رواية عودة الجاحد الفصل الثامن عشر18بقلم الاء الرحمن
صباح جديد مفعم بالحيوية فاقت نقاء بعد سفر دام لاسابيع لفلسطين الحبيبة
قامت خدت شاور ولبست فستان ابيض لتحت ركبها بحمالات عريضة
ولبست كوتشي ابيض واكتفت بفرد شعرها وراحت لاوضة ابنها
لكن قبل ما تدخل شافت اطلس بأوضته فضلت باصه للتآلف الموجود بينهم مش حد عرفه من قريب بيعامله وكأنه ابنه بجد
ده ابوه الي من صلبه ما بيسألش عنه
سيف خد باله من والدته وراح جري عليها :صباح الخير يا ماما
نقاء نزلت لمستواه :وحشتني اووي
سيف بغيظ :اما طنط ريم دي كئيبة كآبة اووف ما اقولكيش
نقاء بابتسامة :ههههه بس يله عيب كده
سيف :والله ما بتعملش حاجة غير انها بتعيط وماسكه صورت اونكل سهم وانا اقولها اتأقلي التقل صنعة لكن اووف تقول بكلم الهوى
اطلس قرب منهم وبص لنقاء بابتسامة جذابة :صباح الجمال
نقاء :صباح النور اكيد سيف عملك صداع مش كده
اطلس :انا ببقى مبسوط وهي قريب مني كده وبص في عينيها انا بقى مبسوط بكل حد من طرفك
نقاء بأحراج وتهرب :احم الفطار جاهز تعالوا نفطر
وشدت سيف معاها ومشيت تحت نظرات اطلس الحالمية الي بتخليها مش على بعضها
وهما على الفطار
كانت نقاء بتأكل سيف وبتحاول ما تبصش لاطلس
اطلس مسح بوقه :نقاء
نقاء بصتله
اطلس شبك ايديه على الطاولة :النهاردة هيجي حد يشاركنا القصر لو ما عندكيش مانع
نقاء باهتمام :مين
اطلس :عيلتي ماما وبابا واخواتي
نقاء :ما قولتليش يعني انه ليك عيلة قبل كده
اطلس ببرود وهو بيشرب من كوباية الشاي :ما جتش مناسبة قبل كده
نقاء رفعت حاجبها بعدم رضا من بروده :طيب خلاص انا هرجع بيتي انا وسيف
اطلس طنش كلامها ونده :ام العبد
ام العبد جت عليه :اتفضل يا بيه
اطلس باهتمام :تجهزيلي ثلاث اوض وتنظفيهم كويس
واوضة منهم اهتمي فيها قوي وتكون لاتنين تمام يعني اوضة مشتركة عيلتي هتيجي وتشاركني القصر ده
ام العبد :انت تأمر يا بيه امتى يكونوا جاهزين
اطلس :بكره هيوصلوا الصبح يعني النهاردة يكونوا جاهزين تمام
ام العبد اومأتله بدماغها ومشيت
اطلس بص لنقاء :انا هروح المشفى وانتي لو عايزة ارتاحي النهاردة
نقاء بغضب من اسلوبه :انا بكلمك على فكره ما تتعاملش معايا بالاسلوب ده
اطلس بص لسيف الي وكأنه بينتظر رد فعله وقف وقرب من نقاء : صوتك ما يعلاش خالص وخاصة قدام ابنك اشوفك المساء وباس دماغها
وخد مفاتيحه وورقه وفونه ومشي تحت نظراتها
سيف :ماما انا هروح عالمدرسة اتأخرت سلام
وخد شنطته وباس والدته وجري ركب مع السواق الي خصصه ليه اطلس
نقاء اتجننت من اسلوبه البارد اتنهدت زمسكت فونها ضربت على ريم
ريم بفرحة :نقاء وحشتيني جدا جدا جدت
نقاء بهزار :عاملة ايه في العيل يا بت وبعدين معاه حق ما تتقلي شوية مايكة صورته وبتعيطي على اثره ايه اجمدي يا بنتي
ريم بغيظ :,تعرفي تخرسي انا بحاول انساه بالعافيه اصلا
نقاء : عندك ايه النهاردة
ريم :انا جاهزة هروح المشفى عندي عملية النهاردة
نقاء :امممم ما كنتش حابة اروح المشفى لكن بما اني هفضل لوحدي خلاص بقى هشوفك بالمشفى كمان ساعة
ريم :تمام انا هخرج دلوقت وقفلت مع نقاء ولسه هتخرج
كان سهم واقف لسه هيخبط عالباب
ريم بصتله بصمت وهو بيبادلها النظرات باشتياق
سهم :وحشتيني
ريم ببرود :شكرا
سهم :مفيش اتفضل
ريم :لو سمحت عندي عملية كمان نص ساعة مفيش وقت دلوقت
سهم طنش كلامها ودخل وقفل الباب
ريم شدت على ايدها بغضب وحاولت تتصنع البرود الي اجزمت انها هتمشي وتتعامل فيه في الفترة القادمة وخاصة مع سهم
سهم كان بيقرب منها وهي حتى ما بتحاولش تبعد
سهم شدها من وسطها :وحشتيني جدا وقرب بثمالة يستنشق عبيرها وبهمس كل حاجة فيكي وحشتني وبص في عينيها المتغلفة باللامبالاة
رجع خصله من شعرها ورى ودانها وكان بيلمس وشها بصباعه بحنية
كل حاجة وانا بعيد عنك ملهاش طعم يا ريم
ريم برضه فضلت ساكته
سهم :مش هتقولي حاجة
ريم بجفاء شالت ايديها عنه :انا سبتك تقول الي جي على شانه لو سمحت انا عندي مسفى وعملية دلوقت لازم امشي ولو في حاجة عايزها نتكلم بعدين
سهم بغضب مكتوم :ريم بلاش الاسلوب ده معايا ما تستفزينيش
ريم ببرود :حاضر مش هعمل حاجة لو سمحت ممكن امشي ولمرة وحدة بس تخرج من البيت بشكل طبيعي
سهم بغضب من اسلوبها :حاضر يا ريم هخرج بس هجيلك تاني
قدامي يالله
ريم :قدامك فين
سهم رفع حاجبه :مش بتقولي هتروحي المشفى طريقنا واحد هوصلك بطريقي
ريم :اها تمام
وفعلا قفلت البيت وحصلته وركبت جنبه بكل برود وعينبها شاردة بالشوارع وبالناس
سهم قلق عليها :ريم انتي كويسة
ريم فضلت ساكتة على حالها
سهم ما حبش يضغط عليها اكتر من كده ومشي من سكات
.....................................................................
في المشفى
كان اطلس بيعاين العمليات الي هتتعمل وبيعمل تفقد لكل الي اتعملهم عمليات بغيابه
ورد :كل حاجة جاهزة يا دكتور ما تخافش وحاولنا على قد ما نقدر نمشي المشفى وكأنكم موجودين
اطلس اومألها بدماغه وبص للعمليات الي اجراها امير ما كانش اسمه موجود ولا عملية
اطلس بص لورد :دكتور امير كان ايه دوره بالمشفى بغيابنا
ورد بتوتر :هو يعني الدكتورة ريتا هي الي قامت بعملياته قال انه عنده ضرف طارئ ومراته تعبانة
اطلس اعطاها الملف :خمس دقايق وقوليله يحصلني عالمكتب
اطلس راح مكتبه ولبس نظاراته الطبية وفضل مهتم بكل تدقيق بالمشفى
مفيش شوية خبط امير ودخل قعد ببرود
امير :طالبني
اطلس خلع نظاراته وبصله ببرود :دورك بالمشفى ايه
امير🤨:نعم
اطلس بجمود :بقولك انت بتشتغل بالمشفى هنا ايه
امير بفتور :انت شايف ايه
اطلس :انا بسألك دلوقت
امير بنفاذ صبر :دكتور جلدية عايز توصل لايه من الاخر كده
اطلس :ودكتور الجلدية لازم عنده عيانين وبيعمل عمليات ورجع بظهره لورا ببرود دكتور امير بالرغم انه وجودك هنا غير مرحب فيه بس انا احترمت انه دكتور فريد ليه اسهم بالمشفى ويحقله يخليك هنا
انا لما استلمت المشفى ده قولت عايز 20 مريض في كل عيادة يوميا ده غير العمليات الاسبوعية ازاي هتروج لنفسك دي حاجة تخصك ما تخصنيش
الي فات هسامح فيه لكن وبص في عينيه الي جاي ده بتاعي انا فاهم يوميا 20عيان واربع عمليات كحد ادنى كل اسبوع تمام غير كده تفرقنا يا دكتور وهيجي مين يسد مطرحك
امير ضحك بسخرية :يبقى اسمع الجديد يا دكتور انا هنا لا على شان التجميل ولا على شان الرسالة السامية الي بيقدمها الطب انا هنا على شان مراتي انا هنا على شان نقاء نقاء وبس هاخدها منك وهرجعها ليا من تاني فاهم ولو عالمرتب خليهولك مش عايزة كفاية عليا انه افضل في مكتبي وهي تفضل قدام عيني ومصيرها ترجع لحبها القديم
وانت تطلع بره الدايرة دي فاهم
اطلس لبس نظاراته ببرود ومن غير اي رد فعل بص للورق الي قدامه :اقفل الباب وراك يا دكتور
امير اتصدم من بروده وخرج وخبط الباب جامد وراه
سهم دخل لاطلس :ماله ده
اطلس بص لسهم :سيبك منه حافضله كلمتين من فريد وجاي يرميهم هنا
سهم :وانت هتسكتله
اطلس : سيبه او سيبهم يجيبوا اخرهم يا سهم وحقي وحق مراتي وحياة ابني لاخده من عينيه والله لاخلي مصر كلها تشهد على الي هيحصله
سهم :فريد مش سهل ما تستقلش فيه يا اطلس
اطلس :فريد مشكلته نقاء وعمل كل الي عمله عشانها ما خدهاش زمان واتحرم منها دلوقت هيعمل اي حاجة دلوقت بس عشان تكرهني ويبعدها عني وده الي انا مش هسمح فيه على شان كده سايب الراجل اللعبة ده يعمل الي عايزة ونقاء عارفة تصده كويس قوي
سهم :بس
اطلس :ما تخافش انا مرتب في دماغي كل حاجة كل حاجة مترتبة وحياتك
انسى بقولك ايه بكره المساء تجيب مراتك وتيجي تتعشاء عندي
سهم :المناسبة
اطلس : عيلتي هييجوا من كندا بكره وهيستقروا هنا
سهم بابتسامة :نفسي اتعرف عليهم يا اطلس بجد فرحتني لما عرفت انك لقيتهم
اطلس بشرود :فكرت انك تعيش طول عمرك مع ناس مش اهلك وبيمثلوا الحب دي حاجة صعبة قوي
فكرة انهم جابوك من ملجىء برضه دي حاجة صعبة جدا
تعرف زمان كنت بحاول على قد ما اقدر ابقى اجمل واحد في الملجىء على امل انه يجي حد ويتبناني لكن كنا كل ما بنكبر بتقل فرصة انه يجي حد وياخدك من هناك
لحد ما جت عيلة الزيني هه العائلة المثالية الي بتهتم بالجمال وبالرياضة قوي خدتني واتبنتني وعلمتني ازاي اكون دكتور تجميل هه الدكتور امير الزيني ابن الملجىء الي ما كانوش بعد ما خلفوا بيفوتوا فرصة انهم يبينوا ليا انهم بيتمننوا عليا
بعد حادثتي مع فريد استغربت بجد عدم مبالاتهم من انهم يهتموا انا سبت البلد ليه ومحدش حاول حتى يدور عليا وبص لسهم اقسمت يومها يا يهم قولت لو الموضوع هيكلفني ايه هلاقي اهلي عايز اعرف ليه ليه سابوني ورموني
سهم بتأثر :وطلعوا مضلومين يا اطلس واهم هييجوا يعيشوا معاك وكل ثروتهم بقت تحت امرك
هنا خبط الباب وبتروا حديثهم ودخل فريد
فريد بص لاطلس ببرود : العمليات دي عايزه امضتك
اطلس خدها منه ببرود وبصلها شاف انه العمليات كلها خطيرة وفيها اكتر من عملية في آن واحد
فريد :عارف ومخدتش رائيك انا عارف انا بعمل ايه وبعدين ما تقلقش الدكتورة نقاء معايا في العمليات
اطلس اتخلى عن بروده :نقاء مين الي واخدها معاك في عمليات زي دي دكتور فريد ارواح العالم مش لعبة في ايدينا
انا مش ناسي العملية الي عملتوها للست وحصلتلها مضاعفات لولا تدخلي ولعلمك العملية بتاعتك انا تقريبا عملتها من تاني الالتهاب الي تحت الجلد بقى هياكل العظم الي بالوش ويدخل على الدقن لولا اني لحقت الموضوع سمعت المشفى والعملية الي كنت فرحان بنجاحها انا السبب فيها بعد ربنا طبعا
وانا لو عملت كده مش على شانك عملت كده على شان نقاء ما تفقدش الثقة بنفسها فاهم
نقاء اه دكتورة شاطرة لكن ما عندهاش الامكانيات والخبرة الكافية على شان تعمل اكتر عملية مع بعض وده انا مش هسمح فيه فاهم احنا بين ايدينا بيكون روح انسان وده مش لعبة
فريد بغضب :يعني ايه
اطلس خبط عالمكتب :يعني العمليات دي ما تتعملش مع بعضها كل شهر هتعمل عملية فاهم ونقاء لو عايزة تدخل معاك تدخل كمتعلم مش كمتقن عملي زانا الي هكون مراقب الوضع من فوق فهمت
فريد بغضب : تقدر انت تقول انها فاشلة لكن انا لا انا بثق فيها جدا وبثق بقدراتها
اطلس بغضب :انا ما قولتش فاشلة قلت تنقصها الخبرة الكافية ومش كفئ دلوقت انها تمسك مريض هيتعمله اكتر من عملية في آن واحد لسه بدري عليها
انا مش هتاجر بأرواح الناس فاهم
نقاء دخلت بعد ما سمعت كل الي اتقال وفضلت باصه لاطلس بنظرة خذلان كبيرة
واطلس اتصدم من وجودها في البداية ما توقعش تيجي المشفى النهاردة
فريد بص لمكان تعلق عينين اطلس
فريد جري عليها بلهفة :نقاء انتي كويسة
نقاء بصت لفريد ولهفته ولاطلس وجموده
وقربت من مكتب اطلس وبصت في عينيه : تعرف حاجة لو هكرهك هكرهك لانك شبهه بس هو دايما كان بيقلل من قدراتي وبيقولي ما تقدريش
امير جه من وراهم :لكن انا عمري ما منعتك من حاجة بتحبيها حتى
لو انا مش راضي دايما كنت بدعمك وبصفك دايما كنت سندك وظهرك عمري ما جيت عليكي كنت بدخل
العمليات معاكي بس على شان تتعلمي عكس الي واقف قدامك دلوقت وبكل بجاحة بيقلل منك قدام الناس