رواية رحمه تقي
الفصل الخامس والعشرون
بقلم ساره مجدي
مرت ايام كثيره حاله ريحانه ليس بها جديد ... و شفائها ايضا امر مستحيل ... و غادر ماهر المستشفى بعد ان تحسنت حالته و هو يجلس على كرسي مدولب ... لكن بقاء وهاد جواره ساعده فى تخطي مرحله التأقلم على وضعه الجديد ... لاحظ غازي هذا الامر و كذلك والده و لذلك استمرت معهم ممرضه لماهر و في نفس الوقت تراعي الحج راضي و تهتم بعلاجه
ايضا عادت رُبى الى منزلها ف غازي لم يقبل ان تظل معه و يعلم الناس بذلك دون ان يتم لها عرس كبير و تدخل الى البيت كملكة متوجه و الجميع يعلم انها اصبحت سيده البيت و زوجه غازي
~~~~~~~~~~~~
داخل السياره التي تتوجه بهم الى بيت الحج راضي قال عبد الرحمن
- اعتقد يعني انه فات دلوقتي اكثر من شهرين و ماهر بقى كويس و اللى هو فيه ده قضاء ربنا و ممكن نعمل خطوبه رحمه و فرح رُبى علشان بردوا البيت هناك محتاج ست تكون فيه و لا ايه ؟
- هو انت خايف يا بابا ان عمي يزعل منك ؟
سألت رحمه و هي تعلم جيدا الاجابه لكنها تود ان تقلل من قلق والدها و تساعده على التفكير بهدوء
ليجيبها عبد الرحمن بقلق
- خايف جدا .. بس كمان يا بنتي حاله ماهر مش هيحصل فيها تغير لا دلوقتي و لا خلال فتره قريبه مش هينفع تفضلي أنت و تَقِي كده و غازي اكيد محتاج مراته جنبه تسانده و تشيل البيت
ربتت رحمه على كتف والدها حين قالت كريمه
- انت نيتك خير يا عبدالرحمن و ربنا ان شاء الله مش هيحرجك مع اخوك
لتبتسم رحمه و هي تقول
- اسمع كلام ماما و هدي اعصابك و ان شاء الله خير
ليومىء بنعم و هو يقول بصوت منخفض
- على الله التساهيل
~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان استقبال راضي و غازي لهم حافل بكل ما تحمله الكلمه من معنى و هذا جعل التوتر يقل لدى عبد الرحمن
توجهت وهاد الى غرفه ماهر حين علمت بحضورهم و كان كما توقعت يجلس على كرسيه المدولب ينظر من نافذه غرفته و القلق يرتسم على ملامحه بل و الضيق ايضا
اقتربت منه و جثت على ركبتيها امامه و قالت بهدوء
- هي متعرفش بحبك ليها ... و لا تعرف ان طلاقك كان بسببها يبقا ليه مضايق او خايف تقابلها
لينظر اليها باندهاش لتبتسم ابتسامه صغيره و هي تقول
- مستغرب انى فاهمه احساسك ؟ انا حاسه بقلبك و بكل نبضه فيه ... و كل الم جواه
- انا اسف
قالها بصوت حزين لتقول باستفهام
- على ايه ؟
اخذ نفس عميق و هو يقول بألم
- عارف اني بجرحك بتصرفاتي دي . رغم اندهاشي من ردود افعالك
لترتسم ابتسامه كسيرة على وجهها و هي تقول
- ليه انا مليش حقوقك عندك يا دكتور ماهر انا عارفه كويس اوى مكانتي و مكاني كويس ... عارفه ان بنا حواجز كتير و انك عمرك ما هتحبنى ... و بعدين انت مش مطلوب منك انك تبادلني مشاعري مش هلومك و لا بزعل منك دي حاجه مش بايدينا
صمتت لثوان ثم قالت
- انا يكفينى انى افضل جمبك ... صديقه ، ممرضه ، خدامه او باي صفه تريحك المهم ابقى جمبك و بس
ظلت نظراته عالقه على وجهها دون ان يستطيع الرد او قول اي شي امام حديثها ليخفض عيونه أرضًا لتقف و هي تقول
- يلا بينا بقى نخرج لهم و عايزاك تكون على طبيعتك ده عمك و مراته و بنت عمك و بس
اومىء بنعم لتدفع الكرسي امامها ثم فتحت الباب ليجدوا الجميع يتحدثون ببعض المرح و الود و وصل له صوت ضحكاتها الخجوله حين اقترب منهم تركت وهاد الكرسي و توجهت الى المطبخ و تلك الحركه ضايقته بشده لا يعلم السبب هل بسبب حديثها الذي لمس قلبه و سبب له الالم خاصه نظرتها لنفسها و احساسها الدائم بعدم ارتقائها لصفوف البشر الاولى
بعد مرور بعض الوقت بالحديث مع ماهر و الاطمئنان عليه قال عبد الرحمن ببعض التردد
- قبل الحادثه بتاعه ماهر الدكتور بتاع رحمه فى الجامعه كان طلب ايدها ... و اجلنا كل حاجه علشان نطمن على ماهر فى الاول ... انا كنت ... اقصد يعن
ليقاطعه راضي قائلا بود
- الف مبروك يا عبدالرحمن ومأجل ليه لحد دلوقتي ... الحمد لله اطمنى على ماهر و اكيد هو و غازي عايزين يطمنوا على اختهم و لا ايه يا ولاد ؟
ليقول غازي سريعا و عيونه ثابته على اخيه
- اه طبعا يا بابا معاك حق .. و لا ايه رايك يا ماهر ؟
ليبتسم ماهر رغم الحزن الذي يمزق احشائه وقلبه
- الف مبروك يا رحمه ربنا يتمم على خير
ثم نظر الى عمه و قال
- حدد يا عمي المعاد و كلنا مع حضرتك
ليبتسم عبدالرحمن براحه و قال من جديد
- انا عايز اقول حاجه كمان
قال غازي بأهتمام
- اتفضل يا عمي
ليقول عبد الرحمن
- بفكر بدل الفرح يبقى فرحين خطوبه و كتب كتاب رحمه و دخلتك انت و رُبى
ثم نظر الى راضي و قال ببعض التردد
- البيت محتاج ست ... خصوصًا مع تعب ريحانه دلوقتي ... و أكيد غازي محتاج مراته جنبه ... و لا انا بتكلم غلط
ليصمت الجميع لعده ثوان حتى قال راضي
- بالعكس ده عين العقل و انا معنديش مانع طبعا
ليبتسم غازي بسعاده و عيونه تلمع بشوق و حب كبير
و تمت المهمه بنجاح و اصبح الجميع سعيدا و لم يكن احدا يشعر بقلب ماهر الذي يتمزق دون رحمه
لكنه اعتذر منهم و اخبرهم بحاجه للراحه و تحرك بالكرسي و هو ينادي على وهاد الذي لحقت به و قبل ان تقول اي شيء قال هو
- عايز اتوضى و اصلي ... من فضلك ساعديني
اومئت بنعم و تحركت تنفذ طلبه و هي تعلم جيدا ما بداخل قلبه و تشعر بعذاب روحه لكنها ابدا لن تسمح ان يستمر هكذا
~~~~~~~~~~~~~~~~~
في خلال شهر كان غازي اعد جناح كامل فى البيت الكبير حتى يتزوج به و كان الموضوع سريع بسبب ان ماهر طلب منه ان يبيع كل الاثاث الموجود في جناحه و ان يعده للزواج
كان الامر صعب وحساس جدا لكن ماهر اصر على ذلك و هذا ما حدث بالفعل
و لكن قبل كل ذلك ذهبوا جميعا لبيت رُبى .. و طلبوا يدها بالشكل الائق و تكفل غازي بكل شىء
حينها اعادت له رُبى الشيك الذي اعطاه لها يوم عقد قرانه عليها في بيت عمها .
- ايه ده ؟
سأل غازي بعدم فهم لتجيبه هي بخجل و عيونها تلمع بالسعاده
- ده الشيك بتاعك .. بما انك انت اللى هتجهز اخد انا ده ليه ؟
ليبعد يدها اللى تمسك بالشيك و قال بهدوء
- ده مهرك حتى لو انا اللى هجهز كل حاجه ... ده حقك و مفيش فيه كلام ... بعد الفرح نروح البنك نسحبهم و افتح ليكي حساب
كانت عيونها تلمع بسعاده و فخر لم تستطع ان تظل صامته عن كل تلك المشاعر بداخلها لتقول بابتسامه رقيقه
- انا بجد اسعد واحده فى الدنيا ... ان ربنا رزقني بزوج مفيش منه ... راجل حقيقي و فاهم كويس اوى معنى انه يكون راجل و مسؤل ... حنون على اللى منه قاسي على اللى يفكر يمس حد تبعه ... مؤدب و بيعرف ازاي يحترم اللى اكبر منه ... بتقدر كل اللى يعمل حاجه كويسه ليك او لحد منك ... انا بجد فخوره بيك يا غازي ... و فخوره اني مراتك
مد يده يمسك خاصتها و هو يقترب منها قليلا و قال بصوت هامس
- انا اللى محظوظ بيكي و مش عارف من غيرك الوقت الصعب اللى فات ده كنت هقدر اعديه ازاي من غيرك
و انحنى يقبل يديها بحب لتفعل مثله و عيونهم متشابكه بنظرات حب يصل حد العشق و الادمان و بعد لحظات من الصمت الذي كان يحمل الكثير من الكلام قال بهدوء
- ماما لمياء مينفعش تفضل هنا لوحدها ... لازم تيجي تعيش معانا
نظرت فى اتجاه والدتها التى تتحدث مع كريمه بود و حب و كأنهم اصدقاء منذ سنوات و قالت
- مش هتوافق يا غازي ... و اصلا مش هينفع والدتك مش موجوده فى البيت و
ليقاطعها قائلا
- انا عندي الحل يا ستي متقلقيش
- بجد ؟!
سألته بلهفه ليقول لها بهدوء
- طبعا ... تعالي معايا
و عادوا ليجلسوا معهم حين حضرت رحمه و بين يديها اكواب العصير تقول بمرح
- انا جبت عصير علشان مفيش شربات
ثم نظرت الى والدتها و والده رُبى و قالت
- هو انتوا مش بتزغرتوا ليه ها مش في عندنا فرح يا جدعان
ليضحك الجميع و رفعت كل من لمياء و كريمه يديهم و بدأوا منافسه قويه في من هي صاحبه اطول نفس
حين هدأت الاجواء قليلا قال غازي بهدوئه المعتاد
- ماما لمياء انا و رُبى مش هنبقا مرتاحين و انت قاعده هنا لوحدك و علشان كده انا فكرت في حاجه و اتمنى حضرتك توافقي عليها
نظرت لمياء لابنتها لتجدها تنظر لها برجاء لتقول هي باستسلام
- قول يا ابني
- بصي يا ست الكل البيت عندنا ليه جنينه كبيره و الجنينه دي بابا كان عامل فيها اوضتين كبار بمطبخ و حمام يعني شقه كامله مش ناقصه حاجه ... فيها حضرتك هتكوني بحريتك تماما بس كمان هتبقى معانا و نبقى مطمنين عليكي
نظر الى والده ثم الى رُبى و قال من جديد
- ها ايه راي حضرتك ؟
عادت تنظر الى ابنتها لتجد تقول لها بعيونها ارجوك ليقول راضي بهدوء
- الاوض دي مفروشه زي البيت الكبير ... و مش ناقصها اي حاجه و طبعا انت مرحب بيكي في اي مكان
ابتسمت ابتسامه وقوره و قالت
- هقول ايه قدام الذوق ده كله اكيد طبعا احب اكون جمب بنتي
لتقذف رُبى بسعاده و ركضت اليها تضمها بسعاده و عيونها معلقه بعيون غازي تشكره
~~~~~~~~~~~~~~
كانت تستعد فقد اتصل تَقِي بوالدها و حدد معه موعد حتى يذهبوا لشراء شبكتها سعاده لا توصف
كل ما يحدث معها الان شىء من درب الخيال ... تَقِي رجل حقيقي كما كانت تحلم به و اكثر ... او كانت رسمته بيديها و خطت به كل ما تحلم به لن يكون بهذا الشكل المبهر
ضحكت و هي تتذكر تلك المره حين اتصل بوالدها و طلب منه ان يتحدث معها
اعطها عبدالرحمن الهاتف و غادر الغرفه ليكون اول سؤال منه بعد ان القت السلام
- أنت فين ؟
- فى اوضتي !
اجابته باندهاش ليقول لها بخشونه
- اخرجي اتكلمي فى الصاله قدام اهلك
لترفع حاجبها باندهاش لكن قلبها كان يقفز بسعاده كطفل صغير يلهوا في مدينه الالعاب
نفذت ما قاله و هي تقول
- واقفه في نص الصاله اهو و بابا و ماما قاعدين قدامي
كانت الصدمه ترتسم على ملامح اهلها لكنهم لم يعلقوا ولكن تابعوا ما يحدث امامهم عن كثب
ليقول هو بهدوء
- احنا لسه مش كاتبين الكتاب و لحد ده ما يحصل مش هينفع نتكلم كده عادي
لتتسع ابتسامتها اكثر و قالت بتفهم
- عارفه ... ها كنت عايزني في ايه بقى يا دكتور
ليقول ببعض الغضب
- صحيح في ضوابط للخطبه بس مش لدرجه تقوليلي يا دكتور
لتكتم ضحكتها بيديها ليقول هو بغضب اكثر
- و كمان بتضحكي ... ماشي يا رحمه ليكِ يوم و هيبقا قريب اوى
لم تستطع كتم ضحكاتها اكثر من ذلك ليقول هو بعصبيه كاذبه
- بطلي ضحك
رغم انه كان يود ان يقول لها زيديني لكنه استغفر الله بصوت هامس و قال بجديه
- انا اتفقت مع عمي على يوم الجمعه الجايه علشان ننزل نشتري الشبكه بس كنت عايز استأذنك في اني اجيب راندا معايا
- اكيد طبعا مش محتاج تستأذن ده شىء طبيعي
اجابته سريعًا ليقول هو
- شكرا يا رحمه ... معادنا الجمعه ... السلام عليكم
اغلقت الهاتف لتجد والديها يجلسان مثل بعضهما يسندون ذراعهما على ساقهم و يديهم اسفل دفنهم لتبتسم بخجل و ركضت الى غرفتها بخجل ليبتسم عبدالرحمن و هو يقول
- رحمه كبرت و هتتجوز يا كريمه انت مصدقه
تجمعت الدموع فى عيونها و هي تقول
- هنتجوز و كلها كام سنه و نبقا جدو و تيته انت مصدق يا عبده
لينظر اليها و قال ببعض المشاغبه
- بس ده ميمنعش انك كل مادا بتحلوي و بتخطفي قلبي بزياده
لتتلون وجنتيها بخجل و قالت
- عبدالرحمن
- عيونه
لتضحك بخجل ليضمها الى صدره بحنان و هو يقول
- ربنا يخليكي ليا يا كريمه و يفرحنا برحمه
عادت من افكارها على صوت والدتها تناديها اسدلت نقابها و غادرت الغرفه لتجد تَقِي يقف عند الباب ينتظرها ليقول والدها
- يلا يا بنتي علشان منتأخرش
اومئت بنعم و نزلوا جميعا و بالاسفل كانت راندا تجلس فى الكرسي الخلفي صعدوا جميعا حين قال تَقِي
- فى محل معين حابين تروحوا عليه الاول
ليهز عبد الرحمن. راسه بلا و قال
- لا شوف انت عايز تروح بينا على فين
طوال الطريق كان هناك حديث دائر بين النساء فى الخلف عن فستان الفرح و التجهيزات و
بين الرجال عن احوال البلد و السياسه و مباريات كره القدم .. اسره طبيعيه يجمعها الود و الحب ... و هذا اكثر ما كان تَقِي يفتقده
حين وصلوا الى المحل قال تَقِي لرحمه و دون ان ينظر لها
- من فضلك اختاري كل اللى تحبيه
- انت يا ابني مرتب نفسك على كام علشان هي تبقى عامله حسابها بردوا
قال عبدالرحمن بهدوء ليبتسم تقي و هو يقول
- انا عايز افرحها و اللى يعجبها هجيبه
دلفوا جميعا و بدء الصائغ فى عرض افضل ما لديه لرحمه التى اختارت دبله رقيقه كانت في اصبعها رائعه الجمال و اسواره رقيقه و قالت
- عندك دبل فضه ؟
ليجيبها الرجل
- طبعا ثواني
ليقترب تَقِي و هو يقول
- دول بس يا رحمه
اومئت بنعم لينظر لها بلوم و قال للصائغ
- لو سمحت وريني الطقم ده
و اشار على احد الاطقم المكون من سلسال كبير و اسواره من نفس الشكل و معهم خاتم بنفس الشكل و حلق و نظر الى رحمه و قال
- ايه رايك فيه ؟ رقيق و هيبقى عليكي حلو اوى
- بس كده كتير
قالتها رحمه بخجل ليقول هو بحب و صدق
- مفيش حاجه تكتر عليكي
احضر الصائغ الدبل الرجالي ليقول تَقِي
- اختاري دبلتي
ليرفرف قلبها بسعاده كبيره و بدأت فى اختيار الدبله و هو وافق على اختيارها
~~~~~~~~~~~~~~~
يقود سيارته متوجهًا الى المستشفى عليه ان يزورها قبل حفله عرسه ... عليه ان يطمئن عليها ان يتأكد انها بخير او سوف تكون بخير يومًا ما
و اذا كان ينقصها شىء ما يوفره لها فلا احد سوف يحضر لها لا اخيه و لا والده
و لن يطلب من عمه ان يذهب الى هناك ... هو لا يريد ان يراها اي شخص بعد الان فى هذه الحاله
وصل الى المستشفى و مباشره الى غرفه الطبيب المعالج والذي شرح له الوضوع و ان امورها بدأت فى الاستقرار لكن مازال الطريق طويلا فى علاجها
طلب منه ان يراها و سمح له بخمس دقائق فقط
حين دلف الى غرفتها كانت تجلس فى منتصف السرير هادئه تماما .. نظر الى الممرضه بأستفهام لتقول بصوت منخفض
- واخده مهدئات
اومىء بنعم و اقترب منها بهدوء و جلس على السرير بهدوء لم تلتفت له
وضع يديه فوق يديها و هو يقول
- عامله ايه يا امي ؟
لم تجيبه ايضا و لم تلتفت له ليأخذ نفس عميق بهدوء و قال
- ربنا يشفيكي يا امي و يطمني عليكي
لكنها على حالها هادئه تماما لا تتحرك و ذلك جعل قلبه يتألم بشده لكن ماذا بيديه ان يفعل
انحنى يقبل يديها و اقترب يقبل راسها ... ثم غادر و الدموع تملىء عينيه لكن حالها حاليا افضل كثيرا من حالها القديم