أخر الاخبار

رواية الكاتبه والفتوى الفصل الخامس عشر 15بقلم الهام عبدالرحمن الجندي

 


رواية الكاتبه والفتوى

الفصل الخامس عشر 15

بقلم الهام عبدالرحمن الجندي



في أحد المكاتب بمقر الداخلية كان يجلس مصطفى واضعاً رأسه بين راحة يديه يكاد ينفجر من شدة التفكير في كيفية الوصول لهدى فقد مرت عدة أيام على اختفائها ولم يستطع أحد الوصول إليها كما أنه قام بنشر إعلان في الصحف وعبر وسائل التواصل الإجتماعي في محاولة منه للوصول إليها وعرض مكافأة كبيرة لمن يستدل عليها بعد لحظات دخل بلال من الباب كالإعصار ووقف أمام مصطفى وتحدث بحدة قليلا.


بلال بحدة:« وبعدين يا مصطفى إحنا هنفضل حاطين إيدينا على خدنا كدا وهدى ما نعرفش عنها أي حاجة دا حتى عيبة في حقنا.»


مصطفى:« وإحنا في إيدينا نعمل إيه ومعملناهوش يا بلال دي كأنها فص ملح وداب أنا هتجنن إزاي حصل كده إزاي تتخطف بدون ما يظهر لها أثر بالشكل ده والمصيبة إن اللي خطفها ما اتصلش لحد دلوقتي يقولنا هو خطفها ليه.»


بلال بفزع:« الخوف يا مصطفى إنه يكون حد بينتقم مننا فيها.»


مصطفى بخوف:« تفتكر كده يا بلال دي تبقى كارثة وهدى كده ممكن تضيع مننا للأبد.»


بعد لحظات دخل العسكري الذي يقف على الباب


العسكري:«مصطفى باشا في واحد بره بيقول إنه عاوز حضرتك ضروري بخصوص الآنسة هدى قريبة حضرتك.»


مصطفى بلهفة:«دخله بسرعة مستني إيه؟» 


دخل الرجل إلى المكتب وهب بلال واقفا واقترب منه


بلال بلهفة:«انت تعرف هدى فين شوفتها؟ عارف مكانها؟  اتكلم انت ساكت ليه؟» 


مصطفى:« إهدى بس يا بلال خلي الراجل يعرف يتكلم اتفضل يا أستاذ معلش اعذرنا أصلها مراته وهنتجنن عليها لو عندك أي معلومة تفيدنا اتفضل قول.»


الرجل:«من كام يوم كانت عربيتى عطلانه مني قرب الدائري وشوفت عربيتين بنفس المواصفات اللي نزلت في الأخبار على النت بس ما كانش عليهم نمرة والله أنا لسة شايف الخبر امبارح بالليل وقولت لما النهار يطلع آجي أبلغ يمكن تعرفوا توصلولها.»


بلال:«يعني مفيش أي معلومة تانية تعرفها غير دي؟»


الرجل:« لا والله يا باشا أنا جيت أعرفكم إنهم كانوا ماشيين ناحية الدائري وربنا إن شاء الله يردهالكم بالسلامة.»


مصطفى:« إحنا متشكرين لحضرتك تقدر تتفضل.»


بلال بنفاذ صبر:« أنا حاسس إننا بندور على إبرة في كوم قش أنا حاسس  إني متكتف وعاجز مراتي مخطوفة ومش قادر أوصلها يا ترى يا هدى عاملة إيه دلوقتي ربنا يستر يا رب احميها وحافظلي عليها أنا استودعتها عندك يا رب.»


في حجرة هدى داخل الاستراحة كانت هدى تشعر بالفزع الشديد من اقتراب تلك النساء منها وكادت أن تصرخ لولا ظهور فهد أمام الغرفة.


فهد بحدة:« انتم بتعملوا إيه هنا وإيه اللي دخلكم الأوضة دي أصلاً؟»


نوسة بتوتر:«ولا حاجة يا اخويا انت بعد ما مشيت انت والرجالة كنت بلم السفرة وفجأة سمعت صوت طالع من هنا خوفت يكون في حرامي ولا حاجة فكلمت خالاتي وربنا يباركلهم ما كدبوش خبر وجم على طول.»


فهد بحدة أكتر:« وازاي دخلتم هنا وأنا قافل الباب؟»


نوسة:« والله يا فهد المفتاح كان في الباب.» 


أحد النساء:«هو في إيه يا فهد يا ابني هو إحنا غلطنا إننا كنا عاوزين نطمن ونشوف مين الغريب اللي دخل بيتك.» 


فهد بحدة أكتر:« كان ممكن تنده لراجل من الرجالة اللي بره أهو مفيش أكتر منهم ده لو الكلام اللي بتقوله صح.»


سيدة أخرى:«طيب إهدى بس يا فهد يا ابني وفهمنا مين البنت دي وبتعمل إيه هنا؟»


فهد بصراخ:« محدش ليه دعوة بيها بقولكم إيه الشويتين اللي عملتوهم دول مش هيخيلوا عليا شغل الحريم بتاعكم ده ما يمشيش معايا أنا عاوز أعرف الحقيقة دلوقتي حالا وبدون كدب عشان ما تشوفوش مني وش تاني.»


شعرت هدى بخوفهم من فهد فأرادت أن تنقذ الموقف حتى لا يتم أذية أحد بسببها. 


هدى بتوتر:« إيه دا يا فهد ما حصلش حاجة لكل ده أنا كنت رايحة الحمام فرجلي اتخبطت في الكرسي وانت عارف بقا خبطة الشتاء بتوجع قد إيه فغصب عني صوت أصل انت ما تعرفش أنا قطى جمل بمعنى إن أي حاجة صغيرة تحصلي بالنسبالي  هي مصيبة كبيرة وأنا بقا يا سيدي فضلت أعيييييط وأعيييييط والحمد لله إنهم لحقوني وطلعوا يشوفوني قبل ما صابع رجلي يجراله حاجة أصلك ما تعرفش هو غالي عندي قد إيه أصل أنا بحبه أوي.»


فهد:« هو مين ده؟»


هدى ببراءة:«صابع رجلي يا فهد ما تصحصح معايا كده اومال.»


ابتسم فهد على أسلوبها وهو يعلم جيداً أنها تداري فعلتهم ولكنه سرعان ما نزع هذه الإبتسامة وحل محلها العبوس مرة أخرى.


فهد:« طيب لو ده اللي حصل فخلاص أنا هعديها بس ممنوع تطلعوا الأوضة دي تاني مفهوم ويلا اتفضلوا كل واحدة على بيتها.»


ذهبت النساء مسرعات خائفات من بطش فهد بينما ظلت نوسة واقفة مكانها تنظر لهدى بحقد وغل فهي حتى الآن لم تستطع أن تصدق كيف استطاعت تلك الفتاة السيطرة على فهد  بهذا الشكل فقد هدأ في لحظة واحدة بعد كلامها معه وكأنها أطلقت عليه سحر أو تعويذة بعد أن كان الشرار يتطاير من عينيه وتوعدت لها في داخلها وأصرت على الإنتقام منها ولم يشفع لها أنها دافعت عنها ومن معها منذ قليل أمام فهد ولولاها لكان فهد بطش بها هي وتلك النساء.


نوسة بغل:«فهد مين البنت دي وبتعمل إيه هنا؟»


فهد:«وانتي من إمتى بتتدخلي في اللي ما لكيش فيه يانوسة؟»


نوسة بحدة:« لا أتدخل وأتدخل انت ابن عمي ولازم أطمن عليم مش يمكن البنت دي وراها مصيبة.؟» 


فهد:«لا اطمني مفيش وراها غير كل خير واتفضلي يلا من هنا قبل ما ينفذ صبري وترجعي تزعلي مني.»


نوسة من بين أسنانها:«بقا كدا يا فهد ماشي بس ابقى خليك فاكر إنك فضلت الغريبة على بنت عمك اللي من لحمك ودمك.»


ثم تركتهم وهي لا تنوي خيراً أبداً لتلك المسكينة.


هدى:» انت ليه بتعاملها كده يا فهد حرام عليك أحرجتها أوي ما كانش ينفع تكلمها كده قدامي.»


فهد بخبث:«واللي انتي عملتيه بقا هو اللي صح؟»


هدى بتوتر:«وهو أنا عملت إيه إن شاء الله؟»


فهد بإبتسامة:« الحوار اللي عملتيه من شوية عشان ما تخلينيش أتعصب عليهم وأبهدلهم أنا عديته بمزاجي على فكرة ها يابتاعة صباع رجلي وقطى جمل هههههه.»


هدى وهي تفرك يديها:« هو انت فقستني؟ ده أنا طلعت خيبة أوي وأنا اللي كنت فاكرة إني ناصحة.»


فهد:«انتي بس اللي طيبة زيادة عن اللزوم ما تعرفيش اللوع عشان كده أنا فقستك يا قطة والحمد لله إني رجعت في الوقت المناسب وإلا كانوا أكلوكي يا ست البنات هههههههه.»


هدى:« هو إحنا ممكن نتكلم جد شوية بقا.» 


فهد:«نتكلم يا ست البنات ما نتكلمش ليه يعني اتفضلي قولي كل اللي انتي عاوزاه.»


هدى بتردد:«فهد انت نفذت كلامك وخطفتني على حسب كلامك عشان عاوز تتجوزني بس أنا دلوقتي مينفعش نتجوز وحتى لو كنت لسة مخطوبة بس بردو مينفعش لأن أنا عمري ما كان في قلبي مشاعر من ناحيتك غير مشاعر أخوة وصداقة ومش ذنبي إنك فهمت معاملتي غلط واتكون في قلبك مشاعر حب يا فهد أنا عاوزة أروح بيتنا عاوزة أرجع لأهلي وأعيش حياتي اللي بحبها عاوزة أرجع لبلال، بلال اللي قلبي مدقش غير ليه أرجوك يا فهد وحياتي عندك سيبني أمشي من هنا وصدقني محدش هيعرف إنك انت اللي خطفتني.»


فهد:« الله إسمي طالع من بين شفايفك زي الموسيقى لحن جميل بيخليني في دنيا تانية يا ست البنات.»


هدى بدهشة:« انت عبيط يا ابني شوف أنا بتكلم في إيه وانت بتكلمني في إيه يا بابا بقولك عاوزة أمشي من هنا اللي انت بتعمله ده مفيش منه فايدة.»


فهد:« بصي بقى يا ست البنات بلال بتاعك ده أنا هعرف ازاي أخليه يطلقك وبعدها أنا هكتب عليكى ولو ما رضيش وفضل مصمم إنه ما يطلقكيش  آخره معايا رصاصة بملاليم ونقرأ عليه الفاتحة وساعتها بردو هتبقي ليا إيه قولك بقا؟»


هدى بحدة:«والله يا فهد لو أذيت بلال ما هعيش في الدنيا دي لحظة واحدة وعمر ما إسمي هيتكتب على إسمك وساعتها هيبقى ذنبي في رقبتك وعمري ما هسامحك أبداً.»


فهد بحزن:« انتي ليه مش عاوزة تحسي بيا ليه مش عاوزة تديني فرصة وتقربي مني مش يمكن تحبيني زي ما أنا بعشقك.»


هدى بشفقة على حاله:« يا فهد انت إنسان قلبك أبيض وطيب وأكيد تستاهل حد أحسن مني بس أكيد مش أنا أنا بجد مينفعش أبقى ليك قلبي مش ملكي عشان أديهولك أرجوك سيبني أمشي من هنا بالله عليك سيبني.»


فهد بحدة:«لا يعني لا مش هتمشي من هنا وخلص الكلام وهتبقي ليا حتى لو غصب عنك فاهمة يا قطة.»


ثم تركها وأغلق عليها باب الحجرة وذهب إلى عمله وهو يشعر بأحزان العالم أجمع تعصر في قلبه.


في منزل هدى كانت فاطمة والدتها طريحة الفراش موصول بيدها أحد المحاليل ليقوم بتغذيتها بعد امتناعها عن الأكل والذي أدى إلى تدهور صحتها بسبب حزنها على فراق ابنتها وكانت ابنتها الكبرى ميادة تجلس إلى جوارها تحاول إطعامها ولكنها ترفض بشدة تناول أي شيء. 


ميادة ببكاء:« يا ماما عشان خاطري كلي أي حاجة صحتك بقت ضعيفة أوي وكدا ممكن يجرالك حاجة.» 


فاطمة ببكاء وضعف:« آكل ازاي وبنتي ضي عيني بعيدة عني مش عارفة اذا كانت بتاكل ولا لا عايشة ولا فارقت دنيتنا.


ميادة:« يا ماما كفاية بالله عليكي إن شاء الله هترجع وهتكون بخير وبعدين مش انتي دايما اللي كنتي بتقوليلنا تفائلوا بالخير تجدوه ليه بقا دلوقتي بتفترضي السيء تفتكري هدى لو شافتك كده هتبقى مبسوطة قومي يا حبيبتي عشان خاطري لا عشان خاطر هدى حبيبتك قومي كلي ولو حاجة بسيطة بس.»


فاطمة ببكاء:«يا قلب أمها زي ما يكون قلبها  كان حاسس إنها هتتخطف قالتلي يا ماما بكرا أتخطف وتزعلوا عليا اه لو تعرف قهرة قلبي عليها اه يا بنتي وحشتيني يا فرحة عمري اه يا بنتي يا حرقة قلبي عليكي.» 


ميادة ببكاء:« بس يا ماما وحياتك كفاية كده ما تقلقنيش عليكي أكتر من كده أنا مش مستحملة أشوفك كدا والنبي.»


بعد لحظات دخل حماده إلى الحجرة ووجد حالة من الحزن هي المسيطرة على زوجته وابنته فتنهد بحزن ثم ذهب باتجاه زوجته وأمسك يديها بين راحة يديه.


حماده:«إيه يا رفيقة عمري هتفضلي كدا عاملة إضراب عن الأكل؟»


فاطمة بضعف:«مش قادرة أبلع لقمة في جوفي وبنتي ما أعرفش عنها حاجة ازاي لقمة تتبلع بأي نفس يا حماده؟»


حماده بحزن:«انتي كده ممكن تروحي فيها ولما هدى ترجع بالسلامة هتحملنا ذنبك ومش هتسامحنا يرضيكي يعني نتحرم منك وبعدين فين إيمانك بربنا يا بطة خليكي قوية بربنا وقومي كلي عشان كلنا محتاجينك إحنا مالناش قيمة من غيرك يا ست الستات.»


استعدلت فاطمة على الفراش بمساعدة زوجها وقامت ابنتها ميادة باطعامها وبعد أن أنهت طعامها تحدثت إليها مياده برقة وحنان.


ميادة:«ألف هنا ياست الكل أنا هقوم أغسل الأطباق وأجيبلك كوباية لبن تقويكي لأنك بقيتي ضعيفة أوي يا ماما.»


فاطمة بضعف:« ما تجيبيش حاجة كفاية كدا ممكن بس تسيبوني شوية لوحدي عاوزة أنام شوية وأرتاح.»


حماده:«نامي يا روحي وأنا هقعد هنا قصادك على الكرسي ومش هقلقك خالص بس أنا ما أقدرش أسيبك لوحدك.» 


استسلمت فاطمة دون نقاش ووافقته على طلبه ثم أغمضت عيناها واحتل عقلها ذكرى لهدى.


فاطمة:« يا هدى... بت يا هدى.»


هدى:« أيوة يا ماما نعم يا حبيبتي عاوزة حاجة؟»


فاطمة:« معلش يا حبيبتي ادخلي إغسلي المواعين اللي جوه أصل دراعي واجعني شوية ومش قادرة أغسلهم وما تقلقيش هم شوية أطباق صغيرين يعني مش حاجة كتيرة يعني.»


هدى:« استر يا رب انتي لما بتقولي كده وبدخل أغسلهم بلاقيكي بتيجي ورايا وتطلعيلي مواعين ما اعرفش منين وكأن في بوابة سحرية في المطبخ مخبية وراها المواعين اللي عاوزة تتغسل ومش عارفة ليه حاسة إني هدخل دلوقتي ألاقي جبل أُحد في الحوض.»


فاطمة:«بقا كدا يا حيوانة مش انتي اللي لما بقولك اغسلي المواعين اللي في الحوض تروحي تغسلي اللي في الحوض بس وتسيبي اللي موجود على البوتاجاز أو على الرخامة أعملك إيه يعني مش المفروض تدوري على الحاجة اللي مش نضيفة وتغسليها بس أقول إيه ما انتي فاشلة في شغل البيت.»


هدى:«الله يا ماما بنفذ كلامك اللي  انتي بتقوليه انتى بتقولى اغسلي اللي في الحوض ما قولتيش أغسل حاجة تانية وأنا واحدة بحب أنفذ الكلام بالضبط.»


فاطمة:« لا فالحة يا بت يلا اتجري وروحي إغسلي كل المواعين اللي في المطبخ ودوري كويس عشان لو لاقيت حاجة لسة موجودة من غير غسيل هعلقك من قفاكي أديني قولت أهو.»


فاقت فاطمة من هذه الذكرى وهي تبكي بشدة.


حماده:«إيه يا فاطمة إهدي شوية يا حبيبتي بلاش تعملي في نفسك كده عشان خاطري.»


فاطمة ببكاء:«وحشتني أوي يا حماده قلبي محروق أوي على فراقها.» 


حماده:« اطمني بإذن الله هترجع أنا قلبي حاسس إنها هترجع.» 


فاطمة:«يا رب..... يا رب يفرح قلبي برجوعها.»


في منزل نوسة كانت تجلس في حجرتها حزينة شاردة في حالها وحال قلبها الذي يتمزق من عدم قدرته للوصول إلى فهد وفي أثناء شرودها دخلت والدتها وجلست بجوارها. 


سعدية والدة نوسة:« مالك يا بنتي فيكي إيه قاعدة حزينة كدا ليه؟»


نوسة بحزن:«مفيش يا ماما ما تقلقيش عليا أنا كويسة اطمني.»


سعدية:« كويسة من أنهي ناحية بالظبط وانتي قاعدة عاملة زي الواحدة اللي جوزها طلقها وقاعدة شايلة الهم ما تقوليلي يا بنتي فيكي إيه طمنيني عليكي وبلاش توجعي قلبي عليكي بالشكل ده هو فهد ابن عمك عملك حاجة زعلتك؟»


نوسة بحزن ودموع:« فهد... فهد ده سيد الرجالة ياما عمره ما زعلني ولا كسر بخاطري.»


سعدية:«طيب أومال في إيه بقا ولا يعني عشان لسه ما طلبش إيدك رسمي يا بنتي كله بأمر الله.»


نوسه بتهكم:«يتقدملي رسمي إن شاء الله يا ماما.»


سعدية بقلق:« هو في حاجة أنا ما اعرفهاش يا بنتي انتي كده قلقتيني؟»


نوسة:«ولا حاجة ياما معلش والنبي سيبيني شوية عاوزة أقعد لوحدي محتاجة أفكر مع نفسي شوية وأشوف حياتي هتمشي ازاي؟»


سعدية:« أنا مش عاوزة أضغط عليكي يا بنتي بس أنا موجودة وقت ما تحبي تفضفضي تعالي صدرى مفتوحلك يا ضنايا.»


ثم تركتها وخرجت ظلت نوسة جالسة تفكر كيف تتخلص من هدى وتجعل فهد يراها كحبيبة وليست ابنة عمه فقط ولكنها ملت من كثرة التفكير ثم أمسكت هاتفها لتلهي نفسها قليلا من التفكير وبعد مدة ليست بقليلة رأت منشور على الفيس تمت مشاركته من خلال أحد الاعضاء الموجودين بجروب تشترك به وكان هذا المنشور يخص هدى وحينما رأته ابتسمت بخبث وقد أعماها حقدها على هدى وغيرتها الشديدة على فهد.


نوسة بخبث:« هو ده اللي هيخلصني منك للأبد وبكده فهد هيرجعلي ويبقى من نصيبي وانتي ما يبقاش ليكي وجود في حياتنا بقا خليني أرتاح منك.»


ثم قامت بالاتصال على الرقم المدون على المنشور وبعد لحظات قام صاحب الرقم بالرد عليها. 


الشخص:« الو السلام عليكم مين معايا؟»


نوسه:«مع حضرتك واحدة ما تعرفهاش بس عندي معلومات عن هدى يمكن تفيدكم هو حضرتك تقرب لها إيه؟» 


الشخص:«أنا المقدم مصطفى جوز أختها.»


نوسة بخوف قليلا:«هو حضرتك ظابط؟»


مصطفى:« أيوه هو في إعتراض حضرتك لو عندك معلومة تفيدنا اتفضلي قولي بس عرفيني انتي مين الأول؟»


نوسة:«حضرتك مش مهم تعرف أنا مين اللي يهمك المعلومة اللي عندي.»


مصطفى:« وأنا إيه يضمنلي إن انتي مش واحدة بتستظرف؟»


نوسة:«والله أنا هقولك اللي عندي وحضرتك حر تصدق أو ما تصدقش دي حاجة ترجعلك.»


مصطفى:« اتفضلي قولي اللي عندك.» 


نوسة:« في مزرعة بعد الدائري أنا كنت معدية من قدامها من كام يوم بعربيتي وشوفت واحدة هناك وكانت بنفس المواصفات اللي في الصورة اللي انت منزلها .»


مصطفى بلهفة:«انتي متأكدة إنها نفس المواصفات طب كانت بتعمل إيه كويسة يعني ولا حد بيأذيها حضرتك شوفتي إيه بالظبط أرجوكي اتكلمي.»


نوسة:«يا مصطفى باشا أنا لمحتها وكان واقف معاها راجل بس شكلها مش بيقول مخطوفة ولا حاجة.» 


مصطفى بحدة:« قصدك إيه؟»


نوسة بخبث:« شوف انت بقا واحدة واقفة بتضحك وتهزر هتبقى مخطوفة يعني يلا ربنا يستر على ولايانا ثم أغلقت الهاتف سريعا.»


مصطفى:« الو الو اه يا بنت ال..... وحياة أمي لأجيبك وأعرفك مقامك وازاي تتكلمي على أسيادك كده.»


            الفصل السادس عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close