أخر الاخبار

رواية الكاتبه والفتوى الفصل الثاني 2بقلم الهام عبدالرحمن الجندي

 


رواية الكاتبه والفتوى

الفصل الثاني 2

بقلم الهام عبدالرحمن الجندي



فى اليوم التالي استيقظت هدى من نومها على صوت منبه هاتفها فأمسكت الهاتف وضغطت على زر الغفوة، ثم غفلت عيناها مرة أخرى، وبعد دقائق قليلة رن منبه الهاتف مرة أخرى ولكن تلك المرة أمسكت هدى الهاتف وتحدثت إليه قائلة:

هدى:«أبوس ايد اللي خلفوك يا شيخ والله عارفة إني لازم أصحى بس أنا أصلاً ظبطاك نص ساعة بدري ممكن تخلي عندك دم وتسكت شوية لحد ما أفوق براحتي»


ثم أغلقته وقالت بحدة:«منبهات آخر زمن سكتناله دخل بحماره»

ثم سحبت الغطاء على وجهها وغفلت مرة أخرى وبعد دقائق قليلة رن المنبه مرة أخرى فاأزاحت هدى الغطاء من على وجهها وأمسكت الهاتف مرة أخرى وتحدثت إليه من بين أسنانها....بقلمى الهام عبدالرحمن 

هدى:«خلاص.... خلااااص... خلااااااااص...فوقت،  أبوتقل دم أمك ياشيخ ااااه لو بس أعرف مين اللي اخترعك منبه ثقيل ومعندكش ريحة الدم»


، ثم قامت من على السرير وتوجهت إلى الحمام لتتوضأ حتى تؤدي فرضها وتستعد للذهاب الى عملها. 


انتهت هدى من أداء فرضها ثم ذهبت إلى المطبخ وأعدت ما لذ وطاب من طعام الإفطار ثم وضعته على طاولة السفرة وتوجهت إلى حجرتها لارتداء ملابسها حتى لا تتأخر على عملها، في تلك الاثناء استيقظت والدتها وكانت تتوجه ناحية المطبخ لتقوم بإعداد وجبة الإفطار ولكنها تسمرت في مكانها حينما رأت طعام الافطار جاهزا على طاولة السفرة فلم تصدق ما رأت عيناها فقامت بفركها عدة مرات لتتأكد أن ما رأته حقيقيا وليس خيالات من آثار النوم ولكن مهلا بالفعل إنه حقيقي. 


فاطمة في نفسها:« اه والنبي دا حقيقي ثم لطمت على صدرها وشهقت وقالت بخوف إيه دا هو في عفريت في البيت ولا إيه مين اللي جهز الفطار ده؟!»


خرجت هدى من حجرتها بعد أن ارتدت ملابسها فوجدت والدتها تقف وعلى ملامحها الفزع والخوف أمام طاولة السفرة فذهبت باتجاهها بخطوات هادئة، ثم نظرت إلى والدتها وإلى طاولة الطعام وربتت على كتفها.


هدى:«ماما حبيبتي انت واقفه كده ليه؟» 


صرخت فاطمة وهي تنظر إلى هدى بفزع وكأنها ترى شبح أمامها. بقلمى الهام عبدالرحمن 


فاطمة بفزع:« أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم عفريت... عفريت إلحقني يا حماده.» 


هدى:« اهدي يا ماما اهدي يا حبيبتي أنا هدى والله مش عفريت.»


هدأت فاطمة قليلا ثم نظرت إلى هدى وتحدثت بحدة


فاطمه بحدة:« يخرب بيت شيطانك يا بعيدة كنت هتلبس في حد يخض حد كده؟!» 


هدى بضحك:« هو أنا عملت حاجة يا بطوط انتى اللي نجمك خفيف يا قمر.»


فاطمة بتهكم:«لا و انتى الصادقة مش متعودة عليكي تقومي من بدري لا وكمان تجهزي الفطار أكيد في معجزة حصلت»


هدى:« عشان تعرفي بس إن أنا ست بيت شاطرة واللي هيتجوزني أمه مش داعية عليه ولا حاجة.» 


حماده:«إيه مالكم على الصبح بتصوتوا ليه كدا؟» 


فاطمة:«تعالى يا أخويا شوف بنتك المعدولة جهزتلنا الفطار النهاردة.» 


نظر حماده إلى طاولة السفرة بإنبهار، ثم وجه نظره إلى هدى وقال:


حماده:« ما شاء الله عليكي يا قلب بابا الكاتبة العظيمة بنفسها بتحضرلنا الفطار دا إيه الهنا اللي إحنا فيه ده؟» بقلمى الهام عبدالرحمن 


وقفت هدى بطريقة مسرحية ورفعت يديها وتحدثت بفخر اشهد يا تاريخ اشهدوا يا عالم أنا الكاتبة الواعدة اللي مفيش مني اتنين قُمت وحضرت الفطار النهاردة لفاطمة هانم وحماده باشا ثم انزلت يدها وتحدثت بسرعة وإن شاء الله آخر مرة ومش هتتكرر تاني يعني ما تاخدوش على كده أنا مش الخدامة الفلبينية بتاعتكم ولا طالعالكم من الفانوس السحري أنا قلت بس أكسب فيكم ثواب النهاردة عشان قايمة مبسوطة.»


نظرت إليها فاطمة بإبتسامة خبيثة ثم انحنت والتقطت الشبشب وألقته باتجاهها، ثم وضعت يدها في خصرها وقالت:


فاطمة:«بقى دي آخر مرة يا حيلة أمك طب وحياتك كل يوم بعد كده انتي اللي هتقومي تجهزي الفطار وبردو أمه بتدعي عليه من دلوقتي يا كاتبة يا عظيمة.»


هدى:«والله ده ظلم... ظلم انتى مش بنتي قصدي أنا مش أمك يوووووه انتى مش ضنايا يا لهوووووي المهم انتي ظالمة يا بطتي وبكرا تندمي وتقولي يوم من أيام هدهدتي والله ياأوختشى  مش هتلاقي حد يضحكك زيي كده.» بقلمى الهام عبدالرحمن 


ثم جلسوا وتناولوا طعام الإفطار في جو من السعادة والحب بعد لحظات قليلة انتهت هدى من تناول طعام الإفطار ثم أخذت حقيبتها وتوجهت إلى عملها، دخلت هدى من بوابة المدرسة كانت إحدى زميلاتها تقف وحينما رأت هدى قالت لها:


سلوى:« صباح الخير بالروائية المبدعة بتاعتنا ما شاء الله عليكي دايما مظبوطة في مواعيدك بس جاية متاخرة خمس دقائق النهاردة إيه السبب؟»


هدى: أبداً يا ست سلوى أصل  قولت أعمل عمل بطولي النهاردة قبل ما آجي الشغل.»


سلوى:« باستغراب عمل بطولي عمل إيه ده يا أختي؟!»


هدى:«بضحك كلام في سرك كده كنت بجهز الفطار للحاج والحاجة.»


سلوى بتهكم:«وهو ده العمل البطولى يا عينيا دا أنا على كده بطلة الأبطال أنا يا بنتي عندي وحش لو ما قمتش من بدري أفطره ممكن ياكلني أنا شخصياً إلهي يا رب أشوفك متجوزة ومعاكي قرطة عيال لما أشوفك هتعملي إيه وقتها يا هدى يا بنت طنط فاطمة.»


هدى: يلا يا بت إتجري من هنا انتي معندكيش حصص ولا إيه؟»بقلمى الهام عبدالرحمن 


سلوى:« لا يا اختي عندي الحصة التالتة.»


هدى:« طب أسيبك أنا بقا لأن عندي الحصة الأولى يا اختي الله المستعان.»


بعد إنتهاء الحصة الأولى توجهت هدى إلى حجرة المدرسات لتجلس مع زميلاتها وفي طريقها قابلت أيمن زميلها فاستوقفها وتحدث إليها قائلا 


أيمن:« إزيك يا هدى عاملة إيه؟»


هدى بضيق:«الحمد لله يا مستر أيمن في حاجة؟»


أيمن:« كنت عاوز دفتر التحضير بتاعك امضيلك عليه وكمان ورق التقييمات عشان أراجعه.» 


هدى باستغراب:« بس ورق التقييمات مش بيمضي عليه غير الموجه والمدير لكن الدفتر تمام أنا مخلصاه هجيبه لحضرتك بعد ما اخلص حصص في حاجه تانية ولا ممكن أمشي؟»


أيمن وهو ينظر لها بخبث:« لا خلاص ثم مال ناحيتها قليلا وتحدث بهمس: ريحة البرفيوم اللي انتي حاطاه يجنن.»بقلمى الهام عبدالرحمن 


هدى بحدة :« وانت واحد مش محترم ويا ريت يبقى في حدود في تعاملك معايا بعد كده وإلا مش هيحصل طيب.»


ثم تركته وذهبت إلى حجرة المدرسات وهي في قمه غضبها من تصرفات هذا الشخص عديم الأخلاق دخلت هدى إلى حجرة المدرسات وكانت تجلس بها بعض زميلاتها المقربين إليها.


سلوى:«مالك يا هدهد بتطلعي دخان من دماغك ليه؟»


زفرت هدى بضيق وقالت:« والنبي سيبيني في حالي يا سلوى دلوقتي.»


دينا:«في إيه يا بت يا هدى بتهري وتنكتي في نفسك كده ليه اوعي يكون المضروب على قلبه ضايقك تاني؟» 


هدى بضيق:« أيوه يا اختي هو... بني ادم معندوش دم انسان سمج مش عارفة هو حاططني في دماغه ليه؟» بقلمى الهام عبدالرحمن 


سلوى:«مش يمكن عاوز يتجوزك يا جميل؟»


هدى:«يتجوزني؟ ده لو بني ادم محترم فعلا كان دخل البيت من بابه لكن ده انسان عديم الأخلاق ما لوش غرض في الحلال وحتى لو كان عاوز يتجوزني أنا استحالة أوافق على واحد عينه زايغة بالشكل ده دا بيحب كل ما هو مؤنث.» 


دينا:« طيب روق كده يا جميل وسيبك منه خالص ده ما يستاهلش لحظة حزن واحدة منك.» 


سلوى:«بقولكم إيه أنا جعانة العيال ولاد الذين دول فرهدوني من كتر الشرح وكل شوية مس يا مس لما هدوا حيلي تعالوا نبعت أي عامل يجيبلنا سندوتشات.» 


هدى بضحك:« يخرب عقلك يا سلوى هو انتي يا بنتي مش بتبطلي أكل لا وإيه ما شاء الله عليكي مش بيبان عليكي خالص.»


سلوى:«هي اللي تتجوز واحد زي جوزي وعندها عيال زي عيالي وكمان بتشتغل مدرسة هيبان عليها ازاي ان شاء الله يا اختي ده كفاية حرقة الدم اللي بشوفها كل يوم سواء في البيت ولا في المدرسة.» 


في تلك الأثناء دخل أحد العمال حاملا ورقة بيده ثم أعطاها لسلوى وعندما قرأتها لطمت على صدرها وقالت بضيق.بقلمى الهام عبدالرحمن 


سلوى بضيق:« قريتي فيها يا هدى يا بنت طنط فاطمة أهو جالي حصه احتياطي عاجبك كده حتى الأكل مش متهنية عليه يا اخواتي ده ايه الحظ المهبب ده والله لو جرالي حاجة هيبقى ذنبي في رقبة وزارة التربية والتعليم.»


دينا بضحك:« معلش يا سلوى بقا أصل انتى الحيطة المايلة بتاعتهم كل ما حد يغيب تلبسي انتي الاحتياطي ههههههههههه.»


هدى:« بس يا دودو ما تولعيش في الدنيا حريقة ما تزعليش يا سلوى من دينا بس بردو يا حبيبتي ما لو عندك شخصية مكنتيش لبستي احتياطي كل شوية ههههههههههه.»


سلوى بنرفزة:« ابو شكلك انتي وهي دا انتم كيادين أوي يا رب اشوفكم لابسين احتياطي السنة كلها.» 


ثم تركتهم وذهبت لتحضر الحصة وظلت هدى ودينا يضحكان على اسلوبها الطفولي.


دينا:«بت يا هدى تعالي قوليلي هنا يا جزمة إيه اللي انتي عملتيه ده؟»


هدى:«عملت إيه يا اختي؟»بقلمى الهام عبدالرحمن 


دينا:« ازاي تموتي البطلة يا قوية يا مفترية؟»


هدى بضحك:«وانتي مالك هي بطلة روايتي انا ولا روايتك أنا حرة أعمل فيها اللي أنا عاوزاه ههههههههههه.»


دينا:« بقا كده.... يبقى خلاص مش هقرألك روايات تاني وابقي شوفي مين اللي هيشجعك.» 


هدى:« والله ما تقدري يا بنتي دا انت مبتقدريش تصبري لحد ما أنزل الفصل وبتقعدي جنبي وأنا بكتب.»


دينا بتوسل:« طيب قوليلي والنبي إيه اللي هيحصل.. مش هتموت صح؟ عشان خاطري بقا ما تبقيش رخمة.»


هدى بضحك:«بعينك خليكي كده على نارك لحد ما الفصل التاني ينزل بكرا.»


دينا:«والله انتي باردة بس مضطرة استنى أعمل إيه ما انتي بتكتبي روايات حلوة مينفعش ما اقرأهاش، ثم صمتت قليلا وظلت تفكر وقالت ولا أقولك أنا أحسن حاجة اخطفك واحبسك في اوضة ضلمة لحد ما تقري وتعترفي بأحداث الرواية.»بقلمى الهام عبدالرحمن 


هدى بضحك:«هو إيه حكاية الخطف ده اللي بقا منتشر حتى في الروايات طب تصدقي جاتلي حتة فكرة بس حلوة أوي.»


دينا:«فكرة إيه يا بت انطقي.»


هدى:« هتعرفي بالليل يا دودو.»



             الفصل الثالث من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close