أخر الاخبار

رواية الكاتبة والفتوة الفصل العشرون 20بقلم الهام عبدالرحمن الجندي




رواية الكاتبة والفتوة

 الفصل العشرون 20

بقلم الهام عبدالرحمن الجندي 


فهد بحزن وألم:« كده يا بوسكا تسيبني كده تروح وتتخلى عني انت عارف إنك كنت صاحبي الوحيد أنا ما شفتش وفاء في البني آدمين زي الوفاء اللي عندك ليه كدا يا صاحبي دا انت اللي كنت بتونس وحدتي.»


ثم صدرت منهم آهة عالية مليئة بكل معاني الألم والأسى إقترب منه تايجر يربت على أكتافه ويساعده على الوقوف.


تايجر:« إهدى يا فهد بلاش تعمل في نفسك كدا دا قدره وعمره انتهى خلاص وحد الله وخلينا ندفنه.»


فهد للمونة:»«أخدتوا نمرة العربية اللي خبطته؟»


لمونة بتوتر:«لا يا بوص هو أول ما الحبل اتفك جري علطول وأنا ملحقتش أمسكه وكانت العربية معدية بسرعة عشان كده خبطته وماعرفتش تفاديه.»


فهد بغضب:«والحيوان اللي كان سايق ده ما نزلش حتى يشوفه اذا كان عاش ولا مات.»


لمونة:« معلش يا بوص مفيش حد هينزل مخصوص عشان كلب دا مش بني آدم يعني واللي خبطه مايعرفش أهمية بوسكا عندك.»


تايجر للمونة:« هات حد معاك من الرجالة وشيلوا بوسكا ودخلوه جوه واحفروا في الجنينة اللي ورا الاستراحة وادفنوه فيها ثم نظر لفهد وقال: يلا بينا إحنا يا فهد وقفتك هنا ما لهاش لازمة خلينا نرجع للراجل اللي سبناه جوه لوحده ده.»


فهد بانتباه:«إيه دا صحيح ازاي هو ماخرجش معانا هو كمان ازاي يفضل لوحده جوه والبيت فيه ستات.»


تايجر:« تصدق عندك حق ازاي شايفنا بنجري بعد الخبر الهم اللي هو سمعه وفضل قاعد هناك وما قامش حتى يشوف في إيه؟»


فهد بحدة:«انت لسه هترغي يلا بينا بسرعة.»


ذهب تايجر وفهد مسرعين نحو الاستراحة وفهد ينتابه القلق بسبب وجود هدى.


في حجرة هدى كان بلال واقفا بمكانه جاحظ العينين فقد رأى هدى تجلس مع نوسة تتناولان الطعام وضحكاتهم تملأ المكان وكأنها في منزلها وليست مخطوفة وحينما رأته هدى هبت واقفة وكذلك نوسة أيضاً.


نوسة بحدة:« في إيه يا جدع انت... انت إيه اللي طلعك هنا وداخل كدا من غير إحم ولا دستور.»


كان بلال واقفا ينظر إلى هدى وكأنه غائبا عن الوعي فتحرك باتجاه هدى دون أن يرد على نوسة وكأنه لم يسمعها، نظرت له هدى باستغراب فقامت نوسة بجذبه من ذراعه وتكلمت بحدة.


نوسة:« في إيه يا حيلتها هو أنا مش بكلمك انت مين يا جدع انت وعاوز إيه؟»


أزاح بلال يدها بعنف ونظر إلى هدى وقال بصوت يملأه الإشتياق.


بلال:«أخيراً لاقيتك يا حبيبتي أنا مش مصدق نفسي إنك هنا قدامي وإنك كويسة وبخير الحمد لله الحمد لله.»


شعرت هدى وكأن هذا الصوت مألوفا بالنسبة لها ولكن ملامح الوجه تختلف كثيرًا.


هدى:« انت مين؟» 


بلال:« أنا بلال يا حبيبتي.»


هدى باستغراب:« بلال! بلال ازاي؟ صحيح الصوت صوت بلال لكن انت مش شكله خالص.»


بلال:« لا يا حبيبتي ما هو ده ماسك عشان ما حدش يعرفني.»


نوسة وهي تلطم على صدرها:«انت بلال خطيبها؟»


بلال   بحزم:«أيوا أنا.»


نوسة لهدى:«هو دا الظابط؟ ثم لطمت على وجهها وهي تنوح يا عيني عليك يا فهد روحت في داهية آااه ياني يا اللي مالحقتش أفرح يانى دا أنا ما لحقتش أنفذ خطتك يا ست هدى يعني هتجوزه ازاي دلوقتي هي الجوازة دي منحوسة ولا إيه مرة انتى ومرة خطيبك أعمل إيه يا رب في حظي المنيل ده؟» 


هدى:« ما تهدي بقا يا نوسة خليني أفهم ثم نظرت إلى بلال وقالت ازاي اللي في وشك دا ماسك دا مش باين أي حاجة تدل على إنه كدا؟»


قام بلال بفتح زر القميص وأراها جزء من القناع حتى تقتنع بكلامه وحينما تأكدت هدى من ذلك وأنه هو بالفعل بلال ارتمت بين أحضانه وأجهشت بالبكاء.


بلال:«إهدي يا حبيبتي خلاص كل حاجة خلصت وهنرجع سوا دلوقتي ومحدش هيقدر يفرقنا تاني.»


نوسة ببكاء:« وفهد ناوي تعمل فيه إيه والنبي إوعى تإذيه هو صحيح غلط بس هو عمره ماأذاها ولا ضايقها بالله عليك بلاش تإذيه ولا تسجنه ده هو اللي ليا في الدنيا دي.» 


بلال:« فهد دا أنا هوديه ورا الشمس على العذاب اللي شفناه بسبب خطفه لهدى.»


هدى بارتباك وتوسل:« لا يا بلال بلاش تإذيه أرجوك عشان خاطري أنا.»


بلال بحدة:« انتى بتستعبطي يا هدى دا خطفك وقهر قلوبنا عليكي عاوزاني ازاي أسامحه انتى أكيد اتجننتي لأن مفيش حد عاقل يقول الكلام اللي انتي بتقوليه دا.» 


هدى:«اسمعني بس يا بلال فهد والله ما عملش معايا أي حاجة وحشة بالعكس دا كل طلباتي كانت مجابة وكنت معززة مكرمة ومحدش داسلى على طرف كل الحكاية إن هو كان موهوم إنه بيحبني وعشان كده خطفني لكن الحقيقة إن حب حياته هي نوسة هو بس محتاج وقت عشان يفوق من الأوهام اللي في دماغه دي.»


بلال بتهكم:« اااه وانتى بقا عاوزاني أسيبك هنا لحد ما الباشا ما يفوق من أوهامه هو في إيه يا هدى ما تتكلمي عدل دا واحد مجرم وخاطفك.» 


هدى بتوتر:«لا أنا مقصدش كدا والله أنا بس مش عاوزة حد يتأذى بسببى.» 


في تلك اللحظة وصل تايجر وفهد إلى الاستراحة ودخلوا حجرة السفرة حيث كان يجلس بلال ولكنهم لم يجدوه فظلوا يبحثون عنه في الحمام والمطبخ ولكن ليس له أثر فوقف فهد في بهو الاستراحة واضعا يده حول خصره ثم قال.


فهد:«أومال راح فين الجدع ده دا كأنه في فص ملح وداب.»


ثم صمت قليلا يفكر بعقله وفجأه رفع بصره إلى الطابق العلوي حيث حجرة هدى وصعد السلالم مسرعا وحينما وصل أمام الغرفة وجد بابها مفتوحاً فدخل إليها فزعا فوجد بلال يجذب هدى من ذراعها ونوسة تحاول منعه وتبكي بشدة.


فهد بحدة:« هو إيه اللي بيحصل هنا وانت إيه اللي مطلعك هنا يا جدع انت وواخدها ورايح على فين إن شاء الله.» 


بلال وهو ينزع الماسك:«أنا الرائد بلال العوضي خطيب هدى وقدرك الاسود اللي مش هتعرف تهرب منه.» 


فهد بسخرية:« وانت كدا فاكر إنك خوفتني لا يا باشا فوق دا أنا ورايا رجالة تاكل الزلط وبعدين محسوبك الدنيا كلها بتعمله ألف حساب وما تنساش إنك على أرضي وفي منطقتي بس إكراما ليها هي أنا مش هعملك حاجة ويا ريت تاخذ بعضك كده وتمشي من هنا بس قبل ما تمشي ترمي عليها يمين الطلاق.»


بلال بسخرية:« لا دا انت طلعت دمك خفيف أوي وبتعرف تهزر ثم أكمل بغضب بعد أن سحب سلاحه وشهره في وجه فهد اتحرك يلااااا من قدامي بدل ما أفجرلك نفوخك الحلو ده.»


فهد بغضب:« دا انت مستبيع بقا وريني هتعملها ازاي؟»


ثم هجم على بلال وسدد له لكمة قوية في فكه جعلت بلال  يترك يد هدى ثم نظر إلى فهد بغضب وهجم عليه وسدد له لكمة  أشد قوة على فكه فأطاحت به أرضا وحينما رأى تايجر ذلك هجم على بلال من الخلف وحاوط بذراعيه حول بلال مقيداً إياه ولكن بلال دهس قدم تايجر وسدد له ضربة في وجهه بمؤخرة رأسه مما أدى إلى ترك تايجر لبلال وتراجعه عدة خطوات إلى الخلف وكانت أنفه تنزف بغزارة من آثار الضربة في تلك اللحظة وقف فهد وحاول الهجوم على بلال ولكن بلال انتبه له وسدد له لكمة قوية في بطنه فانحنى الآخر قليلا ففاجأه بلال بلكمة أخرى وأمسكه من ملابسه وضربه بركبته في بطنه فهب تايجر وقام بتثبيت بلال من أسفل ذراعيه فقام فهد بتسديد لكمة في معدته فكتم بلال صوت تألمه وقام برفع قدمه وسدد ضربة قوية لفهد والذي تراجع إلى الخلف وسقط أرضا وضرب تايجر مرة أخرى بمؤخرة رأسه مما جعلته يشعر بدوار وترنح وسقط أرضا فالتفت له بلال وأمسكه من ملابسه وظل يسدد له لكمات متتالية مما أدى إلى فقدان وعيه وفجأه استمع لصراخ هدى.


هدى بصراخ:« لااااااااا يا فهد.»


فالتفت بلال فوجد فهد يقف حاملاً سلاح شاهراً إياه في وجهه وهو على أهبة الاستعداد لإطلاق رصاصة الموت منه.

     

               الفصل الواحد والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close