أخر الاخبار

رواية عازفه علي وتر قلبه الفصل الخامس عشر15 بقلم ياسمين احمد

رواية عازفه علي وتر قلبه 

الفصل الخامس عشر15 

بقلم ياسمين احمد

عاد حمدان وأولادة من السفر بعد جهود مضنيه للحصول على السماد الخاص بمحصول الأرض بينما كانت زوجات أولاده سعداء بعودة أزواجهن حيث كانت السعادة تملأ المنزل ماعدا زهرة التى كانت فى واد أخر فعقلها مشغول بشقيقها وقلقها المتزايد بشأنه لاسيما أن شبكه المحمول غير مجديه وكلما حاولت الأتصال به كان هاتفها الخلوى يخبرها أن الشبكه غير متاحه لتزفر بضيق وحسرة وقررت الخروج من غرفتها لتجد عواد يقف على أعتاب باب غرفته المقابلة لها ويتحدث مع زوجته بشأن رحله سفرهم لتقع عينيه عليها وتسمر فى مكانه ولم يعبىء بحضور زوجته التى لاحظت بدورها ذلك حيث كان ينظر الي زهرة بنظرات ثاقبة ويتفحصها من أول منبت شعر رأسها حتى أخمص قدميها برغبة شديده وظهرت فوق ثغرة أبتسامه سمجه مثله ليقوم بمسح شاربه مرارا بأنامله كى يلفت أنتباه الأخيرة لكنها نظرت اليه من فوق كتفها بأشمئزاز ونفور وأشاحت ببصرها عنه وتجاهلته كليا لتتجه الى الأسفل وقامت بالترحيب بعمها وأتجهت نحو المطبخ لأعداد كل مالذ وطاب من أطعمة وبعد وقت قصير نزلت راويه ونوارة لمساعدتها فى أعمال الطبخ بعدما توطدت علاقتهن وبعد أنتهائهن من أعداد الطعام قاموا برص الأطباق فوق طاوله السفرة وجلست كل زوجه بجوار زوجها ..أما عنها هى فجلست بجوار عمها وأستندت بمرفقها فوق الطاولة واضعه كفها فوق صدغها الأيسر بشرود ويدها الحرة فكانت تمسك بها الملعقه وتلعب فى طبقها وهى تنظر الى الفراغ الذى أمامها بأعين حزينه حتى أنها لم تمس شيئا من الطعام فكل مايشغلها فى الوقت الراهن هو كيفيه هروبها من هذا البيت وبأى ثمن لكن كيف وأبن عمها قد وضع أثنين من رجالة أمام الباب لحراستها وأيضا لمنعها من الهروب ظلت هكذا الى أن قام حمدان بوضع كفه فوق كفها وأخذ يربت عليها برفق محاولا أخراجها شرودها ليحمحم الأخير بصوت قوى أجبر زهرة على الأنتباة اليه ثم سألها مستفسرا بحيرة.


-: مالك يابتى سرحتى فى أيه أكدة كف الله الشر؟ 

أبتسمت زهرة لعمها أبتسامه خافته وأستطردت لتقول بطمأنه : أبدا ياعمى مافيش حاجه.


نظر حمدان الى عمق عينيها وحاول قراءة مايدور بخلدها لكن على مايبدو أنه فشل فى قراءة لغة العيون لكنه قال بمنتهى الثقه والحزم : زهرة أنى عارف أنك محبوسه من يوم ماجيتى حدانا فى الدوار وعارف كومان أنك مش حابه الجو ده وعاوزة ترجعى لدارك بس فى حديت مهم جوى محتاج أتحدته معاكى شوي خصوصا أن الموضوع يهمك فياريت بعد ماتخلصى الوكل تيجى على مكتبى لأن اللى هاجوله مهم جوى وفى مصلحتنا كلاتنا ومش بس أكده لع وهيصير فوج رجبه الجميع ومرت ولدى خابرة زين بدة مش أكدة ولاأيه. 


كان حديث الأخير موجه نحو زوجة أبنه وهو يرمقها جانبا بحزم قاطع وعاد ببصرة نحو زهرة بصمت لتومئ رأسها بالأيجاب وللوهله الأولى ومن خلال حديث عمها الصارم حتى تحولت شكوكها الى يقين وأن الأخير يخطط فعليا لتزويجها من أبنه كما سردت لها راويه طمعا فى ميراثها من والدها الراحل وليس حبا فيها كما يدعى هو ليخيم الصمت فوق وجوة الجميع بضع لحظات معدودة ليعيد حمدان حديثه على زهرة ولكن بنبرة أشد من سابقتها .


-: ها جولتى أيه يابت خوى !!


تنهدت زهرة بقله حيله وسحبت نفسا عميقا وعادت وتومئ برأسها دون أن تنبت ببنت شفه ,,أما عن راويه ونوارة فكانوا يتبادولون النظرات فيما بينهم وبين زهرة بصمت حتى أنهو طعامهم وذهبت الأخيرة نحو مكتب عمها وهى تقدم قدم وتأخر الأخرى حتى وصلت لتطرق بيدها فوق الباب طرقا خفيفا وأذن لها بالدلوف وعقب دلوفها طلب منها عمها أغلاق الباب خلفها لتفعل ذلك دون أعتراض وجلست فوق أحدى المقاعد الوثيرة والمريحه الموجودة جانب أحدى زاويا الغرفه تنتظر سماع حديثه لها بينما كان يجلس هو فوق الكرسى الفوتيه مشبكا أصابعه ببعضهما البعض وظل يوزع نظراته بينها وبين أبنه تارة أخرى وحمحم بصوت رجولى قوى غليظ ليقول بتأكيد وثقه.


-: شوفى يابتى جدك الله يرحمه كتبلك 10 أفندة من الأراضى الزراعية بأسمك وجال فى وصيته جبل مايموت أنك تتصرفى فيهم كيف مابدك هتجوليلى طب ليه خبيت عنك مع أنى كنت عندك فى شجتك!! أنى هأجولك ,,شوفى زمان جدك كان طلب من أبوكى أنه يتجوز صبيه مليحه أسمها نفيسه العدوى من حدانا أهنه وجتها كانت بنت عمده الكفر كلاته لكن أبوكى رفض أنه يتجوزها وحكلنا حكايته مع أمك أنه بيحبها وبيعجشها أكتر من نفسه وأنه لايمكن هيتنازل عنها مهما حصل رغم معارضتى الشديده أنا وجدك فكان شرطه الوحيد أما أنه يتراجع عن جرارة من جوازة من أمك أوهيحرمه من الميراث لكن أبوكى طبعا عصاه وأصر على موجفه وأتحرم نهائى أنه يشوف جدك وجدتك طول عمرة وأتحرم من نصيبه فى الميراث.....صمت برهة وزفر بأسى وعاد ليكمل حديثه تباعا : بعدها بمدة جدتك مرضت وماتت وجدك ماأستحملش من الصدمه ووقع منينا فأضطرنا ندخله المستشفى علشان كانت جتله جلطه مفاجأة وفضل راجد أسبوع وبعدين رجعناة الدوار تانى وحس أنه خسر كل شىء اللول ولده وتانيها موت مرته لكن عرف أن ربنا رزقه بحفيدة حلوة زيك وكنت فاكر أن ده هيخفف من صدمته وتعبه لكن للأسف فضل راجد فى سريرة ورفض أنه يكمل العلاج وبعد أكده طلب أنه يشوف أبوكى لأنه كان وحشه جوى بس هو كان تملى يرفض بسبب مجاطعتنا ليه وجسوتنا عليه وتخلينا عنه فى عز ماكان هو محتاج لنا وفضل يتنجل من شجه للتانيه لدرجه أنه دوخنى معاه وماكنتش عارف له عنوان ثابت علشان أجدر أزوركم فيه بصراحه أكدة كانت دماغه أنشف من الحجر وفاتت سنين كتيرة عرفت أن أمك ماتت وماخبرش وجتها عن السبب وكان لازما أتدلى الأسكندريه علشان أحضر العزاء وحضرته من دون علمه وعدت سنه ورا التانيه وبجيت كل فترة أتدلى الأسكندرية أروح مكان عمله وأترجاة أنه ينزل يشوف جدك ولو لمرة واحدة لكن ماكنش منيه فايده ولما جدك يأس من نشفيه دماغ أبوكى جال فى وصيته أنه لو حصله حاجه أبجى أعطيكى ورثك وحجك الشرعى من ميراث أبوكى طالما هو رافض أنه يأخد منينا أى حاجه بس الأوان كان فات لأن بعد وفاة جدك بحوالى سنه ونص كان أبوكى حصله ومات هو كومان وحجيجى كان نفسى آجى أعزيكى بس كيف وأنتى حتى ماشوفتنيش ولا مرة وماتعرفيش عنى أيتوها حاجه لأن أبوكى الله يسامحه كان بيستعر أنه يحكيلكم أى حاجه عننا دة أنى حتى معرفش أن لكى أخ غير بعد ماأتدليت الأسكندريه أنى وعواد وهو اللى فتح لنا الباب بنفسه حتى أنتى كومان رفضتى تسمعينا وطردتينا من الشجه ...صمت ثوان عدة وعاد ليكمل حديثه بأسى : صدجينى يابتى أنى فى للول والأخر مايهمنش غير مصلحتك حتى ولو كان فوج رجبتى أنى شخصيا ولأزما تعرفى أنى مش هجبرك على أيتوها حاجه بس الوحيد الجادر على حمايتك من غدر البشر وطمعهم هو ولدى عواد كل اللى طالبه منيكى أنك تفكرى بعجلك الزين فى موضوع جوازك منيه وهو الله كيف النسمه صحيح هو عصبى شوي لكن مافيش أطيب من جلبه وهيحافظ عليكى وعلى حجك من أى حد غريب يفكر أنه يأخده منك بصى أنى هسيبك يومين تفكرى فى حديتى ومنتظر منك رد بعدها.


بعد أنتهاء حمدان من حديثه ظلت زهرة توزع نظراتها بين عمها وأبن عمها بجمود وصمت وبقى الوضع قائما بضع لحظات معدودة وقامت بمسح شفتيها بأناملها كنوع من الأستياء والرفض وتنهدت بقله حيله لتهتف بعد تفكير.


-: خلاص أنا موافقه أنى أتجوز أبنك طالما هو اللى هيحفظلى حقى زى مابتقول.


علت السعاده فوق ملامح عواد وأزدادت أتساع أبتسامته السمجه وهو ينظر اليها برغبه شديده بينما على الطرف الأخر تحدث حمدان بأتزان : لع يابتى الموضوع ده لأبد تفكرى فيه صوح وتأخدى وجتك الكافى فيه.


هتف عواد بأعتراض: يابوى طالما هى موافجه فين المشكل؟


أستدار حمدان برأسه نحو أبنه ورمقه بنظرة تحذيريه كى يصمت وتحدث بصوت جهورى بحده : أنى لما أتحدت أنت تسد خشمك عاد فاهم ولالع.


أستطرد عواد حديثه بتأفف: أمرك يابوى.


على الجانب الأخر كانت راويه تقف أمام عتبه باب المكتب من الخارج واضعه أحدى أذنيها هى ونوارة يسترقوا السمع للحديث الدائر بالداخل وبأمعان شديد ليمتقع وجهها بالغضب والحنق وقالت بأستنكار ورفض شديد : شايفه يانوارة البت وعمايلها دى بتأكل بعجلنا حلاوة لع واللى يشوفها أو يتعامل معها يجول عنها كيف النسمه وهى خبيثه بتعرف تضحك على الكل صوح أنى هموتها وأرتاح منها.


قضبت نوارة مابين حاجبيها بضيق بسبب تسرع سلفتها فى حكمها على الأخرين لتستطرد قوله بحدة : جرى أيه ياراويه أنتى نسيتى ولاأيه مش أحنا أتفجنا معها من اللول على أكدة وأنتى خابرة أنه كان هيحصل هيحصل بعد رجوعهم يبجى أيه مشكلتك مع زهرة فهمينى بس...صمتت برهة وعادت تكمل حديثها بتروى : أهدى أكدة وبلاش تسرع على الفاضى وخلينا نفكر بالعجل فى الخطوة الجايه. 


خرجت زهرة من مكتب عمها تحت نظرات راويه الغاضبه لاسيما بعد سماعها الموافقه على الزواج من زوجها بينما كان الحزن يخيم فوق ملامح زهرة شاعرة بالضيق والأختناق بسبب أهلها وطمعهم لتنظر الى راويه ونوارة نظرة أخيرة مطوله ثم أسرعت فى الهروب من أمامهم دون أى تعقيب منها وصعدت بخطوات مسرعه نحو غرفتها وماأن وطئت بقدميها الغرفه حتى أغلقت الباب خلفها وسرعان ماأجهشت فى البكاء لكن بعد بضع دقائق وجدت قرع متواصل فوق الباب لتقوم بمسح دموعها على الفور وفتحت لتدلف تلك المرأتين اليها بصمت وقاموا بغلق الباب خلفهم وبالرغم من نظرات الأخيرة المسلطه عليها والغاضبه الا أنها أستطردت لتقول بشبه نبرة ساخرة وعتاب ولوم. 

 

-: مبروك ياعروسه فرحتلك جوى بجى ده اللى أتفجنا عليه يازهرة!!


شعرت زهرة بحديث راويه الساخر لتقوم ببسط كفها فوق كتف الأخيرة وهى تنظر اليها بأسف وقالت لها برجاء حار : راويه صدقينى أنا مافيش حاجه بينى وبين جوزك لا بحبه ولاعمرى فكرت فيه من الأساس وسبق وقلتلك الكلام دة قبل كدة كل اللى طلباة منك أنك تساعدينى فى الهروب من هنا وبأى طريقه وبعدين أنا مش معايا لا البطاقة الشخصيه ولا صور ولا حتى شهاده الميلاد بتاعتى لأنى نسيتهم فى الشقه ومش هينفع يتم الجواز من غير حاجات مهمه زى دى وزوجك هيضطر يأجل الجواز ومش بعيد يطق فى عقله ويبعت حد من معارفه يسافر الأسكندريه ويوصل الشقه ويستغل غياب أخويا فى المدرسه ويفتح الشقه بمعرفته علشان يجيب الحاجات دى ولو دة حصل مش هقدر أهرب من مصيرى المحتوم معاة وهيتم الجواز بالغصب ثم أنى كنت مضطرة أجاريهم للأخر علشان يطمنوا ليا مش أكتر من كده علشان خاطرى ياراويه أتصرفى وهربينى بأى طريقه قبل الفأس ماتقع فى الرأس وأفضل حبيسه هنا طول عمرى. 


شعرت راويه بأرتياح شديد بعدما تأكدت من صدق نوايا زهرة نحوها لتقوم هى الأخرى ببسط كفها فوق كتف الأخيرة وظلت تربت عليها برفق وأستطردت قولها بحزم : ماتخافيش يازهرة أنى هساعدك بس جوليلى للول مامعاكيش رجم حد مجرب منيكى أقدر أتصل عليه أجوله يخلصك من الجوازة الشؤم دى؟


أومات زهرة رأسها بالأيجاب وفتحت حقيبه يدها وأعطت لها رقم هاتف سامر لكنها تذكرت أن شبكه الهاتف رديئة وسيئه للغايه لتستطرد قولها بيأس : أيوة بس الشبكه هنا وحشه جدا ومابعرفش أتصل بحد ده أنا حتى حاولت أتصل على أخويا علشان أطمن عليه معرفتش ويأست وبعدين تعالى هنا أفرضى وأنتى بتتصلى بالرقم جوزك طب عليكى فجأة وقفشك هتتصرفى أزاى؟ 


قالت راويه بثقه وتمكن من نفسها : ملكيش دعوة أدينى الرجم بس وأنى هأعرف أتصرف بطريجتى...صمتت ثوانى عدة وعادت لتكمل حديثها بمكر : الأ جوليلى يازهرة يبجى مين المحظوظ صاحب الرجم ده ها ؟ 


أرتسمت فوق ملامح زهرة أبتسامه هادئة وأخذت تحرك رأسها بيأس بسبب فضول راويه الدائم لتستطرد قولها بشوق أجتاح قلبها وبقوة : ده ..دة أستاذى فى معهد الموسيقى ها أرتحتى ولالسه يارورو يافضوليه.


تعمقت راويه للنظر داخل عين زهرة بتمعن والتى كانت تبوح عما بداخلها لتستطرد قولها بمشاكسه : آة أكدة أنى فهمت بس جوليلى لول يابت يازهرة هو حلو أكدة زى عواد؟ 


حدقت زهرة اليها ببلاهة بضع ثوان وأستطردت لتقول بمنتهى الثقه : لا ياأختى طبعا هو أحلى منه بكتير هه قال عواد قال أشبعى بعواد بتاعك دة. 


قهقهت النساء الثلاثه معا وبعد وصله من الضحك المتواصل أعطت زهرة رقم سامر لراويه دون حتى أن تسألها كيف ستقوم بالأتصال به لكنها مع ذلك بدأت هى وزوجات أولاد حمدان يخططن جيدا فى طريقه هروبها من هذا المنزل الذى كانت تطلق عليه السجن الكبير بسبب مساحته الواسعه والضخمة ..وبعد مرور يومين بالتمام والكمال كان عمها قد حدد مع أبنه على أقامه حفل زفاف فى المنزل وقبل يوم واحد من زفاف زهرة على عواد قامت راويه بالأستئذان منهم للخروج برفقه نوارة بحجه شراء بعض المستلزمات الخاصه بزهرة قبل الزفاف واضعه هاتف الأخيرة بين جلبابها الريفى وعقب أبتعادهم عن المنزل بمسافه كافية ظلت تبحث عن مكان به شبكه جيده حتى نجحت وقامت بالأتصال على سامر وبعد فترة وجيزة قام هو بالرد عليها وبدأت تسرد عليه القصة من أولها لأخرها وأن كان حقا يهمة أمر زهرة فعليه التحرك سريعا كى ينقذها من مخطط عمها وأبن عمها ..ليأتى اليوم الموعود وبينما كانت نوارة تقوم بتجهيز زهرة وألباسها فستان الزفاف قامت راويه بوضع منوم فى كأس العصير الخاص بعواد وعندما سيرتشفه سينام فى وبالرغم حاله الأرتباك البادية فوق ملامح الجميع بما فيهم هى الأ أنها كان لديها بصيص أمل ولو واحد فى المليون أن يأتى منقذها ويخلصها فى اللحظه الأخيرة ولكن على مايبدو أن لاشىء مما تمنته قد حدث لتتنهد بيأس وأحباط لكن راويه طمأنتها وأخبرتها أن كل شىء يسير على مايرام كما هى الخطه الموضوعه وعلى الأخيرة أن تهدأ من أعصابها المتوتره وتنفذ الباقى بأحكام عن طريق مناداتها على عواد ولكن بعد خروج نوارة من الغرفه وتركها بمفردها وعندما سيأتى اليها ستدعوة للتحدث فى أمر هام قبل نزولهم لعقد القران,,,, وبالفعل أختبئت راويه أسفل أحدى الأرائك القريبه والموضوعة بجانب زاوية الغرفة كى تستطيع تهريب زهرة عقب نوم زوجها ,,وفور أن قامت زهرة بالمناداه عليه حتى أتجه عواد نحو الغرفه بخطوات رشيقه وسريعه كالفهد وهو يكاد يطير السعادة لأن حلمه بات على وشك التحقق وعقب دلوفه طلبت هى منه أن يحتسى معها القليل من العصير وبعدها ستنزل برفقته لعقد القران ليأخذ هو من يدها الكأس وأرتشفه دفعه واحدة ومسح شاربه بكم جلبابه لتشعر هى بالأشمئزاز والنفور وبعد ثوان أصبحت الرؤيه مشوشه لديه ليمسك بأنامله الجسر الذى بين عينيه بأرهاق وبعدها سقط مغشيا عليه لتخرج راويه من أسفل الأريكه وقامت بأعطاء زهرة ملابس نسائيه ريفيه وطرحه شعر وطلبت منها النزول عبر النافذة فهى المكان الأنسب لهروبها لاسيما أن المنزل من الداخل والخارج يعج بأقارب حمدان وأصدقاء عواد لتقوم زهرة بتبديل فستان الزفاف وقبل رحيل الأخيرة أحتضنتها كلا من راويه ونوارة بقوة لتبتسم لها الأولى من بين دموعها وأستطردت لتقول بمرارة الفراق والوادع.  

 

-: خدى بالك من نفسك يازهرة أنى أتصلت على سامر وحكيت له على كل حاجه وهو وعدنى أنه هيجى علشان ياخدك من أهنه معرفش أيه اللى أخرة لحد أكدة يمكن يكون رجاله عواد منعوه كعادتهم المهم لما توصلى عند لول الطريج الرئيسى شاورى لأى مواصله هترجعك الأسكندريه طوالى.


أبتسمت زهرة لها ودموعها تسبقها فوق وجنتيها تأثرا بدموع راويه وقامت بوضع كفها فوق كتف الأخيرة وقالت بثقه وتأكيد : أطمنى ياحبيبتى أن شاء الله هتصرف المهم أدعيلى أنتى بس لحد ماأمشى من هنا.


عادت راويه لأحتضان زهرة بقوة وودعتها بحرارة هى ونوارة لتقوم الأخيرة بالنزول من نافذة الغرفه عبر تسلقها حبل قوى ومتين حيث أمسكته بكلتا يديها بقوة وظلت تنزل عليه بخفه وتمهل وماأن لامست قدميها الأرض حتى زفرت بأرتياح وأشارت بيدها لهم كعلامة بتوديعهن ....وعلى الجانب الأخر كانت راويه قد أخفت الحبل من بين ملابسها الريفيه وخرجت تتسحب فوق أطراف أصابعها من الغرفه وبصحبها نوارة ونزلوا وتخلصت من الحبل عبر ألقاؤة فى سله مهملات كبيرة كانت موجودة خارج المنزل وقامت بربط الكيس بشكل محكم وأخذته فى مكان بعيد بمنأى عن العيون وألقته فى مقلب للقمامه وعادت للمنزل من الباب الخلفى المؤدى للمطبخ لمساعده نوارة والخدم فى أعداد الطعام كأن شيئا لم يكن....أما عن زهرة فأخذت تتلفت برأسها يمينا ويسارا بحذر كى تتأكد أن لأحد يمر من المكان الذى تسير فيه ثم أسرعت بخطى ثابته وظلت تركض ركض متواصل حتى أبتعدت عن المنزل ببضع خطوات قليله ولكن أثناء ركضها تعسرت قدمها فى قطعه طوب صغيرة ليلتوى كاحلها وهوى جسدها فوق الأرض لتشهق بفزع أما عن صدرها فقد كان يعلو ويهبط من فرط الخوف والركض لكنها تحاملت على نفسها ونهضت وعادت للركض من جديد لكنها تعسرت مرة أخرى ووقعت على الأرض ثم سرعان مانزفت أحدى ساقيها عندما أنغرست قطعة خشبيه صغيرة كانت مغروسه فى الأرض لتدخل فى أسفل كاحلها لتصرخ متأوهه من شدة الألم وأمسكت تلك القطعة الخشبيه برفق وحاولت أخراجها من قدمها المصابه حتى نجحت ثم عضت على شفتيها السفلى بألم لكنها مع ذلك أبت الأستسلام وعاودت النهوض ولكن قبل أن تواصل ركوضها فوجئت بمن يسحبها من ملابسها نحو الخلف واضعا يدة فوق فاها وكممها جيدا كى لاتصرخ بينما هى ظلت تتململ من بين يديه وحاولت الأفلات من قبضته بكل ماأوتيت من قوة ظنا منها أنه أحد معارف حمدان أو عواد قد عثر عليها وسيعيدها اليهم لذا قاومت مرارا وتكرارا ولم تستطع تبين ملامحة لأسيما أن المكان كان مظلما الأ من بصيص ضوء القمر الخافت الذى كان ينير المكان غير أنه كان يخفى معالم وجهه لتظل ترفسه بقدميها حتى وصل بها عند أول الطريق الرئيسى بينما كانت هى تجهش بالبكاء ليقوم هو بأبعاد يدة من فوق فاها وقام بأشعال مصباح هاتفه وأبعد الوشاح عن وجهه لتتسع عينيها بصدمه رغم بكاءها فلم يكن هذا الملثم سوى سامر لتزفر زهرة بأرتياح وحاولت أخذ أنفاسها اللأهثه والمتقطعة بينما أنخفضت نسبة الأدرنالين فى جسدها لتشعر ببرودة تسرى فى أطراف أصابعها ويديها ترتجف بشده وبقت  بضع دقائق متواصله حتى هدأت تماما ليبتسم لها سامر أبتسامته الهادئه وأخذ يربت فوق كتفيها بحنو وصعد داخل السيارة وصعدت هى بجانبه فى صمت ليتحرك هو بسيارته وأنطلق بها بأقصى سرعته وبعد فترة وجيزة من الوقت أستعادت زهرة هدوئها النسبى ونظرت الي سامر بحيرة وسألته بأستفسار.


-: أتأخرت كده ليه وليه كممت بوقى؟

أستدار سامر برأسه نحوها وعاد ليبتسم لها أبتسامته الجذابه التى تعشقها هى ليستطرد قوله بهدوء : كان لأزم أتأخر علشان أتأكد أنهم مشغولين فى الفرح والهيصه وكممت بوقك علشان ماتصرخيش وحد يسمعك....صمت برهه وعاد ليسألها بهدوء: المهم طمنينى عليكى أنتى كويسه فى حد أذاكى أو جه جنبك؟ 


حركت رأسها بنفى ثم قالت بهدوء : الحمد لله أنا كويسه مافيش حد أذانى بس رجلى بتنزف ووجعانى أوى.


أوقف سامر محرك السيارة فجأة وقد بدى القلق واضحا فوق وجهة وحاول بلع ريقه الذى جف بصعوبه وقال بغصه وألم أجتاح قلبه : رجليكى بتنزف منين يازهرة؟


أشارت بيدها نحو قدمها المصابه لتقول بأرهاق : هنا.


أبعد سامر جزء بسيط من الجلباب الريفى الذى كانت ترتديه ليجد جرح عميق فى أسفل كاحلها وقام بفتح باب السيارة وذهب بأتجاه حقيبه السيارة وأخرج منها علبه أسعافات أوليه دائما مايحملها معة فى أوقات الطوارىء وعاد الى زهرة وفتح علبه الأسعافات وأخرج منها زجاجه مطهر وشاش قطنى وبعض الضمادات وعقب وضعه المطهر فوق الجرح حتى صرخت متأوهه من الألم ليتحدث سامر بنبرة آسف وأعتذار لها. 


-:معلش يازهرة أستحملى الألم شويه هو المفروض أنى أخدك وأوديكى لأقرب مستشفى علشان يشوفوا الجرح ويعالجوة كويس لكن زى ماأنتى شايفه الوضع متوتر جدا وزمان أهلك بيدوروا عليكى فى كل شبر فأستحملى لحد مانرجع الأسكندريه وأول مانوصل هجيبلك دكتور يشوف الجرح ويعمل اللأزم أنا حاليا طهرته وهأربطه كويس. 


قام سامر بربط كاحلها بالشاش القطنى والضمادات بينما حركت هى قدمها على مضض لتجد أن الألم قد هدأ قليلا لتستطرد قولها بشكر وأمتنان شديد : الحمد لله رجلى بقت أحسن شويه متشكرة على تعبك معايا . 


قضب سامر مابين حاجبيه بضيق وقال معاتبا أياها : زهرة من فضلك مش كل ماأعمل حاجه بسيطه تقوليلى متشكرة وبعدين أنا ماعملتش حاجه تستاهل يعنى المهم يلا نمشى من هنا لأحسن أنا مش ضامن شر أهلك.


عاد سامر لأقتياد سيارته بينما ظلت زهرة صامته لثوانى معدودة ثم قالت بشوق وحنين أتجاه شقيقها : رامى واحشنى أوى ياترى عامل أيه دلوقتى ومين بيهتم بيه!!


علت فوق ثغر سامر أبتسامه جذابه وأخذ يحرك رأسه بيأس على ساذجتها ثم قال بنبرة ثقه: عيب عليكى وأنا روحت فين ها؟


نظرت زهرة اليه بحيرة ليستهل هو حديثه بأطمئنان : أطمنى يازهرة أخوكى قاعد عندى فى البيت من يوم ماأتخطفتى وجالى المعهد وقالى أنك مش موجودة فى الشقه وبصراحه قلقت عليكى أوى لأنى عارف أنك مابتتحركيش من الشقه غير على قد المعهد والمدرسه اللى أنتى بتدرسى فيها وحكالى كمان عن عمك وأبن عمك وأنك طردتيهم من الشقه لما جم عندكم وأنا ووعدته أنى مش هييأس وهفضل أدور عليكى لغايه لما أرجعك وسافرت فعلا لكن كان فى مجموعة من البلطجيه قاطعين عليا الطريق بالعصيان والشوم وكانوا بيهددونى أنى أرجع مكان ماجيت ومش بس كدة دول كانوا بيتعمدوا أنهم يكدبوا ويغيروا حديثهم معايا لما ذكرت على لسانى أسم عمك وغالبا كانوا بيعملوا كدة علشان معرفش المكان اللى أنتى فيه حتى لما لجأت الشرطه وبلغتهم باللى حصل للأسف محدش منهم أتحرك وخد أى أجراء ضد البلطجيه دول ومع ذلك ميأستش وفضلت كل يوم أدور عليكى وكل مرة الاقى البلطجيه قاطعين الطريق وبيرفضوا أى حد غريب يمر بعربيته ....صمت ثم تنهد بحرارة وعاد ليستطرد حديثه تباعا : ماصدقت أن الست اللى أسمها راويه أتصلت عليا وقالتلى على كل حاجه وأن عمك وأبن عمك طمعانين فيكى وفى ورثك من أبوكى وعلشان كدة عمك أتفق مع أبنه بتعجيل بالجواز وبعد ماتبقى واحده من العيلة يقنعك أنك تتنازلى عن حقك وبكدة يكون ضمنك زوجه لأبنه وتبقى تحت نظرهم على طول وكمان ضمن أن ميراثك مش هيروح لحد غريب عنهم وهيرجع لهم فى الأخر .....ليستهل حديثه بنبرة هادئة جدا : عارف أنى أتاخرت عليكى لكن الحمد لله أنك عرفتى تهربى منهم على العموم أنا هحاول أزود من سرعه العربيه علشان نوصل بسرعه المهم حاولى ترتاحى وتنامى شويه لحد مانوصل أتفقنا. 


أومات زهرة رأسها بالأيجاب دون أن تنبت ببنت شفه وأرجعت ظهرها للخلف وأستندت برأسها فوق مقعد السيارة بأراحية ونظرت من النافذه المقابله لها وظلت تحدق فى الفراغ الذى أمامها بشرود وهى تدعو من قلبها بأن لايعيق أى حد من أهلها عليهم الطريق حتى يصلوا الى بر الأمان.

*****************************************

فى بيت حمدان النجدى كان القلق قد بدأ يتسرب الى قلب الأخير لاسيما أن أبنه قد صعد الى غرفه زهرة ولما يأتى حتى الآن علما بأنه طلب منه عدم التأخر,,أما على الجانب الأخر فقد كان يقف عتمان بجوار والدة لأستقبال المهنئين ليهمس حمدان بصوت خافت فى أذن أبنه .


-: أخوك لحد دلوجتى لا نزل ولا حتى جاب عروسته روح أستعوجهم أوام خلينا نكتب الكتاب ونخلص بجى من الموال ده.


أوما عتمان برأسه لوالده دون أن ينبت ببنت شفه وفى لمح البصر كان قد أختفى وصعد بخطوات ثابته نحو الغرفه وماأن وطىء بقدمه أتجاة الباب حتى وجده مفتوحا ليشرئب برأسه نحو الداخل ووجد شقيقه مددا فوق الفراش ويغط فى نوم عميق لتتسع عينه بصدمه وذهول وتحرك بأتجاهه وسرعان ماقام بالمناداة على راويه ونوارة اللأتى ماأن سمعن صوته القوى حتى أرتعدت أوصالهن وصعدن نحو الغرفه ليقول عتمان بصوت قوى جهورى : العروسه راحت فين ياحرمة منك ليها .


كانت راويه تشعر بالسخط والضجر بسبب صوت عتمان القوى لتقول بضيق وأستنكار : حديتك دة فيه أتهام صريح لينا ياعتمان وأنى مش هأجبل بده واصل لأنى أنا ونوارة جهزناها ولبسناها وسبناها لوحدها ونزلنا علشان نساعد الخدم فى تحضير الوكل للمعزايم حتى ماكناش فاضيين علشان نطلع نشأر عليها ومعرفش أيه اللى حصل بعد أكدة....صمتت برهه وعادت لتستطرد قولها بكذب :يمكن تكون هربت.


ضرب عتمان بيده فوق صدره بصدمه وتحدث بعويل : ياوجعه مربربة وبعدين هتصرف كيف أنا دلوجتى طب وبوى اللى جاعد تحت بيستجبل المعزايم هأجوله أيه أجوله عروسه ولدك هربت يوم فرحها!! 


كانت راويه تمثل أمام زوج سلفتها كحمل وديع حيث كانت تتحدث بنبرة واثقه من نفسها كأنها لم يكن لها يد فى هروب زهرة لتقول بلامبالاة : أنى عارفه بجى على العموم أنزل أنت بلغ عمى على ماأفوج اللى زى الجتيل دة وربنا يستر من اللى الجاى.


تركهم عتمان ونزل ثم ذهب بأتجاه والده ووقف بجوارة ومال برأسه ليهمس فى أذنيه وبدأ بسرد ماحدث لتتسع عين حمدان بصدمه وسرعان ماأمتقع وجهه بالغضب الشديد حتى أن المهنئين لاحظوا ذلك ليستأذن من ضيوفه بأدب وصعد مع عتمان حيث وجد عواد يغط فى نوم عميق ليقوم بضرب عصاة الغليظه فوق الأرضيه الرخاميه بحنق وضجر ما جعل الكل يرتعد منه برهبة وقام بأمساك كوب الماء الموضوع فوق الكمودينو الموجود بجوار الفراش وسكبه فوق وجه عواد لينتفض الأخير من نومته بفزع فهو لايدرى بما حدث له وبعد أن أستفاق بدأ هو ووالدة وشقيقه عتمان بأستجواب راويه ونوارة اللأتى أنكرن أى معرفة بهروب زهرة لينتهى ضجيج حفل الزفاف سريعا وأنفض المهنئون من الفرح وعادوا من حيث أتو.


بينما كان حمدان يضع يده فوق رأسه بخيبه أمل وظل يندب حظه مثل النساء وأستطرد ليقول بأستنكار وحنق: يافضيحتك ياحمدان الفرح بجى محزنه وزمان أهل الكفر كلاته شمتانين فيك لما العروسه تهرب يوم فرحها يبجى أنى ماعرفتش أربى ولدى صوح.


قضب عواد مابين حاجبيه بغضب شديد وأستهل ليقول بتهديد ووعيد : ماتخافش يابوى أنى هأتدلى حالا أنى وعتمان وهندور عليها لحد مالاجيها  وجسما بالله لأشرب من دمها الفاجره دى وبكرة تشوف عواد هيتصرف كيف.


حدجه حمدان بنظرات ناريه كانت كفيله بحرقه ليقول بسخط وضجر : أنت تتنيل على عينك تسد خمشك ده عاد لأحسن جسما بالله أنزل فيك ضرب لحد مايبان لك صاحب جبر يلم عفشك ......قام حمدان بتضييق عينيه بتوعد وعاد ليقول بنبرة ثاقبه وواثقه :  أما بالنسبه لزهرة فأنى هعرف أرجعها بطريجتى ولحد ماأعرف هى هربت ليش وكيف مش عاوزك تفتح خشمك واصل فاهم ولالع.


أنكمش عواد على نفسه مثل الفأر بسبب نظرات والده الغاضبه منه ليجيب عليه بصوت خفيض جدا : حاضر يابوى اللى تشوفه صوح أعمله. 

********************************

كانت عقارب الساعه فى لوحه سيارة سامر تشير الى الثانيه عشر ظهرا أى بعد مرور ساعات طويله ومتواصله من قيادته للسيارة حيث ظل يقود طوال الليل دون أنقطاع ولم يغمض له جفن ,,أما عن زهرة فكانت تشعر بالأعياء الشديد وبحاله يرثى لها بسبب كميه النزف التى نزفتها مما سبب لها تورم فى كاحلها وأرتفعت درجه حرارتها....أما عنه هو فعقب دلوفه بالسيارة الى 

حديقه المنزل حتى أطفأ محركها وترجل منها ثم أستدار بكامل جسده حتى أصبح أمام باب السيارة من الجهة المقابلة وفتح الباب وأخرج زهرة ثم حملها بين ذراعيه بهدوء وظل يسير بها حتى وصل أمام باب الشقه وقرع الجرس لتفتح له مدبرة المنزل وعقب رؤيتها للأخيرة حتى شهقت بصدمه وفزع وأفسحت له المجال كى يمر بسهولة ليستطرد هو حديثه بأرتباك.


-: ست نعمه ماما صاحيه ولالا ؟

أومأت نعمه رأسها بالأيجاب ثم قالت بتأكيد : أيوة يابيه صاحيه وقاعدة فى أوضتها.


تحدث سامر قائلا بحزم :طب أنا هاطلع أدخل زهرة فى أى أوضه لأنها تعبانه جدا وبعدين هروح لماما أبلغها علشان تفضل جنبها لحد ماأجيب دكتور يجى يشوف جرح رجلها بس عاوزك تعملى لها أكل خفيف لأن أكيد الدكتور هيكتب لها علاج ولأزم تأكل كويس علشان مش تأخد الدوا على معده فاضيه.


أومات مدبرة منزله رأسها بالأيجاب دون أن تعقب وأتجهت نحو المطبخ لأعداد الطعام كما طلب منها ,,,أما عنه هو فقد صعد وهو يحمل زهرة بين ذراعية وظل يسير فى الطرقه الطويله حتى وصل الى أقرب غرفه وأدخلها ووضعها على الفراش ودثرها بالغطاء وتركها لترتاح وخرج متجها نحو غرفه والدته وعقب وصوله طرق بيده فوق الباب لتأذن له بالدلوف وعقب دلوفه جلس بجانب والدته فوق حافه الفراش وأخبرها بأنه نجح فى أحضار زهرة لتتسع أبتسامتها وزفرت بأرتياح وقفزت من فوق الفراش وأسرعت الخطى متجهه برفقه أبنها الى الغرفه الراقده فيها الأخيرة ..أما عن رامى فقد كان فى مدرسته ولم يعلم شيئا بشأن عودة شقيقته أما سامر فقد أخرج هاتفه الخلوى من جيب بنطاله وأجرى الأتصال بالطبيب وبعد مايقرب من نصف ساعه حضر الطبيب وبرفقته المدبرة وأوصلته الى غرفه زهرة ليقوم الطبيب بفتح حقيبته الطبيه وبدأ بأزاله الضمادات الملوثة بالدم بعنايه شديده وتفحص كاحلها المتورم ليقوم بأعطائها حقنه مخدرة وبعد عدة دقائق من سريان مفعول المخدر بدأ بتنظيف كاحلها من أثر بقايا تلك الخشبة الملوثه التى أنغرست داخل قدمها وعقب أنتهاؤة قام بتقطيب الجرح وتعقيمه جيدا وقام بلف ساقها المصابه بالشاش القطنى وكتب لها عدة أدويه كى تأخذها بأنتظام وطمأنهم بأن حالتها مستقرة ولاداعى لكل هذا القلق كما يجب عليها الأ تبذل مجهود كبيرا فى الحركه حتى يلتأم الجرح ثم أستاذن منهم بالأنصراف وعقب رحيل الطبيب نظرت والده سامر الى زهرة النائمة من شده أرهاقها بلوعة وحسرة وأستطردت حديثها بحزن شديد .


-: عينى عليكى يابنتى وعلى اللى صابك ياترى أهلك عملوا فيكى أيه ؟

ربت سامر فوق كتف والدته مطمئنا أياها وتحدث بنبرة هادئه : أطمنى ياأمى زهرة كويسه لما تصحى من النوم هتحكي لك على كل حاجه بالتفصيل الممل المهم دلوقتى نسيبها علشان تستريح وتنام كويس كفايه عليها اللى شافته من يوم ماأتخطفت لحد النهاردة.


أومات والدته رأسها بالموافقه خرجوا من الغرفه وتركوها لتستريح بعد معاناة عانتها فى بيت عمها وحتى لحظه هروبها.

*****************************************

فى شقه ألهام كانت الأخيرة تتململ فوق مضجعها بنوم متقطع وجسد متشنج ووجه يتصبب عرقا بغزارة محاولة أخراج صوتها والصراخ لكن هيهات فصوتها بح وبدى مكتوما كمن يطبق بيده فوق رقبتها وعلى مايبدو أنها كانت تحلم بكابوس لتقوم بتمرير يدها فوق عنقها بحركه لاأراديه منها ثم فتحت عينيها فجأة بزعر حقيقى لتعتدل فوق الفراش وظلت تتلفت برأسها يمينا ويسارا بأعين زائغه وبعد فترة أدركت أنها كانت تحلم وتيقنت أنها فى غرفتها فى منزلها لتزفر بأرتياح شديد وسرعان ماأجهشت فى البكاء وظلت هكذا حتى هدأت تماما لتقوم بأزاحه الغطاء من فوقها ونزلت فوق أطراف أصابعها حتى لامست الأرض وعندما همت بالنهوض من فوق الفراش والسير للتوجه نحو الحمام حتى ألتوى كاحلها فجأة وصرخت متأوهة بألم شديد بينما كانت مديحه تمر صدفه بالقرب من غرفه أبنتها وسمعت صوت صراخها لتقوم بفتح باب الغرفه وهرولت متجه نحوها وربتت فوق كتفيها بحنو محاوله تهدأتها ثم سألتها مستفسرة عن سبب صراخها . 


-:  مالك يابنتى أيه اللى حصل خلاكى تصرخى كدة؟ 

أنحنت ألهام بجذعها العلوى ووضعت يدها فوق كاحلها وظلت تدلكه برفق ثم أعتدلت فى وقفتها وقالت بألم : رجلى ألتوت وأنا رايحه للحمام ماتشغليش نفسك ياماما أنا كويسه مافيش داعى للقلق. 


حدقت اليها والدتها بتمعن لتجد بقايا دموع فوق وجنتيها ودموع أخرى متجمعه داخل مقلتيها تهدد بالسقوط لتستهل قولها بألم ولوعة على حال أبنتها : بتعيطتى ليه بس يابنتى؟ 

    

تنهدت ألهام بحسرة وأستطردت لتقول بآسى وأسف : أبدأ ياماما أصلى كنت بحلم بكابوس ولما صحيت منه غصب عنى دموعى خانتنى ماتخافيش حاجه مش مستاهله يعنى. 


عادت مديحه لتربت فوق كتف أبنتها بهدوء لتقول بهدوء : طيب أنا وأخوكى مستنينك تحت علشان نفطر سوا خدى وقتك كله وأبقى أنزلى على راحتك .


أبتسمت ألهام أبتسامه خافته وأومات رأسها بالموافقه لتتركها والدتها بمفردها بينما أتجهت الأخيرة الى الحمام وبعد فترة وجيزة خرجت منه وهى ترتدى بورنسها الأبيض لتذهب نحو التسريحه وجلست على الكرسى بأراحيه وقامت بتصفيف شعرها القصير وعادت لتدلك حاكلها بمرهم للألتواءات ولفته برباط ضاغط كى تستطيع السير دون ألم وأخرجت من خزنه ملابسها بيجامه زرقاء صافيه بلون السماء لتقوم بشد البورنس من فوق جسدها وأرتدت البيجامه ثم نظرت الى نفسها فى المرآة نظرة أخيرة ونزلت لتناول طعام الأفطار برفقه والدتها وشقيقها وبعد أنتهائهم من تناول الطعام ذهب الثلاثه للجلوس فى الشرفه الواسعه كما طلبت مديحه من مدبرة منزلها أحضار بعض العصائر لهم ...أما عنها هى فقد أخذت من شقيقها سيجارة وأشعلتها بالقداحه وسحبت منها نفسا عميقا بينما عقلها شرد فى الماضي. 

 

Flash back.

قامت ألهام بأمساك هاتفها الخلوى وداست بأناملها فوق رقم سامر وأتصلت به ليجيب هو عليها بعدما أرتسمت فوق ثغرة أبتسامه مريحه ثم تحدث اليها بشوق جارف : وحشتينى آوى ياألهام . 


قهقت ألهام بملء فاها ثم قالت بتغنج : حبيبى ماأحنا كنا مع بعض أمبارح لحقت أوحشك بالسرعه دى؟ 


قال سامر بثقه : أنتى بتوحشينى فى كل لحظه ياألهام صورتك خلاص أنطبعت جوة قلبى وعقلى. 


رغم صدق مشاعر سامر الا أنها كانت دائما تأخذ مجرى حديثه مداعه للأستخفاف منه حيث لوت شدقها بسخريه ثم دار فى خلدها فكرة خبيثه مثلها لتقول بصوت أنثوى رقيق ألهب مشاعرة : كل دة حب ياسمورتى 

 

هتف سامر بحزم وتأكيد : طبعا ياحبيبتى أنتى لسه عندك شك فى كدة ؟

ظهرت أبتسامه خبيثه فوق ملامحها وقالت بدلال : طيب بما أنى حبيبتك هتعزمنى على الغدا !! 


أستطرد سامر حديثه بنبرة تأكيديه يلمؤها الحب والعشق : أنتى تأمرى وأنا عنيا الأتنين لكى. 


أعطت له ألهام عنوان مطعم للأسماك البحريه يعتبر من أفخر المطاعم على الأطلاق والموجودة بالأسكندريه ورغم علم سامر أن هذا المطعم تكاليفه باهظة الثمن الا أنه وافق أرضاء لها وبعد نصف ساعه تقابلوا فى المطعم كما هو الميعاد المحدد وطلبت أفخر أنواع الأسماك....أما عنه هو فكان سعيد لسعادتها لكن الأخيرة كانت تتعمد أحراجه يوميا بطلبها عزومتها على نفقته ما جعله يضطر للأستدانه من أصدقاؤة كى يدفع ثمن الطعام وشيئا فشيئا بدأ يشعر بالأستياء بسبب متطلباتها الكثيرة التى لاتنتهى حيث كان سامر وقتها شاب بسيطا لايزال فى بدايه مشوار حياته ولم يكن يمتلك تلك الرفاهية التى تتيح له ذلك بعكس حالته الميسورة الآن وفى أحدى المرات تشاجر معها بسبب ألزامه دفع وجبات كثيرة وغاليه الكلفه رغم تناولها القليل منها لكنه تحامل على نفسه كى لايظهر بمظهر الضعف أمامها وكى لايشعر أنه صغيرا فى عينيها حيث دفع ثمن الفاتورة كامله للجرسون وهب من مكانه واقفا ونظر الى ألهام نظرة عتاب أخيرة وتركها فى المطعم وخرج بسرعة الريح مشيرا بيده الى سيارة أجرة كى تعيده نحو شقته المتواضعه أما عنها هى فقد أرتسمت فوق ثغرها أبتسامه سخريه وأستهزاء وعدم رضى عنه لتقوم من مكانها ووضعت حقيبه يدها فوق كتفها وخرجت من المطعم ومنها الى السيارة وبدأت بقيادتها وفى منتصف الطريق تعطلت السيارة لتزفر بتأفف وقامت بضرب مقدمه السيارة بقدمها كنوع من الأستياء وحاولت تشغيلها ولكن هيهات فسيارتها أبت التحرك من مكانها قد أنمله لتعاود ألهام وهى تزفر بحنق بسبب تلك السيارة اللعينه وقطبت مابين حاجبيها بغضب شديد وقررت العودة الى بيتها عبر سيارة أجرة وبينما كانت هى مشغوله بالأشارة الى سياره أجرة حتى أتت سيارة لموزين بيضاء كبيرة ليأمر صاحب تلك السيارة الفاخرة من سائقه التوقف بجانبها ليلبى السائق نداؤة ثم أشرئب صاحب السيارة برأسه من النافذة وهو يرتدى نظارته السوداء ثم سألها مستفسرا بسؤال. 


-: أى خدمه أقدر أقدمها لكى يامدام ؟


أستدارت ألهام برأسها بوجه عابس وممتعض نحو صاحب الصوت وقالت بنبرة حادة وقويه : مدام ؟ليه شايفنى ساحبه فى أيدى عيلين مثلا ؟ ولا البعيد مابيشوفش؟....آة معلش أصلى مأخدتش بالى أنك راكب عربيه لموزين كبيرة وفرحان ومتباهى بيها ولاهمك؟ 


ترجل وسيم من سيارته لينظر الى تلك الحسناء الجميله الواقفه أمامه من أسفل نظارته السوداء وقام بخلعها وبدأ يطالعها من أول منبت شعر رأسها حتى أخمص قدميها بأعجاب وشهوة ثم دنا منها بتروى حتى أصبحت لاتفصلهم سوى مسافه شبر واحد ليقول بأسف وأعتذار يشوبه المكر والدهاء. 


-: أوة متأسف جدا والله معقوله حد يشوف الجمال الربانى دة ويقول عليكى مدام برضه لا أنا فعلا معنديش نظر. 


كلمات وسيم المقتضبه جعل الغضب يتصاعد بداخلها لتستطرد ألهام قولها بأمتعاض : أحترم نفسك ياأستاذ أنت وياريت تبعد شويه مايصحش تقرب منى بالشكل ده. 

 

زفر وسيم بتأفف بسبب لسانها السليط لكن مع ذلك تحدث بنبرة خافته : ماشى هأبعد رغم أنى شايف قدامى جسم بسم الله ماشاء الله متناسق بأبداع وحرفيه من كل أتجاه بس صحبته لسانها طويل شويتين وعاوز قصه على العموم أتفضلى أوصلك فى سكتى على ماأبعت حد يشوف سبب العطل اللى فى عربيتك يرضيكى الحل ده ولاأيه ؟


أومات رأسها بالموافقه وتركت سيارتها مصطفه عند أحدى جانبى الطريق وصعدت بجانبه فى سيارته ليبدأ هو بسرد حياته لها وتعريفها كل شىء عنه ثم بدأ يرمى شباكه عليها شيئا فشيئا وأوهمها بأنه لم يسبق له الزواج من قبل ويرغب فى الأستقرار وللوهلة الأولى أعجبت ألهام بحديث وسيم الهادىء الرنان معها وأنساقت وراء كلامه المعسول وشعاراته الزائفه والمنمقه التى لاتسمن ولاتغنى من جوع ضاربه بحب وأخلاص سامر لها عرض الحائط وكانت النتيجه الحتميه لذلك هو جوازها الفاشل من هذا البائس اللعين .

Flash back. أنتهى


كانت مديحه تنظر الى أبنتها بتحسر ولوعة على ماألم بها لكن الأخيرة هى السبب فلو كانت صبرت وتحملت مع سامر متاعب الحياه وتمسكت به ماكانت وقعت فريسه لزوجها الديوث لتقوم والدتها بالتربت فوق كفها بحنو بالغ كى تخرجها من تلك الحال وأستطردت لتقول لها بهدوء . 


-: ألهام علشان خاطرى حاولى تنسى اللى فات ياحبيبتى طب أقولك على فكرة حلوة خدى خالد وأخرجى أتفسحى معاه وغيرى جو حاولى تطلعى من الحاله اللى أنتى فيها دى.


أنتبهت ألهام على صوت والدتها ورفعت بصرها نحوها وظلت تحرك رأسها رفض وقالت بضيق: أووووف ياماما علشان خاطرى مش تغصبي عليا فى حاجه أنا مرتاحه كدة ولو زهقتى منى هأطلع أوضتى أترمى فيها أو أشوف أى فندق أقعد فيه. 


وقبل أن تفتح مديحه فاها لتكمل حديثها كانت ألهام قد أستدارت معطيه ظهرها لوالدتها وشقيقها وصعدت بخطوات سريعه نحو غرفتها وقامت بصفق الباب خلفها بقوة وأتجهت صوب الفراش وألقت بنفسها عليه وعادت لتجهش فى البكاء تنعى حظها العسر.

         الفصل السادس عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close