أخر الاخبار

رواية الكاتبه والفتوة الفصل التاسع عشر 19بقلم الهاء عبدالرحمن الجندي



رواية الكاتبه والفتوة

الفصل التاسع عشر 19

بقلم الهام عبدالرحمن الجندي 


في حجرة هدى كانت تجلس على الفراش وبجوارها نوسة تعلمها كيف تدير نقاش مع فهد حتى تجذب انتباهه. 


هدى:« فهمتي يا ستي ولا نقول تاني؟» 


نوسة بحزم:« لا خلاص فهمت اطمني دا أنا هبهرك.»


 هدى:«يا خوفي يا بدران بت انتى أنا قلقانة منك أقولك أنا هعملك اختبار عشان أتاكد إنك هتعرفي تتناقشي كويس معاه.» 


نوسة:«إعملي يا أختي إعملي ولا بيهمني دا أنا هخليه من مناقشتي معاه ما يسيبنيش لحظة ويفضل لازقلي.» 


هدى:«آااه ياني منك يا بنتي افهمي الراجل مش بيحب الست اللي لازقة فيه طول الوقت خليكى تقيلة وراسية امشي بمبدأ شوق ولا تدوق يعني أوعى انتى اللي تبدأي معاه الكلام أو المناقشة خليه هو اللي يشتاق  للكلام معاكي وبعدين قعدتك هنا قدامه طول الوقت غلط لأنه مش هيشوفك غير بنت عمه وبس.»


 نوسة:«طيب قوليلي أعمل إيه بالظبط عشان أجذب انتباهه؟»


 هدى:«بصي يا ستي أول حاجة تعمليها خليه يشوفك وانتى بتقرأي هو أكيد هيستغرب لأن بكل بساطة حضرتك ما كنتيش بتقرأي قدامه قبل كدا.»


 نوسة بإنتباه:«ها وبعدين كملي كملي.» 


هدى:« من الطبيعي لما يشوفك بتعملي كدا هيجي يسألك أو على الأقل هيعبرلك بإستغرابه من اهتمامك بالقراءة.»


 نوسة بابتسامة:«أقوم أنا بقا مقعداه معايا وأحكيله الرواية بتتكلم عن إيه.»


 ضغطت هدى على أسنانها ومسحت وجهها بيدها ثم تحدثت من بين أسنانها.


 هدى:« انتى يا بنتي حد مسلطك عليا عايزة تفقعيلى المرارة اللي حيلتي.» 


نوسة ببراءة:« أومال أعمل إيه بس؟»


 هدى:« يا بنتي افهمي بقولك خليكي تقيلة.... تقيلة اللي انتي كنتي هتعمليه دا  هيخليه ما يعبرش فيكى وهيسمع منك الكلمتين فض مجالس وخلاص.»


 نوس بقلة حيلة:« تصدقي بالله انتى حيرتيني معاكي ما تنجزي وتقوليلي أعمل إيه؟» 


هدى:«أومال أنا بفهمك في إيه من الصبح وانتى كل اللي طالع عليكي هبهرك.... هبهرك جاتك وكسة أكتر ما انتى دا له حق ما يعبركيش بمخك القفل ده أنا حاسة إني هتجلط منك ثم وضعت يدها على قلبها بطريقة مسرحية وأكملت قلبي...... قلبي هتجلطيني يا نوسة يا بنت أم نوسة قومي يا بت إمشى من هنا» 


نوسة بضحك على أدائها:«خلاص خلاص والله هركز وهفهم وأعمل كل اللي تقولي عليه.» 


هدى بتأكيد:«والله لو ما شغلتى مخك معايا لأكون رمياكي برا وأقول لفهد أوعى تتجوزها عشان عندها تخلف عقلي.» 


نوسة:«ما خلاص بقى يا هدهد.»


 هدى:«أمري لله مضطرة أساعدك مش عارفه أعمل إيه في قلبي الطيب دا بصي يا ستي وركزي معايا انتى مثلا هتقعدي في مكان دايما بيتواجد فيه وساعتها امسكي الرواية واقرأي وما تحسسيهوش إنك واخدة بالك منه ولما يقرب منك ويسألك بتعملي إيه ردي عليه بعدم مبالاة وقوليله بقرأ رواية وأكيد هو هيسألك عن إسم الرواية دي بدافع الفضول تقومي تقوليله دي رواية رومانسية وتقولي اسمها واطمني أنا جايبالك رواية هو بيحبها.» 


نوسة:«وانتى عرفتي منين يا أختي إنه بيحب الرواية دي؟»


 هدى:«لما كان بيناقشني يا أذكى اخواتك هو اللي قالي عليها إنها المفضلة عنده ومش بيمل من قراءتها.) 


نوسة:«طيب كملي لما أقوله اسمها أعمل إيه بعد كدا.؟» 


هدى:« ولا حاجة يا ستي هو أكيد هيقولك كلمتين حلوين عن الرواية تقومي انتى تتكلمي معاه عن جزئية مشوقة في الرواية وبكدا تبقي جذبتي انتباهه وهو اللي هيفتح معاكي باب المناقشة بس أهم حاجة وانتى بتتكلمي خليكي هادية وراسية كأنك مثلا في لقاء تلفزيوني.» 


نوسة:«ودي أعملها ازاي يعني؟»


 هدى:«يعني تردى بكلام قليل بس مفيد وله معنى من الآخر ما ترغيش كتير وما تطوليش النقاش.»


 نوسة :«يعني أقطع كلامي وأسيبه وأمشي؟»


 هدى بجدية:« اه تتحججي بأي حاجة وتسيبيه وتقومي وبعدها ما تظهريش قدامه خالص طول اليوم وتاني يوم كلميه في التليفون واسأليه عن جزئية في الرواية ولما يرد عليكي تشكريه وتقفلي وتقعدي يومين لا كلام ولا تقعدي معاه ولا تسألي عنه من هنا هيبتدي هو يحس بغيابك وتلقائي هيسأل عليكى عشان يعرف سبب غيابك ولما يكلمك قوليله معلش مشغولة شوية خلي دايما كلامك قليل بلاش تبيني إنك مدلوقة أوي كدا»


 نوسة:«وتفتكري لو عملت كدا هيحبني؟» 


هدى:«صدقيني فهد أصلاً بيحبك انتى مش شايفة إن هو أصلاً ما بيقدرش يستغنى عنك وما بيحبش حد يطبخله غيرك وانتى كمان حكيتيلي إنه كان متعلق بيكي أوي وانتم صغيرين.»


 نوسة بتذكر:« اه والله يا هدى كان متعلق بيا لدرجة إن في يوم بابا بيهزر مع عمي وبيقوله أنا هتجوز البت نوسة وكان فهد قاعد معاهم ولما سمع أبوه بيقول كدا قام وزعقله وقاله نوسة دي بتاعتي محدش هياخدها غيري وساعتها أبويا وأبوه اتفقوا إن إحنا نبقى لبعض لكن ما أعرفش لما كبر إيه اللي غيره.» 


هدى:« اطمني يا حبيبتي هيفوق ويرجعلك أنا متأكدة بس ربنا يهديه ويسيبني أمشي من هنا وأرجع لأهلي لأني لو حد عرف إنى هنا غصب عني صدقيني مستقبله هيضيع لأنه هيقضي حياته في السجن وأنا مش عاوزاه يدخل السجن  فهد انسان طيب وما يستاهلش إنه يتأذي.»


 في المخازن حينما دخل فهد وهو يرحب ببلال معتقداً أنه مسعد أبو ليلة تاجر الخردة فقام بلال ونظر إليه بنظرة ثاقبة ورحب به هو الآخر ثم جلسوا وبدأوا يتحدثون سويا في الطلبية.


 بلال:«إيه يا معلم فهد أنا سمعت عنك إنك راجل كريم بس اللي أنا شايفه غير كدا خالص.»


 فهد باستغرب:«ليه بتقول كدا يا معلم مسعد؟» 


بلال:«يعني يرضيك آجي من اسكندرية على هنا علطول وبقينا في ميعاد غدا وما قدمتلوش حتى رغيف عيش إيه يا عمنا هوانتم بخلا ولا إيه؟»


 فهد:« لا ازاى حقك علينا يا معلم مسعد دا انت فوق دماغنا بس إحنا اللي اتلهينا في الشغل حالا هخليهم يجهزوا أحلى غدا.»


 بلال:« تشكر يا معلم فهد أنا كنت بهزر معاك أصل أنا بحب الهزار والفرفشة.»


 فهد:« لا والله ما يحصل انت هتتغدى معانا يعني هتتغدى معانا دا انت هتاكل أكل بيتي زي أكل أمهاتنا بتاع زمان معمول بالسمنة البلدي اللي تُرم عضمك.» 


بلال:« إيه يا عمنا انت جريت ريقي وجوعتني بزيادة.»


 فهد:« إحنا عنينا ليك يا معلم مسعد، ثم نادى على لمونة: روح يا لمونة بلغ نوسة تجهز أحلى غدا وخليها تتوصى بالسمنة البلدي.»


 بلال:«والله ما عارف أشكرك ازاي يا معلم فهد؟»


 فهد:«لا شكر على واجب يا معلم مسعد.»


 بعد مدة حضر لمونة وأخبرهم بأن طعام الغداء أصبح جاهزً  فذهب الجميع إلى الاستراحة وكانت نوسة في ذلك الوقت تضع الطعام على طاولة السفرة.


 فهد:«اتفضل يا معلم مسعد نورت المكان.»


 بلال:«بنورك يا معلم فهد.» 


فهد لنوسة بصوت هامس:« ما تنسيش تطلعي الغداء لهدى يا نوسة.»


 نوسة:« ما تقلقش يا فهد أنا جهزتلها أكلها وهطلعهولها بنفسي.»


 استمع بلال لحديثهم واشتعلت النيران بداخله فهدى توجد في نفس المكان الذي يوجد به كان يود أن يصعد لها ويأخذها عنوة عن الجميع ويعود بها إلى أهلها لكي يطمئنوا عليها ولكنه لا يستطيع فعل ذلك في الوقت الحالي فلابد أن يتأكد من أنها هدى خاصته ولذلك فقد قرر أن يتروى قليلا جلس الجميع وتناولوا طعام الغداء والذي أثنى عليه بلال وبعد لحظات دخل لمونة عليهم وهو يلهث ويأخذ أنفاسه بصعوبة.


 لمونة:«إلحق يا برازيلي بوسكا عربية خبطته على الطريق ومات.» 


هب فهد واقفا وذهب باتجاه لمونة ثم أمسكه من ملابسه وتحدث بغضب وصوت عالي.


 فهد بغضب وصوت عالي:« وإيه اللي فكه يا حيوان أنا هوديكم في ستين داهية أنا قايلكم بوسكا بالذات تخلوا بالكم منه ازاي عينكم غفلت عنه.»


 لمونة:« والله ما أعرف الحبل بتاعه فك ازاي؟»


 فهد :«وسع من قدامي خليني أروح أشوفه ثم جرى مسرعا وذهب معه باقي الرجال وظل بلال بمفرده على طاولة السفرة فانتهز بلال تلك الفرصة وذهب مسرعا إلى الطابق العلوي وظل يفتح أبواب الحجرات وينظر بداخلها إلى أن وصل إلى آخر حجرة فوقف أمامها للحظة  يشعر بالتردد ولكنه استجمع شجاعته وفتح الباب ثم وقف متسمراً بمكانه جاحظ العينين لما رآه. 


أمام الاستراحة كا نيجلس فهد على ركبتيه أمام جثة بوسكا وأخذ يملس عليه والحزن يعصر قلبه وأخذ ينعيه بكلمات مليئة بالوجع


              الفصل العشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close