أخر الاخبار

رواية وفاء نادر الوجود الفصل العشرون 20 والاخير بقلم مورو مصطفى


رواية وفاء نادر الوجود
الفصل العشرون 20 والاخير
بقلم موروو مصطفى 



مرت الشهور والسنين و أصبح رائد يبلغ من العمر ٦ سنوات، كان يحمل شكل والده، وطباعه بين طباع أدهم ورائد فمنذ صغره كان مرح ذو شخصية ظاهره وقوية، و في ذات الوقت حنون لأقصى الدرجات، كان أدهم يعشقه ويأخذه معه إينما ذهب، أما أجداده الاربعه فدائما ما يتسارعون لتلبيه رغباته ودائما ما تحد مريم من دلعهم له كانت غرفته بجوار غرفه ابيه وأمه بينهم باب مغلق ظل أدهم ومريم مقيمون مع فريال وسيف الدين، اما سجي وماهر فبعد محاولات كثيرة لاقناعهم استقروا في ملحق بجوار الفيلا حتى يظلوا معهم دائما. 
اما مريم فأصبحت عاشقة لأدهم، كما أصبح هو أيضا عاشق لها فكانوا لايفترقون الا حينما يذهب أدهم في مهمة خاصة بعمله فقد أصبحت شركته من أشهر شركات الحراسات الخاصة في الشرق الأوسط وكان يعود من مهمته سريعاً ليجد مريم تنتظره كما تعود في الحديقه تجري الي أحضانه فور رؤيته وفورا يحملها ويذهب الي جناحهم والي عالمهم الخاص بهم. 

استيقظ أدهم من نومه على يد صغيره، وهو يصعد بجواره وينادي عليه بصوت يرتعش. 

- بابا اصحى يابابا بقى ماما في الحمام مش بترد عليا. 

انتفض أدهم من نومه فورا، وذهب سريعا الي الحمام وفتحه ودخل فوجد مريم ملقاه أرضاً ورأسها تنزف ففزع وصرخ بولده وهو يحملها. 

- رائد اجري بسرعة خبط على نانا فريال بسرعه يا رائد. 
- حاضر بابا. 

جري رائد الي غرفة جدته، وهو ينادي عليها ويضرب الباب بيده الصغيرة. 

- نانا فوفو نانا فوفو اصحى. نانا ماما وقعت في الحمام. 

استيقظت فريال وسيف الدين سريعاً، وخرجوا يركضون الي جناح أدهم، والذي كان قد حمل مريم ووضعها على الفراش ويحاول افاقتها، اقترب سيف الدين سريعاً منها وابعد أدهم. 

- استنى يا أدهم، واقترب سيف الدين وافاقها واخذ يكشف عليها جيدا ثم نظر لها وهو يتحدث بهدوء. 
مالك يا روما حصلك ايه ياقلب بابا؟ 
- أبداً يابابا كنت داخله الحمام فجاءة لقيت الدنيا كلها بتلف بيا، حاولت امسك في الحوض بس مالحقتش بس وبعدها محستش باي حاجة انا عندي صداع جامد قوي. 
- طيب دلوقتي عينك مزغلله او مدروخه او معدتك قالبه عليكي؟ 
- لا يابابا صداع بس ثم التفتت تنظر لأدهم الذي شحب وجهه، خوفاً عليها فأبتسمت له برقه. 
ماتقلقش حبيبي، انا كويسه والله هو صداع بس. 

ثم انتبهت ان رائد كان يحدثها، فنظرت حولها فوجدته يقف وهو يبكي فنادته. 

- رائد حبيبي، تعال ياقلب ماما انت، انا كويسه ياروحي ماتعيطش. 

اقترب رائد من والدته بهدوء وصعد على الفراش فأحتضنته لصدرها تقبل رأسه، وهمست في اذنه بعض الكلمات حتى تهدئ من بكاءه، وانتبهت لصوت أدهم وهو يسئل والده. 

- بابا ايه الاخبار طمني؟ 
- مافيش حاجة بس برضه لازم نطمن وكمان نعرف سبب الدوخه ايه لكن الجرح اللي في رأسها مافيش منه مشكلة ده صغير مش محتاج خياطة. 

هنا اقتربت فريال منها ونظرت لها وابتسمت. 

- قولي لي يا مريوم حاسه بأيه ياقلب مامي؟ 
- ابدا يامامي زي ماقلت لبابا انا بس مصدعه. 
- طيب مافيش اي حاجة حاسه بيها اليومين دول؟ 

هنا رد أدهم سريعاً. 

- يا ماما بقى لها يومين تلاته مش بتاكل كويس، وطول الوقت عايزه بس تاكل جبنة رومي، لما حسيتها قلبت فار وكمان بتدوخ كتير. 

ضحكت فريال بقوة، واقتربت تحتضنها وهي تبتسم. 

- انتي هبله يا مريم، عملتي اختبار حمل، متأخره عليكي. 

صعقت مريم وهي تضع يدها على فمها، وتنظر لأدهم. 

- أدهم انا حامل تقريبا باين كده ونظرت لفريال ياماما هي متأخره كده تقريبا ٣ اسابيع، بس انا ما أخدتش بالي خالص ومركزتش حضرتك عارفه اني باخد دواء. 
- هو انتي لسه بتاخديه مش قلتم كفاية؟ 
- اتفقت انا وأدهم اوقفه من الشهر الجاي. 
- سبحان الله يارب قوموا بينا نروح المستشفى نعمل التحاليل ونطمن يالا. 

وبالفعل ذهبوا الي المشفي جميعا، حتى ماهر وسجى وقامت فريال بعمل التحاليل لمريم والكشف عليها واكتشفوا انها حامل في شهر ونصف تقريبا، فرح أدهم كثيرا واحتضنها بقوه مقبلاً رأسها ويدها، وهو يضمها لصدره وأخذ رائد يقفز فرحاً عندما اخبروه ان والدته تحمل داخلها صبي او فتاه صغيره حمله أدهم ووضعه على ساقه فأحتضنته مريم ونظرت له. 

- رائد تحب النونو ايه ولد ولا بنت؟ 

اخذ رائد يفكر 🤔🤔🤔🤔 ثم نظر لهم وابتسم، وهو يصفق بيده. 

- عايز بنوته. 

ابتسم أدهم ونظر له بذهول. 

- معقول يا رائد عايز بنوته مش ولد يلعب معاك هز رائد رأسه وابتسم. 
- ايوة يابابا علشان ابقى زي رياض صاحبي في المدرسه، هو ليه اخت أصغر مننا لسه في كي جي وهو بيحبها قوي، وعلى طول بيروح لها وبياخد باله منها، وهي بتحبه قوي ولما حد بيزعلها رياض مش بيسكت انا عايز اخت صغنتوته كده اخد بالي منها، واحبها وهي كمان تحبني كده. 

احتضنته مريم بقوه وهي تقبله. 

- حبيب قلب ماما الحنون قول يارب، وربنا يقبل منك حبيبي. 
- انا ح افضل ادعي كل يوم كل يوم علشان تيجي بنوته، وكمان حضرتك تبقى كويسه. 
- ياروحي انت، وأخذت تقبله، وفجاءة شعرت بزمجرة صادرة من أدهم، فنظرت له فوجدت وجهه غاضب فخجلت وضحكت وهي ترتمي في احضانه، وهمست بتغيير من رائد يا أدهم. 

أمسك أدهم وجهها وهو ينظر لها بعشق يفوق الوصف. 

- انا بغير من بابا وماما، من الهدوم اللي بتلمسك، من نسمه الهوا اللي بتطير شعرك، مش عايزانى اغير من الزفت ده، عارفه لو شفتك حضناه كتير كده مش ح يحصل طيب. 

ضحكت مريم واحتضنته وهي تضع رأسها على صدره، وتحركها بخفه بحركه تجعله يشعر انه يطير في السماء وهمست:

- بحبك قوي أدهم، وبحب غيرتك المجنونة دي، بعشق كل همسه، كل لمسه، كل نظره، انت كل حياتي حبيبي. 

كان الاثنان في عالم أخر لا يشعرون بالاربعه الكبار الذين قاموا بأخذ رائد وخرجوا من الغرفه، تاركين اياهم في عالمهم الخاص، كانت مريم في أحضان أدهم وهو يضمها بقوه، ويضع رأسه علي رأسها حتى انتبهت مريم لعدم وجودهم فنظرت لأدهم. 

- أدهم ياخبر، دول خرجوا اوووووووووف شكلنا وحش قوي ضحك أدهم بقوه. 
- ياقلبي ولا يهمك، هما عارفين اننا في ملكوت تاني، يالا ياقلبي علشان نخرج خلينا نروح بيتنا علشان اعرف استفرد بالمزه بتاعتي على انفراد. 

ضحكت مريم وهي تقبله من وجنته بقوه. 

- يالا حبيبي بينا. 

خرج الاثنان وذهبوا الي مكتب فريال فوجدوهم جميعا يجلسون، ورائد معهم يلعب على موبيل جده، وعندما رأي والديه جري عليهم فحمله أدهم. 

- بابا نانا بتقول لسه بدري على اختي ماتيجي، ابتسم أدهم وهو يقبل جبين ولده. 
- اه حبيبي لسه تقريبا ٧ شهور. 
- يووووووووووه بابا ده لسه كتير قوي. 
- ح يعدوا بسرعه حبيب بابا وبعدها رفع أدهم نظره لهم وابتسم وهو يحمل ولده على يد واليد الأخرى يحتضن بها مريم مش يالا بينا ولا انتم ح تقعدوا رد ماهر سريعاً. 
- لا نقعد ايه النهاردة الجمعه يالا بينا، بقولكم ايه ماتيجوا نفطر في النادي، وبعدين نبقى نروح ايه رايكم؟ 

صرخ رائد سريعاً. 

- ايوه ايوه يالا يالا بليز نروح النادي. 

نظر أدهم الي مريم وهمس لها:

- قادرة حبيبتي ولا ياخدوا رائد هما ويروحوا، واحنا نروح. 
- لا حبيبي قادره خلينا نروح سوا كلنا. 

نهضوا جميعاً وذهبوا الي النادي، وتناولوا الإفطار وجلسوا حتى صلاه الجمعه، وبعدها انصرفوا عائدين الي منزلهم مره اخرى. 

مرت الأيام واصبحت مريم في شهرها الخامس، وكان حملها هذه المره مختلف تمام عن حمل رائد، فقد كانت في رائد هادئه ساكنه، ولكن هذه المره كانت مختلفه تماما فهي تاره تبكي، وتاره تضحك، احيانا تستكين في أحضان أدهم، وأحيانا لاتتحمل قربه، ولكن مازاد المأساة غيرتها فقد أصبحت تغار بشده، و كلما شعرت بالغيرة تبكي بإنهيار، فأصبح أدهم في حاله لا يرثي لها، ولكنه يتحمل من اجلها كل ماتفعله، فقد كانت تذهب معه للعمل وعندما تشعر ان هناك خطر عليه تلمع عيونها بالدموع، فيضحك أدهم ويجري يحتضنها حتى تهدئ حتى اتي يوماً كانت تشعر بتعب، فأصر أدهم على عدم ذهابها معه إلى العمل، وبالفعل جلست في المنزل ولكن فجاءة شعرت انها ترغب في الذهاب إلى زوجها فصعدت للأعلى وارتدت ثيابها وذهبت مع السائق الي الشركة، وصعدت الي مكتب زوجها وفتحت الباب وفوجئت بوجود مي خطيبته السابقه تقف أمامه وتقترب منه وهي ترتدي كعادتها ملابس فاضحه وهي تمسك يده وعلى وجهها ابتسامه، فشهقت مريم وانتبه أدهم فترك يد مي سريعاً واتجه لها. 

- اهلا حبيبتي جيتي ليه وانتي تعبانه؟ 

نظرت له مريم بحزن وعيون تترقرق بالدموع فشعر بها، واقترب محتضناً اياها، أمام مي بكل حب وهمس في اذنها. 

- حبيبتي اهدي ياقلبي هي جايه في شغل والله. 

ولكن احساس الأنثى لديها كان له احساس اخر، فنظرت له ومسحت وجهها في صدره بهدوء، ثم رفعت رأسها ونظرت له وهي تبتسم، ولكن شعر هو بنظره تأنيب له والتفتت بنظرها لمى التي كانت تنظر لها بتعالي. 

- اهلا مدام مي ولا اقول انسه مي؟ 

شعرت مي بأهانة مريم لها فنظرت لها وابتسمت بسخافه. 

- اهلا مدام مريم والله لا مدام ولا انسه. 

فضحكت مريم ونظرت لها. 

- دي فزوره؟ 
- لا ولا فزوره ولا حاجة، بس اتجوزت وانفصلت عادي يعني بألا اسيبك بقى يا أدهم، وزي ما اتفقنا ح اكلمك نتفق على الميعاد اللي ح نتقابل فيه مش ح اتأخر عليك. 

شعر أدهم بأن مي تريد أن تصل لمريم رسالة غير صحيحة فزفر بضيق، وقبل ان يتحدث نظرت مريم لمي ثم التفتت لأدهم واقتربت منه برقه وهمست:

- ميعاد ايه ده حبيبي؟ وقبل ان يتحدث أدهم ردت مي التي كان لديها رغبه في أن تثير حنق مريم، فضحكت باستفزاز واقتربت منهم. 
- أيه يا مدام مريم دي عدم ثقه في أدهم، ولا عدم ثقه في نفسك، وهنا انتفض أدهم ونظر لمى بغضب وصرخ بها. 
- انتي اتهبلتي يا مي ولا ايه، ازاي تكلمي مراتي بالشكل ده، عدم ثقه في مين انتي غبيه ولا ايه؟ اعتذري فورا والا قسما بالله ح تشوفي وش عمرك ماشفتيه . 

ابتسمت مي بقلق وحاولت التماسكَ

- انا برد على المدام يا أدهم لأنها بتسألك كأنها مش واثقه فيك أو قلقانه مني؟ 

نظرت مريم لأدهم نظره كلها لوم وعتاب، ولكنها التفتت لمى وهي تحتضن يد أدهم، وتقبل وجنته بحب. 

- يامدام ثقتي في أدهم تفوق الحد، وثقتي في نفسي كبيرة قوي، يكفي ان أدهم ساب كل الستات واختارني انا، اما بقى سؤالي رغم انه مايخصش حضرتك في حاجة، بس ح اقولك علشان بس تخدي بالك من كلامك، انا هنا دراع أدهم اليمين وبالتالي مافيش شغل بيحصل غير وانا معاه، وبالتالي لازم اعرف الميعاد علشان احدد يناسب ظروفنا ولا لا خصوصا يعني اننا عندنا ولد وكمان انا حامل زي ما انتي شايفه، والتفتت لأدهم ونظرت له وهي تبتسم ولكنه يعلم بوجعها، حبيبي انا ماشيه بقى انا كنت جايه اقولك اني رايحه المشوار اللي قلت لك عليه. 
- استنى حبيبتي انا جي معاكي. 
- لا ياروحي خليك علشان المدام تفهم ان ثقتي فيك مالهاش حدود. 
- لا ياروحي استنى واحتضنها بيده، ونظر لمي للأسف يا مدام مي كنت فاكر انك اتعدلتي بس للاسف يظهر اني اتخدعت فيكي عموما شرفتي وانستي، وللاسف طلبك مرفوض، عندك شركات حراسة كتير تقدر تأمن لك قريتك انا معنديش طلبك، 
- أدهم! فصرخ أدهم بها. 
- أدهم بيه يا مدام مي، وأعتقد من اول ما دخلتي قلت لك الكلمه دي انا مابرفعش الالقاب مع حد غريب، لكن يظهر انك مش بتفهمي بسهوله مع السلامه وانا ح أبلغ السيد الوالد بنفسي. 

ارتبكت مي ونظرت له. 

- خلاص يا أدهم قصدي يا أدهم بيه، انا ح أبلغ بابا شعر أدهم بأنها فعلت هذا دون علم والدها، وربما كان يرفض هذا فأقترب منها وهو ينظر لها شذرا. 
- انتي جيتي هنا من غير والدك مايعرف يعني مش زي ماقلتي لي انه طلبه ورجاء منه تمام قوي. 

وقام فورا أدهم برفع الهاتف والاتصال بوالدها الذي صعق مما حدث، وطلب محادثتها وبالفعل أعطاها أدهم الهاتف وظلت تستمع لأبيها ثم اغلقت الهاتف، والتفتت لأدهم الذي يحتضن زوجته. 

- انا اسفه لحضرتك أدهم بيه اسفة مدام مريم، وانصرفت سريعا من أمامهم وفور ان خرجت ابتعدت مريم عن احضانه ونظرت له ودموعها تسيل ثم خرجت من الغرفة سريعاً، وحاول أدهم ادراكها ولكن مفاجأة تحركها من أمامه سريعاً اربكته، فعاد لمكتبه اخذاً مفتاحه وهاتفه ونزل خلفها سريعاً فوجدها تحركت مع السائق سريعاً فحاول محادثتها ولكنها لم ترد عليه  فزفر بغضب وحادث البيت فعلم انها لم تذهب اليه فاستنتج فورا أين سيجدها فأتجه الي المقابر فوجدها تجلس على الاريكه الموضوعه امام قبر رائد وهي تبكي وتحدثه . 

- شايف يابابا صاحبك  شايف وجعني ازاي، شايف ازاي ماقدرش يحس ان الزفته دي كانت جايه ونيتها زفت زيها، ازاي ماحسش انها كانت جايه وعايزه تلعب عليه، وصمتت قليلاً وجاء ليتحرك لها فسمعها تكمل وهي تبكي لا ماتقوليش انه مش في دماغه لانه مش شايف غيري، هو مش بقى يحبني زي الاول، انا تعبانه قوي يابابي، انا عارفه اني تعبته في حملي ده بس انا غصب عني ثم مسحت دموعها بظهر يدها كطفله صغيره، انا زعلانه منه ومش ح اكلمه ومش ح اكلمك انت كمان علشان بدافع عنه ثم اخذت تبكي، فشعر أدهم بقرب انهيارها فجري عليها واحتضنها بقوه فصرخت خوفاً ولكنها همس في اذنها. 

- اهدي حبيبتي، ده انا كده يا روما كده تعملي فيا كده انا كنت ح اعمل اكتر من حادثه وانا سايق علشان الحقك كده ياروما تشكي في حبيبك. 

نظرت له ووجهها وانفها قد تحول لونهم للون الأحمر بشده من البكاء وأخذت تضربه على صدره بيدها الصغيرة. 

- علشان انت سمحت لها تكلم معاك كده وكمان تتريق عليا اوع سيبني بقى انا زعلانه منك ومنه، كمان علشان بيدافع عنك. 
- علشان هو عارف بحبك ازاي  ومش شايف غيرك، ولا كان فارق وجودها ادامي، روما حبيبتي لازم تعرفي ان مافيش حد في الدنيا يملي عيني غيرك، عيني مش شايفه غيرك ياروحي، وقلبي مابيدقش غير ليكي ياقلب حبيبك، كده تخضيني عليكي. 

فرفعت عيونها له برقه، ولازالت دموعها تتساقط برقه. 

- انا خايفة يادومي؟ 
- خايفة من ايه قلب دومي. 
- خايفه تزهق مني انا عارفه اني تعبتك الفتره دي معرفش ليه المره دي انا كده؟ انا نفسي زهقت مني. 

ضحك ادهم بقوة. 

- انتي تزهقي منك انتي حره لكن انا عمري ما ازهق انتي على قلبي زي العسل شفتي بقى كده من خضتي عليكي نسيت اسلم على رائد. 
- انا اسفة اني جيت هنا من غير ما اقولك. 
- حبيبتي ولا يهمك انا اول ما اتصلت في البيت وعرفت انك مروحتش، عرفت انك ح تيجي هنا ثم غمز لها بعينه ممكن بقى تقعدي لغاية ما اتكلم مع ابوكي شوية. 

نظرت له وهي تحرك رموشها برقه. 

- ح تشتكي له مني يا دومي. 

فضحك أدهم بقوه. 

- لا ياروحي كفاية انتي اشتكيت، انا بس ح اسلم عليه وحشني قوي، وبعدها اعملي حسابك ح نسيب رائد الصغير مع جدوده ونسافر احنا كام يوم وحدنا متفقين؟

ألقت مريم نفسها في احضانه. 

- متفقين حبيبي. 

جلس أدهم أمام ضريح رائد، واخذ يقرء ماتيسر من آيات الذكر الحكيم، وهو يبكي ثم مسح دموعه وهو ينظر له 

- وحشتني قوي يا رائد، لغاية دلوقتي لسه مش قادر اتحمل فراقك ياتؤامي، ربنا يجمعنا في الجنة حبيبي، وحشتني قوي ياصاحبي، لما ارجع من السفر ح اجيب رائد واجي لك لسه كان بيقولي امبارح بابا عايز أزور بابا رائد مع السلامه ياصاحبي، ثم همس لما اروح اخد المجنونة اللي جننتني دي والتفت لمريم ثم احتضنها وانصرفوا عائدين للمنزل وفور ان عادوا للمنزل وجد الكل قلقين على مريم فقص عليهم أدهم كل شئ ثم اخذ مريم وصعد لجناحهم وبعد فتره تحركوا سويا متجهين للشاليه الذي دائما ما يشهد علي مشاعر حبهم.

مرت الأيام وجاء يوم ولاده مريم التي استيقظت مبكراً للغاية تشعر بألم شديد أسفل ظهرها وشعر بها أدهم فوقف سريعاً مقترباً منها. 

- مالك حبيبتي حاسة بحاجة؟
- تعبانة يا أدهم في ألم جامد. 
- طيب ثواني اتصل بـ ماما. 

ولكن قبل أن يتحرك وجد المياة تغرق مريم وهي تصرخ فجري عليها، واجلسها سريعا، ثم وضع اسدالها عليها، وحملها وخرج سريعاً فقابل رجاء أمامه فصرخ بها.

- رجاء صحيهم وبلغيهم ان مريم بتولد صحي ماما بسرعه. 
- حاضر حاضر وقبل ان تصعد وجدت فريال تهبط سريعا. 
- أدهم استنى حبيبي انا سمعت صرختها طلعت جري، انا جاية معاك، وبابا ح يحصلنا رجاء بلغي سجي وماهر ولبسي رائد يالا بسرعه حبيبي. 

ذهب أدهم سريعا للمشفى وكانت فريال قد ابلغتهم بتحضير غرفه الولاده وبالفعل وصل أدهم ودخلوا سريعاً وهو يحملها وذهب للتعقيم حتى يظل بجوارها. 

بعد مرور الوقت كانت مريم قد انجبت فتاه جميله الملامح، صغيرة وجهها يحمل ابتسامه رقيقه، وفور ان خرجت مريم من غرفه الولاده وحملها أدهم ووضعها على الفراش وهو يقبل وجهها ويدها. 

- حمدلله على السلامه ياقلب أدهم، وجعتي قلبي بصي بقى اخر مره انا مش مستغني عنك كفاية قوي كده، انا كنت ح اموت عليكي وانتي بتصرخي كده وانا مش قادر اعملك حاجة. 
- الحمدلله حبيبي انا قمت اهو زي القرد. 

هنا دخل الجميع سيف الدين وماهر وسجى ومعهم رائد الذي جري على امه وأبيه. 

- ماما بابا فين النونو طلع ايه بنوته ولا ولد؟ 

نظر أدهم لولده وابتسم. 

- بنوته حبيبي زي ما دعيت. 

دخلت فريال تحمل الفتاه بين يدها واخذ الكل يحملها ويقبلها حتى رائد وبعدها اخذتها مريم وقبلتها ثم اعطتها لأدهم الذي غمز لها فضحكت وهبط لولده وهمس. 

- يالا يابطل. 
- يالا يابابا بسرعه قبل مانتقفش. 

وفي لمح البصر جري الاثنان سريعا للخارج وفور ان انتبه الجميع نظروا جميعا لمريم وضحكوا وفي نفس واحد صرخوا. 

- تاااااااااني. 

ضحكت مريم ونظرت لهم. 

- طبعا هو جديد عليكم ولعلمكم ده طلب رائد الصغير، قالوا بابا رائد لازم يشوف النونا اول ماتتولد زي ماشافني كده، 

دمعت عيون سجي وهي تنظر لمريم واقتربت منها تقبلها. 

- ربنا مايحرمنا منكم ياحبيبتي. 
- ولامنكم يا ماما. 

بعد قليل عاد أدهم وهو يحمل رائد، الذي يحمل اخته بين يديه بحذر، وكأنها كنز صغير وانزلهم أدهم على الفراش بجوار مريم التي حملت ابنتها، وهي تقبلها 

- شفتي بابا رائد ياقلب ماما، بكره تعرفيه وتحبيه، زي ماكلنا بنحبه الله يرحمك يا رائد. 

فأمن الجميع خلفها ثم نظرت لرائد. 

- ها يا رائد قررت تسمى اختك ايه حبيبي؟ 
- تاج ياماما. 

نظر الجميع له باستغراب وسأله أدهم. 

- ليه تاج يا رائد؟ 

- علشان تبقى أميرة في بيتنا، وكل أميرة لها تاج، يبقى نسميها تاج. 

احتضنته مريم بقوه  وقابلته وكذلك والده، الذي احتضن الثلاثه معا وهمس. 

- انتم الثلاثه تاج على راسي. 

وكالعاده أقيم سبوع تاج أدهم سيف الدين في منزل رائد، كما أقيم سبوع رائد به واحتفلوا جميعا حتى أن اخوات رائد نزلوا أيضا في اجازه بازواجهم واولادهم احتفالا بولاده تاج وكذلك شعرت مريم وأدهم بوجود روح رائد الكبير تحاوطهم بحب

                      تمت بحمد الله









                 






تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close