رواية انسحاب
الفصل السادس عشر 16
بقلم حكاوي مسائية
دخلت إليها غرفتها،رأتها تلعب كطفلة صغيرة ،هانئة البال،لا تشغلها هموم الدنيا ،ولا تتعب عقلها مكائد النساء.
-مجنونة تحقق ما عجزت عنه ،ولكنه سيكون لي ،هو الوتد الذي سأدقه في بيت عامر لأبقى زوجته ،سيكون لي ولو كان الثمن عمرك يا مجنونة.
-انظري ،ابنتي جميلة ،علمتني دادة كيف اعتني بها.
-فلتهنأي بها ،قولي ،هل بات عامر هنا ليلة البارحة ؟
-لما افقت صباحا كان هنا ،يزاحمني على فراشي،لماذا لا يشتري فراشا خاصابه؟
-لأنه كلب وضيع،أصبح يفضلك علي.
-كلب ،عامر كلب هههههه.
-اصمتي يا مجنونة ،لو سمعك سيقتلك.
-انت قلت ،سيقتلك انت.
-لا ،إذا سمعك سيظن انك انت قلتها ،فلا تكرري ما أقول ،سمعت؟
-نعم ،نعم لا تكرري ما أقول.
-بلهاء ،اسمعيني ،إذا جاء عامر ،لا تنامي بجانبه ،ولا تدعيه يلمسك لأنه سيقتل ابنك،او يأخذه منك.
يد تجذبها بقوة ،وصفعة تقع على خدها.
-آه يا خسيسة، ألم يقل ألا شأن لك بها .
-تضربينني يا عمتي!
-وأقتلك لو وقفت في طريقي،لن تكوني أغلى عندي من ابني.
رفعت إليها نظرة حاقدة ،مازالت على الأرض بعد أن اوقعتها عليها عمتها
-يعجبك أن يهجرني وينام مع المجنونة!
-المجنونة ستعطيه الولد ،الذي سيضمن له ثلث الثروة،المجنونة أفادتنا أكثر منك .
تنظر إليها بكره ،حيتان تتبادلان الحقد ،وتلك البريئة في عالمها الخاص تلاعب دميتها.
جاءت دادة رقو تحمل صينية الأكل، فرأتهما بالغرفة ،نظرتها تحمل تساؤلا وحذرا، تكلمت ام عامر
-جئنا نطمئن على لطيفة ،نتركك لتهتمي بها ،هيا بنا.
نظرت الى الصينية ،تكاد تنفجر غيظا ،اهتمام كبير عكس ما كانت تنتظر ،قصت لها شعرها ،أجمل مافيها ،ظنت أنه لن ينظر إليها بعد أن زرع نطفته بها ،وهاهو يعين لها دادة رقو أما بديلة ،اهتمت بها وبنظافتها حتى ظهر جمالها وبرزت انوثتها، طفلة بريئة في جسد امرأة ،وفوق هذا رحمها خصب ليست مثلها عقيم.اصبحت خطرا يجب التخلص منه.
جلست بجانبه بالطائرة ،ابتسامتها لا تفارق ثغرها،بريق بعينيها كطفلة جاءها أبوها بلباس العيد ،لم تفتح هاتفها لتنتظر اعتذار بدر ومتابعيه كما قالت لها عائشة ،لم تهتم لكل مكائدهم لأنها أصبحت أقوى كأنها غصن سرى به ماء الحياة نابعا من جذوره.
نامت ،وأراحت رأسها على كتف الجالس بجانبها سعيدا بقبولها وجوده أخا واستعدادها للذهاب معه الى عائلتها.
أخيرا وجدت كتفا تريح عليها رأسها المنهك، وتطمئن وتنام.
في نفس الوقت كان الساهرون على مواقع التواصل يتشاركون الخبر الجديد .
بعد اعتذار للمهندسين يوسف المنصوري وكاميليا المنصوري من بدر صاحب القناة الذي قال أنه وثق بشخصية معروفة ،وطبعا بعد كلام الأب ظن أن المعلومات التي وصلته صحيحة وبما أنه توصل إلى الحقيقة بتحرياته الشخصية فإنه يقدم اعتذاره،كما يقدم الحقيقة لجمهوره والخبر الأكيد الذي تؤيده الوثائق هوأن
كاميليا كانت زوجة مراد فايز في الوقت الذي كانت لينا تدعي انهما مخطوبان، وبما أنه طلق المهندسة منذ ثلاث سنوات فلماذا لم يتزوجا ،وهل كانت مجرد عشيقة تحاول أن تسرق زوجا غنيا وتسببت في الطلاق.
وبعد الخبر المدعوم بالصور ووثيقة الزواج وورقة الطلاق مع التركيز على تواريخهما ،يأتي فيديو الأب المزعوم وهو يعترف أن الممثلة لينا من دفعت له ليفتري على الدكتورة المهندسة كاميليا،ويسرد طرق ابتزازه لها .طبعا الفيديو الذي سجلته أمنية خلسةوبعثته لصاحب القناة.
و طبعا تعاقبت الاتهامات للفنانة العشيقة ،والزوج الخائن،و تعاطف مع كاميليا من كان يهاجمها امس،وتناقلت القنوات الخبر أكثر من خبر كاميليا والسبب هو أن البطلة هي الفنانة لينا.
عائشة تكاد تطير فرحا ،وأمنية مزهوة بإنجازها،والمعنية بالأمر تنام على كتف أخيها كأنها تستريح بعد حرب دامت سنينا.
جاءته اخته لاتكاد تلوي على شيء، دخلت غرفته دون استئذان ،وقفت على رأسه وهو مستلق على فراشه ،وضعت الهاتف امام عينيه.
-انظر ماذا فعلت كاميليا.
تابع الخبر حتى نهايته
-حقها واستردته.
-ولكنها اذاعت خبر زواجكما.
-ولو !أليس صحيحا وحلالا بعقد شرعي
صرخت-لقد فضحتنا.
هب واقفا وامسك ذراعها يهزها بقوة
-هي من فضحتنا ام انت ،هي من حملت سفاحا ام انت ،هي من اجهضت سرا ام انت؟
نزعت ذراعها من يده وجابهته دون خوف او حياء
-وانت أيضا اجبرتها على الإجهاض .
ثم قالت مؤكدة
-ألم يكن ابن حلال؟ فلم قتلته؟
صفعها بقوة حتى وقعت أرضا في اللحظة التي وصل بها ابوه وأمه الى الغرفة
-ما الذي يحدث هنا؟
-ابنك يضربني مدافعا عن كاميليا التي فضحتنا.
رفعت الهاتف
-انظر ،أخبرت العالم انها كانت زوجته وهو يخونها مع لينا.
تعجب من تغييرها الموضوع ولعبها بالكلام ليصبح لصالحها ،قبض بعنف على ذراعها وقال بغيظ وهو يدفعها خارج الغرفة
-اخرجي قبل أن أقتلك .
-تقتل اختك من أجل عاهرة محتالة .
صاح بوجهها
-أمي ،ليست كل النساء عاهرات محتالات ،يحملن سفاحا ليورطن رجالا اثرياء.
-كيف تجرؤ أن تتهم اختك؟
-انا لا اتهم اختي،سارة ابنتك حملت فعلا ،ولكنها لم تتمادى كأمها، ليتك كنت شجاعة مثلها وتخلصت مني.
صفعته
-هل جننت؟ هل نسيت أنني أمك؟
-ليتني أنسى ،ليتني أنسى ما سمعت ،انا ،انا كنت وسيلتك لتصبحي مدام فايز،أمي ترتبط في الحرام مع أبي ،ونعم السلف ،ونعم المثل الأعلى .
تدخل ابوه ليهدئه
-مراد بني ،انت ابني واحب إلي من نفسي ،كيف تقول هذا؟
-ألم تجبرك على الزواج لأنها كانت حامل ؟ ألم تتزوجها لأجلي؟ أم انك تجنبت الفضيحة كعادتك؟
استعملت السلاح الأخير وادعت الإغماء
-خذ زوجتك واخرجا من هنا.
ما كاد يغلق الباب خلفها حتى وقفت
-رأيت نتيجة كلامك المتهور .
-الفساد مهما غطيته واخفيته تفضحه رائحته،رائحتك فاحت في أخلاق ابنتك وتصرفاتها، لو لم تأتِنا بفضيحتها مافقدت صوابي.
كانت بشقتها تكاد تجن ،اتصلت ببدر:
-كيف تطعنني في ظهري ،هذا جزائي لأنني اعطيتك خبر الموسم؟
-خبر كاذب ،لولا صديق نبهني، لقاضتني السيدة المنصوري وزوجها واغلقا القناة بعد أن أسجن، هذا إذا لم أقدم تعويضا عن الضرر.
-يجب أن تحذف الخبر الجديد .كأن عطبا ما وقع بالقناة .
-حتى لو فعلت ،المتابعين شاركوه في قنوات اخرى،ليس بيدي شيء.
-سأقاضيك، ولن يكفيني سجنك ،سأجعلك عبرة .
-قبل أن تفعلي ،سأرسل لك شيئا ،قرري بعد أن تريه،لو قررت أن تقاضيني، بل لو كذبت ما نشرت ،سأنشر الخبر الجديد.وداعا
قطع المكالمة ،وأرسل لها صورة فحوصات الحمل التي ارسلت الى كاميليا مع رسالة قصيرة
-أليست هذه فحوصات حملك من مراد فايز، ترى أين الطفل هل اجهضته أم تخلصت منه بعد الولادة؟ لك أن تتخيلي الفضيحة والتحقيق حول مصير الطفل.
جلست وقد شلت فعليا،لم تعد قادرة على الحركة ولا على التفكير،جملة واحدة علقت بلسانها ترددها دون توقف
-يا إلهي لقد ذبحت نفسي بيدي .
رن الهاتف بيدها ورأت اسم سارة على شاشته.فألقته بعيدا
-انت السبب ،انت السبب، لن أدفع الثمن وحدي ،سأفضحك سأفضحك وأفضح عائلتك كلها.
اتصلت بمديرة أعمالها
-هل رأيت الخبر؟
-انا اتابعه الآن واتابع التعليقات ،أغلب جمهورك أصبح ضدك ،يعتبرونك سارقة أزواج، و السبب في تفكيك أسرة وطلاق زوجة عادية غير مشهورة رغم أنها دكتورة في الهندسة .
-والعمل ؟يجب أن نتصرف.
-أتعجب للذين كانوا يهاجمون بالأمس ،اليوم يقفون في صفها ،والكثير اعتذر لها،و غاضب منك ،حتى أنهم يرونها أجمل منك.
كلمي صاحب القناة...
-كلمته وهددته ولكنه وضع يده على شيء أكبر .تعالي الي لنجد حلا معا.
توجه نحو مطعم مجدي ،ماكاد يركن سيارته حتى باغته أكثر من شاب وفتاة ،حاملين كامرات وهواتف
-سيد مراد ،ماذا تقول جوابا على خبر ارتباطك بالفنانة لينا.
السؤال واحد طرحه أكثر من سائل وبأكثر من صيغة ،لم يجد بدا من الجواب
-الفنانة لينا صديقة العائلة ،لا لاشيء بيننا غير الصداقة .
-ولكنها أكدت أكثر من مرة انكما ستتزوجان
-وانا أؤكد أن لا صحة في هذا الخبر.
-سيد فايز ماذا تقول في صورة بليلة عقدك على زوجتك السابقة ،تظهر فيها خارجا برفقة الفنانة لينا من أحد الفنادق.
-الليلة التي عقدت فيها على زوجتي السابقة، أصيبت الفنانة بوعكة صحية وهي بالفندق واتصلت بي مديرة أعمالها بصفتي صديق لا أكثر.وكما قلت ،لن اترك زوجتي في ليلة زواجنا من أجل امرأة أخرى مهما كانت ،والآن اعتذر منكم ،لو سمحتم.
شق طريقه بينهم ليدخل المطعم ،أسرع نحو المرحاض يغسل وجهه بالماء البارد ،أخذ نفسه أخيرا .
-حاولت أن اتصل بك لاحذرك ولكنك لم ترد على اتصالاتي.
خمن أن يكون السبب هو الشجار الذي كان بينه وبين اخته ووالديه قبل قليل ولكنه أجاب
-لابد من المواجهة يوما ،الأحسن انها مرت.
-اتضح أن محامية كاميليا ليست سهلة .
-ليست وحدها ،لابد أن محامي شركة المنصوري كان هو التهديد الحقيقي.
-ولكنني متأكد أنها رأس الحربة التي وجهها للدفاع عن مدام المنصوري
نظر اليه شذرا
-ماذا ؟ لما كانت زوجتك كنت تمنع أن ننطق اسمها
-هذا لا يجبرك أن تذكرني هي زوجة من الآن.
-هل الأستاذة لها مكتبها الخاص؟
-أظن هذا ،لماذا السؤال؟
-سأحتاج خدماتها ،قريبا.
نظر اليه ،يعلم أنه معجب بها ،ولكن هل يكون له حظ معها ،أم أن تاريخه مع صديقتها سيقف حائلا بين صديقه والسعادة .اجابه ناصحا
-لو كانت لك مشاعر نحوها ،فلا تتأخر كثيرا ،أما لو كان زير النساء قد استيقظ فيك مرة أخرى فالأفضل أن تبتعد عنها.
-سني لم يعد يسمح باللعب خارج الملعب ولا خارج قوانين اللعبة ،الوالدة تذكرني يوميا أنني كنت بالابتدائي لما كان والدي بمثل عمري الآن،وأمنية فتاة محترمة ،لن أجد خيرا منها لترافقني دربي.
-لا تحسبها بالورقة والقلم ،سنك ووجوب زواجك ،و زوجة مناسبة للسيد مجدي الهواري، لاتنس التوافق العاطفي والنفسي ،لا تنس الحب.
-الحب ،ليس لانشغالي بهامعنى إلا أنني أحببتها، أمامها يختفي مجدي ذو التجارب ،زير النساء الذي كان ،وأصبح مراهقا يجهل كيف يبدأ الكلام.
ضحك مراد
-هنيئا لك يا صاحبي ،انصحك أن تتقدم لها قبل أن يسبقك عاشق آخر ،فنصبح اثنين نغني :انا عاشق لم ينل الوصال.
خرجا من المطار في وقت متأخر من الليل ،كان يحيطها باهتمامه، يحمل حقيبتها و يتقدم نحو السيارة حيث السائق ينتظر .
-بيت عائشة؟
-لا ،لابد انها نامت الآن ،أمنية تنتظرني .
أمر السائق بالتوجه نحو فيلا أمنية، وقبل أن يودعها
-استريحي غدا ،سأكلم جدي وأخبره عن قدومنا.
-حاضر ،كلمني بعد أن تحادثه.
ربت على ظهرها
-اطمئني ،ستكونين بخير .
كما توقعت ،كانت أمنية في انتظارها،عانقتها مهنئة
-مبروك ،مبروك ،كم انا سعيدة لأجلك.
-وكم انا محظوظة بك ،لولا انك خطوت الخطوة الأولى وكلمت يوسف...
-يوسف كان شبه متأكد انك اخته،انا سهلت عليه الأمر فقط.
-وانا مهما قلت لن أشكرك بما يكفي
-على يوسف فقط ؟ والموضوع الآخر؟
-صحيح انها كانت مكيدة متقنة ،ولكنني لم أتأثر بها ،لأن اهتمامي كان بوصولي أخيرا على أهلي والأهم أن شعوري بالأمان مع يوسف كان له سبب ،فطرة الإخوة، الدم الواحد ،السند .
نظرت إليها بحنان
-سنشد أزرك بأخيك ،آية وضحت دور الأخ بالحياة .
-نعم ،أحسست منذ عرفت انه أخي، أنني أقوى ،حتى أن مكيدة لينا لم تهزني ،لم اكترث لأحد طالما أخي معي ،تصوري ،لما رأيت الخبر صباحا وقال لي :رأيته وتصرفت.
لم أسأله ماذا فعل ،وكيف تصرف ،وثقت فيه واطمأننت لتصرفه مهما كان.
-لقد فعل ،وبمساعدة الاستاذ الوزاني عاد الكيد في خاصرة لينا .
-انا سعيدة ،لا أفكر بها ولا بغيرها ،سعيدة أنني سأرى اهلي ،ستكون لي عائلة كبيرة تحميني من الغريب.
-وتنسين أمنية؟
عانقتها
-لايمكن ،انت وعائشة أول اهلي .
جاءت مديرة أعمالها. اخبرتها عن التهديد بفحوصات الحمل.
-وهل كنت حامل منه؟
-كيف احمل منه ولم يلمسني أصلا.
-لايمكن ،كل هذه الفترة ،وتعيشين وحدك ،وتعلنين عن علاقتك به وهو لم يلمسك.
-مهما فعلت ،نشرب معا ،نسهر معا ،ويرفض أن يدخل فراشي او اشاركه فراشه،دخلت أسرته كصديقة، جعلت أمه تحبني وتفضلني عن زوجته،ولما طلقها قلت لنفسي لقد فزت ،ولكنه يختلق العذر تلو الآخر ،وأخيرا بسبب هذه الأخبار طردني من بيته وحياته.
-خسرته أيضا!!! لو بقي هجوم الجمهور عليك ليومين آخرين ،ستخسرين أدوار كثيرة ،قد لا يرشحك اي مخرج لأي عمل ،يجب أن نتصرف.
-اسمعيني ،لن نستطيع نشر تكذيب ،ولا أن أظهر وأوضح الواضح ،ستُفعلين التعليقات ،وعلقي بما سأخبرك به .
-قد يفيد أن لي اكثر من حساب ،وكل واحد باسم مختلف .
-جميل ،سيظهر تعاطف أكثر من شخص ،وهذا سيجر آخرين الى صفي.
-وماذا سنقول ؟
-نوضح أن ظهوري مع السيد مراد كان دائما علنا ،وإن علاقتنا كانت صداقة لم تتطور بما يكفي لتصل الى الزواج ،وإنني لست سبب انفصاله عن زوجته بل اخته.
وفي حساب آخر ،تؤيدين الكلام الأول كأنك شخص كان يعرف كل هذا وأكثر أن سارة كانت تحلم أن تصبح ممثلة ولهذا أشاعت خبر خطوبتي لأخيها. وحساب آخر تقولين انك كنت تعرفين هذا والأهم انها كانت حامل ،وصورت فحوصات الحمل باسمي ،خوفا من أبيها ثم استغلتها لتفهم زوجة أخيها أنني حامل منه وتطلب الطلاق.
وأخيرا في تعليق آخر تقولين انها أصرت على الطلاق وعائلته شاهدة على ذلك وتذكرين ماحكيت لك عن الليلة التي دعت فيها العائلة للعشاء.
هكذا ،أسد الطريق على الذي يهددني بفحوصات الحمل،وأفضح عائلة فايز وأثأر من مراد.
-وقد يرتد عيك الأمر كله،لاتنسي أن على الفحوصات اسمك على انك الأم وتوقيع الطبيب ،قد تتابعك عائلة فايز،ويشهد الطبيب ضدك فهو لن يورط نفسه في قضية تزوير وإجهاض لأجلك.
-ومن سيعرف أنني انا؟
-لا تنسي شرطة النت ،مجموعة من خبراء المعلومات والقراصنة ،سهل عليهم أن يعرفوا صاحبة الحساب أو لنقل أكثر من حساب شارك في مهاجمة عائلة فايز وشرفهم،وانا صاحبة الحساب.
نظرت إليها بدهشة.
-ولكنك معي ،لن تبيعيني!!!
-عزيزتي،ذكريني لماذا بدأت هذه اللعبة .
-إنها سارة ،تريد يوسف المنصوري لها،زرعت فكرة القضاء على كاميليا بعقلي.
-هي تريد رجل أعمال ثري،وانت تريدين تبرئة نفسك ،وانا ما دخلي بكل هذا؟
-لهذا انت الأنسب ،ليس لك عداء مع احد ،لن ينتبهوا لك.
-ومهنتي كمديرة أعمالك ،إلا تربطني بكل هذا،كونك ستخسرين نجوميتك سيكون دافعا ممتازا.
-أرجوك ،يجب أن تساعديني.
-آسفة ،لست غبية مثلك ،انت احببت أن تجاملي سارة فايز،ولم تفكري أنك إن مسست بسمعة زوجة فقد مسست بشرف زوجها ،والمنصوري ليس رجلا هينا لاقف أمامه. يجب أن تعذريني.
صرخت غاضبة
-تتخلين عني في أول عقبة تعترضني ،نسيت معروفي معك؟
-لم تسدي لي معروفا يوما ،انا مديرة اعمالك،اتقاضى اجري على عمل أؤديه بأمانة ،ولست وحدك عميلتي، غيرك كثير من الفنانين،ولن أضحي بمهنتي لأجلك،الأمر ليس لعبة بين ممثلين لأجل الشهرة او الإعلان لعمل جديد ،الأمر حرب شرف مع عائلتين كبيرتين، وانا لن أقف في الوسط،وكان عليك أن تتصرفي بحكمة وابتعدي.
-اخرجي،اخرجي،كلكم كلاب تخليتم عني .
رفعت كتفيها دليل عدم اهتمامها وخرجت.
قصدت عائشة مكتب رئيسها صباحا ،دخلت تشع ابتسامتها على محياها
-السلام عليكم ،الحمد لله على السلامة.
-وعليكم السلام ،الله يسلمك ،تفضلي آنسة.اراك سعيدة؟
-سعيدة لكاميليا ،وأسعد لأنك أنت.
-انا ماذا؟ سألها وقلبه يخفق لسعادتها، والفكرة انها سعيدة به هو ،ولكنه اراد أن يفهم قصدها .
-انك انت اخوها ،انت بقلبك الكبير الطيب ،و ،و،
ابتسم ونظر إلى عينيها مشاكسا
-هاه وماذا ؟ صاحب الشركة ،الشاب الوسيم ،الغني.
رغم خجلها بعد إطراءها السابق الذي لم تزنه قبل أن تقوله،إلا أن الغضب ظهر بعينيها.
-وهل جئت اخطبك لها،الأخ اخ فقير او غني ،المهم أن يكون طيب القلب محبا لأخته وسندا لها .أعتذر لأنني أضعت وقتك.
وقفت لتغادر فسبقها يسد عليها الطريق .
-واعتذارك غير مقبول ،جحظت عيناها دهشة،لأنك لم تضيعي وقتي،بل أشرقت شمسا بمكتبي.
فاجأتها جرأته،فأسرعت مغادرة كأنها تهرب منه.بينما صدحت ضحكته خلفها.
دخلت مكتب كاميليا دون استئذان ،تعلو حمرة وجهها.انتبهت لها كامي.
-مابك عائشة ،جست جبينها تتوقع ارتفاع حرارتها، فابعدت يدها متذمرة.
-ليس بي شيء ،جئت اهنئك على انتصارك على لينا ومن معها.
-عائشة ،قولي مابك !أنا أعرفك فلا تكذبي علي.
-أخوك يا كامي ،أخوك يسخر مني.
-أخي ؟! أخي من؟
-كامي !!أنا على اعصابي فلا تزيديني.
ضربت كاميليا على جبينها متذكرة
-آه،آه يوسف
-نعم يوسف أخوك
-كيف يسخر منك ،ولماذا؟
-ذهبت أبارك له انه وجدك ،وقلت أنني سعيدة لأنه هو ،ف...ف....
-فماذا ؟ تكلمي!
-فهم كلامي على هواه،وقال ...قال..... أوووووف .
خرجت تضرب الأرض برجليها كأن الرخام أخطأ فيها.
ضربت كاميليا كف بكف ،توجهت لتجلس على كرسيها ولكنها توقفت كأنها تذكرت شيئا ،فخرجت تقصد مكتب يوسف.
ما إن رآها حتى انفجر ضاحكا.
-عرفت انها ستشكوني لك.
-ماذا فعلت لها؟ تكاد تنفجر غيظا .
سار نحو الباب يغلقه ،خاب أمل الكاتبة ،قرأت وسمعت الخبر مثل الجميع ،وتظن أن كاميليا زوجة يوسف ،واليوم تسمعه يغازل عائشة التي تشكوه لزوجته التي هي صديقتها المقربة ،أصابها صداع من الحيرة وهذا اليوسف الذي يغلق الباب حتى لا تسمع ويتركها في حيرتها.
استدار نحو كاميليا.
-قالت انها سعيدة لأنني انا اخوك دونا عن الناس ،لأنني طيب قلبي كبير وو
-وماذا ؟
-لاشيء ،سكتت فاردت أن تكمل ،ولما أحجمت هي ،تكلمت أنا.
-ماذا قلت لها ؟
-قلت انها شمس أشرقت بمكتبي.
-يوووسف!
-ماذا ؟ انا لم أكذب ،أنا احبها ،ليس اليوم او امس،منذ رأيتها ،حاولت كثيرا ،ولكنها صدت محاولاتي الخجولة بأدب ،ثم فهمت انها تحب شخصا ما ،وبعد وعكتها الصحية ،وتأكيد الطبيب أن السبب نفسي ،او صدمة عاطفية ،فهمت أنها حرة الآن ،وأخوك لم يكن يوما جبانا ولن أترك الساحة لآخر فيأخذها مني.
كانت تسمعه متعجبة ،لم تكن لتخمن أن يوسف يكن مشاعر لعائشة ،مازالت على صمتها ،فرقع أصبعيه أمام عينيها
-هيييه ،اغلقي فمك،ألم تسمعي عن الحب قبل اليوم؟
-أنت ،أنت يا يوسف!ومن ؟ عائشة !
-ماله يوسف ،أليس رجلا له قلب ومشاعر ؟ ومابها عائشة ؟ آنسة مهذبة ،جميلة ،رقيقة ،خفيفة الظل ،وفوق كل هذا صديقة اختي .
تظاهر أنه تفاجأ
-لا تقولي أنك تغارين منها ،وتعيشين دور اخت الزوج التي تكره زوجة أخيها ،لا يا عمتي .
انتبهت الى مزاحه، فأقبلت تضرب كتفيه وهو يتفادى ضرباتها ضاحكا.
-أنا أكره عائشة ،أنا يا يوسف!
ضمها ضاحكا.
-حبيبتي انت ،ابعدها عنه قليلا ونظر في عينيها ،كلميها لأنها ترفض أن تسمعني،انا أحبها اختي ،وأريدها زوجة وحبيبة .
ثم غمز لها
-وتصبحين عمة .
ضمته بحب وشوق لحضن الأخ
-يالسعادتي بنداء عمتي.
فتحت الكاتبة الباب ،فوجدتها بحضنه
-احم،معذرة ولكن السيد مراد فايز يريد مقابلتك.
شدد حضنه لها
-ادخليه.
أرادت أن تبتعد ولكنه لم يفلتها، يلف كتفيها بذراعه بتملك.
-اهلا سيد مراد ،تفضل.
رآها تكاد تدخل بين ضلوعه ،تشع عيناها سعادة ،حاولت أن ترسم الجدية على وجهها ولكن ابتسامتها غلبت ،ابتسامة من القلب لا يمكن إخفاءها.
-مدام كاميليا.
-اهلا سيد فايز .اتركك الآن ،سأذهب إلى عائشة.
-حسن حبيبتي،كلميها ،واخبريها أننا سنسافر غدا.جدي وأمي وكل العائلة اشتاقت لك.
-وانا حبيبي ،أعد الساعات لألقاهم ،أراك بعد قليل.
-نأكل معا ،لا تنسي.
-حسن .
كان ينظر إليهما وقلبه ينزف ،رأى الحب في نظرات كل منهما للآخر ،رآها بحضنه وهو لا يخجل من ضمها ولا يخفي حبه لها ،سمع معسول الكلام بينهما ،والأهم عرف أن عائلته ،عائلة المنصوري تحبها وتشتاق إليها .
ارتسمت ابتسامة خزي وألم على جانب فمه -(والسيدة أمي واختي المصون عاملاها كأنها قمامة هه)
-اهلا سيد مراد ،كيف اخدمك؟
-جئت معتذرا عما قيل عن السيدة زوجتك.
-ما قيل عنها لا يشينها ،فتاة فقيرة تزوجت رجلا غنيا ،ليست الأولى ولا الأخيرة،الصور لا تدينها ،لو فكرت قليلا ،فما قيل عنها يشرفها ،رغم إمكانياتها البسيطة استطاعت أن تأخذ شهادة في الهندسية المعمارية ،وهذا ما لم تستطعه من تعيش في بحبوحة من العيش،أما أبوها المزعوم ،فقد أخذ منها فوق ما صرف عليها ،لو كان قد فعل ،بالملايين.
-ظننت أن...
-دعك من هذا الأمر التافه ،شاب غر اراد كما يقولون البوز ،ولكنه ندم أنه مر قرب مدام المنصوري.
الأهم ،كيف يسير مشروع تونس؟
-تعثر قليلا بسبب غيابي عن الشركة .
-لعل المانع خير؟
-الحمد لله ،حجزت في المستشفى أياما بسبب قرحة بالمعدة شديدة شيئا ما.
-لا بأس عليك ،ولكنني عاتب عليك ،كيف تكون مريضا ولا أعلم ،اتفقنا أن نساعد بعضنا ،وإذا لم نساعدك في مرضك فمتى نفعل؟
-لا عليك ،كأنك فعلت.
-كان يجب أن تعلمني ،كنت نبت عنك ولا يتعثر العمل بالمشروع.
-إذا احتجتك سأفعل ،هم واقفا ،هه مادمت لست غاضبا مني على ما حدث وماقيل، استأذن إذن.
أمسك كتفه متعاطفا.
-مراد ،أعلم أنك كنت زوج كاميليا قبل كل هذا المهرجان ،حياتها قبلي غير حياتها معي ،وتعاوننا لن يتأثر كما أنه لم يتأثر وقد كنت اعرف ،فهمتني؟
مد يده مصافحا.
-بالتأكيد ،أستأذن.
-الى اللقاء.
خرج وأغلق الباب ،فجلس يوسف يسند رأسه على يديه المتشابكتين خلفه.
-والله لأذيقك العذاب حتى تتربى.
بينما كان مراد يسير في الرواق مغادرا وهو يكلم نفسه.
-لا يمكن أن تكون في مقارنة مع رجل كهذا ،يعشقها ،ويحتويها، يسعدها ،وله منها ولد ،انت الخاسر لا محالة.
الإحساس بنياط القلب تمزق شيء فظيع ،ألم بالصدر لا يحتمل ،تذكر يوما أصرت أن تكلمه صباحا وقد زالت عنه الثمالة وشرب قهوته التي كانت تتفنن في إعدادها.
بعد عملية الإجهاض
-(لوسمحت ،اريد أن أكلمك
كان يعقد ربطة عنقه أمام المرآة
-متى كان بيننا كلام غير حديث الفراش؟
تخضبت وجنتاها الذابلتين عادة
-تعال على نفسك واسمعني هذه المرة.
نظر الى الساعة بمعصمه
-تكلمي ،ليس لدي وقت أضيعه.
-دعني أذهب من هنا ،لن أعيش معك بعد اليوم.
صفعة على خدها اطاحت بها قبل أن يصرخ بوجهها.
-لعلني حفيت وراءك ولا أذكر ،انت سعيت لوضعك هذا وتبقين عليه حتى أغير رأيي.
لأول مرة يرتفع صوتها.
-ماذا تريد مني ؟ اخذت كل شيء ،كسرت قلبي ،اهنت كرامتي ،قتلت روحي ،وقتلت ابني .
بكت بحرقة كما لم يرها تبكي من قبل.
-نياط قلبي تمزقت وانت تقتل ابني ،وكلما ذكرته تمزقت أكثر ،الألم بصدري سيقتلني ،دعني اتنفس بعيدا عنك.
أخذ ذقتها بكفه العريض وضغط عليه بكره
-ليس بعد ،ليس قبل أن يموت فيك كل شيء إلا نبضك ،عندئذ سألقيك كخرقة بالية عفنة. )
-تذكر ،وقارن بين كاميليا بحضن يوسف وتلك التي كانت تحت قدمك.
تدحرجت دمعة على خده فمسحها قبل أن يدير محرك السيارة.