أخر الاخبار

رواية العالمه الفصل الثاني2بقلم سالي سيلا


 رواية العالمه الفصل الثاني2بقلم سالي سيلا


(#دانية)*كل يوم كنت اتدرب على الرقص حتى اصبحت جاهزة تقريبا بما انني كنت اجيده منذ بدأت اتحكم بحواسي في صغري لتضعني امي  بعدها في إختبار...
هل انا فعلا اصلح ان اكون راقصة ام لا؟ 

(#هيثم)*بعد ذهاب ماما واختي دانية للعرس.  بقيت انا واخي وجومانا بمفردنا




 في المنزل مع جدينا..وكم كنت ضجرا ومتذمرا لأن ماما لا تحب هيثم   فلو كانت تحبه لأخذته معها.



. ففي كل مرة تعدني بذهابي معها ولكنها تكذب علي فقط حتى اظل مع اخي جواد الشرير.. فهو يضربني في كل وقت دون ان افعل له شيء.  عكس اختي 




جومانا الذي كان يقبلها ويحملها ويعطيها بعضا من التفاح الذي كان يسرقه من اشجار المالك الذي  يؤجرنا عنده احيانا و التي كان يخفيها عنا اللعين.. اصبحت اللحظة لا احب اخي دعوني منه قلت لكم إنه شرير.... 
_اخي اخي جواد هل تلعب معي..؟   
ولكن ولكن مابه جدي ياجواد.. جدي.. جدي. انت تخيفني مابك؟ 

(#جواد)*عمري ست سنوات ولم ارى قبلا احد يموت امامي... كنت جد خائف وجدي يسعل بتلك الطريقة المخيفة.  اسقيته شربة ماء ولكنها سالت على لحيته وامتدت حتى رقبته.    لم يستطع ان يبتلعها من تلك النوبة التي إنتابته... حاولت ان أهدئه ولكن دون جدوى. والامر الذي زاد من إرباكي هو اخي الصغير هيثم الذي  كان يبكي و يمسك ببنطلوني ويسألني عن جدي مابه... لم اكن اعلم ما افعله حينها   هل اظل مع جدي هكذا دون إستطاعتي على مساعدته. ام اذهب للعرس لأنادي أمي وهي ستتصرف لوحدها.. ولكن لحظة جدي مابه هدأ فجأة!!

(دانية)*ذهبت انا وامي للعرس. كان بسيطا نوعا ما. هو عرس لإحدى الفتيات التي كانت تسكن بالناحية الشرقية لقريتنا.  كنت اشاهد زينة وجمال العروس و كيف تتراقص النسوة





 على وقع الطبول والدفوف   حتى حان دوري أخوض فيه الإختبار لأجد امي تناديني وانا جالسة مع بعض الفتيات اللواتي هم بسني نضحك ونلعب سوى لا أحد استطاع ان يكدر صفو عالمنا إلا بمناداة امي لي.  وكم خجلت اثناءها مما طلبته مني امام الجميع. 
_تعالي يا دانية تعالي بنيتي.  أرنا  مهارتك وخفتك في الرقص.. هيا يانسوة غنوا فالتقم الطبول من اجل اول يوم تقوم فيه دانية إبنتي بالرقص.

(#والدة_دانيا_صوفيا)*كنت اتباهى بإبنتي امام النسوة في العرس بأنها كبرت وستصبح ضمن العوالم اللواتي يشيد لهن بحرفية رقصهن.. وكما توقعتها فرغم خجل دانية الباد عليها إلا انها ابهرت النسوة برقة وخفة رقصها وهي تتمايل وتتماشى مع انغام الطبول والدفوف بكل حرفية.. لحتى قاطع تلك اللحظة السعيدة إبني جواد وهو يناديني
_امي  امي تعالي معي حالا جدي تجمد جسمه واصبح لا يحرك ساكنا. 

(#دانية)*كنت منسجمة في الرقص. لكي ابرهن لامي انني أحسن كل ماعلمتني إياه   والحاضرين يصفقون لي بحرارة حتى ازيد من دلعي في حركات جسدي    وفجأة امسكتني امي من يدي وجذبتني بقوة كدت ان اسقط على إثرها... ظننت في باديء الامر انها غضبت مني لطريقتي في الرقص. حتى لاحظت وجود اخي جواد معها وهو يطلب







 منها ان تسرع.  وبعدها فهمت ان الامر متعلق بجدي. الذي ما إن وصلنا إليه حتى وجدنا انها خرجت روحه واصبح جثة هامدة.. لأدرك ان اول يوم اظهر فيه رقصي للعلن كان شؤما بوفاة جدي..جدي الذي حزنت كثيرا على فراقه فهو لعب دور الاب الحنون الذي لم  نحظى بإهتمامه يوما..وهو نفسه من علمني كيف اكتب واقرأ الحروف الابجدية دون غيره ...وكم كنت احب اسلوبه في طرح قصصه لي وعلى اخوتي.كانت من اجمل القصص الخيالية التي كنت انتظرها بشغف.. اما قصته الحقيقية كانت من اروع القصص التي رواها لي . 
اخبرني ذات يوم جدي انه ليس من هذه القرية.ولا ينتمي إليها لا من قريب او بعيد.  إذ في إحدى الشهور الصيفية كان  مجرد عابر سبيل عليها فقط.  اراد حينها ان يملأ جرة مائه قبل ان يكمل طريقه.  فطرق إحدى الابواب صدفة ففتحت عليه جدتي التي وصفها انذاك انها كانت اجمل النساء التي رأته عيناه.  ومن ذاك خفق قلبه لها واضطر ان يقيم هناك اعوام حتى يقنع اهل جدتي ان يزوجونها له. بما انهم لايفتحون ابواب الزواج للغرب لبناتهم.. وبعد محاولاته المتكررة قبلوا به كزوج لإبنتهم أخيرا بعد ان تيقنوا انه إنسان صالح.  ونيته صادقة بالزواج بجدتي الحبيبة.. ولكن هل ستشعر جدتي المسكينة بعد طيلة هذه العشرة التي دامت سنوات عديدة. بأن حب 



وسند سنينها فقدته الان وهي مع ذاكرتها هذه الضعيفة..؟ رحمك الله ياجدي.. احبك وكم ستخلف فراغا كبيرا في حياتي بغيابك.  

(#صوفيا)*توفي والدي اليوم. وكم احس بتأنيب الضمير إتجاهه. فتقصيري وخذلاني له. سيبقى السوط الذي لم يضربني به يوما لبقية حياتي يعذب به روحي... اسفة على كل مابدر مني يازينة الرجال.. وداعا نم بسلام الان.  

(#بدران)*ذهبت مع والدي إلى جنازة جد دانيا. حتى يقرأ عليه بعض السور القرآنية قبل ان يصلوا عليه و يأخذوه إلى المقبرة.  فوجدت هناك دانيا تبكي بحرقة عليه. وكم تألمت وتأثرت لألمها وطلبت منها ان تعود وتحضر للحصص التي 



نأخذها عند والدي في حفظ القران الكريم فذاك الشيء الوحيد الذي سيخفف عنها مصابها.. ولكن حزنت اني لم ألقى إجابة شافية    ردا على مطلبي منها. 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close