أخر الاخبار

رواية نفق الجحيم الجزء الثاني2 الفصل الحادي والعشرون والثاني والعشرون بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني2 الفصل الحادي والعشرون والثاني والعشرون 

بقلم ريناد يوسف

كرار طلع عالمندره وهو ميت من خوفه وعمال يفكر فاللي جرا، ويلوم روحه على عملته ويحاسب نفسه الدنيه على ضعفها، وقعد على الحاله داي دقايق، وبعدها اتضاعف الخوف والقلق جواه وهو واعي شوقيه طالعه من البيت وشايله ولدها ومن مشيتها السريعه الغضبانه مبين عليها إنها طالعه ناويه عالشر صوح كيف ماهددته وقالتله إن اللي جرا ديه مهيعديش بالساهل واصل.


ومشت شوقيه تطوي الطريق طي لبيت أبوها وهي حاسه إن النار لاهبه فيها من ساسها لراسها وإن اللي خايفه منيه، 

ومن أول مادخلت البيت وهي حارسه كرار منيه.. غافلها وعيمله، ومع كل خطوه تخطيها تحلف وتتحلف لتدفعه تمن الغلطه دم قلبه وتدفع شام تمن الغلطه داي دم روحها. 

وبرغم كل اللي عيملته فيها لكن برضك نارها مبردتش.


أما شام فقاعده فحوش البيت على الارض ساكته ومسوحه، ربطة راسها مرميه جارها وشعرها منحول وعيفرفر حواليها فى الارض، وجسمها من كتر الوجع اللي فيه معارفاشي تتألم من أيه ولا أيه فسكتت،

 لكن الالم الواعر صوح كان ألم روحها من اللي سمعته واللي اتعمل فيها، وغمضت عيونها وهي عتفتكر القهر والذل اللي اتعرضتله على يد كرار وشوقيه، واللي بمجرد مادخلت من باب البيت نزلت ولدها علي الارض، او رمته رمي بمعنى اصح وجريت على شام كيف اسد مسعور ومسكتها من شعرها وهاتك ياضرب بكل حيلها،وحتي مخافتش عاللي فبطنها احسن ينزل، 


 ونظراً لان شام لساها مهدود حيلها من اللي عيمله فيها كرار، وغير إكده خدمت البيت اللي هالكه صحتها هلك، مكانش فيها حيل تدافع عن روحها حتى، وكانت عتتلقى الضربات كيف ماتكون كيس ملاكمه لاحول له ولاقوة ولاحياة، 


والضرب كله كوم والشتايم اللي سمعتهالها في وجود رجالة البيت كوم تاني، وفوق دول ودول عيون عزت اللي كانت مشتركه مع شوقيه فاللي عتعمله، وهما عاملين كيف كلب جعان أي منطقه فجسم شام تترفع من عليها الهدوم وتتكشف يهبش منها نظره يشبع بيها عينه الجعانه،ومش مهم حالة الفريسه ايه.

وبعد ماخلصت شوقيه جولتها في الضرب واللي عجزت عديله إنها تمنعه عنها، وكل اللي عيملته انها طلعت ربيعه للجنينه مع ممدوح والعيال عشان متزيدش ضرعتها وهي واعيه امها بين ادين شوقيه عتصارع الموت، 

وفضلت هي تضروب فشوقيه على كد حيلها البايد وتفاكك بينهم لكن شوقيه كانت مدقره فشعر شام، وملامحها متحوله وعتضروب فشام بقوة عشر رجال كيف ماتكون اتلبست من جن مارد، ومسابتش شام غير وهي خلصانه فيدها، واللي قهر عديله إن شوقيه تقول لشام يازانيه يابتاعة الرجاله يابت الحرام!


وهمت عديله تكشف المستور كله وتفضحها وتقول عالمستخبي، لكنها سكتت وهي واعيه كرار خانس، حتي وشوقيه عتشتمه بأبشع الشتايم وممتحدتش ولا فاتح خشمه ولا كرامته ليها حس ولا خبر،وقالت لروحها اي كلمه في الوكت ديه هتتاخد على انها كدب فكدب وكيد وتخليص تار، وعشان الحديت ديه يتحكي لازم يكون كرار وشوقيه سمنه على عسل عشان الحديت ياخد حقه في التفكير والفهم، والصبر طيب.

وقعدت بعدها جار شام اللي بعدت ماخدت الكتله فضلت قاعده عالأرض ساكته ومتصنمه كأنها راحت منها الروح، وحتى عيونها اتحجر فيهم الدمع وبطلت الدموع تنزل، كيف مايكون بلغ منها الألم مرحله مايكفي فيها التألم لا بالدمع ولا بالآهات.

 مرحله اتخطت كل حدود الوجع.

أما كرار فبعد ماخلصت شوقيه من شام راحت على اوضتها وهو راح وراها عشان يراضيها بكل كلام المراضيه اللي في الدنيا، اللي اتقال واللي متقالش لعلها ترضى عنيه مع انه عاللي شافه منها ديه في شام.. رضاها عليه عشم ابليس في الجنه.

وفعلا اللي حسبه لقاه لما دخل عليها الاوضه وبمجرد ماشافت وشه صرخت فيه وابتدت تكمل باقي الشتايم اللي كانت عتقولها بره على مسمع من اخواته وحتى عمه اللي جالهم يشوف فيه ايه على حس الزعيق، وهو زي ماكان يسمع بره وهو ساكت برضك كمل يسمع وهو ساكت ومنطقش بحرف، وشوقيه بعد ماخلصت عليه كل الشتايم والمسبات اللي في الدنيا سكتت وخدت نفس جامد وبصتله وقالتله بحزم:

اللي عميلته ديه مهيعديش على خير واصل ياكرار، واصل.. وصدقني هتدفع تمنوا غالي قوي، هتدفعه من قلبك وروحك قهر ومذله، هعاودك تاني كيف ماكنت اخيب واحد في عيال توفيق والحيطه الواطيه اللي كله عيحط عليه.

قالت كلامها وصرخت فيه بعلوا حسها خلته اتفزع: بررره، إطلع بره من الاوضه بتاعتي وغور من قدام وشي يابتاع الخدامات يامعفن ياللي عتشتهي العفن والجتت اللي فايح منها دخان الكوانين، 


انت اللي زي حالاتك ماليهش يعاشر اسياد، مليهش يعاشر غير انجاس زيه.

خلصت كلامها وابتدت تدفع فكرار بره الاوضه لغاية ماطلعته وقفلت الباب عليه، 


ووقف هو بره باب الاوضه وكل اللي كان سامعه حس التكسير بتاع اللنض البنور اللي كانت عتتهبد عالارض، وحس ولده اللي عيبكي، وهو مش متحمل حس بكاه وعيقول ياريتني خدته معاي واني طالع من الأوضه.

هديت نوبة غضب شوقيه وقعدت جار ولدها عالسرير وابتدت تفكر بعقل، وقالت لروحها انها لو قسيت اكتر من اللازم جايز موقف كرار يتقلب من الخوف والطاعه وطلب السماح للعند والمعانده وخصوصي إنه رجع داق شام واكيد النوبادي غير قبل سابق؛ عشان قبل سابق كان مبعد عنها لسبب وغايه، ودلوك وصل لغايته والسبب زال، يعني فيده يفرض عليها الوضع ويقولها اخبطي راسك في الحيطان، واهو بقى مقتدر ومش بعازتها ولا بعازة حد. 


فقررت إنها تماين لغاية ماتقصقص ريشه، وبعدها ترميه من فوق جبل عالي تخليه ينزل على جدور رقابته وهو عاجز عن الطيران.

وخدت بعضها وراحت على بيت ابوها؛ عشان ترسم معاه الخطه وترجع كرار اللي هيفر منها ويحط فباط شام، وتعاوده لقفصها من تاني.

❈-❈-❈

اماعديله فطلعت من البيت وراحت تدور علي ربيعه عشان تجيبها لشام، لانها هي الوحيده اللي تقدر تطيب خاطرها وتداوي وجعها هبابه، وبالفعل بمجرد مادخلت بيها على شام اتحركت شام اللي كانت عامله كيف التمثال ومدت اديها التنين لستها عديله، وعديله حطتلها ربيعه فحضنها، وشام ضمتها وابتدت تشم فيها وتحب، كيف ماتكون الروح اللي عتردها للحياة بعد كل مره تموت فيها على يد حد من اهل البيت او بسبب عمايلهم.


أما ممدوح فدخل ورا شام ووقف في الحوش وقال قدام الكل إن كرار ضرب ربيعه وعورها عشان خدت من الكيس تفاحه، والكل برغم سكوتهم الا إن عقولهم وقلوبهم استنكرت عملته، وورده طلعت أوضتها فوق وجابت لربيعه تفاحه من اللي جايبه صفوت لعياله، وعزت طلع قوام وراح جاب لربيعه كيس تفاح وحطهولها فحجرها، وربيعه كأي طفله فرحت بالتفاح وحضنته كيف مايكون مراضايتها على الضربه اللي خدتها والتعويره اللي اتعورتها.

 أما شام فبصت للتفاحه اللي جابتها ورده، وكيس التفاح اللي جابه عزت، وسواء من داي أو من ديه التنين حست باللي عطوه لبتها إن بتها عامله كيف بت الخدامه اللي الناس عتحن عليها وتعطيها صدقه، وكد ايه الاحساس زود وجعها وجع، وكان بودها تاخدهم من يد بتها وترميهم من طول دراعها، وتقول للكل اني شام بت عبصمد اللي كانت تاكل لقمه وترمى عشره، واللي الخير كان تحت رجليها تعفص عليه عفيص ممستنياش هي ولا بتها صدقه من حد، لكن للأسف عهد بيت ابوها وعزه راح، وسواء قبلت أو رفضت هي دلوك اقل من الخدامه، ومش باقيلها من عز ابوها والخير وعزة النفس اللي شافتهم فيه، غير بس الاسم والذكريات.


وبصت لبتها اللي ماسكه فكل يد تفاحه وعتاكل من كل وحده قطمه كيف المحرومه، واتصعبت عليها وقالت في بالها، إن هي طيب عاشت اللي كل ماعتفتكره تتصبر بيه، وداقت اللي كل ماتشم يدها عليه تشبع،

 انما اللي طالعه للدنيا داي وهي هتستجدي اللقمه من أبوها وتستنى الصدقات من الناس هيكون مصيرها ايه؟ ودعت في سرها على كرار اللي ماراحمها ولا هيرحمها ومانع منها اللي كانت هتشوف على يدهم كل الرحمه والمحبه والمحنه.. 

جدها عبد الصمد  وستها اللي لو كان كرار سامحلهم يجولها وتروحلهم، كان زمان بتها شام اميره فبيت المقاول؛ من كتر ماكانوا هيجيبوا ويحطوا فحجرها ويدلعوها الدلع اللي ماحد فبيتهم شافه ولا سمع عنه، لكن ماباليد حيله ونصيبهم حكم عليهم ظالم.

❈-❈-❈


اما حدا بيت همام

بسيمه طالعه الصبح كالعاده تشوف شغلها بعد مافطرت همام وعملت شغل البيت، وهي عالعتبه سمعت حس همام العالي من جوه. الاوضه عيقولها:

ديري بالك على حالك وعاللي فبطنك يابسيمه، وامانه عليكي ماتتعبي نفسك، انتي خطيتي في الساتت دلوك واللي زيك عتنام وتجض وتقول اخدموني، أمانه ماتتحاملي على صحتك وحيلك، وخصيمك النبي ماتعوقي علي الوكت في بعادك عيمشي كيف السلحفه معيعديش.


بصتله بسيمه واتبسمت ابتسامه كدابه متخطتش شفايفها وهزتله راسها كأنها فهمت كلامه وهتنفذه، وطلعت تشوف شغلها وتكادش على وكل عيشها، 

وونسها وراحتها النفسيه وكروتها على كل التعب اللي عتشوفه هي الرفصات الرقيقه اللي عتحس بيها فبطنها من ولدها، كيف مايكون عيقولها اني جارك ومعاكي وجايلك قريب اقر عينك بيا بعد كل اللي شفتيه واللي عملتيه واللي لسه هتعمليه.


واثناء لفها عالبيوت دخلت بيت وحده عتشتري منها الجبنه بكميات كبيره والوحده داي عيشتها زينه وبيتها كبير وساعيه جاموستين وحالتها متيسره، واثناء مابسيمه قاعده في البيت تستناها تجيبلها الجبنه شافتها وهي عتطلع زكيبة الغله هي وبناتها وحطتها لولدها الصغير فوق الحمار وركبته عليه وعطته فلوس ووقفتله وهو ماشي لغاية ماغاب عن عينها، وبعدها دخلت لبسيمه وقعدت جارها وقالتلها:

متأخذينيش يابسيمه عوقت عليكي وعطلتك، بس هعمل ايه وديت الواد يطحن الطحاين قبل مالطاحونه تستكفى ويقولوله عاود وتعالا بكره واحنا حداناشي دقيق نخبزوا.

ردت عليها بسيمه. بإبتسامه ودوده وقالتلها:

ولا يهمك ياام الوليد، بس كان بعتي الطحين مع حد كبير الا المحروس صغير تروح الحماره توقعه ولا توقع منيه الطحين ميعرفش يخبب ولا يطبب ياخيتي!

ردت عليها المره بقلة حيله:

ومعاي مين غيره بس يابسيمه، مانتي خابره انه الحيله علي خمس بنات وهو قضاي العازه ومعاييش غيره، وبيني وبينك الطاحونه بعيده فى النجع التاني واني عخاف عليه خوف البرد بس برضك مفيش باليد حيله. 

بالك انتي لو فيه طاحونه قريبه علينا كان الواحد ارتاح من شغلة البال داي وناره عالواد بردت والخوف زال.

خلصت كلامها وبصت لبتها اللي جات بالشاي وخدت منيها الصينيه وقدمتها لبسيمه وهي عتقولها:

خدي ياخيتي اشربي الشاي عبال ماتدخل البت تجيبلك الجبنه من جوه وتخضلك الوشه بتاعة النهارده وتاخدي ذبدتهم بالمره.

وبسيمه هزت دماغها بتأييد، ومدت يدها خدت كباية شايها وابتدت تشرب فيها وشردت في كلام المره، وفجأة شعشعت في دماغها فكره وعزمت على تنفيذها، 


وقوام في دقايق عملتلها دراسة جدوى ولا اجدعها خبير مشروعات وحسبتها زين واستعانت بالله، وبعد ماخلصت الشاي خدت الجبنه والذبده ودفعت حقهم ولمت باقي الجبنه والذبده من باقي حريم البلد وعاودت بيهم للبيت، واهناك ندهت على حمدون وقعدت جاره هو وهمام وقالتلهم عاللي نوته:

اني هفتح طاحونه ياعم.

رد عليها حمدون باستغراب:

طاحونه؟ ومنين جاتك فلوس الطاحونه يابنيتي؟

بسيمه: هجيب نايبي في ارض ابوي هخليه يبعلي نايبي ويديني حقه وهعملها بيه.

رد عليها همام بإعتراض:

كلام ايه ديه يابسيمه عايزه تورثى ابوكي بالحيا؟ عيب يابسيمه عمي عبصمد حسه في الدنيا ربنا يديه الصحه وطولة العمر، ولو قولتيله حاجه زي داي ممكن يزعل وياخد على خاطره منك وحتى لو عطاكي يعطيكي من ورا قلبه والنفوس تشيل.

ردت عليه بسيمه بنفي:

له ابوي عمره مايزعل من وحده فينا اني وخياتي ولو طلبنا عنيه ميعزهمش عننا، ابوي غير الناس وتفكيره غير، ابوي معيفكرش إكده واصل.

رد عليها حمدون النوبادي:

بس يابتي والله صعبه علي الواحد بته تقوله هاتلي ورثي منك يابوي!

ردت عليه بسيمه وقالتله:

همل بس انت الحكايه داى عليا اني، واني عارفه ععمل ايه، ودور على موطرح زين وواسع ينفع نعملوا عليه الطاحونه، وشوفلك عيلين غلابه تشغلهم تحت يدك فيها، وهملي اني الدكانه من اهنه ورايح ليكش صالح بيها وانتبه للطاحونه.

ويادوبك هي خلصت كلامها وسمعت حس لواحظ جاي من وراها وهي عتقولها بإستهزاء:

طيب ياصاحبة الطاحونه انتي معارفاشي إن الطواحين الجديده معتشتغلش غير بالدم، يعني لازمن الطاحونه تطحن روح بني آدم مع اول دوره ليها عشان تروسها تتشحم وتدور عجلتها.. مين هترمي في الطاحونه ياحبيبتي؟

لفت عليها بسيمه وردت عليها ببرود:

وانتي يالواحظ رحتي فين، اهي جات عازتك اخيراً وهنعملوا بيكي حاجه تفيد البلد كلها.. فاكره عنزتك اللي موتها ورميتهالك في الرياح، هخليكي تحصليها عشان خابره انك لساكي زعلانه عليها واتوحشتيها.

لواحظ سمعت كلام بسيمه وبلعت ريقها ومشت من قدامها وهي عتبرطم، وبس مشت همام قالها:

تتقليش عليها يابسيمه في الكلام وليه كبيره الله يرضى عليكي.

ردت عليه بسيمه بعند:

تخافش مهتقلش عليها تاني ولا هي هتتقل على حد، نعملوا الطاحونه بس وهريحهالك عالاخر؛ عشان هي تستاهل الراحه

قالت كلمتها وطلعت من الاوضه عالموطبخ، وهملت حمدون يضحك عليها بخفه، وبص لهمام وقاله:

هملها ياهمام اني متكيف بعمايلها فأمك، اصلا امك مفتريه ومعندهاشي دم ولو وحده غير بسيمه كان زمانها حطاها تحت رجليها وعتدهس فيها لما مخلياها تراب، سبحان الله القوي ربنا عيبعتله الاقوى منيه، وميل عليه وهمسله.. وإن جيت للحق كمان، بسيمه عتعمل اللي اني مقدرتش اعمله فلواحظ الكلب، الله يقويها عليها يارب، البت داي هديه من ربنا بعتهالنا تعدل كل المايل فبيتنا والله.


إتبسم همام هو كمان، ورد على ابوه:

هي صوح يابوي والله عدلت كل مايل وبوجودها وسطنا حلت الدنيا المره..ربنا مايغيبها عن عنينا ولا يبعدها عننا.

قال كلامه وبصلها وهي معديه من قدام الاوضه وزادت ابتسامته، وأبوه ميل على دماغه وحبها بحنيه، وحمد ربنا إنه بعتله بسيمه رحمه بيه وتخفيف للي هو فيه.


وعلى اخر اليوم كانت بسيمه شاده الرحال على بيت ابوها، وهناك بعد السلامات والطيبات قالت لابوها قدام بشاير والسيد وامها دهب انها عايزه نايبها في الأرض، وقالتهم هتعمل بيه ايه، وبمجرد ماخلصت كلامها بصت للسيد على اساس إن هو المستفيد الوحيد من الأرض، واتوقعت انه هينضرب بالغضب عشان هتاخد منها، لكن رد فعله صدمها وهو عيتبسم ويرد هو قبل أبوها:

لو هتبيعلها ياعم بيعلها من الناحيه البحريه، اللي فريح ارض ابو غازي الصايغ هو عيشتري الارض بسعر غالي وخصوصي لو فريح ارضه عيزود وميهمهوش، اني سمعت انه اشترا من جيرانا قيراطين فلطع ارضه بحق ٣ قراريط.

هزله عبد الصمد دماغه بتأييد ورد على بسيمه وقالها:

من بكره يانن عين ابوكي تكون الارض متباعه وفلوسها حداكي، الله يرضى عليكي يابتي ويراضيكي يارافعه راسي ومشرفاني، بصراحة ربنا يابنياتي انتوا التلاته رفعت راس وشرف ليا الله يحفظكم ياسبب دخولي للجنه بإذن الله.


خلص كلامه وقام طلع طوالي وخد السيد معاه، وراحوا لدكان ابو غازي الصايغ عشان يبيعوله الارض، وهو فوراً وافق، وبعت جاب عقود قبل ماعبد الصمد يغير رأيه، ومضاه عالأرض وشهد السيد وواحد تاني عالبيعه، وقبضهم حق الارض وعاودوا بالفلوس فجيوبهم، وعطاهم عبد الصمد لبسيمه وروحها على بيت جوزها بنفسه من خوفه عليها وعالفلوس اللي معاها، وبمجرد دخولها على همام وابوه بالفلوس في طرحتها مصروره، اتفاجئوا هما التنين لأنهم مكانوش مفكرين الموضوع بالسهوله داي، واللي استغربوله اكتر ابتسامة الرضى اللي كانت على وش عبد الصمد وهو داخل مع بته، واللي اثبتلهم إنه صوح غير الناس على رأي بته بسيمه.. وبسيمه حطت الفلوس في حجر حماها حمدون وقالتله يبدأ من بكره فإجراءات الطاحونه، واللي بسيمه متوكده إنها هتكون فاتحة خير ومصدر رزق واسع ليهم. 

❈-❈-❈


أما في بيت العمده

العمد:

هدي روحك ياشوقيه الراجل معملش حاجه عيب ولا حرام، داي مرته برضك واني مقدرشي اغلطه فروحته ليها، اكده الغلط يركبني اني. 


شوقيه: ليشي صالح اني، تجيبلي حقي يعني تجيبلي حقي، مرته عاد جوزها ميخصنيش. 

العمده: طيب وحقك ديه اللي هو ايه ياست شوقيه، نقولوله ايه وانتي متجوزاه وخابره إنه متجوز وانك واخداه على ضره؟ 

شوقيه:يكتبلي كل المعدات والاملاك بتاعته علي اسمي واسم ولده. 

رد عليها العمده وهو عيسقف بطريقه عصبيه: الله عليكي وعاللي جابتك، طيب وهو ايه اللي زانقه على إكده ياحزينه ولمايطلقك ويرميكي ويجيب ٣ غيرك ارخص واوفر؟ 

ردت عليه شوقيه بثقه:

له ميقدرشي، بس انت هاته قدامك وقوله الكلمتين دول بشده وحزم وهو هينخ ويوافق طوالي.

ردت عليها أمها اللي معاها كل سرها وعارفه سبب قوتها وثقتها فإن كرار هيوافق طوالي وقالتلها:

طيب مانحكموا عليه يطلقها ويرميها هي وبتها من البيت احسن. 

شوقيه بصت لبعيد وردت عليها بمكر:

له مينفعشي، عاوزاها تفضل قدامي وتحت عيني، واني ايش ضمني إنه ميلفش من وراي ويروح يتجوزها واني ابقي نايمه في البيت وعايمه فمية البطيخ ومدارياناشي بالميه وهي عتجري من تحت مني.. جاري اهنالي يمه. 

رواية نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل الثاني والعشرون

❈-❈-❈


وقف كرار فى المندره وهو محتار ومتلاع؛ لانه خابر زين ايه اللي مستنبه حدا العمده، اللي مستنيه ذل ومرمطه وكلام كتير يسم البدن كمالة اللي قالتهوله شوقيه ويمكن اكتر كمان.

دخل على البيت بعد ماقال للغفير انه يروح وهو هياجي وراه، وخلى ورده مرت اخوه حمتله ميه واتسبح قوام وراح على بيت العمده، وبمجرد مادخل شاف اللي كان متوقع يشوفه، الوشوش كلها مقلوبه وعليها الغضب مخطوط، فدخل كرار ورمى السلام مع انه خابر زين محدش هيرده، وقد كان.

وأول كلمه نطقها العمده:

الطلاق ياكرار.

كرار كان فاكر إنه عيتحدت على شام فرد عليه بدون تردد:

اطلقها ياعمي حاضر، من بكره مهتكونش على ذمتي.

ولما العمده عرف انه فهم غلط، وانه عيتحدت بخصوص مرته التانيه صححله المعلومه وقاله:


اني عتحدت عن شوقيه ياكرار، شوقيه ام عزام هي اللي بدها تطلق منك..ارمي عليها اليمين ياولدي وهملها إهنه بكرامتها تربي ولدها وتكسر شبابها عليه. 


كرار سمع الجمله ووقف على حيله وابتدا ينقل عيونه مابينهم بإستغراب وبعدها بص للعمده وقاله:

وانت هترضاها؟ هترضى بتك تتطلق ياعمده؟

رد عليه العمده وهو عيمثل الكسره والزعل: هي صعيبه صوح وسيرتي هتوبقى على كل لسان اني وبتي، بس فلاول والاخر اني مالي بالناس، اني ليا صالح ببتي وبس، ومش هخليها تقعد على ذمتك وتقهر فيها بمرتك التانيه وانت خابر انها عتحبك وتغار عليك ومهتتحملش الوضع ديه واصل.

كرار: طيب مااني هطلق شام وتغور لحال سبيلها وننسوها وننسوا سيرتها والمسامح كريم ياام عزام.

ردت عليه شوقيه وهي عتبصله بنظره كلها عتب ممزوج بدموع كدابه:

ياسلام ياخوي، وإنت لو طلقتها اني ايش ضمني انك مترجعهاشي تاني وتجيبلها بيت بعيد عني وتعيشوا فيه سوا في تبات ونبات وتخلفوا صبيان وبنات، بص ياابو عزام، احنا اللي بينا انتهى خلاص، وانت اخترت مرتك الاولانيه ورحتلها برجليك مع ان شرطي عليك من أول جوازنا انك متقربلهاش وانت وافقت عالشرط، وجيت دلوك خنته ولحست كلمتك، معناتها إني معدتش ماليه عينك، واني اللي مااملاش عينه ميلزمنيش.

رد عليها كرار بسرعه ونفي:

له والله العظيم ياشوقيه الكلام ديه مش صوح ولا فيه ريحة الصوح، والله انك ماليه عيني وقلبي وروحي ودنيتي كلها، دانتي الغاليه أم الغالي.. غلطه، غلطه ومس هتنعاد مره تانيه. 

ردت عليه شوقيه بعتب لين:

كلام، كله عيطلع في الاخر كلام في الهوا.

كرار: وغلاوتك، وغلاوة ولدي ماكلام.

شوقيه بخبث:

لو مش كلام اثبتهولي، وريني انه حقيقه مش كلام.

كرار: أؤمري واني اطيع ياام عزام، بس عاودي معاي انتي وولدي عالبيت اني مليش غيركم

شوقيه:

تكتب كل شي بإسمي، المعدات والارض وكل شي، وتحرم شام عليك كيف حرمة امك واختك لاخر العمر.. وتفضل في البيت تحت عيوني واني اللي تكونلي الكلمه عليها وعلى بتها.

كرار سكت شويه وبلع ريقه، ونقل عيونه مابينهم مره تانيه، وشاف الكل باصصله بترقب عشان يشوف الكلمه اللي هتطلع من خشمه، وبالذات شوقيه اللي لما شافت سكوته طول لفحت ولدها فباطها وبصت لكرار بغضب ووجهت الكلام لابوها:


بوووي شيع هات المأذون، عيشي اتقطع من بيت واد المقاول والمفروض انك كنت قريت اللي عيجرا ديه ومكنتش ساعدته بقرش واحد ولا خليته صاحب املاك ومعدات، اهه اول ماشبع عض اليد اللي اتمدتله وساعدته وكبرته وحطت فحجره خير مكانش يحلم بيه، اهو اول الفرعنه اتفرعن على بتكم ورجع الواطي لقديمه.


خلصت كلامها ومشت بالخطوه السريعه من جارهم، وكرار همل بيت العمده وطلع وهو مش مستوعب طلب شوقيه، ولا عارف هيعمل ايه فيه ويتصرف كيف وهو خابر زين انها طالما طلبت شي معتتنارلش عنيه واصل.. قال وهو اللي كان مفكر إنها اقصى حاجه هتعملها هتطلب منه يطلق شام ويراضيها بحتتة دهب وتخلص القصه..


❈-❈-❈


رجع كرار البيت وقعد يفكر في كلام شوقيه وشرطها، وامه وعيته وهو قاعد ومهموم، طلعت من اوضتها وراحتله وقلبها عيرقص من الفرحه عشان الظاهر إن شوقيه مش هتتراضى ولا تعاود البيت بالساهل، وغيبتها هتطول، وقلة شوفتها هتوبقي راحه نفسيه لحوريه مابعدها راحه. 

قربت على كرار وقعدت جاره وسألته بنبرة حنيه: 

ايه ياقلب امك معاود شايل الهم ليه، معاودتش معاك النوبادي تعاود النوبه التانيه بعد ماتكون راقت ونسيت. 

رد عليها كرار بقهره:

له يمه شوقيه معتعاودش ولا هتهدا غير لما انفذلها شرطها. 

حوريه:

وايه هو شرطها ديه ياولدي؟ 

كرار: اكتبلها كل ارضي ومعداتي واملاكي بإسمها. 

حوريه سمعت إكده وشهقه طلعت منها وتبعتها بضربه قويه على صدرها وهي عتقف على حيلها وقالتله:

ياحزززني، نهار اللي خلفوك طين لو وافقت عاللي هي طالباه ديه.. كيف يعني تكتبلها كل اللي حيلتك، طيب داانت تطلقها وتتجوز بدالها ٣ حريم اسهلك واوفرلك. 

كرار برفض: عاوزش غير شوقيه اني يمه، ولا ٣ ولا ٣٠،اني لو لفيت الدنيا كلها مهلقاشي احسن من شوقيه،ولا هلاقي حد في الدنيا داي كلها يخاف عليا وعلى موصلحتي غيرها. 


ردت عليه حوريه بلوم وعتب: 

ولا حتى اني ياكرار؟ 

رد عليها كرار بتأكيد:

ولا حتى انتي يمه، واوعي تكوني نسيتي انك سبق وبعتيني، لو انتي ناسيه افكرك، بعتيني يوم ماخفتي من ابوي احسن يطلقك، هملتيني ليله كامله مربوط فشجره فعز البرد عريان من غير وكل ولا شرب ولا حتي فكرتي تعاودي تطلي عليا، ودخلتي نمتي ففرشتك الدافيه ونسيتي ان ليكي واد مرمي في الطل. 

منها داي يمه عرفت ان الوحده عتبدي  جوزها عالكل وكت الجد، وحتي ولدها عتحطه تحت رجليها. 

مفيش غير ابو دراع يومها اللي لقيت قلبه عليا، وقسماً بالله اللي عيمله معاي في الليله داي وبياته جاري والحطب اللي جابهولي عشان يدفيني بيه ماهنساهوله العمر كله. 


حوريه: وه ياكرار شايلهالي لحد دلوك؟

كرار: ولا يوم نسيتها، اصل فيه حاجات يمه عتعلم في الروح ومعتتنسيش وبالذات لو طلعت من اعز الحبايب.


حوريه: على العموم اني قولتلك اللي فيه موصلحتك وموصلحة حالك، ربنا اداك فرصه تخلص من خازوق كبير مكانش هيطلع منك غير بالدم، واني هقولهالك مره تانيه اوعاك تضيعها ياكرار ولو ضيعتها هتتندم صدقني.. طلقها وولدك هيكبر وياجيك، واديك معاك شام ضفرها برقبة عشره زي شوقيه، وعتخلف وهتجيبلك بدال الواد عشره.، وتحت طوعك وتحت رجلك ومليهاش حس ولا نفس. 

كرار سمع اخر جمله قالتها امه، ولو كان سرح بخياله فكلامها وابتدا يفكر فيه، اتراجع فورا وهو عيفتكر ان شام مهتخلفش تاني، لاخر عمرها.

أما حوريه فخلصت كلامها مع كرار وقامت من جاره لما حست انها عتنفخ فقربه مقطوعه، وإن شوقيه اتملكت من ولدها كيف ماعيتملك العيا من البدن، واتحسرت على الفرصه اللي جات للكل عشان يخلصوا من شوقيه، واللي هيضيعها كرار بغباوته وقلة عقله، وميه في الميه هيوافق يكتب لشوقيه كل املاكه، وساعتها هترجع فارده قلوعها اكتر من الاول، ومحدش هيقدر يقف قصادها واصل.

أما كرار فبعد مامشت أمه فكر بعقله فكل اللي اشترطته عليه شوقيه، وابتدا يقنع روحه بأنه مفيهاش حاجه لو كل حاجه بقت فيد شوقيه، ماهي السبب هي وابوها فكل الخير اللي حداه ديه، واصلا فلاول والاخر كله هيوبقي لعياله هي هتوديه فين يعني.

ولكن بمجرد ماشاف شام وهي معديه من قدامه رايحه عالموطبخ وهي عتعرج ورابطه رجلها، واتملى فيها زين وسرح بخياله فيها وهي معاه فآخر مره، واللي كانت مختلفه كلياً عن كل مره قربلها فيها، واتمتع فيها بجمال شام لاقصى درجه وكان ناوي انه يعيد الكره ويزيدها، ومكانش يعرف إنها اخر مره؛ عشان إكده كان احساسها مختلف، واتوكد ان ديه اصعب شرط في الشروط كلها، جايز قبل إكده كان بقى اسهل عليه من شربة الميه، لكن دلوك بقى صعب عليه قوي.. لكن في النهايه وبعد تفكير قرر إن شوقيه اللي وقفت جاره وولده اللى اغلى عنده من روحه تفداهم الف شام وشام.


وقام من غير ذرة تردد خد كل الاصول والعقود وراح بيهم للعمده، وحوريه شافته طالع بالعقود ووقعت من طولها مغمى عليها متحملتش وهي خابره إن اللي جاي سواد على يد شوقيه. 


أما شام فبعد دقايق من دخلتها الموطبخ قبل مايطلع كرار من البيت، طلعت منه تاني وراحت عالجنينه تشوف بتها اللي طلعت من شويه كتار ولساها ماعاودت، وبمجرد ماعدت من قدام كرار وشافت نظراته ليها كانت هتستفرغ وهي عتتفكر عمايله فيها وقلبها وجعها وهي عتتخيله يعيد اللي عمله معاها مره تانيه ويستغل مغيب شوقيه عن البيت ويقول بجملة الزعل والغضب، 

فجريت جري عالجنينه، وهناك دورت على ربيعه بعنيها شافتها قاعده جار ابو دراع تحت شجره والغنمه عترعى جارهم، ولما قربت عليها شافت فحجرها طبق فيه فواكه من كل صنف مغسوله ومتقطعه وعتاكل فيها، واتوكدت ان ابو دراع هو اللي جايبهالها اكيد بعد ماعرف باللي عيمله ابوها فيها.. 


اتنحنحت شام فانتبهت ليها ربيعه وابو دراع سوا، وربيعه فرحت وقامت وشالت الطبق اللي قدامها وجات علبها ومدتها الطبق بفرحه، وشام ابتسمت بمراه وهي عتبصلها، وأبو دراع وقف على حيله وقالها:

تزعليش ياام ربيعه، ادعي بس انتي ربك يهدي العاصي ويحنن القلوب الجافيه. 


هزت شام دماغها بموافقه وهمت عشان تاخد ربيعه وتمشي، لكن وقفها ابو دراع وهو عيقولها:

وقفي ياربيعه خدي الحلاوه بتاعتك، قالها وحط يده فجيبه وطلع منه كيس صغير فيه حلويات مشكله من البقال، ومده لشام وقالها:

خدي دول وكليهم لربيعه، اني كنت مستني تاكل الفاكهه واديهملها؛ عشان نفسها متتسدش منهم. 

اتبسمتله شام وشكرته بعرفان، ومدت يدها تاخد الكيس منه، لكنها رجعتها تاني أول ماشافت الخاتم في يده وابتسامتها قوام راحت من على وشها، وانفاسها عليت وهي عتفتكر الليله اياها، والخاتم ديه وهو فيد كرار، ورفعت عيونها اللي فوراً فاضوا بالغضب على ابو دراع وسألته بحده:

إنت خدت الخاتم ديه من كرار صوح. 

رد عليها ابو دراع بنفي:

له يابوي ديه بتاعي اني، اصلنا جبناهم مع بعض من السوق فيوم واحد وشبه بعض، هو خد واحد واني واحد، بس هو لما سمن الخاتم داق على صوابعه فقلعه، واني لساه باقي فيدي.. معقوله ماانتبهتي عليه في يدي من زمان؟ 

بلعت شام ريقها بتوتر وردت عليه وعينها لساها عالخاتم:

له ماانتبهتش ومعاوزاش انتبه، وياريت الخاتم ديه ترميه، انت زين قوي ياابو دراع وشهم واصيل، بس الخاتم ديه لو فضلت اشوفه فيدك هكرهك كيف معكره كرار بالظبط، الخاتم ديه عيفكرني بالليله اللي ابتدا من عندها شقايا وهواني، الليله اللي صاحبك وصحابه دبحوني فيها؛ والخاتم بتاع كرار اخو ديه هو كل اللي شفته منهم ليلتها. 

قالت اخر جمله واتخنق صوتها بالدموع، وأبو دراع بس شاف حالتها ودموعها قوام قلع الخاتم من يده وهو عيقولها:

طيب بس متزعليش نفسك، وادي الخاتم اهه، وهم عشان يرميه من طول دراعه، لكن وقفته شام وهي عتقوله:

امانه عليك ترميه فموطرح مينفعشي حد يلاقيه فيه وياخدوا ويلبسه وارجع اشوفه قدام عيني مره تانيه. 

هز ابو دراع دماغه ليها بموافقه، ولم يده بالخاتم وقالها:

معناها هخليه معاي بس مهلبسهوشي، أو هديه لأي حد غريب ياخده ويخفى بيه عن النواحي خالص. 

اتبسمت شام بوجع، وشكرته وهملته ومشت ببتها، وهو فاضل مراقبهم وبعد مادخلوا البيت بص للخاتم فيده وهمس لروحه:

منك لله ياكرار الكلب انت وهمام والسيد، الله لا يسامحكم على عملتكم دمرتو المخلوقه دمار، عليكم من الله ماتستحقوا يابُعده. 

خلص كلامه وحط الخاتم فجيبه واتحرك ناحية الغنمه عاودها للحوش هي وعيالها، وبعدها دخل البيت خفى الخاتم، واتمنى لو كان يقدر يخفي كرار هو كمان من حياة شام وبتها كيف ماخفى عنها الخاتم، أو يقدر يبعدهم هما عنه، لكن ماباليد حيله، وهو خابر زين ان مصير شام وبتها اتنسج من ساعة مادخلت البيت ديه بالحبس فيه مدى الحياة، وقدرهم بات معلوم. 

❈-❈-❈

 على اخر النهار طلع كرار من البيت وهو لابس جلابيته وموضب حاله وفرحان، وحوريه عرفت ان داي فرحة العبيط اللي رايح لقدره برجليه ومخابرشي إن هلاكه مستنيه فآخر الطريق. 

وبعد تقريباً ساعتين غابهم، دخل البيت وهو شايل ولده على باطه، ومن وراه تاقت شوقيه، اللي من أول ماخطت رجلها في البيت وشافت حوريه وقفت وعلى وشها اترسمت ابتسامه، كيف ماتكون عتقولها ديه بيتي واني الباقيه فيه، او كيف ماتكون عتقولها اني خابره زين انك حاولتي بكل قوتك اني مرجعش إهنه تاني وفرحتي بروحتي، بس اديني اهه جيت رغم انفك وانف الكل، ورجعت اقوى.

وحوريه بعد بصتها ليها اتوكدت إن اللي فات بوجود شوقيه في البيت كوم.. واللي جاي كوم تاااني خالص.. وإن من اليوم هيبتدي عهد طاغيه يغلب طغيان فرعون ذات نفسه، وإن مفيش رادع ليها غير ربنا، بس بعد ماهتكون حرقت الاخضر واليابس. 

❈-❈-❈

              بعد عدة سنوات

عزام، خلي بالك من اخوك تمآم في المدرسه، وأيوتها حد يقرب عليه تضربه طوالي، ولو استاذ كلمك كلمه إكده ولا إكده قوله هقول عليك لابوي المقاول فاهم، تخليش حد يلاسنك ولا يلاسن اخوك، كبير ولا صغير، انتوا عيال المقاول ومفيش حد يرفع فيكم عينه، انتوا اسياد البلد، ابوكم المقاول وجدكم العمده فاهمين ولا له. 

خلصت كلامها وبصت لممدوح واخواته التنين مروان وريان وعيال عزت التنين شاكر وتوفيق، وعيال سلام الولاد التلاته نديم واشرف ومنتصر، وعيال معروف سالم وسلام، وكلهم ادتلهم الامر بأنهم يحرسوا ممدوح واخوه ويكونولهم حراس ميغفلوش عنهم، وفي المقابل بس يرجعوا عتعطيهم فلوس يشتروا بيها اللي هما عايزينه من الدكان، 

وطلعوا عيال بيت المقاول كلهم عالمدرسه مع بعض، كيف مايكونوا كتيبه صغيره ماشيه، او حاشيه وحراس لأولاد كرار. 

وطلعوا من البيت، لكن فيه واحد اتخلف عن السرب وانشق عن الكتيبه وراح على اللي كانت عتتلافى في الحطب من جار البيت وترصه فوق بعضه بتنظيم عشان تعرف تشيله وتدخله المطبخ عشان الطبيخ، ووقف وراها وبحنيه طالعه من قلب طفل قالها:


إصباح الخير ياربيعه، عايزه حاجه يابت عمي اجيبهالك واني معاود من المدرسه؟ 

ردت عليه ربيعه بعدم مبالاه وهي مستمره ترص في الحطب وتعدل وقالتله:

إصباح النور ياممدوح، له معاوزاشي حاجه تسلم.. وبعدين مخايفش تتمسك وانت عتقولي يا بت عمي وتاخدلك كتله معدله وتروح فيها؟ 

رد عليها ممدوح وهو عيتلفت حواليه بخوف:

هاه.. له مخايفشي ولا حاجه.. طيب يلا همشي اني، وهجيبلك باكو البسكوت اللي عيسلمهولنا في المدرسه، استنيني ابقي ماشي. 

مردتش عليه ربيعه واستمرت في رص الخشب، وهو اتحرك جري علي مدرسته، وبمجرد ماوصل حدا باقي العيال، ربيعه رفعت راسها وبصتلهم بحسره وهي واعياهم كل يوم رايحين وجايين عالمدارس وهي الوحيده اللي قاعده في البيت وممنوع انها تطلع منيه وتتعلم زيها زيهم، وممنوع عليها تطالب بأي حاجه، ولا ليها اي حقوق كيف باقي العيال. 

وفضلت واقفه لغاية مالعيال طلعوا من الجنينه وغابوا عن عنيها وهي مسهمه، مفاقتش غير على حسه الخشن وهو عيقولها:

هتفضلي طول اليوم مسوحه علي روحك وواقفه محلك سر ولا ايه، خلصي الفحي الحطب ودخليه لامك وشوفيلك حاجه اعمليها معاها يلاااا. 

خلص جملته وكانت ربيعه موطيه رافعه الحطبات ومتحركه بيهم بسرعة البرق على البيت؛ عشان لو عوقت ومسمعتش الكلام متضمنش ممكن يعمل فيها ايه، وخصوصي انه في الفتره الاخيره بقى قاسي عليها قوي وكل مايشوفها يزعق فيها، كيف ماتكون ناقصها قسوة، واتغير بعد ماكان حنون عليها هي بالذات دوناً عن باقي عيال البيت كلهم. 

وصلت المطبخ وبمجرد ماوصلت رمت الحطب من يدها قدام الكانون وراحت على المصطبه وقعدت وحطت وشها بين اديها بزعل، وانتبهتلها امها شام وسابت اللي فيدها وراحت عليها وقعدت جارها وسألتها بخوف وقلق:

مالك يانن عين امك، حد زعلك ياربيعه؟ 

ربيعه ردت عليها بأسلوب وحده كبيره وشايله الهم مش اسلوب طفله يادوبها ٨ سنين وقالتلها:

ومن ميته يمه محدش عيزعلني.. اني دايما زعلانه يمه، زعلانه عشان حدش عيحبني ولا حد عيحبك انتي كمان في البيت ديه غير ستي عديله، زعلانه عشان ابوي عيقول عليا مش بته واني بت حرام ومعارفاشي يعني ايه بت حرام، وزعلانه عشان مش عيعطيني فلوس ولا يكسيني ولا يجيبلي حاجه حلوه زي اخواتي، ولا راضي يخليني اطلع من البيت ولا اروح المدرسه زيهم، ولا حتى عيطيق يشوفني قدام وشه، وطول ماهو قاعد اني وانتي محبوسين في الموطبخ ومعنطلعوشي، يأما فأوضة جدتي عديله، وناكلوا بعده هو ومرته وعياله من اللي يفضل منهم كيف الكلاب. 

ردت عليها شام وهي عتاخدها فحضنها وتقولها:

يابنيتي متقوليش الكلام الكبير قوي عليكي ديه، وبعدين البنته ليهاشي طلعه من البيوت لا لتعليم ولا للعب وجلع، البت للبيت والخدمه وبس.. ولو عالوكل، الوكل اللي عتطوله اليد نعمه يابنيتي ولازمن نحمدوا ربنا عليها، فيه ناس ملاقياشي فتيته من الوكل ديه ياقلب امك وعتموت من الجوع، معتسمعيشي في الراديون عيقولوا ايه عن الناس الجعانه اللي لا لاقيه وكل ولا ميه.. وبعدين اللي ميرضاش بنعمة ربنا عتزول منيه ويروح النار ياربيعه. 

ردت عليها ربيعه باعتراض:

وليه احنا بس اللي إكده، وليه احنا بس اللي لازمن ناكلوا البواقي، وليه اني ميبقاليش اب كيف العيال، وليه جدتي وجدي وخالاتي اللي عتحكيلي عنهم مش عاياجوا عشان يشوفوني، وليه احنا معنطلعوشي نروحولهم كيف مامرت ابوي وعيالها عيروحوا كل هبابه لبيت جدهم ويقعدوا عندهم وهما ومعاودين يجيبوا حاجات حلوه من إهناك وميدونيش منها، وليه مااشوفش القطر اللي عتحكيلي عنه واركبه واشوفه من جوه وانتي تركبيه معاي كمان عشان عتحبيه، ليه يمه كل حاجه له ليه؟ 


سكتت شام وهي عتتنهد بغلب من الأسئله نفسها اللي ربيعه كل يوم تسألهالها اكتر من مره من سنين وشام تسكت لانها مش لاقيه اي كلام تقولهولها غير ان ابوكي السبب، وبش شام تجاوبها بالاجابه دي يبتدي سيل تاني من الأسئله، ليه وعشان ايه وعملناله ايه ابوي عشان يعمل فينا إكده،وإهنه تسكت شام نهائي متتكلمش ولا تقدر تقول السبب الحقيقي، وسايبه ربيعه لما تكبر واكيد هتكتشف كل حاجه بنفسها. 

دقايق فضلت شام ضامه ربيعه فيهم لصدرها، وبعدها انتفضت ربيعه وقامت من حضن امها وهي عتقول: ستي عديله عتنادم تلاقيها عطشانه اروح اسقيها واشوفها لو عايزه حاجه. 

ورمحت على ستها عديله، الحضن الحنين والكلمه الطيبه واحلى حاجه فدنية ربيعه بعد امها، واللي بيها عيحلا يومها، وبحكاويها عتعدي ساعات النهار الكئيبه الممله. 

دخلت ربيعه على ستها وحبتها وسألتها عايزه ايه، وعديله قالتها بإبتسامتها المعتادة انها عايزه تشرب، وقوام لافتها ربيعه الميه، وبعد ماشربت عديله عاودت ربيعه القله موطرحها وقعدت جار ستها عديله واتربعت وسندت وشها على اديها وبفضلولها المعتاد قالتلها:

هاه ياجده يلا احكيلي النهاردة عن جدي نعيم يوم مااتجوز جدتي عدويه ومين حضر الفرح وكيف كان شكل فستانها وانتي كنتي لابسه ايه ففرحهم، يلا عشان بعد إكده تحكيلي عن فرح كل واحد من عمامي عزت وصفوت، وعمامي ولاد جدي نعيم.. يلا ياستي قولي.. 

وابتدت عديله تحكي لربيعه كل حاجه عن الماضي، وكل تفصيله فيه، وزي ماديه يعتبر متعة ربيعه الوحيده ومنفذ عقلها لبره البيت وهي عتتخيل كل موقف عتحكيه الجده عديله، كان كمان مصدر تسليه وراحه للجده عديله اللي كانت عترجع مع ربيعه بالزمن لورا، لأحلى ايام عمرها وتعيش الفرح من تاني، وحتى المحبه اللي كانت بينها وبين كارم كانت ترجع تعيشها وتتبسم وهي عتفتكر تفاصيل عاشتها معاه لايمكن تتنسى مهما عدى عليها الزمن. 


❈-❈-❈

عند كرار في الموقع

انت يازفت انت واقف ليه معتشتغلش، وإنت راخر مسوح وعتتفرج على ايه، متشتغلوا ياغجر وتحللوا لقمتكم،اني اللي هشوفه عيتلكع من إهنه ورايح هخصمله اليوم، ولو اتكررت اللكاعه همشيه نوهائي، الناس اللي عتشتغل بضمير كتير ومحدش لاقي شغل فمتتمطعوش على اهلي. 

الكل ابتدا يشتغل بهمه اكبر، وكل واحد عينه فشغله، وجاله حس عزت من وراه عيقوله:

مابراحه على نفسك يامقاول ليطقلك عرق، وبعدين محموق وعتنحر فروحك إكده ليه، ميكونش المال والشغل والمعدات وخيرها كله فيد ام عزام في الاخر وانت عتاخد مصروفك، او خليني اقول يوميتك زيك زينا. 

بصله كرار بغضب وقاله:

غور على جرافتك ياعزت وبطل كلام هرتله في الكلام، وخف غل بدال مااقطع عيشك، روح بدال ماعتحكي وتفرد فعضلات لسانك عليا شوف فلوسك اللي مضيعها عالغوازي والنسوان البطاله، ولو عالفلوس فاللي فجيبي فجيب مرتي واللي فجيب مرتي فجيبي، فأسكت وكل عيش بدال مااروح ازعطك انت وعيالك ومرتك من البيت، البيت اللي مليكش فيه طوبه، البيت اللي بعتلي نايبك فيه كيف مابعتلي  الارض والمعدات، اتلم وخليني ساكت عليك ومعيشك انت وعيالك فملكي. 

عزت بمجاكره:

قصدك فملك مرتك. 

كرار: قولتلك واحد الحكايه ومعتكيدنيش صدقني، ودلوك يلا هم كمل شغل بدال مااخصملك يوميتك وعلى اخر النهار متلقاش فلوس تروح بيها الغرزه وتنقط الغازيه. 

خلص كلامه ومشى من قدام عزت وهمله يغلي غلي وكيف كل مره ياجي يكيد فيها كرار يتكاد هو، وبالذات بعد ماصفي بيه الزمن أجير عند كرار باليوميه، وعيعايره بالغوازي والغرز اللي عيروحها، وهمس لروحه بقهر:

 ماانت لو متجوز بدور كنتش قلت إكده، وكنت بقيت زبون الغوازي غصب عنك، بس يابوي من حقك تتكلم وتعاير بالغوازي وإنت اللي متعفف عن اللي لو مع غيرك كان لبد جارها وحب قدم رجلها صبح وليل، ومكانش بص لصنف الحريم واصل من بعدها، بس هنقولوا ايه، الدنيا حظوظ واني لما اتوزعت الحظوظ كنت نايم.. اصلا اهل بيت المقاول كلهم كانوا نايمين وانت خدت نوايب الكل من الحظ لحالك. 

❈-❈-❈

عاود كرار للبيت بعد يوم الشغل الطويل المتعب، وأول مادخل من الباب جريو عليه ولاده التنين وخدهم فباطه بفرحه، وطلعلهم من جيبه اللي جايبهولهم، وهما خدوه وجريو بيه على اوضتهم، وكرار بعدها وقف وراح على اوضة امه، وهو معدي كانت ربيعه واقفه كيف العاده على باب اوضة ستها عديله، كيف كل يوم أول ماتسمع حسه وتسمع حس خواتها الولاد عيندهوا بأسمه، وفكل يوم تقف بأمل انه ممكن النهارده يتلفت عليها ويحن قلبه عليها وياخدها فحضنه مع اخواتها، ويعطيها حاجه من اللي جايبه فجيبه، لكن للاسف كل يوم يتخذل قلبها ويموت جواه الامل اللي عيتولد. 

وتعاود لأوضة ستها مكسورة الخاطر، ولو زمان كانت عتبكي ويصعب عليها وينزل قهرها دموع فدلوك اتعلمت تكتم البكا والوجع فقلبها ومتبكيش، واعتادت عالقسوة، واتعلمت بدري قوي درسها، بإن الدموع معتفيدش ولا تغير الأوضاع. 


وبرغم إن عمها ابو دراع عيجيبلها كل حاجه ويعطيها فلوس كمان، واللي يشوفها عتتطلع عليه فيد عيل من العيال يطلع طوالي يجيبهولها، لكن تفضل احب العطايا لقلب العيل الصغير اللي عتكون من ابوه ويعطيهاله بمحبه بعد حضن وبوسه عالجبين، وكأنها حته من جبل محبه جوا قلبه عيقطع منه ويعطيه. 


وبمجرد مادخلت الاوضه وقعدت عالسرير جار عديله وحطت راسها فحجرها وغمضت عنيها بقهر، رفعت عديله اديها للسما ودعت دعوتها المعتاده اللي عتدعيها علي كرار كل يوم بعد الموقف ديه

(روح ياكرار ياواد شوقيه ربنا يدوقك الحرمان والذل وتتمنى الحنيه ومتلقهاش) 

وبعدها نزلت اديها وبحنان ابتدت تمس على شعر ربيعه وهي عتدعيلها ان ربنا يعدل حظها المايل ومتوبقاش زي امها، لكن الظاهر إن حتى الحظ المايل عيتورث من ضمن المواريث. 


أما كرار فدخل عند امه وقرب عليها وقعد جارها وميل حب على راسها وقالها:

كيفك ياغاليه. 

حوريه هزتله دماغها وهو فهم انها عتقوله انها بخير، وسألها لو محتاجه حاجه وهي هزتله دماغها بلا، ومدلها يده بكيس جايبه فيده فيه فاكهه ليها مخصوص، وحطهولها جارها، وهي بصت للكيس بحسره لانها كل يوم كل اللي عتطوله من الكيس بس هي النظره داي؛ لان شوقيه بس يمشي كرار عتدخل اوضتها تفتشها وتاخد منيها اي وكل وشرب، وتهمل حوريه بالجوع والعطش لحد ماتحن عليها هي وبالقطاره لما خلتها عامله كيف كوم عضم فقفه،


 وكل ديه جزاة اللي عيملته فيها زمان، واللي عمر شوقيه ماهتنساهولها لانها عتتعاقب بسببه من كرار لحد دلوك. ومتكوله على خرس حوريه اللي لجمها دلوك وخلاها لا عتقدر تحكي شي ولا تشتكي من شي، ومبقاش حيلتها غير عنيها تبص بيهم وتتحسر وتتقهر، وهي شايفه حالها عزيز القوم اللي ذل وشاف ولساه عيشوف فكل انواع العذاب والذل. 


❈-❈-❈

طلع كرار من جار امه وطلع على اوضته هو وشوقيه، واللي اتنقلت للدور الفوقاني، وبمجرد ماطلع على السلم شاف شوقيه مستنياه على اول السلم فوق واول مابقى قبالها قالتله:

مابدري ياسبع الرجال، ماكنت طولت القعده هبابه وانت عتبص وتتحسر.. ايه خدتلك بصه على نفسك من الخدامه يابتاع الخدامات يادني. 

بصلها كرار ومردش وكمل طريقه علي اوضته، وهي راحت وراه وبغضب من تجاهله ليها قالتله:

ايه يامقاول مهاينش عليك ترد ليه، نكونوشي مش كد المقام، ولا دلوك معتردش غير عالخدامات وبس، والاسياد مبقاش ليك كلام معاهم


كرار كان عيقلع فجلابيته وبس سمع كلامها ساب جلابيته واتقدم منها بخطوه وحده ومسك فكها بأيده وبغل قالها:


انتي تخرسي خااالص، عشت عمر واني صابر عليكي وكاتم فقلبي وساكت، رضيت باللي مفيش راجل غيري يرضى بيه ولا يتحمله، حطيت مراكيب الدنيا فخشمي عشان محدش يشمت فيا ومع ذلك لا عينك عمرها اتكسرت ولا حاسه انك عملتي اي حاجه غلط وبجحه بجاحة الدنيا كلها.


 ردت عليه شوقيه وهي عتنشك ايده بعيد:

وايه اللي جابرك انك تكتم فقلبك وتسكت يانن عيني.. ماتحكي وتقول وتتكلم مين ماسك لسانك، قول عشان كل الخير اللي عتتمرمغ فيه ديه اشد بساطه من تحت رجليك واخليك تقع فبركة وحل الفقر وتغطس فيه لودانك. 


قول واني اخليك ترجع من مقاول كد الدنيا لسواق لودر معفن يقعد يعبي ويفضي بسطل اللودر طول النهار لما الشمس تقور نافوخه بكام مليم يمد يده ياخدهم اخر النهار كيف الشحاتين. 


افتح خشمك واني اعبيهولك تراب واخلي كل اللي شغال تحت يدك دلوك وماشي بامر منك بما فيهم خواتك يدوسو عليك بمراكيبهم بس يشوفوك وقعت، 


وانت اللي مستني وقعتك كتير وانت خابر زين.


وبعدين حتي لو اتكلمت ولا فتحت خشمك وقلت وعدت، الحكايه قدمت وعدى عليها سنين ومحدش هيصدقها دلوك.. كله هيتهمك بالهوس والعبط وان عقلك جرتله حاجه. اعمل مابدالك واني كمان هعمل مابدالي ونشوفو مين اللي هيطلع في الاخر خسران من غير التاني.. اني فلوسي واللي معاي وحسبي ونسبي يجوزوني سيد سيدك لو هملتك، شوف انت عاد لو اني سبتك هتروح فين وتاجي منين وتعمل ايه فحالك، ويكون فمعلومك لو طلعت من البيت ديه رجلي على رجل عيالي مههملهمشي، 


ولو خدتهم واتجوزت راجل غيرك اياك تفكر انك هتشوف ضافر واحد منهم ولا عينك هتنضره، واني قولتها وانت خابر اني كدها..اني كلمتي وحده.


كرار:

وعينك بيضه، وقويه وملكيش كبير ولا ليكي رداد ولا حداكي رجاله كلهم حريم من كبيرهم لصغيرهم، وعمرك ماشفتي الربايه ولا الحيا عرفلك طريق. 


شوقيه :

ماشي.. فيه حاجه تانيه عايز تقولها ولا تنقلع من قبال وشي عشان ماازعلكش مني؟ 


بصلها بقرف وهملها وطلع وهو متحلف للي جايلها عيني عينك فقلب داره وهي معملتش حساب لأي حد وكانت هترجع الود القديم لولا ماربنا بعتلهم اللي قطع عليهم خلوتهم،وكشف زناختهم. 

    الفصل الثالث والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

لقراءة الجزء الاول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close