أخر الاخبار

رواية الكاتبه والفتوى الفصل الرابع عشر 14بقلم الهام عبدالرحمن الجندي

 


رواية الكاتبه والفتوى

الفصل الرابع عشر 14

بقلم الهام عبدالرحمن الجندي



فهد بفزع:«في إيه  بتصوتي ليه أنا ما كنتش هعملك حاجة والله ما تخافيش.»


هدى ابو بكاء:«أنا بصوت عشان الكلاب بتهوهو بره وأنا خايفة منها صوتها وحش أوي.»بقلم الهام عبدالرحمن 


مسح فهد على وجهه وضغط على أسنانه بشدة وتحدث بغيظ. 


فهد:« يعني انتي بتصوتي عشان الكلاب بتنبح؟» 


هدى:« اه طبعاً هي كل يوم تقعد تهوهو كده لما جيجي تيجي وأنا بخاف منهم لو سمحت مشيهم من تحت الشباك عشان أعرف أنام ولا انت خاطفني عشان تعذبني؟» 


فهد بضحك:«وكمان عرفتي جيجي؟»


هدى:«اه فولت قالي إنها لما بتيجي بابلي وبوسكا بينبحوا عليها.»

بقلم الهام عبدالرحمن 

فهد بضحك:«ما شاء الله عليكي دا انتي عرفتي العيلة كلها أهو.»


هدى:«ما تفهمني هم ليه بينبحوا عليها كده لما تيجي؟»


فهد:«بصي يا ستي جيجي دي كلبة جيرمن وبابلي رود أما بوسكا يا ست البنات فدا نوعه هاسكي وبابلي وبوسكا الاتنين بيحبوا جيجي وعاوزين يتجوزوها فلما بتيجي هنا بينبحوا عليها زي ما انتي بتسمعي كده.»


هدى:« وانت يا ظالم ليه مش بتجوزها لواحد منهم ولا هي يا عيني محتارة بين الاتنين ومش عارفة تختار.» 


فهد بضحك:«محتارة إيه يا ست البنات جيجي دي نوع والكلاب التانية أنواع مختلفة ما ينفعش يتجوزوا عشان نحافظ على السلالة بتاعتهم لازم كل نوع يتجوز من سلالته لأن لو حصل كده هيطلع نوع جديد هجين.»


هدى بفهم:«ااااه عشان كده.... يا عيني عليك يا بابلي انت وبوسكا عمركم ما هتقدروا توصلوا لحب حياتكم.»


فهد:«يمكن دا قدرهم لأنهم مجرد حيوانات لكن الإنسان بيحارب عشان يوصل لهدفه.»

بقلم الهام عبدالرحمن 

هدى:« طب يلا قوم بقا من هنا وانزل إبعد الكلاب دي خليني أعرف أنام شوية أصلك قلقت منامي انت والكلاب بتاعتك دي.»


فهد:«ماشي يا ست البنات تصبحي على خير وسعادة نكمل كلامنا بكرا إن شاء الله.»


بعد لحظات من خروج فهد هبت هدى واقفة وذهبت باتجاه الشباك ونظرت من خلفه ورأت فهد وهو يحرر الكلاب ويبعدها لكي تستطيع النوم فانتهزت تلك الفرصة وانتظرت حتى مرت ساعة اعتقدت أن كل من في الاستراحة غط في نوم عميق فقررت أن تهرب بما أن ما كان يمنعها لم يعد موجودا الآن وبالفعل ارتدت حذائها وجمعت بعض المفارش من الحجرة وربطتها ببعضها ثم أحكمت إغلاقها في السرير وقامت بإنزال الباقي من الشباك وهمت بالنزول ولكنها توقفت فجأة حينما استمعت إلى ذلك الصوت.

بقلم الهام عبدالرحمن 

الصوت:« استني هنا يا مجنونة انتي هتعملي إيه؟»


هدى باستغراب:«مين اللي بيتكلم؟» 


الصوت:« أنا اللي بكلمك انتي ناوية تعملي إيه إن شاء الله؟» 


هدى:«انتي مين وازاي أنا مش شايفاكى؟» 


الصوت:«أنا لؤلؤة الخيال يا ستي.»


هدى باستغراب:« لؤلؤة الخيال؟»


الصوت:«أيوه إلهام عبد الرحمن الكاتبة اللي كتبت الرواية اللي انتي فيها دي.» 


هدى بحدة:«هو انتي؟» 


الهام:« أيوة أنا انتي رايحة تعملي إيه بقا أنا ما كتبتش أنك هتهربي كده وبعدين لسة شوية.» 


هدى بحدة:«انتي تسكتي خالص وملكيش دعوة بيا أنا أصلاً لو شفتك أنا هاكلك بأسناني.»


إلهام:«ليه بقا إن شاء الله يا أختي؟»


هدى:«بقا يا مفترية مش مكفيكي إنك مخلياني مدرسة كحيانة زيك ومطلعاني كاتبة كمان زيك ولا خلتيني ألحق أعيش قةه حب مع بلبل حبيب قلبي وتخليني أتخطف يا جبارة يا قادرة.»بقلم الهام عبدالرحمن 


إلهام:«الله مش انتي اللي كان نفسك تتخطفي أعملك إيه يعني؟»


هدى؛«كنت بهزر يا أختي تقومي تخلي الهزار حقيقي عاجبك كده ضيعتى عليا المعرض وزمان بلبل حبيب قلبي زعلان وقاعد بيعيط دلوقتي.»


إلهام:« لا اطمني هو اه زعلان بس مش بيعيط.»


هدى:«وانتي عرفتي منين يا اختي؟»


إلهام:«عشان أنا اللي كاتبة الرواية يا أذكى اخواتك يلا بقا اعقلي ولمي  المفارش اللي انتي ربطتيها دي وارجعي نامي انتي مش هترجعي لأهلك دلوقتي.»


هدى بعند:« انتي بتقولي إيه أنا لا هلم مفارش ولا هقعد ثانية واحدة هنا أنا ههرب دلوقتي حالا وارجع لبلبل ولأهلي.» ثم همت بالقفز من الشباك.


إلهام:«استني يا موكوسة والله ما هتعرفي تهربي استني اسمعي كلامي وأنا هخرجك من هنا.» 


هدى وهي تتعلق بالمفارش:« أبداً ههرب يعني ههرب ويلا امشي من هنا شوفيلك رواية اكتبيها بعيد عني أنا اللي هكمل دي.»

بقلم الهام عبدالرحمن 

إلهام بتوعد:« بقا كده ماشي أنا بقا هخليكى ترجعي هنا تاني غصب عنك ومش هتعرفي تهربي هو إحنا بنلعب هنا ولا إيه دي رواية وأحداث أنا مرتباها مش بنهزر يا ماما يلا خلي تفكيرك ينفعك وريني هتهربي ازاي ياقلب أمك عشان تبقي تتحديني أوي.»


تعلقت هدى بالمفارش ونزلت عبر الشباك حتى وصلت إلى أسفل وتلفتت حولها بقلق وحينما تأكدت أنه لا يوجد أحد بدأت في التحرك بخطوات بطيئة تستكشف المكان تريد الوصول إلى طريق يساعدها على الهروب فوجدت أمامها ممر طويل على جانبيه زروع كثيرة أيقنت أن هذا هو الطريق الذي أتت منه فظلت تجري بشدة وهي تشعر بالرعب فالظلام ما زال يخيم على المكان  ومنظر الأشجار ليلا يزيد من خوفها بسبب كثافتها ظلت تجري وتجري حتى لمحت من بعيد البوابة التي دخلت منها في بداية مجيئها فزادت من سرعتها حتى تخرج من ذلك المكان وتنجو بحياتها ولكن مهلا فدائما ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فحينما ظنت أنها اقتربت من خلاصها ظهر لها كلب ضخم فوقفت مكانها دون حراك والخوف يملأ أوصالها وبدأت الدموع تتساقط من عينها والكلب يقف أمامها ويأخذ وضع الإستعداد للهجوم عليه ولكنها بدأت تتحدث ببكاء.


هدى ببكاء:« والنبي يا كلب باشا سيبنى أخرج من هنا ووعد مني لو ما عضتنيش أنا هجيب لك 2 كيلو لحمه من اللي قلبك يحبهم.» بقلم الهام عبدالرحمن 


زمجر الكلب وكأنه يعترض على حديثها ثم بدأ في النباح ففزعت هدى والتفت إلى الناحية الأخرى وأخذت تجري بكل سرعتها حتى تصل إلى الاستراحة مرة أخرى فهي المكان الآمن بالنسبة لها الآن من هذا الوحش الثائر الذي يريد الهجوم عليه ظلت تجري وهي تبكي والكلب يجري وراءها حتى وصلت أخيراً إلى تلك الاستراحة ودخلت مسرعة فكان بابها مفتوحا ووقفت ببهو تلك الاستراحة تنظر برعب حتى لا يعلم أحد بمحاولة هروبها وفجأة سمعت صوت اقتراب هذا الوحش من الاستراحة فنظرت حولها ووجدت باب إحدى الحجرات مفتوحا فدخلتها وأغلقت الباب خلفها ووقفت وسط الحجرة المظلمة تنظر ناحية الباب بفزع والكلب يقف أمام الباب ينبح بشدة حتى أضيئت الأنوار على فجأة واستمعت لصوت يتحدث إليها.


فهد بابتسامة:« خلصتي لعب ولا لسة يا ست البنات؟»


التفتت هدى بصدمة في اتجاه الصوت ونظرت له وهي جاحظة العينين ولم تستطع الرد عليه، تحرك فهد باتجاهها وما زالت تلك الابتسامة على وجهه، ثم تخطاها وفتح الباب وأمسك ذلك الكلب ونزل إلى مستواه وأخذ يربط على رأسه بحنان ثم تقدم مرة أخرى باتجاهها وهو يسحب الكلب بيده صرخت هدى بخوف.


هدى بصراخ:« والنبي ما تخليهوش ياكلني أنا آسفة مش ههرب تاني والله.»


فهد بضحك:« ما تخافيش يا ست البنات دي جيجي هي مش هتعملك حاجة تعالي قربي ما تخافيش.»


هدى ببكاء وخوف:« لا هتعضني.»بقلم الهام عبدالرحمن 


فهد بضحك:« لا تعالي ما تخافيش جيجي دي طيبة ما يغركيش شكلها بس هي قلبها طيب ومش غدارة زي البشر.»


هدى:« وهي ما زالت خائفة لا مش جاية أنا أصلاً مش بحب الكلاب لا أنا مش بحب الحيوانات عموما ولا بحب ألمسهم أصلاً.» 


فهد:«قوليلي بقا يا ست البنات كنت بتجري كده ورايحة على فين أنا مش سبتك من شوية عشان تنامي إيه بقا اللي خلاكي تعملي فيها شارلوك هولمز وتنطى من الشباك وتخرجي لا وكمان كنتى فاكرة إنك هتعرفي تهربي.»


ارتبكت هدى من معرفته للحقيقة فاستدارت إلى الناحية الأخرى لتداري خجلها وخوفها منه وليتها ما استدارت فقد جحظت عيناها بشدة لما رأته فقد وجدت الحائط مليء بأشكال شتى من السلاسل والخطاطيف وكأنها حجرة مخصصة للتعذيب.


هدى بخوف:« إيه دا هو أنا دخلت في معتقل ولا إيه إيه كل السلاسل دي هو انت ناوي تعذبني ولا إيه يا فهد ثم انفجرت في البكاء خلاص والله مش ههرب تاني هستنى لما انت اللي تروحني.»


انفجر فهد ضاحكا على طفولتها البريئة ثم تحدث بهدوء. 


فهد:« اطمني يا ست البنات الأوضة دي مش ليكي دي اللي بيدخلها الحرامية والغدارين بس عشان يتعلموا الأدب ويتربوا من أول وجديد ثم أكمل بخبث بس لو حاولتى تهربي تاني ممكن يبقالك نصيب تجربيها.»


هدى بخوف:« لا لا لا لا لا اطمن يا فهد أنا خلاص حرمت مش ههرب تاني أنا أستاهل الضرب أصلاً كان المفروض أسمع كلام إلهام بس أنا اللي غبية وعنيدة.»


فهد باستغراب:«إلهام! إلهام من دي؟» بقلم الهام عبدالرحمن 


هدى وكأنها لم تسمعه وما زالت تحدث نفسها:«ما هو أنا اللي غلطانة كان لازم أسمع كلامها ما هي اللي كاتبة الرواية وعارفة أحداثها وهي قالتلي إنها هتمشيني من هنا أنا اللي متسرعة والله أنا مني لله.»


فهد:«هدى انتي اتجننتي وبتكلمي نفسك؟» 


هدى:«ها... بتقول حاجة يا فهد؟»


فهد بهيام:«ما كنتش أعرف إن إسمي حلو أوي كدا يا ست البنات والنبي قوليه كمان مرة.» 


هدى:« لا بقولك إيه اظبط نفسك كده واتعدل في الكلام وبلاش شغل المراهقين ده.»


فهد بضحك:«مراهقين حاضر يا قطة قلبي الصعيدي يا أجمل ما رأت عيني.»


هدى:«تصدق إنك قليل الأدب وما شفتش بربع جنيه تربية انت ازاي تكلمني كده انت كسفتني على فكرة يلا امشي قدامي خليني أطلع على أوضتي.»


انفجر فهد ضاحكا حتى أن كاد يسقط من شدة ضحكه وظل يردد جملتها. 


فهد بضحك:« أنا ما شفتش بربع جنيه تربية بقا كدا يا ست البنات أنا أصلاً ما تربتش خالص هههههههه.»


صعدت هدى ومعها فهد ليفتح لها الحجرة دخلت هدى الحجرة وعندما هم فهد بالدخول خلفها وقفت أمامه ونظرت إليه باستغراب.


هدى:« انت رايح على فين يا بابا؟» بقلم الهام عبدالرحمن 


فهد:«هطمن عليكي.»


هدى:«لا والله إحنا هنستعبط ولا إيه يلا يا بابا امشي من هنا هنرش ماية يلا بيتك بيتك قال تطمن علي قال.» 


فهد بضحك:« هو انتي بتمشي فرخة يا بنتي؟»


هدى بسخرية:« لا ديك يا عينيا هو انت أنثى عشان تبقى فرخة يلا يا أخويا من هنا هوينا يلا خليني أعرف أنام شوية.»


ثم أغلقت الباب في وجهه وقف فهد قليلا أمام الباب مصدوما من أسلوبها ولكن سرعان ما ابتسم وذهب إلى حجرته هو الآخر لينال قسطا من النوم في صباح اليوم التالي كان فهد يجلس مع رجاله يتناولون طعام الافطار الذي أعدته لهم نوسة ويتحدثون في بعض الأعمال.


فهد:« بقولك يا فولت ابقى خلي بالك من الواد كباكا عشان إيده طويلة أنا مش مستريحله دايما تخلي عينيك عليه أوعى يغيب عن عينك لحظة اللي في المخازن دي عهدة وأنا ما أحبش حد يشكك في أمانتي بسبب واحد مدمن زي ده.»


فولت:« وانت إيه اللي جبرك عليه يا برازيلي مكان بناقصه أحسن.»


فهد:« والله لولا أمه ست غلبانة وجات هنا وقعدت تشتكيلي ضيق العيشة معاها وإن هو وراه كوم لحم ما كنتش شغلته عندي أبداً انت عارف كويس إنى ما بطيقش صنف المدمنين دول بس الولية صعبت عليا ووقعت في عرضي وأنا مينفعش أردها.»


فولت:« خلاص يا كبير ما تقلقش الواد ده من النهاردة هيبقى تحت الميكروسكوب اطمن انت وحاول تخلص الموضوع بتاعك.»


فهد:« موضوع إيه ده؟»بقلم الهام عبدالرحمن 


فولت:«موضوع البت اللي فوق دي ناوي تعمل معاها إيه؟» 


فهد:«ما تشغلش بالك انت يا فولت بالموضوع ده.»


تايجر:« معلش يا بوص إزاي ما نشغلش بالنا وإحنا شايفينك بتضيع نفسك.» 


فهد:«بضيع نفسي إزاي إن شاء الله هو أنا لما أحب أبقى بضيع نفسي؟» 


تايسون:« تايجر ما يقصدش يا كبير هو بس خايف عليك ومش هو لوحده كلنا خايفين عليك.»


فهد بعصبيه:«خايفين عليا وانا عيل صغير هتخافوا عليه عن راجل كبير الناس كلها بتعمل لي ألف حساب.» 


فولت:« اهدى يا برازيلي كل الحكاية إن إحنا شايفينك واقع لشوشتك في البت دي وهي ولا حاسة بيك ولا انت حتى فارق معاها في حين إن حد تاني هيموت عليك وبيعشق التراب اللي بتمشي عليه.»


فهد:« قصدك نوسة أنا عارف كويس إنها بتحبني بس أعمل إيه القلب وما يريد.» 


فولت:« صدقني انت على قلبك غشاوة ومش حاسس.. انت لا بتحبها ولا حاجة انت بس مبهور بيها ولو إديت نوسة فرصة صدقني هتدخل قلبك وتحبها أكتر ما هي بتحبك.» 


كانت نوسة تقف بعيدا تستمع إلى حوارهم وعيونها ينساب منها الدموع حسرة على قلبها الذي عشق هذا الفهد ولم ينال غير العذاب وظلت تحدث نفسها بحزن. 


نوسة في نفسها:«فيها إيه أحسن مني عشان تحبها أوي كدا يا فهد وأنا اللي عشت عمري كله أحبك ما حسيتش لحظة بحبي... إيه المميز فيها؟ بقا أنا اللي بتمنالك الرضا ترضى قلبك ما يميلش ليا ويميل ليها هي يميل لواحدة مش شايفاك أصلاً ثم أكملت بحقد البت دي لازم تغور من هنا انت ليا أنا وبس ومفيش واحدة في الدنيا كلها هتقدر تاخذك مني وأنا وهي والزمن طويل والله لو وصلت إنى أخلص منها هعمل كدا عشان ما تبقاش لحد غيري أنا نابي أزرق واللي ييجي على حقي آكله بأسناني.»بقلم الهام عبدالرحمن 


استجمعت نوسه قواها ثم ذهبت في اتجاه فهد.


نوسه:« تؤمر بحاجة يا فهد؟»


فهد بتوتر:«تسلمي يا نوسة وتسلم ايدك بجد طول عمرك نفسك حلو في الأكل أنا مش بعرف آكل غير من إيديكي معلش تاعبينك معانا أصل بصراحة أكلك بيفكرني بأمى الله يرحمها.»


نوسة:« الله يرحمها ما هي اللي معلماني الطبيخ يا فهد انت ناسي أمي كانت ما بتحبش المطبخ ولولا خالتي ما كنتش اتعلمت الطبيخ ولا عرفت أعمل الأكل دا كله.» 


فهد وهو يهم واقفا:«تعيشي وتعملي الحلو كله يا نوسة.»


نوسة:« على فين يا فهد انت لسة ما خلصتش أكلك؟»


فهد:«معلش يا نوسة ورايا كام مصلحة كدا لازم أقضيهم وهرجع على المغرب إن شاء الله.»


نوسة:«تحب أعملك أكل معين على الغداء؟»


فهد:« كل اللي يطلع من إيدك حلو يا نوسة يلا بالإذن بقا.»

بقلم الهام عبدالرحمن 

أخذ فهد رجاله وذهب إلى عمله وقفت نوسة في منتصف الاستراحة تنظر إلى السلم الذي يصلها إلى هدى وظلت تشاور نفسها هل تذهب إليها أم تتراجع فهي لا تريد أن تخطو خطوة تندم عليها في المستقبل وتخسر بها فهد إلى الأبد ولكن أخيراً قررت أن تصعد بعد أن وسوس لها شيطان نفسها وملأ قلبها بالغيرة صعدت نوسة درجات السلم والشرار يتطاير من عينيها تحركها نيران الغيرة وحينما وصلت أمام باب الغرفة وجدت به المفتاح فحمدت الله ومدت يدها لكي تفتحه ولكنها تراجعت علي فجأة ثم ابتسمت إبتسامة خبث وأمسكت هاتفها وقامت بالاتصال على أحد الأرقام وتحدثت إلى الشخص الذي اتصلت عليه وبعد نصف ساعة دق جرس الباب فنزلت إلى أسفل واستقبلت الحاضرين حيث كانوا أربعة نساء يرتدين ملابس سوداء تبث الكآبة في نفس من يراهم.


نوسة:«أهلاً وسهلا بالحبايب كويس انكم ما اتأخرتوش.»


أحد النساء:« هو إحنا نقدر نتأخر عليكي دا انتي الغالية بنت الغالي دا أبوكي الله يرحمه خيره علينا وعلى رجالتنا.» 


نوسة:« ودا العشم بردو يا خالتي.»


واحدة أخرى:« قوليلي يا نوسة هي مين البت دي؟»


نوسه بغل:«دي واحدة عاوزة تخطف مني فهد يا خالة.»


السيدة:«نهار أبوها مش فايت هي ما تعرفش إن أبوكي وأبوه الله يرحمهم كانوا متفقين انكم لبعض.»


نوسة بحزن:«المشكلة مش فيها يا خالة المشكلة في فهد هو اللي قلبه مايل ليها ثم أكملت بغل بس أنا عمري ما هسيبه لواحدة غيري.»


السيدة:« جدعة يا بت أوعي تسيبي حقك أبداً قوليلي بقا انتي عاوزة مننا إيه واحنا نعملهولك.؟» 


نوسة بحقد:« عاوزاكم تعلموا عليها وتربوها عوزاها تاخد علقة تقول بعدها حقي برقبتي وتبعد عن فهد.»


السيدة:« وجب يا بنت الغالي قوليلنا هي فين واحنا هنقوم بالواجب وملكيش دعوة.»


نوسة:«هي في الأوضة اللي بعد السلم وحظها الأسود إن فهد نسى المفتاح في الباب.»بقلم الهام عبدالرحمن 


السيدة:« خليكي انتى بقا هنا واحنا هنروقلك عليها.»


نوسة:« لا أنا هاجي واتفرج وأشفي غليلي.»


صعدت نوسة والسيدات وذهبن إلى حجرة هدى ثم فتحن الباب ودخلوا إلى الحجرة وحينما رأتهم هدى وقفت فزعة من منظرهم وقالت بخوف.


هدى بخوف:« انتم مين وعايزين مني إيه؟»


أحد السيدات:« إحنا قدرك الأسود يا شابة.»


ثم اقتربوا منها وهم يشمروا عن سواعدهم ونوسة تقف بأحد الأركان تبتسم بشماتة.


          الفصل الخامس عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close