أخر الاخبار

رواية نفق الجحيم الجزء الثاني2 الفصل السابع والعشرون والثامن والعشرون بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني2 الفصل السابع والعشرون والثامن والعشرون 

بقلم ريناد يوسف

صفوت سمع جملة ممدوح اللي قالها وانضرب بالغضب، وقوام رفع ايده ونزل بيها على وش ممدوح بكف خلاه كتم الصوت، ووقف مصدوم من رد فعل ابوه اللي أول مره يضربه، 

وبعد دقايق من الصدمه نزل من فوق كيف الإعصار على تحت، وهو فطريقه شاف ربيعه قاعده جار ستها عديله فأوضتها وعتوكلها وتضحك معاها، وقف شويه قبالها وهو عيراقب كل حركه منها، ومع كل حركه قلبه يحكيله لو مخدتهاش هطربق الدنيا على راسك وهوقف وهموتك وهنهي حياتك.

ومع تهديد قلبه ليه طلع على بره من غير كلام ولا حديت وهو شايط من الغضب وشيطانه عيسوله ألف حاجه وحاجه تتعمل مليهاش اي علاقه بالدين ولا بالعقل ولا بالمنطق، وكل اللي شايفه صح في اللحظه داي هو إن ربيعه بت عمه لازمن توبقي ليه بأي تمن وبأي حال.


أما صفوت فبعد مانزل ممدوح ولده نزل وراه طوالي وفضل يدور على كرار لغاية مالقاه في الجنينه قاعد مع ابو دراع، فراح عليه والغضب متجلى على ملامحه وعلى خطوات رجليه، ووقف قباله وقاله:

ممدوح مصمم يتجوز ربيعه ياكرار ولما رفضت هددني إنه هيعمل فيها كيف ماانت عيملت فأمها عشان ياخدها. 

كرار وقف على حيله وبغضب مماثل رد عليه:

إيه الحديت ديه ياصفوت، إتهبل ولدك ولا ايه؟

صفوت:

كنه إكده ياخوي، الواد بت شام مخلياه مضيع عقله عالاخر ومعيعقلش اي حاجه يقولها.

رد عليه كرار وهو باصص بعيد:

الحديت ديه مهينفعشي ياصفوت، وولدك لو عيمل إكده معناها بت الحرام داي لبست فينا ومش هتطلع من زورنا، اني هتصرف وفي خلال يومين تلاته هكون عاطيها لواحد من الشغالين حداي عالمعدات، يكون غلبان ويتيم وياخدها ويتقلع بيها بعيد عننا.

سكت صفوت بعد حديت كرار، لكن الدور في الكلام جه عاللي قام وقف وسطهم وزمجر كيف اسد حد داسله على طرف، ورد عليهم وقالهم:

بالك إنت وهو اللي عتقولوه ديه كله تبلوه وتشربوا ميته.. لا ممدوح هيقدر يعمل حاجه فربيعه ولا انت ياكرار هتجوزها في السن ديه وترميها رمية الكلاب لواحد واد كلب مليهش اساس عشان تخلص منيها، 


ربيعه فحمايتي وعمر ماحد هيقدر يغصوبها على شي من اللي عتقولوا عليه، ولو خايفين من ممدوح اني هعرف مااوقفه عند حده، لكن العيله الصغيره داي اللي لساها مافتحت ولا وعيت عالدنيا واللي كدها لساها عتتنطط وتلعب وتجري وماشافت من الدنيا شي، ماحد هيكسرها ولا يكسر صباها واصل.


رد عليه كرار بعصبيه:

ابو دراع الا الموضوع ديه، الاااا ديه سامعني، ربيعه اني الوحيد اللي ليا كلمه فموضوع جوازها واني اللي اقول تتجوز مين ومتتجوزش مين.

ابو دراع: بأمارة إيه، وعلى اي اساس عاطي لروحك السلطه داي ياكرار؟ دا اللي يشوفك عتحكي بنفخة صدر إكده يقول إنك ابوها.. إنت مش متبري منها عايز تتحكم فيها بأمارة ايه وبأي حق؟!

كرار:

بالحق اللي إنت اديتهوني ياابو دراع وكت ماجبرتني اكتبها بأسمي، بالك إنت لو كانت قعدت على إكده من غير اسم ولا نسب مكنتش بصيت عليها حتى، وجايز كنت طلقت امها وبعتها بيها لبيت اهلها، لكنها اتكتبت بأسمي وشالته، وديه خلاها حبيسة بيتي هي وامها وتحت سلطتي، عشان إسمي مأسيبهوشي للفواجر يمرمغوه هو وشرفي في الارض.


خلص كلامه كرار وسمع ضحكة استهزاء عاليه من أبو دراع، ولما فهم معناها ويقصد بيها أيه نكس عيونه للارض بخزي ومقدرش يرفعهم تاني، لأنه خابر زين إن ابو دراع يقصد شوقيه بضحكته داي، ضحكته اللي شقت قلب كرار شق وداست على وجعه.. وفوراً إتحرك من قدام ابو دراع اللي عايره في الاول معايره غير مباشره بضحكه، وأكيد بعدها هتوبقى بالحديت، وهو فى غنى عن سماع أي كلمه بخصوص الموضوع ديه اللي عيدفن فيه بقالو سنين معيندفنش.

ولما اتحرك من جار صفوت وابو دراع دخل بوشه عالبيت، ووقف قصاد أوضة سته عديله وشاف ربيعه قاعده جارها وعتسرحلها فشعرها، فدخل عليهم ووقف قدامهم وشفايفه اتحركوا عشان يفش غلبه فربيعه من وجع الراس اللي جايله بسببها، لكنه اتوقف عن الكلام لما سته عديله بصتله وبضعف قالتله:

مالك ياواد حوريه واقف ليه كيف الديك الحراجي اللي مستني يفط عاللي قدامه ويتعارك معاه، مين عملك حاجه عشان جاي نافش ريشك إكده؟

اتنهد كرار بغلب ومردش عليها وبص بعيد وهي كملت:

هدي هبابه ياواد حوريه الدنيا فانيه وإنت مهملها، إعمل لاخرتك عشان تلاقي حاجه تقابل بيها وجه كريم بدال ماتقابله بسواد الوش زي أمك.

أمك اللي سرقت مالك ومال اخواتك وعيال عمك وخلت بت العمده اشترتك بيه عبد وشغلتك بفلوسك وفلوس ابوك اجير.

كرار بعصبيه: ياستي قلتلك بزياداكي من الحديت ديه عاد، كام سنه دلوك من بعد موت أمي كل ماتشوفي وشي تقوليلي الكلمتين دول، وكام مره اقولك امي ماتت ومتجوزش عليها غير الرحمه، والتهم الباطله اللي عترميها بيها داي هتترد عليكي انتي، هي فدار الحق دلوك وإنتي فدار الباطل خافي ربنا اللي قربتي تروحيله، وخافي لما يوقفك قصادها ويسألك عن كلامك ديه!

ردت عليه عديله بإصرار:

والله ياولدي اني ماعقول غير الحق واللي ربنا شاهد عليه كيف ماني شاهده عليه، ولو على قولة الميت متجوزش عليه غير الرحمه، فأقولك الحق اني مقادراشي اترحم عاللي خربت حياة الكل فحياتها وحتي بعد مماتها..

 خربتك إنت فلاول وخلتك طلعت واد فلتان بلا عقل، تتحكم في الضعيف وتظلمه وتطاطي وتتدلدل للعفي وتمشي تحت جزمته، وظلمت عيال عمك واخواتك لما حرمتهم من فلوسهم وخلتهم يشقوا شهور ليل نهار عالفاضي، فكرك ربنا هيسيبها على ديه كله؟ 

له والله ديه بحق كل نقطة عرق حد فيهم نزلها بتعب في عز الشموس والحر والموت هتتحاسب.. داى حتى من جبروتها لأخر لحظه وهي باقيه على جحود قلبها وماطلبت السماح من حد ولا قرت بعملتها السوده، ولا خافت من اللي مستنيها.


كرار بعصبيه اكبررر:

يووووه مابزياداكي عاد ياستي، امي ماتت وخلاص بزينها بشينها ماتت، خلينا فروحنا وفى العايشين.. وبص لربيعه وقالها:

وانتي تقولى لأمك تجهزك عشان في خلال اليومين دول هجوزك.. خدي دول اعطيهملها وقوليلها تبعت عالبلانه وتجيبلك كام كفن تتجنزي بيهم وتجيبلك اللي عاوازاه.

خلص كلامه وطلع من جيبه فلوس رماها جارهم عالسرير وهملهم وطلع، وفات عديله وراه معارفاشي تنطوق من الصدمه، وزيها ربيعه اللي مش مستوعبه اللي قاله ابوها.

وبعد دقايق جات عليهم شام من الموطبخ، فالتنين بصولها وفحس واحد قالولها بإستنجاد:

الحقي نصيبه.

وبمجرد ماقالوا إكده وشام شافت الرعب على وشوشهم وفعيونهم الدنيا لفت بيها وضلمت فوشها وطاحت على الارض مغمى عليها من الفزع والخوف.

❈-❈-❈

أما حدا بيت عبد الصمد

بسيمه راحتلهم بعيالها عشان تزور اختها بشاير بعد ماولدت وتتطمن عليها، وبالمره يقعدوا اليومين الفاضلين على السبوع ويحضروه وبعدها يروحوا، 

وفضلت تخدم فبشاير وامها وابوها اليومين اللي قاعداهم دول، وشالت الحمل عن السيد فخدمة البيت وريحته هبابه، 

لكنها في المقابل تعبت واحد تاني، تعبت همام اللي خابره زين إنه معيقدرش يستغنى عنها ولا عيتحمل فراقها ليه كام ساعه على بعض، مش يومين بلياليهم، لكنها وقت ماتطلب إنها تروح لاهلها معيقدرشي يمنعها وعيكتم الشوق بين ضلوعه ويتحمله لاجل هي تكون مرتاحه ومبسوطه. 

قضت أول يوم والتاني وابتدت تجهز لسبوع اختها، وفي الاثناء داي باب البيت خبط، شيعت عيل من العيال يفتح، واتفاجئت بحس همام هو اللي عالباب، فقامت تستقبله؛ عشان ابوها والسيد في الغيط، وبمجرد دخوله وقفلته للباب شدها بدون مقدمات لحضنه وضمها عليه بلهفه وشوق كيف مايكون كان مضيعها ولقاها، وهي هملته ياخد الحضن لحد مايشبع النوبادي.. مرضيتش تقاطعه، ومتعرفش ايه السبب، يمكن عشان شافت كد ايه الشوق باين عليه وجايبه وراها من بلد لبلد، ولا يمكن هي كمان اشتاقتله، ولا يمكن حبت تعطي قلبها وروحها هدنه من الحرب معاه لدقايق؟! 

موقف غريب معرفتش تفسره بأيه، لكنها في النهايه استسلمت، وبعد دقايق بعدت عنه بالراحه وبصتله وقالتله بمنتهى الهدوء:

خش المندره حدش قاعد، هجيبلك لقمه تاكل تلاقيك مكلتش حاجه من الصبح وجاي علي لحم بطنك. 

قالتها وهمت تتحرك من قدامه، لكن مسكته لدراعها وقفتها، ولقته عيديرها عليه بالهداوه مره تانيه وعيقولها:

انتي خابره ياام عمران اني بشوفتك عزهد الزاد والميه، وعشبع وعرتوي لما اكون بقربك.. هملي الوكل للجعان وكل، ولو عايزاني اشبع صوح تعالى اقعدي جاري وشبعيني شوف فيكي، الا ورب الكعبه من ساعة مامشيتي واني حالي حال ومعارف اقعد على بعضي فموطرح، وحاسس إن حاجه كبيره قوي غايبالي. 


سمعت بسيمه كلامه، وبدون مقاومه دخلت معاه المندره، وقعدوا جار بعض، ولسه همام عيقرب منها عشان يفوزله بضمه تانيه تقضي عالباقي من الشوق اللي جواه، لكن قطع الوصال العيال لما دخلوا عليهم المندره كلهم وقعدوا حواليهم، وبقوا كيف العوازل اللي عيفرقوا الجماعات ويهدموا اللذات. 

 فاضطر همام للصبر، وقامت بسيمه تجيبله وكل مادام غذا روحه اتمنع بسبب العيال.. وطول ماعتحضرله في الوكل وهي سرحانه فالاحاسيس المتضاربه اللي عتحس بيها فوجود همام.. لا عتطيقه ولا عتقدر علي بعده، لا عتحبه ولا عتقدر تمنع روحها عنه، عمرها مابينتله إنها خايفه عليه ولا قالتله كلمه حلوة تبل الريق، ومع ذلك لو غاب بره زيادة عن ميعاد رجوعه عقلها يفضل يودي ويجيب وتسأل روحها ياترى عوق ليه وجراله إيه؟ وتقنع روحها بعد مايعاود إنه كان فضول مش اكتر!


❈-❈-❈

اما في بيت المقاول

فاقت شام وبعدها سمعت من عديله وربيعه اللي قاله كرار، وحست بنغزه فقلبها وديق في النفس خلاها وصلت لحافة الموت وهي عتقول لنفسها.. 

إن خلاص بتها ضاعت وكرار هيقضى عليها بذر وجدر لما يجوزها وهي في السن ديه، وكمان محدش يعرف هيجوزها لمين، ولو كان هيجوزها لحد من بره البيت فأكيد مصيرها بالنسبه لشام هيكون زي مصير اهلها، وهتتمنع من شوفتها ومن دخول البيت مره تانيه بحكم ويمين منه، 


وخصوصي إنه من زمان معايطيقش يشوفها قدامه، وكل ماكان يتطلع عليها الكره كان ينط من عنيه كيف مايكون عايز يحرقها حرق. 


واتمنت من كل قلبها إن اللي هيتجوزها يكون ممدوح، عالاقل عيحبها وهتكون تحت عينها وتضمن إنه مش هيتحكم عليهم بالفراق. 

لكن ربيعه كان ليها رأي تاني وحلم، أو خلينا نقول أحلام كانت عتنسجها فخيالها وعيشه حلوه يمكن تكون فى إنتظارها لما تتجوز بواحد من بره اسوار السجن ديه، واتمنت من كل قلبها إنه ميكونش ممدوح اللي هيتجوزها. 

وفضلت امنيتها قبال أمنية أمها، والحكم بين الامنيات هو النصيب اللي أكيد كاتب كل شي من قبل الاوان بأوان. 


أما عديله فمن منظر كرار وطريقة كلامه كانت متأكده إنه مناويش لربيعه على خير واصل، وإنه مش هيعطيها لواد اخوه لو انطبقت السما عالارض،

 ورجف قلبها من خوفة إنه يعطيها لحيالله حد يكون قليل اصل ويعذبها ويبهدلها، وخصوصي لما يعرف أن ابوها بايعها وليهاشي حد في الدنيا ولا سند يوقفله،

 وأكيد هيعملها لانها لا تهمه ولا يهمه راحتها من تعبها، فاتنهدت بغلب ومرضيتش تفشى خوفها قدام شام وربيعه؛ عشان مترعبش شام اكتر ماهي مرعوبه، ولا تطفى لمعة الفرحه بالحريه اللي وعيتها لمعت فعيون ربيعه العيله اللي متعرفش موصلحتها وين، ولا تعرف من الدنيا شي، عامله كيف العيل اللي لساه فبطن امه ومتولدش لسه ولا طلع للنور. 


❈-❈-❈


أما حدا حكيم في المعمل 

قاعد يباشر الشغل كيف عادته وشاف أبو دراع جاي عليه من بعيد، اتبسم وقفل الدفتر اللي قدامه وقام استقبله وسلم عليه وقعده وقعد جاره، وبعد السلامات والطيبات والسؤال على صحة شام وبتها وأبو دراع طمنه عليهم وقاله إنهم فأحسن حال.. 

دس ابو دراع ايده فجيبه وطلع قماشه اول ماحكيم شافها ابتسم وعرف اللي فيها، وقبل مايفتحها ابو دراع قدامه بادر حكيم بالكلام وقاله:

معاد كل سنه معتخلفهوش واصل! 

رد عليه ابو دراع وهو عيفتح الصره قدامه عشان ينكشفوا فيها غويشتين دهب وزاتونه ومدهاله:

وبأذن الله مش هخلف طول مافيا النفس طالع ونازل. 

حكيم وهو عياخد منه الصره ويرجع يقفلها تاني:

ماتقولي ياواكل ناسك الدهب ديه كله عتكنز فيه ليه دانت حتى ماراضي تتجوز ولا تشوفلك بت حلال تقاسمك نومتك وقومتك وتقضيلك طلباتك! 

أبو دراع:

الدهب لعازته ياشيخ وبعدين ديه امانه حداي وآن الاوان اقولك على صحابها؛ عشان لو جرتلي حاجه، الدهب ديه بتاع شام وبتها ربيعه، وحتتين الدهب اللي عجيبهملك كل سنه دول عيطلعولهم من مكسب غنماتهم اللي حداي.. وحكاله قصة الدهب من لاول للأخر، وحكيم كان يسمعه وهو متبسم ومعجب بأمانته وقلبه الطيب وجدعنته، وبعد ماسمعه للأخر ملامحه خدت وضع الجديه واتعدل في قعدته وقاله:

طيب انت تعرف إن الدهب ديه كله ياابودراع.. 

وقبل مايكمل كمل ابو دراع بداله وقاله:


عليه زكاه ياشيخ.. خابر وحاسبه وعطلعه كل سنه والله، اصل ربيعه وبتها ليهم حداي ١٥ راس غنم ودول راس مالهم كانت غنمه وحده، كبرتها وفضلت اربي من تحتها لغاية ماكملتهم ١٥ وبعدها بقيت ابيع من عيالهم واحوش الفلوس واجيبلهم كل سنه حتتين الدهب اللي عجيبهملك دول عشان تعينهم، واطلع زكاة الدهب منهم برضك، وحتى هما عطلعلهم زكا، واللي يفضل عخليه مصاريف لشام وربيعه اجيبلهم بيه اللي تشتهييه نفسهم من وكت للتاني.. او اللي عتشتهييه ربيعه عشان شام نفسها قنوعه معتشتهي شي. 


حكيم:

ويمكن مسدوده الله اعلم. 

أبو دراع: يمكن عاد الله اعلم على قولتك

كمل حكيم كلامه بجديه:

طيب وعتطلع تعبك من الفلوس على إكده ولا له؟ 

ابو دراع:

تعب ايه ياشيخ اللي اطلعه، داني لو اطول احطلهم من اللي حداي، بس عقول جحا اولى بلحم غنمه وهما غنماتهم ماشاء الله مكفيين وموفيين، واني ساعيهملهم محبه وجدعنه مش لغرض اني اكسب من وراهم حاجه لاسمح الله. 

حكيم اتطلع عليه جامد واتبسم وهز دماغه بإعجاب بيه، كل يوم عيزيد عن اليوم اللي قبله وإحترام كل مادا ويتضاعف.. وسأله بعدها بمزح

طيب مرديتش عليا فمسألة الجواز؟! 


أبو دراع:

معاوزش ومحاببش ولحالي احلالي، خدوا ايه اللي اتجوزوا يعني غير الهم والغم! 

حكيم:

مش هقولك عفه عشان وكت عفتك راح وعنفوان شبابك هدي وماانتاش بحاجه للي تعفك دلوك، الاصعب راح، لكن هقولك راحه ليك من التعب وونس 

ابو دراع:

والله ياشيخ لو عالعفه والعفوان واللي عتلمح ليه ديه فالواحد لغاية دلوك كيف واد العشرين مااختلف فيه شي، بس عشان الايمان شديد ربك عاصم عبده من الفتن، وصومي وصلاتي بنو بيني وبين الذنوب سور عالي،

 ولو عالخدمه عخدم روحي ومية فل واربعطاشر، ولو عالونس والله اللي عشوفه فبيت المقاول بين رجالتة وحريمهم مايطمن ولا يفتح النفس عالجيزه،والونس في الوحده احلى واريح. 


حكيم:

والله ياابو دراع الظاهر إنك عرفت طريق الراحه اللي محدش قدر يوصلها قبل منك، هنيالك بالرضى ويابختك براحة البال والقلب الخالي اللي لا عرف حب ولا لوعه يابوي.


ابتسمله أبو دراع وشرب شايه وهو عيرد عليه في سره.. إن قلبه اكتر قلب حب واتلاع وداق الحرمان، لكنه في الاخر رجع لصوابه وندم عاللي كان فيه، كيف مايكون كان مجنون لسنين وسنين وعاودله العقل والادراك مره تانيه. 


وبعد ما أبو دراع خد قعدته مع حكيم عاود للبيت، وهو معاود حاود على الدكانه وخد لربيعه منيه كل الحاجات اللي عتحبها من التسالي، وعاود عشان يفرحها بيهم ويخفف عنها القهر اللي شايفاه على يد أبوها. 

وأول ماعاود للبيت ووقف قدام الباب ونادم على ربيعه عشان تاخد منيه الحاجه اللي جايبهالها، لكن اللي طلعتله بدالها شام، اللي بمجرد ماطلعت ووقف قدامه قالتله بإستنجاد كيف الغريق اللي شاف طوق نجاته:


أبو دراع الحقني، انت حسيت باللي كرار عايز يعمله فربيعه، كرار عايز يجوزها وهي في السن ديه، طب تعرفش هيجوزها لمين، قالش قدامك حاجه يعني؟ 

رد عليها ابو دراع بنبره هاديه عشان يطمنها:

تخافيش ياشام حدش هيقدر يقرب نواحي ربيعه بأذي طول ماني عايش على وش الدنيا. 


شام:

ربنا يديم حسك في الدنيا يارب ويخليك ليها، اوعاك تفرط فيها ولا تهملها لكرار يابودراع، ربيعه داي بتك إنت مش بت كرار، العيل للي ربي مش للي خلف، وإنت اللي ربيت وحرست وراعيت،ربيعه لو ليها اب فأبوها انت. 

ابو دراع سمع كلام شام واتهز قلبه من إحساس الابوه اللي شام خلته يحس بيه بكلامها، وخصوصي وهو واعي ربيعه طالعه من باب البيت كيف فراشه صغيره اتربت على يده وهو اكتر واحد خابر زين إيه اللي عيفرحها وايه اللي عيزعلها.. 


ولقى نفسه عيرد علي شام ويقولها:


فعيوني ربيعه ياام ربيعه، وسبق وقولتلك متخافيش واني موجود. 

خلص كلامه معاها ومد الكيس اللي فيه التسالي لربيعه وهي أول ماشافته جات عليه جري، وخدت منه الكيس وحضنته بفرحه وجريت بيه عالبيت عشان تدسه؛ احسن اخواتها الرزلين ياخدوهم منها ومرت ابوها تقلب خلقتها كيف ماعتعمل بس تشوف حاجه معاها من اللي عيجيبهالها ابو دراع من وكل او لبس او اي شي، 

وعتستخسر فيها حتى الحاجه اللي عتاجيها من باب الله. 


وبعد مادست الكيس فأوضة ستها طلعت تاني للجنينه وفضلت تبروم حوالين اشجار المانجا العاليه وهي مش لاقيالها صرفه عشان تطلع فوق الشجر زي زمان وتجيب المانجا اللي تعجبها، بعد ماابو دراع وحتى امها حرجوا عليها متركبش شجر تاني من ياجي سنتين وشويه ودلوك عتضطر انها تستنى حد من عيال عمامها الصغيرين ياجي يطلعلها الشجر ويجيبلها اللي عاوزاه، أو عمها ابو دراع يجيبهولها بالمحجام، وبصراحه سواء إكده أو إكده معتحسش بنفس اللذه اللي كانت عتحس بيها وكت ماكانت تركب الشجره بنفسها وتقطف اللي نفسها فيه بيدها..، وعشان إكده من وكت للتاني تسرقلها مره تلاقي فيها الجنينه فاضيه ومحدش واصل قاعد وتطلع عالشجر وتقطف اللي نفسها فيه وتنزل قوام قبل ماحد يشوفها، والمرات داي معتتكررش غير كل فين وين. 


أما أبو دراع لما شاف حيرتها خد محجامه وراح عليها، وابتدا يقطعلها المانجا اللي تشاور عليها وهى تنقي من الارض وتاكل، 


وأبو دراع من وقت للتاني يبصلها يلاقيها سرحانه ومتبسمه مع روحها، فيستغرب عشان من وسط الهم اللي هي فيه عتتبسم كيف ماتكون ماحاساش بالنصيبه اللي ابوها رايح يعملها فيها! 


❈-❈-❈


اما حدا عديله فأوضتها

قاعده لحالها بعد ماشام وربيعه هملوها وطلعوا، فدخلت عليها عدويه كيف كل يوم وقعدت جارها وبمحبه سألتها:

كيفك النهارده وكيف صحتك ياغاليه ياام الغالي، عايزه حاجه اعملهالك ياحبيبه؟ 


عديله:

لا يابتي معاوزاشي حاجه عاوزه سلامتك، بتي شامه وبت بتي ربيعه مخلينيش عايزه ايوتها حاجه، ربنا يبارك فيهم ومايحرمني منهم يارب 

عدويه:

آمين يارب، بصراحه يابختك بيهم يامرت عمي، دا الواحد بته اللي من دمه معتشيلهوش في كبره وتوبقي تحت رجليه إكده، بصراحه الواحد نفسه فحد يحبه كيف ماشام وبتها عيحبوكي. 


عديله ردت عليها وهي عتخمس فوشها:

الله اكبر من عنيكي هتحسديني عليهم ولا تحسديهملي ياك؟ 

عدويه بضحكه:

لا والله ياخاله اني معحسدش اني عغير بس. 

وسرحت بعدها وقالت لنفسها:

اهم هما دول اللي يستاهلوا لو الواحد معاه مال قارون يهملهولهم عن طيب خاطر. 

وفاقت من سرحانها على حس خالتها عديله وهي عتقولها:

سلام ومعروف وعيالهم عاملين ايه؟ معادش حد منيهم عيهوب إهنه ولا يسأل علي ولا كأن ليهم ست، اخص عليهم وعلى ربايتهم الظبطه. 

ردت عليها عدويه مدافعه عن عيالها:


الدنيا تلاهي يامرت عمي، وهما كتر خيرهم برضك، طب داني اللي معاهم في البيت معشوفهمش غير تخاطيف. 

عديله بتنهيده: هيييه، يلا الله يعينهم على حالهم وعاللي هما فيه

عدويه:

الا قوليلي ياخاله ايه تم فموضوع ربيعه وممدوح، الا سمعت سلام ومعروف عيحكوا فيه قبل مااجي، وعيقولوا إنه هدد ابوه لما مرضيش يجوزه ربيعه إنه هيعمل فيها كيف ماكرار عيمل في شام عشان يرضوا يجوزهاله. 

عديله سمعت إكده ورفعت اديها وقالت بوووه بحسها كله، وشام اللي كانت داخله عليهم بكبايتين ينسون وقفت موطرحها والصينيه وقعت منها عالارض وضريت علي صدرها بصدمه وهي عتتخيل إن ربيعه يصير معاها نفس اللي صار فيها، 


ولقت روحها عتجرى على بره من غير وعي، ومسحت الجنينه بعيونها فثواني، وفضلت تدور فيها على ربيعه لغاية مالقيتها قاعده تحت شجرة مانجا ومكومه جارها المانجا وعتاكل فيها وملهيه، وابو دراع لساه عيقطف ويجيبلها فجريت عليها ومسكتها من يدها وجرتها عالبيت قدام عيون ابو دراع اللي كان واقف مستغرب من اللي عيملته ديه، 


أما الاستغراب الاكبر فكان من نصيب شام اللي سايبه روحها لامها تكركر فيها على البيت ولا قايلالها فيه ايه.. وبمجرد دخولها بيها اوضة ستها عديله، قفلت الباب وقدام عدويه وعديله قالتلها:


اسمعيني زين يابنيتي، فيه ديب مسعور طلع في البيت ديه يشبه ابوكي في الطبع النجس وهيعمل فيكي اللي سبق وإتعمل فيا، وعشان إكده يابتي انتي مهتطلعيش ولا تعتبي بره باب الأوضه داي الا ورجلى علي رجلك وكتفي بكتفك، حتى فخدمة البيت متبعديش عني انتي سامعه ولا له. 

ربيعه بخوف:

ليه يمه فيه ايه لكل ديه؟ 

عديله: ربيعه انتي تسمعي الكلام وبس متسأليش. 

ربيعه: له لازمن اسأل واستفسر واعرف ليه عايزه تحبسيني اكتر من الحبسه اللي اني فيها، داني ناقص اتحط فقبر ويتقفل عليا عاد! 

شام وعديله فنفس واحد:

الشر بره وبعيد. 

ربيعه: طيب ماتفهموني وتريحوني. 

ردت عليها عدويه بدالهم هما التنين عشان توفر عليها الحيره اللي هي فيها:


اني اقولك ليه امك عتعمل إكده ياربيعه، امك عتعمل إكده عشان خايفه عليكي، ممدوح واد عمك اتحلف يعمل فيكي اللي ابوكي عيمله فأمك واللي انتي اكيد عارفاه زين عشان يرضوا يجوزوكي ليه. 


ربيعه ردت عليهم بإستنكار:

يعمل فيا ايه؟ ماعشان فوضى هي ولا عشان اني ميته ومهعرفش ادافع عن حالي، طب داني اقطع لحمه نساير نساير لو بس فكر يهوب ناحيتي، وبعدين ممدوح ميعملهاش ديه تلاقيه عيهدد تهديد بس. 

عديله:

متراهنيش على حد من نسل العيله داي ولا من سكان البيت ديه عشان العرق دساس ياربيعه والناس معتتضمنش،

 وديه عمه كرار، يعني الخوانه والكهن عيمشوا فدمه حتي لو مش باينين دلوك، واقولك شي كمان، 

انه لولا ماهو واقف لكل شباب البيت ومفهمهم انك تخصيه كان زمانهم كلهم عيتكالبو عليكي دلوك، وكل واحد عيفكر ينهش من لحمك ايه وياكله، وخصوصي مع جمالك ديه والعيون كلها عتاكل وتشرب فيكي بس من تحت لتحت. 


ربيعه: اني يهمنيش كل اللي عتقولوه ديه، اني اعرف ادافع عن روحي ومخليش حد يهوب ناحيتي وخلاص، وحبسه مش هتحبس. 

شام بإصرار:

له هتتحبسي ياربيعه ومهاتفارقينيشي من إهنه ورايح وكلمه زياده اني النوبادي اللي همد يدي عليكي واضربك لأول مره فعمري. 

قالت كلامها وطلعت من جارهم علي الجنينه دورت فيها علي كرار ملقتهوش، وعرفت من ابو دراع إنه في المندره فشيعتله ولد عزت الصغير ينادمه، وأول ماتاق من بوابه الجنينه جريت عليه وبقهر قالتله:

انت هتخلي واد اخوك يعمل فبتك كيف ماانت وهمام والسيد عملتوا فيا؟ 

هتقدم بتك لحمك ودمك لواد اخوك يدبحها كيف مادبحتوني؟ 

إنت مش هتستحرم ولا تخاف من ربك واصللل، هتقعد لاخر العمر إكده الجفا محاوط قلبك وعامي بصرك وبصيرتك؟ متجوزهاله بالذوق وبالعافيه بدال مايكسرها وياخدها غصب. 


رد عليها كرار بغل:

اول هام داي لا بتي ولا من لحمي، تاني هام مين اللي قالك إني راضي إن ممدوح يعمل حاجه زي داي، اني ماارضاش لواد اخوي يتورط الورطه اللي اني اتورطتها واصل، ماارضالوش إنه ياخد بت حرام ويعطيها اسمه ويجيب منها عياله..وجواز من بتك مهيجوزش. 


شام بقهر:

والله العظيم وحق من انزل القرآن ربيعه بتك ومن صلبك ولحمك ودمك، وستي عديله شاهده وامك كمان شاهده بس كتمت شهادة الحق وماتت بيها، واني مش هسامحها وهتقف قدامي يوم الموقف العظيم، ولو بينها وبين الجنه سماحي واللله مااسامحها ولا اخليها تشم ريح الجنه شممم

كرار بغضب:

لمي روحك واتحدتي عن امي زين، وبعدين سماح مين ياام السماح انتي، بس روحي توبي عن ذنوبك فلاول وبعدها اوبقي اتحدتي عن الجنه والنار والسماح.. والبت مش بتي لو جبتيلي الدنيا كلها شهود.


شام: ولا عمري كان ليا ذنوب ولا عملت اللي يغضب ربنا، حتي لما جيت علي بيت الشياطين معرفتش ابقى زيهم ولا اتطبع بطبعهم.. اني قلتلك اللي حداي ياكرار، البت بتك برضاك او غصب عنك، 

ولو كنت سكت على عملتك فيا زمان وانحنيتلك وسبتك تظلم فيا كيف ماشئت واتحملت وصبرت، فاني عميلت ديه كله عشان ابوي فالاول، وعشان بتي فالاخر، بتي اللي ضيعت عمري عشانها ومش هخلي حد يقرب نواحيها ولا يمس شعره وحده منها واني عايشه عالدنيا وعشم هوا ربنا.. الا بتي ياكرار سامع.. الا بتتتتي. 


كرار لاول مره يشوف شام بالجراءه داي ويشوفها بالغضب ديه ويشوف ملامحها واخده الوضع ديه والشراسه زايداها جمال.. فسرح فيها لثواني وبعدها سألها:

وعايزه ايه انتي دلوك يعني؟ 

شام بحزم:

تطلقني ياكرار وتهملني اخد بتي واروح لأهلي واريحك مني ومنها ومن همها وبزيادانا لحد إهنه.. دا المساجين عيطلعوهم بعد مايقضوا مدة حبسهم، وإحنا كفايه علينا اللي شوفناه قوي ياكرار، إتحبسنا سنين طويله ومن غير ذنب ولا سيه، ارحمنا خلي ربنا يرحمك.

نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل الثامن والعشرون


كرار

انتي عتقولي ايه ياشام؟ 

شام: عقول اللي سمعته ياكرار.. انت محرمنى على روحك من سنين وبتي معترفشي بيها، وليناشي ايوتها عازه عندك، يوبقي تهملنا نشوفوا حالنا بعيد عنك وترتاح مننا وتريحنا. 

وكملت بنبرة صوت مترجيه:

الله يخليك توافق، وغلاوة المرحومه امك عليك لتوافق.. اني مطالباشي منك شي واعر، اني طالبه إنك تخلص مننا عشان خابره زين إنك عتكرهنى اني وبتي. 

سكت كرار شويه وفضل باصصلها وسرحان في ملامحها بتفكير، وقبل مايرد عليها ردت اللي كانت واقفه ورا شام وسامعه كل شي من البدايه من بعد مادخل كرار من بوابة الجنينه، وعشان كان تايه في جمال شام منتبهلهاش، وديه خلى نارها من شام شعلت بزياده وقالت بكل النار اللي فيها:

ديه كلام مهتلقيهش ديه، وحتى لو طلعتي واطلقتي وغورتي فداهيه تاخدك مع ان ديه على موتي يوحصول او على موت ناس تانيه.. قالتها وبصت لكرار بتهديد وبعدها كملت.. بتك هتفضل إهنه مهتتحركش ولا تروح لموطرح ولا هتفارق البيت ديه وهتعيش وتندفن فيه، وهتلخد موطرحك في كل شي.

خلصت كلامها مع شام ووجهت الكلام لكرار:

وانت تعالى وراي عايزاك. 

قالتها واتحركت وكرار فضل ثواني واقف في موطرحه مراقبها بعيون عتشع كره وهي ماشيه، وبعدها راح وراها مغلوب على امره كيف العاده.. أما شام فقعدت موطرحها على الارض وضمت رجليها وسندت دماغها عليهم بتعب بعد ماتوكدت من اللي قالته شوقيه إنها مش هتسمحلها لا هي ولا بتها إنهم يغادروا البيت ديه غير وهما أموات.. وغصب عنها نزلت دموعها وجاتلها نوبة الكحه اللي عتاجيلها خلتها بقت تلقف النفس لقف، وعلى حس كحتها العاليه طلع ابو دراع من بيته وراحلها، ووقف فوق راسها وبصلها بشفقه وهو واعيها مخنوقه بالدموع والسعله اللي حسها يقشعر البدن، وقالها بحنيته المعهوده:

هوني على روحك ياأم ربيعه، عامله فروحك إكده ليه مفيش حاجه تستاهل زعلك ديه كله. 

ردت عليه ربيعه بقهر:

بتي تستاهل ياابو دراع.. بتي اللي فنيت شبابي ودفنته بين حيطان السجن ديه عشان خاطر عيونها تستاهل. 


-طيب اني مش سبق وقولتلك تخافيشي عليها ومادامها في حمايتي حدش يقدر يعملها حاجه، ولا حتى كرار ابوها. 

شام بصتله فعيونه وقالتله:

ولا حتى ممدوح؟ 

رد عليها وهو عيأكدهالها بعنيه وبكل ذره فكيانه:

ولا حتى ممدوح.. ورحمة ابوي ياشام ممدوح ماهيقرب نواحيها ولا هيمس شعره منها طول ماني عايش وعتنفس هوا ربنا، اني بلغني الكلام الخايب اللي قاله، وديه كلام في الهوا فلحظة غضب ميأثرش.. وحتى لو اني غفلت مش ربيعه اللي يتعمل معاها إكده.. ربيعه مش شام.. ربيعه غيير.. حتى بصي وشوفي بعينك وانتي تتوكدى من صدق كلامي.. قالها وضحك وهو عيشاورلها بعيونه على مكان في الجنينه وهي تبعت عيونه مكان ماشاور وشافت ربيعه واقفه فيه وقبالها ممدوح وواضح انهم عيتخانقوا من طريقة ربيعه في الكلام وتشويحها بأديها في الهوا، وبعدها ميلت عالارض ومسكت فرع شجر عفي ورفعته في الهوا قبال ممدوح وفضلت تلوح بيه وتتقدم على ممدوح وهو يتراجع لورا وبرضوا مستمر في الكلام، لكن مع وضعها وكرها ناحيته مستمر في الفر حتى لو عيمثل عكس ديه. 


سكتت شام عن البكا وهديت انفاسها هبابه وهي مراقبه بتها وجسارتها، وطيف ابتسامه لاحت على وشها وهي واعيه قدامها بسيمه بالظبط، فحركتها وطريقة كلامها وطريقة رد فعلها على موقف مماثل، وهمست لنفسها بإشتياق:

تفرق الناس مهما تفرق بس الدم عيحن والعرق جباد!

أما ابو دراع فهمس لروحه وهو واعي ربيعه واقفه قدام ممدوح وعتهاوش فيه بدون خوف كيف قطه عتعارك اسد:

براوه عليكي يابنيتي.. والله وكبرتي وطلعتلك ضوافر وخربشتي علي حالك يامفعوصه.. وقال امك خايفه عليكي قال! 

دانتي يتخاف منك مش عليكي. 


قامت شام دخلت البيت وهي مطمنه بعد ماشافت بتها كيف عتحارب ممدوح بكل قوتها ومخلياه قدامها كيف الكتكوت المبلول وابو دراع كمان راح على غنماته قعد جارهم بس عينه على ربيعه من بعيد لبعيد مغفلتش. 


أما حدا ربيعه وممدوح فى بداية الخناقه

ممدوح شاف ربيعه طالعه من البيت وكان معاود من حدا واد سلام الكبير منتصر، فجرى عليها واعترض طريقها، وبدون مقدمات قالها وهو عينهج:

ابوي وابوكي عايزين يفرقونا ياربيعه ومراضيينش بجوازنا. 

ردت عليه ربيعه بإستنكار ونبرة غضب:

ومالك عتقولها إكده كيف مااكون عاشقاك فى الضلمه وملوعنى الهوى، ماشالله عنهم ماوافقوا، اني نفسي مموافقاشي اتجوزك لو الكل وافق. 

رد عليها ممدوح بغضب:

كلام ايه اللي عتقوليه ديه ياربيعه، كيف يعني مموافقاشي تتجوزيني؟ 

ربيعه بعصبيه:

قولت اللي سمعته ماممدوح، ولو إنت اخر راجل في الدنيا اني مهتجوزكش. 

ممدوح رد عليها وهو جازز على سنانه:

واني هتجوزك ياربيعه وغصب عنك وعن الكل، ولو مكانش بالذوق يوبقى بالعافيه، بالحيله، بالمكر، بالوجع.. اهم حاجه إني اتجوزك ومتكونيش لحد غيري. 


ربيعه رفعت يدها قدامه وقالتله بتحذير:

إسسمع ياد انت، اوعاك تقول عليا صغيره وضعيفه ومعرفشي ادافع عن حالي ولا اوقفك عن حدك، لا وكتاب الله المجيد داني اقطع لحمك نساير نساير وارميك للغربان تاكلك. 

خلصت كلامها ووطت عالأرض مسكت فرع شجر كان واقع عالارض ورفعته في الهوا وهجمت بيه على ممدوح وهى عتقوله:

اني لا شام ولا انت كرار عشان يكون فمعلومك، وحتى لو انت كرار تاني اني مش شام، ولا هتلاقوا زي شام تاني، والله ياممدوح اخلص منك حتى تار أمي لو حاولت تعمل حاجه شينه معاي ولا تكرر نفس غلطة عمك.. اللى عمله عمك وعطوله امي عشانه لو عيملته إنت مش هتاخد عليه غير ندم على عمرك. 

كانت تتكلم وتقرب على ممدوح وهو يبعد عنها ويحاول يقطع كلامها ويتفاهم معاها لكنه رافضه اي تفاهم، وفي النهايه رمته بالفرع ومشت من قدامه وهو ماشي وراها بالخطوه السريعه وعيحاول يتفاهم معاها ويخليها تسمعه، لكن ربيعه كانت لا حياة لمن ينادي، ودخلت البيت وبوشها على اوضة ستها عديله، وفعدت جارها هبابه تفليها وتسرحلها فشعرها وتدلكلها رجليها، وطول الوكت عديله شارده وسرحانه ومش مع ربيعه خالص، ومها كلمتها عترد عليها بها وهااا وربيعه تعيد من تاني اللي جرا بينعا وبين ممدوح، ولأول مره تحكى حاجه ومتلقاش الاهتمام الكامل من ستها عديله. 


أما شام فبعد مادخلت البيت راحت عالموطبخ تكمل شغلها اللي فيه، ولقيت بدور وورده وحده عتغسل والتانيه عتغربل غله، فعلقت هى كيلة فريك تسلقها من الغله بالمره مستغله وجود الغله تحت.. وحطت الحله عالكانون وابتدت تقيد عليها بالحطب، وكل ديه وبدور عتاكلها بعنيها وهي شايفاها بمجرد ماولعت النار خدودها كيف مايكون فيهم بارود فوراً اشتعل لما شم النار واتفجر الحمار عليهم مزين بياضها كيف حتتين مرمر سقطوا فى وسط الجليد. 

وفضلت إكده باصه عليها وتغل من الجمال اللي خدته كله لحالها، وتتعجب عليها وكيف إنها كامله مكمله من مجاميعه ومفيش فيها عيب ولا غلطه من أول راسها لحد كعوب رجليها كيف مايكون اللي اتقطع من حريم البيت من جمال اتوصل فيها هي لحالها! 

أما شام فبعد مده من متابعة النار والشرود وهي باصصه للهب اللى عيتمايل قدامها، سندت خدها على يدها وغفيت قصاد الكانون غصب عنها.. مفاقتش غير على يد عتهبشها من كتفها ولما فتحت وبصت حواليها بفزع شافت ربيعه وهي عتبعد النار عنها وتسكها جوا الكانون، وبعدها بصت لبدور وقالتلها بغيظ:

قاعده تبصي وتبحلقي بعنيكي وشايفه النار سارحه عليها لما قربت تمسك فخلجاتها وساكته وعتتفرجي، مستنيه تشوفيها وهي عتتحرق قدامك ولا ايه، مش هتبطلوا الكهن اللي عيجري فدمكم ديه واصل.. مفيش حد فيكم يطلع زين ويتقى ربنا هبابه؟ 

خلصت كلامها وبصت لامها اللي لقتها باصه عالجمر اللي في الكانون والدموع متجمعه فعنيها وفاتحه خشمها بصدمه كيف ماتكون شايفه قدامها حاجه غريبه.. فقربت عليها ربيعه وقعدت جارها وضمت راسها على صدرها وهي عتقولها:

مالك ياغاليه ليه مضروعه إكده، مجراشي حاجه واني لحقت النار قبل ماتوصل لتوبك تخافيشي، بس امانه عليكي توبقي تاخدي بالك وانتي قاعده قدام الكانون، ومتتكليش على حد من ناس البيت ديه واصل، دول لو شافوا النار لاحمه فيكي مهيطفوكيشي. 

خلصت كلامها وبصت لبدور اللي قامت وخدت غسيلها اللي غسلته عشان تنشره، وبعدها تحصل ورده اللي خلصت غربيل الغله وراحت اوضتها ترتاح.. وولا عبرت ربيعه ولا بصت عليها حتى، ولا كأن الكلام عليها من الاساس. 

أما شام فبعد دقايق وهي سانده راسها علي صدر ربيعه رفعت راسها وبصت لربيعه وبصوت مخنوق قالتلها:

خلاص مش هيوبقالنا حد في البيت ديه واصل ياربيعه، الصدر الحنين والحضن الدافي خلاص هيهملونا ويمشوا. 

خلصت كلامها وغمضت عيونها ونزلت منهم الدمعه اللي كانت عتلالي فيهم، وربيعه خدت ثواني عشان تستوعب، ولما استوعبت ضربت علي رجليها بصدمه وهمست لامها تسألها بحس مخنوق.. ستي عديله؟ 

ردت عليها شام بهزه من دماغها تاكدلها تخمينها، وفي اللحظه داي ربيعه حطت اديها التنين علي راسها وغمضت عيونها بوجع وصرخت برفض.. وبعدها قامت جريت علي ستها عديله وهي عتبكي وتشهق بوجع من نص قلبها، لانها ممكن تتخيل اي حاجه في الدنيا، الا عدم وجود ستها عديله فحياتها. 

أما شام ففضلت قدام الكانون تبكي وتندب حظها وتتوقع ايامها الجايه من غير ستها عديله هتكون كييف. 


اما ربيعه فدخلت الاوضه عند ستها، وشافتها نايمه على السرير ومستسلمه بملامحها الهاديه الحنونه، اترمت فوقها وهي عتبكي وتشهق.. وعديله قامت من النوم مفزوعه وزعقت فيها وقالتلها:


مالك ياقزينه فيكي ايه، ليه عتبكي إكده حد عملك حاجه.. ابوكي، مندوح.. انطوقي نشفتي دمي! 

ربيعه هزت دماغها برفض وهي عتضم دماغ ستها عديله عليها وتقولها بمحبه:

حدش عملي حاجه اني بس اتوحشتك في الهبابه اللي نعستي فيهم. 

ردت عليها عديله وهي عتبعد راسها عنها وتضربها بخفه على دراعها وقالتلها:

وحش يلهف مرت ابوكي شوقيه.. بقي يابارده تصحيني مفزوعه إكده عشان اتوحشتيني.. اخص عليكي داني حتي كنت مع جدك كارم وكنا قاعدين قعده حلوه قوي فموطرح حلو قوي قوي وردينا شباب وعنتسامروا ونضحكوا سوا، وتوفيق ونعيم ردوا عيال صغار وعيلعبوا حوالينا ويرمحوا ويضحكوا. 

ربيعه سمعت إكده واتوكدت مليون في الميه إن حلم امها هيتحقق كيف ماعتتحقق كلل احلامها وكأنها رؤيه ربنا عيوريها بيها اللي هيجرا، وكأنه اترفع عنها الحجاب وباتت تحس باللي هيجرا قبل أوانه، كيف مااتنبأت بموت ستها حوريه قبل ماتموت ومعدوش يومين وكانت الروح مفارقاها. 

أما عديله فغمضت عنيها مره تانيه وهي مبتسمه بسعادة، وهمست لربيعه:

اطلعي ياربيعه وهمليني هرجع انعس عشان اقعد مع جدك كارم هبابه كمان يمكن لما انعس القاه لسه مستنيني في الموطرح اللي كنا فيه.. وروحي لابو دراع قوليله بعد هبابه كلم ستي ضروري ضروري.. ولا اقولك خليه ياجيني دلوك اقوله عاللي عايزه اقولهوله، عشان انعس براحتي حدش يستعجلني في الصحيان. 


سكعت ربيعه كلام ستها عديله وطلعت، وراحت علي أمها في الموطبخ لاول، اترمت فحضنها وبكت بحرقه وهي عتقولها:

ستي ماشيه ومهملانا صوح يمه، ستي حلمت بالاموات يوبقى رايحالهم وسايبانا صوح.. اني لو ستي ماتت هموت وراها، اني عحبها قوي قوي واقدرشي اعيش من غيرها واصل. 

خلصت كلامها وشهقت بالبكا وشام كمان معاها، وبعدها قامت ربيعه ندهتلها ابو دراع.. اللي اول ماشاف منظر ربيعه ووشها اللي غادي كيف الدم اوحمر وهي جايه عليه من بعيد قلبه وقع فرجليه وعرف إن فيه مصيبه حسلت، فقام من موطرحه وقطع هو المسافيه الباقيه ناحيتها؛ عشان يقطع على عقله الاستنتاجات، وبمجرد ماوقف قدامها قبل مايسألها قالتله وهي عتشهق:

كلم ستي ياعم ابو دراع عاوزاك قوام. 

خلصت كلامها وجريت من قدامه وهو تبعها بخطوات سريعه وبخوف، واستني لما دخلت البيت وبعدها اذنتله بالدخول، وراحت علي اوضة ستها عديله وفتحتها وشاورتله يدخل.. وأول مادخل عديله ابتسمتله بوهن وقالتله:

تعالا يازينة الشباب وسيد الرجال..تعالا ياشيال الأمانه ونصير الضعيف.. قرب علي ياغالي ياواد الغاليين.. وبعدها بصت لربيعه وقالتلها.. وانتي ياحبة القلب اطلعي وهملينا لحالنا وردى الباب وراكي، واستني في الحوش بره وبس يطلع ابو دراع شيعيلي امك، وبس اخلص كلامي مع امك تعاليلي عايزاكي تنامي فباطي هبابه واشمك نفسي طالبه ضمتك يابت الحبيبه. 


يادوب خلصت كلامها وربيعه حطت يدها على خشمها وطلعت من الاوضه جري، وردت الباب وراها على امر ستها. 


أما ابو دراع فبمجرد مابص فوش عديله شاف عليها علامات الموت، فبلع ريقه بغصه وكتم وجعه فقلبه وبصلها بألم وهمسلها بحس يادوب طالع:

عايزه ايه ياستي أؤمريني واني خدامك. 

اتبسمتله عديله وبمحبه وحس نهجان كيف ماتكون كانت في سبق ردت عليه:

مايؤمرش عليك ظالم ياعيون ستك.. اني مش هطول عليك ياولدي بالحديت هما كلمتين ورد غطاهم.. 

عايزاك تكمل جميلك ياابو دراع وتصون امانتك اللي ربنا حطها فرقبتك للأخر ومتفرطش فيها. 

رد عليها ابو دراع فوراً:

الدهبات في الحفظ والصون ياستي وعيزيدوا مينقصوشي وانا مرسيكي على كل شي. 

عديله:

الأمانه مش الدهبات بس ياابو دراع.. الامانه شامله اصحاب الدهبات كمان.. شام وبتها امانتك اللي ربنا حطها فطريقك واللي لو انت مش كدها مكانش وقفك ليهم.. عايزاك تحافظ على ربيعه وتحميها من بطش ابوها وواد عمها وتحرسها منيهم، دول صنفهم نمرود ياولدي ومكارين كيف الديابه، وإن مكانش الواحد يحطلهم عنيه في نص راسه ياكلوه ويمرمشوا لحمه.. وشام غلبانه ومهبله كيف ماانت خابر، وربيعه عامله كيف لوزة القطن المقفله اللي لساها مافتحت، براها خضار وجواها بياض ولساها صغار ومهتعرفش تحرس روحها.. خلي بالك عليها ياولدي واعمل اي شي عشان تكف عنها الاذى. انت العفي اللي الكل عيخاف منك ومحدش عيقدر يوقفلك فى طريق ولا يكسرلك كلمه. 


خلصت كلامها وخدت نفس طويل، وبصت علي ابو دراع مستنيه منيه الرد، وبمجرد ماهزلها دماغه بالموافقه ورد عليها بإن شام وبتها هيفضلوا فعنيه وحمايته لاخر العمر، اتهدت براحه، وفضلت تدعيله هبابه، وبعدها قالتله يطلع ويشيعلها شام. 

وبالفعل طلع ابو دراع، وبص لربيعه اللي قاعده على الدكه وعيونها عتسح في الدموع، وقالها تشيع أمها لستها عديله، وطلع وهو حاسس بوجع فى قلبه على فراق احسن واحن وحده فبيت المقاول كلهم، واللي كانت البلسم اللي عيشفى جروح شام وربيعه من اللي عيجرا فيهم.. وطوالي راح عالمندره يرتبها ويجهزها للمعازي اللي مسألة ساعات او يومين بالكتير وهياجوا. 


أما عديله فودعت شام وشام ودعتها بالدموع والتحضان، ودعت لشام بصلاح الحال والراحه، وشام دعتلها بالمغفره والرحمه بس فسرها عشان متحسسهاش بقرب أجلها، مع إن كلامها وتصرفاتها عيقولوا إنها حاسه لحالها، وبعدها طلعت شام عشان تنهار في الحوش على القلب الحنين والضهر اللي فضل ساندها ١٨ سنه رغم ضعفه، واللي مش متقبله فكرة رحيله عنها واااصل ولا إن اليوم هتطلع شمسه وتغيب من غير ماتشوف ستها عديله وتقعد جارها وتسمع حسها ويتونسوا ببعض. 


وهملت عديله مع ربيعه، اللي حضنوا بعض وغمضوا عيونهم وكل وحده عتحاول تشبع من حضن التانيه على كد ماتشبع.. وقفلت الباب شام عليهم بعد ماشغلت الراديو علي إذاعة القرآن، لعله يهدي رهبة طلوع الروح من البدن لو كان اوانها آن. 


أما ربيعه ففضلت ضامه ستها لحضنها، وحاسه بانفساسها الدافيه على رقبتها، وبعد شويه انفاسها الدافيه اختفت، وابتدا دفوا جسم ستها عديله يروح شويه بشويه وهي فحضنها، ويتبدل لبروده، وبرغم صغر سن ربيعه الا انها حست إن هو ديه الموت، وإنه اتسحب كيف الهوا من غير ماتحس بيه وسرق روح ستها منها، وماتت عديله فحضن ربيعه صاحبة ال١٤ سنه، اللي رهبة الموقف ووجعه كان اكبر من سنها، ومع ذلك خاضته واتحملت إن روح ستها تطلع على صدرها. 


ومن اليوم ديه خلص عهد.. عشان يبتدي مع شام وبتها عهد جديد كلياً، ميعرفوش ايه اللي الدنيا مخبياهولهم فيه. 


واتنصب العزا، وبدأت المعزي تهل عالبيت، حريم بيت العمده، وعمات ابوها وبناتهم، والبيت بقى يعج بالحريم اللي كان بدهم يلطموا ويشيعوا جنازة عديله بمراسم الجاهليه، لكن ربيعه وقفتلهم بالمرصاد ومخلتش وحده تلطم لطمه على ستها عديله عشان ميعذبوهاش، ولا وحده تصرخ صرخه حتى، وكل اللي تحاول تخالف الكلام كانت تستلقى من ربيعه وحده.. وكانت داي اول جنازه صامته في تاريخ بيت المقاول وتاريخ المجتمع ديه وكتها وتاريخ الصعيد عموماً. 


وبعد ماخلصت الجنازه، فضى البيت على ربيعه وامها وبقى بارد وهِو كيف مايكون كل الدفى والونس وكل حاجه حلوة خدتها الجده عديله معاها وهي ماشيه.. 

    الفصل التاسع والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

لقراءة الجزء الاول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close