رواية سانتقم لكرامتي الفصل الثالث والستون63والاخير بقلم رحمه جمال


رواية سانتقم لكرامتي الفصل الثالث والستون63والاخير بقلم رحمه جمال


«القرار»
لم يكن اليوم مشمس كالعاده أو يوجد تلك النسمات التي تتغلغل داخل الروح 
كان يوم شديد البرودة وعاصف السماء مغيمه تماما كحالنا عندما ننطفئ بعدما نتخذ قرارات ضد رغبة قلوبنا ولكن ما يجعلنا نكمل فيها هي عقولنا 
الذي دائما وابدا ستظل في صراعات مع قلوبنا 
ونشعر بخيبة الأمل عندما نجد عقولنا تفعل الصواب 
ونجعل قلوبنا تظل مخبئ بداخلنا 
لكن ليس دائما القلب يخسر 
فهناك صراعات لا يفوز فيها غير القلب والمشاعر 
لذلك قبل أن تخطئ خطوه فكر جيدا بمن ستستخدم 
القلب ام العقل وتذكر سواء ربحت أو خسرت فسيظل القرار الذي اتخذته قرارك 
®_____________________®
كان يقف أمام الشاشه المتصله بكاميرا المراقبه التي تتواجد داخل الغرفه ، يستمع لحديثهم بعدها أمر الجميع الرحيل ظل يستمع لهم دقائق ومن ثم أمسك هاتفه ، أرسل رساله لشخص ما ومن ثم وضعه مره اخري ليكمل استماعه لهم 
®___________________® 
_ ليك وحشه والله يا حمدي ، طب مش كنت تقول انك رجعت تاني ، اهو علي الاقل الواحد يحتفل بيك 
حمدي : انت ، انت ازاي انت المفروض
الفيومي : عارف عارف ، المفروض اكون ميت وشبعت موت كمان ، بس ايه هتعترض علي حكمه ربنا 
حمدي : لا حوش وانت تعرف ربنا اوي 
الفيومي : علي أساس انك تعرفه ، ده انت بايعلي بنتك و خطط لقتل مرات اخوك ويتمت ابنه لا وكمان وهمت مراتك أنها تعبانه ولعبت في الادويه بتاعها عشان تورثها 
حمدي بغضب : اخرس يا غبي ، انت عرفت كل ده منين ، مش مهم المهم دلوقت انك تسكت لحد يسمعنا 
( ضحك الفيومي بضحكات عاليه أشبه بالجنون تحت أستغراب حمدي )
الفيومي : انت عبيط يا حمدي ولا ايه ، هو انت فاكر أننا هنطلع عايشين من هنا ، تبقي بتحلم 
حمدي : بقولك اخرس ، انت هنا من أمتي ، ومين اللي جابك 
الفيومي : علمي علمك ، اخر حاجة فاكرها اني كنت في باريس معرفش ايه اللي جابني هنا 
حمدي : والكلام ده من امتي
الفيومي بلا مبالاة : من اسبوعين باين 
حمدي : واخرتها ايه ، احنا هنفضل هنا لحد امتي ؟
_ خلاص خلاص شكلكم مستعجلين اوي ، أو بالأخص انت اللي مستعجل يا عمي 
حمدي بصدمه : شهاب 
®_______________________®
(في فيلا محمد البحراوي كان تجلس هايدي بجانب عمها يستمع لحديث فارس الذي كان يتقدم ل هايدي الذي أصر أن يتقدم اليوم دوناً علي بقيه الايام لكي يجعل ذكري مولد هايدي مميزاً)
فارس : وبس يا عمي ده كل اللي حصل بينا في خلال الفتره اللي فاتت دي ، واول ما ضبط اموري جيت علي طول ، وطبعا بناءا علي رغبه هايدي أن اجاي اتقدم لحضرتك لأنها معتبراك ولي أمرها 
محمد : شهاب حكالي علي كل حاجة وانا عندي علم من هايدي بردو ، بس هو القرار قرار هايدي ، رايك ايه يا هايدي 
هايدي بخجل : هو الرأي رأيك يا عمي ، بس يعني حضرتك عارف ...... 
( لم تستطع هايدي أخبارهم بما يجول بخاطرها ، ليت شهاب هنا كان هو من سيفهمها ، كيف تستطيع اخبارهم ، فهي مازالت زوجه شهاب ) 
محمد : لو علي شهاب في موضوعكم منتهي 
هايدي : منتهي ازاي 
محمد : قصدي أن شهاب طلقك من حوالي شهرين ، بس مقالكيش وهو بنفسه اللي اتفق مع فارس أنه يجي النهارده ومتوقع موافقتك 
( كان فارس يستمع لذلك الحديث ويراقب ملامح هايدي ، هل هي حزينه لطلاقها ، فحتي وان كانت لا تحبه ف معرفه المرأه بطلاقها اصعب احساس تمر به ) 
هايدي : بتتكلم بجد يا عمو 
محمد : وهو ده في هزار ، ها قوليلي رايك ايه ، هتسيبي فارس مستني كده كتير 
( نظرت هايدي الي فارس الذي بان التوتر علي ملامحه بالرغم من معرفته بموافقتها ولكن تلك الجلسة بأكملها تصيبه بالتوتر فتلك اول مره يمر بتلك المشاعر ويتقدم لخطبه أحد )
هايدي بخجل : اللي تشوفه يا عمي 
فارس : علي خير الله ، نقرأ الفاتحه ونكتب الكتاب كمان شهر 
محمد بأبتسامه :من غير خطوبه كده ، مالك مستعجل كده ليه ؟
فارس : ماهو كتب الكتاب بدل الخطوبه يا عمي ، ولو علي الفرح هايدي هي اللي هتحدده في الوقت اللي يعجبها ، ها قولتو ايه ؟
( نظر محمد الي هايدي التي بان علي ملامحه الاضطراب فهي لم تتوقع حديث فارس وايضا لم يخبرها بذلك قبل مجئيه ، نظرت هايدي الي عمها لكي يتحدث ولكن قاطع محمد حديثها الداخلي وجعلها هي اللي تتخذ القرار فتلك حياتها وليس له الحق في التدخل به)
محمد : المره دي بقي قرارك انتي ، مش أنا 
هايدي بارتياح : أنا موافقه يا عمي 
محمد : يبقي نقرأ الفاتحه 
( رفع كلا منهم يديه ليبدأو في قراءة الفاتحه ، كان فارس لا يصدق أن كل الامور تمت علي مايرام يشعر بتلك السعاده الساحقه ف ذلك شعوره فقط عندما وافقوا علي الارتباط الرسمي ، إذن كيف شعوره عندما يرأها زوجته و تعيش معه في بيته ) 
®_______________________®
كانت تنظر من نافذه السياره وهي شارده في كلام الطبيبه 
الدكتوره : يا مدام سمارا ، صدقيني مفيش اي موانع لا منك ولا من الاستاذ بسيط ، هو الموضوع كله شويه وقت ، وحتي كل العمليات اللي خضعتي ليها باتت كلها بالفشل ، وده وارد جدا أنه يحصل 
سمارا بإنفعال : ايوه بس انا اعرف ناس بتحمل من اول عمليه ، اشمعنا أنا 
بسيط : سمارا ، اهدي شويه مش كده 
الدكتوره بهدوء : يا مدام حضرتك مؤمنة بالله ، وكل حاجه في حياتنا في إيديه واحنا الدكاترة أو العمليات أو الادويه ما هي إلا وسيله مش اكتر و زي ما قولتلك كلها مسأله وقت 
سمارا : كل الدكاتره اللي قبل حضرتك قالو كده
الدكتوره : مدام سمارا حضرتك بقالك قد ايه بتدوري علي الخلفه
سمارا : سنتين ونص 
الدكتوره : فضلتي تسمعي كلام الدكاتره المده دي كلها ، ليه مفكرتيش تسلميها لله ، أنا قابلت حالات قعدت ب ١٠ و ١٢ سنه من غير خلفه ويشاء ربنا أنهم يحملو ويخلفو ، الحاله اللي قبل حضرتك كان متجوزه وهي عندها ٤٠ سنه وكل الناس والدكاتره قالولها ان نسبه حملها ضعيف وبعد جوازها بشهر كانت حامل في ٣ توائم وحالات تانيه كانت مستعصيه وعلمياً مستحيل بل من سابع المستحيلات أنها تحمل بس حصل ، كله بمشيئه الله يا مدام سمارا ، ومكتوبالك تحملي في وقت معين ، أنا بأكدلك أن مفيش اي مشاكل تمنع الحمل ، بس نصيحتي ليكي سلميها لله و ربنا هيراضيكي 
( ظلت سمارا تستمع لحديث الطبيبه ، حتي اومأت رأسها بالإيجاب ولكن في داخلها قد يأست ) 
بسيط : شكرا يا دكتوره ، عن إذنك 
( قام بسيط وأمسك يد زوجته و خرجو من مكتب الطبيبه ومن ثم صعدو الي السياره و ظل كلا منهم صامت ، سمارا شارده في الطريق وبسيط يراقبها من الحين للآخر حتي قام بقطع صمتهم ) 
بسيط : تيجي نتكفل بطفل 
(أفاقت سمارا من شرودها ومن ثم نظرت إلي بسيط تحاول تصديق كلماته )
أمسك بسيط يدها وقام بتقبيلها : سمعت كلامك ، تيجي المره دي تسمعي كلامي ، نسلمها لله ونكفل طفل ، وأوعدك أن نفسيتك هتتحسن كتير بعد الموضوع ده ، موافقه 
نظرت سمارا لزوجها بتأثر ومن ثم أراحت رأسها علي كتفه و شددت يديها علي يديه : انا قررت خلاص 
بسيط : قررتي ايه ؟
سمارا : هنسلمها لله ، بس مش هنكفل طفل 
نظر بسيط لها باستغراب : ليه 
سمارا : نخليهم طفلين وكل اسبوع نزور دار ايتام ، ايه رأيك 
( كان رد بسيط عليه هو أخذها في أحضانه ، ويدعي ربه براحه قلب زوجته ، يعلم أنها تحاول إخفاء حزنها ، يعلم كم تشتاق لتسمع خبر حملها ، ولكن ليس بيده حيله ، الأمر كله بمشيئه الله ، وحتي يأذن الله فهو سيحاول بشتي الطرق التهوين عليها وفعل كل شئ يجعلها سعيده ، ذلك كان قراره وقرارها أيضًا ، منتظرين معجزه الله لهم ) 
®_______________________®
ليث : انتي بتهزري صح ، ده مقلب مش كده 
صفاء : وليه بتقول انه مقلب ، ايه اللي يمنع أنه حقيقي
نظر ليث لها ولكن غضبه تمكن منه وأمسك ذراعها بقسوه : اسمعي أنا صبرت عليكي كتير ، لكن المره دي مفيش اي حاجه هتمنعني عن اللي عاوزه حتي لو كان انتي 
صفاء : ومين قالك اني همنعك ، بالعكس أنا معاك في اللي انت هتعمله ، وموافقه كمان علي عرضك ، بس بشرط تنفذ عمليتك الاول 
ليث بشك : انتي بتتكلمي بجد 
صفاء : مممم عشان أثبتلك حُسن نيتي ، هفضل هنا لحد ما عمليتك تتم ، ايه رأيك 
ليث بأبتسامه جنونيه : موافق ، هخلص العمليه دي و نسافر علي طول ، هخليهم يجهزولك اكبر جناح لحد بكره ، اخيرا يا صافي أنا مش مصدق 
(رسمت صفاء الابتسامه علي وجهها وهي تتابع حركات ليث ، تقسم أنه مختل عقليا ، ومكانه الحقيقي في المصحه العقليه ولكن يحتاجونه لكي يعلمو تفاصيل اكثر عن عمليه الغد كان ليث يعلم صفاء بكافه تفاصيل عمليه الغد وكانت بين الحين والآخر تملس تلك الساعه التي كانت ترتديها والذي كان تحتوي علي كاميرا صغيره الحجم تسجل كل شئ بدايه من وصولها للقصر )
في ذلك الحين كان حسام (امان) يرسل رساله الي الذراع اليمين للملكه كان محتواها 
( لقد عبث ليث معكم ، هو لم ينفذ شرطكم ولن ينفذ العمليه في الغد أيضاً ، يجب عليكم القدوم لتكملو ما يريد تخرببه)
ومن ثم أخرج تلك الشريحه وحطمها ومن ثم أبتسم براحه ، ف غذا سينتهي ذلك الكابوس ، الكابوس الذي كان يعيش بداخله خمس سنوات 
®____________________® 
_ بابا أنا موافقه 
( كانت تلك كلمات بدور التي ألقتها علي مسامع والداها و والداتها الذي كانو منشغلين بمشاهده ذلك المسلسل التلفزيوني) 
سبعاوي : موافقه علي ايه يا بنتي 
بدور : علي الدكتور شريف ، أنا فكرت كويس وموافقه
( قاطع ذهول والداها صوت زوجته بذلك الصوت ( زغروطه) ومن ثم قامت تعانق ابنتها وتبارك لها ) 
سبعاوي : متأكده يا بنتي من كلامك 
عزيزه : يعني هي لو مكنتش متأكده كانت هتقولك موافقه ، الف مبروك يا بنتي فرحتيني يا قلب امك 
( كان سبعاوي يتابع ما يحدث وهو علي يقين أن هناك شيء ما حدث فكيف وافقت بتلك السرعه ، انتظر قليلا حتي تترك زوجته ابنته )
عزيزه : عشان الخبر الحلو ده هدخل اعملكم حاجه حلوه إنما ايه هتأكلو صوابعكم وراها 
( اكتفت بدور أن ترسم ابتسامه بسيطه لوالدتها ومن ثم دلفت الي غرفتها انتظر والداها دقائق ومن ثم طرق علي بابها ودلف عندما سمع إذن الدخول ) 
بدور : اتفضل يا بابا اقعد 
سبعاوي : هتقوليلي علي طول ولا أسال انا 
بدور : علي ايه بالضبط 
سبعاوي : تعرفيني حصل ايه غير رايك
بدور بابتسامه : ابدا يا بابا ، فكرت كويس بس ، لاقيت أن الدكتور محترم ويستاهل فرصه ، وانا لما شوفت مرات يوسف امبارح
سبعاوي باستغراب : شوفتيها فين 
بدور : كانت واقفه في شباك بيته امبارح الفجر ، وطلعت حلوه اوي ولايقه علي يوسف كمان ، بس كانت حزينه اكيد بسبب المشاكل اللي بينهم ، أنا محبتوش يمكن إعجاب ، اتشديت ليه شويه عشان اول مره اختلط بحد ، اي مسمي تاني غير الحب ، لاني لو كنت حبيته  مكنتش هشوف شريف اساسا ولا هسمحله  يدخل حياتي ، ف عشان كده يا بابا بقولك ده قراري أنا موافقه علي شريف 
سبعاوي : أنا فرحان بالكلام ده والله ، وربنا يفرح قلبك يا بنتي كمان وكمان 
( خرج سبعاوي من غرفه ابنتها ، تاركها شارده فيما فعلت تقدمت و وقفت أمام شرفتها تنظر إلي نافذه يوسف ، لم تحبه ولكنها تمنته ، رأت فيه بعض الصفات التي تمنتها ولكن بعد تفكير ، هل لو قابلته قبل دخوله السجن كانت ستعجب به أيضاً ، لا والان عندما انصلح حاله كيف تطمع به لتأخده ، وماذا عن زوجته التي عاشت في عناء معه قبل السجن ، أليست هي الاحق بتغييره فكان جوابها نعم ، هي الأحق ولن تعلق فؤداها بشخص لم يراها اكتر من جاره ، فهي تستحق أن تغرم بشخص يكون ملكا لها كليا وتكون هي أول من في حياته تعلم ذلك ، فلتعطي فرصه لشخص آخر حاول بشتي الطرق لكي تعطي له اهتمام فقط ، قلبها لم يميل له بعد ولكنها تعلم أن مع مرور الوقت إذا كانت صائبه في اختيارها ام لا فذلك كان قرارها ولن يستطيع أحد ردعه حتي ولو كان ذلك الجار الوسيم ، ابتسمت بيأس وأغلقت شرفتها وكأنها تطوي تلك الصفحه من حياتها 
®_____________________®
اغلفت مصحفها عندما سمعت صوت رساله وصلت لهاتفه ، اخذت هاتفها تنظر لتلك الرساله التي ارسلت لها منذ قليل ، ف قفزت من مكانها بفرحه عارمه لتذهب لزوجها التي تركته من دقائق ليصلي فرضه 
دارين بفرحه : هيثم يا هيثم ، انت فين لسه مخلصتش صلاه 
هيثم باستغراب : أنا هنا ياداري ، مالك في ايه 
دارين : شهاب يا هيثم شهاب ، لسه بعتلي مسدج دلوقت بيقولي فيه أن هايدي اتقرأ فتحتها وكتب الكتاب كمان شهر ، وغير كده كمان قالي أنها هتقابلني النهارده في النادي علي الساعه سته ، وباعتلي رقمها ، عملتله save ودخلت اشوف صورتها علي الواتس ، ( ثم أكملت بشوق ) شوف يا هيثم حلوه اوي ازاي ، فيها كتير من ملامحي ، تفتكر هتكون حابه تعرفني ، تفتكر هتتقبلني أختها لو عرفت حاجه عن اللي كنت بعمله ، طب .....
قاطعها هيثم وهو يأخذها بين ذراعيه : داري ، أنا مش عايزك تتكلمي بالطريقة دي تاني ، ولا عايزك تفتكري اي حاجه من اللي عدت ، هتفضلي تلومي في نفسك لحد امتي ، لو انا وانتي فضلنا نعمل اللي بتعمليه ده يبقي مش هنعرف نعيش ، حياتنا بدأت من ساعه ما كل واحد تاب عن اللي كان بيعمله ، وحياتي أنا وانتي بدأت لما اتجوزونا ، يعني أنا مش فاكر حياتك لما كنتي في الجامعه كانت ازاي ، ولا عايز اعرف ولا افتكر اي حاجه من اللي فاتت ، احنا بدأنا صفحه جديده وانتي كنتي موافقه ، بترجعي لورا تاني ليه مش كنا ماشين لقدام 
دارين بدموع : أنا حاسه ان ربنا مش قابل توبتي يا هيثم ، حاسه اني لسه مش بخير وان ربنا مش هيسامحني 
هيثم بحزن : يا حبيبتي احنا مين عشان نقول ربنا تقبل مننا ولا لا ، احنا كل اللي علينا أننا نتوب توبه نصوحه ومنرجعش للي كنا فيه ، ونقرب منه ، وبعدين متنسيش أن ربنا أحن علينا من نفسنا ، وطول ما فينا النفس ولسه في يوم بيزيد في عمرنا مش لازم نيأس ولا نرجع لورا ، متخليش الشيطان يكسبك ويشكك في توبتك وفي اللي بتعمليه ، وبعدين متفتكريش أن اللي بيحصل ده انا هنسه تسميع الورد بتاع النهارده ها 
( ابتسمت دارين علي حديث زوجها الأخير ، ف كل يوم تمر عليها بجانبه يزداد عشقها له ، تُري كيف كانت عمياء من قبل ولم تراه كل ذلك الحب بعينه ، وكانت تركض خلف الأموال و شخص لم تحبه مطلقا) 
دارين : هيثم أنا بجد مش عارفه اقولك ايه ، وغير كده كمان أنا مش عارفه أنا ازاي مكنتش واخده بالي من حبك ليا قبل كده ، مش عارفه ازاي كنت مغفله للدرجادي
هيثم : وايه الجديد يا حبيبتي 
دارين وهي ترفع حاجبها : والله 
هيثم بضحك : مش قولتلك بلاش نتكلم في اللي فات ، وبعدين خليكي عارفه أن كله حب وليه وقته ، والوقت اللي بتتكلمي عليها ده اكيد مكنش وقتنا ، تفتكري لو كنا مع بعض في الوقت ده كان زمانا عملنا ايه ولا أذينا مين ، وبعدين انتي لو قولتليلي بحبك هنكون خالصين
ابتسمت دارين علي حديث زوجها الذي دائما يقلبه ل مزاح ليهون عليها : بحبك ومحبتش في حياتي قدك يا هيثم 
هيثم : حيث كده بقي ، اتفضلي ( أخرج من جيبه علبه قطيفه صغيره الحجم ) كل سنه وانتي طيبه يا حبيبه هيثم ، وعلي فكره انا اللي اتفقت مع شهاب أن احسن هديه ممكن نقدمها ليكي انتي وهايدي انكم تتجمعو تاني في اليوم اللي اتفرقتو فيه 
نظرت دارين لهيثم بذهول لتذكره عيد ميلادها ومن ثم تحولت نظرتها الي امتنان وحب تجاه كبير ، لم تعرف كيف تعبر عن فرحتها كل ما شعرت به أنها ارتفعت قليلا لكي تتشبث في أحضانه وتشدد عليه وهي تردد : بحبك بحبك اوي يا حبيبي
(لم يضيع هيثم تلك الفرصة ورفعها حتي تصل لمستواه ويشدد علي احتضانها وهو يحمد الله بداخله علي كل شئ حدث له كي يغير حياته ، وإعطائه فرصه ثانيه ليعود إدراجه عن ذلك الطريق الذي كان نهايه الموت لا محالة ، تلك اللحظة يشعر أنه حصل علي مكافأته بعد كل ذلك العناء الذي مر به ، وعن كل الأخطاء الذي فعلها 
اليوم فقط يشعر بمعني الراحه من داخله ، ولم يعد يهتم بأي شئ في تلك الحياه ، أصبحت علاقته بالله هي العلاقه الوحيده الذي يريد أن يصلحها حتي اخر يوم في عمره ، لم يكن مخير في أي شئ في حياته ، ولم يكن بجانبه الوالد الصالح ليعلمه الخطأ من الصواب ، يشعر بالامتنان تجاه فقط لأنه جعله يخضع للإقلاع عن الإدمان ، علم بعد ذلك أنه هدفه كان فقط مظهره أمام شركائه ولكنه لم يهتم لذلك ، فمنذ ذلك اليوم الذي وضع قدمه في تلك البلاد مره اخري وهو اخد القرار الاستقلال في عمله وفي حياته أيضا ، لم يكن يتوقع أن سيأتي أحد ليشاركه تلك الحياة معه ولكنها حدثت ، يحمد ربه مره اخري لأنها لم تكن عائق بل كانت مثله تبحث عن دار تشعر بها بالأمان فوجدته و كل يوم يمر تتأكد انهم برغم ما فعلوه سابقاً ولكنهم خلقو خصيصاً ليكونو معا ، ومنذ ذلك اليوم لم يلفت أحدهم يد الاخر فذلك فظهورهم مره اخري بحياه كلا منهم لم يكن عبثاً بل كان مصيرهم ، حبهم ، بدايه جديده لحياتهم وأخيراً قراراهم الذي لم يندمو عليه يوماً 
®______________________®
حمدي بصدمه : شهاب 
حاول حمدي إخفاء صدمته وحاول ابتزاز شهاب عاطفياً : إلحقني يا بني أنا بقالي كتير هنا ومعرفش حاجه
شهاب : لا ما هو أنا اللي جايبكم هنا 
حمدي : انت ، ليه 
الفيومي : معلش بس لو هقاطعكم ، حضرتك مين ؟
شهاب بثقه : شهاب البحراوي ، أبن اخو شريكك
الفيومي : ممم تشرفت يا سيدي ، طب دي مشاكل عائليه جايبني انا ليه 
شهاب : يا راجل يعني شريكك في كل أعمالك السوداء موجود هنا ومش عايز تشوفه ، علي حد علمي يعني بقالكم اكتر من عشرين سنه مشوفتوش بعض ، اخر مره شوفتو بعض امتي ياتري ، هفتكر هفتكر وقت ما كنتو بتخططو لقتل امي ولا لما بعت بنتك دارين ل صاحبك يا عمي 
حمدي : ايه اللي بتقوله ده ، مين قالك الكلام الفارغ ده ، اكيد هايدي هي عايزه تخلص مني من زمان ، اصل انت متعرفش هايدي من يوم وفاه امها وهي مش متزنه وفاكره إن أنا اللي قتلت امها 
شهاب : مممم كلام مقنع ، بس انا عندي حاجه تقنعك اكتر 
عندما انتهي شهاب من حديثه ، صفق بيده ليضئ أمامهم شاشه تعرض أمامهم ذلك الفيديو الذي رأه شهاب من قبل
حمدي : نعم يا روح امك ، عايز عيل من عيالي
الفيومي بسخريه : يا اخي الدمعه كانت هتفر من عيني ، انت هتعيش في الدور ده انت لسه بتكلمني في قتل مرات اخوك وعلي حد علمي أن اخوك عنده ابن يعني هتيتمه ولا ايه ، وبعدين انا بقول عيل واحد بس ، انت عارف ان مراتي مش بتخلف أو بمعني اصح أنا اللي مش بخلف بس مفهمها ان هي اللي مش بتخلف عشان لو عرفت هتتطلق وتتجوز غيري وطبعا أنا مش هسمحلها أن ده يحصل ، ف هاخد العيل منك واعرفها أننا اتبنيته وبكده هتفضل شايلني علي رأسها طول العمر 
حمدي : و دي اعملها ازاي يعني ، مراتي ممكن تولد في أي وقت وهي عارفه انها حامل في بنتين دي كمان مسميهم من قبل ما يجو 
الفيومي : بأي طريقه انت هتغلب يعني ، صحيح مسميهم ايه 
حمدي : هايدي و دراين 
الفيومي : ممممم هايدي الفيومي ، دارين الفيومي ، دارين احلي مش كده ، خلاص هاخد دارين ويوم ما أخدها هنفذ 
حمدي : اتفقنا ، ومن بعدها مشوفش وشك تاني
 ومن ثم انطفأت الشاشه مره اخري تزامنا مع حديث شهاب : ايه رايكم ، رجعتلكم بالذكريات ل ٢٠ سنه 
الفيومي بعصبية : الفيديو ده اتصور ازاي ؟
شهاب بهدوء : أسال شريكك 
حمدي : اخرس يا شهاب ، وانت فاكر يعني هيحصل ايه بالفيديو ده ، ولا حاجه الفيديو مش مبين وشنا ولو علي الصوت ، ف النت وبرامج تغير الاصوات ماليه الدنيا و الفيومي كده كده ميت قدام القانون ، وانا هخرج منها ، يعني مش هتوصل ل حاجه
ظل يستمع شهاب الي حديث عمه ومن ثم ارتفاعت ضحكاته تحت استغراب حمدي و الفيومي
شهاب : sorry يا جماعه بس كلامك ضحكني اوي ، عيب عليك يا عمي ده احنا حتي نفس الدم تفتكر هجيبك انت وهو وامرمطكم هنا اسبوعين من غير اي أدله خالص ، الفيديو ده نقطه في بحر اللي اللي معايا 
حمدي : قصدك ايه ؟
شهاب : قصدي ، أن معايا دليل تاني غير الفيديو ده ، ومعايا اوراق وفيديوهات تدينك في قتل مراتك فيكتوريا ده غير طبعا شغل الآثار والمخدرات اللي مع شريكك ومحاولتك ل قتل ابويا ، وكل خططك وكلامك مع هايدي ، شكلك مخدتش بالك يا عمي أن القصر مليان كاميرات وخصوصا بقي مكتب ابويا 
(شحب وجه حمدي بعد حديث شهاب وكان شهاب يستمتع بهيئته تلك )
الفيومي : طب اسمع يا شهاب أنا ممكن اعملك اي حاجه عايزها بس رجعني ما كان ما كنت 
شهاب : فيومي بيه ، ده انت لسه دورك جاي ، من اول خياناتك ونزواتك اللي كنت من وراه مراتك و التقارير اللي انت ضربتها عشان تعرف مراتك أن العيب فيها هي ، غير شغلك بردو اللي انت مشاركه فيه ، ده غير بقي تزيف موتك وهروبك ل بلد تانيه ، تفتكر فيها كام سنه سجن ، بلاش سجن انت عارف لو جوز دارين وصلك بس هيعمل ايه فيك 
حمدي بعصبيه : انت عايز ايه يا شهاب ، ها عايز تتأكد  من ايه ، اه قتلتها وكان الثمن دارين  وكنت بخطط لقتل ابوك كمان وكنت هدفع الثمن في بنتي التانيه ، واه كنت بشتغل شغل شمال 
الفيومي بأنفعال : اخرس يا غبي انت بتقول ايه ، شهاب أنا ماليش دعوه بكل ده ، أنا مقتلتهاش 
حمدي : لا قتلتها ، ولو رجع بيا الزمن تاني هعملها تاني وثالث ، كلهم كانو السبب ، كلهم حتي امك قولت هتغير عشانها و راحت لابوك مختارتنيش ، ومش هسيب كل ده عشان كله حقي أنا ، كل اللي ابوك فيه ده بتاعي أنا مش هو 
الفيومي : اخرس بقي ، هتودينا في داهيه 
حمدي : احنا روحنا في داهيه خلاص ، بس انا هفضل احرق قلبك يا شهاب أنت وابوك ، ايوه انا اللي قتلت امك وكنت هقتلك انت وابوك كمان ، بس بنتي هي اللي غبيه 
( كل ذلك كان شهاب يتصنع البرود فهو يريد أن يعترفون بالمزيد من مصائبهم ) 
الفيومي : شهاب ، عمك كبر وخرف ومش عارف بيقول ايه ، متسمعلوش ، كل ده كان قضاء وقدر ولو علي دارين أنت قولت اتجوزت وانا اهو بعد عنكم ، سيبني امشي من هنا 
شهاب : هتمشو ، بس مش زي ما انتو مفكرين 
( دلفو رجال الشرطه مقتحمين المكان بعد ما سمعو وقام بتسجيل كل كلمه تفوه بها ، فك إحد الرجال وثائقهم تحت محاولات الفرار منهما ) 
حمدي بعصبية : مخلصتش يا شهاب ، مخلصتش ، هقعد في السجن قد ايه يعني ، هطلع واكمل اللي انا عايزاه ، مش هسيبك لا انت ولا ابوك تتهنو بحاجة ، مخلصتش 
( ظل شهاب يسمع الي ذلك الحديث حتي اختفوا من أمامه ، جلس علي الارضيه وهنا سمح لنفسه بالانهيار ، وبكي علي كل ما مضي ، لم يشعر بالوقت ، ولم يشعر بأي شئ ، يشعر فقط بسكين حاد تتطعن داخل قلبه مرارا وتكرارا ، لم يعد يشعر بصوته من كثره صراخه ، تتزاحم كل تلك المشاهد امامه ، موت والداته وانهياره النفسي ، معاملته الجفا تجاه والداه ، وعندما انصلحت العلاقه بينهم جاء ذلك المدعو بعمه ل يقتله أيضا ، وابنه عمه التي تزوجت منه لكي تملك إرثه ومن ثم يقوم عمه بقتله ، انهيار علاقته بجنه كل شئ كان ينهار من حوله ، لم يعد يشعر بشئ فقط ارتاخت أعصابه كليا ، وأسند ظهره علي الحائط واغمض عينه يشعر بنيران في عينه من كثره البكاء ، مرت دقائق يشعر بذلك الهدوء من حوله ، ومن ثم لمسه ناعمه علي يده يعلمها جيدا ويعلم صاحبتها ، فتح جفونه بتعب ليري صاحبه تلك اللمسه ، نعم هي لم يخيب توقعاته قد ، يري طيفها ملامحه التي يشع منها الطيبه ، ابتسامتها الدافئة ، نظراتها الحنونه لصغيرها 
شهاب بوهن : شوفتي عملو فينا ايه من بعدك ، ما صدقوا انك مشيتي  ، داسو عليه من غيرك وانا والله ما كان ليا غيرك 
شعر بأحتضان والداته له وهي تربت علي ذراعه 
وفاء بهدوء : من يوم ما مشيت وانا مكاني هنا ( تشير بيدها علي موضع قلبه) وربيتك علي انك غالي كرامتك فوق محدش يجي عليك ، تحكم عقلك ومتتعميش بغضبك ، النهارده بس انا مرتاحه مش عشان اللي حصلهم ، لا عشان تربيتي نجحت ومحكمتش غضبك علي عقلك ، تعاله يا حبيبي نام في حضني وارتاح ، انت بقالك كتير تعبان 
( وضع رأسه التي كانت تضج بضيجيج العالم في احضان والداته أو كما صوره له عقله ، ف المظهر الخارجي أنه لا يوجد احد بالمكان سواه ، ام هو يراه والدته تحتضنه وتطيب خاطره من قسوه العالم ، يريد أن يبقي هكذا فلا يعلم متي ستأتي له مره اخري ، لم يكن بيده شئ لينقذها مما حدث لها ولم يكن يعلم أن أقرب المقربون إليه هم من يريدون أذيته وقتله هو وعائلته ، لم يكن له القرار ولكن عندما أتي فتمسك بقراره ، لم تمس عائلته بسوء و لن يغفر لأحد حاول العبث معه أو مع أحد قريب منه ، ولكن اهم قرار اتخذه هو المكوث هنا لدقائق داخل أحضان والداته ، ليرتاح قليلاً ، قبل البدء في مباراه جديده لا يعلم ماذا ستكون نهايتها ولكن كان ذلك قراره 





الخاتمه 
سنحيا بعد كربتنا ربيعاً كأننا لم نذق بالإمس مراً)
®______________________®
«في تلك الحياه ام حياه أخري لا اعلم ولكن حتما لنا لقاء»
®______________________®
عبد القادر : بس المعلومات دي ناقصه يا يوسف ، هو قالك علي الميعاد و المكان بس موضحش المكان فين بالضبط
يوسف بخيبه أمل : ده اللي قدرت أعرفه منه ، هو لو راقبنا هيكون صعب 
عبد القادر : مش موضوع صعب بس ده هيكون في المتحف وانت عارف المتحف في سياح مش هنعرف نخاطر ، غير كمان حسام عرفنا إن مكان القنبله التانيه هتكون في المترو ، لسه المكان الثالث هو اللي لغز 
_ سياده اللواء يا سياده اللواء
( كان ذلك صوت أحد الضباط ، الضابط عصام ) 
عصام : سياده اللواء بعد الفجر بلحظات وصلتنا رساله مشفره من المقدم صفاء 
عبد القادر : رساله ايه ؟
(فتح عصام تلك الورقه المدونه فيها الرساله )
عصام : ( كنت في مكان مريح جدا اي حد بسيط زيي هيحبه لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، لازم اروح مكان تاني أوسع لأجل حمايه غُلب العمر وأتمناه كل التعب ينتهي ) محدش عارف يترجم الرساله نهائي 
عبد القادر : يعني ايه الكلام ده 
( ظل يوسف يفكر ما معني تلك الكلمات ، مكان مريح ، لأجل الحمايه ، مكان أوسع ، غُلب العمر مهلا غُلب العمر) 
Flash back
كان ذلك الحديث يدور بين صفاء ويوسف قبل أيام من انتهاء علاقتهم ، كان في ذلك الوقت بدأ التغييرات علي يوسف 
صفاء : تعرف يا يوسف 
يوسف بلامبالاه : مممم 
صفاء : انت غُلب العمر 
يوسف بأستغراب : ايه غُلب العمر 
صفاء : اه انت اكتر شخص مغلبني معاه في عمري كله 
يوسف بإنفعال : لا والله ، ده بدل ما تقوليلي انت حبيب العمر ، تقوليلي اني مغلبك ، خلاص طالما مغلبك اوي كده ، روحي اتجوزي اللي يريحك ، سلام 
Back
( إذن هي ذهبت ل مكان أوسع لأجل حمايته ، ولكن إلي أين )
Flash back

يوسف : عايزه تعيشي في كوخ ؟
صفاء : بحس أن البيوت الصغيره البسيطه مريحه 
صار يوسف بجانب صفاء للعوده الي ديارهم : شرط يكون كوخ يعني عادي لو بيت صغير 
صفاء : اكيد موافقه ، بس معني كده اني لو لاقيت راحتي في البيت الصغير هتسيب اللي انت فيه وتيجي معايا 
يوسف : انتي عارفه اني مبحبش الاماكن دي ، وبرتاح اكتر في الأماكن الواسعة
Back
( مكان مريح يشبه أحد في بساطتها ، وتركته لتذهب الي مكان اوسع لأجل حمايته ، هي تحب الاماكن الصغيره ك غرفتها أو بيت صغير ، ك كبيته في تلك المنطقة علي سبيل المثال ، إذن فما المكان الأوسع التي ستكون ذاهبه إليها بالطبع ليس بيتها فلما سترسل تلك الرساله  ، مهلا أيعقل أن تكون ذهبت إليه 
يوسف : سياده اللواء ، صفاء عند ليث
عبدالقادر : انت بتقول ايه 
يوسف : صدقني هي هناك
(اقتحم جلستهم أحد الضباط يدعي مالك )
مالك بخوف : أنا اسف يا سياده اللواء بس في حاجه لازم تعرفها 
عبدالقادر : في ايه 
مالك : الرائد حسام ، عرفنا أن ليث شبه خاطف المقدم صفاء 
( كان يوسف يريد أن يخيب تخمينه ولكن كما قالت صفاء تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن)
مالك : النهارده الفجر المقدم صفاء كانت في قصر ليث ولحد دلوقت مطلعتش من مكتبه ومحدش عارف ايه اللي بيدور جوه 
نظر عبد القادر الي ساعته التي كانت تشير الي الثانيه بعد الظهر : بتقول من الفجر لحد دلوقت ، لا هي ولا ليث خرجو 
مالك : ايوه يا سياده اللواء ، الرائد حسام عايز يقتحم المكان عليهم ويكشف نفسه 
عبد القادر : لا ده يبقي اتجنن ، ابعتله أن اللواء بيقولك خليك مراقبهم وبلاش اي تهور ، وصفاء ذكيه وهتعرف تخرج من وضع صعب هتكون فيه 
مالك : أوامرك يا فندم
يوسف : أنا لازم اروح عند ليث حالا
عبد القادر : لا يا يوسف بلاش ، مرواحك هيثير شكوكه وهنخلي صفاء في خطر ، صدقني هو ممكن يكون عامل كده عشان شاكك في اللي حواليه ، و واخد صفاء كارت عشان يظهرو ليه 
يوسف : يعني هنسيبها
عبد القادر : أنا مقولتش كده ، يوسف افهمني صفاء ذكيه جدا ، وممكن كمان تكون هي اللي راحت له برجليها بس مخليه يفتكر أن هو اللي خاطفها عشان تحسسه أن اللعبه لسه في أيده 
يوسف : طب هنعمل ايه 
عبد القادر : مفيش حل غير أننا نستنه إشاره من صفاء ، أكيد هي عامله احتياطاتها قبل ما تدخله بيته ، الصبر اهدا أنا واثق في تفكير صفاء 
®__________________________®
(كانت صفاء جالسه في الجناح التي تم تجهيزه لها ، بعد محاولات لتعطي امان تلك الساعه التي كانت ترتديها دون أي يراهم أحد لكي يصلها الي مكانها أمن ،  تعلم أنها شبه محتجزه ولكن لا يمكنها المخاطره فلم يبقي الكثير علي موعد التنفيذ ، لا تعلم لما اليوم تتذكر والداتها كثيرا ، وتفكر في حال والداها إذا علم بعودتها الي العمل الذي وعدته أنها لن تعود له ، ولكن لكل قاعده شواذ ولكل وعد يأتي وقت ويجب كسره لأجل بعض الأشخاص ، وكان يجب كسر وعدها لأجل حمايه عائتلها وبالأخص غُلب العمر ، ابتسمت بيأس عندما تذكرت ذلك اللقب ، لم تتفوه به منذ سنوات ، ولا تعلم لما اليوم جاء بخاطرها وهي ترسل تلك الرساله الي المكافحة ، لا تعلم هل سيعلمو مقاصدها ام لا ، ولكنها تشعر بها ، ها هي تجلس علي الفراش مستاءه بما فعلته صغيرتها 
صفاء بأشتياق : أمي 
( ذهبت صفاء لتجلس جوارها وتنظر لها بأشتياق فهي لم تقم بزيارتها بعد وفاتها قط ) 
نجاه : أنا زعلانه منك اوي يا بنتي 
صفاء : حقك عليه ،  وحقك عليه أن موفتش بالوعد بس كان لازم اعمل كده عشان احافظ علي الكل ، بس انا حاسه اني هشوفك قريب
نجاه : لسه شويه ، بس هنقضي وقت كبير اوي مع بعض ، تعالي يا حبيبتي 
( احتضنتها صفاء بكل قوتها أو هكذا صور لها عقلها ، فذلك هو الشئ الوحيد المشترك بينها وبين شهاب ، أو للأحق اي شخص فقد والداته أو شخص عزيز عليه يصور له عقله لحظات بينهم وكأنه يرفض عدم وجوده ، ظلت صفاء علي ذلك الوضع لمده لا تعلمها ، ولكن تعلم جيدا أن تلك ليست اخر مره ستراها 
®_______________________®
تدق الان الساعه الخامسه ، بل الساعه الحاسمه في معركه الخير والشر ، الحب والكره ، الانانيه والتضحيه ، إذا كانت تلك قصه فيلم ما فسنتوقع نهايتها السعيده ولكن ذلك واقع لن يقدر أحد علي تغيره ، كان الجميع علي استعداد لذلك اليوم ، لذلك الوقت الذي انتظره الجميع منذ سنوات وأما النصر أن يكون حليفهم ، أم خيبه تصيبهم جميعاً ولكن لن تكن خيبه فقط بل مصحوبه بموت إحداهم أو موت الجميع
كان ليث يجلس في سيارته في انتظار صفاء فهو لن يخاطر ويتركها هنا ، مازال لا يعلم كيف وافقت ولكن الأهم أنها وافقت والامر كله لن يزيد عن ساعتين ويأخدها ويذهب أو هكذا يظن ، قاطعت تفكيره صفاء وهي تجلس بجانبه 
ليث : جاهزه 
صافي : أكيد ، مقولتليش المكان الثالث هيكون فين ؟
ليث : اعتبيرها مفاجأة ولا انتي مش بتحبي المفاجأت 
صافي : لا مبحبهاش 
ليث : بس ان متاكد أنها هتعجبك و اوي كمان 
نظرت صفاء له وبدأت تتحدث بلامبالاه : مقولتليش هنروح فين 
ليث : هنروح مكان هادي خالص ، نقعد فيه لحد ما يجيلنا الخبر و نطلع علي المطار ، اصلي مبحبش اشوف المناظر اللي هتحصل ولا احب انك تشوفيها انتي كمان 
صافي بسخريه : قشعرت من طيبه قلبك ، بس انت ايه اللي دخلك في كل ده ؟
ليث : ايه ده روح الضابط اللي جواكي بدأت تظهر ، بس متقلقيش قدامنا وقت كبير نتعرف فيه علي بعض 
(في ذلك الوقت كانت القوات تتحرك بقياده اللواء وكان معهم يوسف ، قام اللواء بتوزيع الي الاماكن التي عرفوها ، مجموعه ذهبت الي المتحف ومجموعه اخري الي المترو ، حاولو بقدر الإمكان أن يكون هيئتهم طبيعيه لكي لا يروعو أحد ، بينما ليث وصفاء وصلو الي مكان منعزل وكأنه أحد الصحاري رأت صفاء مقعدين و منضده مزينه بالورود ، الان بدأت تشعر بالخطر حقا وأن ذلك الذي بصحبتها ما هو إلا مختل ، لا يمكن للعيش مع للبشر ، هدئت صفاء من شعورها وتصنعت اللامبالاة مره اخري 
ليث وهو يقوم بسحب المقعد لكي تجلس عليه صافي  : ارتاحي ، لسه قدامنا وقت طويل 
بينما جلس ليث أمامها وظل يتأملها 
علي الناحيه الأخري ، كانت القوات مازالت تبحث عن حامل القنابل في المتحف ومكان القنبلة الأخري في المترو ، اما حسام كان في مكتب ليث يحاول بشتي الطرق معرفه المكان الثالث للتفجير ، لا يعلم لما لا يتلقي رد من المافيا علي رسالته الي الان ، ولكنه سيحاول ، وبينما وهو يبحث وقعت الاباجوره من علي المكتب كان حسام يود اللحاق قبل أن تسقط أرضا وجود مكانها علي المكتب كارت ذاكره صغيره ، اخده و وضع تلك الإباجوره مكانها وخرج ليبحث عن حاسوبه ، وسريعا قام بوضع ذلك الكارت ، كان عليه ادله كثيره تدين تلك جماعه المافيا ، يبدو أن ليث لم يثق بأحد منهم كما كان يخبره لذلك معه عقود كل الصفقات التي تمت بينهم وبغيره ، فيديوهات مسجله بلقائته معهم وهنام صور كثيره لاناساخري متورطين مع تلك المافيا  الان علم لما لم يجد رد من المافيا ف ليث بالنسبه لهم لا يساوي شئ بجانب من يعملون معهم ، ولكن مهلاً ما ذلك ؟
بعد عناء تم القبض علي حامل القنبله في المتحف بعد عده محاولات هروب منه ومن شريكه الذي كان معه ، الذي أرسل رساله ليخبر ليث بما حدث قبل تهشيم هاتفه من قبل أحد الضباط ، وصل الخبر اللي اللواء الذي كان جالس أمام كاميرات المراقبة ويوزع عناصره في أنحاء المترو 
اللواء : يوسف ، كلم حسام شوفو وصل لاي حاجه عن المكان الثالث ولا لسه 
يوسف : حاضر 
ولكن قبل أن يتصل يوسف ب حسام ، كان حسام يسبقه 
يوسف : الو يا حسام عرفت حاجه
حسام : ألحق يا يوسف التفجير الثالث مش مكان ، ده إنسان 
يوسف : يعني ايه 
حسام : معرفش تعرف ولا لا بس ليث يا يوسف ، ليث يبقي ابن أمير الجماعة اللي كان خاطف صفاء في اخر مهمه ليها ، ليث ناوي أن التفجير لو محصلش هيفجر العربيه اللي فيها هو وصفاء ، اسمع أنا كنت حاطط جهاز تتبع في عربيته هعرف المكان واكلمك تاني
( اغلق حسام المكالمه وسط ذهول يوسف مما سمعه ، لا لن يحدث ذلك ، ليس بعد كل ما حدث ستذهب وتتركه ، مازال هناك الكثير ليقوله لها ، ليطلب منها أن تسامحه ، ليبدأو معا مره اخري ، مازال الكثير والكثير لم يحققه معها )
اللواء : ها يا يوسف كلمت حسام 
افاق يوسف من شروده وحاول ضبط أعصابه : ااا لا ، حسام موصلش لحاجة لسه ، وقالي هيرجع يكلمني تاني ، أنا طالع بره هعمل مكالمه مهمه ، خرج يوسف بشكل طبيعي ، حتي بعد عن أنظارهم وبدأ بالركض وهو يحاول الاتصال بحسام
حسام : ايوه يا يوسف ، قدرت احدد اقرب نقطه من المكان اللي هنا فيه ، خلي اللواء ........
يوسف : لا اللواء لا ، اسمع هنتقابل انا وانت ونروح ، دي مراتي ومحدش هيخاف عليها غيري ، بسرعه أنا مستنيك 
اغلق حسام المكالمه مع يوسف وأرسل رساله لأحد أصدقائه أن يأتي بقوه وأرسل له المكان ومن ثم صعد الي سيارته ليتسابق مع الرياح وبعد دقائق ، صعد بجانبه يوسف ، ومن ثم بدأو في طريقهم 
أما صفاء وليث 
ليث : مش مصدق بجد انك هنا معايا 
صافي : أثبتلك ايه اكتر من كده 
ليث : بس انتي مقولتليش ليه سيبتي شغلك في الشرطه مع أنه كان حلمك 
صافي : وايه اللي عرفك 
ليث : اعرف كتير 
صافي : أسباب شخصيه 
ليث : قتلتي حد مثلا 
لم ترد عليه صفاء واكتفت بنظره عابره له ، ولكن تابع ليث حديثه 
ليث : مش بتردي ليه ؟ طيب بلاش ليه قتلتي امير الجماعة
نظرت صفاء له بأستنكار : ايه ، قتلت مين 
ليث : هو قالي كده بردو ، قالي لما اجيب سيرته هتعملي نفسك عبيطه ومش عارفه حاجه ، هو انتي فاكره اني اهبل ، ومش عارف الليله كلها علي ايه ، تبقي عبيطه فعلا وكمان يوسف يبقي غبي ، التفجير الحقيقي مش في المتحف ولا المترو زي ما عرفتك انتي وجوزك ، التفجير الحقيقي هو انتي 
خفق قلب صفاء بشده ، ماذا يعني بكلامه ، هل كل ما فعلته ذهب هباء كل تلك السنوات 
ليث : انتي الهدف اللي جيت عشانه ومش اي حاجه تانيه ، انتي اللي قتلتي ابويا امير الجماعة وجاي عشان اخد روحك 
صفاء : ومين اللي قالك كده ابوك ولا معاذ ، تبقي غبي يا ليث لو فاكر اني عبيطه ومش عارفه أصلك وفصلك ، أنا عارفه كويس أن مفيش تفجير ، بس انا لعبت معاك علي الكل عشان محدش يحصله حاجه بسببي ، وأديني اهو قدامك وريني هتعمل ايه 
(في تلك اللحظه امسك ليث الطاوله وقذفها من أمامه ، وقام كلا منهما وهم يصوبون السلاح بوجهه بعضهم ، في تلك اللحظه وصل حسام ويوسف إليهم ، أوقفه حسام عندما رأه ما أمامه )
صفاء : أنا عارفة كل حاجه من اول ما جيت هنا ، عشان كده انا عملت كل اللعبه دي ، سفرت اهلي ودخلت جوزي السجن لأجل تبعد عنه وأمنت كل حاجه ، اقولك وكتبت وصيتي كمان انا هنا يا قاتل يا مقتول ، أنا سيبت الشرطه اه بس منستش اللي اتعلمته 
ليث بغل : بكرهك ، عارفه ليه مش بس عشان قتلتي ابويا ، عشان بالرغم كل ده بردو انتي سابقني بخطوه ، بس مش مهم ، هقتلك يعني هقتلك ، حتي لو هموت انا كده كده بايع اومال اعترفتلك بكل اللي قولتله ده ليه
صافي : عشان غبي ، وعشان يبقي معايا ادله اسلمها معاك 
ليث بسخريه : ده لو عيشتي بقي 
ومن ثم بدأت حرب الرصاص وكلا منهم هرب من الاخر 
ليث وهو مختبئ : حتي لو هربتي ، هفضل وراكي لحد ما تموتي 
صفاء : مش بقولك غبي ، زيك زي صاحبك معاذ بالضبط ، مش هو صاحبك بردو 
يوسف : انت مش شايف اللي بيحصل  انت موقفنا هنا ليه 
حسام : دي مماطله 
يوسف : يعني ايه 
حسام : مماطله عشان نكسب وقت عما القوه تيجي فاضلها خمس دقايق ، خليك هنا وانا هروحلها 
يوسف : لا ، هات سلاحك وخليك انت ، بسرعه
(اخرج حسام سلاحه ، أعطه ليوسف ، وذهب يوسف بحذر حتي ذهب إلي مكان اختباء صافي )
صافي بصدمه : يوسف 
يوسف : مش وقته ، المهم ابن ال ..... ده ميهربش ، القوه فاضلها دقايق وتوصل ، مش هسمح لحاجه تحصلك 
صفاء بحزن : خد بالك من نفسك ومنهم يا يوسف 
(شعر يوسف بأحد يقترب منهم فأمسك يد صفاء و ركضو الي مكان آخر )
ليث : ده كده حلو اوي ، نورت يا جو متقلقش مش هقتلك
ومن ثم بدأ حرب الرصاص بينهم هم الثلاثه 
ليث : ايه الرصاص خلص ، يبقي مين فينا اللي غبي يا سياده المقدم 
يوسف : ملكش دعوه بيها انت فاهم 
ليث بأستفزاز : طالما خايف عليها اطلعلي انت 
ترك يوسف السلاح وخرج له 
يوسف : طلعت يا ليث بس خليك راجل و قد كلمتك 
خرج ليث أيضا وهو موجه سلاحه علي رأس يوسف : انت تاني شخص بكره بعدها ، معرفش ليه بس انا مبحبكش ، واهي هتخلص دلوقت
أطلق ليث الرصاصة الاخيره في سلاحه ولكنها لم تخترق يوسف ، فتح يوسف عينه تزامنا مع صوت سياره الشرطه لينظر امامه يري زوجته تستند عليه ليري كل تلك الدماء منها 
يوسف بصدمه : ص صافي فوقي ، ليه ، ليه ... فوقي 
(في ذلك الوقت كان حسام تحت قبضه ليث ، وكان ليث ينظر لهم بتشفي وهما يأخدو ليذهب الي السجن )
يوسف بخوف : صافي قومي ، عشان خاطري متروحيش 
كانت صفاء تاخد أنفاسها بصعوبه ، رؤيتها مشوشه أيضا حاولت بكل الطرق أن تتحدث : خد..بالك من ....نفس...نفسك ، ..ومن اهلنا يا يوسف
ومن ثم تركت الظلام يسحبها للداخل ولم تعد تشعر بشئ
®______________________®
(يقف وحده كطفل أضاع والداته وينظر لكل من يمر بخوف أمام غرفه العمليات لا يعلم كم من الوقت قد مر ، بالرغم من هدوء المكان لأنه في وقت متأخر من الليل وصوت عقارب الساعه يصدح صداها في المكان ، لكنه كان يقف في انتظار خروج أحد من تلك الغرفه التي دلفت إليها صفاء )
جاء حسام بعدما انتهي من مكالمته مع اللواء و وقف بجانب يوسف الذي كان يحدق في باب الغرفه : كله بقي تمام يا يوسف ، شغالين دلوقت مع ليث وعرفو حاجات كتير 
يوسف : مبقاش يهمني ، مش خلاص بقي معاكم ، ابعدو دلوقت عني و عن مراتي 
ربت حسام علي كتف يوسف بمواساه : انا مقدر اللي انت فيه ، ومحدش يقدر يلومك ، أنا هاجي بكره إن شاء الله عشان اطمن عليها ولو احتاجتو اي حاجه كلمني 
(اومأ يوسف رأسه ل حسام ومن ثم ذهب وبعد دقائق مرت ، سمع صوت هروله ونداء من خلفه ، استدار ليجد اول من يقف أمامه كانت جنه ومن ثم عمه وزوجته ومن بعدها والداه والداته الذي كان لقائهم الاول )
جنه : يوسف صافي ، صافي حصلها ايه 
لبيب : بنتي يا يوسف طمني عليها 
يوسف بضياع : معرفش 
إيمان : يعني ايه متعرفش يابني 
يوسف : كل حاجه كانت تمام لحد ما كان عايز يقتلني فجأة لاقيت صافي قدامي ، معرفش ازاي وخدت الرصاصة بدالي ، وجينا علي هنا 
جنه : طب بقالها قد ايه جوه ، محدش طلع لسه 
يوسف : بقالهم كتير ، كله بيدخل ومحدش طلع 
( ضاقت انفاس لبيب ومن ثم وضع يده علي مكان قلبه وهو يردد ابنتي ابنتي ، فزعو جميعاً عليه عدا يوسف الذي لم يكن يشعر بشئ ولم يقدر علي الحراك ، لم  يعلم كيف اخدو عمه و وضعوه في غرفه ليرتاح قليلاً ، مرت عده سويعات اخري وكلما مرت دقيقه اخري يتوقعو أسوء السيناريوهات بخاطرهم حتي انفتح ذلك الباب ، وكأن ذلك هو الأذن ليتحرك يوسف ) 
يوسف بلهفه : دكتور مراتي ، صفاء هي كويسه ؟
الطبيب : الحاله يا جماعه الحاله  كانت صعبه جدا ، بس الحمدلله عدت علي خير 
( تنفسو جميعاً بارتياح ولكن أثار الطبيب رعبهم أكثر ) 
الطبيب : بس هو في حاجه
جنه : حاجه ايه ؟
الطبيب بتوتر : هي العمليه نجحت ، بس للأسف المدام دخلت في غيبوبه ، وبجد مش عارفين ده حصل ازاي ، كل المؤشرات كانت كويسه جدا و نسبه دخولها في غيبوبه دي كانت معدومه بس حصل ، ودي حاجه خارجه عن إرداتنا 
يوسف : طب هي هتفوق امتي ؟
الطبيب : الغيبوبه ملهاش وقت معين ، في حالات بتفوق من تاني يوم ، وفي اسبوع ، وفي شهر ، وفي سنه
(شهقه خرجت من چنه و والداتها و زوجه عمها)
يوسف بشرود : سنه 
كامل : طب هو احنا منقدرش نعملها حاجه تساعدها أنها تفوق يا دكتور
الطبيب : والله هو الحاجه الوحيده اللي تقدر تعملوها ، هي انكم تفضلو جنبها وتتكلمو معاها في ذكريات عدت عليها حلوه ، هي هتبقي سماعكم وحاسه بوجودكم كمان ،  واحنا هنفضل نتابع حالتها وهنسيب الباقي علي ربنا ، ده كل اللي احنا وحضراتكم نقدر نعملو 
ويستحسن متعرفوش والداها بأي حاجة دلوقت لانه وضعه مع تقدمه في السن هتسوء حالته 
( توقف عقل يوسف بعد آخر كلمات الطبيب لم يشعر به وهو يرحل كذلك لم يشعر ب حديث عائلته حول ما يحدث ، فقط كان يشعر بتقدم قدمه ليقف أمام باب غرفه العمليات وينظر من تلك النافذه الصغيره ، ليري بصعوبه وجه صفاء ،ومن ثم دلف إليها وظل ينظر إلي وجهها وكل ما يردد بداخله ، أنه فقدها ) 
يوسف بداخله : عارف انك تعبتي كتير ، ولاخر لحظه اديتي دورك علي اكمل وجه سواء زوجه او قريبه أو حتي تجاه بلدك ، وجه وقت انك ترتاحي ، وجه وقتي أشيل عنك كل اللي كان تاعبك و وصلك لهنا ، بس ده مش معناه اني هسيبك ، حتي لو انتي عايزه تسيبني ، أنا هفضل موجود وهفضل هنا ، زي ما وجودك موجود هنا ( ثم أمسك يديها ووضعه علي قلبه) اوعدك لما تفوقي هتلاقي حاجات كتير اتغيرت للأحسن وهتلاقيني كمان محضرلك مفاجأة هتعجبك ، دي مش نهايه قصتنا ، بس انا هسيبك ترتاحي و أنا هكمل الطريق اللي مشيتي فيه و أوعدك ان المره دي مش هخذلك مهما كان ، بحبك اوي يا صافي ، وهنتقابل تاني ده وعدي ليكي ، اوفيلي انتي كمان بوعدك ليا لما قولتلي قبل كده انك مش هتمشي ( ومن ثم وضع قبله علي جبينها ورحل من الغرفه بل من المستشفى بأكلمها ، لتري أمامك الان وجه صفاء وعلي ملامحه الهدوء والاسترخاء وكأن ذلك ما تريده ، يوسف ذهب لطريق كُتب عليه أكمله من أجلها ، إذا كانت هي تراه غُلب العمر ، فهو يراه أجمل ما مَر بالعمر ، لم يوفي بأي وعد من الوعود الذي قطعها لها وهي بجوارها ، ولكن الآن سيفي بكل ما قاله ويفعل كل ما بوسعه لأجلها عندما تعود له ، فحتي وإن كان ليس لهم مُلتقي في تلك الحياه فسيكون لهم في حياه أخري ) 
®_______________________®
« مادامت الشمس تشرق فإذن الأمل هنا مع بدايه جديده»
مرت ساعات ، أسابيع ، بل سته أشهر وكانت صفاء مازالت في غيبوبتها ، كلا من حولها لم يتوقفو عن زيارتها وعن الأحاديث معها ، كانت تسير حياتهم أيضا ، فتم عقد قران( فارس و هايدي) كان حفل بسيط يضم الأقربين لهم مراعاه حزنهم علي صفاء ، عاد محمد والد شهاب ليباشر عمله ليس كما قبل ولكن يقضي بعض الوقت ، كذلك كان شهاب يمضي وقته في عمله وبجوار چنه لمواساتها و بجانب والداه ، عاد كامل وإلهام الي القصر بعدما محاولات من لبيب أنه أصبح بخير ولا داعي لوجودهم في من الأولي الآن أن يكونوا بجانب أبنهم و يباشر كامل عمله لكي لايقتله مكثوه في البيت ، كما أن دارين وهيثم رزقو بمولود جديد و أطلقو عليه اسم نور كان ذلك اختيار شهاب بعد محايلات كبير من هيثم و دارين بأن هو من سيسميه ، وكان بتشجيع من هايدي و فارس ، فمهما كان ما حدث لم ينكر أحد منهم أن شهاب ترك أثر لهم كبير ، سواء بزواج هايدي و فارس أو بجمع الاخوات بعد فراق سنوات ، لم يعلم لما ذلك الاسم اختاره شهاب ولكن ما جاء بخاطره أننا جميعاً نحتاج ل نور ليضئ عتمه طريقنا وعتمنا بداخلنا أيضا ، حتي بدور الان أصبحت زوجه ل شريف ، التي لم تندم يوم علي قرار الزواج منه ، أصبحت الآن أكثر اشراقا عن ذي قبل وأكثر ارتياح أيضا ، أصبحت الآن لديها ما تريد اب وام بجانبها و زوج وحبيب لم يتركها يوم حزينه والان في انتظار قدوم ابنتها ، اما لبيب و زوجته إيمان بالرغم من حاله الحزن الذي تسكن كلا منهم بالداخل ألا وأن كلا منهم يحاول مواساة الآخر ، بعد مرض صفاء أصبح لبيب يقضي معظم أوقاته في البيت وبالأخص بغرفه صفاء ، كانت تحاول دائما إيمان لتخرجه من تلك الحالة تنجح تاره و تفشل تاره اخري ، ولكنه بمجرد حلول الليل يذهب لبيب الي غرفتهم وتأتي جنه من عمل والداها التي أصبحت تباشره هي في الآونة الأخيرة بسبب تدهور حاله والداها ، وتدلف لغرفه أختها ، رفيقه عمرها منذ الصغر كما كانت تلقبها ، تحاول مواساه الجميع وترسم الضحكه علي وجههم ولكن هي خادعه ، تدلف لتلك الغرفه ومن ثم تنهار كلياً ، تناجي ربها كل ليلة ليعيد لها اختها فهي لم تعد تحتمل أكثر من ذلك ، جاء وقت علي الجميع أصابهم باليأس وان صفاء لن تعود لهم عدا هو ، نعم هو 
يوسف 
ذلك الفتي الذي إذ رأيته الان تعطيه عمرا فوق عمره من الحزن ، أصبح أكثر جمودا وبالأخص عندما حضر جلسه الحكم بالاعدام ل المدعو ليث ، لم يخلف بوعده لدي زوجته فهو يعمل طول الوقت أصبح اسم عائلته اكثر شهره من ذي قبل وليس فقط هنا بل في العالم ، فمنذ اسبوع كان في انجلترا يحتفل بإفتتاح شركته الجديده وفي كل ليله يذهب الي زيارتها ، ذلك الوقت فقط يتخلي عن جموده ولا مبالاته مع الجميع ، أمامها فقط يظهر يوسف الحقيقي ، يوسف الذي يجلس بجانبها ويسرد لها كل شئ يفعله وكأنه صغير عائد من مدرسته ويخبر والداته بكافه احداث يومه ، والآن هو كذلك أيضا ، يجلس أمامه وهو يرتدي تلك الحله السوداء الذي كان يحضر بها حفل تكريمه وفي يده تلك الجائزه التي تشبه كثيرا الجائزه الموضوع في غرفته القديمه 
يوسف : وبس يا ستي قومت بقي طالع علي المسرح وانا كلي غرور كده بستلم جائزه احسن رجل أعمال ، ولما جه بقي وقت الخطاب (ثم اكمل بحزن)  معرفتش أقول ايه ، هتصدقيني لو قولتلك اني كنت بدور عليكي ، كان نفسي اول ما اخلص انزل واديكي انتي الجائزه ، بس احنا فيها اهو
( قام يوسف من علي مقعده وأمسك تلك الجائزه و وضع يده أمام فمه وكأنه يمسك ميكروفون وهمي ) 
يوسف : الجائزه دي أنا بهديها لاكتر شخص يستحقها وهي مراتي صفاء الاسيوطي ، هي اللي تستحق تقف في المكان اللي انا واقف فيه ده لان هي اللي عملت كل الشركات مش انا ، ف الوقت اللي كنت غايب فيه هي اللي قومت اسم عيله الاسيوطي من تاني مش انا ، أنا بس بكمل الطريق اللي رسمته ونفذته ومشت فيه ، لكن التحيه والتقدير والشكر والاحترام ليها هي مش انا والجائزة دي انا بهديهلها ( ومن ثم أقترب يوسف الي فراش صفاء ، ووضع الجائزه في يديها ، ومن ثم جلس مره اخري )
يوسف : مش ناويه تقومي بقي ، أنا والله اتغيرت ، والمفاجأة اللي انا محضرهالك كمان مستنياكي ، وكلنا مستنين انك تكوني وسطنا ، طب عارفه عمي من يوم ما انتي دخلتي في الغيبوبه وهو زعلان ، وجنه كمان ، تعرفي أن جنه اخر حاجه رسمته كانت صورتك ومن يومها سابت الرسم وبقت بتشتغل في الشركه بدل عمي ، طب تعرفي أن دارين وهيثم جم زاروكي هنا واعتذرو ليكي كتير اوي و دارين فضلت تعيط عشان تسامحيها ، انتي حاسه بكل حاجه صح ، وحاسه بيهم لما كلهم بيجيو يزوركي كل اسبوع ، ( ومن ثم أمسك يدها و قبلها وأسند وجنته علي يديها وظل ينظر لها ) وعارفه كمان اني كل يوم معاكي هنا و جمبك ، تعرفي انك وحشتني اوي ، و وحشني كل يوم عدا علينا سوا ، تعرفي أن بابا وماما سامحوني والأوضاع بينا بقت مستقره بسببك ، طب تعرفي أن سمارا بقت حامل و هي وبسيط ناوين أنهم هيسمو بنتهم صفاء ، طب تعرفي أن لحد النهارده مش عارف ادخل اوضتنا من غيرك ، تعرفي اني من غيرك أنا ولا حاجه ( وعند تلك الكلمات انهار يوسف في البكاء ووضع يدها علي الفراش وأسند رأسه عليها ، وظل يبكي علي كل ما يحدث ، يبكي وكأنه يستوعب الان ما يحدث له ، ظل يبكي ويكمل حديثه علي تلك الوضيعه ) 
يوسف : أنا ميأستش ، أنا لسه زي ما أنا مستنيكي ، بس انتي وحشتني اوي قومي عشان خاطري ، طب بلاش عشان خاطري ، عشان جنه و عشان عمي ، كلهم مستنين انك تنوري حياتهم تاني وفي اللي مستنيكي عشان تسامحيه ، عشان خاطري قومي ، انا مهما كان مين حواليا أنا يتيم من غيرك ، ومفيش اي حاجه بتفرحني غير وجودك ، انتي وحشتني اوي ، كل يوم بقولهالك وببقي عندي أمل اسمعها منك 
_ وحشتني 
( صمت ، صدمه ، حلم ، ليس واقع أليس كذلك ، أيعقل ما سمعه أن أذنه خانته ، بالتأكيد ذلك من كثره اشتياقه فقط ، رفع رأسه تدريجياً وهو يحدق أمامه ، لا لم يتخيل وليس وهم ، كان صوتها ، نعم هي وجهها الشاحب ، عينيها الشبه منغلقه ، ابتسامتها الواهنه ، لقد أفاقت ) 
يوسف بصدمه : ص.... صا....صافي ، انتي فوقتي صح ، انتي .... دكتور
( تركها يوسف وذهب الي الخارج ليبحث عن الطبيب الذي يشرف علي حالتها ، وبعد دقائق أحضره ودلفو الي الغرفه مره اخرى ولكن ) 
يوسف : كلمتني و ......
الطبيب : فين ده يا استاذ يوسف ، المدام لسه زي ما هي اهي 
( نظر يوسف بصدمه مره أخري الي جسد زوجته ، كانت كما هي ، كيف ذلك هل كان يتوهم ) 
يوسف : بس انا بقولك ، هي فتحت عينها وكلمتني ، صدقني 
الطبيب : ممكن يكون تهيؤات ، مفيش مريض كان في غيبوبه اول ما يفوق هيتكلم معاك ده بيحصل في الافلام بس ، بياخد وقت عما يستوعب هو فين وكل حاجه حواليه ، وخصوصا لو الغيبوبه طولت ، اعتقد يا استاذ يوسف أن حضرتك مُجهد الفتره دي ، ياريت حضرتك ترتاح 
( رحل الطبيب ليترك يوسف يستوعب تلك الصدمه ، ومن ثم جلس يوسف وظل ينظر إلي صفاء ، ابتسم بيأس لما حدث ) 
يوسف : افتكرت انتقامك خلص من زمان بس شكله لسه شغال عايزه تطيرلي عقلي ، بس أنا موافق ده انتي واخده قلبي من يومك ، هعترض علي عقلي ، اديني مستني وميأستش بردو هفضل موجود يا أجمل حاجه في العمر
®______________________®
بعد مرور سنه كانت صفاء تجلس أمام قبر والداتها بعد ما انتهت من قراءه الفاتحه لها ، ثم قامت وذهبت الي إحد الأراضي الزراعيه التابعه لهم كان ذلك بعد شروق الشمس بقليل ، كانت تتأمل كل شئ حولها وتحديدا الي تلك البقعة التي واقفه عليها ، هي نفسها التي كانت تقف فيها عندما جاءت جنه إليها تخبرها بمجيئ عمها و زوجته ، ابتسمت علي تلك الذكري ، ف ذلك اليوم التي خطو فيه الي البلده انقلبت حياتها رأسا علي عقب مهلاً ما هذا الصوت 
_ صفاء يا صفاء صفاااااااااء 
استدرت صفاء لتري ذلك الذي يركض إتجاهها وهو يرتدي ذلك الجلباب الذي سخر منه من قبل 
يوسف : يا بنتي غاويه تمرمطني علي الصبح ليه بس ، مش قولتلك لازم ترتاحي 
صفاء بابتسامه مشرقه :  يا يوسف أنت بقالك شهرين مش مخليني اطلع بره البيت واليوم بيخلص كله في العلاج الطبيعي ، سيبني اشم نفسي شويه وعلي العموم أنا كويسه وبعدين كان في مشوار مهم لازم اروحه اول ما اوصل هنا 
يوسف : كنتي بتزوي طنط نجاه
(اومأت صفاء رأسها بالإيجاب ومن استدرت لتكمل طريقها مره اخري وشاركها يوسف ذلك )
يوسف : حاسه بإيه ، متأكده انك كويسه انتي بقالك شهرين بس فايقه من غيبوبة 
صفاء بيأس : متقلقش أنا كويسه الحمدلله 
يوسف بمزاح : أنا كنت عارف انك تعبتي ولازم ترتاحي بعد كل اللي حصل ده ، بس مش لدرجه تدخلي في غيبوبه سنه ، ليه عملتي كده مش كان زماني أنا اللي مكانك ....
صفاء بمقاطعة : نصيب يا يوسف ، محدش بيأخد اكتر من نصيبه صح 
يوسف : دي المره الكام اللي تنقذيني فيها ؟
صفاء بأبتسامه : من يوم ما حبيتك وانا بطلت احسب وأعد 
يوسف : سامحتني ؟
(نظرت صفاء الي يوسف الي كان منتظر إجابتها ، ولكن خابت أماله وهو يري صفاء عاجزه عن الرد بل وتتهرب من نظراته أيضا ، ابتسم يوسف بألم علي قصتهم وحياته )
يوسف : تعرفي أن قصتنا دي غريبه اوي ، ف كل مره نحاول نبدأ فيها من جديد بيحصل حاجات مش متوقعه ، حتي لما قررت اني ابدأ من الاول في مكان بعيد ، قدري جمعنا تاني وكأني قدري بيقولي لسه الحكايه مخلصتش ، طبعا مش هقولك أردلك اللي عملتيه ده ازاي ، عشان أنا مستني الاجابه منك من غير ما أسال ، والمره دي من غير ضغط من اي حد 
صفاء : قصدك ايه ؟
يوسف : قصدي انتي اللي هتحطي النهايه يا بنت عمي 
صفاء بابتسامه : بنت عمك
يوسف : هي دي بدايه الحكايه انك بنت عمي ، ومكنش لينا سُلطه علي قلوبنا وقت ما وقعنا 
صفاء بحزن : بس كان بإيدينا البُعد 
يوسف : ورجعنا تاني من غير قصد ، أو نصيب زي ما بتقولي 
صفاء : وفضلنا مع بعض زي القط والفأر 
يوسف : بس عملنا هدنه متنسيش 
صفاء بسخريه : وخالفت بيها
يوسف بوجع : كنت غبي ، كنت غبي لما كنت فاكر انك بكده هتغيري عليه و تتغيري ، كنت غبي لما فاكر أن حبي ليكي هيزيد في تغيرك وان لو كل حاجه مشت باللي كنت مخططله كنا هنبقي مبسوطين مع بعض علي طول ، كنت غبي لما مفكرتش و رجعت لطريق حاولت اقفله ب ١٠٠ باب ، طلع مش كل حاجه بتمشي زي ما احنا عايزين ، بس عارفه انا مبسوط مبسوط بجد انتي عملتني درس مهم اوي أن ده أصلي ودي أرضي ومش عيب ابدأ اني أكون فلاح ، يمكن لو كنت فخور بأصلي زيك مكنش حاجات كتير اتغيرت فيا و لا سمحت لحد أنه يغيرني بس اهو نصيب 
صفاء : اتغيرت يا يوسف 
يوسف : وانتي كمان اتغيرتي يا صافي 
صفاء برفع أحد حاجبيها : صفاء 
(نظرو كلاهما لبعض وتذكرو تلك المشاجرات في لقائهم الاول بسبب اسم صفاء استدار كلا منهم وهم يحاولون كبت ضحكاتهم )
يوسف : وانتي متغيرتيش يا صفاء 
صفاء : مين قالك اتغيرت ، اتغيرت كتير كمان بس مش من بره من جوه اتغيرت وعرفت أن الحياه مش عادله ، وأننا ممكن نفقد اعز ما لينا في غمضه عين ، ونتفاجئ بحاجات متخطرش علي بالنا ، اتغيرت وعرفت أن مش الكل هيشوف الحلو اللي جوايا وان في كتير اوي بيحكم بالظاهر بس اتعلمت ، اتعلمت أني اخد الحلو من كل واحد واسيب عيوبه ، واتعلمت أن طول ما انا مسلمها لله فاانا عمري ما هخاف من حاجه 
يوسف بغضب طفيف : واتعلمتي تنتقمي لكرامتك 
صفاء بتأكيد : واتعلمت انتقم لكرامتي 
يوسف : مبسوطه يعني لما علمتني الأدب 
صفاء : جداً
يوسف : في حاجات كتير مستنينا يا صفاء ، أولهم أهلنا مستنين النهايه اللي هتقوليها ، بس قبل ما تقولي حاجه ، عايزك تعرفي اني ملحقتش أحبك الحب اللي تستاهليه ، ولا لحقت اوفي ليكٍ بوعود كنت وعدتها ليكٍ ، صدقيني مش بتضغط عليكي في قرارك أنا متقبل اي حاجه تقوليها ، وأيا كان هو ايه عايزك تعرفي اني محبتش في الدنيا دي قدك ولا اتمنيت غيرك 
أخذت صفاء تستنشق الهواء الصافي من حولها المختلط برائحه الزرع و ظلت تنظر للمكان من حولها ومن ثم ثبتت نظراتها الي يوسف وتحدتث بتلك اللهجه التي مر الكثير علي اخر وقت تحدتث بها : قابلنا حاجات كتير يا ولد عمي ، ولسه ياما هنشوف ، وأمي الله يرحمها قالتلي قبل أكده لأجل عين تكرم ألف عين 
وانت مش أي حد 
يوسف بفرحه  : اومال انا ايه ؟
صفاء : انت ولد عمي 
يوسف بسخرية : جديده دي تصدقي ، علي العموم أنا مش عايز اسمع قرارك دلوقت ، عشان في حاجه مهمه لازم تشوفيها الاول 
صفاء : حاجه ايه ؟
يوسف : تعالي معايا بس 
( أمسك يوسف يد صفاء و ظلو يمشو حتي وصلو الي سيارته ، قطع مسافه لا بأس به ، فهو ظل طوال ذلك العام بتحضير تلك المفاجأة لها ، كان يعلم أنها تلك هي المكافأه التي سترضيها عما حدث معها ، وقف بسيارته الي مكان حاولت صفاء تعرف هويته ولكن لم تنجح كل ما رأته عده ابواب زجاجية بجانب بعضهما ومن الخارج استطاعت أن تعرف أن ذلك المكان تم بنائه علي مساحه كبيره ، ساعدها يوسف في النزول وقبل أن يدلفو الي الداخل ) 
يوسف : صفاء 
استدارت صفاء له : ايوه 
(اخرج يوسف قماشه سوداء من جيبه و وضعها علي أعين صفاء ، ومن ثم صعدو ثلاث سلالم و دلفو الي الداخل وقبل أن يزيل تلك القماشه أقترب منها ، شعر برجفه جسدها من قربه ، ابتسم ابتسامه بسيطه ، ف إلي الان مازال قربه منها له تأثير عليها ، اقترب منها اكتر حتي همس بجانب أذنها بكلمات أصابت صفاء بصدمه )
يوسف : لم يكن عليكٍ التنازل عن أحلامك التي تمنيتها لأجل احلام الأخرين ، واليوم ستخطين اول خطوه في طريق أحلامك المؤجله 
( بعد تلك الكلمات شعرت صفاء بتلك القماشه وهي تزيل من علي عينيها ، لتفتح عينيها وتري أكثر شئ لم تتوقعه وأيضاً عائلتها ) 
يوسف بفرحه من صدمتها : هنا علي مساحه ٩٠ متر حاطط فيها مكتبات جمع مكتبه يعني واعذريني لو قولت كلمه غلط أنا بحاول متكملش إنجليزي كتير في كلامي اهو ( ابتسمت صفاء بيأس منه ) موجود كمان مكان عشان لو حد عايز يقعد يقرأ هنا ( كانت زوجه عمها تقف أمام إحدي المكتبات تنظر إلي الكتب وهي ترتدي نظاره لاتعلم لما تريديها ولكنها تري أن جميع المثقفين يرتدون نظارات ، وكان عمها أيضا جالس علي أحد المقاعد يرتدي نظاره أيضا ويقرأ في أحد الكتب ) وهتلاقي كل الكتب اللي ممكن تخطر علي بالك هنا ، بابا علي فكره انت ماسك الكتاب بالعكس ( نظر كامل إلي الكتب ومن ثم قام بتعديل وضعتيه ورفع يده كأشاره أن كل شىء علي ما يرام ، كانت صفاء تضحك علي ما يحدث ، ثم أكمل يوسف حديثه ) وهنا علي مساحه ٥٠ متر مكان ل الورد اللي كان نفسك تعملي محل صغير عشان تبيعه( كانت واقفه هايدي بصحبه فارس يعدلون من هيئة الورود ، بينما اشأرت هايدي ل صفاء ف ردت لها صفاء التحيه ) ، وهنا بقي يا ستي ركن القهوه بكل أنواعها عشان عارف انتي بتحبيها قد ايه ( جاءت إيمان وهي تضع أمامها قهوتها ، وكان يقف خلفها والداها مبتسماً لابنته كانت تنظر له صفاء بحب ف والداها تحسنت صحته كثيرا الان ) 
صفاء بتذكر : نسيت تقولي علي مساحه كام 
نظر يوسف لها بحنق : بتتريقي صح ،  الحق عليه يعني بعرفك مساحه المكان ، علي العموم مضايقتنيش بردو ، ركن القهوه علي مساحه ٦٠ متر ها ( ومن ثم أكمل حديثه وهو يشير لها ) والسلم ده يطلعك علي مكتبك بيطل علي الصاله هنا( نظرت صفاء الي الاعلي لتري بسيط و سمارا وكانو يلوحون لهم بينما سمارا تضع يديها علي بطنها المنتفخه التي أصبحت علي وشك الانفجار كما يخبرها يوسف دائما ) والناحيه التانيه علي بره هتشوفي منه مساحه كبيره من الزرع اه وعلي فكره فيها شجر برتقال كتير وعلي بُعد شويه هتلاقي بركه مياه ( ومن ثم امسك يدها ليخطو بضع خطوات) وهنا بقي قسم المخبوزات ( ثم حاول أن يسبقها في الحديث )  علي مساحه ٦٥ متر ، هتقوليلي عملته ليه يايوسف( ظهرت دارين التي أصبحت في اخر شهور حملها وهي تأخد من صفاء القهوه و تضعه علي حامل بجانبه اطباق متنوعه من المخبوزات ليأخده هيثم منها و يضعه علي المنضده الموضوعه أمامهم ) هقولك عشان لو حد حابب يروق علي نفسه ويحب يفطر ويشرب قهوته وياه كتاب ولا حاجه ، اما هنا بقي ف ده بصراحه جهزته ومش عارف هتستخدميه ولا لا ( كانت جنه جالسه علي المقعد و أمامها لوحه وكان بجانبها شهاب يحمل لها الأقلام والألوان )  ، لو يعني حبيتي ترجعي للرسم تاني ، عملتو مخصوص ل فنانين العيله ، ( ثم تابع حديثه بعدما توقف أمامها وأخذ نفس عميق وتابع بهدوء ) المكان ده فضلت أجهز فيه طول الفتره اللي مكنتيش موجوده فيها ، و طلع عيني عشان الاقي الموقع ده بالذات ، وجمعتلك فيه كل حاجه بتحبيها ، كل الالوان اللي بتحبيها ، الهدوء ، هوايتك و ناسك ، الورد ، القهوه ، الكتب ، انواع المخبوزات اللي بتحبيه ، ما عدا شخص واحد انتي اللي هتحددي عايزه يكون من ضمنهم ولا يمشي 
( نظرت صفاء لكل شئ من حولها ، وتذكرت كل ما سمعته من أهلها بما فعلوه يوسف ، انتقمت بما تكفي ، وأرضت غرورها كأنثي ، تعلم حبها له وحبه لها أيضا ، لذلك لم لا ، الم يحن وقت حبهم الأن ) 
كادت صفاء أن تخبره برأيها ولكنها قاطعها صراخ سمارا ، الذي أدي الي فزعهم جميعاً
سمارا بصراخ : الحقوني هولد هولد ، اااااااااااااه ، المياه المياه بتنزل يا بسيط 
( ركضو جميع الشباب الي الخارج  ليجهز كلا من سيارته ، عدا بسيط الذي كان يحاول حمل زوجته ، فصعد لبيب وكامل بصحبه شهاب و فارس وهيثم  بينما النساء جميعا في سياره واحده كانت تقودها جنه لمعرفته الطريق ، اكتر من هايدي و دارين وبالطبع لم تجعل صفاء من تقود فهي ليست بكامل استعدادها الان لكي تتحكم في أعصابها وتقود سياره ، اما بسيط وسمارا صعدو مع يوسف  ، بينما صعدت النساء جميعا في سياره واحده
في سياره يوسف
يوسف : سرعتني امي ، بطلي صويت شويه 
سمارا بألم : هو بمزاجي يعني 
يوسف : انتي كمان ليكي عين تتكلمي ، دي خلاص البت كانت هتنطق وانتي نازله صويت ، عارفه اللي مصبرني ايه انك هتسمي بنتك علي اسمها ، غير كده اقسم بالله كنت هسيبك تنفجري لوحدك
سمارا : ما أنا كده كده هنفجر بس في وشك يا ابن الاسيوطي 
يوسف : بسيط ، سكت مراتك احسنلك 
بسيط : هو انتو هتفضلو ناقر ونقير كده لحد امتي ، وبعدين هو ده وقته يا يوسف مش شايفها تعبانه 
يوسف : يا حنين ، صحيح مين يشهد للعروسه 
سمارا بوجع : اااااااااااااااااه
يوسف : كفايه صويت كفايه ودني اتخرمت 
بسيط بقلق : شد شويه يا يوسف 
يوسف : اكتر من كده مش هطير علي الاسفلت ، هنروح كلنا نقابل وجه كريم 
سمارا : شايف صاحبك بيفول عليك
يوسف : فوقي يما ما انتي معايا في نفس العربيه 
بسيط : ياعم احترم وجودي شويه ، بتقول لمراتي معايا في نفس العربيه ، اخلص ياعم بدل ما تولدلك هنا 
( وبعد دقائق دلفو الي الي المستشفي ، كانت سمارا تصرخ من ألام والجميع قلق عليها ، كان بسيط يتحدث في الهاتف ويخبر والداها و والداتها أيضا ، بينما الجميع قلق ويدعون ليها ، فذهب يوسف إلي صفاء ) 
يوسف بهمس : بقولك ولا كان حاجه حصلت ، ها قوليلي ردك ايه ؟
صفاء : يوسف انت شايف أن ده وقته 
يوسف : لا بقولك ايه ، أنا استنيت كتير ولو مردتيش عليه دلوقت ...
صفاء : هتعمل ايه 
يوسف : هتجوز بنت سمارا 
صفاء بضحك : علي العموم هبقي مبسوطه عارف ليه ، عشان هبقي مستمتعه جدا وانا بشوف سمارا بتمارس عليك دور الحما 
يوسف : لا وعلي ايه استنيت ٥ سنين ، مش هستنه عما سمارا تولد يلا كله بثوابه المهم ننول الرضا بس 
ابتسمت صفاء علي حديثه وهربت منه وذهبت لتقف مع النساء ، بعد دقائق طويله أتلفت أعصاب الجميع ومما ساعد علي ذلك صوت صراخات سمارا ، انقطع كل ذلك مع صوت بكاء الصغير ، مما نظر الجميع لبعضهم بفرحه كبيره ، كانو في انتظار خروج أحد من الغرفه خاصاً بعد هدوء صوت الصغير ولكن تفاجأو عندما علت صوت بكاء مره اخري
بسيط : ايه ده ، هي مش كانت سكتت ، بتعيط تاني ليه 
دارين : يمكن عشان بعدوها عن سمارا فخافت ، صح 
نظرت صفاء لها : ممكن بردو يا داري
نظرت دارين الي صفاء بأمتنان فهي لا تصدق الي الان أن الجميع اصفح عنها هي و زوجها ، كان يتابع هيثم بفرحه نظرات الامتنان التي توجها زوجته الي زوجه  صديقه 
بسيط : طب هما اتأخرو كده ليه ؟
هيثم : يابني اهدا شويه ، مش لسه بيطمنو عليها و علي سمارا 
يوسف : اعذور بقي لسه اول مره 
هيثم : عقبالك يا جو 
رفع يوسف يديه وهو يردد : يارب 
ومن ثم نظر إلي هيثم وامسكه من تلابيب ملابسه : بس عارف لو مراتك عملت اللي صحبتها عملته قبل ما اسمع رد مراتي هعمل فيكم ايه 
شهاب : ولا حاجه ، اتوكس انت بس 
يوسف بأستفزاز : شيبو حبيبي ، لو موضوعي مكملش ، اوعدك انك مش هتتجوز جنه ، دي بنت عمي ولازم اختارها واحد كويس ، وانا حاسك........
شهاب بمقاطعة : يوسف حبيبي ، صاحب عمري وأبو نسب ، حاسس اني هفرح بعيالك قريب إن شاء الله
(قاطع كل ذلك خروج الطبيب وهو يحمل طفلان ، مما أثار دهشه الجميع )
الطبيب : الف مبروك ، المدام جابت تؤام ، بس كانو في واحد فيهم مستخبيه ورا التاني عشان كده مكنش بيبان في السونار ، الف مبروك 
(حمل بسيط أولاده علي ذراعيه في فرحه عارمه ، ويتذكر تلك الأيام الذي كان يسمع صوت بكاء ورجاء زوجته لله من أجل طفل والان انعم الله عليهم ب طفلين ، ف الحمد لله دائما وابدا علي شئ )
چنه : طب البنت كده كده وانتو متفقين هتسموها صفاء ، الولد بقي هتسمو ايه ؟
يوسف : اصبري بس يا چوچو لما سمارا تفوق ، ونشوف لو هي في دماغها اسم معين 
اومأ له الجميع بأقتناع وبعد دقائق كان جميعهم حول سمارا بعدما انتقلت الي غرفه عاديه ، وبعد المباركات والتهنئة من الجميع و وصول والديها أيضا 
بسيط : ها يا حبيبتي هنسمي الولد ايه ؟
سمارا : هو انتو لسه مسمتوش الولد 
بسيط : لا ، يوسف قال نصبر لحد ما نشوف انتي مقرره اسم ولا لا 
سمارا : يوسف 
يوسف : نعم 
سمارا بأبتسامه : لا مش قصدي انادي عليك ، انا قصدي أن الولد هيكون اسمه يوسف ( ثم أكملت بخبث) أصل بصراحه مينفعش يكون في اسم تاني مرتبط باسم صافي غير يوسف ولا ايه 
(بعد تلك الكلمات توجهت جميع الأعين علي صفاء ، التي أصابها الخجل الشديد ولا تعلم ماذا تفعل ولكن تركت الغرفه سريعا بعدها قالت إنها تود فعل شئ ما ، تحركت الي حديقه المستشفى وجلست علي مقعد خشبي ، تحاول ضبط أعصابها ، حتي هلت تلك الرائحة أنها رائحته التي تحفظها علي ظهر قلب ، شعرت به يجلس بجانبها ، كان هادئا ، يزداد وسماً يوما بعد يوم ، مازالت لعينه السوداء بريق خاص تأسرها ، ملامحه الهادئه ، خصلاته الكثيفه التي دائما تتمرد ولا تستقر برغم من تمشيطه لهم ، لم يعد يتركهم يزدادو طول كما في السابق ، ولحيته دائما منمقه ، لم تعلم متي وقعت بحبه بل عشقه ، لا تعلم كيف بعدما فعلت به كل ذلك ، مازال تأثيره عليها كما هو ، ظلت مده شارده فيه ، بينما   هو يحاول أن يرتب كلماته و ينظر إلي السما معتقدا أنها ايضا مثله ، ولما نظر بفزع لها عندما استدار وراها تحدق به )
يوسف بفزع : في ايه يا صافي ، بتبصيلي كده ليه 
استفاقت صفاء من شرودها : ها ، لا ابدا كنت ببص علي حاجه
يوسف : طيب ، وبعدين
صفاء : في ايه 
يوسف : انتي عارفه في ايه كويس ، ده انا مش بتكلم في حاجه طول اليوم في غيرها اصلا 
صفاء بتنهيد : حبيتك اوي يا يوسف ، من زمان من أمتي تحديدا يمكن لما وعيت علي الدنيا انت اول واحد كنت قدامي ، كنت بستنه كل إجازه عشانك ، بعمل كل حاجه ترضيك وتفرحك ، كان فاضل تقريبا خطوه وتكمل الحياه اللي رسمنها لكن في يوم وليله معرفش ايه اللي اتغير فيك ، وعدت سنين والقدر جمعنا وحصل كتير ، تفتكر هتعرف نتجاوز كل اللي حصل ونكمل من تاني ؟
يوسف بحزن : أنا عارف ان اللي عملته معاكي مش شويه ، ولا سهل أنه يتنسي ، بس البني ادم بطبعه طماع وانا لسه طمعان في رصيد غلاوتي عندك ، انك تدينا فرصه تاني ، عارف اني مش مثالي وكنت دايما طايش ، بس بردو عارف انك واخده نصيب كبير من اسمك ، ومش هتخلي النهايه وجع ، راضيني حتي بعد المرمطه اللي شوفتها علي ايديكي 
صفاء : عشان غلطان ولا انت شايف عكس كده 
يوسف : عارف واستاهل ، ولو كنتي عملتي أضعاف والله ما كنت هتكلم ، بس انا 
( نظرت صفاء له ، رأت اعينه تدور في كل مكان ، شعرت بإهتزاز نبره صوته في كلماته الاخيره ، وتلك الدموع التي تتجمع في عينه ) 
ليأخذ يوسف نفس عميق ويخرجه تدريجي وينظر إلي السما مره اخري  : بس انا بحبك ، ومعرفتش احب غيرك ولا هعرف ، قدرنا مربوط ببعض و انا عايزه افضل مربوط بيكي ، بس المره دي هنكون هنا في بلدنا مش هنمشي ، تحققي احلامك وانا هفضل جمبك ، قولتلي ايه ؟
ابتسمت صفاء وادارت وجه يوسف له : قولت أن القلب ده مكتوبالك من زمان ومش بأيدي ، لو كنت قسيت في  يوم ف ده عشان وجعتني وجيت علي كرامتي ، لكن ده ( ثم أشارت بيدها ) لسه بيدق ليك ومش عايز غيرك ، وبيطلب منك المره دي ، تكون رحيم بيه ، عشان معدتش في حمل للغُلب تاني 
يوسف بترقب و لاول مره منذ سنوات يتحدث بلهجته الفلاحي : معني أكده انك خلاص سامحتيني يا بنت عمي 
( ابتسمت صفاء بشده علي حديثه تزامنا مع إيماءه رأسها بالإيجاب فاخذها يوسف بين ذراعيه وهو يتنفس الصعداء ، ويحمد ربه علي ما قالته ، اليوم أعطته فرصه ثانيه وأخيره ولن يتصرف بغباء مره اخري ويضيعها ، بل سيتشبث بها كما هي تتشبث في أحضانه الان ، ينعمون ببعض الراحه بعد تلك السنوات التي ضاعت في مشقه مشوارهم ، كلا منهم أخطأ ، عاند ، غفر ، ابتعد ، ولكن كانت العوده نهايه قصتهم ، وبدايه طريق اخر سيسلكونه في تلك الحياه 
®________________________®
كان الانتقام لأجل الكرامه ولكن ليس لأنتهاء الحب
عواقب وضعوها لأنفسهم 
دخلاء اقتحموا حياتهم 
أسرار حاول الجميع اخفاءها ولم يفلحو 
خطط والأعيب من اقرب الأقربين 
مرض وموت وعجز وإفلاس 
حب من طرف واحد 
وقوع إحداهم الي القاع 
صداقات جديدة مع من كانو ألد الاعداء 
كانت حياه غريبه لم يتوقع اي احد منهم أنها ستحدث ولكنها حدثت ، فهل من مفر بالطبع لا 
لذلك تشجع ، لا تخشي شئ ، واجه ، اصمد ، حب من اعماق قلبك ولكن كرامتك منطقه محذوره إذا حتم الأمر و وجب عليك ذلك 
فأنتقم لكرامتك ولا تجعل أحد مهما كان تعلقك به يستهين بها ، كرامتك اولاً ومن بعدها افعل ما تشاء 
وتذكر دائما أن هناك امل بداخل اليأس 
وان كل يوم جديد يوجد بدايه جديده
وان كان الأمس مرا فسيأتي الغد بربيعه لكي يزيل كربتناً واحزاننا وكأننا لم نعاني يوماً 


                     تمت بحمد الله 

 ولقراة باقي الفصول اضغط هنا

تعليقات