أخر الاخبار

رواية نفق الجحيم الجزء الثاني2 الفصل الخامس والعشرون والسادس والعشرون بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم

 الجزء الثاني2 الفصل الخامس والعشرون والسادس والعشرون 

بقلم ريناد يوسف

في المستشفى عند عمران واد السيد


دهب: قومي يابشاير رضعي ولدك يابتي قومي متهمليش روحك للنومه

بشاير بتعب:

الروح هي كمان تعبانه يمه مش بس البدن، من عشيه واني الخوف والفزع على عمران هلكوني وزيدي عليهم اوجاع الولاده، اني يمه فياشي حيل ارفع يدي حتي مش اقوم ارضع الواد. 

ردت عليها دهب وهي عتنزل الواد اللي عيبكي من حجرها عالفرشه وتروح عليها:

عقولك ايه يابت انتي ولدك جعان متتجلعيش بلا مفكيش حيل، بصيله كيف عيصرخ من جوعه وكل الحيل يجيكي، وبعدين ماله عمران ماهو ربنا اتلفتلنا كلنا فيه اهه وعايش وعيشم الهوا اسمالله عليه ربنا يحميه ويبارك فيه. 

ردت عليه بشاير بوجع وهي باصه لولدها اللي نايم عالسرير جارها ممخبرش:

بقي زين فين بس يمه، ديه متدشدش دشدشه ومافيهش عضمه راكبه على بعضها. 

دهب: بكره يتعالج ويوبقى فل الفل، واهم ابوكي والسيد راحو يبيعوا نايبك في الارض ويجيبوا الفلوس عشان تتعملوا العمليات ويطيب ويوبقي عال العال. 

بشاير ردت عليها بتنهيده وهي عتبص لولدها:

فكرك اكده يمه، يعني تفتكري ولدي هيطيب بعد العمليات ويرجع يمشى على رجليه من تاني ويلعب ويتنطط كيف العيال؟ 

ردت عليها دهب وهي عتعدلها بالراحه:

والله هيطيب ويوبقى احسن من العيال كمان واوبقي قولي امي قالت، قومي يلا ياحبة عيني لولدك اللي اتفحر من البكا ديه، قومي هو ذنبه ايه فكل ديه ياولداه غير انه اتولد فوكت غلط؟ 

اتعدلت بشاير وخدت ولدها فحضنها وابتدت تعطيه أول قوته من الدنيا وأول رشفة حليب وهي عتبصله بندم وتلوم فروحها على إنها فلحظة غضب فدت اخوه بيه وهان عليها وضحت بيه، ونسيت انه روح زيه زي اخوه والمعزه وحده، 

لكنها محستش بديه الا وهي ضماه لقلبها وحاسه بنبض قلبه الصغير اللي بقاله ٨ شهور وشويه متوحد مع نبض قلبها وعيقاسمها فأنفاسها. 


وبعد ماخلصت وشبع ونام خدته منها امها، ودخل عليهم السيد وأبوها وهما جايبين فجيبهم الفلوس تمن الارض اللي عيتعالج بيهم عمران، ومن بعدهم دخلوا ام السيد وابوه اللي سمعوا الخبر من حكيم النهارده الصبح وجم طوالي يطمنوا على حفيدهم ويشوفوا حفيدهم التاني. 


وبعد ماشافوا عمران وعرفوا حالته وقلوبهم اتقطعت من القهر عليه، ابو السيد خد السيد علي جنب وسأله بحيره:

وهتجيب الفلوس الكتيره اللي قالوا عليها داي لعلاج ولدك من وين ياولدي؟ 

رد عليه السيد وهو عيبص لعمه عبد الصمد بشكر وممنونيه:

عمي باعلي نايب بته من ارضه وجابلي حقها وقالي لو مكفوش هبيع تلت البيت اللي قاعدين فيه كمان، البيت كبير واحنا معاوزينهوش كله واسع علينا.. الشهادة لله يابوي الناس دول الواحد لو عاش العمر كله يسد فدين جمايلهم مهيوفيش ربعها، اني محظوظ بيهم وببتهم والله العظيم. 


رد عليه أبوه وهو باصص لعبد الصمد هو كمان، وشايفه وهو قاعد جار عمران وعيمسد على شعره بمحبه وعيتملى فيه وخشمه عيتحرك بذكر الله فوق دماغه:


- والله ياولدي صوح، الناس دول رزقك من الدنيا، ربنا يبارك فيهم ويراضيهم، مع انه بعد بيع الارض الحاله هتديق عالكل، لكن ولدك اولى وربك الرزاق. 

رد عليه السيد بتنهيده:

بس ولدي يطيب يابوي واني هنحت في الصخر وهجيب القرش ومهخليش حد منكم يعوز حاجه، عهد عليا مااتكاسل يوم عن الشغل ولا استكبر على شغله طول مافيا النفس بس ولدي يطيب. 

ومن بعدها راح على بشاير وقعد جارها وخد منها الواد الصغير، وبص للكل وبحسه العالي قال:

بعد اذن الجميع الواد ديه هسميه عبد الصمد على إسم جده، معلهش ياعمي انت مرضيتش تسمي عمران على إسمك، بس ديه اني مصمم ومش هيبقي اسمه غير عبد الصمد، اني حابب إن اسمك يفضل مابينا لآخر العمر من محبتي فيك. 

عبد الصمد اتبسم بخجل وبص لابو السيد وقاله:

عاد سامحنا فى الاسم مادام ولدك المصمم ياحج

رد عليه ابو السيد قوام:

ياراجل عتقول ايه، هو انت مفكر اني ازعل من حاجه زي داي، طب ورب الكعبه داني فرحت بالإسم اكتر منك، إنت ياعبد الصمد ياخوي معزتك في القلوب ميعرف مقدارها غير رب العالمين، انت اخ وحبيب وغالى، ديه كفايه وقفتك جار ولدي ومحبتك ليه كيف مايكون ولدك واكتر، ربنا يديم المعروف ويعيش الاسم وصاحب الاسم ويتخلد في الدنيا بالسيره الطيبه والعمل الصالح. 

زادت ابتسامة عبد الصمد وهو عيشيل عبد الصمد الصغير من السيد ويبص عليه، وقلبه خفق وهو حاسس كأنه شايل واد ولده من صلبه، واللي هيشيل أسمه ويخلي سيرته متتقطعش من الدنيا. 


وفي الاثناء دي، دخلت عليهم بسيمه ووراها دخل همام شايل ولده، وجريت على اختها حضنتها وفضلوا التنين يبكوا، وبشاير بس شافت بسيمه طلعت كل الاحساس العفش اللي عاشته من امبارح للنهارده فهيئة دموع وشهقات، بدأت هي بيهم وبسيمه ردت عليها بنفس الاسلوب، والتنين بكاهم قطع قلوب حبايبهم، وكل اللي كانوا قاعدين اتأثروا ونزلت دموعهم معاهم، وفيه اللي داراهم وكابر زي الرجاله، وفيه اللي دموعه كانت اضعف من الكبت زي دهب وام السيد وجريت تجامل الدموع وتنزل معاهم. 


وبعد ماالكل هدي وعرفوا حالة عمران وعرفوا إن عبد الصمد باع نايب بشاير في الارض عشان يعالجه بيه، وقفت بسيمه وبحزم بصت للكل وقالت لابوها قدامهم:

طيب يوبقى إكده اني وبشاير خدنا حصصنا فى الارض ومش باقي غير نايب شام، ونايب شام محدش ليه صالح بيه وريعه ليها ومن حقها ولا ايه يابوي

عبد الصمد بتأييد:

 ايوه صوح يابتي، وحتى السيد قال الكلام ديه من قبل ماانتي تقوليه، وقال ارض ام ربيعه من اليوم وطالع تتأجر وإيجارها يتعان لشام وبتها، واني وامك لو علينا هنعيشوا بأي حاجه. 

رد عليه السيد قوام:

ياعمي إنت ومرت عمي فرقبتي زيكم زي ابوي وامي بالظبط ولني المتكفل بيكم وبكل اللي تحتاجوه،، 

اني في اليوم اللي قولتلك فيه اعتبرني ولدك من اليوم وطالع مكنتش عقول كلام وخلاص، ولا كنت عحكي فض مجالس، من اليوم اللي دخلت فيه بيتكم وانتوا بقيتوا اهلي وليكم عليا كل حقوق الاهل علي ولدهم. 

سكتت بسيمه وهي باصه للسيد، اللي كل موقف يثبتلها فيه حسن نيته، ويخلف ظنها فيه، كيف مايكون عياكدلها إنه بنى آدم زين ومعيمثلش الكمال، لكنها برضك مع كل ديه مواثقاشي فيه، وهتفضل تفترض فيه سوء النيه للنهايه، لأن الانطباعات الاولي عتدوم، والانطباع الاول اللي خدته عنيه مش اي انطباع عاد. 

❈-❈-❈


أما فبيت نعيم

صحيت الصبح عدويه، وقبل ماتفتح عنيها حست إن نعيم هادى على غير عادته ومفيش خضة الالم اللي عيخضها هو وعيتنفس، فضلت ثواني مغمضه عنيها وخايفه تفتحهم، خايفه اللي اتبادر لذهنها تفتح عيونها وتشوفه حقيقه قدامها، 

ومدت يدها اللي عترجف وبمجرد مالمست يده لمت يدها بسرعه وفتحت عيونها وهي عتشهق بصدمه، وقعدت جاره وابتدت تهز فيه وهي مش مصدقه إنه خلاص راح وفارقها وهملها لحالها في الدنيا اللي طول عمرها متعرفش تعيش فيها غير بيه ومعاه، واللي من يوم ما وعيت عالدنيا وهي مش عتشوفها غير من خلال عنيه وكلامه وحكاويه عن العالم اللي بره، واللي متعرفش حاجه غير منه هو. 

واتعالى صوتها بالصراخ وابتدت مراسم وداعها لجوزها ورفيق سنين عمرها وابو عيالها، واللي خابره زين إنها من بعده هتدوق الذل والهوان، وإن مكانش عشان القرش، عشان المحبه اللي هتشحتها شحاته من إهنه ورايح. 

اتجمع كل البيت علي حس صراخها، وابتدت مراسم الجنازه، وخيم الحزن علي بيت المقاول من جديد، وحتى شام زعلت عليه لأنه من يوم ماجات البيت ديه مضرهاش ولا اذاها لا بكلمه ولا بفعل، وكان فحاله هو ومرته، ولسانهم لو مقالش الكلمه الزينه عيسكت خالص وميتسمعلهمش حس فالمشاكل واصل. 


أما عديله فكانلها النايب الاكبر من الحزن والقهر وهي عتشيع تاني عيل من عيالها للقبر علي حياة عينها، وقلبها اتكوى بفراق الضنا لتاني مره، وبس حضروا المغسلين دخلت لولدها قبل ماياخدوه وقعدت جاره وفضلت تمسد على شعره الاوبيض وميلت عليه وحبت جبينه وبحنيه همستله:

مسامحاك يانن عيني، مسامحاك إنت واخوك وقلبي وربي راضيين عليكم، وهدعيلكم بالجنه ونعيمها لحد مانتقابلوا فيها بأذن الله، هحصلكم قريب ياحبايبي استنوني هناك وجيالكم. 

خلصت وداعها ليه وخدوه المغسلين وهي فضلت مع الحريم تندب وتصرخ، وبالذات لما وعيت بناتها داخلين عليها وحده ورا وحده عشان يحضروا جنازة اخوهم، اخوهم اللي ليهم شهور وسنين مشافهوش ولا جوله يسالوه في مرضه، ولا حتى عيودوا امهم ولا كأن ليهم أم عايشه عالدنيا، واخر مره شافتهم على جنازة اخوهم توفيق وبعد التالت كل وحده لفحت عيالها وجريت علي بتها كيف ماتكون كانت قاعده على جمر فبيت غريب، مش بيتها اللي اتولدت وكبرت واتربت فيه، لكنها في الاول والاخر مش عتتمنالهم غير الراحه في بيوتهم، وإن ربنا يهدي سرهم ومش مهم الوشوش تتلاقى، وبصراحه شام وربيعه غنوها عن كل الدنيا وشغلوها عن التفكير فكل الناس، وبقي شغلها الشاغل التفكير فيهم وفحالهم وبس. 

أما ربيعه فكانت قاعده علي جنب جار امها، وبس شافت الحريم عيندبوا ويصرخوا بصت لامها وقالتلها:

امه هما عيعملوا ايه، وليه عيضربوا نفسهم بالكفوف؟ 

ردت عليها شام أمها:

عيندبوا يابنيتي على جدك نعيم. 

ربيعه:

طب وليه انتي مش عتندبي زيهم يمه؟ 

شام:

عشان سمعت الشيخ في الراديون عيقول الندب حرام ياربيعه، والندابه عتروح النار، وحتى الميت عيتعذب من الندب والصراخ عليه. 


ربيعه سمعت كلمة امها وفوراَ عينها راحت علي ستها عديله، وقوام جريت عليها وقعدت فحجرها وحضنتها وحطت خدها علي خدها ومنعتها من إنها تندب وبيدها سدت خشمها عن الصراخ، عشان خافت عليها من النار اللي قالت عليها امها، وقالت لروحها حتي لو كل الناس اللي عتندب هتروح النار اني مش هخلي جدتي عديله تروح معاهم. 


وخلصت الدفنه وخلصت الجنازه، واتشيع نعيم لمثواه الاخير، وفضى بيت المقاول من كباراته، ومضلش فيه غير الحريم والجيل الطالع، اللي ميعرفش من الدنيا غير حب النفس والعمل للمصلحه الفرديه وبس. 

وبعدها عاود كل واحد لحياته وروتين يومه، والموضوع مأثرش بشكل كبير غير على عدويه اللي خسرت ولفها وونيسها وجليسها، وطال عليها الليل والفراق كاوي قلبها كيف ماحصل مع عديله بعد موت كارم، لكنها سنة الحياة وحتى الزعل عيخف مع الايام، والليل الطويل بالسهر عيقصر لما النوم يرجع يصالح العيون ويزورها بعد الجفا، وحتما ولابد ماعيزور مهما طال الفراق. 


❈-❈-❈


أما فبيت همام

صحى بالليل وبص جاره ملقيهاش، فقام مهبوش وهو عينادى بإسمها، وكالعاده لقيها واقفه في الحوش لحالها وسانده عالدكه وعتتألم في صمت وكاتمه وجعها، فجرى عليها بخوف وسندها وهو عيقولها:


برضك عتعمليها وتولدي لحالك للمره التالته يابسيمه، حتي بعد ماطبت وبقيت اقدر اسندك واشيل عنك معترضيش تتسندي عليا وعتستكبري على إني آخد بيدك، ليه إكده يانبضة القلب، ليه مش عايزه تحسسيني اني سندك ليه، ليه مش عايزاني اردلك حاجه من اللي عملتيها عشاني، ليه داني ياما اتعكزت عليكي ورميت حمل بدنى على كتافك وانتي اتحملتي ومافيش فيوم كليتي، وديه دينك ياغاليه خليني اردلك منيه هبابه. 


بصتله بسيمه وبألم مكتوم قالتله:

مش وكته الكلام ديه، دخلي بستلة الميه الحاميه عالحمام واني هجيب الموس والخيط وجايه، يلا قوام حاسه العيل هيندلى. 

وبالفعل جرى همام دخلها الميه عالحمام وهي دخلت اوضتها جابت كيس ودخلت بيه الحمام وردت الباب عليها، ورفضت ان همام يفضل معاها مهما اترجى فيها، وبعد دقايق سمع منها صرخات مكتومه ورا بعضها، وبعد منهم سمع حس بكا عيله، 


وابتسم بفرحه وحمد ربه إنه قومهاله بالسلامه للمره التالته، وبعد دقايق تانيه شاف باب الحمام عيتفتح وبسيمه عتمدله العيل ملفوق فقماشه بيضه وتقوله وهو عياخده بين اديه:

خد، البت اللي هتحنى ضهرك وربك يخلص منها كل الذنوب اللي عميلتها فبنات الناس، امسك كسرة ضهرك اللي طالعه من صلبك ياهمام. 

قالت كلامها ورجعت ردت الباب عليها عشان تتشطف وتغير خلجاتها، وهملته بعد كلامها باصص لبته وبدنه عيتنفض من كلامها اللي قالتهوله، وهي عتديله البت فأديه، كانها نذبر عذاب جايه وجايباه معاها. 

اما بسيمه فمكانتش محتاجه أكتر من انها تحسس همام بالخوف من القصاص، وتعيشه ولو جزء بسيط من احساس ابوها وكسرته اللي عاشها بسببه، واللي لساها فاكراها لغاية دلوك، واللي متوكده إن مفيش كسره فالدنيا تضاهي كسرة الراجل ببته، واهي جات اللي هتخلي عيون همام فنص راسه ويخاف من إن اللي عيمله يتردله فيها. 


وبعد شويه طلعت بسيمه من الحمام، وهي ماسكه جردل فيه المشيمه رايحه ترميها، لكن همام عطاها بتها واتولى هو عنها المهمه داي، وبس طلع بره ورماها وبعد شويه، قعد على حيله وابتدا يبكي فجوف الليل وهو عيفتكر الغلطه اللي عملها من سنين واتعاقب عليها بالعجز، ولسه عيتعاقب عليها بكره بسيمه ليه، ودعا ربه من كل قلبه إنه يرحمه وبزياداه عقاب لحد إكده، وإنه يسامحه ويغفرله، وخصوصي إنه مطلع على قلبه، وخابر إنه مبقاش جواه للناس غير كل خير دلوك. 


وبعدها عاود للبيت، وبمجرد دخوله علي بسيمه الاوضه وشافت عيونه الحمر الدبلانين من البكا واللي عيتهربوا منها، ابتسمت بتشفى فيه وفحاله، وحست إنها صابت الهدف اللي كانت منشنه عليه، وإن نشانها مخابش. 


❈-❈-❈

وبعد مرور ٥ سنوات

ربيعه دخلت على امها المطبخ بعد ماطلعت نشرت الغسيل فوق السطح ونزلت

وشافتها قاعده قدام الكانون حتي وهو مش عليه وكل ولا حاجه عتطيب وباصه للنار الساجره وسرحانه، وبين كل دقيقه والتانيه تجيها نوبة كحه تخلي بدنها يتنفض من شدتها ونفسها يروح، فقربت منيه ورمت البستله اللي فيدها عالارض بعنف وقالتلها:


يمه قومي من جار الدخانه واللهب مش خلصتي طبيخ قاعده جار الكانون ليه؟

طيب أشفقي علي عيونك اللي راحوا من دخان الحطب ومبقتيش تشوفي بيهم كيف لاول!!


ردت عليها شام بديقه:

يابتي همليني اني عحب اقعد جار النار اتعودت عليها.. عحب أشوف اللهب قبال عيني عرتاح.. عحسه عياكل كل حاجه عفشه حوصلت معاي طول اليوم.. وان كان عالدخان فمهما بعدت عنه هيفضل جواي معبي روحي.. أني جواي مخزون من دخان اسود مضيع ملامح كل حاجه حواليا!!

ربيعه:

طيب قومي اتسبحي وغيري خلجاتك اللي كلها هباب من الحلل والكوانين داي.

شام :

ولمين اغير وليه اغير؟وحتي لو غيرت ماهيتهببوا تاني، بس حد يطلب مني كباية شاي ولا اسخنله وكل. 

ربيعه:

يابوي اني معارفاشي ايه حبهم في الشاي وطبيخ الكوانين لحد دلوك!! والبوابير والسبارتيات ملت البلد.. ولا عشان انتي اللي قاعده عالكانون.. ولا هو استعباد وخلاص!

شام:

بسك من الحديت اللي لا عيودي ولا يجيب ديه، وقومي روحي الضميلي الخيوط في الابر وعلقيهوملي فمكانهم عشان في الليل القاهم جاهزين ومصحيكيش من نومك.

ربيعه: ييمه احب علي يدك بزياداكي اذيه فروحك، ولما حد يجيبلك خلجاته المفرتقين تخيطيهم قوليله عيوني مش عرقب بيهم مهيعلقلكش حبل المشنقه ولا يخلوكي تخيطي بالعافيه، احب على يدك ارحمي روحك صحتك راحت راااحت. 

ردت عليها شام بنفس نبرة اللامبالاه:

وايه فايدتها الصحه ياربيعه، عيعوزها فأيه الواحد، همليني يابنيتي وروحي شوفي ستك الله يرضى عليكي لتكون عملتها على روحها أحسن عيصعب عليها لما تعملها ونتأخروا عليها منشطفوهاش. 


ربيعه سمعت إكده وجريت قوام علي ستها عديله وهي عتتمني إنها تلحقها قبل ماتكون عملتها صوح، وتدخلها الحمام وتشطفها ومتخليهاش تزعل ولا تاخد فنفسها، وبمجرد مادخلت عليها عديله بصتلها بعتب وقالتلها بحزن وكسره:

عوقتي عليا ليه اديني بليت روحي وبليت الفرشه كمان. 

ردت عليها ربيعه وهي عتروح عليها بإبتسامتها المعتاده:

ولا يهمك ياحبة عيني، حالا نتسبحوا ونغيروا ونقلبو الفرشه ونغيروا الملايه ونخلوا الدنيا كيف الفل والورد. 

خلصت كلامها وهي عتميل على يد ستها عديله وتحبها، وعديله مدت يدها التانيه علي خدها تمسد عليه وقالتلها بمحبه:

تسلمي ياحنونه يابت الحنونه، والله وعشت لغاية ماشوفتك ياربيعه وانتي شابه، بت ١٤ وقمر ١٤ والادب والربايه غلبوا الجمال والحسن، يحرسك ربي ويحفظك من كل عين تشوفك ولا تصليش عالنبى ياجدتي. 

اتبسمت ربيعه اكتر وهي عترد علي ستها عديله:

رباية يدك ياجده والادب انتي اللي مأدباه ، ربنا يبارك فصحتك ويطولنا فعمرك يارب ياغاليه. 

خلصت كلامها وحالا دخلت غيار لستها في الحمام، وطلعت عالموطبخ جابت بستلة ميه حاميه، وجابت امها معاها، ودخلوا عديله الحمام وابتدت ربيعه تسبحها، أما شام فأبتدت تغيرلها الفرشه المبلوله بوحده جديده، وبعد ماخلصت عاودت للموطبخ من تاني وكملت قعدتها قدام الكانون وهي باصه عالجمر، وفكرها شارد فاللي ملامحهم بهتت فخيالها من كتر مالسنين مرت عليها من غير شوفتهم، ومبقتش الاخبار اللي عتاجي عنهم تطفي شوقها ليهم، والقلب مشتاق والعين مش بصيره. 

وفضلت تدندن بينها وبين روحها الجمله اللي على لسانها بقالها سنين من ساعة ماسمعتها اول مره في الراديوا وهي تقريباً عتغنيها في اليوم عشرات المرات:


ياطير يامسافر على جناح الدني، لو فيك تحكي للحبايب شو بني ياطيرر ياطيرر


وفضلت تعيد وتزيد فيها، وقدام عنيها فلهب الجمر شايفه بيتهم وامها وأبوها، وصاحباتها والبندقالواسع، ولعبهم والمطر اللي عتعشقه واللي حتي ريحته كانت مختلفه عن ريحة المطر اللي عتشوف إهنه، وصابر، ولمتهم الحلوة هي وخياتها وضحكتهم اللي كانت تشق سكون الليل والقلب كان خالي، وأبو قلب حديد اللي اشتاقتله وعارفه إن هو كمان اشتاقلها وحاسس بوجودها إهنه، 

بدليل إنه كل مايعدي قبال البلد ينادي عليها بصفارته العاليه، صوح لا هو شايفها ولا هي شايفاه، بس قلبه الحديد حاسس بيها وهي متوكده من إكده، لكن حتى ديه اتكتب عليها فراقه، والبيوت العاليه والشجر اتكاتفوا عليها مع كرار وحرموها من شوفة حبيبها، كيف مايكون البشر والجماد حطوا اديهم فأدين بعض واتفقوا عليها. 


❈-❈-❈


أما في الجنينه جار ابو دراع

ممدوح صاحب ال١٩ سنه دلوك جه وقعد جار ابو دراع عالمسطبه بتاعته وقاله:

العواف عليك ياعم، كيفك وكيف اخبارك وكيف زردة شايك المتينه. 

رد عليه ابو دراع وهو عيصبله كباية شاي من الدمسه اللي قدامه:

زردة الشاي في انتظارك ياغفير الغفرا. 

ضحك ممدوح وهو عياخد منيه الكبايه وقاله:

وماله مش عيب، غفير علي املاكي وعلي حقي، وحارس بت عمي و نصيبي من الدنيا

ضحك ابو دراع عليه وهو عيقوله: خايفش احسن عمك كرار يسمعك عتقولها يعني؟ 

ضحك ممدوح هو راخر ورد عليه وقاله:

والله لو قطعني قطيع حتي، ربيعه بت عمي غصب عنه وهاخدها يعني هاخدها حتى لو انطبقت السما عالارض. 

ابو دراع رد عليه بتنهيده:


 ياعالم ياولدي عاد، ديه النصيب عيتخط حسب الحظوظ، مش حسب القلوب والمحبه اللي فيها، بس انت قول يارب والدعا عيغير النصيب 

ممدوح:

يااااارب... الا قولي هو انت متجوزتش ليه لدلوك ياعم ولا جبتلك عيل ينفعك ويشيلك في كبرك؟ 


رد عليه ابو دراع بعد ماخد شفطه من كباية شايه :

اللي يشوف بلاوي بيتكم ياممدوح يكره صنف الجيزه والجواز، وبعدين اني هويت زمان والقلب عشق والنصيب غلب بالفراق، بس الحمد لله علي الفراق والله

ضحك ممدوح وسأله بفضول وإستغراب:

ليه إكده؟ 

رد عليه ابو دراع وهو باصص بعيد على بدور وهي طالعه تجرى ورا عيالها بالسباطه وشكلها عامل كيف الغوله:

يابوي اسكت ربك عارف الزين فين ومفيش احسن من تدابيره.. قالها ونكس عنيه للارض وضحك بإستغراب على روحه زمان وعلى محبته لبدور وهوسه بيها، واستغرب كيف الانسان يتعلق بحد للدرجادي، وبعدها يقدر يطلعه من قلبه وكأنه ماكان، وكيف إن الحب عيكون اكبر وهم مش عيتم إكتشافه غير بعد فوات الاوان.. لكنه مع ذلك فضل اعزب وحيد، كيف مايكون قلبه حلف على الحب مايسكنه مره تانيه، وروحه الفت الوحده وحب العيشه لحاله وشاف فيها راحته وروقان دماغه

خلص ممدوح شرب الشاي مع ابو دراع وشافها طالعه من البيت، اتبسم للشمس اللي نايمه على وشها، واللي وقت ماتهل بنورها تنور الكون كله وتدفى قلبه بمشاعر حب صادقه، من صغره وهي نبتت فقلبه وكبرت معاه وضللت على كل كيانه، وجذورها اتأصلت في روحه،

فقام طوالي بعد ماساب كباية الشاي جاره وبخطوات سريعه راح عليها ووقف قبالها وسألها بنبره حازمه بعكس اللي جواه من محبه وحنيه ليها:

رايحه على وين ياربيعه، وبعدين اني مش منبه عليكي الف مره تقللي من الخلج الملون اللي عيزغلل العين اللي عتلبسيه وتبطليش فرفير بيه ديه في البيت والجنينه! 

أيه قصدك يعني من مخالفة كلامي؟ عايزه تخلى العيون كلها تجري وراكي منين ماتروحي وانتي مزغللاها بالاوحمر والاصفر؟ وبعدين كني واقعدي في البيت وقللي الطلعه عالجنينه قلتلك الف مررره. 


ردت عليه ربيعه بنبرة غضب وغل وهي عتحط يدها فنصها وتزعق بعلوا حسها:

إسمع ياممدوح اما اقولك، اني حدش يتحكم فيا ولا يقولي اقعدي ولا اطلعي، ولبسي هلبسه علي مزاجي وكيف مااحب، ولا كمان حتى لبسي عايزين تتحكموا فيه، مش كفايه متحكمين فوكلي وشربي وانفاسي، مش كفايه الذل اللي شايفاه من ابوي ومرته واخواتي، هتاجي إنت كمان تزود عليا الهم ليه هي ناقصاك؟ 

حل عني اني مناقصاكش، قال مطلعش الجنينه قال، طب وهو اني عطلع فين غير للجنينه، عطلع زيكم ولا اروح مدارس ولا اتعلم، عشوف الدنيا والناس كيف ماانتوا عتشوفوها؟ 

مستكترين عليا إني اتمشى جوا القفص اللي محبوسه فيه، مستكترين عليا إني البس حاجه زينه زي الناس والخلق، دا ايه الكهن والجبروت اللي فيه ناس البيت ديه؟ 

ممدوح بنبرة حنيه:

يابت عمي افهمي، مش كل اللي ينهاكي عن حاجه تكون نهوته نابعه عن كره، النهوه ساعات عتكون نابعه من محبه وخوف.. وسكت لحظات وكمل.. (وغيره)

ردت عليه ربيعه وهي عتتحرك من قدامه بغضب ناحية شجرة الليمون:

واني ولا عايزه نهوه نابعه عن محبه ولا عن خوف ولا حتي عن غيره، ولا عايزه حد ليه صالح بيا من اصلو، وبعدين اني لا بت عمك ولا اعرفك ولا تعرفني، يوبقي لا ليك عليا كلمه ولا نهوه. 

والحديت ديه حديت عمك بذات نفسه اني مجيباهش من عندي، مش هو اللي كل هبابه يقولكم دي مش بتي ولا بت عمكم، مش هو اللي مغربني وسطكم ومطلعني بت حرام، مش لما عتشوفوه عتخنسوا وتخافوا تقولوها وانت بالذات عتبلع لسانك! 

يوبقي ليه من وراه بت عمك ومن قدامه شي تاني؟ 

اسسممع ياممدوح، هملني فحالي وخليك فحالك، خليك فمدرستك وعلامك ودفترك وكراستك وطلعتك ودخلتك من البيت ومتجيش تديق عليا اني انفاسي، الواحد فيه اللي مكفيه. 

اتبسم ممدوح وهو عيروح وراها تحت الشجره ويتلافالها اللمون اللي عايزاه وقالها:

قولتلك الف مره تعالى اعلمك القرايه والكتابه انتي اللي مراضياشي، قولتلك اقعدي جاري واحكيلك كل اللي عشوفه بره اسوار البيت ديه واخليكي كيف ماتكوني معايا فكل خطوه عخطيها وانتي اللي نافره مني ومن قعدتي ومن قربي، 


غلبت اقولك يابت عمي قربيلي وافهمي عليا وجاريني فاللي فقلبي ليكي وانتي اللي قافله من تلاي خالص اعملك ايه يعني؟ 

ردت عليه ربيعه بعصبيه مكتومه:

واني لا عايزه اتعلم ولا عايزه حد يحكيلي حاجه، ولا عايزه اقرب من حد، اني بس عايزاك انت وغيرك من ناس البيت ديه تبعدوا عني وتهملوني فحالي، 

وحلال عليكم عيشتكم وحلال عليا عيشتي واني راضيه بيها، بس هملوني اعيشها كيف مايحلالي زي ماانتوا عايشين حياتكم كيف مايحلالكم، هملوني في الظلم اللي عايشه فيه اني وامي علي يد كرار الظالم ومرته. 


خلصت كلامها ومدتله يدها وخدت منيه اللمون، ولفت عشان تمشي، لكنها شهقت وهي عتتخبط فحد كان واقف وراها بالملي، وبمجرد مارجعت لورا خطوه ورفعت وشها عشان تشوفه هو مين، اتفاجئت بكف قوي نزل على وشها خلاها فقدت التوازن ووقعت عالأرض، 

وأول ماوصلت الارض صرخه طلعت منها رجفت قلب ممدوح وخلت أبو دراع اللي كان ملهي فغنماته انتبه وراح عليهم جري. 


أما ربيعه فرفعت يدها وبصتلها بألم وهي واعيه فرع شجره بسن مغروز في كفها فاتحها، 

ورفعت عيونها على ابوها بعتب، وكالعادة مشافتش فعيونه ناحيتها غير كل قسوة وجبروت، فكتمت المها وهي عتحاول تشيل الفرع، لكنها مقدرتش فطلع صوتها بالبكى مره تانيه، وفي اللحظه داي قعد ممدوح جارها على ركبه ومد اديه عشان يساعدها فى سحب الخشبه من يدها؛ لكنها بعدت يدها عنه برفض لمساعدته، ومدتها لأبو دراع اللي كان وصل حداها وعيقعد جارها يتحرى عن وضعها، وأبو دراع بقلب جامد سحب الخشبه من يدها فحركه سريعه، 

وبس عيمل إكده وشاف الدم سال من يدها وقف وبكل غضب الدنيا مسك كرار من قب جلابيته بيد واليد التانيه فيها فرع الشجره اللي كان فيد ربيعه ورافعه في الهوا ومن بين سنانه قاله:

اغرزه فعينك دلوك وادوقك الوجع كيف يكون؟ 

اني مش منبه عليك وقايلك إن ربيعه فحمايتي ويدك متتمدش عليها واصل طول ماني عايش، عتخالف كلامي ليه هاااا. 

رد عليه كرار وهو عينشك يده من جلابيته:

اوعى يابو دراع خليني اربي الفاجره بت الفاجره داي، انت مشوفتهاش عتتحدت عني كيف من غير حيا ولا خشا، مشفتش قلة ادبها وهي عتحكي مع ممدوح واد اخوي وتزعقله كيف مايكون شغال حداها!


رد عليه ابو دراع بسخريه:

وعايزاها تتكلم عنك كيف ان شاء الله، تمجدك وتمدح فيك وتذكر اسمك بكل خير بعد اللي إنت عامله فيها! وبعدين لو علي ممدوح هي وواد عمها يتحدتوا كيف مايتحدتوا ليكش صالح بيهم ومتتدخلش بينهم. 

كرار بغضب:

مش واد عمها ولا هي بت عمه واياك تنطوق الكلمه داي تاني يابوا دراع، داي مش بتي، داي بت حرام، وإن كنت زمان جبرتني اني اكتبها على اسمي فأني لايمكن هعترف بيها ولا هتكون من دمي واصل. 

خلص كلامه وسمع ممدوح عيرد عليه بمنتهي العصبيه:

بس اني معتبرها بت عمي ومتوكد انها بتك كمان ورايدها وعايز اتجوزها على سنة الله ورسوله وطالب يدها منك بالاصول وبالحلال. 

رد عليه كرار وهو عيبص لربيعه بغل:


واني عقولهالك ياممدوح، البت داي عمر دمها ماهيختلط بدمنا ولا هتكون ام لولاد عيلتنا، صوح هي خدت اسمي، بس عيالها هياخدوا اسم راجل غريب عن العيله، وحكاية انك رايدها وعايز تتجوزها والحديت الخايب ديه تنساه وااااصل. 


خلص كلامه واتحرك على البيت، وهمل تلاته قلوبهم عتغلي نار من عمايله وكلامه، وبالذات ربيعه اللي وجع روحها اكبر من وجع جرح يدها بكتيير. 


أما ربيعه فبعد ماخدت نصيبها من أبوها عاودت للبيت باللمون والدم مغرف جلابيتها، وبمجرد مادخلت الموطبخ لأمها وشام شافت الدم شهقت وجريت عليها وهي حاسه الدنيا عتلف بيها من الخوف، وبمجرد ماوصلتلها ابتدت تفتش فيها وتشوف الدم اللي مغرق خلجاتها جاي منين، وأول ماشافت يدها والجرح اللي فيها سألتها عن سببه، وربيعه حكتلها كل حاجه، فنزلت دموع شام على بتها بقهره، ورفعت كف يدها اللي سبق وكرار عمل فيه علامه بحرق نار مراحتش ابداً برغم السنين اللي فاتت، وقربتها من يد بتها وشافت إن جرح ربيعه فنفس اليد ونفس الموطرح، وكأن كرار عيعيد الظلم من أول وجديد، وكأنه حوصول اللي كانت خايفه منيه وبتها هتقاسمها فحظها العفش للنهايه، وحتى الجروح عتنعاد هي هي 

❈-❈-❈


دخل كرار البيت وبوشه راح على اوضة أمه فتحها ودخل فيها، وقعد عالسرير موطرح ماكانت تنام ،

 ومسد على فرشتها واتنهد وهو عيفتكر ذكرياته معاها وجرحه ليها بالكلام وتفضيل مرته عليها فلحظة غباء، وكيف كب فى الارض كل حبها وتفضيلها ليه دوناً عن اخواته وعن الدنيا كلها،

 ومفتكرش ليها غير موقف واحد، دمر بيه حياته وكسر قلبها، ووصلها انها ماتت مكموده وحيده فأوضتها من عمايل شوقيه فيها، واللي مقدرش يحميها منها ومن جبروتها، 

شوقيه اللي كان خابر إنها عتعذب كل فرد في البيت بطريقه مختلفه وساكت ومهملها كيف ماتكون السكينه سارقاه، أو كيف مايكون مسحور عياجي حداها وعقله يوقف وكل تفكيره عيتشل والخوف منها ومن اللي ممكن تعمله فيه عيسيطر عليه بالكامل. 


وقف وراح على دولابها وفتحه ومسك جلابيه من خلجاتها وضمها لصدره، ونزلت دموعه بغلب وقلة حيله على حياته اللي جايبها من اولها غصب بغصب، 

وكل حاجه عتجرا فيها مش على هواه، من أول شام وبتها لحد شوقيه وعمايلها.

 

وكانت هي الوحيده اللي مهوناها عليه. 


خلص نوبة بكاه وزعله وحط الجلابيه تاني موطرحها وقفل الدولاب، وطلع من جيبه الفلوس اللي كل يوم عيخنصرها من شغله وحطهم مع اخواتهم في الشكمجيه بتاعة امه وقفلها بقفلها، وحطها جوا الدولاب وقفل الدولاب بقفله وحط القفل فجيبه، وطلع وقفل باب الاوضه بقفله، ومشى ووهو عيحسب فيهم ويشوفهم قربوا يكملوا حق قراط ارض ولا لسه، من اللي عيحوش ويشتريهم من ورا شوقيه عشان يحس ان معاه حاجه يتسند عليها وقت ماتغدر بيه الحيه اللي انيها فبيته. 


ويادوبك طلع ومشى كام خطوه في الحوش وشافها نازله من فوق، وقف موطرحه وبصلها وهي جايه عليه وفى عيونها اتهام صريح ليه بخيانته ليها مع شام، وخصوصي وهي عتمد رقبتها وتبص جوا المطبخ، لكن كرار كان أخر همه شوقيه واتهاماتها، فهملها واقفه موطرحها واتخطاها وطلع على اوضته فوق يرتاحله هبابه. 

❈-❈-❈


أما في أوضة بدور وعزت

بدور: عقولك ياعزت ايه رأيك نخلفولنا عيل رابع. 

عزت:

ماتخلفي حد حايشك؟ 

بدور: وهخلف لحالي يعني ولا ايه؟ 

عزت رد عليها بعدم اهتمام:

ايوه مش انتي اللي عايزه تخلفي، خلفي لحالك اني معاوزش اخلف، ولو يوم عوزت اخلف اني هخلف لحالي، معرفش كيف بس هتصرف يعني. 

بدور بصتله ومتكلمتش وهو قالها بأمر:


قومي اعمليلي بصايه قومي وبزيادانا ال٣ قرود اللي جايباهملنا، قومي احسن النوبادي تاجي بت وتاخد شكلك وتوبقي نصيبه سوده على راسنا. 

بدور بزعل:

ليه يعني وهو اني عفشه ولا عفشه؟ 

عزت بيأس:

له يابوي عفشه ايه لا سمح الله، قطع لسان اللي يقول عليكي عفشه، وكمل في سره، اسم الله عالعفاشه منك. 

ونزلت بدور بعدها وهي خايبة الرجا من عزت، وهملته وهو ابتدا يقارن فعقله مابينها وبين شام كيف ماعيعمل من سنين وسنين، لا كل ولا مل ولا زهق من شي عيتطلعله وهو خابر زين إنه عمره ماهيطوله،لكنه مصر عالمحاوله


❈-❈-❈

أما حدا بيت عبد الصمد

دهب:

بشاير، يابشاير.. يلا همي يابنيتي علقي عالطبيخ جوزك وعيالك زمانهم على جيه وانتي عتعوقى عليهم قوي فى الوكل وهما عيعاودوا لهفانين وواقعين من الجوع. 

بشاير ردت عليها وهي عتقوم بصعوبه:

والله يمه المفروض اني مااقوم ولا اعمل حاجه، اني النوبادي حاسه إن بطني فيها حجر تقيل مش عيل لا قادره اميل ولا اتعدل ولا اتحرك حتى منها. 

دهب بشفقه:معلهش يابنيتي اتحملي، ولازمن الحركه عشان تسهل عليكي ولادتك انتي فشهرك، اني لولا ماانتي وابوكي وحتي جوزك مانعيني من الخدمه والقرب عالنار والله ماكان خليتك قربتى علي طبيخ ولا غريف. 

ردت عليها بشاير وهي عتقوم من عالدكه اللي جارها:

يمه طبيخ ايه بس اللي عايزه تطبخيه وعمليتك لساها خضرا مطابتش، وبعدين الداكتور محرج عليكي من السخانه، شيل المراره واعر يمه وانتي كتر خيرك المتحمله وجعه، كمان عايزه تقومي تخدميني؟ 


اني خابره انك لو رايقه مكنتيش هتخليني فاليومين دول احط يدي فحاجه كيف مامتعودة فكل عيل، بس معلهش خليكي انتي فعمليتك وخليكي بعيد عشان تطيبي قوام واني اهه عجاهد وعلى كد حيلي هعمل، وهما كتر خيرهم عياكلوا اي حاجه اعملها من خشم ساكت، والسيد بس يعاود من شغله يده بيدي فخدمة البيت ومعيسيبنيش،وكمان اليومين دول اني راميه كل الحمل عليه وهو شايل الحق يتقال. 


اتنهدت دهب وردت على بتها بأسى:

في العاده اليومين دول لما الوحده تكل من الحبل لو ملقتش امها جارها عتلاقي خياتها البنات خُدامها، بس هنعملوا ايه فالبخت اللي فرقكم عن بعض وخلاكم كيف المقطوعين من شجر مفيش اخت تروح للتانيه ولا تشيل عنها، وحده شايله حمول الدنيا كلها وعتلف في الدنيا كيف ماتكون عتلف فساقيه عشان خاطر عيالها،وولا مره حسينا انها ولدت غير بعدها بكام يوم، ولا حد شافلها وجع طلق ولا الم مخاض.. 

ووحده اتسجنت ورا سور عالي ووكت ماولدت ماشفناها، واديكي انتي محتاجالهم وملاقياهمش.. اخي بس انتي اهون وحده فيهم، كلنا حواليكي وفي الولدتين كنتي تقولي الاه اقول يارب زيح وسهل واني ماسكه يدك وواخداكي فباطي واهون عليكي، وحتي دلوك اديكي وسطنا مع انى مقدارش على خدمتك، بس برضك تحت عيني. 


ردت عليها بشاير وهي عتعاود وتقعد جارها تاني:

معاكي حق يمه، والله وجود الحبايب فوكت التعب بيخفف ويهون، وكتر خير خياتي اللي كل وحده فيهم شافت اليوم الواعر ديه وعاشته لحالها.. وخصوصي شام اللي كاسره القلب عليها والروح مفرفحه على شوفتها وشوفة بتها؛ اللي من ساعة ماشفناها وهي حتتة لحمه حمره مايكون ريناها تاني، تلاقيها بقت عروسه دلوك تسر العين والخاطر


دهب اتنهدت وردت عليها بوجع:

ااااخ على وجع قلبي علي شام وعلى بتها وحسرتى على شوفتهم.. بقالي ١٤ سنه عتمنى بس اشم ريحتهم وكل شوفي ليهم عيكون فأحلامي وبس، حتى الحاجه اللي عبعتها ليها ولبتها اني وابوكي لا ععرف انها عالمقاس ولا انها عجبتهم ولا معجبتهمش، ولا عايزين حاجه بعينها اجيبهالهم وابعتهالهم ولا اي حاجه واصل، 

ولا عياجيني خبر منهم غير بس انهم طيبين وبخير وفأحسن حال وعيتشكروني من قلبهم عاللي بعته، ومشيعينلنا كتير السلام. 


بشاير: ماانتو عتشيعولهم فلوس يمه ريع ارضهم ولو نفسهم فحاجه اكيد هيجيبوها منهم. 

دهب:

يجيبوها كيف بس ومن وين وهما محابيس، لا يعرفوا ايه اللي فالدنيا جديد ولا ايه الحاجات اللي طالعه ولا يعرفوا عن العيشه غير اللي عيشوفوه جوا حيطان القبر اللي هما مدفونين فيه؟! 

اكتر وحده واجعه قلبي وقلب ابوها من بينكم هي شام، انتوا عشتوا وخلفتوا وشفتوا متاع الدنيا، أما هي فمهما تشيعلي وتقولي إنها زينه قلبي حاسس إنها متعوبه وشايفه الويل، واني ليش صالح غير بقلبي واللي حاسس بيه. 


بشاير ردت عليها وهي شارده فحال شام اللي صوح كل ماتيجي سيرتها القلب يتعصر من الوجع عليها ومن الشوق ليها:

إيوه الله معاكي حق يمه، قلوبنا كلنا واكلانا عليها مش بس انتي، ربنا يهدي العاصي ويفك اسرها يارب. 

دهب: 

بالك يابشاير اني وابوكي كل عشيه قبل ماعينا تغمض لازمن ندعوا لشام ونطلبوا من ربنا الصبر ليها، وانه يكتبلنا اللقى بيها قبل مانقابلوا وجه كريم، 

بس اني حاسه إن الوشوش مش هتتلاقى غير في الاخره، ونصيبنا من القرب فى الدنيا خلص لحد إهنه. 

بشاير:

ليه يمه عتقولي إكده خلي املك في ربنا كبير، وادعيه يردهالك كيف مارد سيدنا يوسف لابوه يعقوب، بس اهم حاجه الصبر يمه الصبر. 

دهب: 

صبر ايه تاني يابشاير داني الصبر مل مني، على كل حال ربك كبير وكريم ورحيم.. ويلا قومي اعملي اي حاجه لعيالك زمانهم جايين مش صدقتي مالقيتي الحكاوي واتبرشتي جاري قومي. 

ضحكت بشاير وقامت بصعوبه وراحت على الموطبخ وهي عتتمايل وماشيه بالعافيه من حمل بطنها اللي أول نوبه تحس بيه النوبادي، غير المرتين السابقين، وابتدت تعمل لقمه سريعه يعاودوا عيالها وجوزها وابوها يلاقوها طايبه وفي انتظارهم. 

أما السيد فكان في الغيط شغال اجير فزرعه جار زرعة عبد الصمد، وعبد الصمد شغال في الكام قيراط بتوع شام يفلح فيهم على كد حيله، وبس يخلص السيد يوميته كان يروح ويساعده ففلاحتهم بدون اي مقابل، وحتى ولده الصغير عبد الصمد كان يروح يساعد جده في الارض وكت مايكون فاضي، أما عمران فعرج رجله مكانش مخليه يقدر يفلح في الارض،

 فكان مكتفي بقرايته ومزاكرته، وعلى كد ماكان صابب كل اهتمامه عليها كان دايماً يطلع من الأوائل.. وكان مميز وسط كل زمايله بالذكاء والقبول والطيبه، بس مع ذلك كان دايماً يشوف نظرة الشفقه في عيون امه وابوه وجده وجدته كل مايتطلعوله وهو عيمشي ويتحرك قدامهم، وكد ايه إحساسهم بالشفقه عليه كان يدايقه، وطول الوكت عيحاول إنه يبدل الشفقه فعيونهم لفخر، لكن برضك شفقتهم عليه عتغلب كل شي، وخصوصي إنه يعتبر بكرى اعز الولد وأول فرحة قلوبهم. 

وبالذات ابوه اللي كل مايشوفه يقوله سامحني ياولدي اللي جرالك ديه ذنبي اني وإنت اللي شلته، بس ذنب أيه؟ وشاله ليه؟ مكنش يرضى يقوله!  وكان يكتفي بنظرات الندم اللي كانت عتقتل عمران من الفضول! 


❈-❈-❈

أما في بيت المقاول

شوقيه فى الموطبخ واقفه فوق راس شام وبأمر عتقولها:

خلصي الطبيخ عشان تعجني شوية دبداب نفسي فيه النهارده. 

شام ردت عليها بطاعه:

حاضر اديني قربت اخلص اهه

شوقيه:

اعمليلك همه عشان عارفاكي كلامك اكتر من فعلك.. وفين المزغوده بتك راحت؟ 


ردت عليها ربيعه من وراها:

بتها موجوده اهه، خير عتسألي عليا ليه اتوحشتيني اياك؟ 

شوقيه اندارت وبصتلها وردت عليها وهي عتبصلها بغل ورافعه حاجب واحد وقالتلها:

وحش اما يلهفك مايخلي فيكي، انتي حد يتوحشك انتي، همي ياهامله على تحت البقره شيلي الظاطه واطلعي السطح قرصيها جله. 

 ردت عليها ربيعه وهي عترفعلها يدها الملفوفه بقماشه:

مهقدرشي اشيل ظاطه ولا اعمل جله، جوزك عملي جرح فيدي مهقدرشي احطها فحاجه، هملي الظاطه لحد مايدي تطيب يأما تخلي وحده من بدور وورده  اللي معيعملوشي حاجه واصل دول يشيلوهم، 

أو شيليهم انتي ياام عزام اليومين دول فيهاشي حاجه يعني 

،وكمان امي مهتعملش دبداب صدرها عيوجعها من الدخان مش ضروري تاكلي دبداب النهارده. 


شوقيه ردت عليها وهي عتحط اديها فوسطها:

نااااعم، بقي عايزاني اااااني مرت المقاول وبت العمده احط يدي في الظاطه؟ له يادلعدي.. الظاطه داي اتعملت للي زيك وزي امك، وحدش هيشيلها غيرك، ولو موجوعه دلوك وخاشش عليكي دم توبقي امك اللي تشيل موطرحك.. والدبداب هيتعمل النهارده يعني هيتعمل، 

اني ماشيه وكمان هبابه ادخل حوش البهايم الاقيه يتلحس من عليه العسل، والدبداب جاهز سامعين ولا له، وكلامك ديه معاي اني هعرف مااخلي المقاول يحاسبك عليه ويكسرلك يدك كسر مش يعورهالك بس. 


خلصت كلامها ومشيت وهملت الموطبخ. 


وبعد منها شام بصت لبتها وبعتب قالتلها:

متسكتيش غير لما تجيبي لروحك الأذى انتي، طيب استلقى وعدك من ابوكي بس يعاود وتشتكيله عليكي وهو من غير حجه مسايبكش فحالك. 

ربيعه ردت عليها وهي عتقعد قدام الكانون وتسك الحطب لجوه:

يعمل اللي يعمله اصلا الجته نحست والبدن اتعود على ضربه وقساوته، خليها تتفلق هي وهو. 

قعدت شام جارها وبصتلها واتمعنت فيها واتبسمت وقالتلها:

تعرفي ياربيعه كني شايفه بسيمه خالتك هي اللي قدامي دلوك، نفس جراءتها ونفس طريقة كلامها، نفس بصتها للنفر اللي متكاده منيه من غير خوف ولا خشى. 

اتبسمت ربيعه هي التانيه بس جات سيرة خالتها بسيمه وقالت لامها:

احكيلي عنها يمه وعن خالتي بشاير، كلميني عنهم. 

شام: احكيلك ايه ياقزينه وانتي كل صغيره وكبيره عنهم عارفاها، وحاكيالك كل حاجه عشتها معاهم طول ال١٩ سنه اللي قضيناها سوا فبيت ابونا، كل مره ضحكنا فيها وكل مره بكينا فيها وكل كلامنا سوا اللي فاكراه حكيتهولك. 


ربيعه بإصرار: 

عيدي من تاني، قولي اكتر حاجه حوصلت بينكم وضحكتي عليها، احكيلي كمان عن حبيبك ابو قلب حديد وحبيبك التاني ابو قلب لحم ودم، احكيلي عن بلدكم عن شوارعها عن بيوتها عن اهلها، عن صاحباتك البنته عن كل وحده فيهم، عن حنه اكتر وحده كانت قريبه ليكي.. 

 بالك يمه لما عتحكيلي عغمض عيوني واروح مع كلامك لبلدكم وادخل بيت جدي واقعد معاه هو وستي ومع خالاتي واضحك معاكم، عطلع عالبندق والعب معاكي انتي والبنته تحت المطره اللي ورثتيني حبك ليها وععشق ريحتها، عقف معاكي على سطح بيت عبد الصمد واشوف ابو قلب حديد واشاورله معاكي، واتلخبط وكت مايتفتح الشباك الاخضر ويطل منيه حبيب القلب اللي عتمني من كل قلبي لو كان هو ابوي موطرح كرار، 


اكيد كان هيحبني كد ماكان عيحبك.. 

احكيلي يمه وطلعيني بحكاويكي من البيت ديه وخديني بره حيطانه ووريني الدنيا والناس. 


وكالعادة ابتدت شام تحكى وتحكي وتحكي.. وربيعه تسمع وهي مغمضه عنيها وسارحه بخيالها، ولغاية ماتاجي عند الليله المشئومه اللي جرالها فيها اللي جرا، وتفوق ربيعه من الاحلام وترجع لأرض الواقع وتسخط على ابوها وعلى اجواز خالاتها اللي بسببهم اتولدت جوا سجن مابينلهاش منيه طلعه،وأمها عتشوف العذاب اللي ماحد شافه. 

❈-❈-❈

اما حدا بيت عبد الصمد 

عاود الكل للبيت واتغدو.. السيد وعياله وبشاير معاهم، وكل واحد فيهم قام يشوف اللي وراه، وعبد الصمد دخل جار دهب اللي مشتاقلها وقعد جارها ومرضيش يتغدا معاهم بره، وقال لبشاير إنه هيتغدا هو وامها سوا،

 وشويه وشاف السيد داخل عليهم بصنية الوكل، واللي كان زايد عليها اصناف غير اللي شافهم عيكلوها، واللي الظاهر إن هو اللي عملها بيده ليهم،

 فخدها منيه عبد الصمد واتشكره وابتدا ياكل ويوكل دهب اللي من ساعة ماعملت العمليه ونامت ففرشتها وهو ملاقيش بصاره عليها عشان ترجعلها عفيتها وتقوم من تاني وتملا البيت بخطاويها. 


أما بشاير فدخلت تريح هبابه وهملت السيد بره في البيت يشوف الشي اللي عايز قضيه ويقضيه كيف كل يوم،

 البيت يكنسه والمواعين يغسلهم والزيره يغسلها ويغير ميتها، ولو فيه غسيل يغسله، وقايم بدور بشاير على اكمل وجه لغاية ماتولد وتقوم بالسلامه وترجع لبيتها وشغله بصحتها. 

وفى الاثناء داي سمع  بشاير عتنادي عليه بنبرة صوت فززت قلبه وخلته ساب اللي فيده ورمح عليها، وبمجرد مافتح الباب ودخل شافها متوجعه ووجع الولاده باين عليها، فقوام جرى يجيب الدايه من غير مايستناها تطلبها منه،

 وهو طالع فات على اوضة دهب وعبد الصمد وقالهم إن بشاير عتولد وهملهم مربوكين عيحاولوا ينزلوا من السرير كل واحد قبل التاني، 

وهو رمح جاب الدايه وجه علي وجه السرعه

وبمجرد دخول الدايه الأوضه لبشاير، راح هو قوام سخنلها الميه وجابهالهم عالأوضه، وبعد ماحطها قعد واقف وعينه علي بشاير اللي عتتوجع ووشها من الوجع صاير كيف حبة طماطم مستويه، وقلبه انفطر عليها واتمنى لو يقدر يقاسمها فى الوجع كيف ماعيقاسمها فكل شي، لكن للأسف ماباليد حيله. 

وبعد مافضل شويه واقف وعينه فعين بشاير اللي عتبصله بإستنجاد كيف ماتكون عتقوله حوش عني الوجع، وهو واقف قبالها عاجز متكتف، انتبه على حس الدايه وهي عتزعق فيه وتقوله:

إطلع بره يابو عمران مينفعشي تقعد جارها وهي عتولد، طول ماهي شايفاك قبالها مش هتبطل شهونه وبكيه ولا هتشد حيلها ولا هتحزق عشان تخلص العيل منها. 

السيد سمع الكلام وطلع، وقعد جار عبد الصمد اللي كان قاعد مغمض عنيه وعيقرا قرآن فى سره ومفيش بس غير شفايفه اللي عتتحرك، ووشه باين عليه الخوف، 


اما عبد الصمد فكان حاسس بنفس الخوف اللي كان عيحس بيه وكت ماكنت دهب مرته تولد، وفي التلات بنات كان يموت عليها من الرعب، وادي بشاير عيشته نفس الاحساس ٣ مرات كمان زيهم، وحمد ربه إنه محضرش ولادة لا بسيمه ولا شام، وكان يعرف بولادتهم بعد مايولدوا، والا كان قلبه انتهى خالص ووقف من كتر خوفه عليهم. 


غابت الدايه ياجي ساعه مع بشاير، ولأول مره فولاده لبشاير تعوق إكده، وأصلا الحمل ديه كانت كاله علي غير العاده! 


وبعدها سمعوا حس الضيف الجديد اللي شرف عالدنيا، ودقايق وطلعت الدايه وهي شايلاه بين بين اديها ومدته للسيد وهي عتقوله:

إمسك يابوا عمران، بنيه كيف قمع الجلاب حمار وحلاوة كيف امها، تتربى فعزك يارب، يلا شخلل جيبك بالحلاوة على ماانضف مرتك واطلعلك. 

قالت كلمتها ودخلت وقفلت الباب، والسيد  اتحرك ببته خطوتين وبص لوشها الصغير الناعم، وكتلة البراءة اللي شايلها بين اديه، وعرف سبب إن حبل بشاير النوبادي كان مختلف، عشان النوع طلع مختلف، 

وفضل باصصلها، وقلبه دق بطريقه مش طبيعيه بخوف وهو عيتخيل لو ربنا حقق فيها قصاص اللي عيمله فخالتها، وجرالها نفس اللي حوصول لشام،

 ودقات قلبه بعد مالخوف سيطر عليه زادت كيف مايكون هينفجر بين ضلوعه، 


وبص لفوق بعد مابلع ريقه بخوف، واتمنى من ربه حاجه تمتم بيها بين شفايفه وبعدها غمض عيونه وضم بته لصدره وكبر فودانها،

 وبعد ماخلص اداها لجدها عشان يشوفها، ووقف باصص عليها وهي فحضن جدها وفرحان بيها، واتخيله يوم ولادة بته شام وفرحته بيها بالشكل ديه، وكيف هو واصحاب السوء كسروا فرحته وفرحتها وحرموه منها وحرموها منيه بسبب لحظة شيطان، وغص واتخنق بدموع الندم لدرجة إنه حس كل الهوا اختفى من حواليه. 


❈-❈-❈


أما حدا ممدوح وأبوه صفوت

ممدوح:

هاه يابوي قلت ايه؟ 

صفوت:

قلت له. 

ممدوح بغضب: يابووووي ليه بس ليييه؟ 

صفوت:

عشان صوح علي قول عمك احنا معارفينش البت داي بته ولا مش بته ياممدوح، يعني مشكوك فنسبها لينا، واني مااجوزش ولدي لبت حرام ويخلف عياله منها. 

ممدوح بغضب أكبر:

يابوي حرام عليك انت كمان، البت بت عمي واني متوكد، ورايدها في الحلال، وهاخدها يعني هاخدها. 

صفوت وقف على حيله وبص لممدوح وبغضب سأله:

كيف يعني هتاخدها يعني هتاخدها؟ طيب اني قلت له وعايز اشوفك هتاخدها كيف غصب عني ياممدوح.! 

ممدوح بإصرار وغضب اكبر من غضب أبوه:

هاخدها يابوي وهتشوف، هاخدها حتى لو هعمل فيها كيف ماعيمل عمي فأمها عشان تعطوهاني.


    الفصل السابع والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

لقراءة الجزء الاول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close