أخر الاخبار

رواية سينا اصبحت قدري الجزء الثالث3الفصل الخامس والثلاثون35السادس والثلاثون36بقلم مي محمد


رواية سينا اصبحت قدري الجزء الثالث3الفصل الخامس والثلاثون35السادس والثلاثون36بقلم مي محمد


اشتد به الغضب وهوا ينظر للمدعو أخيه يحمل نوره بين يديه أمام الجميع بل أمامه أيضا ..

لقد طفح الكيل لن يحتمله أكثر من ذلك ، ليذهب ناويا على اذاقته مرارة ما يذوقه بسبب تصرفاته الهوجاء تلك ..

يرفع يديه يكاد يلكمه ليتوقف على مناداة أبيه الصارمة إليه قائلا بغضب :

" ماااالك ، انت تجننت هتضرب اخوك !!! "

لتنزل "نور" من يدي "سيف" الذى ينظر لأخيه بنظرات غير مفهومة ، بينما تجمع الجميع ونزلت "فيروز" أيضا وابنتيها لا يفهمون ما يحدث هنا ..

ليشد الآخر شعره بغضب قائلا :

" مش شايفه بيتصرف معاها ازاى ، والا شايلها ازاى قدامنا لا وبكل أريحية كمان "

ليردف "سيف" قائلا ببرود لاغاظته أكثر :

" بتصرف معاها ازاى يعنى براحتى انت مالك بيها "

ليمسك "مالك" أخيه من ملابسه هاتفا بغضب :

" متعصبنيش عليك عشان انا تكة وهطلع بروحك فااااهم ، نووور خط احمررر"

ليركض "احمد" لولديه كى يبعد بينهما ويخفف تلك المشاجرة التى لم يفهم سببها حتى الآن ، أما "روز" فقد تقطع قلبها حزنا على حال ولديها والكره الذى يقطن فى عينى "مالك" تجاه أخيه ..

ليهتف "احمد" صارخا :

" انت تجننت يا مالك ايه ال بتعمله ده !!؟
ابعد عن اخوك فورا !"

ليبتعد "مالك" وهوا يقبض على يديه بعنف يشعر أنه سينفجر من شدة غضبه ..

لتقترب "حور" منهم قائلة ما لديها فهيا تفهم جيدا حقيقة مشاعر "مالك" لابنتها فقد سمعتهم يتحدثون وما الحاجة للسماع ونيران الحب تشتعل بوضوح فى عينيه :...

" يابنى متتعصبش على اخوك هوا معملش حاجة غلط او حرام "

لينظر اليها "مالك" باستغراب وغضب اكبر كيف ليس بغلط أو بحرام كيييف ..

لتكمل "حور" حديثها قائلة بهدوء :

" سيف ونور اخوات فى الرضاعة فمش حرام أنه الاخ يشيل أخته "

لينتبه إليها الجميع لا سيما "سيف" الذى تقطع قلبه لاشلاء و "مالك" الذى يريدها أن تعيد كلماتها تلك كى يطمئن قلبه وتهدأ نيرانه..

لتردف "نور" قائلة باستغراب :

" اخوات فى الرضاعة !!؟ "

لتكمل "فيروز" هيا الأخرى باستغراب :

" ايوة اخوات فى الرضاعة ازاى وانا مرضعتش ابنى ولا مرة ولا رضعت نور "

لتردف "حور" قائلة بهدوء :

" لما انتى ولدتى سيف حالتك كانت حرجة وقعدتى فترة ف العناية ومكنش ينفع ترضعيه وكان لازم يرضع وجسم الطفل كان ضعيف ومناعته ضعيفة خالص والدكتور قال مينفعش نرضعه من الحليب البودرة لازمه لبن طبيعى من الام عشان مناعته فجبت الدادا ترضع سيف ولما انا ولدت نور الدادا كانت تعتنى فيها وترضعها وقت كنت انزل الشغل لحد ما قدمت استقالتى وقعدت لاولادى "

تهلل وجه "مالك" راضيا بما يسمع ، إذا نوره له وحده فقط ، لن يسمح له بالاقتراب منها حتى لو كان أخيها لكنها الآن لا تحل له وهذا يكفيه الان ..

بينما "سيف" يحاول جر قدميه يريد الذهاب من هنا ، يشعر بصدره يضيق به لا يمكنه احتمال تلك الحقائق المرة التى تحطم قلبه لاشلاء ، ليتسحب بهدوء يخرج لحديقة القصر يريد أن يبقى بمفرده فقط ..

ظن أن لا أحد لاحظ انسحابه لكن عينى تلك النور لاحظته ، تعلم حبه لها لكنها لم تشعر بحب قط تجاه أحد ولن تشعر فقط فليبقى بمفرده لبعض الوقت وسيتقبل أنها اخت له آجلا ام عاجلا ذلك أفضل له ..

يتحدثون جميعا كلا مع بعضهم شيئا فشيئا يدخلون فى الترتيب لعرس شقيقيها الاثنين ، لتتسحب الأخرى تصعد لغرفتها تشعر بالصداع الشديد فهيا لم تذق طعم النوم منذ أيام فقط تريد أن تناااام ..

تردف "حور" قائلة :

" وزعوا المهام على بعضكم يلا بقا كل واحد يعمل حاجة عشان نخلص التحضيرات على معاد الفرح "

ليردف "احمد" قائلا :

" تحبوا نعمل الفرح ف أنهى قاعة !!؟ "

ليجيبه "رعد" قائلا :

" قاعة ليه بس هنعمل الفرحين هنا فى القصر "

لتردف "حور" بحماس :

" استعنا ع الشقة بالله ، تعالى معايا يا روز اطلعك اوضتك ترتاحى شوية عشان بكرا ف تحضيرات كتييييير "

لتقف معها الأخرى لا زالت تشعر بصعوبة ف التحرك لكنها يلزمها بعض الراحة فقط نعم ستكون بخير صباحا ..

بينما تحيطها نظرات ذلك العاشق الذى اشتاق لوجودها حولها ورائحتها تلك التى تشعره بالحياة كم اشتاق حقا كم اشتاق ..

لينكزه "رعد" بخفة قائلا :

" ايه ياعم ناقص عنيك تطلع قلوب ، احمد ربنا أنه العيال مش هنا والا كانوا قالوا عليك ايه ههههه"

لينظر إليه الآخر قائلا بغيظ :

" مراتى ياعم الاه براحتى ، هما العيال راحوا فين صحيح معدش شايف حد "

ليقهقه الآخر ضاحكا قائلا :

" كل واحد خد عروسته وراح على ركنه الهادى ههههههههه "

ليقف "احمد" بصدمة قائلا بتوعد :

" على النعمة لو مسكت ابنك قريب منها هعلقه من قفاه "

ويذهب للبحث عنه ، حقا هيا ابنته وان لم تكن من دمه فقد رباها منذ صغرها وله حق الغيرة على ابنته نعم ابنته ...

ذلك ما كان يدور بخلد "رعد" وهوا يرى صديقه يبحث عن ولده المجنون الذى يحوم حول رحمة ..

*******************************
ذاهبة لغرفتها تكاد تعد خطواتها كى تصل إليها ، كم هلكت قوتها من تعب تلك الأيام ، ليوقفها "مالك" قاطعا طريقها لتغمض عينيها بتعب ليس لديها القدرة لدخول جدال اخر معه فقط تريد النوم والراحة الان ...

ليربع الآخر ذراعيه أمامها قائلا بسخرية :

" ايه زعلانة أنه طلع اخوكى ف الاخر والا ايه "

لتقلب عينيها بسخرية قائلة له :

" مش فايقة يا مالك لكلامك ده لو سمحت ابعد خلينى امشى "

لا ينكر أنه يرى الارهاق والتعب يزينان وجهها لكن قلبه يريد الاطمئنان على ما ف قلبها وعقله يحثه على الانتقام لكلماتها المهينة التى وجهتها إليه ..

ليبتعد من أمامها تاركا إياه تغادر لغرفتها تحت نظراته الثاقبة لها ، عقله يرسم الخطط كى يجعلها تشعر بما يشعر هوا سيجعل قلبها يثور عليها ويخبرها بأنه لا يعشق سوا "مالك" فقط ...
***************************
يجلس على تلك الأريكة فى حديقة القصر شاردا يتألم قلبه لسماع ذلك الخبر الذى هز كيان قلبه ، كيف لعشق دام لسنوات وسنوات أن يتحول لحب اخوى من اخ لشقيقته ، كيف سيفعل ذلك ..يا الله ماهذا الاختبار الصعب الا يكفى اختبارات الا يكفى يا الله !!؟ لقد تعبت من كثرة التعثرات اين مرسى هذا البحر الجارى يا ترى ..

يغمض عينيه يجب نسيان ملكته فهيا شقيقته ، كم تعذبه تلك الكلمة كلما خطرت على باله ، سيحاول ولن ينظر إليها إلا فقط عندما ينظم مشاعره ..

ليبتسم ساخرا متذكرا ذلك المالك الذى يسانده القدر ، أبعده القدر من طريقه كى يستطيع الحفاظ على حبه يبدو أن حب مالك مقدر لنور فقط ونور قدرها أن تكون لمالك فقط ..

****************************
على الجانب الآخر من الحديقة تجلس "حنين" على الارجوحة وبجانبها "عمر" فى جو شاعرى لطيف محبب لقلبيهما ، يبتسم ثغرها لينفرج اسارير قلبه لرؤية ابتسامتها...

ليردف "عمر" قائلا بسعادة :

" معدش الا ايام معدودة وهتبقى ليا قدام الناس كلها ، متعرفيش انا استنيت اليوم ده قد ايه "

لتنظر الأخرى أرضا بخجل شديد ، يصطبغ خديها بحمرة الحياء ، كم راقه ذلك ليرفع بيده ذقنها لينظر بعينيها قائلا بهيام :

" مش عاوز العيون دى تبص على حاجة غيرى انا ، لاننى مش عاوز حد يشوف العيون دى الا انا وبس "

ليلكزه الأخرى بخفة قائلة :

" عمرررررر "

ليردف الآخر قائلا بحب :

" عيون عمر "

لتبتسم بسعادة ولكن سرعان ما تبدل سعادتها لحزن فاجأه لما تحزن الان ..

ليسألها بقلق قائلا :

" مالك يا حبيبتى ايه زعلك "

لتنظر إليه بعيون قلقة مترددة :

" انا مبسوطة اوى يا عمر خايفة يحصل حاجة زى ال حصل زمان وووو "

ليضع "عمر" يده على فمها يسكتها قائلا بحنان :

" زمان ده ماضى وانتهى منفكرش فيه تانى تمام , وبعدين طول منا موجود مش عايز اشوف غير الابتسامة مزينة وشك وبس حتى الدموع ال بتسموها دموع السعادة دى لا مش عايز اشوفها بردو هيا الضحكة الحلوة دى وبس "

لتبتسم لمداعبته تلك ، تعشقه حد الجنون كم اشتاقت له تتمنى أن يقف القدر مع فرحتها الان ولا يسلبها إياها يكفى ما مرت به تريد أن ترتاح وتعيش حياة سعيدة مع زوجها وتودع تلك الأيام البشعة والآلام والدموع والوحدة والفقدان ...

ليهتف قائلا بقلة حيلة :

" يابنتى بطلى تفكرى بقا والكلام ال شايفه فى عيونك ده مش هيحصل طول منا معاكى ، احنا مع بعض دلوقتى خلاص معدش فى فراق تانى وده وعد منى "

لتومأ له بابتسامة امل تعلم أنه لن يتركها مهما حدث ، بل تثق تمام الثقة ف ذلك .. 

" خلصت كلامك ياعم النحنوح "

اردفت بها "حور" التى تقف أمامهم مباشرة تربع يديها ناظرة لهم بتوعد ..

لتهب "حنين" واقفة بخضة ، ليتوتر الآخر فقد كمشته والدته كعادتها كم يود الصراخ قائلا " تلك زوجتى يا بشررررر "

لتردف "حنين" قائلة بتوتر :

" والله هوا جرجرنى لهنا انا معملتش حاجة "

لينظر لها الآخر بصدمة قائلا :

" انا ال جرجرتك !!! بتبعينى يا حنين !! طب ماااشى ع فكرة بقا يا امى هيا ال قالتلى عايزاك ف موضوع مهم وطلعت عاوزة تستفرد بيا "

لتتسع عينى "حنين" بصدمة وخجل ، لتقهقه "حور" ضاحكة على اولادها المجانين قائلة :

" بس بس انت وهيا انتوا هترموها على بعض ، وانت يا ابن بطنى لو شوفتك ماسك أيدها تانى فرحك هيتأجل للسنة الجاية وقد أعذر من أنذر "

ليمسك "عمر" يد والدته يقبلها بحنان قائلا :

" ربنا يخليك لينا يا ست الكل يا غالية عارف اننى مهونش صح !! "

لتنظر إليه بعيون صقرية قائلة :

" لا ياعين امك الكلام ده مياكلش معايا ، اياك اشوفك حواليها لحد لما تكون جمبك ف الكوشة "

لتأخذ "حنين" معها مغادرة المكان لينظر الآخر لطيفهما رافعا نظره لأعلى قائلا :

" امتا الفرح ده يجى بقا ياااارب "



الفصل السادس والثلاثون 
تتململ على فراشها مغمضة العينين تفرد ذراعيها تشعر أنها لم تنم منذ عقود كم ارتاحت حقا يبدو أنها قد نامت وقتا طويلا جدا عكس عادتها ، لتفتح عينيها ببطئ ناعس لتجد بالونات وفراشات وزهور أيضا مزينين سقف غرفتها لتفرق عينيها من جديد تنظر للسقف لتجدهم أيضا لتضيق عينيها باستغراب ..

تقف لتجد أن الغرفة بأكملها مزينة وهناك مكتوب على مرآة غرفتها :

" استيقظت اميرتي من عالمها الوردى فواجب علي أن أجعل لها العالم مثل عالمها الوردى "

لتقلب عينيها قائلة بضجر :

" مالك "

يعاملها كأنها فتاة رقيقة لها عالم احلام وردى هه كم يضحكها ذلك حقا لو كان بأحلامها منذ قليل لعلم ما كانت تحلم به ، عالمها ليس ذلك العالم الوردى الذى يعيش فيه معظم الفتيات عالمها ذلك العالم الاسود المظلم الذى لا نور فيه ولا حياة فقط ظلام وهمس بالعذاب والألم ..
******************************
يفيق على هز أحد عمال نظافة الحديقة له ليفتح عينيه ليجد أنه نام مكانه أمس على تلك الأريكة ، لا يعلم متى غفت عيناه لكنه أدرك ما يجب فعله أدرك أن مشاعره وانجذابه لنور لم تكن بمشاعر عشق بكل كانت اخوية فقط لم يستطع معرفة سبب هوسه بحمايتها فقال إنه عشق لم يستطع معرفة سبب نار غيرته عليها فقال إنه عشق لكنه الآن قد فهم مشاعر الإخوة ، سيأخذ بعض الوقت كى يعتادها لكن لا بأس فعائلته الان معه ، ليس وحيدا الان ليس يتيما عائلته بجواره أبا وأما واخا واختين وخال وخالة وبنات خال وعما وعمة واولاد عم مثل الأشقاء لديه عائلة كبيرة حقا ما كان ليحلم بها فليستمتع بوقته معهم يكفى حزنا يثق أن الله قد كتب له العشق فى زواية ما فى تلك الحياة فما عليه إلا الصبر وما بعد الصبر الا الفرج ..

نظر إليه ذلك العامل باستغراب لشرود ذلك الشاب الذى لم يعلم هويته بعد ، ليسأله بهدوء قائلا :

" يا استاذ حضرتك سامعنى !!؟ "

لينتبه له "سيف" ويفيق من شروده ذلك الذى طال منذ ليلة البارحة قائلا له :

" نادينى سيف ، تفضل يا عم يا طيب كمل شغلك "

ليترك العامل ويغادر لداخل القصر تحت نظرات الشفقة من ذلك العامل قائلا :

" لا حول ولا قوة الا بالله ، ربنا يفك كربك يابنى "

****************************
تدلف "نور" لمرحاض المرفق بغرفتها لتجده أيضا مليئ بالورود وبعض الكلمات المعسولة المزينة على الحائط مثل "بحبك يا نورى" ومثلها من كلمات الغزل وبعض الصور التى تجمعهم منذ صغرهم حتى الآن لترتسم شبح ابتسامة على ثغرها ..

لتنظر للمرآة لتجد أيضا رسالة لها لتقرأ محتواها قائلة :

" الرحلة بدأت استعدى يا نورى "

لتضيق عينيها باستغراب لا تفهم ماذا يقصد ذلك الاحمق منذ متى وهوا شاعرى لتلك الدرجة ترى ماذا يخطط ..

لتدخل لإكمال حمامها الدافئ وسط تلك الورود التى وضعها لها "مالك" لا تنكر أن بعضا من نور السعادة قد تسلل لذلك القلب المظلم ..
*****************"***********
يدخل "سيف" لصالة القصر ليجد والدته فى وجهه قلقه كأنها كانت تبحث عنه منذ الصباح لتردف الآخرى قائلة بقلق :

" كنت فين يا سيف قلقتنى عليك يابنى "

ليبتسم لها الآخر بهدوء قائلا :

" كنت بتمشى شوية بس يا ست الكل ، يلا تعالى ارتاحى شوية هنا اسمعي اى حاجة على ما اروح اخد شاور كده واروق على نفسى وانزل نفطر كلنا سوا ، عيلة واحدة "

ليجلسها على الأريكة أمام التلفاز ، تاركا إياه شاردة بحال ولدها تشعر به ضائع عكس أخيه الذى يبدو كأنه ولد من جديد منذ الصباح الباكر يحوم فى القصر بسعادة وحياة ، تدعو من قلبها أن يسعد اولادها جميعا ولا ترى في أحدهم اى سوء وشر .

لتفيق من شرودها على مناداة ابنتها الحبيبة إليها قائلة بقلق :

" ايه ال مصحيكى بدرى أوى كده يا ماما ، فيكى حاجة حاسة بتعب أو حاجة وشك باهت كده ليه !؟ "

لتردف "روز" قائلة بقلة حيلة :

" طب ادينى فرصة ارد طيب ، متقلقيش يا حبيبتى أنا بخير والله ووشى باهت بسبب الأدوية بس مش اكتر كلها ايام وهرجع زى الاول واحسن ان شاء الله "

لتطمئن الأخرى قائلة :

" طب الحمد لله انك بخير ، أنا همشى انا نازلة تدريب فى المستشفى النهاردة "

لتوقفها "روز" قائلة :

" طب استنى افطرى الاول وبعدين روحى "

لتحاول "رحمة" الاعتراض قائلة :

" هياكل ف كافيتريا المستشفى يا ماما مش مشكلة "

لتردف "روز" قائلة بصرامة :

" مفيش طلوع من غير فطار يا رحمة ، تعالى اقعدى لحد ما نفطر وبعدين تروحى التدريب "

" بس كده هتأخر يا ماما "

أردفت بها "رحمة" ، لتردف الآخرى قائلة :

" حد من اخواتك يبقا يوصلك بسرعة ومش هتتأخرى "

" حد من اخواتها ليه بس وانا موجود "

أردف بها "عمرو" الذى دلف للتو سامعا حديثهم ، ليكمل قائلا :

" انا كلمت المستشفى ساعة وهيبعتوا ممرضة هنا هتفضل مع طنط روز لحد ما تتحسن "

لتبتسم "رحمة" سعيدة باهتمام "عمرو" بوالدتها ، اما "روز" فقاطعته قائلة بمزاح :

" طنط روز مين دى يالا ، عاوز البت يبقا تنادينى زى ما هيا بتنادينى والا انسى انك تتجوزها "

ليردف الآخر ضاحكا :

" وعلى ايه الطيب احسن يا ماما "

لتردف "روز" قائلة باقتناع :

" ايوة كده "

لينظر "عمرو" لرحمة قائلا بهدوء :

" استأذنك يا ماما عاوز رحمة دقيقة "

لتومأ له "روز" لتذهب "رحمة" خلفه للحديقة لا تفهم مااذا يريد ، لكن تغيير وجهه من الضحك للهدوء ذلك لم يطمئنها ..
******************************
انتهت "نور" من حمامها المريح مرتدية ثيابها تستعد للخروج ، ذهبت لوالدها للاطمئنان عليه ووالدتها وها هيا تخرج من القصر وتصعد لسيارتها ليوقفها "مالك" قائلا :

" صباح الاناناس على ال تاعب قلبى يا ناس "

لتنظر إليه الأخرى باستغراب كيف تبدلت أحوال ذلك الاحمق من ليلة واحدة فقط تنام وتصحو لتجده شخصا آخر ..

لتردف قائلة بملل :

" عاوز ايه يا مالك مستعجلة "

ليغمز لها قائلا :

" كل خير يا قلب مالك "

ليرش شيئا على وجهها لتقع بين يديه مغما عليها آخذا إياها فى سيارته ليقودها بسرعة ، لينظر اليها نائمة بجواره قائلا :

" جه وقت تعيشى حياتك ال معيشتهاش يا نورى "
****************************
تقف "رحمة" أمام الآخر قائلا باستغراب :

" خير يا عمرو قلقتنى "

ليردف الآخر بغضب مكتوم خلف هدوءه :

" مش شايفة أنه البنطلون ده ضيق شوية والبلوزة ال لابساها دى مش قصيرة !!؟ "

لتنظر لنفسها باستغراب قائلة :

" بس انا بلبس كده عطول واول مرة تعلق على لبسى أنه مش عاجبك "

ليرد عليها الآخر قائلا :

" مكنش ينفع اتكلم وقتها لانه مكنش من حقى لكن ده ميمنعش أنه كان بيستفزنى "

ترى غيرته تنير عينيه كم اعجبها ذلك لكن عليها احترام غيرته كما احترم هوا غيرتها ونقل شغل تلك الفتاة الشقراء لمشفى أخرى بعيدة عنه ..

لتردف قائلة بابتسامة هادئة :

" حاضر هطلع البس الدريس ال جبتهولى فى عيد ميلادى ال فات اظن ده حلو صح "

ليومأ لها برضا قائلا :

" ماشى يلا بس عشان متتأخريش "

لتركض من أمامه كى ترتديه بسرعة أما هوا فذهب كى يجلس مع والدتها حتى نزول الجميع للفطار ..
*****************************
يقف أمام المرآة يرتدى حلته الرسمية وينثر برفانه الخاص المميز عليها ، عادت ابتسامة الثقة لوجهه مجددا بعد عتاب والم طوال ليلة البارحة كان صراع صعبا بحق لكنه قدر الله وما علينا الا قول الحمد لله ..

لينتبه لوجود ظرفا مطبقا على فراشه يتذكر أنه لم يرى ظرفا هنا عندما دخل ف الصباح يبدو أن أحدا قد دخل منذ قليل وهوا ف حمامه ووضع ذلك الظرف ....

ليجلس ممسكا بالظرف الابيض ليفتحه ليجد بداخله رسالة ، ليفتحها قارئا محتواها :

" معلش مكنش ف وقت اجى واتكلم معاك وش لوش أو بالأصح مكنتش عارف اواجهك ازاى بعد تصرفاتى الأخيرة معاك ، مبارح شوفتك ف الجنينة مش عارف ليه قلبى وجعنى عليك بس غرورى منعنى اجى اواسيك واحضنك كان لازم ارضى غرورى وأثبت انك مش ابن العيلة دى ولا اخويا ، ف الخناقة خدت شعر منك واحتفظت بيه وبعدين رحت عملت تحليل DNA مستعجل وطلعت النتيجة ال أثبتت أنه بالفعل أنت اخويا من لحمى ودمى ، اكتشفت اننى غلطت فى حقك من اول يوم شوفتك فيه انا اسف يا سيف اسف ياخويا بس غيرتى على نور هيا السبب ايوة انا بحب نور بعشقها بجنون مش بحبها بس ، هنتقابل قريب يا اخويا وهنصفى ..انا خدت نور من القصر لازم تعيش حياتها ال ضاعت منها تعيش طفولتها ال تحرمت منها وهنرجع ان شاء الله قبل الفرح ، متقلقش على نور لأنها فى رقبتى وهحافظ عليها من نفسى قبل اى حاجة ، قولهم أننا رحنا ف شغل يومين وراجعين ، سايبلك مسؤولية حماية العيلة ف رقبتك ... اخوك مالك "

انتهى من قراءة تلك الرسالة ليضعها ف الظرف مرة أخرى قائلا بسخرية :

" قال هحميها وهحافظ عليها من نفسى قبل اى حاجة ، هه احمى نفسك منها الاول وبعدين فكر تحميها "

لكن لا بأس ببعد "نور" عنه قليلا فذلك سيساعده كى يتخطى كل شئ وايضا سيكون بين أسرته ، يتمنى سعادتهم حقا ، ليقف خارجا من الغرفة غالقا بابها خلفه ..


تنزل "رحمة" على الدرج بفستانها البنفسج البسيط الذى يجعلها أميرة بحق ، لينظر إليها الآخر فاتحا فمه بانبهار موبخا نفسه قائلا :

" ياريتنى ما قولتلها غيرى "
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close