أخر الاخبار

رواية نفق الجحيم الجزء الثاني2 الفصل الثالث والاربعون والرابع والاربعون بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني2 الفصل الثالث والاربعون والرابع والاربعون 

بقلم ريناد يوسف

ربيعه جريت على ابو دراع والمره اللي معاه، وبدون مقدمات شدتها من طرحتها بعدتها من قدام ابو دراع، وبحس عالي قالتلها:

عيب عليكي وانتي مره كبيره واقفه تتسهوكي فالطرق مع الرجاله، ايه ليكيش رجاله انتي تخافي منها ولا ايه؟ 


ابو دراع اتصدم من كلام ربيعه ومنظرها واتلفت حواليه ورد على ربيعه وهو جازز علي سنانه:

ربيعه انتي اتجنيتي ياك؟ ايه اللي عتقوليه ديه يامهووسه انتي!

ربيعه سمعت كلام ابو دراع وبرقت عنيها وردت عليه بكل غضب:

انت عتقولي اني مهووسه ياقطب عشان خاطر داي؟ 

طيب استنى هوريك الجنان اللي على اصوله.. 

خلصت كلامها وجريت على المره وبحركه سريعه ضربتها بالبونيه فوشها جات فى عينها خلتها صرخت ومسكت عينها، وبعدها مسكت ربيعه اطراف طرحتها وشدتها منهم، وابو دراع كل ديه ممستوعبش عمايل ربيعه، وعيقول ياارض انشقي وابلعيني من المره ومن الناس اللي اتلمت عليهم وابتدوا يتهامسوا ويسألوا ابو دراع عن اللي عيجرا، ولما تدارك الامر مسك ربيعه من دراعها وابتدا يشد فيها ويخلص المره من ايديها، 

وربيعه ابداً ماتسيبها ومتشعبطه فطرحتها كيف القراده، وبعد عدة محاولات من ابو دراع لفك الطرحه من ادين ربيعه نجح اخيراً.. وحرر المره من اديها، وهي بس لقتها فلتت منها ميلت عالارض اتلافت طوبه وقامت عاقطاها بيها جاتلها فكتفها، والمره خدت الطوبه من إهنه وهاتك ياجرى من قدام ربيعه المتحوله. 


اما ابو دراع ففضل يهادن ويهدى فربيعه، ويحاول يسكتها ويقولها بس خلاص عيب الناس عتتفرج علينا، وهي ابدا الا تفلت نفسها منه وتروح وراها وتكمل العركه، ولما غلب فيها ابو دراع وما قدرش يسكتها شالها من وسطها بيد وحده ومشى بيها من قدام الناس، وراح عند كتبها وحاجتها ونزلها وهي عماله تعافر عايزه تفلت وتجرى، للمره وابو دراع ماسك فيها. 

وبعد شد وجذب كتير وزعيق من ابو دراع وربيعه، هديت ربيعه وسكتت، لكن نظراتها لابو دراع لساها نظرات غضب، وكيف ماتكون عايزه حتى هو تعمل فيه نفس العمايل، بس ساكته عشان العين مقادراشي تعلا على الحاجب. 


وعاود بيها ابو دراع للبيت، وهو شايلها كتبها وهي سابقاه بالخطاوي وعتمشي متخشبه كيف وحده ملبوسه، وهو كل تفكيره فى المره واللي هيجرالها واللي هيقولوه عليها اهل البلد وهما واعيين ربيعه ماسكاها وهاتك ياضرب، ودوكها هربت منها بعمرها وجريت بكل سرعتها وهي عتتخبط خوف منها كيف ماتكون حرامي مسكوه عيسرق مراكيب من قدام جامع! 

وبمجرد مادخلت ربيعه البيت راحت علي اوضتها دخلتها ورزعت بابها رزع وهي عتقفله فوش امها وابو دراع، وشام بصة لابوا دراع بتسأول وهو لافاها الكتب والشنطه ورفع كتافه بحركة اللي مخابرش فيه ايه، وهملها وطلع وهو حاسس انه لو قعد فى البيت جار ربيعه هتولع فيه. 


اما شام فدخلت لربيعه وقعدت جارها، وسألتها وهي واعياها قاعده فنص السرير ومتربعه وحاطه يدها علي خدها كيف المكبوب طحينها وعايله الهم، فسألتها بخوف:

مالك ياربيعه فيكي ايه، وليه قاعدة إكده وشايله طاجن ستك على راسك؟ 

ربيعه بصتلها وبنبرة غضب قالتلها:

قطب يمه.. قطب شفته واقف مع وحده في الشارع وعتضحكله ويضحكلها واخر انسجام مع بعضهم. 


شام فهمت ان بتها الصغيره قلبها دخلته الغيره، وعشان عارفه ان الغيره أول بشاير المحبه اتبسمت وردت على ربيعه:


متهمليه مالك بيه مايمكن قلبه مال وهتتحل عقدته ويتجوز اخيراً ويجيبله عيل يشيل اسمه!؟ 

ربيعه بصت لأمها بغضب وردت عليها:


-جز وبره ووبرها مش يتجوز! 


ربيعه:

وها.. حقه وانتي زعلانه ليه.. والله قالت دب منك داي ياربيعه! 


ربيعه بغضب اكبر:

يمههه افهميني.. ديه لو اتجوز وجاب مره اللي هيجيبها هترمينا بره بيته وبره قلبه رمية الكلاب، واحنا ليناش غيره يمه.

قوليلي لو خدته مننا هيبقالنا مين؟ 


وبعدين هو ايه ناقصه عشان يتجوز غسيله ووكله وشربه عنعملهوله يوبقي ايه تاني؟ 


اتبسمت شام وردت عليها بهدوء:


ناقصه مره تنام الليل فحضنه وعلى صدره وتدلعه وتخلفله عيال ياربيعه، يمكن نفسه هفت عالونس هنقولوله له؟ 


ربيعه سمعت كلام امها ونارها لهبت بزياده وبدون وعي ردت عليها وقالتلها:


لو عايز إكده انا اهه واعمله كل ديه واني مرته وهو جوزي، بس ميجيبش وحده غريبه تقعد وسطنا.

شام :

يمكن مراغبش فيكي ولاميال ليكي ياربيعه هي المحبه والقبول بالعافيه ولا ايه؟ 

ربيعه وهي عتنزل من فوق السرير وتلبس شبشبها بغضب:

ايوه بالعافيه، واني مرته وهو جوزي ومش هيرغب ولا هيميل لحد غيري، ياإكده ياهروح ادفس راسه في الدمسه واشوي عنيه اللي هيبص بيهم لمره تانيه دول. 

خلصت كلامها وطلعت من البين بغضب عارم، وهملت شام عتضحك عليها وعلى عمايلها اللي هتجنن ابو دراع معاها وهتشقلب حاله شقلبه من بعد النهارده، اصلها خابره زين إن الوحده طول ماعشقت عيطير عقلها وعتوبقى كيف المجاذيب.. وربيعه خلاص اتجذبت.. ودعت شام ان ربنا يعين ابو دراع عاللي جاي. 

❈-❈-❈


أما ربيعه فطلعت من البيت وراحت ناحية ابو دراع، وهو شافها جايه عليه بحالتها داي وحس ان زعابيبها لساها ماهديت، فبص قدامه بعدم مبالاة واستدعى ثبات الدنيا كله وطولة البال كمان، وفضل ساكت حتى بعد ماوصلت عنده ووقفت جاره، وسامع صوت انفاسها العاليه.. ولما شافت منيه التجاهل والبرود اللي مش هيساعدها انها تعمل معاه العركه اللي جايه وناويه عليها قالتله بأمر:


-قوم وديني البندر مخنوقه. 

ابو دراع بهدوء:

له اني مفاضيشي وراي مصالح قايم اقضيها، عايزه تروحي روحي لحالك. 


ربيعه:

له والله لتوديني انت. 


ابو دراع بإستغرب:

-نحلفي عليا!

ربيعه بغضب:

احلف ونص وهتقوم وتوديني دلوك يعني دلوك. 

قالتها وهي عتدبدب برجلها عالارض بحركه طفوليه خلت ابو دراع غصب اتحكم فى روحه عشان ميضحكش، ورد عليها بنفس الهدوء القاتل اللي هو فيه وقالها:


اعقلي ياربيعه وبطلي شغل العيال الغيرين ديه. 

ولا صوح  ليه تبطلي مانتي عيله صغيره.. دبدبي برجلك وعيطي وعلي حسك  كمان وخلي الغريب والقريب والفايت في الطريق يسمعه. 

ربيعه:

-اني مش عيله اني كبيره وتقولش عيله داي مره تانيه. 

ابو دراع:

يوبقي اتصرفي كيف الكبار واهدي واقعدي جاري إهنه وقوليلي ايه اللي هوسك إكده؟


وقفت ربيعه دقايق تتأفف وتهز فرجلها بعصبيه وبصاله وهو عيصب في الشاي ومش مديها اي اهتمام ،وفى الاخر قعدت قدامه بغضب وبدون مقدمات سألته:


مين هي وكنتوا واقفين عتقولوا ايه وليه تضحكلك وتضحكلها:

ابو دراع:

وانتي مالك! 

ربيعه: مالي ونص جوزي وواقف مع وحده يضحك ويتمضحك وتقولي مالك؟ 


ابو دراع رفع حواجبه وبرق عيونه بإستغراب ورد عليها:

جوزك؟ 

ربيعه بتصميم:

ايوه جوزي والناس كلها خابره انك جوزي ايه هتنكر ولا ايه؟ 


وقع الكلمه الجديده على ودن ابو دراع  مع حالة ربيعه والغيره اللي مخليه اللهب طالع من عيونها خلوه سكت وهو عيستوعب الموقف والحاله، واللي عتقوله ربيعه واللي عتعمله،

وحس بإن اللي كان خايف منيه عيحصل، وربيعه ابتدت اول مراحل التعلق، ولازمن يلحق مشاعرها قبل ماتتمادى، وبعد تفكير بصلها نظرة غضب وقالها بنبره جديه:


ربيعه اول واخر نوبه اسمعك تحاسبيني على حاجه، واياكي تاني مره اسمع منك الحديت الخايب ديه، 

وجوازي منك يابت الناس كان لغرض واني وامك فهمناهولك زين،

يعني لا ينفع تتعاملى معاي على اني جوزك ولا انك مرتي،

الكلام ديه احنا عنقولوه قدام الناس بس، انما بيني وبينك انتي بتي.. والمره اللي مقومه الغواير داي عشانها متجوزه ومخلفه كمان.

بس ديه ميمنعش اني لما اعوز اعرف وحده وارغب في الجواز منها هعملها وميحقش لاي حد انه يعترض او يتطاول عليها، ولا حتى انتي ياربيعه فاهمه. 


ربيعه كلام ابو دراع كان ينزل كيف مية النار علي قلبها يحرقه، ومع اخر كلمه منه شهقت بصدمه، وقامت تجري عالبيت ودموعها سابقاها، وهو لما سمع شهقتها وشاف دموعها كب الشاي ورمى الكبايه من يده وضم رجليه عليه وحاوطهم بيديه، وبص بعيد وهو حاسس انه قسى على ربيعه اكتر من اللازم، وخصوصي وهو واعي دموعها اللي معيتتحملش شوفتهم وانهم النوبادي نازلين بسببه، 


لكنه قرر انه يفضل على موقفه عشان يموت محبتها ليه من بدايتها، لان فيه حاجات لو كبرت عتوبقي كيف الوحوش صعب ان حد يغلبها وعتفترس صاحبها، وخصوصى المحبه والكره. 

❈-❈-❈


اما ربيعه فدخلت اوضتها وقفلت علي روحها الباب وفضلت تبكي، وشام عرفت ان ابو دراع صدها، وقررت انها تطلعله وتتحدت معاه، وتخليه يواربلها باب قلبه وميخافش من ايوتها حاجه ولا يعمل حساب لحد. 


فطلعت للجنينه وراحت على ابو دراع وقعدت جاره، وهو اول ماحس بيها بصلها وقالها:

اهلا ياشام، اكيد جايه تسأليني ليه زعلت ربيعه وبكيتها صوح؟ 

شام بإبتسامه:

له مجاياشي اسأل عشان اني خابره زين ربيعه ايه اللي زعلها وهي حكتلي. 


ابو دراع:

وراضيه بعمايلها داي انتي؟ 

شام:

ايوه راضيالها حقها. 


رد عليها بإستغراب شديد:

ايه هو اللي حقها ديه، انتي شفتيهاش عيملت ايه في الوليه الغلبانه، ولا حسها العالي والفضايح اللي فنص الشارع وخلت الناس اتلمت، والمره ياعيني بقت تجري وتتلفت حواليها بخوف كيف العامله عمله وكل هبابه تخش فحاجه عشان مواعياش من عينها اللي ليستها فيها بتك باللوكاميه.


وكل ديه عشان ابتلت على عمرها وجايه تشتري منى غنمه. 


شام: ربيعه غارت والغيره واعره ياابو دراع والوحده معتتحملهاش. 

ابو دراع:

غارت من ايه وليه، وعشان ايه تغير؟ 


شام: وه مش جوزها؟! 

ابو دراع سكت وهو عيسمع الكلمه داي لتاني مره النهارده، مره من ربيعه وداي اعتبرها عبث، ومره من شام، وداي ميقدرش ميوقفش قدام كلمتها ويشوف قصدها منها ايه. 

فبصلها بصه هي فهمتها وكملت كلامها:

إيوه جوزها مالك مستغرب وعتتطلع فوشي إكده ليه؟ 

ابو دراع:

جوزها كيف ياشام بس، انتي عتقولي ايه هى عدتك من الهواس بتاعها ولا ايه؟ 


شام: ولا عدتني ولا حداها هواس من اصله، ربيعه ست العاقلين وست البنته وعارفه موصلحتها وين، وطالعه نبيهه وواعيه، وعارفه اللي ليها واللي عليها، واللي ليها معتهملهوش لحد غيرها ياخده. 


خلصت كلامها واتنهدت وكملت بنبره هاديه:

ربنا مش عيحط حد فطريق حد من غير حكمه ياابو دراع.. 

وربيعه انت سبق وقلت هسيبلها حرية الاختيار واللي هتقول عليه وهتختاره شريك لحياتها.. 

هتقولها عليه امين وتسلمهاله بيدك،

فمتاجيش دلوك وهي عتختار الاصلح والانسب ليها تقف فى طريقها وتقفل البيبان فى وشها. 


ابو دراع كان عيسمع وهو ضامم حواجبه ومنتبه بكل حواسه، وبس خلصت كلام رد عليها وقالها:

شام انتي واعيه روحك عتقولي ايه؟ يارب بس اللي اكون فهمته من كلامك ميكونش هو الصح واللي تقصديه!


شام :

له اقصده ياابو دراع واقصد كل حرف فيه.. شام معادتش صغيره وانت مش كبير، وعمر سن الراجل ماكان عيوقف في طريق جوازه، ولا نسيت العريس اللي كان جايبهولها ابوها كرار كان حداه كام سنه؟ 


ابو دراع:

يابوي عتقولي ايه انتي داني اكبر من ابوها! 

شام: ومالوا، دا حتى ابوها ذات نفسه لو حب يتجوز وحده كدها هيتجوزها، ولا حد هيقوله عيب ولا حرام ولا هي اول مره توحصول. 


ابو دراع العجب بلغ جواه مبلغه من كلام شام وقبل منه تصرفات ربيعه، فرد عليها وقالها:

له والله ديه ماكلام ناس صاحيه ولا فايقه  ان كان انتي ولا بتك، بس هي مهما كان ليها عذرها وانها عيله صغيره مافاهماش موصلحتها، انتي ايه عذرك قوليلي؟ 

شام:

عذري اني عحب بتي واتمنالها احسن حاجه في الدنيا، وانت يابو دراع احسن حاجه في الدنيا، وتستاهل كل خير، وربيعه فيها كل الخير ليك وهتكون عوضك من الدنيا زي ماربنا عوضها وعوضني بيك. 


ابو دراع هز دماغه بفهم وبعدها ابتسم ورد عليها:

بس رد الجميل عمره مايكون إكده ياشام. اني خابر انكم عايزين تردولي معروفي، بس اني ماعاخدش تمن حاجه زينه عيملتها،

والنصيبه الكبيره لما يكون تمن المعروف مستقبل وعمر شابه لساها ماشافت من الدنيا شي والعمر كله قدامها.. 


قومي ياام ربيعه روحي لبتك وعقليها وفهميها ان اللي فبالها ديه غلط، وقوليلها مش ابو دراع اللي يضيع الامانه بتاعته، داني متآمن عليها مرتين.. وقوليلها نصيب قلبك من العشق قاعد وهتلقى اللي يغرقك محبه وحنيه ويكون من سنك ويستاهلك بس اصبري انتى لساكي صغيره والعمر قدامك. 

قوليها عمك ابو دراع هو اللي عيقولك الحديت ديه. 

خلص كلامه وقام يتمشى فى الجنينه، وهمل شام قاعده مراقباه وعتتحسر على حظ بتها العفش لو ابو دراع ضاع من يدها وفضل على موقفه، وقلبه مالانش من تلاها ولا حبها ورغب تبقاله مره وأم لعياله. 

❈-❈-❈


أما ابو دراع فكلام شام وربيعه ابداً ممرش على عقله مرور الكرام، وفوراً سمع حاجه ابتدت تهتف جواه وتقوله:


وليه له.. ماتجرب ياخي! 

لكن من اول جمله والتانيه خنق الهاتف اللي جواه وموته وهو عيرمى الفكره من عقله نهائي ويهمس لروحه:


له اوعاك تخون الامانه ياابو دراع، واوعاك اللي ائتمنتك على روحها تخليها تخسر الخساره داي.

هي فبداية عمرها، لكن انت اللي باقي فعمرك مش كد اللي راح.. متاجيش بعد سنين من مقاطعة النسوان تبلي بيك وحده من سن عيالك..وبعد كام سنه تهملها وتموت وتسيبها لحالها لا طايله سما ولا ارض.. عيب عليك وحرام وربنا عمره ماهيسامحك. 


خلص كلامه وساب البيت كله وطلع، وراح على المعمل يشوف حكيم النهارده متواجد ولا له، لان هو الوحيد اللي لما عيقعد معاه ويتحدت قلبه عيرتاح وعيحس ان هموم الدنيا كلها انزاحت من فوق كتافه،ولما تكون حاجه شاغلاه عياخد رأيه فيها وفكل مره عيتأكد بعد المشوره انه فعلا ماخاب من استشار. 


لكنه عاود خايب الرجا لما ملاقاش حكيم في المعمل، وفضل يلف في البلد هبابه، وراح قعد حدا العباره شويه، وبعدها عاود عالبيت، وفضل في الجنينه مرضيش يدخل البيت عشان يهمل ربيعه تهدا زين وتراجع نفسها وتعرف غلطها ومتكررهوش. 

❈-❈-❈


اما ربيعه ففضلت مستنيه ابو دراع عشان ياجي يطيب خاطرها بكلمتين ويقولها انه ميقصدش الكلام اللي قاله ولا يقصد يزعلها

لكن انتظارها ليه طال ومجاش، فاتكسر خاطرها اكتر، وخصوصي لما قامت طلت من الباب ووعيته قاعد في الجنينه وعيشرب شاي ولا على باله، وكأن اللي مزعلها داي مليهاش اي قيمه عنده،فعاودت تاني للبيت، ودخلت اوضتها ونامت وهي عتبكي من كسرة وجع فقلبها اول نوبه تحس بيه. 


أما شام فهملت التين كل واحد على هواه ولا راضت حد فيهم ولا صلحتهم على بعض، وحبت تسيبهم وتشوف البعد والخصام هيتعب مين فيهم اكتر ويخليه يخطى اول خطوه ناحية التاني،وديه هيوضحلها كل حاجه. 


ونام ابو دراع فى الجنينه، ونامت شام فموطرحها، وفي الليله داي التلاته ناموا بدرى علي غير عادة، وفقرآن الفجر التلاته صحيوا من النوم كيف مايكونوا نايمين وقايمين علي قلب واحد.. وشام أول وحده فيهم قامت وراحت على وضوئها تستعد لصلاتها، وبرغم ان فاتها قيام الليل الا انها قايمه صدرها مشروح ومرتاحه بسبب الحلم اللي حلمته لربيعه وابو دراع، واللي استبشرت بيه خير ليهم هما التنين، وحست انها إشاره من ربنا ليها عشان يطمئن قلبها على بتها. 


وراح ابو دراع عالجامع صلى وعاود للجنينه وطلع غنماته وقعد لطلوع الشمس جارهم يسبح على سبحته، وربيعه فضلت صاحيه هي كمان فأوضتها تسبح وتستغفر، وشام عملت الفطور ونادمت التنين عشان يفطروا.. وطول الوكت ربيعه عيونها على قطب وهو ابداً مارفعش عينه عليها ولا بصلها، ولا شاف العتب اللي مالي عيونها ليه، وعشان متوكد منيه محبش يديه فرصه يطلع.. وبس خلص فطوره اول واحد حمد ربه وقام طلع من غير ولا كلمه مع اي وحده فيهم. 

وديه خلى ربيعه القهر كل روحها وكل، وحست بخذلان العالم كله جوا قلبها. 


❈-❈-❈


وعدى يوم والتاني والتالت وربيعه وابو دراع على نفس الزعل والبعد، لغاية ماحصل اللي اتجمعوا عليه التنين واتكلموا غصب عنهم وقلوبهم اتعانقت من الخوف وغصب عنهم اديهم اتحطت فأدين بعض وهما عيشيلوا شام اللي وقعت على الارض مغمى عليها وسطهم من طريق الله ونص. 

نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل الرابع والأربعون

❈-❈-❈

ربيعه شافت امها عتطيح عالارض وجريت عليها بخوف الدنيا كله، وحاولت تفوقها مفاقتش! 

فطلعت جرى على ابو دراع ومن بعيد شافها  وهي عتجري عليه وتصرخ بأسمه بخوف وتقول الحقني ياقطب، وقلبه وقع فى رجليه من الخوف وكمل هو المسافه عليها جرى،

 وبس قرب منها وشاف دموعها ووشها المخطوف حس الدنيا اسودت فعينه، وضلمت خالص وانطفى نورها وهو عيسمعها عتقول بأنفاس مقطوعه:

امي ياقطب ألحق امي. 


خلصت جملتها وابو دراع جرى على البيت بكل سرعته من غير مايسألها فيه ايه، وهو مقتنع ان الوكت اللي هيسأل فيه ويستنى الإجابه يلحق فيه شام من اللي هي فيه وميعرفهوش. 


وبس وصل عالبيت ودخل وشاف شام مرميه عالارض جري عليها، وتبعته ربيعه وشالوها التنين بين اديهم وحطوها عالسرير وهي قاطعه النفس خالص ووشها ازرق وشكلها ميطمنش، وربيعه مفيش معاها غير النواح على امها، وبعد كذا محاوله منهم هما التنين انهم يفوقوها، فتحت عيونها بضعف ودخلت فى نوبة كحه متواصله مكانتش قادره تاخد نفسها منها، 

ولما ابو دراع لقاها مفيش امل ان حالتها تتحسن عن إكده وترجع لطبيعتها، جرى على بره يجيبلها عربيه وياخدها عالبندر يكشفلها عن داكتور. 

وبالفعل جاب العربيه وخدوها هو وربيعه واندلوا بيها عالبندر، وعلى كد ما كانت امنيتها من سنين انها تطلع من بيت المقاول وتشوف الدنيا، الطلعه اللي طلعتها ماشافتش من الدنيا الواسعه شي، وراحت مغمضه عيونها من الوجع، ولحد ماكشف عليها الدكتور وهي على حالها، وبداية التشخيص قالهم انها حالة فشل تنفسى، 

وحطها فوراً على جهاز التنفس، وبعدها ابتدا يأنبهم لان الحاله واضحه قدامه انها من مده طويله بتعاني من اعراض الفشل التنفسى وهما غفلانين عنها.. وابتدا يسأل لربيعه الاسئله اللي خلته تأكد من ظنه.. 


-هي والدتك بتنام كتير في الفتره الاخيره وبقت تصحى بصعوبه صح؟ 

ربيعه: ليها سبوعين بس ياداكتور بقت تنام نص النهار

- وبالليل نفسها بيديق وبتبقي زي اللي بتصفر وهي نايمه وبتجيلها نوبات كحه كتيره وتستمر معاها لفترات طويله؟ 


ربيعه: ايوه صوح. 

الدكتور: للاسف انتوا المفروض كنتوا جبتوها بدري عن كده شويه ومأهملتوش في صحتها؛ لأن الظاهر انها حصلها مضاعفات كتيره بسبب اهمالكم ليها.. وكأغلب اهالي الصعيد طبعا الوالده بتتعرض للدخان وللشمس وللغبار والبيئه اللي حواليها كلها بالشكل ده. 


ربيعه: ايوه ياداكتور حصل..طيب ديه معناتو ايه ياداكتور امي هتطيب ولا مش هتطيب ولا ايه؟ 

هز الدكتور دماغه بتفهم ورد عليها وهو شايف الرعب بدأ يظهر على ملامحها:


خير خير بأذن الله متقلقوش، وسابهم وخرج، وخرج وراه ابو دراع يستفسر عن الحاله زين بعيد عن ربيعه.. لكن للاسف كلام الداكتور مطمنهوش واصل. 


وبعد كام ساعه من الانتظار شام اخيراً ابتدت انفاسها تهدا ولونها يتغير من الزراق للطبيعى، وابتدت تعود لوعيها من تاني، وكل ديه وربيعه جارها منتهيه من البكا والخوف على كل اللي ليها فى الدنيا وعلى روحها اللي مقرونه بأنفاس امها واتخنقت وكت خنقتها. 


أما ابو دراع فكان واقف وعمال ياكل فبعضه من القلق على شام ومن الشفقه على حال ربيعه، وحاسس ان قلبه عيتعصر عصر على عزاز قلبه اللي بقو كل اللي ليه في الدنيا دلوك وكل اهله وناسه،


 ومجرد إحساسه بأنه ممكن يخسر حد فيهم خلاه لا على حامي ولا على بارد، وعايز بأي طريقه يرجع لشام عفيتها حتي لو هيدفع كل قرش معاه، اهم حاجه تطيب وتقوم تنور الدنيا بقلبها الاوبيض وتبارك بيت المقاول اللي من بعدها هيتحول فعيون ابو دراع لمعبد كل سكانه كهنه من عصر الظلام. 


واول مابدأت شام تفوق اتبسمت لبتها اول  ما وعيت حالها وخوفها وعيونها اللي قفلوا من كتر البكا، وهمستلها بحس متعوب:

اني زينه ياربيعه متخافيش.. هبابة تعب وراحو لحالهم يابنيتي. 

ميلت ربيعه على يدها تحبها وهي عتقولها:

انشالله مافيكي الا العافيه يانن عيني، بيا ولا بيكي التعب يمه.. اصلا انتي مينفعش تعيي ولا تتعبي وتغمضى عيونك وتغفلى عني دقيقه وحده.. اني عايشه بيكى ياشامه. 

ابتسمت شام وهي عترد عليها:

شامه!! اتوحشت الأسم وصاحبته قوى والله ياربيعه، اتوحشت اترمى فحضنها وتهون عليا وتنصحنى وتصبرني،

اشتهيت احس فحضرتها بالأمان اللي محستوش من ساعة ماهملت بيت ابوي غير معاها.. اشتهيت ضحكتها وحسها الحنين وهى عتقرا وردها وتسبح على سبحتها.. الله يرحمها ويبرئ ذمتها ويحسن مأواها ويجازيها بالجنه ونعيمها عاللي عيملته معانا. 


أمنت ربيعه وراها، وبعدها طلعت لابو دراع تخليه يسألها الداكتور لو ينفع أمها تاكل حاجه او تشرب حاجه دلوك؛ لانها ماداقتش حاجه من الصبح، ولما ابو دراع راح وسأل والدكتور سمحلها بالوكل والشرب، فطلع طوالي جابلهم وكل وعصير وميه وعاودلهم، 

وهما التنين قعدوا يوكلوا شام، وبرغم زعل ربيعه من ابو دراع الا أن موقفه مع امها وجدعنته وحنيته دوبت الزعل وصفت القلوب، وخلت بسمتها ترجع من تاني، وعيونها يرجعوا يبصوله بنفس المحبه، أما هو فلما رجعت ربيعه تكلمه واتصافت معاه، حس بأنه كيف مايكون كان مضيع حاجه ولقاها. 

وبعد ما اتحسنت ربيعه شويه الدكتور كتبلهم علاج ومتابعه مستمره، وبناء عليه كتبلهم خروج ووافق انها ترجع البيت. 

❈-❈-❈


أما كرار فبمجرد ماعاود البيت وعرف ان ابو دراع وربيعه طلعوا وخدوا شام معاهم من غير مايسألوه او شام تاخد الاذن منه جن جنونه، وبقى يلف في البيت كيف المجذوب يسأل الكبير والصغير راحوا فين؟ 

وعشان محدش يعرف ومشافهمش غير ولده تمام وهما راكبين العربيه وماشيين وميعرفش رايحين فين ملقيش كرار إجابه على سؤاله، 

والكل جاوبه بانه ميعرفش حاجه عنهم، وديه وصله للأنهيار التام وهو عيفكر ان شام احتمال تكون هملت البيت وراحت لأهلها، 

ومن غير تفكير دخل على اوضة امه وخد الطبنجه بتاعته فجيبه، وطلع بيها على بلد اهل شام وهو حالف يايجيبها معاه يايسيبها هناك بس وهي جثه مفارقه الدنيا.

❈-❈-❈


وبالفعل كرار وصل هناك ووقف بعربيته قدام باب البيت بتاعهم، ونزل وابتدا يدق الباب بمنتهى العنف، واول ماعمران واد بشاير فتح الباب زقه كرار ودفع الباب ودخل بسرعه وهو شاهر الطبنجه بتاعته، وفتح اول اوضه اللي هي اوضة الضيوف وبص فيها ملقاش فيها حد، وبعدها دخل جوا في البيت من غير مايراعي حرمته وابتدا يفتح الاوض اوضه اوضه، وعمران يحاول يوقفه وهو عيزعق فيه ويقوله انت مين وعايز ايه، وبشاير نزلت من فوق تجرى على حس ولدها، ودهب طلعت من اوضتها جري، واول ماشافت كرار والطبنجه فيده شهقت وضربت على صدرها بخوف وهي عتمتم بأسم شام، ومن الفزع حست برجليها هربطوا فبركة طين مقدرتش تحركهم من موطرحهم! 


وبشاير لما وعيته عدلت طرحتها على راسها وبحسها العالى قالتله:

ايه ديه كيف داخل البيت انت تتهجم  وتفتح فبيبانه وكمان بالسلاح! اتجنيت انت ولا ايه؟ 

واد ياعمران اجري نادم ابوك من الغيط هو وجدك وقولولهم فيه حرامي هجام دخل علينا البيت فى عز النهار وببجاحه محدش شافها قبل سابق. 


كرار التفتلها بغضب ورد عليها:

حرامي؟ 

بشاير: 

إيوه حرامي ياكرار،واكبر حرامي في الدنيا عتسرق الفرحه من الناس وتسرق الاعمار الحلوة وتضيعها.. ودلوك اطلع بره على مارجالة البيت ياجوا. 


كرار: مطالعش غير لما اخدها فيدي.. فينها مدسوسه خلوها تطلع قوام احسن ميحصلش طيب. 


سمعت دهب كلامه والدنيا لفت بيها واستنتجت ان شام طفشت من عند كرار وياعالم جرالها ايه على يده وصلها للطفشان؟ 

 وبصوت مخنوق ودموع اتجمعت في عيونها في الحال همست: 

(بتي) 

خلص كرار كلامه وبشاير راحت عليه وبخوف سألته:

هي شام هملت بيتك؟ راحت فين اختي وعميلت فيها ايه خليتها طفشت انطوق.. وكمان جاي علينا احنا بالسلاح.. قول اختى راحت فين احسن قسماً عظماً ياكرار ماتطلع من البيت على رجليك وبسلاحك ديه اخلص عليك. 


زفر كرار بديق وكمل بعدها لف في البيت وتفتيح فى بيبانه من غير مايعمل لبشاير ولا لكلامها باعت، 

ومش بس إكده دا كمان طلع عالسطوح يدور، ولما ملقيش لشام اثر في كل البيت نزل ووقف فنص الدار وبحسه العالي قال:


وديتوها فين انطقوا، والله ماههمل البلد غير وهي معاي، سوا ميته سوا حيه. 


ردت عليه دهب بصوت عيرجف من الخوف:

والله ياولدى ماجات ولا عتبتلنا دار ولا خطتلنا عتبه ولا نعرفوا حاجه عنها واصل.. قولي ياولدي إنت عميلت فيها ايه، طيب  بلاش عميلت فيها ايه طيب قولي ربيعه بتها وابو دراع معاها ولا طفشت لحالها؟ 

كرار بعصبيه:

كلهم غارو كلهم، مفيش حد فيهم قاعد. 


دهب بس سمعت ان ابو دراع وربيعه مع شام بلعت ريقها بإطمئنان وكل خوفها اتبدد، وحست ان بتها خلاص اتحررت من قبضة كرار، وحتى لو مجاتش عليهم ولا شافوها يكفى انها مع ابو دراع معناها انها بخير. 

ومعدوش ثوانى على كلام كرار وكان السيد داخل البيت يجرى وعيونه وقعت على كرار وكان فيهم غضب الدنيا كلها،

ووصل عنده وبدون مقدمات مسكه من خلجاته ومهتمش للطبنجه اللى فيده وابتدا يزق فيه على بره وهو عيقوله:


كيف تتعدى على حرمة بيتي وتدخل ع الحريم من غير استئذان ياخسيس؟ 

افرض وحده قالعه وحده متعريه وحده واخده راحتها فبيتها تبص على غفله تلاقي راجل فوق راسها واقف؟ 

ترضاها انت على روحك، ترضاها لأهل بيتك؟ 

قال كلامه وكان وصل لباب البيت بكرار دفع، فطلعه وطلع معاه والتنين بقوا فى الشارع، وفوراً ابتدت الناس تتلم عليهم من باب فضول اهل البلد المعروف، والتنين كانوا واقفين لبعض ند بند السيد ماسك كرار وكرار حاضض بوز الطبنجه فجبينه، وكل واحد مستنى التاني يبدأ بكلمه عشان يبتدى النزال الغير متكافئ بالمره واللي هينتهي لصالح كرار من قبل مايبدأ اصلاً. 


وفي الوكت ديه وصل حداهم عبد الصمد اللي كان جايبها جرى من الغيط بس طبعاً على كد حيله،

 وبمجرد وصوله وقف جار السيد ومسك فيه كحماية ليه من كرار، وبس شاف الطبنجه فيد كرار وقف قدام السيد يفديه بروحه وفرق مابينهم، وسأل كرار بهداوة:


فيه ايه ياولدي جاي علينا هداد ليه؟ 

خير عميلنالك ايه احنا ولا اعترضنا طريقك ميته؟ 

كرار:

اني مش جاي هداد ولا عهوش هويش، اني جاي اخد مرتي بالذوق او بالعافيه وانتو اللي تحددوا الطريقه عاد. 


عبد الصمد بإستغراب ممزوج بفرحه سأله وقلبه وروحه طاروا عالبيت جوا يفتشوا عليها:

هى شام جات حدانا؟ 

ميته جات طيب! 

كرار:

معرفش ميته جات ولا عايز اعرف اني عايز اخدها من إهنه واعاود بيها، خش شوف اهل بيتك واسألهم هي قاعده وين دلوك وخليهم يدلونى عليها. 


همله عبد الصمد ودخل البيت قوام عشان يشوف صحة كلام كرار، لكن دهب وبشاير نفوا ان شام جاتلهم ولا شافوها حتى! 


وكرار كان واقف بره ممنوع من الدخول بسبب السيد اللي كان واقف قدامه كيف الديك الحراجى وعيغلى غلى من فوتته عالبيت بالطريقه اللي وصفهاله عمران، ونفسه يمسكه يمنتره، 

لكنه سكت منعاً للفضايح وكلام الناس احسن يقولوا دخل عمل حاجه فمرته وتفكيرهم العقيم يخليهم ينسجوا قصص على مزاجهم. 


وطلع عبد الصمد بعدها رد على كرار بأن شام مجاتلهمش وحلفله على إكده، ولما كرار شاف الصدق فى عيونه وفكلامه اتحرك فوراً من قدامهم قاصد بلده عشان يشوف شام يمكن عاودت للبيت. 


واول مااتحرك تبعه عبد الصمد، فلفله كرار وسأله بغضب:

رايح وين انت؟ 

عبد الصمد:

رايح معاك ياولدي اطمن على بتي راحت وين وجات منين ومالها، اسمحلي النوبادي بس ياولدي احلفك بتراب ابوك وامك. 


كرار وهو عيشاورله بالطبنجه:

عاود ياراجل انت واقعد على حيلك مفيش جى ولا روح، ولو شفتك حدا بيتي هكومك بطلقه وحده.. مشفش حد فيكم حوالين داري فاهمين. 


خلص كلامه وبص للسيد ودهب وبشاير اللي كانوا عالباب واقفين وركب عربيته وطلع بيها، وهمل الكل فحيره مابين فرحتهم بأن بتهم هملت كرار وراحت مع ابو دراع وين ماراح وديه معناه انها اتحررت منه اخيراً بعد مااطمنت على بتها،وخايفين عليها احسن يعتر فيها كرار ويأذيها وهو عالأذى ميتوصاش 


وقف عبد الصمد موطرحه وهو حاسس انه متكتف، فقرب عليه السيد وقاله:


اني رايح ياعمي اشوف خبر ايه واعاود. 


عبد الصمد:

له ياولدي اوعاك تروح احسن الفقرى ديه يعمل فيك حاجه انت معاك عيال عايزينلك، اني اللي هروح واللي يعمله البو ديه فيا يعمله. 

ردت عليه دهب بخوف:


له ولا حتى انت تروح، وهو انت اللي مفيش حد عايزك يعني؟ حدش منكم يروح ويحط يده فجحر التعبان وبعدها ينوح ويقول ليه عضني.. هملوه وشام ليها رب وطول مامع جوز بتها مفيش عليها خوف.. شام فيد أمينه صاحبها بينه وبين ربه عمار. 


رد عليها السيد:

له اني هروح يامرات عمي وهتطقس من بعيد لبعيد، وبعدين داي بلدي انتي ناسيه ولا ايه؟ 

يعني ميقدرش يحدتني ولا يتعرضلي لو رحت. 


خلص كلامه ودخل جاب جزدانه وطلع، وهو وماشي بص لبشاير بصه اخيره وابتسملها يطمنها، وبعدها توكل على الله ركب القطر  قاصد بلده. 

❈-❈-❈


أما كرار.. فوصل البيت وبس دخل من بوابة الجنينه وشاف ابو دراع فى الجنينه عيرعى غنماته، خد نفس عميق وزفره بغضب وراح على بيته ودفع الباب بطريقته المعتاده الخاليه من اي ادب او ذوق،

 ودخل يدور عليها، ولما لقاها قدام عيونه وقف وحس انه دلوك بس نبضات قلبه الثايره استكانت، وشبك اديه ورا ضهره وسألها من بين سنانه:

كنتى وين وكيف تطلعي من البيت من غير شوري، وكيف تطلعى من البيت اصلا واني محرم عليكي الطلعه منيه؟ 


 شام غمضت عنيها ومردتش عليه واتقلبت على جنبها وادته ضهرها، لكن ربيعه هي اللي تولت امر الرد وقالتله:


إنت مواعيش حالها واللي هي فيه واقف تحاسبها عالطلعه والفوته؟ ديه بدال ماتقولها مالك وجرالك ايه حتى كرمال سنين خدمتها ليك ولاهلك وعيالك ومليت بطونكم ولحم كتافكم اللي كله من تعب يدها؟ 


كرار: عقولك ايه يابت انتي، انتي تبعدي عني خالص ومتتحدتيش معاي وخصوصي لما اكون عتحدت مع امك، داي مرتي وانتي ليكيش صالح بينا، مش شدوكي امحامي للناس انتي. 


ربيعه بعصبيه:

كيف مليش صالح ديه، امي داي اللي واقف تتحدت معاها وتحاسبها على طلعتها عشان كانت هتموت وراحت للحكيم، امي داي اللي معاوزنيش احاميلها واقف اتفرج عليك وانت عتشتري وتبيع فيها، أمي ولا مكانش ليك ام ومتعرفش غلاوة الام كمان؟ 


كرار اتنرفز وزفر بغضب وبص لشام وقالها:

شوفي هقولك كلمتين تحطيهم حلقه فودنك.. رجلك بره البيت ديه متخطيش غير فحالتين.. انك تكوني ميته ورايحه علي قبرك، او تكوني مشتهيه الموت وعايزه تنوليه على يدي.. غير إكده عيانه مرضانه دم خاشش عليكي.. 

بت الحرام داي او جوزها يروحو يجيبولك السم الهاري اللي تتسمميه وانتي فموطرحك. غير إكده له.

واظون اني سبق وخيرتك وعطيتك فرصه تعيشي كيف البني ادمين وانتي اللي رفضتيها،

 يوبقي تكملي حياتك فبيتي وتنهيها كيف مابدأتيها.. خدامه لا ليكي قيمه ولا قانون. 


خلص كلامه وطلع، وابو دراع اول ماشافه طالع من بيته جري عليه بخوف احسن يكون عمل فربيعه وامها حاجه،

 وحلف فى سره لو ديه حوصول هيكون اخر يوم فعمر كرار النهارده. 


وصل قباله وسأله بتحذير:

اوعاك تكون مديت يدك على وحده فيهم، عليا النعمه ياكرار اعدمك عافيتك. 

كرار:

بالك ياابو دراع مش هما اللي عايزين مد اليد والربايه، اللي عايز مد اليد هو انت، انت اللي قويت شوكتهم وخليتهم عرعرو عليا،

 انت اللي خليتليش قيمه حداهم واصل ولا خليت فقلوبهم ذرة خوف مني.. انت اللي عطيتك البت وجوزتهالك عشان تربيها طلقتها علي حل شعرها وخليتها تطلع تلف الدنيا لحالها، والبندر خليتها تروحه لحالها وحتى علام علمتها!

والله والله لو حد غيرك اللي اتجوزها وخلاها تعمل إكده لكنت قطعت خبره وخبرها. 


ابو دراع:

اسمع ياد انت، اني مرتي تعمل اللي يحلالها واللي تعوزه رقبتي سداده ليها، وتلف الدنيا كلها على حسي مش البندر بس. تعرف ليه؛

عشان هي رباية يدي واني خابر زين رباية يدي، وكمان عشان هي بت شام اللي مفيش اشرف ولا انضف منها فبيتكم كله، شام اللي اتشرفت اني اخد بتها مش عشان هي بتك.

وبخصوص التعليم ايوه علمتها ولسه هعلمها كمان وكمان وهخليها احسن وحده في البلد كلها، وهديها عمري كمان لو عازته. 


بصله كرار بصه طويله وهو مديق عنيه وبعدها قاله:

ولو قولتلك ربيعه متطلعش من البيت تاني لا لعلام ولا غيره ايه قولك؟ 

ابو دراع:

كلامك تبله وتشرب ميته، داي مرتي وانت ليكش اي كلمه عليها.

كرار رد عليه بغضب وبحسه العالي:


وزي ماربيعه مرتك وحدش يحقله يحكم عليها غيرك شام كمان مرتي وحدش ليه حكم عليها غيري، يعني من اليوم وطالع اشوفك طلعتها من البيت بغير اذني ولا اتصرفت أي تصرف يخصها هيكونلي معاك  حديت تانى.. 

واظون داي الاصول ولا الاصول عتطوعها ليك انت وعايز الناس تعاملك بيها وانت متعاملش بيها غيرك؟


ابو دراع سكت هبابه ورد على كرار بهدوء وقاله:

حقك.. بس ديه لما تكون انت تعرف الاصول وتعامل بيها الناس وكتها الناس تعاملك بيها ومتتعداهاش معاك. 

كرار:

قلت اللي حداي ياابو دراع، واخر حاجه هقولهالك.. طلعة شام من بيتي لاى موطرح هيكون فيها دم.. مرضانه الداكتور يجيلها في البيت إهنه ويكشف عليها، غير إكده له.. وناسها لو لمحت حد فيه على بوابة البيت هكومه موطرحه بطلقه واقول جاي يتهجم على بيتي ومهاخدش فيه يوم واحد حبس. 


خلص كلامه ومشى من قدام ابو دراع بخطوات غاضبه سريعه ناحية البيت، وابو دراع همس وهو مراقبه:


الهي يتهجم بيتك ديه هجم يابووو ياللي متتحسب عالبنى آدمين واصل. 


ودخل ابو دراع بعدها بيته واطمن على شام وربيعه وانهم بخير، وبعدها غير خلجاته وطلع يجيبلهم شوية طلبات للبيت من سوق البلد. 

❈-❈-❈

اما كرار فدخل اوضة امه ونام على السرير وبص للسقف وهو عيفتكر لحظة ادراكه ان شام مش في البيت وإحساسه وكتها، وكيف هيقدر يتحمل إحساس الشتات ديه لو غابت عنيه خالص! ومعادش ليها وجود فبيته او حياته، وقرر ان هو مش هيسمح لديه يجرا ابداً ولا بأى شكل من الاشكال. 

❈-❈-❈


أما السيد فوصل البلد، وراح طوالي نواحي بيت كرار وقعد مراقب من بعيد لبعيد ومستني اي حد من شباب البيت يطلع،

 وبرق عنيه وجري بفرحه وهو واعي ابو دراع طالع من بوابة البيت، وابو دراع وقف وبصله بإستغراب وهو جاي عليه باللهفه داي كلها،

 لكن بطل عجبه لما وقف السيد قباله وسأله عن شام، وبعد ماقاله ابو دراع انها في البيت حكاله السيد على مرواح كرار لبلدهم وتهجمه عليهم وكل اللي عيمله، ولما ابو دراع عرف باللي عيمله المهجوم ديه مرضيش يزيد الخوف والرعب فقلوب ام شام وابوها، 

فقال للسيد انهم راحوا البندر يتفسحوا ويشتروا شوية طلبات من ورا كرار وديه اللي جن جنونه، لكن شام زينه وفأحسن حال. 


وبناء عليه مشى السيد وعاود على البلد وهو حامل الطمأنينه للقلوب المتلاعه، وكمل ابو دراع على السوق وهو عيستغفر ربه عالكدب اللي معارفش روحه هيتحاسب عليه لانه كدب ولا ربنا هيغفرهوله عشان نابع من شفقته عالناس الغلابه ورحمته بقلوبهم؟

❈-❈-❈


وعاود السيد وطمن اهل شام ورجعوا لصبرهم من تانى على الفراق، واستنوا جية ربيعه يوم الجمعه كالمعتاد عشان تطمنهم عليها وعلى امها وتقضي معاهم الساعات اللي عتخليهم يحسوا بإن شام قاعده وسطهم، وشايفينها بعنيهم وهما سامعين حديت ربيعه عنها، 

ونقلها لرسايلها ليهم، وزي ماوصاها قطب مرضيتش تجيبلهم سيره عن تعبها، وكل اللي نقلتهولهم إن امها بخير وأمورها تمام وانهم مبسوطين ومرتاحين مع قطب،


 وديه خلاهم يرفعوا اديهم للسما ويدعوله كالعادة من قلوب ممتنه مالياها المحبه ليه. 

❈-❈-❈


وعدت الايام وشام حالتها استقرت لكن متحسنتش، ماشيه عالعلاج وربيعه بطلت تخليها نحط يدها فأي حاجه من شغل البيت، والطبيخ حتى ابو دراع منعها منه وبقي هو يساعد ربيعه فيه، واحياناً كانت تعاود من مدرستها تلاقيه هو اللي طابخ ومجهز الوكل كله، وبرغم ان طبخه مكانش بنفس طعامة وكل ربيعه وشام، حتي بعد توجيهات شام ليه، الا ان ربيعه كانت تلاقي اي حاجه يعملها بيده هي احلا حاجه في الدنيا، والوكل من طبيخ طابخه لذه مابعدها لذه، وكانت دايماً تطلب منيه الفول ابو تخديعه الحاجه الوحيدة اللي محدش غيره عيعرف يعمله حتى هي وأمها، وديه لأنه كان عايش عليه وهو عاذب واتقنه. 

❈-❈-❈


أما كرار فكان مكتفى بأنه عارف ان شام فبيته حتي لو مش عيشوفها او يحتك بيها، لكن كون انها فبيته مخليه مرتاح، كيف مايكون قعادها في البيت جزء من البيت او حيطه من حيطانه لو غادرته يتهد باقيه ويبقى عريان

❈-❈-❈


اما عزت فكان كل يوم لازمن يعدى على بيت ابو دراع يتطمن على شام من ساعة ماعرف انها عيانه، وكمان عشان يتبارك بوشها ويتصبح بطلتها قبل مايطلع لشغله اللي عيحسه عيمشى عال العال بعد صباحها. 


أما مرته بدور فولدت من كام شهر وجابتله واد كمان، وبس عرف انه واد حمد ربه انه مجاش بت وطلع على امه فى الشكل كان احتار فيها وفجوازها!


❈-❈-❈

أما شوقيه فهي كمان بقت على وش ولاده، وكل الشواهد عتقول ان فيها واد تالت، وشيعت ولدها التاني مع اخوه عند خاله، وبكده حرمت كرار من ولاده التنين، وقلعت فصوص كبده وبعدتهم عنه وكوته ببعادهم.

 وإهناك اخوها شاكر غسل دماغهم من تلا ابوهم غسيل، ومن تلا البلد وناسها والعيشه فيها وكرههم فيها خالص. 

❈-❈-❈


أما ربيعه فكانت طول الفتره اللي فاتت ساكته ومراقبه كل حركه من حركات قطب ومركزه معاه اعلى تركيز، كل كلمه كل حرف كل التفاته كل خطوه، ومراقبتها ليه بالتركيز ديه مازاده الا محبه فقلبها وهي كل يوم تشوف فيه اللي يخليها تعشق تفاصيله. 

وهو طول الفتره اللي فاتت كان ملاحظ تركيزها معاه، وكان بكل الطرق عيحاول انه يحافظ على كلامه وتصرفاته معاها بحيث انه ميعلقهاش بيه، وكمان خف قعادة معاهم لحاله وخف ضحكه وهزاره معاها، وبقت معاملته ليها شبه ميري. 


لكن هيهات بين اللي هو عايزه واللي ربيعه عتحس بيه من تلاه.. واللي لو عرفه هيتوكد إن الفاس وقعت فى القلب، وإن كل اللي عيعمله ديه بلا فايده. 


وبعد فترة السكوت داي والمراقبه من بعيد قررت ربيعه انها مش هتاخد دور المتفرجه كتير، وإن ابو دراع جوزها وحقها وهو اللي علمها إن الحق ميتسابش، والدرس هتطبقه عليه غصب عنه وتعرفه انها اتعلمته وذاكرته زين. 


وفيوم وهي قاعده فبين خالتها بسيمه في الوكت اللي خابره زين إن همام معيكونش في البيت فيه طلبت منها طلب بسيمه استغربته منها قوي!


ربيعه فركت اديها فبعض بتوتر وفضلت عيونها تتحرك بسرعه وبحركة امها الموروثه اللي خلت بسيمه خالتها تقولها:


قولي اللي حداكي يابت اختي ومتخشيش شي، مالك ايه اللي جواكي وملبكك إكده وخلي عيونك زاغوا؟ 


ردت عليها ربيعه بخجل وإحراج شديد:

عايزه اطلب منك حاجه ياخاله بس خجلانه منك. 

بسيمه: واه.. خجلانه مني كيف ديه! اخص عليكي هو اني مش زي امك ياربيعه ولا ايه؟ قولي ياغاليه يابت الغاليه عايزه ايه واني عيونى ليكي. 


ربيعه: تسلم عيونك ياخاله.. والله اللي هطلبه منك اخجل اطلبه من أمي حتى، بس اني معارفاشي اقول لمين ولا اطلبه منيه. 


بسيمه: 

قلقتيني ياربيعه متتحدتي طوالي يابتي فيكي ايه؟ 

ربيعه بخجل وهي باصه للأرض:

ياخاله اني عايزه احف وشي وحواجبي. 


خلصت كلامها ورفعت عيونها علي خالتها بحركه سريعه ونزلتهم تاني بخجل اكبر لما سمعتها عتضحك عليها ضحكه عاليه وبعدها رفعت بسيمه وشها بيدها وقالتلها بمحبه:

كبرتي ياربيعه وعايزه تحفى وتظهري جمالك! بدك تخلى الناس تتخَبَل عليكي وهما واعين حسنك اللي مناقصش حلا يابت شام؟ 

ردت عليها ربيعه بإعتراض:

له ياخاله ناس مين، ومالي ومال الناس اني، اني هعمل إكده لجوزي، مش عايزه اكون حلوه فعيون حد ولا حد يبصلى غيره، اني عايزه اكون حلوه لقطب وبس ياخاله. 

ابتسمت بسيمه وهي واعيه المحبه فعيون ربيعه وهي عتتحدت عن جوزها وسألتها بحنيه:

عشقتيه ياقلب خالتك؟ 

ربيعه: ومين غيره اتخلق لجله العشق ياخاله؟ 

وسعت ابتسامة بسيمه بعد ماتوكدت ان بت اختها واقعه لشوشتها، وقربت من وشها وقالتلها:

هحفلك وشك، لكن حواجبك حرام ياحبيبتي واصلا هما حلوين ومرسومين لحالهم، هشيلك الكام شعره المبعشكين بس، وهتطلعى كيف البدر فتمامه.. بس ابو دراع هيعمل فيكي ايه بعد إكده؟ 


ربيعه:

ولا هيعمل حاجه ويمكن ميلحظش اي حاجه من اللي هعملها، ديه مفيش حداه احساس ياخاله جبله بارد واسقع من مية طوبه من تلاي. 


بسيمه: عيتهيألك.. الراجل مهما مثل البرود جواه عيكون بركان عيغلي بس هو دايس عليه بتقله.. وابو دراع مهما مثل الزهد فيكي مستعده احلفلك انه عيتمناكي اكتر ماعتتمنيه بس هو تفكيره انه  معاوزش يظلمك معاه.. بس اني هعلمك كيف تعرفيه إنه لما يحرر قلبه ويعيش معاكي كل اللي اتحرم منيه ديه هيكون اكبر عدل ليه وليكي، 

اما اللي عيعمله دلوك ديه هو الظلم بعينه وهيندم عليه بعدين وعالايام اللي عيضيعها داي من عمره ومعارفش السعادة اللي فايتاه. 


خلصت كلامها وابتدت تحف لربيعه وشها، وربيعه رغم الم اول نوبه الا انها كانت متماسكه ومتحمله، وكانت تصبر روحها بأن كل الوجع يهون عشان عيون قطبها. 


وفي الاثناء داي استفسرت منها بسيمه على كام حاجه، وحكتلها ربيعه علي وصية امها شام ليها فى بداية جوازها، واللي بسيمه قالتلها ترميها في الترعه نصيحة امك داي وتنسيها خالص، وابتدت تديها نصايح على النقيض تماماً. 


وبعد ما خلصت بسيمه من وش شام بعدت عنها وبصتلها واتبسمت وهي واعياها بلمسات بسيطه شكلها اتغير خالص وكبرت عن سنها وزاد جمالها الضعف وقالتلها:


ورحمة ابوكي يابت شام ابو دراع لو عيحبك هيوبقى كتالك النهارده عاللي صاير فوشك وعيونه مهتنزل من عليكي مهما حاول يلجمهم، واني اهه وانتى اهه. 


ويوبقى يوريني عاد ابو دراع كيف هيقدر ميبصش عالتفاح الامريكاني ديه ولا كيف هيبعد عنه.. بس انتي من النهارده تعملي اللي قولتلك عليه، وتقولي لامك البوه داى وسعى مجال وخليكي حسيسه متوبقيش عزول، انتي بس قوليلها بسيمه عتقولك إكده وهي هتفهم لحالها. 


وخلصت كلامها وربيعه قامت عشان تروح، 

وطلعت للشارع بشكل وشها وحماره اللي يجيب التايه، واللي خلى كل اللي رايح واللي جاى واللي واقف واللي قاعد وعيتحدت مع اللي جاره قطع حديته وانتبه للقمر اللي نزل من السما وماشي وسط الناس فعز النهار ديه، ولأنهم عارفينها مرت ابو دراع الكل ابتدا يحسد فى سره اللي صبر ونال. 


أما ربيعه فبس دخلت البيت وشافتها امها برقت عيونها وفتحت خشمها بصدمه عاللي بتها عيملته فوشها وجايه بيه، وأبو دراع اللي كان جوه طلع على فتحتها للباب، وأول ماشافها وقف موطرحه وبدون وعي قالها:

حرق اللي جابك يابت كرار!

   الفصل الخامس والاربعون من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

لقراءة الجزء الاول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close