أخر الاخبار

رواية وفاء نادر الوجود الفصل التاسع عشر 19 بقلم مورو مصطفى

  


رواية وفاء نادر الوجود
الفصل التاسع عشر 19
بقلم مورو مصطفى



ومضى على حمل مريم ٤ أشهر واليوم كان موعد معرفتهم بنوعيه الجنين، وذهبوا الاثنان فقط الي فريال وطلبوا منها معرفة نوع الجنين وقامت بالكشف على مريم وعلمت انه ولد فسجد أدهم أرضاً، ونظر لأمه برجاء
- ماما مش عايز اي حد يعرف احنا الثلاثة بس ارجوكي ممكن؟ 
فنظرت له امه وابتسمت فهي تعلم ابنها جيدا وتعلم تفكيره، فربتت على كتفه. 
- ماتقلقش الا ه‍يسألني هاقول انك رافض حد يعرف ولا حتى انتم، فقبلها أدهم و مريم وانصرفوا فوجدت مريم انه يأخد اتجاه المدافن، فأبتسمت ووضعت يدها على يده
- رايح تقوله؟ فأبتسم أدهم
- اول واحد لازم يعرف ووصلوا الي المدافن وقاموا بقراءة الفاتحة والدعاء له وتركته مريم وجلست بعيداً حتى تترك له حرية التحدث مع رفيقه، وجلس أدهم أمامه وهو يبتسم ودموعه تهبط فاكر يا ابن الناس الطيبين اتفاقنا لو كل واحد جاب ولد يسميه بأسم التاني وعدتك ووفيت ورائد راجع لنا تاني، وعمر اسمك ما ه‍يتقطع من الدنيا ياحبيبي، واوعدك اجيبه لك اول ما يتولد، وه‍اعرفه عليك وه‍يحبك زي ما انا بحبك، وحشتني قوي ياتؤامي، يارفيق دربي، وصديق عمري، اشوفك في الجنة ياحبيبي، وقام أدهم يمسح دموعه وذهب وامسك يد حبيبته ونظر لها حبيبي مش عايزة تكلميه فابتسمت مريم
- كلمته طبعا وفرحته ه‍تصدقني لو قلت لك كأني حسيته بيهمس في ودني ويبارك لي وسمعته بيقول قولي لصاحبي قد الوعد فأبتسم أدهم واحتضنها، وخرج مودعا صديق عمره ورفيق دربه. 

                                   

ومضت الأيام وكانت مريم تذهب مع أدهم للعمل وتأتي لها سچي كثيرا بالطعام في الشركة، وعندما تعود إلى الفيلا تهتم فريال بها ويصعد بها أدهم للأعلى ويحاوطها دائما بحبه الذي أصبح ظاهراً للجميع بقوة، ومر الوقت على حملها واصبحت في أول التاسع وكان اليوم ذكرى ميلاد رائد، والكل مجتمع عند سچي و ماهر من الصباح الباكر ولاحظت سچي ان مريم وجهها متعب فنظرت لهم وابتسمت. 
- أدهم حبيبي خد مراتك وادخلوا أوضة البنات ارتاحوا فيها شكل مريم تعبان ومجهد، فأبتسم أدهم وهو يحتضن مريم وأوقفها ونظر لـ سچي و ماهر
- طول عمري بنام في أوضة رائد وده عمره ما ه‍يتغير احنا ه‍ندخل نرتاح جوه شوية فنظر له ماهر و سچي وابتسموا وعيونهم تلمع بالدموع ان أدهم مازال على عهده، وحبه لصديق عمره فحدثه ماهر بامتنان. 
- ادخلوا ياحبيبي ارتاحوا جوه ودخل أدهم وهو يسند مريم وفور دخولهم الغرفة وقف أدهم ينظر للغرفة ودموعه تترقرق في عينه، وهمس 
- وحشتني ياصاحبي الله يرحمك 

فأقتربت مريم منه وهي تهمس

- بابا وحشني يا أدهم كان نفسي يبقي معانا انا عندي احساس انه حاسس بينا وفرحان لنا حاسة بروحه حوالينا، ثم تأوهت ومالت للأمام فضمها أدهم بقوة
- حبيبتي في ايه؟ فأبتسمت له
- ابنك بيلعب ماتش كورة شكله طالع شقى لأبوه. فضحك أدهم بقوة وهو يريحها على الفراش
- أبوه غلبان والله لو شقى يبقى طالع لعمه، وضحكوا سوياً وهو يسند جسده على ضهر الفراش ويأخذها في أحضانه، وبعد قليل لم تعد مريم تتحمل الألم اكثر فتأوهت بصوت عالي وأخذت تتنفس بقوة وشعر أدهم بقوة ألمها فصرخ منادياً امه التي دخلت فورا ووراءها الكل
- في ايه يا أدهم؟ 
- مريم تعبانة قوي ياماما. فأقتربت فريال منها. 
وقبل ان تسأل وجدت الفراش يغرق بالمياه فصرخت في أدهم. 
- بسرعة يا أدهم مريم بتولد فأحتضنها أدهم وحملها بين يديه وتحرك بها وكان ابوه قد أبلغ المستشفى بالاستعداد، وهبطوا جميعا الي السيارة وركب ماهر و سچي سيارتهم وركب سيف الدين السيارة ومعه فريال، وأدهم في الخلف يحتضن زوجته محاولاََ تهدئتها
- اهدي حبيبي هانت خلاص، وكانت مريم تبكي بغزاره وتتألم. 
- مش قادرة يا أدهم الألم جامد قوي مش قادرة استحمل اااااااااااه ه‍اموت يا أدهم، فضمها بقوة مقبلاً رأسها
- هشششش اوعي تقولي كده، ه‍تبقى كويسة ياروحي علشان خاطري اجمدي كده فين الأسد بتاعي، فأبتسمت وسط دموعها. 
- ماتسبنيش يا أدهم خليك جانبي، ماتسبنيش وحدي حبيبي. 
- مش ه‍يحصل ياعمري ووصلوا للمستشفى وحملها أدهم ووجد تروللي ينتظرهم فوضعها عليه، وجروا جميعاً للداخل وفريال تصرخ بهم
- على أوضة العمليات فوراً فوقف أمامها أدهم
- ماما انا لازم اكون جانبها فنظرت له. 
- صعب حبيبي مش ه‍تستحمل استنانا هنا. 
- لا ياماما لا انا مش ه‍اسيبها، فتنهدت فريال
- تعال معايا بسرعة تتعقم ودخلوا وتركوا بالخارج ماهر و سچي و سيف الدين، والأثنان يحاولان تهدئة سچي وكان أدهم قد تعقم وارتدي زي العمليات ودخل مع أمه وهو يسمع صراخ مريم تنادي عليه فجري عليها ممسكاً يدها ويقبل رأسها
- انا جانبك ياروحي ايدي في ايدك اهو يالا حبيبي أبننا خلاص أعلن رغبته في وجوده وسطنا فتحدثت فريال الى مريم 
- يالا مريم ساعديني حبيبتي، يالا ابنك نازل بقوته وفجاء صرخت مريم بقوة، وفي لحظة استمعوا لبكاء الصغير بين يدي جدته التي كانت دموعها تتساقط وهي تبتسم، واعطته لابنها الذي كانت دموعه أيضاً تتساقط وهو ينظر له واقترب من مريم ورفعها قليلاً حتى تنظر له وقبلوه سوياً وهمست فريال وسط دموعها:
- هاتوه حبيبي علشان ياخدوه يكشفوا عليه فأنتفض أدهم
- ياخدوه فين، فضحكت فريال
- ياحبيبي بص هو ومامته في اسوره في ايدهم ماتخافش وبعدين لازم الدكتور يكشف عليه ويطمنوا عليه، وبعدين يجبوه لنا. 
فاعطاها اياه وهو يشعر بألم لفراقه وعاد بنظره لزوجته. 
- طمنيني ياقلبي. فأبتسمت مريم بتعب. 
- الحمدلله حبيبي وقامت فريال بإنهاء عملها وكانت هناك شنطة في مكتبها بها ملابس لـ مريم والطفل فطلبت باحضارها وقامت باخذ ملابس الطفل وذهبت له وحمل أدهم مريم وخرج بها وهى تضع رأسها فى تجويف عنقه بعد ان رفض ان يضعوها على سرير المتحرك  وعندما شاهدوهم الثلاثه وقفوا وجروا عليهم وأولهم سچي. 
- بنتي عاملة ايه يا أدهم؟ 
- زي الفل ياامي الاتنين زي الفل ودخل الغرفة وهم وراءه وانامها في الفراش ودثرها جيداً مقبلاً رأسها ويدها حبيبة قلبي حمدلله على سلامتك خوفتيني عليكي. 
- الله يسلمك حبيبي فتحدث ماهر بسعادة. 
- حمدلله على سلامتك ياقلب ابوكي. 
- الله يسلم حضرتك يابابا، وجلست جوارها سچي و هي تقبلها.   
-  حمدلله على سلامتك يابنتي. 
- الله يسلم عمرك يا ماما فقال سيف الدين بتساؤل 
- حمدلله على سلامتك يابنتي، ها ياقلبي جبتي لنا ايه نلعب بيه بقى؟ فضحكوا جميعاً
- الله يسلمك يابابا جبت لكم برص صغير، فلكزتها سچي بخفه. 
- برص يا بت برص ده انا ه‍اعضك، فنظرت لها مريم
- ولد ياماما ولد حبيبتي فبارك الجميع لهم وهنا دخلت فريال وهي تحمل حفيدها بين يديها وجرى عليها الثلاثة كلاً منهم يحمله قليلاً، ويقبله حتى وصل ليد مريم التي ضمته لصدرها بقوة، وأخذت تقبل يده ورأسه، وهي تبتسم وعيونها تبكي بفرح ثم أعطته لأدهم الذي أخذه ووقف
- بعد اذنكم ساعة وراجع وخرج جري والكل في ذهول وصرخت فريال. 
- المجنون ده رايح فين ونظرت لـ مريم وراءتها مبتسمة بسعادة فصرخت بها، انتي بتضحكي على ايه جوزك خد الواد وراح فين؟ وتنبه الباقي
- الواد ده اتهبل، فأبتسمت مريم. 
- ممكن تهدوا انا عارفة راح فين اهدوا فنظرت لها سچي وابتسمت بدموع
- راح لـ رائد يا مريم فابتسمت لها. 
- ايوة ياماما راح لـ رائد يوريه رائد الصغير وهنا انهار الاربعة في البكاء وكل واحد يحتضن زوجته ثم جرت سچي عليها تقبلها فأبتسمت مريم. 
- شفتوا رائد الصغير صمم يجي يوم عيد ميلاد رائد الكبير يعني ذكرى اسمه ويوم ميلاده عمرهم ما ه‍يتنسوا، أدهم عاهد رائد اول ما اولد يودي له رائد  وبعد مرور ساعة ونصف عاد أدهم يحمل رائد الصغير ودخل واعطاه لـ مريم فجرت عليه سچي وارتمت في أحضانه، وهي تشعر بسعادة ودموعها تسبقها. 
- معقول يا أدهم معقول اللي عملته. 
- هو إيه يا أمي اني اسمي رائد، ولا اني اخده له علشان يحس بيه فردت عليه بحب. 
- كله يابني كله، فأبتسم أدهم. 
- اتعاهدنا انا وهو من زمان قوي كل واحد فينا لو خلف ولد يسمى اسم التاني وانا روحت له يوم ماعرفنا انه ولد وعاهدته اول مايتولد اروح بيه ليه، عاهدته اكلمه عنه، عاهدته اخليه يحبه زي ما انا بحبه، عاهدته نروح له دائما انا وهو، رائد يمكن مش موجود في الواقع لكن عمري ما اقدر انساه، وولادي كلهم لازم يعرفوا عمهم رائد اللي لو كان عايش كان حبهم اكتر مني، لازم يعرفوه ويحبوه علشان لما نحصله احنا كمان يبقى هما اللي بيدعولنا كلنا، وهو معانا رائد الصغير ه‍يثبت اسم رائد الكبير في الدنيا، حتى نور الدنيا يوم ذكرى ميلاده وكأنه بيقولنا انا اهو رجعت لكم تاني، كان يبكي والكل يدمع لكلماته واقترب منه ماهر واحتضنه. 
- ربنا يحميك لرائد الصغير، ولنا كلنا حبيبي. 
- مانحرمش منك يا احلى جد في الدنيا ونظر لأمه، ماما مريم ممكن تخرج امتي حبيبتي؟ 
- ساعتين تلاته وممكن نتحرك فوقف أدهم أمام امه وابوه وامسك يدهم. 
- لو طلبت منكم طلب تعملوه ليا فرد الاثنان. 
طبعا ياحبيبي اطلب خير؟ فنظر لهم برجاء عايز اعمل سبوع رائد في بيت رائد، عارف انكم عايزين تفرحوا بيه عندنا ه‍اقولكم نعمل العقيقة في بيت رائد والسبوع في بيتنا فضحك الاثنان وضموه معا ورد سيف الدين
- وماله حبيبي بيت رائد هو بيت أدهم خلاص العقيقة عندك يا ماهر. 
ماهر وهو يبكي البيت كله ه‍ينور بنور رائد وقام ماهر بالاتصال ببناته وابلغهم كل ماحدث وصمموا على النزول لحضور العقيقة والسبوع، وخرجت مريم من المستشفي على فيلا سيف الدين ويوم العقيقة ذهبوا جميعا لبيت ماهر وكان البنات قد حضروا وقاموا بتزين البيت كله، واحضر أدهم عجلاً وقام بذبحه بنفسه وترك الجدان يقفان مع الجزار وصعد لحبيبته وابنه ودخل عليهم وكانت مريم ترضعه فوقف ينظر لهم وعلى وجهه ابتسامة مليئة بالسعادة وبعد أن انتهت وقفت وهي تحمل ابنها تنظر من الشباك ووقف خلفها أدهم يحتويهم بذراعه وهم ينظرون للأسفل والجدان يقومون بتفريق اللحوم والأموال وهم في منتهى السعادة وكانوا يستمعون لزغاريط البنات بالخارج وتهيصهم فرحاً برائد الصغير ،واستدار أدهم ومعه مريم وحمل منها رائد ووقف أمام صورة تجمعه مع رفيق دربه ونظر له وابتسم
- رائد الصغير يا رائد، ابنك وابني وابن بنتك شفت الخلطبيطه دي ه‍يفضل دائماً اسمك منور حياتنا يا اغلى انسان في حياتنا. 
وضم مريم وخرج بها حتى يحتفلوا جميعاً برائد وفجاءه وجد مريم تبتسم فنظر لها، وهمس في اذنها بتبتسمي ليه فنظرت له مريم. 
- لو قلت لك ه‍تقول عليا مجنونة فأستغرب. 
- قولي حبيبي. 
- حاسة برائد الكبير حوالينا، حاسة انه شال رائد الصغير وباسه، سمعته بيهمس في ودنه وبيقوله خليك بطل زي ابوك وزي عمك وجدك، في نفس الوقت انا عمك اخو ابوك ياواد وجدك ابو امك، وضحكت وضحك أدهم بقوة فنظرت له مش قلت لك يا أدهم ه‍تقول مجنونه فقبلها من جبينها
- واحلى مجنونة، ثم اقترب من اذن ابنه اسمع كلام عمك يارائد مسيرك تكبر وتفهم حبيبي. واحتضن زوجته وكان ينظر للكل ويبتسم وهو مثل مريم يشعر بوجود رائد الكبير حولهم.



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close