أخر الاخبار

رواية الكاتبه والفتوى الفصل السابع عشر 17بقلم الهام عبدالرحمن الجندي

 


رواية الكاتبه والفتوى

الفصل السابع عشر 17

بقلم الهام عبدالرحمن الجندي



وقف فهد أمام باب منزل الخالة وداد ثم طرقه بشدة سمعت نوسة طرق فهد فجرت مسرعة وهي خائفة من ردة فعله، ثم فتحت الباب.


 فهد بحدة:« فين هدى يا نوسة؟»


 نوسة بخوف:« جوه يا فهد مالك متعصب كده ليه إهدى وروق دمك كده يا ابن عمي محدش خطفها منك يعني.»


 فهد بغضب:«أنا عاوز أعرف إيه اللي خلاكى تخرجيها من الاستراحة وازاي أصلاً فتحتى الباب أنا كنت واخد المفتاح معايا المرة دي.» 


نوسة بإبتسامة خوف:«إيه يا فهد انت ناسي  إنك اللي معلمني ازاي أطفش أي باب واحنا صغيرين لما أبويا الله يرحمه كان بيحبسني عشان ما جيش معاكم الشغل وبعدين انت زعلان ليه دلوقتي ما هو لولا عملت كده كان زمانك روحت في داهية دلوقتي.»


 فهد بحدة:« ملكيش دعوة أروح في داهية ولا لا مش شغلك ثم نادى بصوت عالي هدى.... هدى.»


 خرجت هدى وهي تحتمي في وداد فلأول مرة ترى فهد بهذا الشكل العصبي فكانت تشعر بالخوف الشديد منه.


 فهد وهو ينظر لها بغضب:«بقا انتي فرحانة إن سي بلال بتاعك عرف يوصلك انتي مفكرة إنه هيعرف ينقذك أو ياخدك مني لا يا ماما فوقي من أحلام اليقظة بتاعتك دي انتي هتبقي ليا برضاكي أو غصب عنك.» 


هدى وقد استجمعت شجاعتها قليلا:« أنا عمري ما هكون ليك أبداً يا فهد أنا حرم بلال العوضي عارف مين هو بلال العوضي ولا تحب أعرفهولك، بلال العوضي تعلب الداخلية اللي الكل بيعمله ألف حساب وأنا متأكدة إنه هيوصلي وهينقذني منك وهنتجوز وهنعيش أجمل أيام حياتنا مع بعض لأن بلال ده هو حب عمري اللي فضلت مستنياه هو عوضي من ربنا المشاعر اللي حوشتها عمري كله ليه لوحده عمرها ما هتبقى ليك يا فهد أنا ما بحبش حد ومش هحب حد غير بلال وبس.» 


فهد بغل:« خليكي فاكرة إني فضلت صابر عليكي بس انتي جبتي آخري أنا مشاعري مش رخيصة عشان ما تهتميش بيها كده وتتفهي منها انتي مفكرة نفسك إيه أنا اللي غلطان عشان علقت نفسي بيكي كنت مفكر إن قلبك كبير وهيساع حبي لكن انتي أنانيه مش شايفة غير نفسك وبس وحبك لبلال لكن أنا ولا كأني موجود.» 


هدى:« أنا مش ذنبي إنك حبتني يا فهد مشكلتك إنك إنسان أعمى، حبك قدام عينيك لكن انت اللي رافض تشوفه بسبب أوهام في دماغك يا ريت تفوق من اللي انت فيه أما أنا بقا فأنا همشي من هنا وهرجع لأهلي وكفاية لعب العيال اللي انت بتعمله ده.» 


ثم ذهبت باتجاه الباب كي تخرج وتذهب إلى أهلها ولكن لحقها فهد وجذبها من حجابها فصرخت بشدة.


 فهد بغضب:«على فين يا ماما هو انتي فاكرة إن دخول الحمام زي خروجه انتي هتفضلي هنا ومش هتروحي في أي حتة.» 


ثم دفعها بشدة فوقعت على الارض وتأوهت بشدة فاقتربت منها وداد ونوسة يحاولان إيقافها ولكنها ظلت جالسة على الأرض تبكي بشدة. 


هدى ببكاء:« لعلمك أنا هخرج من هنا بمزاجك أو غصب عنك هخرج ومش هتجوز غير بلال انت أصلاً بني آدم غير طبيعي بالمرة وتصدق بالله انت ما تستحقش حتى إن حد يحبك  وخليك عايش كده لوحدك.»


 فهد وهو يضغط على أسنانه:« بقا أنا غير طبيعي أنا ما استاهلش حد يحبني، أنا هعيش لوحدي، تصدقي بقا إن عندك حق وطالما انتي قولتي إنى هعيش لوحدي وإن أنا مش جدير بسيادتك يبقى سيادتك مش هتبقي لحد غيري وكده خلص الكلام يا قطة.»


 هدى بخوف:«قصدك إيه يا فهد انت ناوي على إيه بالظبط؟»


 فهد وقد أعماه شيطان نفسه:« طالما مش ليا يبقى حياتك لازم تنتهي لأن عمرك ما هتبقي لغيري.»


 ثم تركها وذهب باتجاه المطبخ وأحضر سكيناً وعاد إليها ونظر بشر وكأن شيطان نفسه يسيطر عليه وكان يسير نحوها دون وعي منه شاهراً سلاحه بوجهها. 


نوسة:« اعقل يا فهد انت ناوي على إيه؟»


 وداد:«فوق يا فهد يا ابني بلاش تسمع لشيطان نفسك ارجع لعقلك يا ابني بلاش تضيع البنية وتضيع نفسك معاها مفيش حاجة تستاهل إنك تضيع روحك عشانها.»


 ظل فهد يسير باتجاهها ببطء وهدى تقف بجوار وداد ونوسة والخوف يملأ أوصالها تنظر لفهد والسكين الذي يحمله بيده ويصوبها نحوها برعب تنتظر لحظة تلقيها الضربة القاتلة منه.


 فهد:«كان نفسي أعيش معاكي باقي عمري بس يا خسارة مش مكتوبلي افرح أبداً.»


 ثم صوب السكين باتجاهها ودوى صوت الصراخ في المكان بعد أن سالت الدماء.


 في مبنى الداخلية كان يجلس مصطفى خلف المكتب يجري بعض الاتصالات ليستطيع الوصول إلى الفتاه التي أعطته معلومات عن مكان هدى.


 بلال:«  يا باشا ريح نفسك البنت دي ما كدبتش عليك وهدى فعلاً كانت هناك بس حد بلغهم وعرفوا إن إحنا هنهاجم فهربوها.»


 مصطفى باهتمام:«وانت عرفت منين إن هدى كانت هناك؟» 


بلال وهو يرفع يده بشيء صغير:« من دي يا مصطفى باشا.»


 مصطفى:« إيه دا يا بلال؟»


 بلال:«دي فردة حلقها اللي ميادة كانت جايبهولها في عيد ميلادها أنا عرفته لأنها كانت دايما لابساه ودايما بتحكيلي قصته وإنها هي اللي فرضت على ميادة تجيبهولها.» 


مصطفى:« طب إحنا هنوصل ازاي لهدى دلوقتي هم أكيد مش هيرجعوها للمكان ده تاني لأنه بالنسبة ليهم ما بقاش أمان.»


 بلال:«بالعكس يا باشا هم دلوقتي هيبقوا متأكدين إن إحنا مش هنرجع ندور عليها تاني هناك عشان كده هيرجعوها تاني وهم مطمنين.»


 مصطفى:«وانت ناوي على إيه يا بلال هتوصل لهدى ازاي أنا حاسس إني عاجز ومش قادر أفكر.»


 بلال:« دا شيء طبيعي يا باشا عشان هدى تخصك لكن لو كانت واحدة غريبة كنت قدرت بسهولة تربط الأمور ببعضها وتوصل للحقيقة.»


 مصطفى:« يبقى خلاص كدا نزرع ناس هناك تراقب المكان عشان نعرف نوصلها. 


بلال:»«اطمن يا باشا كله هيبقى تحت السيطرة وهدى هترجع بإذن الله.»


 مر يومان لم تصل فيها المراقبة التي وضعها مصطفى وبلال على الاستراحة إلى شيء يفيدهما عن هدى وكيفية العثور عليها، كان مصطفى يجلس بالمكتب يشعر بالاحباط واليأس إلى أن أتاه اتصالا على هاتفه. 


المتصل:«سيادة المتقدم مصطفى؟»


 مصطفى:« أيوه مين حضرتك؟»


 المتصل:«هنا مستشفى(..........).»


 مصطفى بقلق:« خير في حاجة؟»


 المتصل:«حضرتك إحنا موجود عندنا جثة بمواصفات البنت الموجودة في النشرة وللأسف هي مطعونة بالسكين كذا طعنة وده أدى لوفاتها أتمنى حضرتك تشرفنا عشان تتعرف عليها.»


 مصطفى بفزع:« أنا جاي حالا مسافة الطريق.»


 ثم هب واقفاً وذهب مسرعاً في اتجاه الباب وفي تلك اللحظة كان يدخل بلال من الباب حينما شاهد مصطفى وعلامات الفزع تملأ وجهه.


 بلال:«على فين يا مصطفى باشا في أخبار عن هدى ولا إيه؟»


 مصطفى بحزن:«تعالى معايا يا بلال في مشوار ضروري لازم نروحه سوا حالاً.»


 بلال بقلق:« في إيه يا مصطفى قلقتني ثم جذبه من ذراعه في حاجة حصلت لهدى؟ عرفت حاجه عنها؟»


 مصطفى بحزن:«في جثة بنفس مواصفات هدى ولازم نروح عشان نتعرف عليها.»


 بلال بعدم تصديق:«مستحيل دي مش هدى لا يمكن تكون هدى اكيد هي واحده ثانيه.»


 مصطفى:« مش وقت انهيار يا بلال خلينا نروح عشان نتاكد.»


 في منزل هدى كانت فاطمة نائمة بفراشها يجلس بجوارها حماده يقوم بقراءة آيات الله حينما انتفض على صرختها المفاجئة باسم هدى.


 حماده وهو يحاول تهدئة روعها:« إهدي يا فاطمة إهدي يا حبيبتي أكيد كابوس اطمني يا حبيبتي.»


 فاطمة برعشة تسير في جميع أنحاء جسدها:« هدى..... هدى يا حماده هدى بنتي مش كويسة.»


 حماده:« وحدى الله يا فاطمة إن شاء الله ربنا هيطمننا عليها وهتكون بخير بس خلي إيمانك بربنا كبير.»


 فاطمة ببكاء:« ونعم بالله بس أنا قلبي مش مطمن اتصل بمصطفى وشوف وصلوا لإيه؟»


 حماده:«لو كان في حاجة كان زمانه اتصل.»


 فاطمة:« معلش عشان خاطري يا حماده كلمه واسأله يمكن في أخبار جديدة ولا حاجة البنت بقالها أسبوع غايبة ومش عارفين عنها حاجة.»


 حماده:«خلاص يا ستي هتصل عليه بس إهدي بالله عليكي عشان ما تتعبيش تاني ثم أمسك الهاتف وقام بالاتصال على مصطفى ولكن لا يوجد رد فحاول الاتصال مرة أخرى وأخرى ولكن لم يحصل على أي رد.» 


فاطمة بقلق:« جيب العواقب سليمة يا رب.» 


حماده:« ربنا يستر.»


 وصل بلال ومصطفى إلى المستشفى التي توجد بها جثة الفتاة التي عثروا عليها، استقبل الطبيب مصطفى وبلال وقادهم إلى المشرحة حيث توجد الجثة التي سوف يقوموا بمعاينتها. 


الطبيب لمسؤول المشرحة:« طلع يا ابنى الجثة اللي في التلاجة رقم أربعة.»


 قام المسؤول بإخراج الجثة وذهب مصطفى بخطوات بطيئة بينما ظل بلال بعيداً متسمراً في مكانه خائفا من أن يخطوا خطوة نحو تلك الجثة كان الخوف يعتصر قلبه يدعو بكل إيمان وثقة بالله ألا تكون محبوبته هي تلك الراقدة أمامه كانت لحظات ثقيلة تمر عليه هو ومصطفى، وقف مصطفى أمام الجثة تهتز يده يشعر وكأن روحه تكاد تخرج من جسده فهدى ليست مجرد أخت لزوجته ولكن هو يعتبرها بمثابة أخت صغيرة له أو بالأحرى ابنة له.


 مد مصطفى يده وأزاح الغطاء ثم شهق بشدة.


 مصطفى:« اااااه الحمد لله يا رب...... الحمد لله يا رب.» 


بلال وقد خارت قواه وجلس على الأرض بركبتيه ووضع وجهه بين يديه وظل يردد:« الحمد لله مش هي..... مش هي.... الحمد لله يا رب.» 


اقترب منه مصطفى وجذبه وأوقفه، ثم احتضنه بشدة وتحدث بصوت يملأه البكاء.


 مصطفى:« خلاص يا بلال اهدى الحمد لله ربنا لطيف بينا الحمد لله مش هي يلا بينا خلينا نخرج من هنا.» 


خرج بلال وهو  يسترد أنفاسه وسار بجوار مصطفى في ممر المشفى إلى أن خرج من مبنى المشفى تماما وجلس في السيارة يتنفس بقوة وكأن الحياة عادت إليه مرة أخرى.


 في منزل وداد كانت هدى تجلس بجوار نوسة الممددة على الفراش تحاول إطعامها.


 هدى:« يلا بقا يا نوسة ما تتعبيش قلبي معاكي أومال.»


 نوسه:« يا هدى والله مش قادرة آكل أكتر من كده.»


 هدى بحدة قليلا:« تصدقي إنك عاملة زي العيال الصغيرة ما تخلصي يا بت انتي وخلصي أكلك بقا عشان تاخدي العلاج خلي الجرح يلم وتخفى بسرعة ثم ضربتها على ذراعها.»


 نوسة:« اااااه ما تخلي بالك يا بت انتي.... انتى نسيتي إيدي مجروحة.»


 نظرت هدى إلى يدها واعتذرت منها ثم شردت فيما حدث منذ يومان حينما كان يسير فهد باتجاهها حاملاً السكين وعقله مغيب عن الدنيا كل ما يفكر به أن هدى لن تكون لشخص غيره طالما أنها تصر على رفضه وكانت هدى تنظر إليه تشعر بالفزع مستسلمة لمصيرها فقد أيقنت أن هذه هى نهايتها ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان فقد حالت نوسة بينها وبين فهد فغارت السكين في يد نوسة وهي تحاول إبعاده عن هدى وسالت دمائها وصرخت بشدة واقتربت وداد منها وهي تصرخ وقامت بإسنادها هي وهدى وفي تلك اللحظة عاد فهد إلى وعيه واقترب منها وجلس على ركبتيه وحاول كتم الجرح بيده ثم صرخ في الخالة وداد وطلب منها أن تحضر أي قطعة قماش ليربط الجرح وبالفعل قامت وداد مسرعة وأحضرت أحد أحجبتها وأعطته لفهد الذي ربط الجرح جيداً ثم حمل نوسة بين يديه ليذهب بها إلى الطبيب وحينما أرادت هدى الذهاب معه صرخ بها وطلب من وداد أن تراقبها ولا تجعلها تخرج من هذا المنزل، ذهب فهد مسرعاً إلى عيادة أحد الأطباء الموجودة بالمنطقة وهو حاملاً نوسةبين يديه.


 فهد للممرضة في الاستقبال:« الدكتور فين بسرعة البت إيدها هتتصفى.»


 الممرضة:« ثانية واحدة هبلغه بسرعة أهو.»


 بعد لحظات دخل فهد إلى حجرة الطبيب الذى قام بتقطيب جرحها وتعقيمه وكتب لها بعض الأدوية والمسكنات فقد كان الجرح غائرا والذي تم تقطيبه ب 17 غرزة.»


 الطبيب:« المسكن دا هيريحها جداً لأنه قوي وهي هتبقى محتاجاه عشان الجرح شديد ويا ريت نهتم بالأكل شوية عشان الدم اللي نزفته.»


 فهد:« تمام يا دكتور بس هستأذنك تبقى تيجي البيت عند الخالة وداد عشان تغيرلها على الجرح.»


 الطبيب:«انت تؤمر يا فهد بس قولي هو إيه اللي جرح إيديها بالشكل ده؟»


 فهد:«ولا حاجة يا دكتور الهانم كانت ماسكة طبق بطاطس وعليه السكينة وبعدين اتكعبلت في السجادة والسكينة جرحت إيديها.» 


الطبيب وهو ينظر له بعدم تصديق:« ماشي يا فهد هعمل إني مصدقك بس خلي بالك من أكلها شوية عشان جسمها ضعيف ومحتاج غذا وأنا هبقى أعدي عليكم عشان أغيرلها على الجرح.»


 فاقت هدى من شرودها على صوت وداد وهي تنادي عليها لكي تفتح الباب هبت هدى وذهبت لترى من الطارق فوجدته فهد فنظرت له باستياء وأدارت ظهرها له ثم تركته وذهبت إلى الحجرة التي تقطن بها نوسة وجلست بجوارها وقف فهد على باب الحجرة ونظر إليهم ثم وجه حديثه إلى نوسة.


 فهد:«القمر بتاعنا عامل إيه النهاردة؟»


 نوسة بخجل:« كويسة يا فهد الحمد لله لو كنت أعرف إنك هتدلعني وتهتم بيا كده كنت أنا اللي جرحت نفسي من زمان.»


 فهد:« بعد الشر عليكي يا نوسة عشان خاطري ما تزعليش مني وسامحيني أنا بجد ما كنتش في وعيي والحمد لله إنها جت على قد كده وإنك بقيتي كويسة.» 


هدى بحدة:« كويسة من أنهي ناحية يا بيه دي واخدة 17 غرزة ونزفت كتير أنا مش عارفة هي أصلاً بتكلمك ازاي دي لو واحدة مكانها كانت مبصتش في وشك من أصله.»


 فهد:«عشان نوسة طول عمرها قلبها طيب وحنينة دي أمي اللي مربياها وعلمتها الجدعنة والأصالة.»


 نوسة:« والله يا فهد لو عملت فيا إيه عمري ما أزعل منك ده انت الغالي.»


 هدى بدهشة:« اه يا عديمة الكرامة يا اللي معندكيش دم بقا يصفي دمك وبردو الغالي تصدقوا بالله انتم ما تستاهلوش أقعد معاكم أنا هخرج أقعد مع خالتي وداد بره ثم تركتهم وذهبت خارج الحجرة.»


 نظر فهد في إثرها للحظات ثم وجد نفسه ينظر إلى نوسة بتمعن يتأمل ملامح وجهها والتي شعر أنه يراها لأول مرة وبدأ شعور غريب يتسلل إلى قلبه بدأت نوسة تشعر بالخجل بسبب طول نظراته لها واحمرت وجنتاها بشدة وشعرت وكأن حرارة جسدها ارتفعت.


 نوسةبخجل:« إيه يا فهد هو انت هتفضل باصص ليا كده كتير.»


 فهد بضحك:« إيه يا بت هو انتي خدودك بقت شبه الفراولة كدا ليه أول مرة أعرف انك زي بقية البنات.»


 نوسة بحدة:«نعم يا اخويا أومال أنا إيه إن شاء الله؟»


 فهد:«يا بت إهدي أنا قصدي إنك بتتكسفي زي البنات طول عمري شايفك شرسة وبميت راجل مش متعود عليكي كدا عشان كدا أنا مستغرب.»


 نوسة:« يعني انت شايفني راجل يا فهد؟»


 فهد بغمزة:« لا يا نوسة ده انتي ست البنات يا بت وبعد الفراولة اللي طلعت دي دا انتي بقيتي أحسن من القمر نفسه.» 


خجلت نوسة بشدة وتصارعت قلبها وفركت يدها متناسية جرح يدها.


 نوسة:« ااااااه إيدي.»


فهد:« في إيه يا بت مش تخلي بالك وريني كده ليكون الجرح فتح ثم أمسك يدها واطمئن عليها واكمل قائلا لا الحمد لله ما جرالوش حاجة إلا قوليلي يا نوسة.»


 نوسة:« نعم يا فهد.»


 فهد:«انتي ليه وقفتى بيني وبين هدى انتى عارفة انك كان ممكن تروحي فيها في لحظة ليه عملتى كده؟»


 نوسة وهي تنظر له وتتحدث برقة:« عشانك.»


 فهد باستغراب:« عشاني! عشاني ازاي؟ انتى كان ممكن تموتي هي حياتك رخيصة عندك كده؟» 


نوسه:«لو وانت الصادق حياتك هي اللي غالية عندي كده لو كنت قتلتها كنت هتضيع وتروح في داهية وكان قلبي أنا اللي هيتحرق عليك لكن لو أنا اللي مت أنا من لحمك ودمك الموضوع كان هيتلم جوه العيلة وانت عارف كده كويس عشان محدش هيرضى إنك تدخل السجن وخصوصا إنك مش هتبقى موتني قصد وبعدين ده انت كبير العيلة وكبير المنطقة يعني عمر ما حد كان هيقدر يأذيك لكن هدى وراها أهلها وناسها اللي هيسألوا ويستفسروا لحد ما يوصلوا للحقيقة وساعتها كنت هتضيع وأنا ما يرضينيش يا ابن عمي إنك تروح في داهية حتى لو مش من نصيبي.»


 نظر لها فهد بخجل ثم قال:« نوسة أنا........ ما تزعليش مني يا بنت عمي والله غصب عني القلب وما يريد بس جميلك ده فوق دماغي وربنا يقدرني وأردهولك مع إن مفيش حاجة توفيكى حقك في اللي عملتيه.»


 نوسة بحزن:«مفيش بينا جمايل يا فهد ولو رجع بيا الزمن تاني هعمل كده بردو المهم إنك ما تتأذيش وقادر ربنا يزيح الغشاوة اللى على عنيك وتعرف مين اللي رايدك بجد.» 


خرج فهد وتركها حزينة على حالها وقف في صالة المنزل حيث كانت تجلس هدى مع وداد على إحدى الأرائك.


 فهد بحدة قليلا:« اعملي حسابك أول ما نوسة تشد حيلها شوية هترجعي تاني الاستراحة.»


 هدى بغضب:«مين قالك بقا إني هسمع كلامك إن شاء الله أوعى تفكر إني ضعيفة أنا كمان ممكن أوديك في ستين داهية لكن قدرت موقفك ومشاعرك فبلاش تتمادى في اللي انت بتعمله ده وخليني أمشي من هنا بقا قبل ما يحصل مصيبة تانية كفاية أوي لحد كده.» 


وداد:«إهدى يا فهد يا ابني وانتي كمان يا هدى وحدوا الله ما تسمعوش الناس بينا.» 


هدى باستغراب:«هو في إيه يا خالتي هو انتي ليه بتتعاملي وكأني مراته وغضبانة وهو جاي يصالحني أنا مخطوفة يا بشر انتم هتجننوني.»


 فهد:« طب إيه رأيك بقا إنك هترجعي معايا حالا على الاستراحة ومش هتقعدي هنا ثانية واحدة ثم جذبها من ذراعها وسار بها نحو الباب حاولت وداد منعه ولكن دون جدوى وبالفعل أخذ هدى وذهب بها إلى الاستراحة وهو لا ينوي خيراً.


          الفصل الثامن عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close