رواية طفلة تزوجت اربعيني
الفصل التاسع والعشرون
بقلم مليكة
رفعت حاجبيها بعدم الفهم قائلة : لا يمكنني ، إنه عملي و مستقبلي مرتبط بهفهد : بإمكاني أن أكتب لك الشركة باسمك و لكن لا تعملي لا أريد خسارتك ....حياة : ماذا يحدث معك ! اذا اردت أن أتفهم موقفك يجب أن أعرف مالذي يحدث هنافهد : ألا تثقين بي !!!حياة : ثقتي و حبي لك موجودة و لكن العمل هو مستقبلي يا فهد و أنت أكثر من يعرف ذلككنت أعمل كراقصة الآن أصبحت مساعدة المدير ، و مع الوقت أصبحت أفهم في أعمال لم أكن أتوقع من نفسي فهمهاالأن لسبب مجهول تريد مني الإستغناء عن عملي الذي زاد من ثقتي بنفسي!!؟؟فهد : الشيء الوحيد الذي يمكنني أخبارك به هو أنني أريدك البقاء هنا في القصرليس تملك أو غيرة من عملك ، بل لأني خائف من حدوث شيء لكأو لطفلها الذي في داخلك
مسك يدها بحنان مضيفاً : أتوسل اليكحياة ؛ حسنا ساترك عملي بشرط أن تخبرني حقيقة عملك !؟؟مرة أخبرتني أمي سبب تبرعها لك لأنك تاذيتو منذ أشهر تعرضت لحادث مميتجعلك مقعد لاشهر طويلةو الآن تخبرني أن حياتنا في خطر !!!ماذا تعمل يا فهد ! هل أنت رجل مافيا !!! أصبحت خائفة على ليثأومأ برأسه قائلا : لالا لست رجل مافيا أقسم لك ، لا تخافي عليه لا يمكن أن يحدث له شيء مادمت على قيد الحياةلا له و لا لك و لا لامي أو أي أحد من عائلتيأعدك، فقط لبعض الوقت أتوسل اليكسأتكلم مع غسان و أخبره بالوضع أتوسل اليكأومأت برأسها بالموافقة ثم لامست ذقنه بلطف ثم قالت : عدني أنك لن تتعرض للمشاكل !!!اذا كان هناك يهدد سعادتنا أبتعد عنه أتوسل اليك يا فهد !!؟؟بعد كل العوائق والصعوبات التي واجهتنا الآن أريد أن نعيش في سلامأتوسل اليكعاتقها فهد بقوة ثم أغمض عينيه بألم بينما كان يداعب شعرها أردف بهدوء : أعدك لن أسمح لأحد أن يأخذ كم منيقبل جبينها ثم خرج مسرعاً من القصر
وجهته كانت مجهولةكان لابد أن يلتقي بتاجر المخدرات مروان المختاري و لكن في نفس الوقت يريد لقاء الرئيس!؟؟توقف في مكان بعيد عن المدينةترجل من السيارة ثم ظل ينظر إلى الجبال و الأشجارصرخ بأعلى صوته ، أخرج كل المخاوف التي كانت بداخلهالآن لم يعد يثق في الاستخبارات ، فهو مستعدون لقتل عائلته اذا تراجع عن عملهأما بالنسبة لتاجر المخدرات مروان المختاري فهو من أكبر و أخطر التجار الذين لم يستطع أحد اللعب عليهلعل فهد يجيد هذا العمل و لكنه الآن ضعيف و من السهل إرتكاب أخطأظل يفكر و يفكر و لم يجد سوى ثريا التي تعرف كل شيء عنه و هي من يمكنها مساعدته في إتخاذ القرار المناسبكان على وشك الاخلف بوعدهو هو على وشك أن يلتقي بها بمفردهوصل ، ترددت في السماح له بالدخول و لكنه أصرأخبرها بتهديدات والدهاثريا : سأذهب لزيارته و أعدك لن يفعل لك اي شيءفهد : أنتي لا تعرفين والدك يا ثريا لا يهمه أحداذا كان إبنه الوحيد كان السبب في موتهارغمه على هذا العمل الذي أنا فيه الآن و مات و هو في سن مبكرهل سيسمع كلامك !؟؟أردت فقط أن تمديني بالطاقة اللازمةمسكت يده ثم نظرت إليه بحنان قائلة : ستفعل الشيء الصحيحمتأكدة من أنك ستفعل الشيء الذي يضمن سلامة عائلتكأومأ برأسه ثم نظر إليها بقلة حيلة ثم قال : أجل هذا الذي أردت سماعهشكراً لك يا حبيبتي ، اه أقصد ثريادمعت عينيها ثم قالت : أخبر حياة حقيقة عملك ، يتفاخر بك متأكدة من هذافهد : كانت لتفتخر قبل أن أتخذ هذا القرارهزت ثريا رأسها قائلة : في كل الأحوال أنا أفتخر بك مهما فعلت و هي أيضا ستفعل ذلكقبل يدها ثم قال : هل جوري هنا !ثريا : أجل في غرفتهاصعد فهد إلى غرفتها ثم وجدها تلعبأقترب منها قائلا : صغيرتي !أسرعت حوري إليه و عانقته قم قالت : بابا اشتقت لك لماذا لم تعد تأتي الينا !!! إشتقت إلى أخي و قمر و جميعهمداعب وجهها بيديه الإثنين ثم قال : آسف يا جميلتي و لكني مشغول و لكن أعدك سنذهب في رحلة قريبا جميعا أنتي و أنا و والدتك و زوجتي و إبني و و جدتك و الجميعجوري : و الدراسة !!!أبتسم بلطف ثم قال : سنأخذ إجازة ، جهزي نفسك أتفقنا ! سأخبر والدتك بالوقت المناسبعانقته بقوة ثم قالت : بابا أنا أحبكدمع عينيه ثم قال بينه وبين نفسه ( سأفعل ما بوسعي للحفاظ عليكم )
بعد أن ذهب للقاء مروان المختاريدخل إلى مكتب مظلمثم خرج مروان المختاري ، يظهر على وجهه السوء و القوةمد فهد يمه ثم قال : مروان السوهاجيمروان : تشرفنا ، سمعت الكثير عنك و لكن أنا من النوع الذي لا أثق في الناسلا يمكنني أن أعمل معك دوم أخذ الاحتياطات اللازمةقبل كل شيء أريد أن أخبرك أنني جمعت المعلومات عليكفهد السوهاجي الملقب بسيد الحبالإبن الأكبر لعائلة السوهاجيوالدته خلود السوهاجي والدة حياة عمرانالحبيبة السابقة لغسان الرفاعيأنت زوج ثريا التي بقيت كتبتها السوهاجي لأسباب مجهولة و زوج بشرى أو طليقهاو حياة أيضاوالد ليث و جوري و لإبن آخر!؟؟؟توتر فهد و لكنه لم يظهر له ذلكفضل أن يظهر قوته فقال : مروان المختاري والد كل شباب هذه المنطقةزوج لإمرأة واحدة فقط و التي لم يراها أحدلم يحالفه الحظ لإنجاب الاطفال فأصبح كل من يولد في منطقته إبن لهعاشق لزوجته مما جعله يبعدها عن أعماله القذرةوضعها في مدينة أخرى في منزل رماديذو أسوار عالية جدا و لكن من وراء تلك الأسوار هناكحديقة جميلة للغاية
زوجتك تهتم بالحديقة و بالأزهر أنها عاشقة لأزهار البابونجطبقك المفضل هو الريزوتوو طبقها المفضل هو ورق العنبلا تاكل سوى من أكل زوجتكهذا يعني أنك تنتقل من مدينة لأخرى يوميافأنت لا تستطيع البقاء بعيدا عن زوجتكهل أكمل أو هذا يكفيك !!!؛أبتسم مروان بصدمة ثم قال : سمعت عليك و لكن لم أتخيل أنك ستكون ماهر لهذه الدرجة !!!!
فهد : هل هذا اطراء !مروان : لم يقترب أحد من منزلي من قبل ؟كيف عرفت كل هذه الأمور !!؟فهد : إنها أسرار عمليمروان : و ماهو عملك !!!!فهد : عميل سريضحك مروان بقهقهة ثم قال : و مضحك أيضا !؟؟فهد : لست مضحك إنه حقيقي أنا فهد السوهاجي عميل سري في الاستخباراتأرسلت للإيقاع بكأبتعد مروان عنه ثم قال : و لماذا تقول لي هذا الكلام !!؟؟فهد : لأنني تعبت و لم أعد أريد أن أعرض حياة عائلتي إلى الخطرعلمت أنك تعشق زوجتك و أنا أعشق زوجتي و عائلتياذا ابتعدت عن العمل الرئيس سيؤذي عائلتي و اذا أوقعت بكأنت ستنتقم مني بقتل عائلتي ، في كل الأحوال أنا سأتدمرلا أعلم لماذا و لكن رأيت أنك أوفى من الاستخباراتساعمل لحسابك بشرط أن تحمي عائلتيلم اعمل خارج عن القانون ولا لمرة في حياتي و لن أفعل سوى هذه المرةسافتح لك مجال هروبك من هذا البلدلأن الاستخبارات عرفت عنك الكثير و لن يبقوك على قيد الحياةسأساعدك على الخروج برفقة زوجتكبشرط أن توفر لي الحماية طوال حياتيمروان : و لماذا سأثق بكلامك !!؟فهد : لك الاختبار في التصديق أو لامروان : تريد موت الرئيس؟ إنه صعبفهد : بل أريد أن ترحل من هنا و سيكون هذا اخر عمل لي معهم لقد أبرمت إتفاق أنت آخر مهمة ليمد مروان يده قائلا : اتفقناصالحه فهد ثم قال : أتمنى أن لا يعرف أحد بذلكمروان : ساعدني و سأساعدك...
بعد أيام كان فهد قد جهز للرحلة للجميعو طوال تلك الفترة لم يقم بالتواصل مع الرئيسأو حتى أن ينفذ تعليماتهبينما وصل الجميع إلى المخيمجلست خلود على شاطىء البحر و هي تشعر بسعادة كبيرةبينما جلس فهد في حضنها داعبت شعره ثم قالت : أتمنى أن نبقى هنا دائما بعيد عن المدينةأغمض فهد عينيه بسعادة ثم قال : اذا أردتي يمكننا الإنتقال من المدينة أنتي فقط اطلبي يا أميقبلت جبينه ثم قالت : كيف حالك مع حياة !رد بسعادة : بخير ، علاقتنا جيدة بل رائعةأصبحت تثق بي و أنا أصبحت أحبها أكثرخلود : حبك لثريا كان اسطوري ، أعلم أنك لن تحب حياة مثل حبك لثريا و لكن لا تقم بخيانتها أرجوكقبل فهد يد والدته ثم قال : أخبرتك أنني أحبها و أقسم لك أنني لن أقوم بخيانتها رغم أن ثريا لا تزال على عصمتي و لكن لن أقترب منهاأمي لقد ادخلتي ملاك إلى حياتيأصبحت أشعر أنني لا أزال شابقبل أن التقي بها عندما كنت أنظر إلى نفسي في المرآة كنت أرى رجل أربعيني و لكن الآن أشعر أنني أصغر سناًحياة مفعمة بالحيوية و الحب و جعلتني أرى أنها هي من احبلن أنكر أنني لم أنسى ثريا و لكن في الوقت الحالي !!!!كل ما أفكر فيه هو حياة و كيف اكسب ثقتها الكاملةخلود : أنا سعيدة لسماع هذا اذا مت الآن سأموت مرتاحةنظر إليها بغضب ثم قال : لا تقولي هذا ارجوكيجميعهم في كفة و أنتي في كفة يا أمياذا تركتني سأجنأنا بخير لأنك هنادمعت خلود عينيها قائلة : أرجوك لا تتعلق بيأنظر إلى حياة رغم أنني أمها إلا أنها ليست متعلقة بيلأن الحياة ليست سوى وقت صغيرضع عائلتك الصغيرة هي مركز اهتمامكزوجتك و أطفالكهم من سيبقون معك مدى الحياةعدل جلسته ثم لامس وجهها ثم قال : أنتي تعلمين أنني لم أكن طفل جيدلهذا أمي تركتني و لكن رغم قسوتي عليك إلا أنك منحتني الحب في سن متأخريقولون إن الأم هي التي تربي و لكن هذا لم يكن معيأنا الام بالنسبة لي هي من تخفف من خزن أطفالها هي من تساعدهم على الخروج من قوقعتهم و من حزنهمهي من تمنحهم الثقة و الحب والعطاءالأم هي أنتي يا أميعاتقها بقوة ثم أضاف : بدونك سأضغف أنا أفعل كل شيء من أجلكعانقته بقوة. ثم قالت : زوجتك آتية أمسح دموعك لا تنهار لسبب ليس موجودصحتي جيدة و سابقى معك دائماأبتسم بلطف ثم جاء ليث مسرعا إليه و بدأ بتقبيلهأبتسم فهد ثم قال : هل تحبني أكثر من والدتك !رد حياة بشكل طفولي : أوه توقف إنه يحبني أكثرضحكت خلود ثم قالت : في العادة الذكور يحبون والدتهم ماذا يحدث يا عزيزتيضحكت حياة ثم قالت : إنه يلعب معه و لا يرفع صوته عليهبالطبع سيحبه أكثرفهد : أمي دعي ليث معك سنعود بعد قليلإبتسمت خلود ثم مسك فهد بيد حياة و بدأ بالمشي على شاطئ البحرقبل يدها ثم قال : سنبقى هنا لوقت طويلأشعر بالراحة هناحياة : لماذا لم يأتي والدك !فهد : يجب أن يهتم بالعمل ، أخذت إجازة لشهر و أريد تمضيته معكم أنتمقبلته من خده ثم قالت : أريد أن نسبح مع بعض يا فهدرفع حاجبيه قائلا : حسنا و لكن بملابسك هذهحياة : مراد أخي و لا يوجد رجل آخر هنافهد : حتى لو كان أخاكأنا وحدي من سيرى ملابسك الداخليه يا صغيرتيابتسمت بلطف ثم دخلت إلى البحر مسرعةبينما ذهب راكضا وراءها و بدأ باللعب بالماءكانت خلود تنظر إليهما و إلى سعادتهمابينما إبتسمت ثريا ثم جلست بالقرب من خلود ثم قالت : إنه يحبها أكثر منيخلود : ماذا !!!ثريا : انظري إليه لم يكن سعيد معي بهذا الشكل يا أميلم أرى فهد يضحك بهذا الشكلحبه لي كان شفقة خاصة بعد موتي أو اعتقاده أنني مت و لكن حبه لها حقيقيأنه كالطفل الصغير أنظري كيف يركض وراءها و يداعبها !لم يفعل هذا معيمسكت خلود يدها ثم قالت : آسفةثريا : لست حزينة يا أمي أقسم لك أنا سعيدة من اجلهمايجب على حياة أن تسعد في حياتهاو أنا أعدك لن أكون عائق لها أبداقررت الإنفصال عن فهد و سأترك جوري تذهبو ستأتي إلي بين وقت وآخرخلود : لماذا ! لا تزالين تحبينه !؟؟ثريا : لا و لكن أعلم أنه سيشعر بالضعف إذا شعر أنني وحيدةعلى العموم أردت أن أخبرك أن حياة زوجة رائعة و فهد يعشقها. ..
بينما كانت حياة تركض في البحرمسكها من خصرها و جذبها إليه ثم تنهد قائلا : عندما تكونين مبلولة أشعر و كأني أسدضحكت بقهقهة ثم قالت : و هل أنا لبؤة ؟أومأ برأسه قائلا : أجل و تعلمين ماذا يحدث إذا التقى الأسد مع اللبؤة !همست له بمرح : تشتعل النيران !!!ابتلع ريقه بصعوبة ثم قال : اه بالفعل يقولون رغم أن الأسد هو مالك الغابة و لكن اللبؤة يمكنها أن تضعفهالنساء حتى في صنف الحيوانات كيدكن عظمضحكت بسعادة ثم قبلته من عنقه ثم همسات بنبرة مغرية : تعال إلى الغرفة اذا لبؤتك في انتظارك .......تنهد ثم خرج من البحرأسرعت حياة إلى المنزلبينما أقترب فهد من والدته ثم قال : أمي ليث سيبقى معك لدي عملإبتسمت خلود بسعادة ثم قالت : ما هو عملك !!؟ابتلع ريقه بصعوبة ثم قال : لن أتأخر ثم دخل مسرعا إلى المنزلصعد إلى الغرفة ثم وجد حياة ترتدي منشفةأقترب منها بينما كان يخلع قميصه أردف بإغراء : ماذا يوجد تحت المنشفة !!هزت كتفيها قائلة : لا شيءبلل شفتيه بارهاق ثم جذبها إليهتنفس بصوت هادئ ثم قال : أحبك يا حياةأصبحت متأكد أنك أنتي هي حب حياتيإبتسمت بسعادة ثم قالت : فعلا !!أومأ برأسه قائلا : أجل أنتي هي متأكد من ذلكقبلها من شفتيها بحرارة ثم .......
الفصل 30 ⭐بعد أيام من العطلةكان فهد قد بدأ بتجهيز الخطة لتهريب تاجر المخدرات مروان المختاري من البلدو في نفس الوقت كان الرئيس يحاول معرفة تحركات فهد ألا أنه لم يتمكن كونه لم يعرف مكانه بعدأتصل بابنته و طلب رؤيتهاو هي بدورها لم تكن تعرف نوايا والدهافأرسلت له عنوان لمطعم قريب من مكانهمألتقت به و حذرته من أن يؤذي فهد أو حياة أو أي فرد من عائلتهو لكنه لم يهتم كثيرا لكلامهاأظهر لها من محبته و صدقه و بمجرد ذهابها أرسل ورائها رجاله ليعرف مكانه بالتحديد
من جهة أخرى كان فهد برفقة ليث في البحريعلمه السباحة بينما كانت حياة نائمة على كتف والدتهاخلود : أليس هذا جميلا!! أن تكوني هنا مع من تحبين ؟؟؟؟.فهد تغير أليس كذلك!!!؟إبتسمت حياة بسعادة قائلة : أجل أصبح إنسان مختلفحتى أنني لم أعد أصدق أنني أعيش هذه الحياة !أشعر أن هذه السعادة ستنتهي قريباً و كأنه مكتوب علي الحزنابتسمت خلود بسعادة ثم قالت : انتهى ذلك العصر يا صغيرتي الان كل شيء تغيرفهد تغير و سيتغير أكثر مع مرور الوقتالآن هو لا يفعل هذا لأنه يحبني بل لأنه يحبكهذا هو للاختلاف الذي يجب أن تعرفيهحياة : أجل إنه كذلكاتمنى أن لا يتغير هذا ، فلقد تنازلت كثيرا من أجله و لا أريد أن أفعل هذا مجددابينما كانت تنظر إليه لوح إليها بمعنى تعاليابتسمت ثم قالت : سأرى ماذا يريد
ذهبت إليه فطلب منها أن تأخذ ليث إلى الداخل ثم تعود لتمضي معه بعض الوقتبعد أن عادتدخلت إلى البحر بينما لامس خصرها ثم قال : هل تعلمين ! أريد أن تكون فتاة أريد أن أرى أبنة منك أنتيإبتسمت بلطف قائلة : أتمنى هذاهمس لها بمرح : أصبحتي تملكين جسد رائعرفعت حاجبيها بخبث قائلة : ألم أكن كذلك !؟؟؟أومأ برأسه قائلا : لا كنتي جميلة و لكنك الآن مثيرةقبلها من عنقها ثم قال : أريد أن نذهب إلى أمريكاردت عليه بعدم الفهم : كيف ! لماذا ؟!!فهد : أريد الابتعاد عن هذا المكان و أن تولد أبنتي في مكان جيدو أن تحضى بكل شيء تريدهحياة : و لكن هنا عائلتنا و كل شيء يا فهد لا يمكننا الرحيلفهد : أعلم و لكن على الأقل إلا أن تولديإبتسمت بسعادة قائلة : كما تريد أنا معك اليوم و غدا و في كل مكان و زمانعانقهل بقوة قائلا : أدخلي إلى الغرفة و جهزي لنا الحمام سآتيإبتسمت بلطف ثم ذهبتقبل أن تدخل إلى المنزل وقفت تتكلم مع خلودو بينما كان فهد يخرج من البحرلمح سيارة سوداء تراقبهم من بعيد
أسرع و خرج من البحرو بينما رأى أحد الرجال واقفين على حافة الطريقأسرع و نادى على والدته : اميييييبينما نظرت إليه خلود ، نظرت إلى الرجل اذ به يحمل سلاحه و يصوب على حياةكان مصدومة و فهد يركض إليهمالم يسنى لهما الفرصة للهروببمجرد أن أطلق النارأسرعت خلود و ضمت حياة إلى صدرهاو كانت الرصاصة من نصيب خلودبينما أسرع فهد و أخذ السلاح من سترته التي كانت مرمية على الرمالبدأ بإطلاق النار على السيارة و لم يكن يعلم أن والدته قد أصيبتو بعد أن هرب الرجل بالسيارةعاد فهد أدراجه بعد أن لاحظ وجود كل العائلة متجمعينشعر و كأن قدميه لا تحملانهكان متأكد من أن الرصاصة قد أصابت أحد منهماتجمد مكانه و ارتجف كل جسدهبينما كان لابد أن يعرف من التي أصيبتتقدم نحوهم بصعوبةو فجأة وجد والدته مرمية على الأرض و حياة تبكي بحرقةسقط على ركبتيه و نزلت دمعة من عينيهتقدم نحوها و هو لايزال على الأرضمسك يدها قائلا : أمي أنتي بخير ستكونين بخير متأكد من هذاصرخ بأعلى صوته : اتصلوا بالاسعاف على الفوررفعت خلود يدها مسكت حياة بهانظرت إلى فهد ثم قالت : ضع يدك على يديأومأ برأسه رافضا ثم قال : لا لا أريد ، ارجوكيإبتسمت بصعوبة ثم قالت : أرجوكوضع فهد يمه التي كانت ترتجف على يد حياة و خلود ثم قالت: أتوسل اليك لا تبتعد عن ابنتيكن أنت زوجها و والدها و حبيبها و اخاها و كل شيء لهادعها تصبح حبيبتك الأبدية ، ابنتك و كل حياتكأعلم أنك الآن تحبها و لكن أعلم أيضا أن عملك سيدمركلهذا السبب أريدك أن تتخلى عن كل شيء و تعتني بعائلتك فقطصرخ بعنف : توقفي لا تقومي بتوديعيستكونين بخيرتنهدت بصعوبة بينما لمح أن تنفسها بطيءصرخ مجدداً : اللعنة أين الإسعافكان الجميع يبكونمراد سلمى و اتصلوا بجاسم الذي كان من حسن الحظ قريب من المنزلوصل مسرعاًرمى نفسه على الأرض ثم قال : حبيبتي ! ماذا حدث !!؟شرح بدر له الذي حدثبينما كانت خلود غير قادرة على التكلم نظرت إلى جاسم بحنان ثم قالت : شكراً لك على كل شيءلقد انقذتني من حياتي السابقة و جعلتني أعيش كالملكةأحبك و اتمنى أن لا تنسانيبكى جاسم بحرقة بينما أردفت حياة بصدمة : لا تقولي هذا يا ماما أتوسل اليك لم اشبع منك بعدلا تتركيني لا أحد لي غيركأتوسل اليك تحملي ارجوكيرفعت رأسها إلى السماء ثم قالت : يا الله لا تأخذها مني أتوسل اليكتنهد فهد بعدم الراحة ، شعر و كأن دقات قلبه على وشك التوقفنظر إلى والدته بصدمة ثم قال : اذا كنت أنا السبب في حالتك لا يمكن أن أعيش يا أمي أنتي تعرفين أنني لا أستطيع الاستمرار من دونكأنتي هي من جعلني اتمسك بالحياة اذا رحلتي ماذا تعني لي الحياةدمعت عينيها قائلة : الحياة امامك ابنتي معك اعتني بهاتنهدت بشكل مستمرشعر الجميع أنها تلتقط آخر أنفاسهابدأ فهد بالارتجاف و التنفس بصعوبة إلا أن قالت : فهد ...ثم أغمضت عينيهاوضع يده على معصمها لم يشعر بنبضات قلبهاأبعد الجميع ثم حضنها بقوة و هو شارد الذهنلم يبكي و لم يبدي ردة فعل كالجميعالذين انهاروا بالبكاء و الصراخو أكثرهم حياةالتي كانت تبكي بحرقة و هي تقبل يد موالدتهاوصلا الإسعاف و لكنهم تأكدوا أنها ماتتأغمض فهد عينيه و بقيت خلود في حضنهكان جاسم يحاول أن يجعله يبتعد عنها لكي يأخذها الإسعاف إلى المستشفى و لكنه رفض تركهاكان يتذكر كل التضحيات التي قامت بها خلود من أجله و كل السعادة و الحنان التي منحتها لهالآن ذهبت و آخر كلمة قالتها هي اسمه ! ماذا كانت تريد أن تقول له ؟شعر و كأن العالم يضيق عليهكأنه لم يعد يتسع للعالمالآن أصبح وحيدا مرة أخرىأصبح فهد وحيد و مجرد من الاحاسيس مرة أخرىذهبت المرأة التي كانت تمده بالقوة و الحب و تدله على الطريق الصحيحبينما تذكر كل شيء نظر إلى وجهها ثم صرخ بأعلى صوته دون أن يبكي. : أميييييييييييييييبكت حياة بحرقة. بمجرد سماعها صوتهعانقتها ثريا لتخفف عن حزنهاكان الجميع منهار
في المساء عاد الجميع إلى القصرأغلق فهد على نفسه الغرفةبينما كانت الجنازة بعد ساعةبقي فهد مع والدته و حياة من الجهة الأخرى تنظر إلى والدتها ثم قالت : أمي!!! لعلنا لم نشبع من بعضنا البعض و لكن اتمنى أن نلتقي في الجنةأحبك و أحببتك دائما قبل أن اقابلكشكراً لأنك انقذتني من تلك الحياة و انقذتني مرة أخرىكان ينبغي أن أموت بدلا عنكلم يكن عليك الموت من أجليكيف لي أن أعيش من دونك ؟؟؟؟؟أغمض فهد عينيه ثم قال : هل يمكنني البقاء لوحدي معها ؟؟أومأت حياة برأسها ثم قبلت راس خلود بحنان بقيت لبعض الوقت ثم خرجت مسرعة و هي تبكياصطدمت بجاسم الذي قال لها : أين فهد !حياة : يريد البقاء بمفردهدمع عينيه قائلا : لا يمكنه أن يبكي أمامنا لهذا سيبقى لوحده
بينما لامس فهد وجه خلود ثم قال : كم أنك جميلة !؟؟؟النور ساطع على وجهكسألتحق بك قريباً لن ادعك بمفردك هناك أعدك أنني سآتي إليكو لكن قبل هذا سأقتل الذي أخذك مني بيدي الإثنينلم اقتل أحد من قبل سوى تلك العصابة التي قامت بأذيتكو الآن من قتلك !!!! سأقتله و أشرب من دمهلقد أخذك مني يا أمي ، لن ابكي اليوم و لا غدا بل في اليوم الذي اصفي فيه الشخص الذي قتلكأعدك بهذا يا أميوضع رأسه على جسدها ، امتلأت عينيه بالدموع و لكنه حبس دموعه قائلا : سأشتاق إلى حضنكأحبك أكثر من حياتي .....
بعد الجنازة دخل فهد إلى مكتبه و أغلق الباببينما بقي هناك ليومين كاملين دون أن يخرج منهبينما كانت حياة كئيبة و حزينة لموت والدتهاكانت فاطمة هي من تعتني بليثأهملت حياة نفسها و ابنها في حين كانت تنتظر فهد ليواسيها
كان هو قد انعزل عن العالم بأسرهلم يبالي بصريخ أحد أو لبكائهمفي أحد الأيام كانت حياة تبكي في منتصف الليلو شعرت بالحمىو لكنها لم ترغب في إزعاج أحدفي اليوم التالي و بينما جاءت فاطمة لأخذ ليث وجدت حرارتها مرتفعةأسرعت و طلبت من جاسم أخذها إلى المستشفى ....
بعد أيام من تلك الليلةخرج فهد من قوقعتهأخذ حمام ساخن ثم وصلته رسالة ،وضع الهاتف في جيبه ثم دخل إلى غرفة حياة التي كانت غير موجودةسأل الجميع عنها أخبروه أنها عادت إلى الشركةرفع حاجبيه بصدمة و قبل يتكلم دخلت إلى الصالون ثم قالت : ماذا هناك !!؟نظر إليها بصدمة ثم قال : لم يمضي على وفاة والدتها أيام تمكنتي من المضي قدماً !!!أومأت برأسها قائلة : أجل لقد تمكنت من ذلك ببساطة لأنني وحيدة و يجب علي الاعتناء بطفلي الوحيدفهد : جيد يا ريتني مثلكأردف جاسم بغضب : حياة أجهضت طفلها بسبب حزنها و قلة أكلهاتعرضت لارتفاع حرارة و كانت وحيدة طوال الليلعندما أخذتها إلى المستشفى كان الجنين ميت في بطنها و كان على وشك أن يسممهالقد فقدت طفلك يا فهد بينما كنت في مكتبك وحيد هي كانت تصارع الموت لوحدهادمعت حياة عينيها ثم قالت : لا تقل هذا يا أبي أنتم معيض فهد على يده ثم قال : جيد على الأقل لن تقلق على طفل صغيرحياتنا في خطر و اتمنى أن لا تخرجوا من القصر دون إذن منيالآن ليث و قمر و كل الاطفال لن يخرجوا من هنا أبدانظرت حياة إليه بحزن قائلة : لم تشعر بالحزن ؟؟؟رفع رأسه ليمنع دموعه من النزول ثم قال : بعد موت أمي لم أعد أشعر بأي شيء يا حياة متأسف لما حدث لك و لكن صدقيني قلبي أصبح لا يشعر بشيء1
خرج من القصر و هو عابسبينما أردفت حياة بحزن : فقدان أمي جعلني أفقد الجميعإبني و زوجي في أن واحد
بينما صعد فهد إلى سيارتهثم امتلأت عينيه بالدموع ثم قال : آسف يا حياة ، قلبي مجروح و لن أستطيع مواستكو أتمنى أن تذهبي بعيداً عنيلان وجودك هنا يعني الموتسأفعل المستحيل لتبتعدي عني ....حبي لك كبير لدرجة خائف من تكرار نفس المعاناة معكساتخلى عنك لأني أحبك.....
رفعت حاجبيها بعدم الفهم قائلة : لا يمكنني ، إنه عملي و مستقبلي مرتبط به
فهد : بإمكاني أن أكتب لك الشركة باسمك و لكن لا تعملي لا أريد خسارتك ....
حياة : ماذا يحدث معك ! اذا اردت أن أتفهم موقفك يجب أن أعرف مالذي يحدث هنا
فهد : ألا تثقين بي !!!
حياة : ثقتي و حبي لك موجودة و لكن العمل هو مستقبلي يا فهد و أنت أكثر من يعرف ذلك
كنت أعمل كراقصة الآن أصبحت مساعدة المدير ، و مع الوقت أصبحت أفهم في أعمال لم أكن أتوقع من نفسي فهمها
الأن لسبب مجهول تريد مني الإستغناء عن عملي الذي زاد من ثقتي بنفسي!!؟؟
فهد : الشيء الوحيد الذي يمكنني أخبارك به هو أنني أريدك البقاء هنا في القصر
ليس تملك أو غيرة من عملك ، بل لأني خائف من حدوث شيء لك
أو لطفلها الذي في داخلك
مسك يدها بحنان مضيفاً : أتوسل اليك
حياة ؛ حسنا ساترك عملي بشرط أن تخبرني حقيقة عملك !؟؟
مرة أخبرتني أمي سبب تبرعها لك لأنك تاذيت
و منذ أشهر تعرضت لحادث مميت
جعلك مقعد لاشهر طويلة
و الآن تخبرني أن حياتنا في خطر !!!
ماذا تعمل يا فهد ! هل أنت رجل مافيا !!! أصبحت خائفة على ليث
أومأ برأسه قائلا : لالا لست رجل مافيا أقسم لك ، لا تخافي عليه لا يمكن أن يحدث له شيء مادمت على قيد الحياة
لا له و لا لك و لا لامي أو أي أحد من عائلتي
أعدك، فقط لبعض الوقت أتوسل اليك
سأتكلم مع غسان و أخبره بالوضع أتوسل اليك
أومأت برأسها بالموافقة ثم لامست ذقنه بلطف ثم قالت : عدني أنك لن تتعرض للمشاكل !!!
اذا كان هناك يهدد سعادتنا أبتعد عنه أتوسل اليك يا فهد !!؟؟
بعد كل العوائق والصعوبات التي واجهتنا الآن أريد أن نعيش في سلام
أتوسل اليك
عاتقها فهد بقوة ثم أغمض عينيه بألم بينما كان يداعب شعرها أردف بهدوء : أعدك لن أسمح لأحد أن يأخذ كم مني
قبل جبينها ثم خرج مسرعاً من القصر
وجهته كانت مجهولة
كان لابد أن يلتقي بتاجر المخدرات مروان المختاري و لكن في نفس الوقت يريد لقاء الرئيس!؟؟
توقف في مكان بعيد عن المدينة
ترجل من السيارة ثم ظل ينظر إلى الجبال و الأشجار
صرخ بأعلى صوته ، أخرج كل المخاوف التي كانت بداخله
الآن لم يعد يثق في الاستخبارات ، فهو مستعدون لقتل عائلته اذا تراجع عن عمله
أما بالنسبة لتاجر المخدرات مروان المختاري فهو من أكبر و أخطر التجار الذين لم يستطع أحد اللعب عليه
لعل فهد يجيد هذا العمل و لكنه الآن ضعيف و من السهل إرتكاب أخطأ
ظل يفكر و يفكر و لم يجد سوى ثريا التي تعرف كل شيء عنه و هي من يمكنها مساعدته في إتخاذ القرار المناسب
كان على وشك الاخلف بوعده
و هو على وشك أن يلتقي بها بمفرده
وصل ، ترددت في السماح له بالدخول و لكنه أصر
أخبرها بتهديدات والدها
ثريا : سأذهب لزيارته و أعدك لن يفعل لك اي شيء
فهد : أنتي لا تعرفين والدك يا ثريا لا يهمه أحد
اذا كان إبنه الوحيد كان السبب في موته
ارغمه على هذا العمل الذي أنا فيه الآن و مات و هو في سن مبكر
هل سيسمع كلامك !؟؟
أردت فقط أن تمديني بالطاقة اللازمة
مسكت يده ثم نظرت إليه بحنان قائلة : ستفعل الشيء الصحيح
متأكدة من أنك ستفعل الشيء الذي يضمن سلامة عائلتك
أومأ برأسه ثم نظر إليها بقلة حيلة ثم قال : أجل هذا الذي أردت سماعه
شكراً لك يا حبيبتي ، اه أقصد ثريا
دمعت عينيها ثم قالت : أخبر حياة حقيقة عملك ، يتفاخر بك متأكدة من هذا
فهد : كانت لتفتخر قبل أن أتخذ هذا القرار
هزت ثريا رأسها قائلة : في كل الأحوال أنا أفتخر بك مهما فعلت و هي أيضا ستفعل ذلك
قبل يدها ثم قال : هل جوري هنا !
ثريا : أجل في غرفتها
صعد فهد إلى غرفتها ثم وجدها تلعب
أقترب منها قائلا : صغيرتي !
أسرعت حوري إليه و عانقته قم قالت : بابا اشتقت لك لماذا لم تعد تأتي الينا !!! إشتقت إلى أخي و قمر و جميعهم
داعب وجهها بيديه الإثنين ثم قال : آسف يا جميلتي و لكني مشغول و لكن أعدك سنذهب في رحلة قريبا جميعا أنتي و أنا و والدتك و زوجتي و إبني و و جدتك و الجميع
جوري : و الدراسة !!!
أبتسم بلطف ثم قال : سنأخذ إجازة ، جهزي نفسك أتفقنا ! سأخبر والدتك بالوقت المناسب
عانقته بقوة ثم قالت : بابا أنا أحبك
دمع عينيه ثم قال بينه وبين نفسه ( سأفعل ما بوسعي للحفاظ عليكم )
بعد أن ذهب للقاء مروان المختاري
دخل إلى مكتب مظلم
ثم خرج مروان المختاري ، يظهر على وجهه السوء و القوة
مد فهد يمه ثم قال : مروان السوهاجي
مروان : تشرفنا ، سمعت الكثير عنك و لكن أنا من النوع الذي لا أثق في الناس
لا يمكنني أن أعمل معك دوم أخذ الاحتياطات اللازمة
قبل كل شيء أريد أن أخبرك أنني جمعت المعلومات عليك
فهد السوهاجي الملقب بسيد الحب
الإبن الأكبر لعائلة السوهاجي
والدته خلود السوهاجي والدة حياة عمران
الحبيبة السابقة لغسان الرفاعي
أنت زوج ثريا التي بقيت كتبتها السوهاجي لأسباب مجهولة و زوج بشرى أو طليقها
و حياة أيضا
والد ليث و جوري و لإبن آخر!؟؟؟
توتر فهد و لكنه لم يظهر له ذلك
فضل أن يظهر قوته فقال : مروان المختاري والد كل شباب هذه المنطقة
زوج لإمرأة واحدة فقط و التي لم يراها أحد
لم يحالفه الحظ لإنجاب الاطفال فأصبح كل من يولد في منطقته إبن له
عاشق لزوجته مما جعله يبعدها عن أعماله القذرة
وضعها في مدينة أخرى في منزل رمادي
ذو أسوار عالية جدا و لكن من وراء تلك الأسوار هناك
حديقة جميلة للغاية
زوجتك تهتم بالحديقة و بالأزهر أنها عاشقة لأزهار البابونج
طبقك المفضل هو الريزوتو
و طبقها المفضل هو ورق العنب
لا تاكل سوى من أكل زوجتك
هذا يعني أنك تنتقل من مدينة لأخرى يوميا
فأنت لا تستطيع البقاء بعيدا عن زوجتك
هل أكمل أو هذا يكفيك !!!؛
أبتسم مروان بصدمة ثم قال : سمعت عليك و لكن لم أتخيل أنك ستكون ماهر لهذه الدرجة !!!!
فهد : هل هذا اطراء !
مروان : لم يقترب أحد من منزلي من قبل ؟
كيف عرفت كل هذه الأمور !!؟
فهد : إنها أسرار عملي
مروان : و ماهو عملك !!!!
فهد : عميل سري
ضحك مروان بقهقهة ثم قال : و مضحك أيضا !؟؟
فهد : لست مضحك إنه حقيقي أنا فهد السوهاجي عميل سري في الاستخبارات
أرسلت للإيقاع بك
أبتعد مروان عنه ثم قال : و لماذا تقول لي هذا الكلام !!؟؟
فهد : لأنني تعبت و لم أعد أريد أن أعرض حياة عائلتي إلى الخطر
علمت أنك تعشق زوجتك و أنا أعشق زوجتي و عائلتي
اذا ابتعدت عن العمل الرئيس سيؤذي عائلتي و اذا أوقعت بك
أنت ستنتقم مني بقتل عائلتي ، في كل الأحوال أنا سأتدمر
لا أعلم لماذا و لكن رأيت أنك أوفى من الاستخبارات
ساعمل لحسابك بشرط أن تحمي عائلتي
لم اعمل خارج عن القانون ولا لمرة في حياتي و لن أفعل سوى هذه المرة
سافتح لك مجال هروبك من هذا البلد
لأن الاستخبارات عرفت عنك الكثير و لن يبقوك على قيد الحياة
سأساعدك على الخروج برفقة زوجتك
بشرط أن توفر لي الحماية طوال حياتي
مروان : و لماذا سأثق بكلامك !!؟
فهد : لك الاختبار في التصديق أو لا
مروان : تريد موت الرئيس؟ إنه صعب
فهد : بل أريد أن ترحل من هنا و سيكون هذا اخر عمل لي معهم لقد أبرمت إتفاق أنت آخر مهمة لي
مد مروان يده قائلا : اتفقنا
صالحه فهد ثم قال : أتمنى أن لا يعرف أحد بذلك
مروان : ساعدني و سأساعدك
...
بعد أيام كان فهد قد جهز للرحلة للجميع
و طوال تلك الفترة لم يقم بالتواصل مع الرئيس
أو حتى أن ينفذ تعليماته
بينما وصل الجميع إلى المخيم
جلست خلود على شاطىء البحر و هي تشعر بسعادة كبيرة
بينما جلس فهد في حضنها داعبت شعره ثم قالت : أتمنى أن نبقى هنا دائما بعيد عن المدينة
أغمض فهد عينيه بسعادة ثم قال : اذا أردتي يمكننا الإنتقال من المدينة أنتي فقط اطلبي يا أمي
قبلت جبينه ثم قالت : كيف حالك مع حياة !
رد بسعادة : بخير ، علاقتنا جيدة بل رائعة
أصبحت تثق بي و أنا أصبحت أحبها أكثر
خلود : حبك لثريا كان اسطوري ، أعلم أنك لن تحب حياة مثل حبك لثريا و لكن لا تقم بخيانتها أرجوك
قبل فهد يد والدته ثم قال : أخبرتك أنني أحبها و أقسم لك أنني لن أقوم بخيانتها رغم أن ثريا لا تزال على عصمتي و لكن لن أقترب منها
أمي لقد ادخلتي ملاك إلى حياتي
أصبحت أشعر أنني لا أزال شاب
قبل أن التقي بها عندما كنت أنظر إلى نفسي في المرآة كنت أرى رجل أربعيني و لكن الآن أشعر أنني أصغر سناً
حياة مفعمة بالحيوية و الحب و جعلتني أرى أنها هي من احب
لن أنكر أنني لم أنسى ثريا و لكن في الوقت الحالي !!!!
كل ما أفكر فيه هو حياة و كيف اكسب ثقتها الكاملة
خلود : أنا سعيدة لسماع هذا اذا مت الآن سأموت مرتاحة
نظر إليها بغضب ثم قال : لا تقولي هذا ارجوكي
جميعهم في كفة و أنتي في كفة يا أمي
اذا تركتني سأجن
أنا بخير لأنك هنا
دمعت خلود عينيها قائلة : أرجوك لا تتعلق بي
أنظر إلى حياة رغم أنني أمها إلا أنها ليست متعلقة بي
لأن الحياة ليست سوى وقت صغير
ضع عائلتك الصغيرة هي مركز اهتمامك
زوجتك و أطفالك
هم من سيبقون معك مدى الحياة
عدل جلسته ثم لامس وجهها ثم قال : أنتي تعلمين أنني لم أكن طفل جيد
لهذا أمي تركتني و لكن رغم قسوتي عليك إلا أنك منحتني الحب في سن متأخر
يقولون إن الأم هي التي تربي و لكن هذا لم يكن معي
أنا الام بالنسبة لي هي من تخفف من خزن أطفالها هي من تساعدهم على الخروج من قوقعتهم و من حزنهم
هي من تمنحهم الثقة و الحب والعطاء
الأم هي أنتي يا أمي
عاتقها بقوة ثم أضاف : بدونك سأضغف أنا أفعل كل شيء من أجلك
عانقته بقوة. ثم قالت : زوجتك آتية أمسح دموعك لا تنهار لسبب ليس موجود
صحتي جيدة و سابقى معك دائما
أبتسم بلطف ثم جاء ليث مسرعا إليه و بدأ بتقبيله
أبتسم فهد ثم قال : هل تحبني أكثر من والدتك !
رد حياة بشكل طفولي : أوه توقف إنه يحبني أكثر
ضحكت خلود ثم قالت : في العادة الذكور يحبون والدتهم ماذا يحدث يا عزيزتي
ضحكت حياة ثم قالت : إنه يلعب معه و لا يرفع صوته عليه
بالطبع سيحبه أكثر
فهد : أمي دعي ليث معك سنعود بعد قليل
إبتسمت خلود ثم مسك فهد بيد حياة و بدأ بالمشي على شاطئ البحر
قبل يدها ثم قال : سنبقى هنا لوقت طويل
أشعر بالراحة هنا
حياة : لماذا لم يأتي والدك !
فهد : يجب أن يهتم بالعمل ، أخذت إجازة لشهر و أريد تمضيته معكم أنتم
قبلته من خده ثم قالت : أريد أن نسبح مع بعض يا فهد
رفع حاجبيه قائلا : حسنا و لكن بملابسك هذه
حياة : مراد أخي و لا يوجد رجل آخر هنا
فهد : حتى لو كان أخاك
أنا وحدي من سيرى ملابسك الداخليه يا صغيرتي
ابتسمت بلطف ثم دخلت إلى البحر مسرعة
بينما ذهب راكضا وراءها و بدأ باللعب بالماء
كانت خلود تنظر إليهما و إلى سعادتهما
بينما إبتسمت ثريا ثم جلست بالقرب من خلود ثم قالت : إنه يحبها أكثر مني
خلود : ماذا !!!
ثريا : انظري إليه لم يكن سعيد معي بهذا الشكل يا أمي
لم أرى فهد يضحك بهذا الشكل
حبه لي كان شفقة خاصة بعد موتي أو اعتقاده أنني مت و لكن حبه لها حقيقي
أنه كالطفل الصغير أنظري كيف يركض وراءها و يداعبها !
لم يفعل هذا معي
مسكت خلود يدها ثم قالت : آسفة
ثريا : لست حزينة يا أمي أقسم لك أنا سعيدة من اجلهما
يجب على حياة أن تسعد في حياتها
و أنا أعدك لن أكون عائق لها أبدا
قررت الإنفصال عن فهد و سأترك جوري تذهب
و ستأتي إلي بين وقت وآخر
خلود : لماذا ! لا تزالين تحبينه !؟؟
ثريا : لا و لكن أعلم أنه سيشعر بالضعف إذا شعر أنني وحيدة
على العموم أردت أن أخبرك أن حياة زوجة رائعة و فهد يعشقها. ..
بينما كانت حياة تركض في البحر
مسكها من خصرها و جذبها إليه ثم تنهد قائلا : عندما تكونين مبلولة أشعر و كأني أسد
ضحكت بقهقهة ثم قالت : و هل أنا لبؤة ؟
أومأ برأسه قائلا : أجل و تعلمين ماذا يحدث إذا التقى الأسد مع اللبؤة !
همست له بمرح : تشتعل النيران !!!
ابتلع ريقه بصعوبة ثم قال : اه بالفعل يقولون رغم أن الأسد هو مالك الغابة و لكن اللبؤة يمكنها أن تضعفه
النساء حتى في صنف الحيوانات كيدكن عظم
ضحكت بسعادة ثم قبلته من عنقه ثم همسات بنبرة مغرية : تعال إلى الغرفة اذا لبؤتك في انتظارك .......
تنهد ثم خرج من البحر
أسرعت حياة إلى المنزل
بينما أقترب فهد من والدته ثم قال : أمي ليث سيبقى معك لدي عمل
إبتسمت خلود بسعادة ثم قالت : ما هو عملك !!؟
ابتلع ريقه بصعوبة ثم قال : لن أتأخر ثم دخل مسرعا إلى المنزل
صعد إلى الغرفة ثم وجد حياة ترتدي منشفة
أقترب منها بينما كان يخلع قميصه أردف بإغراء : ماذا يوجد تحت المنشفة !!
هزت كتفيها قائلة : لا شيء
بلل شفتيه بارهاق ثم جذبها إليه
تنفس بصوت هادئ ثم قال : أحبك يا حياة
أصبحت متأكد أنك أنتي هي حب حياتي
إبتسمت بسعادة ثم قالت : فعلا !!
أومأ برأسه قائلا : أجل أنتي هي متأكد من ذلك
قبلها من شفتيها بحرارة ثم .......
الفصل 30 ⭐
بعد أيام من العطلة
كان فهد قد بدأ بتجهيز الخطة لتهريب تاجر المخدرات مروان المختاري من البلد
و في نفس الوقت كان الرئيس يحاول معرفة تحركات فهد ألا أنه لم يتمكن كونه لم يعرف مكانه بعد
أتصل بابنته و طلب رؤيتها
و هي بدورها لم تكن تعرف نوايا والدها
فأرسلت له عنوان لمطعم قريب من مكانهم
ألتقت به و حذرته من أن يؤذي فهد أو حياة أو أي فرد من عائلته
و لكنه لم يهتم كثيرا لكلامها
أظهر لها من محبته و صدقه و بمجرد ذهابها أرسل ورائها رجاله ليعرف مكانه بالتحديد
من جهة أخرى كان فهد برفقة ليث في البحر
يعلمه السباحة بينما كانت حياة نائمة على كتف والدتها
خلود : أليس هذا جميلا!! أن تكوني هنا مع من تحبين ؟؟؟؟.
فهد تغير أليس كذلك!!!؟
إبتسمت حياة بسعادة قائلة : أجل أصبح إنسان مختلف
حتى أنني لم أعد أصدق أنني أعيش هذه الحياة !
أشعر أن هذه السعادة ستنتهي قريباً و كأنه مكتوب علي الحزن
ابتسمت خلود بسعادة ثم قالت : انتهى ذلك العصر يا صغيرتي الان كل شيء تغير
فهد تغير و سيتغير أكثر مع مرور الوقت
الآن هو لا يفعل هذا لأنه يحبني بل لأنه يحبك
هذا هو للاختلاف الذي يجب أن تعرفيه
حياة : أجل إنه كذلك
اتمنى أن لا يتغير هذا ، فلقد تنازلت كثيرا من أجله و لا أريد أن أفعل هذا مجددا
بينما كانت تنظر إليه لوح إليها بمعنى تعالي
ابتسمت ثم قالت : سأرى ماذا يريد
ذهبت إليه فطلب منها أن تأخذ ليث إلى الداخل ثم تعود لتمضي معه بعض الوقت
بعد أن عادت
دخلت إلى البحر بينما لامس خصرها ثم قال : هل تعلمين ! أريد أن تكون فتاة أريد أن أرى أبنة منك أنتي
إبتسمت بلطف قائلة : أتمنى هذا
همس لها بمرح : أصبحتي تملكين جسد رائع
رفعت حاجبيها بخبث قائلة : ألم أكن كذلك !؟؟؟
أومأ برأسه قائلا : لا كنتي جميلة و لكنك الآن مثيرة
قبلها من عنقها ثم قال : أريد أن نذهب إلى أمريكا
ردت عليه بعدم الفهم : كيف ! لماذا ؟!!
فهد : أريد الابتعاد عن هذا المكان و أن تولد أبنتي في مكان جيد
و أن تحضى بكل شيء تريده
حياة : و لكن هنا عائلتنا و كل شيء يا فهد لا يمكننا الرحيل
فهد : أعلم و لكن على الأقل إلا أن تولدي
إبتسمت بسعادة قائلة : كما تريد أنا معك اليوم و غدا و في كل مكان و زمان
عانقهل بقوة قائلا : أدخلي إلى الغرفة و جهزي لنا الحمام سآتي
إبتسمت بلطف ثم ذهبت
قبل أن تدخل إلى المنزل وقفت تتكلم مع خلود
و بينما كان فهد يخرج من البحر
لمح سيارة سوداء تراقبهم من بعيد
أسرع و خرج من البحر
و بينما رأى أحد الرجال واقفين على حافة الطريق
أسرع و نادى على والدته : امييييي
بينما نظرت إليه خلود ، نظرت إلى الرجل اذ به يحمل سلاحه و يصوب على حياة
كان مصدومة و فهد يركض إليهما
لم يسنى لهما الفرصة للهروب
بمجرد أن أطلق النار
أسرعت خلود و ضمت حياة إلى صدرها
و كانت الرصاصة من نصيب خلود
بينما أسرع فهد و أخذ السلاح من سترته التي كانت مرمية على الرمال
بدأ بإطلاق النار على السيارة و لم يكن يعلم أن والدته قد أصيبت
و بعد أن هرب الرجل بالسيارة
عاد فهد أدراجه بعد أن لاحظ وجود كل العائلة متجمعين
شعر و كأن قدميه لا تحملانه
كان متأكد من أن الرصاصة قد أصابت أحد منهما
تجمد مكانه و ارتجف كل جسده
بينما كان لابد أن يعرف من التي أصيبت
تقدم نحوهم بصعوبة
و فجأة وجد والدته مرمية على الأرض و حياة تبكي بحرقة
سقط على ركبتيه و نزلت دمعة من عينيه
تقدم نحوها و هو لايزال على الأرض
مسك يدها قائلا : أمي أنتي بخير ستكونين بخير متأكد من هذا
صرخ بأعلى صوته : اتصلوا بالاسعاف على الفور
رفعت خلود يدها مسكت حياة بها
نظرت إلى فهد ثم قالت : ضع يدك على يدي
أومأ برأسه رافضا ثم قال : لا لا أريد ، ارجوكي
إبتسمت بصعوبة ثم قالت : أرجوك
وضع فهد يمه التي كانت ترتجف على يد حياة و خلود ثم قالت: أتوسل اليك لا تبتعد عن ابنتي
كن أنت زوجها و والدها و حبيبها و اخاها و كل شيء لها
دعها تصبح حبيبتك الأبدية ، ابنتك و كل حياتك
أعلم أنك الآن تحبها و لكن أعلم أيضا أن عملك سيدمرك
لهذا السبب أريدك أن تتخلى عن كل شيء و تعتني بعائلتك فقط
صرخ بعنف : توقفي لا تقومي بتوديعي
ستكونين بخير
تنهدت بصعوبة بينما لمح أن تنفسها بطيء
صرخ مجدداً : اللعنة أين الإسعاف
كان الجميع يبكون
مراد سلمى و اتصلوا بجاسم الذي كان من حسن الحظ قريب من المنزل
وصل مسرعاً
رمى نفسه على الأرض ثم قال : حبيبتي ! ماذا حدث !!؟
شرح بدر له الذي حدث
بينما كانت خلود غير قادرة على التكلم نظرت إلى جاسم بحنان ثم قالت : شكراً لك على كل شيء
لقد انقذتني من حياتي السابقة و جعلتني أعيش كالملكة
أحبك و اتمنى أن لا تنساني
بكى جاسم بحرقة بينما أردفت حياة بصدمة : لا تقولي هذا يا ماما أتوسل اليك لم اشبع منك بعد
لا تتركيني لا أحد لي غيرك
أتوسل اليك تحملي ارجوكي
رفعت رأسها إلى السماء ثم قالت : يا الله لا تأخذها مني أتوسل اليك
تنهد فهد بعدم الراحة ، شعر و كأن دقات قلبه على وشك التوقف
نظر إلى والدته بصدمة ثم قال : اذا كنت أنا السبب في حالتك لا يمكن أن أعيش يا أمي أنتي تعرفين أنني لا أستطيع الاستمرار من دونك
أنتي هي من جعلني اتمسك بالحياة اذا رحلتي ماذا تعني لي الحياة
دمعت عينيها قائلة : الحياة امامك ابنتي معك اعتني بها
تنهدت بشكل مستمر
شعر الجميع أنها تلتقط آخر أنفاسها
بدأ فهد بالارتجاف و التنفس بصعوبة إلا أن قالت : فهد ...
ثم أغمضت عينيها
وضع يده على معصمها لم يشعر بنبضات قلبها
أبعد الجميع ثم حضنها بقوة و هو شارد الذهن
لم يبكي و لم يبدي ردة فعل كالجميع
الذين انهاروا بالبكاء و الصراخ
و أكثرهم حياة
التي كانت تبكي بحرقة و هي تقبل يد موالدتها
وصلا الإسعاف و لكنهم تأكدوا أنها ماتت
أغمض فهد عينيه و بقيت خلود في حضنه
كان جاسم يحاول أن يجعله يبتعد عنها لكي يأخذها الإسعاف إلى المستشفى و لكنه رفض تركها
كان يتذكر كل التضحيات التي قامت بها خلود من أجله و كل السعادة و الحنان التي منحتها له
الآن ذهبت و آخر كلمة قالتها هي اسمه ! ماذا كانت تريد أن تقول له ؟
شعر و كأن العالم يضيق عليه
كأنه لم يعد يتسع للعالم
الآن أصبح وحيدا مرة أخرى
أصبح فهد وحيد و مجرد من الاحاسيس مرة أخرى
ذهبت المرأة التي كانت تمده بالقوة و الحب و تدله على الطريق الصحيح
بينما تذكر كل شيء نظر إلى وجهها ثم صرخ بأعلى صوته دون أن يبكي. : أمييييييييييييييي
بكت حياة بحرقة. بمجرد سماعها صوته
عانقتها ثريا لتخفف عن حزنها
كان الجميع منهار
في المساء عاد الجميع إلى القصر
أغلق فهد على نفسه الغرفة
بينما كانت الجنازة بعد ساعة
بقي فهد مع والدته و حياة من الجهة الأخرى تنظر إلى والدتها ثم قالت : أمي!!! لعلنا لم نشبع من بعضنا البعض و لكن اتمنى أن نلتقي في الجنة
أحبك و أحببتك دائما قبل أن اقابلك
شكراً لأنك انقذتني من تلك الحياة و انقذتني مرة أخرى
كان ينبغي أن أموت بدلا عنك
لم يكن عليك الموت من أجلي
كيف لي أن أعيش من دونك ؟؟؟؟؟
أغمض فهد عينيه ثم قال : هل يمكنني البقاء لوحدي معها ؟؟
أومأت حياة برأسها ثم قبلت راس خلود بحنان بقيت لبعض الوقت ثم خرجت مسرعة و هي تبكي
اصطدمت بجاسم الذي قال لها : أين فهد !
حياة : يريد البقاء بمفرده
دمع عينيه قائلا : لا يمكنه أن يبكي أمامنا لهذا سيبقى لوحده
بينما لامس فهد وجه خلود ثم قال : كم أنك جميلة !؟؟؟
النور ساطع على وجهك
سألتحق بك قريباً لن ادعك بمفردك هناك أعدك أنني سآتي إليك
و لكن قبل هذا سأقتل الذي أخذك مني بيدي الإثنين
لم اقتل أحد من قبل سوى تلك العصابة التي قامت بأذيتك
و الآن من قتلك !!!! سأقتله و أشرب من دمه
لقد أخذك مني يا أمي ، لن ابكي اليوم و لا غدا بل في اليوم الذي اصفي فيه الشخص الذي قتلك
أعدك بهذا يا أمي
وضع رأسه على جسدها ، امتلأت عينيه بالدموع و لكنه حبس دموعه قائلا : سأشتاق إلى حضنك
أحبك أكثر من حياتي .....
بعد الجنازة دخل فهد إلى مكتبه و أغلق الباب
بينما بقي هناك ليومين كاملين دون أن يخرج منه
بينما كانت حياة كئيبة و حزينة لموت والدتها
كانت فاطمة هي من تعتني بليث
أهملت حياة نفسها و ابنها في حين كانت تنتظر فهد ليواسيها
كان هو قد انعزل عن العالم بأسره
لم يبالي بصريخ أحد أو لبكائهم
في أحد الأيام كانت حياة تبكي في منتصف الليل
و شعرت بالحمى
و لكنها لم ترغب في إزعاج أحد
في اليوم التالي و بينما جاءت فاطمة لأخذ ليث وجدت حرارتها مرتفعة
أسرعت و طلبت من جاسم أخذها إلى المستشفى ....
بعد أيام من تلك الليلة
خرج فهد من قوقعته
أخذ حمام ساخن ثم وصلته رسالة ،
وضع الهاتف في جيبه ثم دخل إلى غرفة حياة التي كانت غير موجودة
سأل الجميع عنها أخبروه أنها عادت إلى الشركة
رفع حاجبيه بصدمة و قبل يتكلم دخلت إلى الصالون ثم قالت : ماذا هناك !!؟
نظر إليها بصدمة ثم قال : لم يمضي على وفاة والدتها أيام تمكنتي من المضي قدماً !!!
أومأت برأسها قائلة : أجل لقد تمكنت من ذلك ببساطة لأنني وحيدة و يجب علي الاعتناء بطفلي الوحيد
فهد : جيد يا ريتني مثلك
أردف جاسم بغضب : حياة أجهضت طفلها بسبب حزنها و قلة أكلها
تعرضت لارتفاع حرارة و كانت وحيدة طوال الليل
عندما أخذتها إلى المستشفى كان الجنين ميت في بطنها و كان على وشك أن يسممها
لقد فقدت طفلك يا فهد بينما كنت في مكتبك وحيد هي كانت تصارع الموت لوحدها
دمعت حياة عينيها ثم قالت : لا تقل هذا يا أبي أنتم معي
ض فهد على يده ثم قال : جيد على الأقل لن تقلق على طفل صغير
حياتنا في خطر و اتمنى أن لا تخرجوا من القصر دون إذن مني
الآن ليث و قمر و كل الاطفال لن يخرجوا من هنا أبدا
نظرت حياة إليه بحزن قائلة : لم تشعر بالحزن ؟؟؟
رفع رأسه ليمنع دموعه من النزول ثم قال : بعد موت أمي لم أعد أشعر بأي شيء يا حياة متأسف لما حدث لك و لكن صدقيني قلبي أصبح لا يشعر بشيء1
خرج من القصر و هو عابس
بينما أردفت حياة بحزن : فقدان أمي جعلني أفقد الجميع
إبني و زوجي في أن واحد
بينما صعد فهد إلى سيارته
ثم امتلأت عينيه بالدموع ثم قال : آسف يا حياة ، قلبي مجروح و لن أستطيع مواستك
و أتمنى أن تذهبي بعيداً عني
لان وجودك هنا يعني الموت
سأفعل المستحيل لتبتعدي عني ....
حبي لك كبير لدرجة خائف من تكرار نفس المعاناة معك
ساتخلى عنك لأني أحبك.....