رواية انسحاب
الفصل الخامس عشر 15
بقلم حكاوي مسائية
تابعت عائشة مع دكتورة نفسية رشحها لها دكتور القلب،في الوقت الذي كانت تدير الشركة في غياب يوسف وكاميليا .
حجز يوسف بفندق على ساحل الاطلسي،تفتح الغرف عبرأبواب زجاجية على الشاطئ.
بعد يوم طويل في مراقبة ماتم بناءه ،ومتابعة ما سيبنى ،عادت إلى غرفتها ،اخذت حماما دافئا ،غيرت ،وخرجت الى الشاطئ،وهناك استسلمت للهدوء ليلفها النعاس.
فتح الباب الزجاجي ،فرآها مستلقية على الكرسي الخشبي الطويل ،تقدم نحوها ،ابتسم لنومها الهادئ مطمئنة كأنها في أمان بيتها.
-كاميليا ،كاميليا!
-امممم
-قومي ،برد المساء و خشونة الكرسي سيصيبك بتشنجات، وألم بظهرك.
كلامه ايقظها ،فاستقامت جالسة ،ترتب ثيابها وحجابها الأبيض.
-اعتذر ،نمت من التعب.
-لا عليك ،استحملي ساعة أخرى وادخلي لتستريحي.
رأت ملف أوراق بيده.
-هل من مشكل في الموقع؟
-اطمئني ،الموضوع بعيد عن الشغل.
اعتدل في جلسته ،وقال
-تشابه اسمينا لم يفتني يوم رأيت cvالذي قدمت لي عائشة ،وقالت انك صديقتها وشكرت همتك، لم أهمل هذا لأنني كنت اعرف أن لي قريبة بالمدينة او قريبا منها.ولكنني لم أطمع أن ألقاها بهذه السهولة ،وبحثت عن ماضيك ،لم يعجزني الوصول إليه لأن مقدمته كانت معي.
-لا أفهم، بماذا يهمك ماضيَّ
-ستفهمين، والدي توفاه الله وقد تجاوزت الرابعة بقليل،عشت مع جدي ،أمي كانت قد تزوجت بعد طلاقها من أبي،قصة عادية ومكرر كثيرا،ولكنني بعد أن كبرت ،صرت اسمع كلمة هنا وجملة هناك عن ابنة تركها والدي في مكان آخر ،ولكن لا أحد يستطيع أن يتكلم او يصارحني بوجود جدي،غبت سنوات الدراسة ،ولما عدت دعتني أمي ،بعد أن قدمت الأكل ورحبت بي هي واخوتي الأصغر مني
-يوسف ،العمر يجري ،وانا انتظرت أن يكلمك جدك ،ولكنه على قسوته لا يتغير ،وانا أضعف من أن أقابل ربي وانا احمل هذا السر.
-وأي سر هذا الذي يذنبك امام الله.
حكت لي كيف أن والدي تزوجها غصبا ،لا هي احبته ولاهو رغب بها ،عاشا مع جدي ورضيا بالنصيب كما يقال ،
انتقلا إلى مدينة أخرى بحكم وظيفة ابي ،وهناك وجد نصفه الآخر ،المرأة التي أحبها ،لم يكذب على أمي، و احترمت صدقه ،ولأنها لم تكن عاشقة له او تحبه بمفهوم الهوى والغيرة ،بل كانت تحب أن تعيش هي أيضا تجربة الحب ،والحياة مع رجل يعشقها وتعشقه، فاتفقا على الطلاق.وامي حامل ولكنها لا تعرف بعد.
ظن أبي أنه انتصر على أبيه، وتزوج حبيبته ،مهما حاولت أمي أن تظهر انها لم تتأذ من الطلاق بقدر ما تأذت من الزواج لم يصدقها لا جدي ولا أبوها والغضب طال الزوجين السعيدين.
تزوجت أمي وقد بلغت السنتين،وكانت هذه المرة سعيدة في زواجها ،فلان قلب جدي وأخيه والدها ،سألا عن والدي ،واعانه والده على بناء بيت ليعيش فيه،هو وزوجته،ولكنه مرض ،فعاد ليموت وسط أهله.
أذكر أنه كان كثيرا مايضمني ويخبرني شيئا وهو يبكي ولكنني لصغر سني لم أفهم مايقول
كأن الصورة بدأت تتكون أمامها ولكنها لم تقاطعه، أرادت أن يكمل الحكاية .
بعد أن حكت لي أمي قصتها مع والدي جاءت إلى بيت القصيد
-زوجة ابيك انجبت بنتا ،هي اختك من أبيك، جدك لابيك يعلم كما يعلم أبي بوجودها ،ربتها خالتها لأن أمها ماتت وهي تلدها.
-وكيف تعرفين اخبارها؟
-يا بني ،ليس كالاخبار سهولة في الوصول ،ويأتيك بالاخبار من لم تُزَوِِّدِ، حتى أننا لا نسأل ،غير أن عمي بعد أن لان لابنه بعد زواجي ،عاد يحملها موت ولده ،فكرهها وكره ابنتها .
-ولماذا يكره الصغيرة ؟
-المهم انه الآن مريض ،ولايفتأ يذكر أباك ،أسأله عن اختك ،وإن كان مايزال على موقفه كلمه ،و حنن قلبه عليها،وحتى لو رفض، أبحث عنها ،أبوك لم بذنب ،ولا أمها اذنبت، لقد رأيتها من حيث لم ترني ،هي من احضرته ،رأيت كيف تحضنه مودعة ،و لأننا بقينا صديقين اخبرني انها من أصرت أن يعود بعد أن عز الدواء واقترب الأجل ،ليس زهداً فيه ،ولكن رحمة به ،احست بقلبه يحن إلى أصله ،بروحه تريد أن تودع أصولها ،فضحت بلحظة وداعه الأخير ليكون بين أهله ولا يموت غريبا.
ابوك من اخبرني انها كانت حامل ،ثم أوصى بالمولود وهو يسلم الروح إلى بارئها.
حملتني الوصية وكلفتني بالأمانة ،استراحت واشهدت الله انها قد بلغتني وأخلت ذمتها.
قمت من بيتها نحو غرفة جدي ،كأنه يقرأكتابا مفتوحا علم ما أريد منه:
-أخبرتك عن أختك؟
-لماذا أخفيتم وجودها عني؟
-وبماذا تنفعك معرفتها؟
-كيف ؟ أليست اختي لحمي وعرضي؟
-أمها حرمتني من ولدي
-ولدك من اختار ،ثم هي لم يكن لها يد في بعده ،وظيفته من حكمت ،كيف تحملها ذنبا ليس ذنبها ،ثم كم ابتعد عنك ولدك سنتين ثلاثة؟
من باب أولى أن تضم إليك ابنته،أن تكفلها وقد علمت أن أمها ماتت وبقيت يتيمة منقطعة .أن تبر ولدك في ابنته.
-فعلت ،فيك انت .
-جدي ،انا أخبرك، سأذهب للبحث عن اختي ،لن ارتاح وانا لا أعلم عنها شيئا.
-إذن فقد قررت.
-نعم ،ولن أعود دونها.
اذعن لقراري، رغم عبوسه رأيت ابتسامة على جانب فمه وإشراقة بعينيه مهما ادعى القسوة ،كان بداخله قلب أو أنه الحزن على وحيده.ورغبته في ضم قطعة أخرى منه.
-اختك ليست بحاجة لمال ،فابوك ترك لها بيتا ،اربع طوابق بها ثمان شقق ،وآخر ما عرفت عنها أنها التحقت بالجامعة .
-أين،؟ أية مدينة .
أعطاني كل المعلومات قبل أن يفصح عن فكرته.
-مشروع الشركة الذي تفكر فيه ،سينجح في مدينة كبيرة ،ولن تجد احسن من المدينة حيث اختك .ساساعدك ،انشئ شركتك هناك ،وابحث عن اختك ،لابد انها في السنة الثانية او الثالثة في الجامعة.
-الا تعرف كلية ماذا؟
-لا أدري، ولا اعرف حتى اسمها،عليك أن تعرف بنفسك .
فعلا ،ساعدني ،والشركة كبرت ،ولكنني كنت أبحث عنك دون جدوى ،كمن يجري وراء سراب.
حتى رأيت ملفك ،واسمك ،فبعث الأمل من جديد.
-هل تقول أنني الأخت التي تبحث عنها؟
-نعم ،خذي،هذه صورة لأبينا، لابد أنك رأيت صورة له.
-وما يدريني انها الحقيقة ؟
-وماذا سأستفيد من كذبة كهذه؟
-لا أدري ،عن إذنك ،احتاج أن أنام عندي صداع .
اخرج هاتفه واتصل بامنية
-السلام عليكم ،انا آسف لأنني اتصل في هذا الوقت.
-وعليكم السلام ،لا ضير ،انا لم انم بعد
-هل توصلت بنتيجة ADN؟
-تواصلت مع المختبر ،النتيجة ستكون غدا صباحا ،سأرسلها لك كما اتفقنا.
-حسنا ،لأنني كلمت كاميليا ،ويبدو أنها تحتاج إثباتا قويا لتصدق.
-ليس هينا مامرت به كامي،تعيش عمرا مع اب واخ يتضح انهما أسرة خالتها،واليوم غريب يقول انه أخوها ،فعلا صعب.
-أرجو أن تصدق عندما ترى نتيجة التحليل.
-أراك متأكد أنها ستكون إيجابية.
-كاميليا اختي لاشك ،مشاعري نحوها مشاعر اخ كبير ،أحس بمسؤولية اتجاهها،لايمكن أن أكذب إحساسي.
-وانا لا أحب الى قلبي أن أرى لها أخا يسندها ويحميها.سارسل النتيجة غدا ،تصبح على خير.
-شكرا ،أستاذة، تصبحين على خير.
أما كاميليا ،استلقت على السرير،وراحت تستعيد كل لقاء لها بيوسف ،اهتمامه بها ،ثقته وفخره،فعلا تصرفاته تصرفات أخ ،والصورة صورة أبيها هو نفسه الرجل على الصور مع امهاجميلة،ولكن هل هذا كاف لتثق مرة أخرى.
كانت تجلس بشرفة غرفتها ،تسمع اغنيتها المفضلة أغدا ألقاك لأم كلثوم ،صارت تردد معها حتى وصلت مقطع يا رجائي انا كم عذبني طول الرجاء.
خرجت منها صرخة آآآآآه تشق الحجر ،فدخلت أمها التي كانت امام الغرفة تراقبها بحزن ضمتها إليها كأنها تريد أن تعتصر منها الحزن وتمتصه خلايا جسمها هي :
-كفي يا ابنتي،يكفي تعذيبا لنفسك ،أما يئست من الرجاء؟
-آآآآه!خاب الرجاء يا ماما ،خاب الرجاء.
-أما وقد علمت أن لا ذنب لك ،انسيه يا ابنة عمري ،انسيه.
خرجت من حضنها ومسحت دموعها بظهر يدها
-هل كنت تعرفين؟
-أحسست وشككت، ثم تأكدت ،ولكنني لم أعرف التفاصيل،عرفت أن ابتي تحب ،وإن حبيبها بعيد وانها تنتظره.
ابتسمت بين دموعها.
-هي الأغنية إذن ،أم كلثوم وشت بي.
-هو قلب الأم حبيبتي،كيف لا احس بك وابتسامتك لا تصل عينيك .مزاحك وضحكتك تتخللها تنهيدة هي وحدها من القلب،انغماسك في شغلك كأنه قارب نجاتك،كيف لا اخمن ،ثم انتبه واتأكد.
-جربت الحب يا سعدية ؟
-جربته وعشته،غير أن حبنا ليس كحبكم ،أحببته بعد أن عاشرته لم اعرفه قبل الزواج ،و أقبلت على الحياة معه خائفة منه ومن أمه، ولكنه زرع في نفسي الاطمئنان،أصبح هو الأمان والسند ،هو الأب والأخ والصديق ،نما حبه في قلبي عبر الأيام تسقيه المودة والرحمة،لم أعرف من الرجال غيره، هو عندي كل الرجال.
-وهو هل احبك ؟
-قلت لك انه كان لي الأمان والسند ،ماذا تظنين ،ثم يا عائشة ،لقد رأيت خوفه علي، معاملته التي تجعلني احس أنني ملكة ،ألم تري حبه لي؟
-هنيئا لك وله،رغم أنني أشتاق لأبي ،ولكنني أراه في عينيك،واليوم سمعته في صوتك،كأنه لم يمت بل انصهر فيك.
-ومن قال أنه مات،روحه وقلبه معي وحولي.
شردت عائشة كأنها تحدث نفسها:
-لا أخفيك أنني أيضا كنت احس روحه حولي حتى سمعته يتبرأ من حبي،سخرت من سذاجتي،من قلبي الذي حملني ذنبا لم أذنبه،من غبائي لأنني صدقت أمه واخته قبل سفره ثم صدقتهما بعد رفضه أن يعود .
قلدت أمه
-كلميه يا ابنتي،حبه لك سيعيده ،قولي له أنني من أجبرتك على ماقلته له ،حلفيه بحبك أن يعود .
-كانت تستعملني كدمية، وانا من حبي له كنت كما قال المطرب.(حبيت جيرانو واحبابو واهلو وكل من كان فالاوصاف يشبه لو )
-وهاقد سمعته وعرفت الحقيقة ،عودي إلى نفسك ،احبي عائشة ،افتحي قلبك للحياة .
-اطمئني،سأرمي كل اغاني ام كلثوم ،واستبدلها بسيرة سعيد .
عادت إلى روحها الجميلة ومزاحها ،فجارتها أمها ضاحكة:
-إنما اختاري منها تلك التي بعد طلاقها، قوية ومقبلة على الحياة.
قاطعها هاتف عائشة
-يا أهلا بمهندستنا كامي.
-اهلابك حبيبتي ،اشتقت لك.
-عودي إذن ،انا أيضا أحتاج إليك.
-ليس قبل نهاية الأسبوع، بعد أن نعطي التعليمات للشطر التالي من المشروع.
-واخبار سيد يوسف؟
-لهذا اتصلت بك ،يقول انه أخي، اسألي خالتي سعدية ستدلك على رسالة من امي ،ارسلي صورتها على الواتساب،انا انتظر.
-حاضر ،اهدأي كامي ،ستكونين بخير.
انهت المكالمة والتفتت إلى أمها.
-ما حكاية سيد يوسف أمي، هل تعرفين شيئا ؟
-كل ما اعرفه انه سألني إن كنت اعرف أهلها، أخبرته بما اعرف .
-وعن اية رسالة تتكلم كامي
-رسالتين، واحدة من أمها جميلة وأخرى من أمها حليمة التي هي في الحقيقة خالتها.
-هي تريد رسالة أمها، هاتها لأرسلها لها.
رنة اخبرتها بوصول رسالة ،فتحت الهاتف بلهفة ،ورأت صورة رسالة قديمة ،على ورقة ما عاد لمثلها وجود ،ورقة من زمن الخطابات الورقية ،كأنها لوحة نرجس و زهرة الكاميليا ،خطت عليها كلمات كأنها رسمت بحب ،تمنت لو كان الخطاب بين يديها لتشمه وتستنشق عبيره .
ضاقت بها الغرفة ،رسالة من الماضي يجب أن تفتح لها الفضاء لتسمعها وترقص مع احرفها، فتحت الباب الزجاجي نحو الشاطئ وخطت على الرمال ،كأنها في عالم خال إلا منها.
-ابنتي ،زهرة الكاميليا.
لابد أنك كبرت لتقرأي رسالتي،أرجو أن تكون اختي حليمة قد أدت الوصية وحافظت على الأمانة .
كاميليا!أعلم أن خالد ليس أمينا ولا شريفا، واطلب من الله ألا يؤذيك ،حليمة وعدتني أن تحميك منه ولو بعمرها ،أعلم أنها ستفي بوعدها لأنها تحبني ،وتحبك بعدي.
مادمت قد كبرت وتقرأين رسالتي ،فاعلمي أنني احببت أباك كما أحبني، وزواجنا لم يكن سرا ،كما أنه لم يكن مقبولا ،لقد عشت مع ابيك أجمل أيام عمري رغم قصرها ،ولكن قدرنا كان هو الفراق ،ابوك مرض ،وهو يحتضر أخذته إلى أهله، رغم أنه لم يطلب مني ذلك ،ورغم أنه تمنى كما تمنيت أن يبقى في حضني حتى الرمق الأخير ،ولكنني رأيت بعينيه شوقه لأهله ورغبته في غفران أبيه قبل موته ،وأن يضم إلى صدره ابنه ،أخاك ،ابنه من زوجته الأولى وابنة عمه ،ماكان يذكرها إلا بخير ،أخبرته بحملها بعد أن طلقها وتزوجها، وفرح بولده كثيرا ،كلما زارها عاد حزينا،انفطر قلبي عليه وهو منشور إلى نصفين ،شق معي بروحه وجسده وشق مع ابنه البكري يهفو إلى ضمه إليه ،ولكن جدك حال دونه،لن أقبل أن يموت مشتاقا غريبا كما عاش،نعم لقد اكتفى بي عن العالم،مادام الأمل ومادامت الحياة ،ولكنه اليوم يحتضر وله علي أن أريح قلبه اهدأ روحه،فقسوت على قلبي وودعته على باب قصرهم المهيب.
لو عشت لأخذتك إلى جدك ،وعشت هناك خادمة لك وله،ولكنني خشيت أن أموت فتتيتمي وسط ناس لا اعرفهم ،وخشيت أن يمتد كره جدك لي ليطالك انت ،ولهذا أمنت عليك خالتك ،و سلاحها ضد زوجها هو إيراد البيت ،فهو عبد المال .
الآن وقد عرفت من ابوك ،ولابد أنك رأيت عقد الزواج والصور ،تبقى لك حرية القرار ،لو أردت أن تتعرفي على اهلك وجدك ،فطريقك لابد ان يمر عبر ابنة عم ابيك وزوجته الأولى،لقد حكى لي ابوك انها لم تكرهني ،ولا حقدت عليه ،وانها كانت طيبة القلب ،تمنت لنا السعادة وتمنى أن تجد هي أيضا رجلا تعيش معه قصة حب ،و مع الصور ستجدين صور طفل صغير عليها اسمه ،إنه اخوك من زوجته الأولى، لو كانت كما قال ابوك عنها فهي التي ستساعدك لتصلي إلى اهلك وتعرفي أخاك، وإن رفضتك ورفضوا هم أيضا لا تحزني ،عيشي حياتك كأنك لم تسمعي عنهم ،إيراد البيت يكفيك ،خذي فيه شقة لك ،تزوجي وكوني أسرة خاصة بك .
زهرة الكاميليا
لا تشكي ولو لحظة في حبنا انا وابيك لك ،لو كان بيدنا لعشت بيننا أميرة، بل ملكة ،ولكنه حكم الله ،لحكمة هو وحده يعرفها ،فلا تلومينا، ولا تنسينا بالدعاء.
امك التي تحبك عبر الزمن والمكان ،جميلة.
احبك .
عادت إلى غرفتها ،فتحت درج الطاولة قرب السرير وأخذت قرصا منوما، لن تفكر ،ستنام الآن ،وغدا لناظره قريب.
استيقظ على رنين هاتفه ،إنه مجدي ،أجاب ومايزال النوم يغلب
-ماذا يا مجدي ،راع أنني مريض يا اخي .
-ادخل الفايس ،و انظر خبر الساعة .
-وهل هو مهم حتى توقظني في هذا الوقت .
-أفعل، ثم اتصل بي.
فعل كما قال له ،وصدم من الخبر
(من تكون زوجة المليونير ورجل الأعمال يوسف المنصوري)
صور لكاميليا منذ كانت في الكلية ،ومع أبيها واخيها ،وتعليق على الصور انها نكرة يجهل أصلها جاءت من بلدة هامشية فقيرة ،وكلام مهين على هذا المنوال.
ولكن الأهم هو فيديو لابيها يدعي انها تنكرت له وهو عاجز مريض ،بعد أن قبض إلى أخيها في قضية مخدرات وانه لا يجد مايسد به رمقه.
تعاطف الناس معه جعلهم يصدقون ماقيل قبله ،ونزلت التعليقات تسب وتلعن الفتاة المتسلقة، العاقة، التي جاءت من الحضيض لتتزوج رجل أعمال وتكهنات مخزية عن طريقتها في الإيقاع به .
كل هذا جعله يلقي الهاتف غاضبا.
رن الهاتف ،إنه مجدي
-رأيت؟ عرفت المؤثر صاحب القناة؟طبعا تعرف او على الاقل تخمن من وراءه
-لينا ،ومن غيرها.
-ولكن يوسف المنصوري لن يظنها لينا ،تعرف انه سيتهمك انت.
-وما مصلحتي في التشهير بكاميليا ؟
-غيرة مثلا لأنك كنت زوجها. سيعتبر انك تشن عليه حربا قذرة .
-فليظن مايشاء
-مراد ،لاتنس انه منافس شرس ،وإن مرضك يبعدك عن الشركة ،فلا تكلف أباك حربا هو في غنى عنها.
-وماذا بيدي لافعله.
-اجعل لينا توقف الفيديو
-ستنكر .
-انا حذرتك ،وانت أفعل الصواب ،الى اللقاء.
اثنان آخران علما بالخبر ،يوسف وأمنية ،مجرد أن رن هاتفها ورات اسمه على الشاشة اجابت بسرعة .
-رأيت الخبر ؟هل رأته كامي؟
-اهدأي ،انا رأيته، وقرأت التعليقات ،ضباع وخسيس القى لها جثة ،غدا اتصلي بالاستاذ الوزاني المحامي تعرفينه.
-نعم كان استاذي بالجامعة
-اتصلي به سينتظرك بمكتبه هو محامي الشركة ،ساعطيه خبرا بقدومك ،هو سيتصرف مع صاحب القناة.
-سأفعل ،فقط احرص الا تراه كاميليا
-سأحاول، ولا تنسي نتيجة التحليل ،اصبحت أهم الآن.
-لن أنسى، سأرسلها لك قبل أن أذهب إلى الاستاذ الوزاني.
ركب سيارته وقاد نحو شقة لينا
فتحت له ورأت الشر بعينيه، علمت سببه ولكنها تظاهرت بالبراءة
-حبيبي أخيرا رضيت وزرتني
دفعها ليدخل ويغلق الباب.
-ألم أقل لك أن تبتعدي عن كاميليا؟
-وما شأني بها ؟
-ألم أحذرك انها أصبحت زوجة اهم منافس لنا؟
-لماذا تذكرني بكلام فات ،ما المناسبة ؟
-انت أدرى .
وقف وامسك معصمها بقوة آلمتها.
-تتصلين بصاحب القناة ،يوقف الخبر والفيديو ،وإلا رأيت مني ماتكرهين.
-وما شأني انا ؟ كيف تطلب مني شيئا ليس بيدي ؟
-بل بيدك ومن تخطيطك. كل الهجوم على كاميليا هو من تخطيطك ،وحتى أنهي معك الموضوع ،الأحسن أن تفعلي ما امرتك به ،لأن لو حصل أن طلقها يوسف ،سأردها لعصمتي،وبحفل زفاف يرد لها اعتبارها، فهمت؟اجيبي، فهمت؟
هزت رأسها موافقة، فخرج صافعا الباب بغضب.
-انقلب السحر على الساحر، لعنك الله يا سارة ،لعبت بالنار وستحرقني، وانت ستستفيدين ،ماذا؟ وهل ينظر يوسف المنصوري لسارة؟ لا ،لا يمكن.
خرجت وراءه ،وتوجهت نحو الفيلا لترى سارة .
وقفت في الصالون تنتظر نزولها ،وجاءتها نادية بعصير قبل أن تنسحب لتنام
-حبيبتي ،لينا ،رأيت الخبر ،ضربة في الصميم.كيف فعلت ذلك؟
لم تنتبه ولا واحدة منهما إلى الواقف بباب المطبخ بيده كأس ماء بارد ،بعد جملة اخته الأولى، حرص الا يُرى ،وإن يسمع الحوار كله.
-فعلته بوسائل الخاصة ،بقي على المؤثر أن يستعمل قناته فقط ،لأن له متابعين بالآلاف.
-لابد أنه سيطلقها الآن ،لن يقبل على نفسه مثلها زوجة.
-وهنا دورك ،يجب أن تقفي معي كما فعلت معك.
-وانا معك ،اؤمريني.
-لو سألك مراد ،انت من اتصلت بالمؤثر وانت من اعطيته الصور وعنوان أبيها.
-ولماذا ؟ ما شأن مراد بها ؟
-مراد شك ،بل تأكد أنني وراء الفضيحة ،و هددني انها لو طلقت سيتزوجها.
-لا تهتمي بتهديداته،ماما لن تقبل ،وتعرف كيف تقنعه، مسرحية صغيرة تدعي فيها انها مريضة والتوتر خطر عليها ،ويتخلى عن فكرته.
-قلت لك انه مصر ،ولن ينفع معه تمثيل ولا إقناع ،ثم إنه لن يفعل لك شيئا،قولي انك تحقدين عليها لأنها أجبرته على الطلاق مثلا،وانها ابدلته بمنافسه.
-لن أفعل، لا ،لا،انا لا أأمن غضبه ولا غضب أبي.
-إذن سأخبره عن سرك عزيزتي ،وأخبر أباك وامك.
-هكذا إذن ،تبتزينني.
-مصلحتي أولا،افعلي وإلا أخبرته عن حملك في الحرام ،وإجهاضك.
-افعلي،وأخبره كيف اخذت فحوصات حملي باسمك وارسلتها لكاميليا حتى تصمم على الطلاق ،بعد أن أخبرك وهو سكران انه قال لها انه لايريد منها أطفالا.
إلى هنا ولم يعد يستطع أن يتمالك نفسه أكثر. فخرج اليهما.
-يا بنت *****كل هذا تخطيط منكما ؟ تستعملني كل واحدة حسب هواها.
جاء ابوه تتبعه أمه على صراخه.
-تخططان لتفضحانها بما ليس فيها ،انت إذن سبب تصميمها على الطلاق.
-ماذا يحدث هنا ؟
-تعال يا سيد فايز ،الجواب على سؤال طالما حيرنا انا وانت .كاميليا أصرت على الطلاق لأنها ظنت لينا حاملا مني.
-وكيف تظن ذلك؟
-لأنها ارسلت لها فحوصات حمل ،حقيقية ولكنها ليست لها بل لابنتنا المصون.
صرخت أمه بوجهه
-كيف تتهم اختك بشرفها، بلغ بك حب كاميليا هذا الحد
-هاهي أمامك اسأليها ،أم أن سهرها خارج البيت ،و طريقة لباسها ،واصحابها لم تثر شكوكك ؟
-هذا الكلام صحيح يا سارة؟
- Bravo !هكذا ستجيبك
-تكلمي ،هل كنت حامل ام انها لينا.
-لا يا سيدة نادية ،لست أنا، سارة كانت حاملا ،رافقتها إلى دكتور ،وفعلا جعلت التحليلات وصور الرنين المغناطيسي باسمي وارسلتها إلى كاميليا.
-ساااارة!تكلمي!
-وماذا ستقول؟
قال هذا وتقدم منها ليصفعها
-ابنتي عاهرة ،ابنة فايز عاهرة.
أمسك بشعرها يجرها لايدري إلى أين، تعالى صراخ أمها، بينما جر مراد لينا من يدها
-اخرجي من هنا ،لا أريد أن اعرفك بعد اليوم ،اخرجي!!!!!
عاد ليأخذ اخته من يد أبيه
-اصعدي إلى غرفتك هيا.
فرت من أمامه، بينما جلس أبوه ورأسه بين يديه
-البنت لأمها ،مهما فعلت ،البنت لأمها.
رفع عينين قاسيتين نحو زوجته
-تربية عاهرة ماذا ستكون ،حملت سفاحا مثلك ،بل قد يكون تخطيطك ،قولي من كان الضحية الذي أفلت منك هذه المرة ،اخترت لها ثريا ودربتها لتحمل منه
أمسك ذراعها يهزها وقد غيبه الغضب.
-ظننت أنه سيكون مثلي ويتزوجها لأجل طفله؟ هاه اجيبي! ألقاها على الأرض
-ليتني ما رأيتك ولا عرفتك يوما.
قصد غرفته ،نسي وجود مراد ،مراد الذي بقي مصدوما مما سمع .
(هل يعقل هذا ؟هل انا هو ذاك الطفل الذي جاء من حرام؟انا الذي اهنت وأذللت كاميليا لأنها ابنة خالد المدمن ،اكون أقل منها بدرجات ،انا مهما كنت ابن حرام ،اضطر أبي أن يقبل زوجة يكرهها لأجلي ،وانا قتلت ابني في الحلال لأكسر أمه زوجتي ،لاقهرها أكثر.
انا ،مراد فايز ابن حرام؟؟؟!!!!)
خرجت منه صرخة مدوية ،آاااااه،قبل أن يقع والدم يخرج من فمه.صرخت أمه
-مراااد ابني ،فايز ،فايز
جاء ابوه على صراخها ،أسرع يحمل ابنه إلى المستشفى .
هناك اسعفه وسام وفريق من الأطباء والممرضين، قبل أن ينقل إلى غرفته.
وبعد أن افاق من أثر المسكن ،رفض اي دواء او علاج ،وأصر أن يغادر المستشفى ،عنفه وصراخه أجبر وسام على حقنه بمنوم، و كلم أباه مقررا أنه يجب أن يحول الى الطب النفسي،لأن نوبات القرحة اشتدت و السبب يكون دائما التوتر الناتج عن خبر أو موقف يحزنه او يغضبه،والعلاج العضوي لن يفيد دون علاج نفسي موازي.
تابعت عائشة مع دكتورة نفسية رشحها لها دكتور القلب،في الوقت الذي كانت تدير الشركة في غياب يوسف وكاميليا .
حجز يوسف بفندق على ساحل الاطلسي،تفتح الغرف عبرأبواب زجاجية على الشاطئ.
بعد يوم طويل في مراقبة ماتم بناءه ،ومتابعة ما سيبنى ،عادت إلى غرفتها ،اخذت حماما دافئا ،غيرت ،وخرجت الى الشاطئ،وهناك استسلمت للهدوء ليلفها النعاس.
فتح الباب الزجاجي ،فرآها مستلقية على الكرسي الخشبي الطويل ،تقدم نحوها ،ابتسم لنومها الهادئ مطمئنة كأنها في أمان بيتها.
-كاميليا ،كاميليا!
-امممم
-قومي ،برد المساء و خشونة الكرسي سيصيبك بتشنجات، وألم بظهرك.
كلامه ايقظها ،فاستقامت جالسة ،ترتب ثيابها وحجابها الأبيض.
-اعتذر ،نمت من التعب.
-لا عليك ،استحملي ساعة أخرى وادخلي لتستريحي.
رأت ملف أوراق بيده.
-هل من مشكل في الموقع؟
-اطمئني ،الموضوع بعيد عن الشغل.
اعتدل في جلسته ،وقال
-تشابه اسمينا لم يفتني يوم رأيت cvالذي قدمت لي عائشة ،وقالت انك صديقتها وشكرت همتك، لم أهمل هذا لأنني كنت اعرف أن لي قريبة بالمدينة او قريبا منها.ولكنني لم أطمع أن ألقاها بهذه السهولة ،وبحثت عن ماضيك ،لم يعجزني الوصول إليه لأن مقدمته كانت معي.
-لا أفهم، بماذا يهمك ماضيَّ
-ستفهمين، والدي توفاه الله وقد تجاوزت الرابعة بقليل،عشت مع جدي ،أمي كانت قد تزوجت بعد طلاقها من أبي،قصة عادية ومكرر كثيرا،ولكنني بعد أن كبرت ،صرت اسمع كلمة هنا وجملة هناك عن ابنة تركها والدي في مكان آخر ،ولكن لا أحد يستطيع أن يتكلم او يصارحني بوجود جدي،غبت سنوات الدراسة ،ولما عدت دعتني أمي ،بعد أن قدمت الأكل ورحبت بي هي واخوتي الأصغر مني
-يوسف ،العمر يجري ،وانا انتظرت أن يكلمك جدك ،ولكنه على قسوته لا يتغير ،وانا أضعف من أن أقابل ربي وانا احمل هذا السر.
-وأي سر هذا الذي يذنبك امام الله.
حكت لي كيف أن والدي تزوجها غصبا ،لا هي احبته ولاهو رغب بها ،عاشا مع جدي ورضيا بالنصيب كما يقال ،
انتقلا إلى مدينة أخرى بحكم وظيفة ابي ،وهناك وجد نصفه الآخر ،المرأة التي أحبها ،لم يكذب على أمي، و احترمت صدقه ،ولأنها لم تكن عاشقة له او تحبه بمفهوم الهوى والغيرة ،بل كانت تحب أن تعيش هي أيضا تجربة الحب ،والحياة مع رجل يعشقها وتعشقه، فاتفقا على الطلاق.وامي حامل ولكنها لا تعرف بعد.
ظن أبي أنه انتصر على أبيه، وتزوج حبيبته ،مهما حاولت أمي أن تظهر انها لم تتأذ من الطلاق بقدر ما تأذت من الزواج لم يصدقها لا جدي ولا أبوها والغضب طال الزوجين السعيدين.
تزوجت أمي وقد بلغت السنتين،وكانت هذه المرة سعيدة في زواجها ،فلان قلب جدي وأخيه والدها ،سألا عن والدي ،واعانه والده على بناء بيت ليعيش فيه،هو وزوجته،ولكنه مرض ،فعاد ليموت وسط أهله.
أذكر أنه كان كثيرا مايضمني ويخبرني شيئا وهو يبكي ولكنني لصغر سني لم أفهم مايقول
كأن الصورة بدأت تتكون أمامها ولكنها لم تقاطعه، أرادت أن يكمل الحكاية .
بعد أن حكت لي أمي قصتها مع والدي جاءت إلى بيت القصيد
-زوجة ابيك انجبت بنتا ،هي اختك من أبيك، جدك لابيك يعلم كما يعلم أبي بوجودها ،ربتها خالتها لأن أمها ماتت وهي تلدها.
-وكيف تعرفين اخبارها؟
-يا بني ،ليس كالاخبار سهولة في الوصول ،ويأتيك بالاخبار من لم تُزَوِِّدِ، حتى أننا لا نسأل ،غير أن عمي بعد أن لان لابنه بعد زواجي ،عاد يحملها موت ولده ،فكرهها وكره ابنتها .
-ولماذا يكره الصغيرة ؟
-المهم انه الآن مريض ،ولايفتأ يذكر أباك ،أسأله عن اختك ،وإن كان مايزال على موقفه كلمه ،و حنن قلبه عليها،وحتى لو رفض، أبحث عنها ،أبوك لم بذنب ،ولا أمها اذنبت، لقد رأيتها من حيث لم ترني ،هي من احضرته ،رأيت كيف تحضنه مودعة ،و لأننا بقينا صديقين اخبرني انها من أصرت أن يعود بعد أن عز الدواء واقترب الأجل ،ليس زهداً فيه ،ولكن رحمة به ،احست بقلبه يحن إلى أصله ،بروحه تريد أن تودع أصولها ،فضحت بلحظة وداعه الأخير ليكون بين أهله ولا يموت غريبا.
ابوك من اخبرني انها كانت حامل ،ثم أوصى بالمولود وهو يسلم الروح إلى بارئها.
حملتني الوصية وكلفتني بالأمانة ،استراحت واشهدت الله انها قد بلغتني وأخلت ذمتها.
قمت من بيتها نحو غرفة جدي ،كأنه يقرأكتابا مفتوحا علم ما أريد منه:
-أخبرتك عن أختك؟
-لماذا أخفيتم وجودها عني؟
-وبماذا تنفعك معرفتها؟
-كيف ؟ أليست اختي لحمي وعرضي؟
-أمها حرمتني من ولدي
-ولدك من اختار ،ثم هي لم يكن لها يد في بعده ،وظيفته من حكمت ،كيف تحملها ذنبا ليس ذنبها ،ثم كم ابتعد عنك ولدك سنتين ثلاثة؟
من باب أولى أن تضم إليك ابنته،أن تكفلها وقد علمت أن أمها ماتت وبقيت يتيمة منقطعة .أن تبر ولدك في ابنته.
-فعلت ،فيك انت .
-جدي ،انا أخبرك، سأذهب للبحث عن اختي ،لن ارتاح وانا لا أعلم عنها شيئا.
-إذن فقد قررت.
-نعم ،ولن أعود دونها.
اذعن لقراري، رغم عبوسه رأيت ابتسامة على جانب فمه وإشراقة بعينيه مهما ادعى القسوة ،كان بداخله قلب أو أنه الحزن على وحيده.ورغبته في ضم قطعة أخرى منه.
-اختك ليست بحاجة لمال ،فابوك ترك لها بيتا ،اربع طوابق بها ثمان شقق ،وآخر ما عرفت عنها أنها التحقت بالجامعة .
-أين،؟ أية مدينة .
أعطاني كل المعلومات قبل أن يفصح عن فكرته.
-مشروع الشركة الذي تفكر فيه ،سينجح في مدينة كبيرة ،ولن تجد احسن من المدينة حيث اختك .ساساعدك ،انشئ شركتك هناك ،وابحث عن اختك ،لابد انها في السنة الثانية او الثالثة في الجامعة.
-الا تعرف كلية ماذا؟
-لا أدري، ولا اعرف حتى اسمها،عليك أن تعرف بنفسك .
فعلا ،ساعدني ،والشركة كبرت ،ولكنني كنت أبحث عنك دون جدوى ،كمن يجري وراء سراب.
حتى رأيت ملفك ،واسمك ،فبعث الأمل من جديد.
-هل تقول أنني الأخت التي تبحث عنها؟
-نعم ،خذي،هذه صورة لأبينا، لابد أنك رأيت صورة له.
-وما يدريني انها الحقيقة ؟
-وماذا سأستفيد من كذبة كهذه؟
-لا أدري ،عن إذنك ،احتاج أن أنام عندي صداع .
اخرج هاتفه واتصل بامنية
-السلام عليكم ،انا آسف لأنني اتصل في هذا الوقت.
-وعليكم السلام ،لا ضير ،انا لم انم بعد
-هل توصلت بنتيجة ADN؟
-تواصلت مع المختبر ،النتيجة ستكون غدا صباحا ،سأرسلها لك كما اتفقنا.
-حسنا ،لأنني كلمت كاميليا ،ويبدو أنها تحتاج إثباتا قويا لتصدق.
-ليس هينا مامرت به كامي،تعيش عمرا مع اب واخ يتضح انهما أسرة خالتها،واليوم غريب يقول انه أخوها ،فعلا صعب.
-أرجو أن تصدق عندما ترى نتيجة التحليل.
-أراك متأكد أنها ستكون إيجابية.
-كاميليا اختي لاشك ،مشاعري نحوها مشاعر اخ كبير ،أحس بمسؤولية اتجاهها،لايمكن أن أكذب إحساسي.
-وانا لا أحب الى قلبي أن أرى لها أخا يسندها ويحميها.سارسل النتيجة غدا ،تصبح على خير.
-شكرا ،أستاذة، تصبحين على خير.
أما كاميليا ،استلقت على السرير،وراحت تستعيد كل لقاء لها بيوسف ،اهتمامه بها ،ثقته وفخره،فعلا تصرفاته تصرفات أخ ،والصورة صورة أبيها هو نفسه الرجل على الصور مع امهاجميلة،ولكن هل هذا كاف لتثق مرة أخرى.
كانت تجلس بشرفة غرفتها ،تسمع اغنيتها المفضلة أغدا ألقاك لأم كلثوم ،صارت تردد معها حتى وصلت مقطع يا رجائي انا كم عذبني طول الرجاء.
خرجت منها صرخة آآآآآه تشق الحجر ،فدخلت أمها التي كانت امام الغرفة تراقبها بحزن ضمتها إليها كأنها تريد أن تعتصر منها الحزن وتمتصه خلايا جسمها هي :
-كفي يا ابنتي،يكفي تعذيبا لنفسك ،أما يئست من الرجاء؟
-آآآآه!خاب الرجاء يا ماما ،خاب الرجاء.
-أما وقد علمت أن لا ذنب لك ،انسيه يا ابنة عمري ،انسيه.
خرجت من حضنها ومسحت دموعها بظهر يدها
-هل كنت تعرفين؟
-أحسست وشككت، ثم تأكدت ،ولكنني لم أعرف التفاصيل،عرفت أن ابتي تحب ،وإن حبيبها بعيد وانها تنتظره.
ابتسمت بين دموعها.
-هي الأغنية إذن ،أم كلثوم وشت بي.
-هو قلب الأم حبيبتي،كيف لا احس بك وابتسامتك لا تصل عينيك .مزاحك وضحكتك تتخللها تنهيدة هي وحدها من القلب،انغماسك في شغلك كأنه قارب نجاتك،كيف لا اخمن ،ثم انتبه واتأكد.
-جربت الحب يا سعدية ؟
-جربته وعشته،غير أن حبنا ليس كحبكم ،أحببته بعد أن عاشرته لم اعرفه قبل الزواج ،و أقبلت على الحياة معه خائفة منه ومن أمه، ولكنه زرع في نفسي الاطمئنان،أصبح هو الأمان والسند ،هو الأب والأخ والصديق ،نما حبه في قلبي عبر الأيام تسقيه المودة والرحمة،لم أعرف من الرجال غيره، هو عندي كل الرجال.
-وهو هل احبك ؟
-قلت لك انه كان لي الأمان والسند ،ماذا تظنين ،ثم يا عائشة ،لقد رأيت خوفه علي، معاملته التي تجعلني احس أنني ملكة ،ألم تري حبه لي؟
-هنيئا لك وله،رغم أنني أشتاق لأبي ،ولكنني أراه في عينيك،واليوم سمعته في صوتك،كأنه لم يمت بل انصهر فيك.
-ومن قال أنه مات،روحه وقلبه معي وحولي.
شردت عائشة كأنها تحدث نفسها:
-لا أخفيك أنني أيضا كنت احس روحه حولي حتى سمعته يتبرأ من حبي،سخرت من سذاجتي،من قلبي الذي حملني ذنبا لم أذنبه،من غبائي لأنني صدقت أمه واخته قبل سفره ثم صدقتهما بعد رفضه أن يعود .
قلدت أمه
-كلميه يا ابنتي،حبه لك سيعيده ،قولي له أنني من أجبرتك على ماقلته له ،حلفيه بحبك أن يعود .
-كانت تستعملني كدمية، وانا من حبي له كنت كما قال المطرب.(حبيت جيرانو واحبابو واهلو وكل من كان فالاوصاف يشبه لو )
-وهاقد سمعته وعرفت الحقيقة ،عودي إلى نفسك ،احبي عائشة ،افتحي قلبك للحياة .
-اطمئني،سأرمي كل اغاني ام كلثوم ،واستبدلها بسيرة سعيد .
عادت إلى روحها الجميلة ومزاحها ،فجارتها أمها ضاحكة:
-إنما اختاري منها تلك التي بعد طلاقها، قوية ومقبلة على الحياة.
قاطعها هاتف عائشة
-يا أهلا بمهندستنا كامي.
-اهلابك حبيبتي ،اشتقت لك.
-عودي إذن ،انا أيضا أحتاج إليك.
-ليس قبل نهاية الأسبوع، بعد أن نعطي التعليمات للشطر التالي من المشروع.
-واخبار سيد يوسف؟
-لهذا اتصلت بك ،يقول انه أخي، اسألي خالتي سعدية ستدلك على رسالة من امي ،ارسلي صورتها على الواتساب،انا انتظر.
-حاضر ،اهدأي كامي ،ستكونين بخير.
انهت المكالمة والتفتت إلى أمها.
-ما حكاية سيد يوسف أمي، هل تعرفين شيئا ؟
-كل ما اعرفه انه سألني إن كنت اعرف أهلها، أخبرته بما اعرف .
-وعن اية رسالة تتكلم كامي
-رسالتين، واحدة من أمها جميلة وأخرى من أمها حليمة التي هي في الحقيقة خالتها.
-هي تريد رسالة أمها، هاتها لأرسلها لها.
رنة اخبرتها بوصول رسالة ،فتحت الهاتف بلهفة ،ورأت صورة رسالة قديمة ،على ورقة ما عاد لمثلها وجود ،ورقة من زمن الخطابات الورقية ،كأنها لوحة نرجس و زهرة الكاميليا ،خطت عليها كلمات كأنها رسمت بحب ،تمنت لو كان الخطاب بين يديها لتشمه وتستنشق عبيره .
ضاقت بها الغرفة ،رسالة من الماضي يجب أن تفتح لها الفضاء لتسمعها وترقص مع احرفها، فتحت الباب الزجاجي نحو الشاطئ وخطت على الرمال ،كأنها في عالم خال إلا منها.
-ابنتي ،زهرة الكاميليا.
لابد أنك كبرت لتقرأي رسالتي،أرجو أن تكون اختي حليمة قد أدت الوصية وحافظت على الأمانة .
كاميليا!أعلم أن خالد ليس أمينا ولا شريفا، واطلب من الله ألا يؤذيك ،حليمة وعدتني أن تحميك منه ولو بعمرها ،أعلم أنها ستفي بوعدها لأنها تحبني ،وتحبك بعدي.
مادمت قد كبرت وتقرأين رسالتي ،فاعلمي أنني احببت أباك كما أحبني، وزواجنا لم يكن سرا ،كما أنه لم يكن مقبولا ،لقد عشت مع ابيك أجمل أيام عمري رغم قصرها ،ولكن قدرنا كان هو الفراق ،ابوك مرض ،وهو يحتضر أخذته إلى أهله، رغم أنه لم يطلب مني ذلك ،ورغم أنه تمنى كما تمنيت أن يبقى في حضني حتى الرمق الأخير ،ولكنني رأيت بعينيه شوقه لأهله ورغبته في غفران أبيه قبل موته ،وأن يضم إلى صدره ابنه ،أخاك ،ابنه من زوجته الأولى وابنة عمه ،ماكان يذكرها إلا بخير ،أخبرته بحملها بعد أن طلقها وتزوجها، وفرح بولده كثيرا ،كلما زارها عاد حزينا،انفطر قلبي عليه وهو منشور إلى نصفين ،شق معي بروحه وجسده وشق مع ابنه البكري يهفو إلى ضمه إليه ،ولكن جدك حال دونه،لن أقبل أن يموت مشتاقا غريبا كما عاش،نعم لقد اكتفى بي عن العالم،مادام الأمل ومادامت الحياة ،ولكنه اليوم يحتضر وله علي أن أريح قلبه اهدأ روحه،فقسوت على قلبي وودعته على باب قصرهم المهيب.
لو عشت لأخذتك إلى جدك ،وعشت هناك خادمة لك وله،ولكنني خشيت أن أموت فتتيتمي وسط ناس لا اعرفهم ،وخشيت أن يمتد كره جدك لي ليطالك انت ،ولهذا أمنت عليك خالتك ،و سلاحها ضد زوجها هو إيراد البيت ،فهو عبد المال .
الآن وقد عرفت من ابوك ،ولابد أنك رأيت عقد الزواج والصور ،تبقى لك حرية القرار ،لو أردت أن تتعرفي على اهلك وجدك ،فطريقك لابد ان يمر عبر ابنة عم ابيك وزوجته الأولى،لقد حكى لي ابوك انها لم تكرهني ،ولا حقدت عليه ،وانها كانت طيبة القلب ،تمنت لنا السعادة وتمنى أن تجد هي أيضا رجلا تعيش معه قصة حب ،و مع الصور ستجدين صور طفل صغير عليها اسمه ،إنه اخوك من زوجته الأولى، لو كانت كما قال ابوك عنها فهي التي ستساعدك لتصلي إلى اهلك وتعرفي أخاك، وإن رفضتك ورفضوا هم أيضا لا تحزني ،عيشي حياتك كأنك لم تسمعي عنهم ،إيراد البيت يكفيك ،خذي فيه شقة لك ،تزوجي وكوني أسرة خاصة بك .
زهرة الكاميليا
لا تشكي ولو لحظة في حبنا انا وابيك لك ،لو كان بيدنا لعشت بيننا أميرة، بل ملكة ،ولكنه حكم الله ،لحكمة هو وحده يعرفها ،فلا تلومينا، ولا تنسينا بالدعاء.
امك التي تحبك عبر الزمن والمكان ،جميلة.
احبك .
عادت إلى غرفتها ،فتحت درج الطاولة قرب السرير وأخذت قرصا منوما، لن تفكر ،ستنام الآن ،وغدا لناظره قريب.
استيقظ على رنين هاتفه ،إنه مجدي ،أجاب ومايزال النوم يغلب
-ماذا يا مجدي ،راع أنني مريض يا اخي .
-ادخل الفايس ،و انظر خبر الساعة .
-وهل هو مهم حتى توقظني في هذا الوقت .
-أفعل، ثم اتصل بي.
فعل كما قال له ،وصدم من الخبر
(من تكون زوجة المليونير ورجل الأعمال يوسف المنصوري)
صور لكاميليا منذ كانت في الكلية ،ومع أبيها واخيها ،وتعليق على الصور انها نكرة يجهل أصلها جاءت من بلدة هامشية فقيرة ،وكلام مهين على هذا المنوال.
ولكن الأهم هو فيديو لابيها يدعي انها تنكرت له وهو عاجز مريض ،بعد أن قبض إلى أخيها في قضية مخدرات وانه لا يجد مايسد به رمقه.
تعاطف الناس معه جعلهم يصدقون ماقيل قبله ،ونزلت التعليقات تسب وتلعن الفتاة المتسلقة، العاقة، التي جاءت من الحضيض لتتزوج رجل أعمال وتكهنات مخزية عن طريقتها في الإيقاع به .
كل هذا جعله يلقي الهاتف غاضبا.
رن الهاتف ،إنه مجدي
-رأيت؟ عرفت المؤثر صاحب القناة؟طبعا تعرف او على الاقل تخمن من وراءه
-لينا ،ومن غيرها.
-ولكن يوسف المنصوري لن يظنها لينا ،تعرف انه سيتهمك انت.
-وما مصلحتي في التشهير بكاميليا ؟
-غيرة مثلا لأنك كنت زوجها. سيعتبر انك تشن عليه حربا قذرة .
-فليظن مايشاء
-مراد ،لاتنس انه منافس شرس ،وإن مرضك يبعدك عن الشركة ،فلا تكلف أباك حربا هو في غنى عنها.
-وماذا بيدي لافعله.
-اجعل لينا توقف الفيديو
-ستنكر .
-انا حذرتك ،وانت أفعل الصواب ،الى اللقاء.
اثنان آخران علما بالخبر ،يوسف وأمنية ،مجرد أن رن هاتفها ورات اسمه على الشاشة اجابت بسرعة .
-رأيت الخبر ؟هل رأته كامي؟
-اهدأي ،انا رأيته، وقرأت التعليقات ،ضباع وخسيس القى لها جثة ،غدا اتصلي بالاستاذ الوزاني المحامي تعرفينه.
-نعم كان استاذي بالجامعة
-اتصلي به سينتظرك بمكتبه هو محامي الشركة ،ساعطيه خبرا بقدومك ،هو سيتصرف مع صاحب القناة.
-سأفعل ،فقط احرص الا تراه كاميليا
-سأحاول، ولا تنسي نتيجة التحليل ،اصبحت أهم الآن.
-لن أنسى، سأرسلها لك قبل أن أذهب إلى الاستاذ الوزاني.
ركب سيارته وقاد نحو شقة لينا
فتحت له ورأت الشر بعينيه، علمت سببه ولكنها تظاهرت بالبراءة
-حبيبي أخيرا رضيت وزرتني
دفعها ليدخل ويغلق الباب.
-ألم أقل لك أن تبتعدي عن كاميليا؟
-وما شأني بها ؟
-ألم أحذرك انها أصبحت زوجة اهم منافس لنا؟
-لماذا تذكرني بكلام فات ،ما المناسبة ؟
-انت أدرى .
وقف وامسك معصمها بقوة آلمتها.
-تتصلين بصاحب القناة ،يوقف الخبر والفيديو ،وإلا رأيت مني ماتكرهين.
-وما شأني انا ؟ كيف تطلب مني شيئا ليس بيدي ؟
-بل بيدك ومن تخطيطك. كل الهجوم على كاميليا هو من تخطيطك ،وحتى أنهي معك الموضوع ،الأحسن أن تفعلي ما امرتك به ،لأن لو حصل أن طلقها يوسف ،سأردها لعصمتي،وبحفل زفاف يرد لها اعتبارها، فهمت؟اجيبي، فهمت؟
هزت رأسها موافقة، فخرج صافعا الباب بغضب.
-انقلب السحر على الساحر، لعنك الله يا سارة ،لعبت بالنار وستحرقني، وانت ستستفيدين ،ماذا؟ وهل ينظر يوسف المنصوري لسارة؟ لا ،لا يمكن.
خرجت وراءه ،وتوجهت نحو الفيلا لترى سارة .
وقفت في الصالون تنتظر نزولها ،وجاءتها نادية بعصير قبل أن تنسحب لتنام
-حبيبتي ،لينا ،رأيت الخبر ،ضربة في الصميم.كيف فعلت ذلك؟
لم تنتبه ولا واحدة منهما إلى الواقف بباب المطبخ بيده كأس ماء بارد ،بعد جملة اخته الأولى، حرص الا يُرى ،وإن يسمع الحوار كله.
-فعلته بوسائل الخاصة ،بقي على المؤثر أن يستعمل قناته فقط ،لأن له متابعين بالآلاف.
-لابد أنه سيطلقها الآن ،لن يقبل على نفسه مثلها زوجة.
-وهنا دورك ،يجب أن تقفي معي كما فعلت معك.
-وانا معك ،اؤمريني.
-لو سألك مراد ،انت من اتصلت بالمؤثر وانت من اعطيته الصور وعنوان أبيها.
-ولماذا ؟ ما شأن مراد بها ؟
-مراد شك ،بل تأكد أنني وراء الفضيحة ،و هددني انها لو طلقت سيتزوجها.
-لا تهتمي بتهديداته،ماما لن تقبل ،وتعرف كيف تقنعه، مسرحية صغيرة تدعي فيها انها مريضة والتوتر خطر عليها ،ويتخلى عن فكرته.
-قلت لك انه مصر ،ولن ينفع معه تمثيل ولا إقناع ،ثم إنه لن يفعل لك شيئا،قولي انك تحقدين عليها لأنها أجبرته على الطلاق مثلا،وانها ابدلته بمنافسه.
-لن أفعل، لا ،لا،انا لا أأمن غضبه ولا غضب أبي.
-إذن سأخبره عن سرك عزيزتي ،وأخبر أباك وامك.
-هكذا إذن ،تبتزينني.
-مصلحتي أولا،افعلي وإلا أخبرته عن حملك في الحرام ،وإجهاضك.
-افعلي،وأخبره كيف اخذت فحوصات حملي باسمك وارسلتها لكاميليا حتى تصمم على الطلاق ،بعد أن أخبرك وهو سكران انه قال لها انه لايريد منها أطفالا.
إلى هنا ولم يعد يستطع أن يتمالك نفسه أكثر. فخرج اليهما.
-يا بنت *****كل هذا تخطيط منكما ؟ تستعملني كل واحدة حسب هواها.
جاء ابوه تتبعه أمه على صراخه.
-تخططان لتفضحانها بما ليس فيها ،انت إذن سبب تصميمها على الطلاق.
-ماذا يحدث هنا ؟
-تعال يا سيد فايز ،الجواب على سؤال طالما حيرنا انا وانت .كاميليا أصرت على الطلاق لأنها ظنت لينا حاملا مني.
-وكيف تظن ذلك؟
-لأنها ارسلت لها فحوصات حمل ،حقيقية ولكنها ليست لها بل لابنتنا المصون.
صرخت أمه بوجهه
-كيف تتهم اختك بشرفها، بلغ بك حب كاميليا هذا الحد
-هاهي أمامك اسأليها ،أم أن سهرها خارج البيت ،و طريقة لباسها ،واصحابها لم تثر شكوكك ؟
-هذا الكلام صحيح يا سارة؟
- Bravo !هكذا ستجيبك
-تكلمي ،هل كنت حامل ام انها لينا.
-لا يا سيدة نادية ،لست أنا، سارة كانت حاملا ،رافقتها إلى دكتور ،وفعلا جعلت التحليلات وصور الرنين المغناطيسي باسمي وارسلتها إلى كاميليا.
-ساااارة!تكلمي!
-وماذا ستقول؟
قال هذا وتقدم منها ليصفعها
-ابنتي عاهرة ،ابنة فايز عاهرة.
أمسك بشعرها يجرها لايدري إلى أين، تعالى صراخ أمها، بينما جر مراد لينا من يدها
-اخرجي من هنا ،لا أريد أن اعرفك بعد اليوم ،اخرجي!!!!!
عاد ليأخذ اخته من يد أبيه
-اصعدي إلى غرفتك هيا.
فرت من أمامه، بينما جلس أبوه ورأسه بين يديه
-البنت لأمها ،مهما فعلت ،البنت لأمها.
رفع عينين قاسيتين نحو زوجته
-تربية عاهرة ماذا ستكون ،حملت سفاحا مثلك ،بل قد يكون تخطيطك ،قولي من كان الضحية الذي أفلت منك هذه المرة ،اخترت لها ثريا ودربتها لتحمل منه
أمسك ذراعها يهزها وقد غيبه الغضب.
-ظننت أنه سيكون مثلي ويتزوجها لأجل طفله؟ هاه اجيبي! ألقاها على الأرض
-ليتني ما رأيتك ولا عرفتك يوما.
قصد غرفته ،نسي وجود مراد ،مراد الذي بقي مصدوما مما سمع .
(هل يعقل هذا ؟هل انا هو ذاك الطفل الذي جاء من حرام؟انا الذي اهنت وأذللت كاميليا لأنها ابنة خالد المدمن ،اكون أقل منها بدرجات ،انا مهما كنت ابن حرام ،اضطر أبي أن يقبل زوجة يكرهها لأجلي ،وانا قتلت ابني في الحلال لأكسر أمه زوجتي ،لاقهرها أكثر.
انا ،مراد فايز ابن حرام؟؟؟!!!!)
خرجت منه صرخة مدوية ،آاااااه،قبل أن يقع والدم يخرج من فمه.صرخت أمه
-مراااد ابني ،فايز ،فايز
جاء ابوه على صراخها ،أسرع يحمل ابنه إلى المستشفى .
هناك اسعفه وسام وفريق من الأطباء والممرضين، قبل أن ينقل إلى غرفته.
وبعد أن افاق من أثر المسكن ،رفض اي دواء او علاج ،وأصر أن يغادر المستشفى ،عنفه وصراخه أجبر وسام على حقنه بمنوم، و كلم أباه مقررا أنه يجب أن يحول الى الطب النفسي،لأن نوبات القرحة اشتدت و السبب يكون دائما التوتر الناتج عن خبر أو موقف يحزنه او يغضبه،والعلاج العضوي لن يفيد دون علاج نفسي موازي.
عائشة غاضبة ،رأت الخبر وتفاعل الناس عليه ،لو طالت صاحب القناة لأحرقته حيا .
اتصلت باكرا بأمنية ،التي ما إن رأت اسمها على الشاشة حتى اجابتها مهدئة
-أولا السلام عليكم ،صباح الخير ،وثانيا اهدأي الأمر تحت السيطرة
-وعليكم السلام ،كيف تحت السيطرة وقد أصبح الخبر الأول على مواقع التواصل.
-نار كلما اشتعلت احرقت مشعلها أكثر، اليوم سنتصرف ،ونرد له الصاع صاعين .
-متى ؟ أخشى على كاميليا ،ستنهار لو سمعت مايقول زوج خالتها .
-لا تستهيني بكاميليا ،هي أقوى من أن يؤثر فيها كلامه ،ومع ذلك أخبرك انها إلى الآن لم تسمع شيئا وإلا كانت اتصلت بي،وانا عندي لها مفاجأة جميلة، وما إن تسمع او ترى الخبر على القناة سأكون تصرفت وبدأ رد الفعل.
-أرجو ذلك أمنية، أرجو ذلك .
وسام يؤنبه و يأمره إن يتجنب التوتر ويهتم بصحته أكثر، أبوه صدم في ابنته ،وأكثر شغل الشركة أصبح على عاتقه وحده بعد نوبات مرض مراد ،لمن يشكو غيره ،صديق عمره وأمين سره ،مجدي.
ذهب إليه ،جلسا معا بصالون مغلق،هو نفسه حيث جلس يوم رأى كاميليا ،تذكر أنه لم يكن يعرف انها تتحسس من التوت البري،وهاهو يكتشف إن من ظنه والدها ماهو الا مدع استغلها طول حياتها ،لكم عانت وهو زاد معاناتها.
-فيم تفكر يا مراد ؟
-كاميليا،ما من رجل بحياتها إلا عذبها ،ولم تكسر ولم تستسلم ،بالعكس زادت قوة وتصميما على النجاح.
-لا تحمل نفسك فوق طاقتك
-وحملتها فوق ما يحتمل البشر،لو تعرف كم الإذلال الذي أذللتها،كلما ذكرت موقفا معها احتقر نفسي،ما قابلتها إلا وعذبتها، أهنتها دون رحمة ،و قصمت ظهرها يوم اجبرتها على الإجهاض.
-أنس يا صاحبي ،لا تجلد نفسك.
-كيف أنسى وقد قتلت ابني بيدي ،وهل ستنسى هي يوم قلت باحتقار أنني أرفض واشمئز إن يكون لي اولاد منها.وهاهي انجبت وممن من يوسف المنصوري.
-فأرح ضميرك ،هاهي تعيش سعيدة ،ولها ولد ،لقد اعتقتها من سجن علاقتكما المدمرة ،فانطلقت تنعم بالحياة .
-للأسف اخرجتها من سجني و اغلقته على نفسي
-اخرج منه ،بإرادتك اخرج منه ،انتبه لنفسك ولشركتك ،اخرج من دوامة كاميليا.
-حاولت ،وكلما حاولت تهت أكثر ،كأنني أقاوم رمالا متحركة ،كلما قاومت أغرق.و اليوم تلقيت الضربة القاضية .
-تعني الأخبار الرائجة عن كاميليا .
-وما اكتشفته بعدها.
كاد يصارحه بما سمع من أبيه ،ولكنه احجم ،ما من رجل يستطيع أن يقر أنه نتيجة علاقة محرمة ،اي نعم ،تزوج ابوه أمه ،ولكن بعد الخطيئة.
-تساءلت دوما عن سر تصميمها على الطلاق ،لينا وسارة السبب،ارسلت لها فحوصات حمل باسمها.
-هكذا إذن ،بعد أن تسمع منك انك تأنف أن يكون لك منها أبناء، وترغمها على الإجهاض،تعرف أن لينا حامل منك ،علاقة محرمة تقبل جنينها وترفض جنينا جاء في الحلال.
الآن زال اللبس.
-طردت لينا،طردتها من البيت ومن حياتي.
-بعد ماذا؟!!!المهم الآن كيف ستتصرف مع صاحب القناة .
-أولا أتصرف مع النجس زوج خالتها.
-نأكل أولا، وتأخذ دواءك ،ثم أرافقك.
كانت النتيجة كما توقعت أمنية ويوسف ،أسرعت ترسلها إليه وهي سعيدة يوسف أخ كاميليا،أخيرا سيكون لها سند ،لن تكون وحدها في مواجهة الحياة.
ذهبت إلى مكتب الاستاذ الوزاني حسب الموعد ،استقبلها مرحبا.
-تفضلي أستاذة ؟
-أمنية اليوسفي ،طالبة عند سيادتك بالسنة الرابعة حقوق.ثم السنة الخامسة قانون دولي.
-اعذريني،الطالب يذكر استاذه ولكن الاستاذ نادرا ما يذكر والسبب ازدحام المدرج كما تعلمين.
-نعم استاذ ،ولي الشرف.
-المهندس يوسف بلغني بأمر الخبر على القناة الذي يمس اخته.
فرحت أنه قال أنها اخته متأكد حتى قبل أن يعرف نتيجة التحاليل.
-وكلفني بلقاءك استاذ بصفتي محامية المهندسة كاميليا.
-اتصلت بصاحب القناة ،رد علي لأنه يعلم من أكون ،الفتى بشهرته أعطى لنفسه حجما اكبر من حجمه ،وما كان ليجيب عن أي اتصال.المهم أنه بعد تهديد بصورة خوف على مصلحته ،انتظر وصوله بين لحظة وأخرى.
-هل سيأتي إلى هنا ؟
-أكيد ،لن نقابله إلا في ملعبنا،شاب دون ثقافة تذكر ،يعيش على فضائح الآخرين ،قابليه في مكتب تملأه رائحة الكتب،وحدثيه من خلف مكتبك بالقانون. يعود قزما إلى حجمه الأصلي.
دخل متدرب شاب يخبر بقدوم الضيف المنتظر.
رحب به ليحسسه بالأمان.
-الأستاذة محامية المهندسة كاميليا،وانا محام السيد يوسف المنصوري.
تكلم مدافعا عن نفسه قبل أن يسأله.
-انا لم أقل إلا الحقيقة ،والدليل هو الصور وكلام أبيها.
-الصور ،كيف وصلت إليك؟
-من مصادري الخاصة .
-اسمع لأنني لا أكرر كلامي ،مصادرك الخاصة هدفها تشويه سمعة دكتورة في الهندسة ،بيدها مشاريع تدر على البلاد العملة الصعبة ،الرجل الذي ادعى أنه أبوها سيقبض عليه لافتراءه وسيعترف أنه كاذب.
-إدعى؟ أليس والدها؟
-الأستاذة ستعطيك المعلومات الصحيحة،و حسب تعاونك نتصرف.
تكلمت أمنية
-الرجل زوج خالتها ،وعندنا أدلة كثيرة على نصبه واحتياله عليها ليأخذ بيتا من أربعة طوابق ،إدمانه على القمار جعله يبيعه ،وابتز موكلتي ،واخذ منها اموالا لعدة سنوات ،أما الصور فهي صور اي فتاة عادية وسط عائلتها او صديقاتها بالجامعة ،لا تدينها بقدر ما مسها التعليق الذي كنت تقرأه عن كل صورة ،ثم التلميح بالسوء عن شرفها ،وهذا قذف إن لم يكن عندك دليل عنه فعقوبته حسب القانون الجنحي ،بند رقم ***يصل إلى السجن والغرامة.
-انا يا أستاذة متأكد من مصادري.
-فليكن ،سأقدم لك حقائق عليك إذاعتها على قناتك كحق الرد الذي يوجبه قانون الصحافة .
-إذا رفضت ،سنقدمه على قناة منافس لك ،ونطالب بأقصى العقوبة السجن وإغلاق القناة.
-وانا موافق ،لو كانت حقائق وعليها الدليل سأقدم اعتذارا للمهندسة .
-تفضل ،هذا عقد زواج المهندسة كاميليا من المهندس مراد فايز ،انظر التاريخ ،وهذه وثيقة طلاقها منه ،انظر التاريخ أيضا.
وهذه صور على جرائد ،وروابط فيديو عليها السيد مراد مع الممثلة لينا وهي تعلن عن علاقتها به وقت كان متزوجا من موكلتي ،وزواجهما القريب ،ولحد الآن لا زواج.
امتقع لونه.
-لينا ،الممثلة لينا.
-ماذا ،هل تنكر انها من دفعت لك لتقوم بكل هذا ،وإلا من أين عرفت المهندسة كاميليا وما سبب هذا الهجوم؟
ستقول أبوها اتصل بك ،كيف ومتى؟ إذا كنت لا تستقبل إلا المكالمات القادمة من معارفك والشخصيات المهمة.
-الواقع أننا نعرف سبب هذا الهجوم ،ولانك مجرد أداة، يعني سلاح بيد لينا ،إما أن تقبل أن تكون انت سلاحنا لرد الهجوم ،او نستعمل غيرك واتابعك قضائيا.الاختيار لك.
-وأبوها؟
قدمت له اوراقا أخرى.
-هذا هو الدليل انها ليست ابنته ،وهذه ملكية البيت الذي استحوذ عليه ظلما .
وهذه جوهرة التاج.
-ماهذا؟
-فحوصات وتحاليل تثبت حمل الآنسة لينا ،قبل طلاق موكلتي،أرسلتها لها ،وانظر الى الظرف للتتأكد.التاريخ واضح بختم البريد.
حسب رأيك وخبرتك ،ماذا تريد العشيقة من الزوجة عندما ترسل لها خبر حملها من زوجها ؟
-ولكن هذا سيمس مراد فايز ،ويطالبني هو أيضا باعتذار او تعويض.
اجابه الاستاذ الوزاني :
-هذه الفحوصات دعها تحت يدك سلاحا ضد لينا لو جاءت لتهددك،مفهوم؟
-مفهوم.
-اليوم انتظر أن أرى واسمع الاعتذار بنفس قوة الهجوم ،لأن مذكرة اتهامك بالقذف كما ترى مكتوبة وتنتظر أن ابعثها إلى وكيل الملك.
-نعم ،نعم أستاذ ،كن مطمئنا ،ستسمع ما يسعدك.
-حسن إذا ،يمكن أن تتفضل.
خرج لا يلوي على شيء ،بينما توجه الاستاذ إلى أمنية
-انا فخور انك إحدى طلابي،استعدادك كان كاملا ،و كلامك أخافه.
-أرجو ألا يتراجع ،وينفذ اليوم قبل غد.
-سيفعل ،لابد أن لينا دفعت له ،وهو احس انه تورط ويدفع أكثر مما اخذ.
-أشكرك أستاذ ،استأذن.
-تفضلي ،سررت بالتعاون معك ،إلى اللقاء.
بمجرد أن خرجت ،هاتفت عائشة تطمئنها وتحكي لها مادار بمكتب الاستاذ الوزاني،ثم حاولت أن تكلم يوسف او كاميليا دون جدوى.
أفاقت صباحا بعد نوم عميق بسبب المنوم ،اخذت حماما دافئا توضأت وصلت ،كانت تضع حجابها الأبيض عندما انتبهت أن هاتفها مطفأ ،وصلته بالكهرباء ،وطلبت الفطور .
بعد وقت استعدت للخروج ،اخذت هاتفها ولما فتحته وجدت مكالمات عدة لم تجب عليها ،دخلت حسابها فصدمها الخبر ،وزوج خالتها وهو يتهمها بالعقوق ،وأكثر ما صدمها التعليقات التي كانت كالسياط تجلدها، ناس لا تعرفهم ،ولا يعرفونها ،يصدقون شخصا لأنه يمثل البكاء ،فيهجمون عليها من خلف شاشات هواتفهم ،أحكام وسب وشتيمة تصدر بسهولة لأنهم مختبئون وراء هويات وأسماء مزيفة ،ومتأكدون أن الضحية لن يطالهم ردها او انتقامها.
كان ينتظرها ،رأى وجومها، رغم اللمعة المتجددة بعينيها.
-وصلك الخبر ؟
-هل رأيته؟
-أمس ،وتصرفت، وبعد قليل سيحذف وينشر اعتذار وخبر آخر يرد لك اعتبارك.
-كيف فعلت ذلك؟
-لا تشغلي بالك ،هناك الأهم .
فتح أمامها شاشة هاتفه لترى صورة لنتيجة التحاليل.
-أرسلتها أمنية منذ قليل ،تحليل L'ADN
يؤكد انك اختي وانا اخوك.
قرأته، وأعادت قراءته أكثر من مرة .
-شككت منذ عرفت اسمك ،سألت عنك ام عائشة ولكنها رفضت أن تخبرني ،فاستعنت بأمنية .لو عندك شك في كلامي اتصلي بها ،ولو عندك شك ولو واحد بالمئة بالتحليل مستعد أن نعيده ،رغم أنني تأكدت منذ علمت أنك تتحسسين من التوت البري مثلي ،ومثل أبينا، لم اعش معه ولكن أمي أخبرتني عندما اكتشفت حساسيتي.
-هل يمكن أن أبقى وحدي؟
-تفضلي سأذهب إلى الموقع لأتفق مع المهندسين واودعهم، طائرتنا بعد ساعات.
-ألم يكن الموعد بعد غد؟
-يجب أن نعود ،علي أن أذهب لأخبر جدي وأمي.
-أليس لنا اعمام؟
اسعده سؤالها ،معناه انها تقبلته
-بلى ،عمنا حسن ،أصغر من أبينا،وعمتنا فاطمة هي الوسطى.
-كلهم في البيت؟
-عمتي متزوجة بخالي،ابن عمها ،ولها منه بنتان وولدان،أما عمي حسن ،قهو الذي بالبيت الكبير مع جدي ،متزوج من أستاذة ثانوي ،وهو موظف بالأكاديمية التعليمية.وله ولد وبنت .
هزت رأسها ودخلت غرفتها.
رن هاتفها معلنا وصول رسالة ،فتحتها ،لقد أرسل لها صورة نتيجة التحليل،كأنه عرف انها تريد أن تمعن النظر إليها،أن تطمئن إلى انها لم تكن تحلم .
نسيت أمر القناة والخبر ،نسيت الدنيا ولا تذكر سوى كلماته
-انت اختي وانا اخوك..انت اختي وانا اخوك..عمي حسن ،عمتي فاطمة.
هاتفت أمنية وعائشة مكالمة جماعية مرئية.
-امنية ،هل عرفت الخبر ،يوسف أخي.
-ومن ارسل التأكيد العلمي ،ألست أنا؟
تدخلت عائشة مازحة
-لا تلوميها، فجأة يظهر لها اخ في جمال يوسف ووسامته، إيييييه الدنيا حظوظ.
ضحكت أمنية
-تخيلي صدمة آل فايز .
هتفت كاميليا
-إياك أن يعرفوا ،دعيهم على اعتقادهم.
-ولكن بعد تكذيب الإشاعات على وسائل التواصل سيعرف اسم عائلتك.
-لو سألوك قولي أنه ابن عمي.
سألت عائشة
-لماذا ،هل تخشين مراد؟
-لا أدري ،أحس بأمان أكثر بشائعة أن يوسف زوجي.
-أخبريني، هل تعرفين عنوان زوج خالتك؟ يجب أن يغير أقواله التي على الفيديو.
-وكيف ستفعلين ،لن يقبل دون أن يأخذ منك مبلغا وقدره.
-لا تقلقي عائشة ،عندي ما يحفزه.
-وماهو؟
-ثغرة في قضية ابنه،قد تخفف عليه الحكم.
املت عليها العنوان فاستأذنت ،يجب أن تذهب إليه لتأخذ أقواله وتبعثها للمؤثر
بقيت عائشة على الهاتف مع كاميليا.
-ماذا ستفعلين الآن.
-اخبرني يوسف أن لي عم اسمه حسن ،و عمة اسمها فاطمة ،يجب أن أراهم وارى جدي ،وأم يوسف.يجب أن أشكرها لأنها أخبرت يوسف عني.
أسعدها أن ترى حماسها فشجعتها
-اذهبي مع يوسف ،زوريهم وتعرفي على عائلتك .
-سأفعل ،يوسف قال اننا سنعود هذا المساء ،قد نسافر اليهم غدا .
ابتسمت عائشة
-أصبحت تقولين يوسف وتشع عيناك، طوبى لمن أسعد قلبك حبيبتي.
وصلت الى العنوان ،رأت امام البيت سيارة ذات دفع رباعي ،لمن تكون يا ترى .
الباب مفتوح ،وبالداخل أكثر من رجل
-سيد خالد الداودي؟
-التفتوا إليها ،فدهشت لوجود مراد ومجدي.
-هل يمكن أن أعرف ماذا يحدث هنا؟
فهم مراد ومجدي لهجة الاتهام بسؤالها.
-أظن أن هدفنا واحد يا أستاذة
قال مراد،ثم التفت الى خالد
-تكلم وإلا دفنتك مكانك.
-لن تستطيع ،الأستاذة شاهدة
-انا لست هنا ،تفضل سيد مراد.
خوفه من مراد خدم هدفها ،لن تضطر لعرض خدماتها.
ذعر خالد
-ماذا تريدون؟
أسرعت أمنية بالسؤال
-من دفع لك لتقول ما قلته؟
-صاحب القناة ،ولكنه لم يعطني المبلغ كاملا ،فهددته أن اغير تصريحاتي واقول أنه هددني،فقال انها لم تدفع أكثر مما حصلت عليه ،وعندما أصررت اخبرني من تكون وترك لي حرية ابتزازها.
-من هي تكلم؟
-لينا ،الممثلة لينا.
لم يتفاجأ احد ،فكلهم كانوا يعرفون من وراء الفضيحة المفتعلة.
وأمنية كانت تصور بكاميرا الهاتف.
-والآن يجب أن تقول الحقيقة .
-اية حقيقة؟
-قرابتك لكاميليا ،سرقة البيت ،وابتزاز الأموال منها.
-ذلك سيدخلني السجن.
-اطمئن ،كاميليا لا تريد سجنك تكلم.
راح يفرغ ما بجعبته وهي ماتزال تصوره .
-هذا يكفيني ،اترككم في اجتماعكم العائلي .
قالت ذلك ساخرة وغادرت .
التفت مراد
-والآن احك الأهم ،كيف وصلت كاميليا إلى غرفتي.
حكى له كيف خدرها باتفاق مع ابنه ،ودخلا بها من باب خلفي تستعمله العاملات بالنظافة ،و كانت بالغرفة قبل أن يصعد إليها مخدرا هو الآخر.
-ومن كانت الفتاة التي جاءتني في حانة الفندق ؟
-فتاة ليل ،دفعنا لها لتضع لك المخدر في الكأس ،وهي التي نزعت عن كاميليا ملابسها .بالمناسبة تلك الليلة لم يحدث شيء ،ولو انتبهت قليلا لرأيت الملائة نظيفة ،وكاميليا مخدرة لا تستطيع الوقوف.
-أعلم، ولولا انك كنت قد سرقت كل مالها زيادة على البيت لافتدت نفسها .ولكن لماذا أنا، لماذا اخترتني من دون الرجال.
-السبب هو مذكراتها، وقعت تحت يدنا ،وقرأناها،رأتك في الكلية فاعجبت بك ،وتحول الإعجاب إلى حب ،ثم الى عشق ،كانت تجمع اخبارك وصورك من الجرائد والمجلات ،وتَتَتَبَّع انباءك عبر وسائل التواصل ،لو اخترنا رجلا آخر لفضلت الموت على أن تتزوجه تحت التهديد ،فهمت الآن ؟
لو كان ينفع اي رجل آخر لزوتجها ابني،قلت له أن يغتصبها وقد غابت عن الوعي ،ولكن الغبي رفض ،ههههه،رفض احتراما لذكرى أمه،ههههه.
ضحك بخبث واستفزاز فتلقى لكمة أطاحت به .
أمسك مجدي ذراع مراد ،وجره خارجا نحو السيارة.
-أظنك الآن عرفت ملابسات ماحدث ،وتأكدت من براءة كاميليا.
-وبماذا تنفعني المعرفة الآن ؟ رضيت بتصورات غضبي التي أكدتها أمي واختي باتفاق مع لينا. اغتصبتها اول مرة حتى اضطررت أن انقلها الى المستشفى، ولم انتبه من سكري الشديد لم انتبه أنها المرة الأولى. وكلما لان قلبي لها وبهتت الغشاوة على عيني، أشعلت إحداهن الفتيل مرة أخرى ،وأنا ارضي ضميري وأسكنه بكلامهن.
-ولكن أباك أحبها وطالما نصحك أن تغير تصرفاتك معها.
-أبي ،كنت أراه سلبيا في البيت ،ضعيفا امام أمي ،يفضل أن يبقى بمكتبه أطول مدة ،وما أردت أن أكون مثله وما أخذت برأيه.وليتني سمعته واستمعت إليه.وبعد أن عرفت سبب هروبه إلى العمل ،فهمت انه لم يكن ضعيفا ،ابدا، كان مستسلما للأمر الواقع ،زوجة في البيت لايهتم لها ولا تهتم له.لأنه...
تذكر أنه لا يكلم نفسه في بيته وحيدا ،وأنه مع مجدي في سيارته فتوقف عن الكلام.يخشى أن يعرف مجدي أنه ابن حرام.