الغرفه وصولا عند أول سلمه لتبدأ فى النزول بدلال وتغنج رغم ألم كاحلها وجرحه الذى لم يلتئم بعد وماأن رأها سامر حتى تسمر فى مكانه وظلت عينيه مسلطه فوق وجهها من شده جمالها الأخاذ الذى خطف لبه وظل يحدث نفسه (ياويلى منك أيتها الشقيه فأنتى سلبت عقلى كما سلبت لبى) كانت نظراته مركزة فى كل خطوة تخطو بها نحو الدرج حتى وصلت نحوة ورغما عنهما تلاقت أعينهم بأشتياق جارف فكلا منهم يحمل فى داخله حبا للأخر لكنهما ينكرون ذلك ويصرون عكس ذلك الى أن حمحم المأذون بحرج ولكى يخرجهم من شرودهم لينتبها اليه وهتف ليقول بحزم.


-: بطاقتك ياعريس ..بطاقتك ياعروسه .


أخرج سامر بطاقته الشخصيه من محفظته وأعطاها للمأذون بينما قالت زهرة بحرج شديد : متأسفه بس أصلى نسيت بطاقتى وصورى وشهاده ميلادى فى الشقه.


رفع سامر أحدى حاجبيه بدهشه وهو ينظر اليها بتعجب لكنه سرعان ماأشاح ببصرة عنها وأستدار برأسه نحو شقيقها وأستطرد ليقول بحزم : رامى تعالى معايا نجيب الطلبات بتاعه أختك من الشقه ...صمت برهة وعاد ليقول للمأذون بأعتذار : معلش حضرتك هتفضل هنا شويه على ماأرجع وأن شاء الله مش هتأخر ...قال حديثه نحو أصدقاؤة بحزم : وأنتم كمان هتيجوا معايا . 


خرج شقيق زهرة وكذلك أصدقاء سامر وهو معهم من الشقه وتركوا المأذون ثم أنطلق بسيارته بأقصى سرعه حتى وصل داخل حيها فى وقت قياسى ومن أن ترجل من السيارة ومعه رامى حتى قام فوزى بأعتراض طريقهم وهتف ليقول بنزق : عاش من شافك ياسى رامى حمدا لله على السلامه والله لكم وحشه ...صمت لثوان وعاد ليكمل حديثه الساخر تحت مرأى ومسمع سامر بنظراته الغاضبه : أمال المحروسه أختك فين أن شاء الله بقالكم مده مختفين يعنى ومحدش سامع لكم حس والشقه تملى مضلمه؟ 


رمقه سامر بنظرة أشمئزاز والنفور وتعمد الوقوف أمام فوزى بتحدى صارخ وقال له بتشفى: أولا لما تحب تتكلم كلمنى أنا ماتكلمش رامى ثانيا أحب أطمنك زهرة كويسه جدا يامعلم فوزى والنهاردة كتب كتابى عليها وأكيد طبعا خبر زى دة هيفرحك مش كدة ولاأيه؟


حديث سامر نزل على مسامع فوزى كالصاعقه وظل يجز على أسنانه غيظا وقهرا من ذلك الذى يقف أمامه بشموخ وهتف ليقول بعند : بجد طب ألف مبروك وطالما بقى هتتجوز جنابك يبقى تتفضل من دلوقتى هى وأخوها يلمو حاجتهم من الشقه علشان هأستفيد بيها وأسكنها لناس جدد. 


كان سامر قد وصل به الغضب مداة ليمسك فوزى من تلابيب ملابسه بقوة وظل ينهرة وقال بنبرة تحذيريه: لأول وأخر مرة بقولك بلاش أسلوبك المستفز ده يامعلم فوزى علشان أنا روحى فى مناخيرى تمام والشقه هيفضل فيها عفش زهرة لحد ماتنتهى مده العقد بتاعها وبعد كدة أوعدك أن حاجتهم كلها هى وأخوها أنا اللى هأشيلها بنفسى على كفوف الراحه أما بقى أذا تعمدت تعمل غير كدة هأضطر الجأ للبوليس وأقولهم أنك بتهدد زهرة وأخوها بالطرد رغم عدم أنتهاء العقد اللى بينكم كمستأجرة ومالك وساعتها هتبقى فضحتك بجلاجل فى الحته كلها وأبقى قابلنى أذا حد رضى يسكن عندك فى العمارة الخيبانه دى. 


كان فوزى يشعر بسخط بسبب تحدى سامر المسفر له وظل يرمقه من فوق كتفه بأزدراء وحقد دفين وقبل أن يتفوة بكلمه أخرى كان قد سبقه وأولى ظهرة له وذهب مع رامى نحو الشقه ليقوم الصغير بفتح الباب ودلف بمفردة وظل يبحث بين متعلقات شقيقته حتى وجدها كلها وخرج من الشقه بعدما أطفىء أنوارها وأعطاهم لسامر ليقوم هو بأخذهم منه ووضعهم فى جيب حلته ونزلوا مجددا عائدين نحو الشقه الأخير وعقب دلوفهم ذهب سامر نحو المأذون وأخرج متعلقات زهرة من جيبه ثم أعطاه له ليقوم المأذون على الفور بالأطلاع عليهم وقام بوضع صورهم الشخصيه على وثيقه الزواج وفى خلال فترة وجيزة جدا كان المأذون قد أنهى الأوراق المطلوب بعدما تم أخذ توقيعاتهم كامله لتصبح زهرة زوجه سامر رسميا حتى ولو كان مابين قوسين (زواج صورى) وبعد رحيل المأذون وأصدقاؤة من الشقه أستدار هو بكامل جسده نحوها ثم علت فوق ثغرة أبتسامه ساخرة وهتف ليقول بنفس وتيرة البرود التى دأب عليها منذ علمه أنه زواجا مع أيقاف التنفيذ .


-: مبروك ياعروسه أن شاء الله تكونى مبسوطه بالعك دة .....زفر بضيق شديد وهو ينظر لها تاره وتاره أخرى نحو والدته بعتاب وعاد ليقول بصوت شبه مختنق : عن أذنكم أنا طالع أوضتى علشان أنام تصبحو على خير.


تركهم وهم فى حيرة من أمرهم فهو منذ فترة بسيطه كان مبهرا بجمالها وكانت السعاده باديه فوق ملامحه حتى تم الأقتران بها وعاد الى البرود والعصبيه التى لامبرر لها لتنزل دمعه خائنه من عين زهرة وقامت السيده ثناء بمسح تلك الدمعه بأناملها ووضعت كفها فوق كتف الأخيرة وتحدثت بأعتذار .


-: معلش يابنتى مش تزعلى من سامر هو طيب بس هو ماكنش حابب أن جوازكم يكون بالطريقه دى أصبرى عليه شويه وصدقينى أحساسى كأم بيقول أنه هيلين معاكى وبكرة أفكرك بس الموضوع عاوز شويه صبر وطول بال منك وماتنسيش أن الفترة اللى عرفتوا فيها بعض كانت شهور بسيطه جدا يعنى كل واحد فيكم مافهمش طبع التانى ..صمتت برهة وأبتسمت لها بود ثم قالت بحنو : يلا ياحبيبتى أطلعى أوضتك وغيرى هدومك وأن شاء الله ربنا يعدلها من عنده.


أبتسمت زهرة أبتسامه باهتة وتركتها وصعدت بأتجاه غرفتها وعقب دلفوها اليها لمحت بعينها قميص حريرى أبيض اللون قصير شفاف وعليه روب من نفس الخامه موضوع فوق الفراش بعنايه وأيضا بيجامه حريريه لونها بينك فاتح وبجوارهم رساله قصيره من سامر مكتوب بها بعض الجمل المقتضبه : (دول هتلبسيهم لحد ماأشتري لكى هدوم جديده وطالما بقيتى مسؤوله منى فلازم أقوم بواجبى الكامل نحوك أتمنى أنهم يعجبوكى وليله سعيده ).


زفرت زهرة بضيق وتأفف وقامت بتبديل الفستان بالقميص الحريرى وأتجهت نحو الفراش الوثير وألقت بنفسها عليه ثم رفعت بصرها الى الأعلى ناظرة الى الفراغ الذى أمامها بشرود وأخذت تفكر فى الوضع الجديد الذى وضعتها فيه حماتها فقد كان أقصى أمانيها الأقتران بشخص مثل سامر لكن على مايبدو أنها ستتعب كثيرا مع سامرها ذلك الطيب والعنيد فى آن واحد لتتنهد  بقله حيله وأستدارت بجسدها نحو شطرها الأيمن وقامت بأطفاء نور الغرفه ودعت ربها أن يزيح همها ويفك كربها ....أما عنه هو لم يعرف كيف يتصرف مع تلك الحسناء الشقيه المتواجده معه فى مكان واحد دون حتى أن يقترب منها ليزفر بحنق وتأفف وقام بتبديل حلته بترنج أزرق داكن اللون وأتجه نحو الفراش وفعل بالمثل وظل يتقلب فى الفراش يمينا ويسارا كسمكه تتقلب فى زيت مغلى على نار هادئه فهو يحترق شوقا وعشقا لها لكنه لن يرضخ بتلك السهوله وبقى على هذا المنوال فترة كبيرة ولم تعرف جفونه طريقا للنوم ,,وبعد عناء غفت عينيه بعد ليلتين طويلتين. 

****************************************

وعلى الجانب الأخر وفى شقه ألهام كانت الأخيرة تقف فى شرفه غرفتها تنفس دخان سيجارتها بشراهة وتأفف وظلت تفرك يدها بعصبيه مفرطه كلما تذكرت مأساتها مع زوجها السابق لتقوم بأطفاء السيجارة فى المطفأة  وألقتها فى مكانها المخصص ثم جلست فوق الكرسى الموضوع فى الشرفه وأرجعت ظهرها للوراء بأراحيه واضعه كفيها خلف رأسها وشبكت أصابعها بين بعضهما بأحكام وعادت للشرود.

Flash Back.

كان سامر ينتظر ألهام فى مطعهم المفضل على أحر من الجمر فهو قد عقد النيه أن يفاتحها فى موضوع أرتباطهم الرسمى والتقدم لطلب يديها من والدتها كى يخرس الألسنه من التفوة بحديث غير لائق عنها أو قد يمسها بسوء لذا كان كل تفكيرة هو عمل حفل خطبه لها فى أضيق الحدود ريثما تتحسن أحواله ثم يتجوزها ...أما عنها هى فقد كان عقلها مع مرور الوقت قد بدأ يميل الى ذلك التعيس وسيم حيث كان يوميا يغدق عليها بالهدايا والكلام المعسول ويقابلها بعد أنصراف سامر كى لايسبب لها المشكلات وفى أحدى المرات أتصل سامر عليها لكى يعزمها لكنها تحججت بأنها منشغلة وستذهب فى الغد برفقه صديقاتها الى رحله خاصه بهم ولن تستطيع تلبيه طلبه وبعد أنتهاء الأتصال بينهما أتصلت بوسيم وأخبرته أنها على أتم الأستعداد لمقابلته ليقوم هو بعزمها فى أحدى المطاعم الشهيرة وأنتظرها أمام شقتها بالأسفل وقام بالرن عليه لتنزل وهى فى أبهى حلتها وصعدت جانبه وأنطلق هو بسيارته حتى وصل الى مكانهم المنشود وعقب دلوفهم الى المطعم طلب أفخر وأطيب الأطعمة وبعد أنتهائهم أخرج من جيب حلته علبه قطيفه زرقاء ووقف وجثى فوق أحدى ركبتيه أمامها بينما الأخرى كان مرتكزا عليها وفتح العلبه أمامها ليظهر منها خاتما أنيقا به فص كبيرا من ألماس لتلتمع عين ألهام بسعادة وبهرت بجماله وقام هذا الخبيث بألباسه أياها فى أصبع خنصرها من يدها اليمنى ثم عرض عليها الزواج رغم ترددها فى بادىء الأمر بسبب أنها سوف تخسر شابا أحبها بكل صدق لكنه لايتملك مقومات ذلك التعيس لتستطرد ألهام قولها بأستفاضه.      

 

-: الله حلو أوى الخاتم ده ميرسى جدا ياوسيم على ذوقك الراقى معايا أنت حقيقى جنتل مان أوى بس أنا بقول بلاش نتسرع فى موضوع الجواز دة وغير كدة أنا محتاجه وقت كافى علشان أوزن الأمور صح وبالراحه ثانيا أنا كنت سبق وكلمتك عن سامر وهو الصراحه شاب عصامى وبيحبنى أوى وبيسعى على قد مايقدر أنه يسعدنى رغم بساطته ده غير أنه طلب منى ميعاد علشان يتقدملى رسمى من ماما فمقدرش حاليا أرفضه لأن معنى رفضى أنى بتهرب منه وهتبدأ الشكوك من ناحيته نحوى وكمان ماما هتشك أن فى حاجه غلط وأن فى حد تانى فى حياتى غيرة وطبعا هتزعل منى جدا وأنا مقدرش على زعلها فسيبنى لحد ماأمهد لها الطريق وأحكيلها عنك وبعدين هأبقى أقولك أنا وصلت لأيه أوك. 


قضب وسيم مابين حاجبيه بضيق لكنه هتف قائلا بقله حيله : أوك ياألهام خدى راحتك خالص بس ده مايمنعش أنك تحتفظى بالخاتم حتى ولو ملناش نصيب مع بعض .


أومات رأسها بالموافقه وقالت بكل تأكيد : طبعا هحتفظ بيه ....لتقوم ألهام بخلع الخاتم من أصبعها وقامت بوضعه فى علبته ومنها داخل حقيبه يدها وخرجت برفقه وسيم من المطعم وأوصلها نحو وجهتها وعاد هو الى شقته القريبه من شقتها وفى اليوم التالى ذهبت كعادتها لمقابله سامر فى مطعمهم وعقب دلوفها لمحته وهو ينتظرها لتتجه نحوة بخطوات رشيقه ثم جلست فى مقابلته وبعد تناولهم للطعام أخرج هو من جيب جاكت حلته علبه قطيفه حمراء وقام بفتحها أمامها لتجد دبلتين فقط وظلت تقارن بينهما وبين ذلك الخاتم الرائع الذى أهداة أياها وسيم لتقوم برفع أحدى حاجبيها بأستنكار ولوت شدقها بعدم رضى وهتفت قائله بضيق .    

 

-: حلوين أوى الدبلتين دول ياسامر بس ياترى هتشبكنى بدبله بس؟

حرك سامر رأسه بنفى ليقول بمنتهى الثقه : لا طبعا ياحبيبتى الدبلتين دول هيبقو مجرد ربط كلام بس مع مامتك وهأعمل حفله بسيطه كدة على الضيق بس أنتى أصبرى عليا شويه لأنى حاليا بدور على أى شغلانه علشان أقدر أنفذلك كل طلباتك وأول ماربنا يفتحها عليا هأجيبلك كل اللى نفسك فيه. 

 

أمتعض وجهها بعبوس وسرعان ماظهرت فوق ثغرها أبتسامه عابسه  وأستطردت قولها بأستخفاف ونزق : وياترى هأصبر لحد أمتى ها؟ لحد مايضيع عمرى كله وأكون عجزت وكبرت فى السن؟


أندهش سامر من حديثها الفج معه ليقضب مابين حاجبيه بضيق وقال بأستغراب وحيرة : مالك ياألهام أنتى بتكلمنى معايا كدة ليه؟


شعرت ألهام بتسرعها فى الرد وبدى الأرتباك واضحا فوق ملامحها لتهتف بخفوت وصوت خرج منها بصعوبه : أنا ...أنا مقصدش حاجه ياسامر أنا كان قصدى يعنى أن موضوع الخطوبه ده ممكن يتأجل شويه لحد ماربنا يفتحها عليك وأبقى تعالى أخطبنى. 


لأنت ملامح سامر كثيرا ثم قال بمزاح وثقه من نفسه : لا أنا هخطبك وحالا كمان يلا بينا. 


تحدثت ألهام برفض قاطع وتمهل : أستنى بس ياسامر أفهمنى بص....بتر هو حديثها حينما أمسك أحدى مرفقيها برفق شديد وأجبرها على الوقوف لتخرج مجبرة برفقته وأشار الى سيارة أجرة لكى يوصلها الى شقتها ويطلب يدها من والدتها رسميا رغم رفضها مبدأ الخطبه من الأساس لكن والدتها رحبت به ووافقت على سامر كخطيب لأبنتها بحكم معرفتها به لتتم الخطبه سريعا لكنها لم تستمر سوى أسبوعين فقط فبعد رحيل الأخير من شقتهم بلحظات أخذت ألهام والدتها فى غرفتها وأغلقت الباب عليهم وقامت بسرد قصتها مع وسيم وكيف تعرفت عليه وأنها تراه من وجهه نظرها هو الأنسب لها من حيث مستواة الأجتماعى المريح غير أنه سيلبى جميع مطالبها من الألف الى الياء ولن تخسر شىء هذا بجانب أنها ستجد السعاده الدائمه معه وعلى الرغم من الرفض الشديد والقاطع من قبل والدتها الاأن الأخيرة أصرت على موقفها العنيد فبعد مرور أسبوعين قامت ألهام بخلع دبله سامر من يدها وأعطتها له وتمنت له التوفيق والسداد مع غيرها لينكسر قلب هذا المسكين الذى تعامل بحب وطيبه فى غير موضعها وخطب فتاه كالحرباء قادرة على التلون بسهولة دون أن يرمش لها جفن وبعد مرور أسبوع تقدم وسيم اليها لطلب يدها رغم معارضه والدتها التى كانت تشعر بالأشمئزاز والنفور فى أن يكون زوجا لأبنتها الا أنها رضخت فى نهايه الأمر بعد ضغط شديد ومتواصل من جانب ألهام للقبول به وبعد مرور أسبوع أخر تم الأقتران وسافر هو الى برلين على وعد بأرسال تذكرة وتأشيرة لها وبعد مرور شهر أخر سافرت ألهام لزوجها وهى ترتدى فستان زفافها وكانت السعاده تعلو وجهها ظنا منها أنها سوف تعيش حياه راغده كريمه هانئة مثلها مثل حياتها وهى فى كنف والدتها ولربما أكثر بعيدة كل البعد عن المشاكل ولكن ماحدث كان العكس لتعيش أسوء أيام حياتها مع ذلك البائس التعيس. 

Flash Back.

شعرت ألهام بكف حانى يربت فوق كتفيها برفق لتنتبه سريعا وقامت بمسح دموعها المنهمرة ثم أستدارت بكامل جسدها لتجد شقيقها ووالدتها بيتسمون اليها بود وقامت هى بالأرتماء بين أحضانهم وظلت تبكى بأنهيار لفترة من الوقت حتى هدأت لتقول مديحه محاولة التخفيف عنها .


-: حاسه بيكى ياحبيبتى وعلى فكرة أنا وأخوكى مرينا بأوضتك ولاقيناها مفتوحه فدخلنا وشوفناكى وأنتى بتعيطتى وبتتألمى ودة بيألمنا أحنا كمان ألهام لازم تتجاوزى الماضى بكل مافيه وترميه ورا ضهرك علشان تقدرى تعيشى مرتاحه. 


أومات ألهام رأسها موافقه وتحدثت بحزم : عندك حق ياماما لازم أنسى الماضى لأن ماينفعش البكاء على اللبن المسكوب ولعلمك بقى أنا قررت أخرج من الأوضه دى لا من الشقه كلها بس عاوزاكى أنت وخالد جنبى تساعدونى على كدة أن شاء الله نقضى أسبوع ولا أتنين بعيد عن هنا نروح شرم أو الغردقه أو حتى مرسى مطروح أى حته المهم أنى أنسى. 


أبتسمت مديحه لأبنتها بود وهتفت بسعاده : بس كدة من عينيا أنتى تأمرى ياحبيبتى هنقضى أسبوعين فى المكان اللى نفسك فيه .


صمتت ألهام للحظات ثم جال بخلدها فكرة رائعه الأ وهى عمل عمرة لهم هم الثلاثه فلربما هدأت نفسها وأشارت على والدتها بالفكرة لترحب بسعاده وأعتزمت على تنفيذها فى الحال .

***************************************

فى شقه أبراهيم كانت سها تشعر بدفىء يسرى فى سائر جسدها لتتململ من فوق الفراش بنعومه وأستدارت نحو زوجها لتجده نائم بأستغراق ويحاوطها من خصرها بقوة وتملك وظلت تنظر اليه بعشق جارف وهى تحدث نفسها بأنها تعيش حلم جميل كثيرا ماتمنته حتى أصبح حقيقه مؤكده لتميل بوجهها نحوة وقربت شفتيها منه وطبعت قبله مطوله عاشقه شغوفة فوق تفاحه آدم خاصته وعيونها تلتمع بالسعادة وقربت سبابتها من أرنبه أنفه وظلت تداعبه برفق وعندما شعر هو بمداعبتها حتى رمش بعينه وفتح نصف عين ليجدها متلبسه بتأمله ليغمض عينيه سريعا كى لاتلاحظ هى أستيقاظه وعندما قربت شفتيها مرة أخرى لتقبله عندها فقط شعر هو بحراره أنفاسها القريبه منه فما كان منه سوى أن غافلها على حين غرة منها وأطبق بشفتيه فوق خاصتها ونهل من شهدها حتى أرتوى ولم يبتعد عنها الا من أجل أن يسمح بدلوف الهواء الى رئتيها وأبتعد عنها وهو مازال يتفحص ملامحها الخجوله والتى يعشقها وهتف ليقول بصوت متحشرج ومتهدج من المشاعر التى أجتاحته .


-:  صباح الخير ياحته من قلبى .

وضعت سها كفها فوق صدغه الأيمن ومررت أناملها بعذوبه فوق وجهة لتقول بدلال أنثوى وتغنج :صباح الخير ياحبيبى كل حياتى .


غمز لها أبراهيم بطرف عينه ثم قال بمداعبه : الله ده أحلى صباح ده والا أيه ...وعندما كاد ليقبلها أذ سمع صوت قرع متواصل فوق جرس الباب لتستطرد هى قولها بأرتباك : واضح أنهم بابا وماما . 


زفر أبراهيم بضيق وأحباط ثم قال بتأفف وهو قاطب مابين حاجبيه بأستنكار وحنق : وهو ده وقته هما مش عارفين أننا فى شهر العسل يعنى المفروض أنهم مش كل شويه ينطولنا أووووف.


أبتعدت سها عن محيط ذراعي زوجها وقامت من جوارة ولفت حول نفسها منشفه كبيرة تدارى بها جسدها المغرى ونظرت اليه بوجه متجهم وعابس ثم قالت له بعتاب : دول أهلى ياأبراهيم مش معقول يجوا لحد هنا وأقولهم معلش أصل جوزى رافض يقابلكم لأننا فى شهر العسل ولاأيه!! .......تجاهلته وأتجهت صوب الحمام وأغلقت الباب خلفها ليمسد هو فوق شعرة بضجر وضيق وقام بتكاسل وأتجه نحو خزانه ملابسه وقام بتبديل ملابسه لأستقبال والدها ووالدتها .


بعد قليل خرجت سها وظلت تبحث بعينيها عن زوجها لكنها لم تجده فعرفت أنه ذهب لأستقبال أهلها لتزفر بأرتياح شديد وأزاحت المنشفه من فوق جسدها وأرتدات عبأه فضيه اللون وعقصت شعرها على هيئه جديله (ذيل الفرس) وخرجت من الغرفه لتشاهد زوجها يقوم بالترحيب بأهلها بالرغم من الشد والجذب الذى حدث بينهم من قليل الا أنها أبتسمت من داخلها لأنها تعى جيدا أن زوجها مهما صدر منه من أفعال تصيبها بالجنون أحيانا الا أنه مع ذلك يحمل فى داخله قلب طفل برىء فى جسد راجل ناضج فهو دائما مايبحث عن أى شىء يرضيها ويحزن كثيرا عندما تنام وهى غاضبه منه لينقضى اليوم بطوله وسط سعاده سها بوجود أهلها بجانبها ثم ودعوهم وعادوا من حيث أتوا وعندما كانت سها على وشك الصعود نحو غرفه الزوجيه قام زوجها بالمناداة عليها لتتسمر فى مكانها ولم تتحرك من مكانها قد أنمله وأستدارت بوجهها نحوة ليركض أبراهيم خلفها حتى وقف فى مقابلتها وأستهل حديثه بنبرة أسف وأعتذار .


-: سها حبيبتى أنا آسف لأنى زعلتك منى النهاردة أنتى عارفه أنى مبقدرش على زعلك خالص ومبقدرش أنام وأنتى بعيد عن حضنى حقك عليا أنتى صح دول مهما كانوا باباكى ومامتك اللى تعبوا وربوا أجمل بنت شافتها عينيا وزوجه بموت فيها واللى ملهاش خير فى أهلها ملهاش خير فيا.


نظرت سها الى عمق عين زوجها الذى تحبه أكثر من نفسها لتستطرد قولها وحديثها نحوة بعتاب : خلاص ياأبراهيم حصل خير بس أرجوك لو سمحت مش كل مرة يجى أهلى علشان يزورنا تتضايق منهم كدة أعتبرهم زى أهلك ياسيدى وبعدين تعالى هنا أنت ترضى أنى أقابل باباك ومامتك وأنا متضايقه من وجودهم أكيد لا وهيزعلوا منى ومن مقابلتى لهم بالطريقه دى وهيقولوا دى أهلها معرفوش يربوها كويس وأنهم غير مرحب بيهم فى بيت أبنهم وأنت كمان هتزعل على زعلهم صح ولاأنا غلطانه؟


دنا أبراهيم منها بخطوات سريعه حتى أن أنفاسه الساخنة لفحت صفحه وجهها الخمرى وطبع قبله حانيه فوق جبينها وتحدث اليها بأعتذار : حقك عليا يانور عينى ولكى عليا لما يجوا أهلك تانى علشان يزورونا عمرى ماهتضايق منهم ممكن بقى تنسى أى زعل بينا لأنك وحشتينى على فكرة يلا تعالى نكمل كلامنا الحلو جوة أوضتنا . 


فجأه وبدون مقدمات حملها أبراهيم بين ذراعيه وصعد بها نحو عشهم السعيد وقام بأغلاق الباب عليهم لينعما بالمزيد من الحب والعشق والود والأحترام المتبادل بينهم .... ليمر الليل بطوله بكل ماتحمله من مشاعر جميله بين حبيبين حتى غالبهم النعاس وعند الساعه الخامسه صباحا رن هاتف سها رنين متواصل بينما كانت هى بين الأستيقاظ والنوم لتغلق هاتفها بتكاسل وعادت مجددا للنوم لكن رنين هاتفها عاد لتفتح عينيها بتثاقل ثم نظرت الى الشاشه لتجده يضيء بأسم والدها فى هذة اللحظه أتعدلت من فوق المضجع لكنها شعرت بأنقباض فى قلبها فوالدها لايتصل فى مثل هذا الوقت الأ أذا كان أمرا عاجلا وضروريا لتقوم بفتح زر الأتصال بأيدى مرتجفه ومرتعشه وأجابت عليه ثم سمعت صوت والدها على الجانب الآخر وهو يبكى بأنهيار لتسأله مستفسرة بحيرة عن سر بكاؤة ليقول لها كلمته الفاصله وسقط الهاتف من بين يدها على الأرض وتهشم وتبعثرت محتوياته كامله وأتسعت عينيها بصدمه من هول الفاجعه لتصرخ بأعلى صوتها حتى بح صوتها.


صوت سها هز أركان الغرفه بأكملها ليستيقظ زوجها بفزع على صوتها وظل يحدق فى وجه زوجته بذهول تلك التى كانت فى حاله يرثى لها وتقوم بلطم وجهها مرارا وتكرارا دون توقف وتبكى بكاء هستيرى حتى أنهارت قواها تماما ليقوم أبراهيم بضمها نحو صدرة وهتفت هى قائله بصوت خفيض وبكل حزن الدنيا الذى ملأ قلبها : ماما ...ماما ماتت ياأبراهيم !!

         الفصل السابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close