أخر الاخبار

رواية الكاتبه والفتوى الفصل الثامن 8 بقلم الهام عبدالرحمن الجندي

 


رواية الكاتبه والفتوى

الفصل الثامن 8

بقلم الهام عبدالرحمن الجندي



كان بلال وهدى يجلسان في أحد المطاعم بعد الخطبة يتبادلان أطراف الحديث 


بلال:« تعرفي يا هدى أنا كنت متأكد إنك هتوافقي عليا.»


 هدى:«وإيه اللي خلاك متأكد أوي كده؟» بقلم الهام عبدالرحمن 


بلال:«من يوم ما شفتك وأنا حاسس إنك نصيبي تعرفي أنا مش هكذب عليكي أول لحظة  لمحتك عينيا فيها حسيت بإحساس عمري في حياتي ما حسيت زيه حسيت بنبض غريب في قلبي دقات قلبي كانت سريعة لدرجة إني فكرته هيخرج من مكانه كان ليكي سحر غريب على قلبي يا هدى.»


 شعرت هدى بالخجل الشديد من كلامه المعسول الذي يسرده عليها والتي أول مرة تسمع مثله فصمتت ولم ترد ثم نظرت إلى أسفل واحمرت وجنتها بشدة


 بلال:« هدى أرجوكي بصيلي خلينى اتأكد إني مش بحلم عاوز أحس بجد إنك خلاص بقيتي ملكي.»


 رفعت هدى نظرها إليه ونظرت له بنظرة يملأها الخجل حتى شعر بلال للحظة أنه ذاب بتلك العيون وكأنها بئر عميق لن يستطيع النجاة منه.


 بلال:« النهاردة أنا مفيش أسعد مني في الكون كله بجد طول عمري ما حاولتش أرتبط بأي بنت لأني مقتنع إن ربنا شايل ليا نصيبي طول ما أنا برضيه ونصيبي ده هيكون أجمل حاجة في الدنيا وفعلا أنا أخدت أجمل جوهرة في الدنيا كلها ربنا رضاني بيكي بعد صبر وطول انتظار.»


 هدى:«ياه يا بلال معقولة أنا حاجة كبيرة أوي كده بالنسبا لك؟»


 بلال:« وأكتر من كده يا هدى وعلى فكرة أول مرة أعرف إن إسمي حلو أوي كده وهو طالع من بين شفايفك.»بقلم الهام عبدالرحمن 


 خجلت هدى كثيرا وازداد  احمرار وجنتها وصمتت ولم تستطع مجاراته في حديثه، أنهى بلال وهدى طعامهم وكذلك حديثهم ثم قام بإيصالها إلى منزلها واطمئن عليها وذهب هو الآخر إلى منزله دخلت هدى إلى حجرتها وكم كانت تشعر بالسعادة وكأنها تعيش في حلم جميل لا تريد الاستيقاظ منه أمسكت هاتفها ولكنها لم تقم بتسجيل فصول كعادتها ولكنها كتبت اعتذار لتنشره على وسائل التواصل الإجتماعي حتى لا تُحِزن قارئيها وأعلنت فيه عن خطبتها ظلت تتلقى الكثير من التهنئات والمباركات من خلال التعليقات وقامت بالرد عليهم جميعا بعد لحظات وصلت رسالة على الماسنجر فقامت بفتحها ظنا منها أن فهد من قام بإرسالها كعادته ولكن كانت الرسالة من إحدى القارئات.


 أحد القارئات:« إزيك يا هدى أرجو إني ما أكونش أزعجتك بس عشان خاطري بلاش تتأخري علينا في نزول الفصل.» 


هدى:«من عينيا حاضر يا حبيبتي من بكرا هتلاقي الفصل نازل لكن الظروف النهاردة اللي منعتني لأن مش معقول أسيب خطوبتي عشان أنزل فصل هههههههه.»


 القارئة بضحك:« اه طبعا بس أوعي الخطوبة تأثر عليكي وتتلهي فيها وتأهملي التأليف.» 


هدى:« لا اطمني إن شاء الله مش ههملها لأن بكل بساطة الكتابة والتأليف هم حياتي هم الهوا اللي بتنفسه هم ملاذي وعشقي.»بقلم الهام عبدالرحمن 


 القارئة:« يبقى كده أنا اطمنت وهنتظر بكره الفصل.»


 أنهت هدى الحوار وذهبت إلى فراشها لتنعم ببعض ساعات الراحة قبل الاستيقاظ مبكرا للذهاب إلى عملها. 


حينما أتى الصباح استيقظت هدى واستعدت وذهبت إلى عملها وحينما دخلت إلى المدرسة وجدت حالة من الهرج والمرج فاستغربت لما يحدث وسارت عدة خطوات فوجدت سلوى ودينا وأمانى يتحدثون سويا فوقفت بجانبهم وقامت بسؤالهم


 هدى بتساؤل:«في إيه يا بنات إيه الحكاية الدنيا مقلوبة كده ليه على الصبح؟»


 سلوى:« اسكتي مش هتصدقي اللي حصل.»


 هدى:«حصل إيه ما تنطقي يا بنتي.»


 سلوى:« أصل صاحبك لاقوه مرمي قريب من السنتر بتاعه ومتفشفش ومضروب علقة ولا كأنه حرامي في مولد.» 


هدى:«باستغراب صاحبي! صاحبي مين يا موكوسة؟»


 دينا:« أيمن يا أختي أهو ربنا انتقملك منه هو انتى كنتي بتدعي عليه يا بت ولا إيه؟»بقلم الهام عبدالرحمن 


 هدى:«انتى بتتكلمي بجد! يا نهار أبيض لا حول ولا قوه إلا بالله ومين اللي عمل فيه كده؟»


 أماني:«البوليس هنا من بدري وبيحقق مع كل زمايلنا عشان يعرفوا إذا كان ليه أعداء ولا لا؟»


 سلوى:« والله أنا فرحانة فيه أوي أحسن يستاهل كل اللي يجراله عشان يبقى يفترى عليكي أوي يا هدى أهو ربنا انتقم منه وجابلك حقك.»


 هدى:« بحزن بس أنا والله عمري ما دعيت على حد أنا دايما بقول حسبي الله ونعم الوكيل وبس وعمري ما تمنيت إنه يتأذي بالشكل ده بالعكس كنت بدعيله ربنا يهديه بس واضح إنه مكروه من ناس كتير مش هنا بس يلا ربنا يشفيه ويا رب يتعظ ويتقي الله بعد كده.» 


دينا:«مش لما يقوم منها ده بيقولوا إن حالته خطيرة لأنه متبهدل جامد ولسة ما فاقش عشان ياخدوا أقواله تفتكري يا هدى مين اللي يكون عمل فيه كده؟»بقلم الهام عبدالرحمن 


 هدى:« وأنا ايش عرفني يا اختي هو أنا كنت أعرف مين اللي بيحبه ومين اللي بيكرهه عشان اقولك.»


 أماني بضحك:« تلاقيكي انتي اللي ضربتيه وعملتي زي فيلم أحلام حقيقية بتاع حنان ترك وداليا البحيري لما قتلت المدير بتاعها فاكراه يا بت يا هدهد؟» 


هدى:« الله يخرب بيتك اسكتي هتجيبيلي مصيبة وأنا أقتله ليه إن شاء الله ده أنا حتى ما رضيتش أقول عنه في التحقيق رغم إنه اللي خلي أولياء الأمور يشهدوا عليا بالزور.»


 دينا بضحك:«مش يمكن كنت بتخططي للجريمة دي هههههههه.»


 هدى:«يادي النيلة والله انتم هتودوني في داهية بهزاركم ده بس أنا ما رضيتش أجيب سيرته عشان محدش يتكلم عني وحش الناس دايما بتحب تطلع اشاعات وأنا معنديش استعداد أكون محور لكلام حد وبقولك إيه انتى وهي يلا بينا على شغلنا إيه مفيش وراكم حصص؟»


 أماني:«أنا عن نفسي معنديش حصص دلوقتي.»


 دينا:«أنا عندي الحصة التانية.»


 سلوى:« أنا بقا يا أختي جاية معاكي عشان عندي الحصه الأولى زيك.»

بقلم الهام عبدالرحمن 

 ذهبت سلوى وهدى إلى الفصل بينما ذهبت دينا وأماني إلى حجرة المدرسات بعد مدة استدعى المحقق هدى ليأخذ أقوالها كما فعل مع باقي الزملاء ولكنها لم تقل شيئا عن مضايقته حتى لا تكون موضع شبهة ويتم إتهامها بأذيته.


 انتهى المحقق من عمله ثم ذهب وظل العاملين بالمدرسة طوال اليوم ليس لهم حديث إلا عن ما حدث لأيمن فمنهم من كان يشمت به ومنهم من كان حزينا لأجله ومنهم من كان لا يهتم بما يحدث انتهى اليوم الدراسي وذهبت هدى إلى منزلها والتفكير يشغل عقلها وظلت تحدث نفسها. 


هدى في نفسها:«يا ترى مين اللي عمل فيك كده يا أيمن؟ يا ترى أذيت مين عشان تتبهدل كده وتبقى بين الحياة والموت؟ ربنا يشفيك.»


 دخل حماده إلى المنزل ووجد هدى جالسة في الشرفة شاردة الذهن يبدو عليها الاستياء.


 حماده:« قطتي الحلوة سرحانة في إيه؟»


 هدى:«بابا حمد لله على السلامة.»


 حماده:«بابا! يبقى كده الموضوع كبير طالما ما قولتيش حماده، في إيه بقا يا قلب بابا؟»


 هدى باستياء:« أيمن زميلي فاكره؟»


 حماده:« أيوه مش ده اللي كان بيضايقك؟ ثم تحدث بحدة قليلا هو اتعرضلك تاني؟»

بقلم الهام عبدالرحمن 

 هدى:« لا يا بابا معملش حاجة دا في ناس اتهجمت عليه وضربته وهو دلوقتي بين الحياة والموت في المستشفى وكانوا بيحققوا معانا في المدرسة عشان يعرفوا إذا كان ليه أعداء ولا لا؟ والله يا بابا رغم اللي عمله لكن  أنا زعلانة عليه جدا مفيش إنسان في الدنيا يستاهل إنه يجراله كده.»


 حماده:«لا حول ولا قوه إلا بالله ويا ترى مين اللي عمل فيه كده؟»


 هدى:« والله يا بابا ما نعرف والبوليس لسه ما وصلش لحاجة ومحدش يعرف أي معلومات ولا مين اللي عمل فيه كده بس الأكيد إن اللي عمل كده بيكرهه جدا أو اتأذي من أيمن وكان بينتقم منه.»


 انتهت هدى وحماده من حديثهما وتناولوا جميعا طعام الغداء وحينما حل المساء دخلت هدى حجرتها وقامت بما تفعله يوميا ثم أمسكت هاتفها وقامت هي بمراسلة فهد.


 هدى:« فهد فينك محتاجة اتكلم معاك ضروري.»


 فهد:«مساء الورد كاتبتنا العظيمة.»


 هدى:«ازيك يا فهد إيه فينك؟ مختفي.»


 فهد:« مفيش شوية أشغال بس أنا موجود ومتابع ما تقلقيش وقت ما تحتاجيني هتلاقيني فورا خير بقا كنتي عاوزة تتكلمي معايا في إيه وإيه هي الحاجة المهمة اللي خلتك تبعتيلي لأول مرة؟»بقلم الهام عبدالرحمن 


 هدى:« فاكر زميلي اللي حكيتلك عنه؟»


 فهد:« أيوه فاكره ماله عملك حاجة؟»


 هدى:« لا، ثم قصت عليه ما حدث.» 


فهد:« أحسن يستاهل دا بني آدم حقير ويستاهل أكتر من كده اللي حصل ده قليل عليه.»


 هدى:« أنا خايفة بس إسمي ييجي في التحقيقات أو حد يتهمني باللي جراله.»


 فهد بضحك:«لا اطمني مفيش قطة وديعة زيك كده تقدر تعمل اللي اتعمل فيه ده، المهم بقا قوليلي الفصل نزل ولا لسة أصل بقالي يومين ما قرأتش.»


 هدى:«أيوه أنا لسة منزلة الفصل من شوية ودخلت كلمتك على طول حتى ما استنيتش أرد على القراء كالعادة لكن بقالي يومين ما نزلتش فصول عشان خطوبتي.»

بقلم الهام عبدالرحمن 

 فهد بصدمة:« اتخطبتي! اتخطبتي إمتى وازاي ماقلتليش؟» 


هدى:« إيه يا ابني ما أنا نزلت بوست بعلن فيه عن خطوبتي والكل باركلي ما عدا انت عشان كنت مختفي.» 


فهد:«معلش يا أستاذة حقك عليا وعلى العموم ألف مليون مبروك ربنا يهنيكى معلش مضطر أقفل لأن في حد بيتصل عليا سلام.» 


هدى باستغراب:« سلام هو ماله ده في إيه وماله اتعصب كده ليه هو أنا المفروض كنت استأذنه عشان اتخطب ولا إيه؟»


 بعد لحظات وجدت هاتفها يصدر نغمة معلنة عن اتصال أمسكت هاتفها وحينما نظرت له اتسعت ابتسامتها فقد كان المتصل بلال.


 بلال:« كاتبتنا الواعدة لسه صاحية ليه؟»


 هدى:«كالعادة لازم أنزل الفصل الجديد وأتناقش مع القراء انت بقا لسه صاحي ليه؟»


 بلال:«عندي نبطشية في القسم النهاردة.»


 هدى:«يعني هتبات للصبح؟»


 بلال:«أيوه يا ستي شفتي بقا أنا بتعب قد إيه.» بقلم الهام عبدالرحمن 


 هدى:«ربنا معاكم والله انتم فعلا بتتعبوا جامد أوي.»


 بلال:« على فكرة أنا قريت الفصل قبل ما أكلمك بجد تحفة طريقة سردك جميلة وبسيطة بتشدى القراء بالبساطة اللي في كلماتك تعرفي أنا بحس إني بتفرج على فيلم أو مسلسل وأنا بقرأ روايتك وببقى مستني الفصل اللي عليه الدور.»


 هدى:« بجد يا بلال يعني انت بتحب رواياتي وعاجباك بجد ولا بتجاملني؟»


 بلال:«أجاملك! يا بنتي هو انتي مش عارفة قيمة نفسك ولا  إيه انتى فعلا مبدعة ورواياتك فيها حاجة جميلة بتجذبني إني أقرأ وأبقى مشتاق أعرف إيه الجديد أوعي تقللي من نفسك أبدا أو تحسي إنك قليلة انتي إن شاء الله ليكي مستقبل باهر في الكتابة وهتبقي أشهر كاتبة إن شاء الله بس دايما خلي عندك ثقة في نفسك وأمل في ربنا لأنك تستحقي إنك تكوني أعظم كاتبة في الدنيا يا حبيبتي.» 


هدى بفرحة واستغراب:«حبيبتك! هو انت لحقت تحبني يا بلال؟»بقلم الهام عبدالرحمن 


 بلال:«بحبك.. بحبك دي كلمة قليلة على اللي جوايا ليكي أنا بعشقك يا هدى مش بحبك بس وما تسألينيش إزاي لأن أنا نفسي مش عارف أنا ليه عشقتك كده رغم إني ما اتكلمتش معاكي بس من يوم ما شوفتك وانتي دخلتي قلبي من أوسع أبوابه واتمنيت بجد إنك تكوني شريكة حياتي وأم أولادي بس ممكن أسألك أنا كمان سؤال؟»


 هدى بخجل من كلامه:« اتفضل.» 


بلال:«يا ترى أنا كمان دخلت قلبك ولا لسة يعني أقصد إنك حاسة بحاجة ناحيتي ولا لسة بالنسبالك مجرد عريس مناسب؟»


 صمتت هدى ولم تستطع أن تجاوبه من شدة خجلها وتسارع دقات قلبها وأصبح صدرها يعلو ويهبط من شدة توترها سمع بلال صوت لهاث أنفاسها وأيقن مدى توترها فتحدث بصوت هامس يملأه العشق يحثها على الكلام. بقلم الهام عبدالرحمن 


بلال:« أرجوكي يا هدى عاوز أعرف مكانتي في قلبك نفسي أعرف احساسك ناحيتي نفسي أطمن.»


 هدى بخجل:« لو ما كانش في قلبي احساس ناحيتك عمري ما كنت هوافق عليك أبداً وكمان الرؤية هي السبب.»


 بلال باستغراب:« رؤية إيه دي؟»


 هدى:« لما صليت استخارة عشان أشوف هوافق ولا لا يومها نمت وشوفت رؤية غريبة أوي خلتني أعرف انك هتبقى أماني وسندي وحمايتي قومت من نومي وأنا حاسة براحة كبيرة ولما كررت الاستخارة عشان اتأكد من قراري شوفت نفس الرؤية مرة تانية ودا أكدلي أكتر إنك فعلا اللي تستحق قلبي اللي عمره ما اتفتح لحد غيرك.» بقلم الهام عبدالرحمن 


 بلال:« الله الله الله إيه الجمال دا كله بقا أنا اللي قدرت أفتح حصون قلبك دا أنا طلعت جامد وأنا مش عارف بقا بس أنا عاوز أعرف إيه هي الرؤية اللي خلتك تفتحيلي حصون قلبك يا روح قلبي.»


 هدى بخجل:«شوفت نفسي محبوسة في مكان ومربوطة ومش عارفة اتحرك من مكاني ولا أفك نفسي كنت خايفة أوي وبعيط وفجأة ظهرت انت قدامي وفكيت الحبل وأخدتني في حضنك كأنك بتخبيني من الدنيا كلها كنت حاسة بأمان رهيب وطمأنينة ولاقيتك بتبص في عيوني وتقولي عمري ما حد يقدر يأذيكي وأنا موجود في حياتك أنا هبقى أمانك وحمايتك بس خليكي معايا وما تسيبينيش.»


 بلال:«ياه يا هدى على جمال الرؤية دي عقبال ما تتحقق في الواقع.» بقلم الهام عبدالرحمن 


 هدى بدهشة:«عاوزني أتخطف يا بلال؟»


 بلال بضحك:« لا عاوز آخدك في حضني يا هدهد.»


 هدى بخجل شديد:«انت قليل الأدب يا بلال عيب كده.» 


ضحك بلال بشدة على خجلها وشعر بالسعادة لأنه امتلك قلب يملأه النقاء والطهارة ولا يعرف الخبث أو الكذب.


           الفصل التاسع من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close