أخر الاخبار

رواية نفق الجحيم الجزء الثاني2 الفصل التاسع عشر والعشرون بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني2 الفصل التاسع عشر والعشرون 

بقلم ريناد يوسف

في بيت المقاول

عديله بزعيق وهي داخله الأوضه:

شارده فأيه يابت دهب ومهمله البت مكمور وشها بالملايه هتموتيها وتكتمي نفسها؟


شام قامت منتوره بعد ماانتبهت لربيعه، وفعلا شافت الملايه كلها علي وشها ، شالتها من فوق وشها، واطمنت عليها انها بخير، وبعدها اتنهدت وردت علي ستها عديله وهي عترتب شعر ربيعه وترفع خصله اللي نازله علي جبينها بحنيه:


شارده في اللي اشتاقلهم القلب، والروح عليهم متكاده ومعارفلهمش علوم ياستي. 


ابوي وامي وخياتي البنات اللي معرفشي عنيهم ايوتها حاجه غير بس الخبر اللي عيجيبهولي ابو دراع كل فين وفين، واللي عيعرفني بيه الحبله واللي ولدت.. بس اني عايزه اشوفهم بعيني واتحدت معاهم، اعرف عنهم اللي الغريب ميعرفهوش واللي دافنينه فصدورهم، خايفه يكونوا عاملين زيي وموصيين ابو دراع يوصلي انهم زينين ومرتاحين وهما غير إكده كيف ماععمل اني وعوصيه يطمن كل اللي يسأله عني.

عديله:

والله ياشامن مش هقولك غير الحق معاكي فقلقلك وشوقك ورقرقت روحك عليهم،

 بس يابتي هقولهالك تاني وعاشر، الشين معيتخباشي، يعني لو لاقدر الله اهلك فيهم حاجه شينه كان خبرها جه لحاله، بس طالما ماسمعاشي شين يبقوا زينين، ولو علي وجع القلب والتعب يابنيتي مفيش حد خالي والبيوت ياما عيجرا ورا بيبانها.

 بس برضك سكانها عيعيشوا ويكملوا وانتي اكبر مثل ودليل، واظون ياشامه محدش تحت عين الشمش تعبان ومكروب كدك واديكي عايشه، كل واحد ونصيبه من التعب يابنيتي،

 بس من وسط التعب ربنا عيبعتلهم اللي يصبرهم ويخلي كل التعب والمرار يروح بتطليعه وحده عليه.. قالتها وبصت لربيعه واتبسمت، وشام كمان بصت لربيعه وطمنت روحها على خياتها التنين بإن صوح ربنا مش هينساهم، وإن بشاير اكيد ولدها مالي عليها الدنيا، وكمان بسيمه اللي قربت تكون أم ولدها او بتها هيهون عليها، بس برغم إنها عتطمن قلبها عليهم بكلامها ديه، الا إن الاشتياق باقي يلعب بالروح لعب ومهما الواحد سمع عن الحبايب انهم بخير، ميرتاحش القلب غير بشوفتهم.

؟؟؟؟؟

دقايق قضتها شام بعد كلامها مع ستها وهي سرحانه فخياتها وامها وابوها، وبعدها سمعت حس شوقيه عيلعلع في البيت، وعرفت منيه أن كرار عاود من الشغل ولازمن تقوم تجهزله الغدا هو وهي عشان يتغدوا.

وطلعت من الاوضه، وشافته شايل ولده عزام وعمال يلاعب فيه والفرحه بيه كالعاده عتنط من عيونه، وجايب ليه ولأمه ومحمل من كل حاجه حلوه، وبته ربيعه حتي تطليع ماعيتطلع عليها، ولا كلمة ابوي مخليها تنطوقها عليه وعايشه يتيمة الاب وابوها حي يرزق.

كملت طريقها للموطبخ، وابتدت تغرف الغدا ليهم، وطلعتهولهم، ومن بعدها غرفت غدا حوريه ووديتهولها عالأوضه بتاعتها، واللي كانت أوضة عزت القديمه بعد مابدلها باوضتها اللي فوق وهي نزلت فيها.

دخلت عليها شام وحطتلها الوكل جارها ومن غير كلام ولا حديت هملتها وطلعت، وبرغم إن حوريه لا عتنطق عليها ولا عتكلمها، الا ان شام عتشوف فعيونها حديت كتير بدها تقولهولها بس فيه حاجه مانعاها،

 وعتكتفي بس بالبصه عليها كل ماتعملها حاجه او تخدمها، 

من ساعة ماحيلها راح وحركتها بقيت قليله من بعد مااتقهرت علي اللبه اللي اتسرقت منها.. او ديه السبب اللي الكل فاكر إن هو سبب حالتها داي.. 

ومن وكتها وهي اغلب نهارها حبيسة أوضتها معتطلعش غير بس هبابه تطل في المطبخ وتشوف ايه اللي عيجرا فيه وتدى أوامرها لبدور وورده وحتى لشام باللي هيتطبخ ويتعمل، وداي هي السلطه الوحيده اللي بقت ليها في البيت دلوك، والحاجه. الوحيده اللي ليها رأي فيها هي (الطبيخ)

أما باقي الأمور من فلوس شغل ومصروف بيت فديه كان كله فيد شوقيه.. وديه لأنها هي اللي متكلفه تصرف عالبيت وكل وشرب من فلوس كرار لحاله من غير ماصفوت ولا عزت يدفعوا جنيه واحد،


 وديه لغاية في نفس يعقوب،

 ابسطها إنها عتشوف من بدور وورده دهلسه ومحلسه وطاعه اللي يشوفهم يقول إن روحهم هي اللي فيدها مش وكلهم وشربهم.


طلعت شام من أوضة حوريه وراحت علي الموطبخ؛ عشان تعلق عالشاي وبعدها تغسل مواعين الغدا علي مايكون كرار وشوقيه خلصوا غدا وياجي صفوت وعزت ويتغدوا هما كمان، وتغسل المواعين كلها مره وحده. 

وهي فطريقها للموطبخ شافت عزت داخل من الباب، واول ماعينه وقعت عليها اتبسملها بشوق، وهي كالعاده بصت بعيد عنه وكملت طريقها، وقعد هو قبال كرار يتحاسبوا كيف كل يوم، وياخد منيه كرار ايراد اللودر ويرميله يوميته من الفلوس،وعزت ياخدهم بخشم ساكت، بس العين هتطلع عالفلوس اللي عيلمها كرار كل يوم فحجره بالزيحه من المعدات بتاعته، ويرميها فحجر شوقيه مرته، وعزت وغيره ياخدوا ملاليم.

وكل ديه من تحت راس حظ كرار الزين اللي طول عمر عزت يحسد فيه عليه، ومع ذلك عمر ماعينه صابته بالحسد مع انه عيتمناها توحصول من كل قلبه، وكل اللي كرار عيتمرمغ فيه من نعم يزول.


شويه وطلعت بدور بالوكل لعزت تتمايل ببطنها العاليه،

 وقعدت اتغدت معاه عشان تفتح نفسه عالوكل كيف ماقالتله وهي عتقعد، وهو بصلها ومردش، وابتدا ياكل وسط ريحتها اللي مش قادر عزت يحددها جاز ولا سبيرتوا ولا مرار طافح ايه اللي عتنقع روحها فيه ديه كل يوم، و كل ماتقرب منيه يوبقي عايز يجيب اللي فبطنه من القرف.

وبعد الغدا طلع عزت على أوضته فوق قوام واستغل فرصة ان بدور راحت الموطبخ تشيل الوكل، وبس بدور طلعت من المطبخ ملقتش عزت جريت وراه باللاحق علي فوق،

 لكنها وقفت قدام الأوضه حزينه بعد مااكتشفت انها اتأخرت النهارده كمان زي كل يوم وعزت قفل عليها الباب بالقفل من جوه.

فنزلت تاني تجر فاذيال خيبتها المعتاده من عزت

،ولسه عتفكر تروح بيت ابوها تقعد جار امها وحريم خواتها لغاية ماعزت يصحى من النوم، لكنها لقت امها داخله من البيت فقعدت وبقتها.

عدويه بصت لبدور ولما لقتها مدايقه سألتها:

مالك يابدور قالبه خلقتك ليه؟

بدور: ماليشي، خالتي فأوضتها قاعده، كنت رايحالك اقعد جارك هبابه بس انتي لقاقه معتقعديش فبيتك وتكني عامله زي فرقع لوز.

عدويه بصتلها وبرقت عنيها وهي مش مستوعبه كلامها اللي عامل كيف كلام المهبلين، ولكنها على كل حال مخدتش عليها؛ لانها عارفاها هبله وراحت علي اوضة اختها؛ 

ومن ساعة مانقلت لبيتها الجديد بالإكراه من جوزها وعيالها وهي لازمن كل يوم تجيها تقعد معاها هبابه وتطمن علي صحتها وتشوفها لو عايزه حاجه وتمشي، 


وزي ماعتسأل عليها وتطمن، تسأل كمان على عديله مرت عمها وتشوفها لو محتاجه حاجه، وتدخل الموطبخ اللي اتربت وكبرت فيه وفنت كل عمرها جواه، وحاسه من ناحيته بألفه مش حاساها فموطبخ بيتها الجديد، وكل ماتدخله تحس انها غريبه عنيه وغريب عنها، 


ومع ان حوريه ولا مره زارتها فبيتها الجديد ولا خطته برجلها ، ولا يوم سألت عليها حتي لو غابت بسبب تعب، الا ان عدويه عمرها ماعاملتها بنفس معاملتها، ولا قالت اشمعنا اني اروحلها وهي له، واستمرت فوصل صلة الرحم والموده وعاهدت روحها إنها هتفضل إكده لآخر العمر،تقدم المعروف حتي لو مجنتش مقابل معروفها اي شي.

وعشان إكده عديله دايما كل ماتشوفها هي وحوريه قاعدين جار بعض تتصعب وتقول البطن صوح قلابه مةوكيف مالارض عتطرح المالح وتطرح الحلوا والتنين مرويين بنفس الميه وطالعين من نفس بطن الارض! بطن أمهم جابتهم فرق السما بينهم عن الارض، 

وتهملهم وتمشي.


خدت قعدتها عدويه مع اختها واطمنت على مرت عمها، ورجعت علي بيتها، وراحت معاها بدور اللي كانت كل شويه تقولها قومي روحي بيتكم عشان تروح معاها.


أما في أوضة كرار وشوقيه

شوقيه:

مبروك يامقاول اديك قربت تسدد فلوس ابوي بالكامل وبعدها توبقي اللوادر والمعدات كلها بتاعتك لحالك.

كرار :

قربت ايه بس ياشوقيه، اني قربت اخلص الفلوس اللي ابوكي سلفهمني، لكن الفوايد بتاعتهم لسه بدري مهتتسددشي دلوك واصل.

شوقيه:

كله هيتسدد بس إنت شد حيلك ومتتعجلش، اديك في سنه ونص اهه بقيت اكبر مقاول في النواحي كلها، ومسايبشي حد من اصحاب المعدات ياكل عيش غير الفتافيت اللي انت عتهملهالهم. 

رد عليها كرار بعرفان:

كله بفضلك يانور عيني وفضل تخطيطك ومساعدتك ليا انتي وعمي العمده، ولولاكم ماكنتش بقيت إكده ولا اتحركت من موطرحي حتي وكنت فضلت علي اللودر اليتيم اللي كان معاي.

ردت عليه شوقيه بتباهي:

إيوه امال ايه، وهو انت متجوز وحده قليله، انت متجوز بت عمدة البلد علي سن ورمح.. ولسه ياكرار اللي جاي احلا واحلا، بس انت اسمع كلامي وهملي عقلك ديه اني امليه وهو ينفذ.

رد عليها كرار وهو عيمسك اديها التنين ويبوسهم وحده وحده.. واني من يدك داي، ليدك داي، انتي تفصلي واني البس ياام عزام ياغاليه.

خلص كلامه وخد شوقيه فحضنه، وهي اتبسمت بإنتصار وهي حاسه إنها مالكه كل شي بيدها، كرار واخواته وحريمهم، والبيت، والفلوس اللي عطتهم لكرار علي انهم سلف من ابوها وخلته اشترا بيهم معدات، وبقي غول المقاولات في النواحي كلها، وخدتهم منيه تاني وحده وحده وأسرته بالمعروف،

 وهو معارفشي إنها في الاصل فلوسه ومن دقنه ولقمله، وكمان خلته يشغل اخواته التنين تحت منه من بعد مابقاش يسيبلهم شغل وبقوا يشتغلوا يوم وعشره له، واشتري منيهم معداتهم وشغلهم باليوميه تحت منيه.. وحتي عيال عمه نعيم نفس الوضع، بس الاختلاف إن دول اشتغلوا حداه باليوميه واحتفظوا بمعداتهم معاهم مباعوهالوش، وكانوا يلقطوا بيها شغل من وكت للتاني، وديه طبعاً تفكير سلام.

والكلل بلا استثناء اتولدت جواهم غيره وحقد نواحي كرار، وبقوا يتمنوا النعمه اللي فيده ليهم هما، 

بس اكتر واحد فيهم كان عزت، اللي كان حاسده اكتر من مره، مره علي فلوسه ونسبه واللي بقي فيه ووصله، بعد ماكان دلوعة امه البايظ اللي الكل كان يتمقلت عليه،

 ومرات علي شام اللي معيعديش يوم الا وعزت يتمناها بين اديه، ويحاول يغويها بكل الطرق وهي قلبها وعقلها مقفلين من تلاه بالضبه والمفتاح،لكنه عاهد روحه مش هيبطل محاوله معاها لاخر نفس في عمره.

أما حوريه فكانت تبص بعينها وساكته مقدراش تتكلم وكاتمه فقلبها، بس نظراتها لشوقيه كلها غل، ونظرات شوقيه ليها كلها تحدي، وكل ماتتلاقي العيون شوقيه عيونها تطلق سهام الشماته ترشق في قلب حوريه توجعه، وكل ماتاجى تتعافي من وجع قلبها وجسمها تنتكس مره تانيه، لدرجة إنها بقت لا حول ليها ولا قوة، وخصوصي إن اللي كان ممكن تتقوى بيهم كلهم دلوك في يد شوقيه ماسكاهم وعتلعب بيهم كيف العرايس.


أما حدا بيت اهل السيد

نبيهه ام السيد، اتنهدت بهم وهي حاطه يدها على خدها وبصت لجوزها اللي نايم جارها وبحسره قالت:


صوح صدقوا اللي قالوا ربي ياخايبه للغايبه، واني ربيت وتعبت وكبرت وجات بت دهب خدت ولدي مني وطفشت بيه علي بيت ناسها وعششت بيه هناك. 


رد عليها عبده بنبره هاديه:

همليييه يعيش كيف مايحلاله، خير وجاله، ارض وبيت وبهايم ورزق وناس معاهمش واد وخدوه واد ليهم، همليه عايش معاهم وياخد كل الخير اللي مليهش صاحب ديه. 

ردت عليه نبيهه بقهرة:

إيوه بس اني عايزه ولدي جاري وعياله يتربوا فحجري ومرته تخدمني. 

رد عليها بنفس هدوئه:

ولدك ليكي حدش خده منيكي، وميته ماتعوزي تشوفيه البسي ملسك وشدي رحالك، فركة كعب تكوني حداه وتقعدي معاه وتشبعي منه ومن ولده كيف مانتي عايزه، والناس الحق يتقال ملاقيتهم تداوي القلب العليل من حلوا لسانهم وطيب اصلهم وكرم اخلاقهم، 

اقعدي ساكته واستري عالواد وخليه عايش في العز ويربي عياله فخير جدهم، احنا كيف ماانتي واعيه فقاره ويادوبنا مقضيينها من ريع الكام قيراط والفلوس اللي عيشيعهملنا السيد، متقطعيش عيشه وعيشنا. 

بصتله نبيهه وسكتت، عشان كلامه صوح، وولدها بقعدته فبيت نسايبه مرتاح ومستفيد، وهما كمان طايلهم من الحب جانب، بس برضك من جواها معاجبهاش الوضع ونفسها ولدها يكون تحت عينها وجارها هو ومرته وعياله وتمارس عليهم سلطتها وحقوقها. 


أما حد بيت عبد الصمد

وصل عبد الصمد البيت بعد ماخلص شغله في الغيط هو والسيد، وعند الباب اتقدم عن السيد ومد الخطاوي عشان يدخل هو الأول، وبمجرد مادخل نده بعلوا حسه:


عمران، ياد ياعمران جدك جه انت وين. 

بشاير سمعت حسه وعرفت انه عاود، وقوام طلعتله من الأوضه بعمران، اللي عارفه إنه مهيرتاحش غير لما ياخده فباطه ويشمه ويبرد شوقه ليه، بعد نهار قضاه بعيد عنه وهو يشتغل في الارض، ولازم الحضن الاولاني يكون من نصيبه هو، قبل حتي ابوه السيد مايسلم عليه. 


وبالفعل عبد الصمد خد منها الواد وضمه وشمه وحب فيه لما شبع، وبعدها عطاه لابوه عشان يسلم عليه هو كمان، ودخل عشان يتسبح من تراب الارض قوام قوام ويرجع ياخده منهم ويحطه فباطه ويقعد يهودله ويلاعبه ويلعب معاه لغاية مالواد ينام علي رجله، ويعطيه لامه تنومه، 


ويستنى لحظة صحيانه بفارغ الصبر، وروحه اتعلقت بالصغير ديه، ووقت ماعيضمه عينسى الدنيا باللي فيها. 


اما حدا ابو دراع

سلام:

ليه إكده طيب ياصاحبي، ليه الخوانه؟ 

ابو دراع بإستغراب:

خوانه! خوانة ايه ياسلام؟ اني حد الله بيني وبين الخوانه وعمري ماعقبل الحرام وإنت خابر ديه زين. 

سلام: له خوانه ياابو دراع، لما تاجي دلوك تقولي غنماتك واتكفل بيهم توبقي خوانه، ليه اتكفل بيهم اني، هو مش فيه بينا اتفاق ولا ايه؟ 

أبو دراع بهدوء:

طيب ماتفكرني بالاتفاق ديه ياسلام إكده اتفقنا فيه على ايه؟ 

سلام: انك تربيلي غنماتي وترعاهم مع غنماتك وتاخد منهم ٤ روس. 

ابو دراع:

زييين الكلااام.. طيب اني اتفقت اني اكبرهملك، لغاية مالوحده فيهم توبقي عُشر وتولد ولغاية إهنه يوبقي اني نفذت اتفاقي معاك صوح ولا فيه كلام غير ديه اتقال واني كداب؟ 

سلام سكت مردش وابو دراع كمل:


وادي الغنمات ليهم مرتين يولدوا، وفيه منيهم اللي ولدت٣ مرات اهه، وماشاء الله تبارك الله ال١٦ راس بقوا ٤٠ راس، وعلياتهم عُشر دلوك هما وعيالهم، واظون إكده نفذت اتفاقي معاك وزدت عليه من دمي واصلي. 

سلام:

حاسبلي الغنمات بقوا ٤٠ من ١٦ راس، وانت ١٤ راس بقوا حداك ٥٠ راس وتقولي مش عارف ايه. 

ابو دراع:

والله ديه حظ، واظون غنماتي متعلمين وغنماتك متعلمين، ولما كانت غنمه تولد من بتوعك كنت احضرك ولادتها او احضر حد من اهلك لو انت مش قاعد، أمك او أبوك، يعني خشمك ميجيبش هوا. 


سلام: ليش صالح اني بالحديت ديه، اني غنماتي مهبيعهمشي. 

ابو دراع: واني مقولتلكشي بيعهم اني قولتلك اتولاهم إنت وكل وشرب، إنت بس يوم واحد جرب ترعى حوالي ١٠٠ راس غنم وتشربهم وتفتشهم بالوحده تطمن عليهم وانت تشوف تعبي كد ايه. 


سلام: انت خابر زين اني مهقدرشي اخد بالي من غنم وعشان إكده عتلوي دراعي، فقولي عاوز ايه ياابو دراع من الاخر وخلصني. 

أبو دراع بهدوء:

والله ماعاوز حاجه، اني عقولك اني تعبت من الغنم وتقلت عليا خدمتهم، خد غنماتك واتصرف فيهم. 

سلام بحزم:

طيب خد المفيد ياابو دراع.. غنماتي مهيتباعوشي وهيقعدوا في الحوش، ومفيش غنم هيتباع غير غنماتك انت، واني غنماتي هجبلهم واحد يراعيهم وليكش صالح بيهم سامع. 

ابو دراع: اني غنماتي مهيتباعوشي. 

سلام:

يوبقي تشوفلهم موطرح غير الحوش، عشان إحنا مهنخلوشي حد غريب يحط غنمه في احواشنا. 

قال كلامه ومشى من قدام ابو دراع وهو خابر زين انه خلى ابو دراع يلف حوالين نفسه من الحيره، وبعدها هيوافق يراعي الغنم زي الكلب عشان موصلحة حاله. 


وكيف مايكون غريب عن ابو دراع وطبعه ومخابرشي إن ابو دراع ميتلويش دراعه واصل. 

 واتفاجأ تاني يوم الصبح بأبو دراع عيستأذن  نعيم وهما طالعين عالشغل بإنه هيدخل البيت تجار يشتروا غنماته في غيابهم. 

ولما عاود اخر النهار لقى ابو دراع فعلا بايع كل غنماته، ماعدا غنمه وحده بس مخليها هي وعيالها، وأول ماشافهم جه عليهم، ووقف قدامهم وبص لكرار وقاله:


حق البيت بقى معاي ياكرار.. هتبيعهولي زي ماقلتلي ولا اشتريلي بيت بره؟ 

رد عليه كرار وجاوبه بدون تردد:

هبيعهولك ياصاحبي طبعاً، انت اصلا لو تبعتني كان زمان البيت ملكك من زمان. 

ابو دراع رد عليه وعينه على سلام:

واني سبق وقولتلك إني معخدش صدقه من حد، واني لو هاخد حاجه من حد مهاخدهاشي غير لما ادفع حقها علي داير مليم، ودلوك اني معاي حق البيت، وحق قيراط عليه كمان هشتريه منك ابني عليه حوش. 

قال كلامه وبص لسلام بتعالي، وابتسم بنصر وكرار عيعلن موافقته على طلبه.. وديه خلي سلام حس بالإنهزام، وعرف إنه خلاص لازمن ومن كل بُد انه هيبيع غنماته؛ لانه استحاله هو او اي حد من الرجاله هيقبلوا يدخلوا راجل غريب فقلب بيتهم وسط حريمهم، وكالعادة ابو دراع محدش يتواجه معاه غير ويتهزم يأما من دراعه، يأما من مكره وحيلته. 


وبالفعل أبو دراع اشترى البيت من كرار وعليه قيراط خده جاره من الناحيه القبليه، وقدام الكل تم البيع والشرا، وجاب شهود عالعقد من بره كمان، ولأول مره ابو دراع يقعد فبيته وهو حاسس إنه قاعد في ملكه مش قاعد عالا على حد، ولا قاعد فبيت الخدام.

وفوراً عمل مخمرة طين واشترى الطوب اللي فضل من بُنا بيت نعيم بسعر رمزي، بس عشان محدش يوبقاله فضل عليه في حاجه، وابتدا يحاوط في الحوش بتاعه وبناه وركب عليه باب خشب وعمله سقف بوص وفلاج نخل، وحط فيها غنمة شام، ووقف وسط الحوش واتطلع حواليه وحلف يملاه غنم وحده وحده رغم عن انف سلام اللي كان عايز يتحكم فيه وعامل انه يقدر يمنع عنه الرزق وفاكر حاله رب العباد. 


اما حدا همام 

خبطات متتاليه عالباب، وبعدها حس حكيم اعلن عن حضوره، وراحت بسيمه تفتحله بعد مالبست طرحتها، وبمجرد مافتحتله الباب ابتسم حكيم ورمى عليها السلام وقالها:

كيفك ياختى وكيف صحتك. 

ردت عليه بسيمه وهي عتفتح الباب زياده عشان يدخل:

اني زينه ياخوي، ربنا مايحرمني منك ولا من سؤالك.. كيف الحبايب على حسك. 


رد عليها حكيم وهو عيدخل البيت..بخير وفأحسن حال، وطول مالناس عايشه وعتشم الهوا فهي في رعاية الله وفى رحمته اللي وسعت كل شي يابسيمه. 

ردت عليه بسيمه وهي عتتنهد:

ونعم بالله. 

ادخل ياخوي واقف ليه ادخل. 

دخل حكيم وراح علي اوضة همام اللي كان واعيه من أول مادخل من باب البيت ومتبسمله، ومستنيه يخلص بس سلام علي بسيمه ويطمنها على اختها، وياجيله يقعد معاه قعدت السمر اللي عيستناها همام بفارغ الصبر من الاسبوع للأسبوع. 


وبمجرد مادخل حكيم وسلم عليه وقعد جاره، راحت بسيمه تعمله الضيافه وتقدمله واجبه، وحكيم اتبسم وهو واعي نظرة همام ليها وهي ماشيه.. نفس النظره فكل مره مش عتتغير، ولا في مره حكيم حس إن عيون همام ملوا من النظر ليها، بالعكس كل مره يشوفهم فايضين بالمحبه اكتر من المره اللي قبلها..بس النوبادي المحبه كانت مصحوبه بشوق، كيف ماتكون كانت غايبه عنيه ولساها واصله! 


سأله حكيم بفضول:

كيفها بت عبد الصمد معاك دلوك وكيفك معاها ياهمام. 

اتنهد همام ورد عليه:

بت عبد الصمد هي اللي مخلياني حي، وفنفس الوكت مموتاني.. بسببها اني اسعد راجل على وش الدنيا واتعسهم. 

حكيم بصله ورفعله حاجب واحد بتساؤل، وهمام ضحك بخفه على حيرة حكيم وقوام هم بالتوضيح:

بسيمه عيملت معاي اللي ميتعملش ياحكيم، ومش بس معاي، ومع اهلي كمان، واللي خلتني بسببه بقيت اسير ليها لأخر عمري.. وفوق دول ودول هتخلفلي عيل من بعد ماخلاص قنعت روحي اني مهشوفش عيل من صلبي واصل، وهعيش واموت وحيد. 

بس

انتبه حكيم بكل حواسه بعد كلمة بس، لانه خابر إن وراها الجزء الموجع من القصه، وبالفعل اتغيرت ملامح همام من الفرحه للحزن وهو عيقوله:

من بعد حبلها ياحكيم وهي حرمت روحها عليا، دوقتني حلاوة قربها وبعدها عتسقيني مرار البعد، قالتهالي صريحه، اني قربت منك عشان احبل وخلاص حبلت، قالتها ومتعرفش إن فيها هلاك روحي، قالتها ومتعرفش إنها خلتني عامل كيف الطفل اللي اتفطم من أمه قبل مايشبع من حنانها. 


خلص همام كلامه وتنهيدة وجع طلعت من جوفه، وحكيم ملامحه اتغيرت للغضب وبص بطرف عينه شاف بسيمه جايه من بعيد بصينية الشاي والضيافه، عمل روحه مشايفهاشي وبمنتهى الجديه قال لهمام:

تعرف إنك قهرتني علي بسيمه بعد اللي قولتهولي ديه ياهمام، تعرف إنك خليتني اشيل همها واني خابر إنها عتعمل ذنب قادر إنه يدخلها جهنم مهما عملت حسنات ومهما اتقت ربها فكل حاجه تعملها. 


هماام بصله بتساؤل، وبسيمه وقفت قدام باب الأوضه وبلعت ريقها بخوف وهي مستنيه تعرف الذنب اللي عيملته واللي هيوديها جهنم!؟ 

ومفيش ثواني وواصل حكيم كلامه:

اللي تمنع روحها عن جوزها ياهمام عتكون ملعونه، والملاعين معيدخلوش جنه، كون الوحده تمتنع عن انها تدي جوزها حقوقه فهي عتدفعه للحرام، وبطريقه او بأخري هيقع في المحظور عشان يرتاح، وهي هتكون السبب فأي حاجه يعملها، وعشان إكده عليها وذر يساوي وذر جوزها، دا ان مكانش اكبر من وذره. 

خلص كلامه واتنهد وطاطا راسه للارض وهمس بحس مسموع:

خساره يابت عبصمد، خساره يابت الأصول تخسري اخرتك عشان شي قادره عليه وعيملتيه بإرادتك الكامله، ومنعتيه برضك بإرادتك، والشي ديه بمثابة الرحمه من البني آدم لولفه، واللي يمنع الرحمه تحرم عليه الرحمه. 

خلص كلامه وهو متوكد إن بسيمه سمعته، وخصوصي لما همام بص على باب الاوضه وقالها:

هاتي يابسيمه حطي الصينيه إهنه وروحي شوفي هتغدينا ايه النهارده واعملي حساب حكيم هيتغدا معانا النهارده وبسيمه من غير كلام اتقدمت عليهم وحطت الصينيه مابينهم، وطلعت علي الموطبخ تجهز الغدا كيف ماقالها همام، وطول ماهي ماشيه حاسه إن كلام حكيم نفض قلبها نفض من الخوف، وخلى رجفه سرت فروحها مخافه من الله يوم لا ينفع مال ولا بنون، وتقف بين ايادي الله هي وحسناتها ووذنوبها وبس. 

رواية نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل العشرون


خلصت بسيمه الغدا وطول الوكت كانت تفكر في كلام حكيم، وسألت نفسها، ياتري ربنا صوح هيحاسب الوحده علي امتناعها عن جوزها حتي لو عتكرهه ومطايقاهش؟


ولقت روحها عتجاوب نفسها بنفسها:

اكيد صوح، ديه كلام طالع من خشم شيخ واد شيخ وحامل كتاب ربنا، واكيد لسانه مش هيطلع حاجه الا وهو متوكد منيها زين.

وقوام ركبها الهم وقلبها دقاته زادت وهي عتحاول تقنع روحها إنها لازمن تتقبل همام وتعطيه حقوقه اللي فرضها ربنا عليها حتى لو غصب عنها، 

واصلا هي اللي اختارت انها تكمل معاه بإرادتها محدش غصبها، سواء عاد عشانه او عشان أبوه،أو عشان عجبها دور البطوله اللي عاشته والكل قدره وشكرها عليه، في النهايه مهما تعددت الاسباب النتيجه وحده.

همام جوزها وشايله فبطنها عيل منيه، وإن كان عالقرب اهي قربت منيه قبل سابق واتحملته عشان تحبل، يوبقي هتقدر تتحمله مره تانيه، او مرات، واهي كلها دقايق وتتقضى على اي حال، ماهي مش هتخسر دنيتها وكمان اخرتها، ومادامها اختارت التضحيه، يوبقي تضحي للاخر. 


اتغدا حكيم مع همام وابوه في الاوضه، وعاود للمعمل وطول الوكت عينه تروح على بسيمه وهي رايحه وجايه لسبب في نفسه، 

واطمن وهو واعيها شارده وشايله الهم، وعرف إنها عتفكر فكلامه وتقلبه فعقلها، ومتأكد مليون في الميه إن خوفها من ربها هيخليها تراجع نفسها فنفورها من همام، وهتديه حقه ابتغاء مرضاة الله، وداي حاجه تسعد حكيم قبل همام؛ لانه شايف إن بسيمه بعد اللي عملته ديه كله واللي عتعمله خساره تدخل النار على ذنب تقدر تتجنبه ومترتكبهوش.


وبعد ماطلع شالت بسيمه الوكل بالرغم من ان سعوده وروايح قاعدين وتقدر تغصبهم يشيلوا ويحطوا، بس رأفت بحالهم عشان شهورهم عاليه، وهي اللي شايله البيت زي ماهي من ساعة مجيهم مكلمتهمش علي حاجه، وهما التنين ولا وحده فيهم جابها دمها تقوم تساعدها من حالها.

اما لواحظ فاطول الوكت تبص لبسيمه وتقول لبناتها اتعلموا كيف البنته عتلبد وتعيش حتى مع العاجز وانتوا كل يوم والتاني جايينلي زمقانين.

وكأنها حاسده بسيمه على عقلها ومستكتراها على ولدها. 

وبعد ماشالت بسيمه الغدا عاودت اوضتها، وقفلت بابها، واتقدمت ناحية سرير همام، ومع كل خطوه كانت تخطيها قلب همام كان يتشال ويتخبط بين ضلوعه، وحال عقله يقول يارب.. ولغاية ماوصلت قدامه وبصتله بصة شخص عازم على شي، وإهنه همام انتهى خالص. 

أما بسيمه فكانت عتقرب منيه ومع كل خطوه تدوس علي كرامتها وعلى احساسها، وعلى قلبها وعلى حزنها على اختها واللي جرالها بسببه، ومحطاش قدام عيونها هدف غير رضى ربنا عليها وإجتناب الذنوب، 

ولغاية ماوصلت قبال همام وهي عازمه تأدي حق ربنا، ولكنها وقفت وكل ذرة فبدنها نفرت منيه وهي واعيه الجرح اللي فرقبته، 

واللي رجعها تاني لليوم اياه.. اللي عاود ابوها البيت فأخر الليل وشام على اديه غرقانه فدمها، واتراجعت لورا خطوه، وقبل ماتبعد اكتر لقت همام بسرعة البرق مسك ايدها كيف الغريق اللي مسك قشاية نجاته، 

وقالها بدموع اتجمعت في عنيه قوام.. أمانه عليكي ماتبعدي، احب على يدك كملي جميلك، انى اتأسفتلك كتير وخابر ان قلبك لساه شايل، بس وحق لا اله الا الله مستعد اوطي احب على رجلك دلوك بس اشم ريحتك واضمك لقلبي. 

بسيمه مردتش عليه وبصت بعيد وهمام كمل بترجي وهو عيحب علي يدها:

حلفتك بكل عزيز وغالي على قلبك ماتبعدي من بعد ماقربتي، ادي يدك اهه حبيتها وارفعيلي رجلك احبها، والله لو قادر يابسيمه كنت ركعت عند رجليكي وطلبت منك العفو والسماح، 

كبيره على الراجل داي يابسيمه وواعره المذله عليه، بس اني عشان رضاكي وقربك مستعد اعمل اكتر من إكده كمان، بس تقربي مني واشم ريحتك من تاني.. طب طب اقولك، نامي جاري بس ومعاوزش منك ايوتها حاجه تانيه، دفي فرشتي بانفاسك وخلي ملامحك قريبه مني واني والله العظيم ماهمد يدي عليكي ولا هدايقك واصل. 

اتنهدت بسيمه وبلعت ريقها بمراره وغمضت عيونها وهي محتاره مابيت احساسين عيطحنوا فروحها طحن، الاول احساسها بالخوف من ربنا والشفقه على همام فنفس الوكت، والتاني إحساسها بالكره والنفور، وفي الاخر حسمت امرها انها تختار نار الدنيا؛ لانها اهون بكتير من نار الاخره، وقربت من همام وابتدت من الساعادي رحلتها في الضغط علي نفسها والتحامل عليها والضغط اللي معارفاشي هتقدر تتحمله لحد ميته؟ 

❈-❈-❈

أما في بيت المقاول

دخل كرار من باب البيت واتلفت حواليه ولأول مره ميلقاش شوقيه فى انتظاره، فدخل وهو مستغرب، وراح عالأوضه بتاعتهم لقاها مقفوله بالقفل، رجع للحوش تاني وقعد علي الدكه وحط الكيس اللي فيده جاره وهو عيفكر ياترى راحت فين وايه اللي طلعها فمعاد رجوعه داي ممتعوداشي تعملها؟!

ورد علي نفسه بنفسه وقال اكيد راحت لبيت ابوها، هي عتروح فين غير هناك يعني؟ 


واثناء ماهو قاعد طلعت ربيعه من أوضة ستها عديله عشان تروح لامها في الموطبخ، وهي فطريقها بصت عالدكه جار كرار وشافت كيس فيه تفاح احمر، فبمنتهى البرائه راحت عالكيس ومدت يدها وخدت منه تفاحه، وبس عيملت إكده الكيس خشول وانتبه كرار ليها، وبمجرد ماشافها وشاف فيدها التفاحه خطفها منها قوام ورجعها للكيس تاني وزعق فيها وهو عيبرقلها وقالها:


غوري علي امك يابت الحرام ايه اللي جايبك جاري غوري.. خلص كلمته وزق ربيعه بيده خلاها وقعت على الارض وبمجرد وقوعها صرخت بعلو حسها، وعلي صرختها طلعت شام من الموطبخ عليها تجري، وكل تفكيرها ان واد صفوت الوسطاني ضربها كيف ماعيعمل او واد سلام، 

لكنها اتصدمت وهي واعياها واقعه تحت رجلين ابوها ومكفيه علي وشها، جرت عليها وقومتها وخدتها فحضنها، وروحها فرفحت وهي واعيه شفتها مشقوقه والدم نازل من خشمها وهي اللي عتشم وتلم فيها وممخلياش الهوا يلفلف حواليها، 

ولو حد ضربها من العيال قلبها يوجعها عليها مع انها ضربة عيل صغير متأذيش يقوم ابوها هو اللي يضروبها ويأذيها!


قامت شام بربيعه ووقفت بيها ودموعها نازلين عشرات من قهرتها عليها، وبصت لكرار بلوم وكان نفسها تعاتبه، لكنها افتكرت ان العتاب فاللي محداهوش قلب خساره وتعب عالفاضي. 

فدخلت بربيعه على أوضة ستها، وبمجرد مادخلت بيها وعديله شافت البت خشمها دامي وقب فستانها كله دم صرخت بفزع وقامت من موطرحها وراحت عليها بخوف ولهفه وهي عتسألها:

جرالها أيه البت ياحزني في الدقيقه داي؟ 


فردت عليها شام وهي عتبكي:

ابوها لزها وقعها. 

وهي بس قالت إكده اتفتحت عديله في الشتيمه علي كرار وحتي على امه، وطلعتله ووقفت قدامه وفضلت تهاتي وتشتم وتزعق، وكل ديه حوريه شايفاه وهي قاعده فأوضتها ومتحددتش ولا اتكلمت، ولا حتي اتأثرت باللي عيمله كرار في العيله الصغيره. وكأن قسوة القلب اللي حداه كلها واخدها منها هي والجحود  واحد. 

أما كرار فكان يسمع شتايم عديله لكنه مش معاها خالص، وعينه كانت علي شام اللي من ساعة ماجات من الموطبخ ونزلت عالارض تحت منيه عشان تقوم بتها وتشيلها، وهو شيطانه ابتدا يوسوسله ويشجعه على حاجه نفسه فيها من زمان ومشتاقلها، لكنه مقادرشي يعملها من خوفه من شوقيه، بس دلوك شوقيه مقاعداشي، والجو خالي وهي حلاله والنفس وماتشتهي، 

فقام وقف على حيله وراح على أوضة سته عديله، وبحركه سريعه شد البت اللي لساها عتبكي من حجر شام وطلعها قعدها بره باب الاوضه وقفل عليها الباب، وبقي هو وشام لحالهم في الأوضه وشام ابتدت ترجف و تبكي بحس عالي من الخوف وهي واعياه جاي عليها وشايفه فعيونه النظره اللي عارفاها زين، وبمجرد ماقرب منيها وحط يده عليها متحملتش وصرخت بعلوا حسها تستنجد بستها عديله اللي كانت عتخبط عالباب بكل قوتها وتشتم في كرار 

لكن كرار كان لا عقل ولا قلب لمن تنادي، وخد من شام بالغصب اللي عزم عليه، ورجعها تاني لنفس إحساسها اللي عمرها ماهتقدر تنساه طول ماهي معاه وكل هبابه يجدد الجرح من تاني ويرجعلها الالم هو هو. 

أما ربيعه فاطول الوكت ديه على صرخه وحده وحسها وهي عتنده على امها وتقول (تام) وتستنجد بيها كان عيقطع في قلب شام قطيع، ولأول مره بتها تبكي المده دي كلها ومتاخدهاشي في حضنها وتسكتها وتطبطب عليها. 


أما كرار فبعد ماانتهى من شام قعد على السرير وبصلها وهي قايمه تتألم من العنف اللي تعامل معاها بيه كيف مامتعود وعتتسند على كل حاجه تقابلها عشان تقدر توصل للباب وتروح لبتها اللي اتفلقت من البكا. 

وطول الوكت يقارن بينها وبين شوقيه، فكل شي، وكفة شام طبت عالاخر، ولأول مره من ساعة مااتجوزها وقرب عليها يحس معاها بمتعه بالشكل ديه، واتبسم بخبث كيف مايكون كان معاه كنز مكانش عارف قيمته ودلوك عرفها، وقرر إنه يتمتع بيه كل ماتسمحله الفرصه، وحتى لو مسمحتش هو هيخلق الفرص. 


فتحت شام باب الأوضه وخدت بتها من عديله وضمتها لصدرها والتنين شهقاتهم اتوحدت، كيف مايكونوا عيتقاسموا الظلم سوا. 

أما كرار فلبس جلابيته وطلع من الأوضه بتاعة سته، وبمجرد ماطلع حريم اخواته التنين اللي كانوا واقفين على باب الموطبخ من بداية القصه دخلوا الموطبخ جري اول ماشافوه، وهو وقف في نص البيت يعدل قب جلابيته ولسه هيدي أمر لشام تحميله ميه وتحضرله وكل،

 لكنه قطع الكلام والنفس كمان وهو واعي شوقيه واقفه على باب البيت شايله ولدها وباصاله، ومن ملامحها باين عليها انها عرفت اللي جرا، فوقف كرار يبلع فريقه بخوف ورجفه سرت في كل بدنه كيف مايكون جاله الموت وهو تارك الصلاة. 


❈-❈-❈

حدا عبد الصمد في بيته

بشاير:

له ياسيد روح انت عند اهلك وخد ولدك اني عاوزاش اروح اهناك؛ امك كل ماعتشوف وشي عتسمعني كلام يسم البدن وتخليني احس اني حراميه خطافة رجاله خطفتك منيها، وتقعد تقولي عاودى اقعدي معانا إهنه اني عايزه ولدي رجعيهولي حرام عليكي. 

ضحك السيد بخفه وقرب عليها وخدها فحضنه وهمسلها بمحبه:

بالك يابشاير، اني مش هقولك داي امي وتعمل وتقول اللي هي عاوزاه ومره كبيره وتاخديش عليها والكلام ديه كله ومأغلطهاش واجي عليكي عشانها حتى لو هي الغلطانه كيف مالرجاله عتعمل.. 

 له يابسيمه اني عقولهالك اهه.. ةامي غلطانه ومش من حقها تقولك إكده ولا تسمعك كلمه وحده، بس هقولك حاجه وحده بس..لجل الورد عينسقي العُليق، وانتي لو عتعزيني صوح هتتحمليها لاجل خاطري في الساعات اللي عنقعدوهم معاهم،

 اعتبريها عتقول كلمتينها ويطيروا في الهوا كيف الحاجه اللي مليهاشي وزن، لكن لو انتي عملتي للكلام وزن هيقعد بينكم ويعمل حزازيه ويربي كراهي، اني عحب امي واقدرها، بس برضك عحبك انتي وعقدرك. ومهخليشي وحده منيكم تشيل من التانيه فقلبها، واللي عايزه تزعلني منكم وتخليني اشيل منها تزعل التانيه او تزعل منها. 

بشاير بصتله ومتكلمتش وفضلت مكشره وهو كمل.. ويكون فمعلومك الكلام ديه هقولهولها هي كمان؛ عشان لازمن اسباب الزعل داي تتشال اول باول مابينكم عشان متتبنيش حيطة عداوه بين القلوب وتفضلي انتي تقوليلي امك وهي تقولي مرتك، واني لا هاجي معاكي ولا معاها، بس هحب اللي تقدرني وتتحمل عشاني وهحطها فوق راسي. 

اتنهدت بشاير ومردتش وهو مسك ضفيرتها وشدها منها بمناغشه وهو عيسألها:

هاه مقولتليشي رأيك ايه في الحديت ولا مالدش عليكي؟ لو ملدش عليكي قولي واني اطلع عكفتك داي فيدي واخليكي قرعه فنص راسك والنص التاني بشعر. 

قالها وشدها من ضفيرتها اكتر، وهي لما عيمل إكده ضحكت وهي عتتألم وردت عليه:

له لادد لادد بس سيب شعري.. وخلاص ياورد هنسقوا العوليق لاجل خاطرك. 

خلصت كلامها والسيد اتبسملها ورخى يده بالضفيره وميل عليها وحب ضفيرتها وشمها وبعدها همسلها:

ربنا يخليكي ليا ياام عمران ياوردة قلبي انتي.. الا قوليلي صليتي العصر؟ ردت عليه بشاير بهزة رفض من دماغها وهو ضربها علي دماغها ضربه خفيفه وقالها:


اني مش قايلك الف مره متاخريش صلاتك، وبس اطلع اني عالجامع انتي طوالي تتوضى وتصلي؟ 

بشاير:

والله ولدك عملها على خلجاتي، وبعدين قعد يبكي ومرضيش يسيبني غير لما نام. 

السيد بزعل رد عليها:

اوبقي لما توقفي قدام ربنا وتتسألي عن تأخير صلاتك قوليله إكده وشوفي كلامك ديه هيمحي ذنبك ولا له، وشوفي ولدك وهو عيقولك مليش صالح بيكي كنتي رميتيني عالأرض و صليتي وكان بكيت بكيت ايه يعني. 


خلص كلامه وقام وقف على حيله وكمل:

اني رايح اشوط عالغيط واشوف الزرازير عيملت ايه فى زرعة الفول، واحاحي هبابه فيهم واعاود.. عايزه حاجه اجيبهالك معاي واني معاود؟ 

ردت عليه بسيمه وهي عتقوم عشان تتوضى وتصلي الفرض اللي فاتها: 

له معاوزاش حاجه عاوزه سلامتك. 

السيد:

على العموم اني عارف انتي عتحبي ايه وهجيبهولك لحالي واني معاود. 

خلص كلامه وطلع، وفضلت بشاير واقفه وراه تراقبه وهو ماشي وعيونها عيفيضوا محبه لأكتر واحد حنون عليها وعيحبها في الدنيا كلها، حتى اكتر من ابوها وامها، وكل ماتعدي الايام والشهور واهي ابتدت تعدي السنين تلاقي روحها عتتعلق بيه اكتر وتحبه بزياده، ومحبته ليها وحنيته عليها وعلى امها وابوها غفرتله حداها وحداهم العفش كله، وبقي واحد جديد محبته اتحطت فقلوبهم وحسناته معاهم محت كل سيئاته عندهم. 


❈-❈-❈

اما حدا همام في البيت

حمدون:

بس ياولدي برضك الكلام ديه ميرضيش حد، كل هبابه مادين يدكم عليهم انت واخوك وطايرين وراهم من بيتكم ومفرجين عليهم وعلينا الناس، وهما كل يوم والتاني رايحين جايين من بيتنا لبيتكم ببؤج خلجهم فوق روسهم كيف الحلب إكده، الناس كلت وشنا ياولدي.

 

جوز سعوده رد عليه بقهر:

والله ياعمي الكلام ديه قوله لبناتك، احنا لو هما ماشيين عدل ليه نمدوا يدنا عليهم؟ 

دول عيشتموا امنا ويشتموا خياتنا البنته بس ياجوا بيتنا زياره لغاية مامنعوهم من الجيه على بيت ابوهم ومنعوا عيالهم يعتبوا بيتنا نوهائي، 

بناتك عيعضوا عيال اخواتي ياعمي وخلوهم يكرهوا بين جدهم، وبس حد مننا يلاقي عيل منهم في الشارع ويقرب بيه ناحية بيتنا عشان يقعد معانا هبابه.. العيل يصرخ كيف اللسعان ويقول نزلني، وبس انزله يجري في الدنيا كيف المجذوب من الخوف، 

يرضيك ياعم يقطعوا اخواتنا البنته  مننا ومن بيتنا وهما مليهمش حته يروحوها غير بيت ابوهم، ويقطعوا العيال، وفوق دول ودول مسكتوش لحد إهنه الا مخوفين عيال الشارع كله، واللي يعدي من قدام بابنا يجري كيف مانكونوا ساعيين كلاب سعرانه في البيت! 

وغير مشاكلهم مع الجيران، كل وحده منهم ليها ورديه في الردح تركب فوق السطوح بعد ماحلفنا عليهم يطلعوش فى الشارع، وتعمل عركه مع وحده من الجيران من غير سبب، روايح الصبح وسعودة بعد المغرب، عيصبحوهم ويمسوهم. 


حمدون سكت ومردش عشان عمايل بناته تخذي، وكمان هو متوكد انهم يعملو كل اللي قال عليه نسيبه ويعملوا اكتر منيه كمان لأنهم تربية لواحظ. 

كمل جوز سعوده لما لقي عمه حمدون سكت:

مقولتليش ياعمي يرضيك العمايل داي؟ 

رد عليه حمدون بقلة حيله:

له والله ياولدي لا ترضيني ولا ترضي حد واصل، وحقك عليا اني، انت وامك واخواتك والجيران والدنيا كلها، اني المحقوقلكم. 

رد عليه جوز سعوده بخجل من كلامه الزين:

له ياعمي حاشاك، هما بس عاوزين قرصة ودن وهبابة شده وتتظبط امورهم. 

رد عليه حمدون بتأييد:

صوح كلامك ياولدي، واني عقولك شد عليهم إنت واخوك وعيب عيب اللي يقولكم عتعملوا ايه حتى، بس ياولدي ليا رجا عندكم، ادبوهم بس فبيتكم، بلاش كل هبابه تزعطوهم إكده، وحتى لو هتضربوهم اضربوهم لو عيملوا الغلط، واني اجي امرسلكم دراعاتكم انت واخوك. 


رد عليه جوز سعوده بخجل اكبر واكبر:

حاضر ياعمي ليك مني كلمه اني مهطلعشي سعوده من بيتي لبيتك زمقانه تاني، ومتجيلكمش غير زياره بالرضى، بس ياعمي من دلوك عقولك إني هربيها على مزاجي وزي مااحب وارضى، واديك عطيتني الاذن اهه عشان مايتغيرش الكلام بعد إكده. 

رد عليه حمدون بتأييد وتوعيه فنفس الوكت:

إيوه بس متنساش اني قلتلك وكت الغلط بس، يعني متمدش يدك عمال على بطال، اللي يغلط يتحاسب والحق يوبقي معاك، لكن من غير غلط هقفلك مهسكتش عالظلم، عشان يكون فمعلومك بس. 

هزله نسيبه دماغه بموافقه، وقاله بهدوء:


نادي علي بناتك من جوه خليني اخدهم وقولهم الكلمتين اللي قلتهملي عشان كله يوبقي علي عينك ياتاجر، واني هدخل لهمام اسلم عليه على مايلموا خلجاتهم ويجهزوا روحهم علي مااخد قعدتي مع همام. 

خلص كلامه ودخل لهمام، وبسيمه عملتلهم الشاي وقدمتهولهم وهمت تغرف الغدا اللي طبخته من اول مادخل نسيبهم عشان ميطلعش من البيت من غير غدا وتوبقى عيبه فحقهم. 

وبعد ماشربوا الشاي بهبابه دخلت عليهم بسيمه بالغدا، واتغدا جوز سعوده وهمام وحمدون سوا، وطلع النسيب يشكر في ذوق واخلاق مرت همام اللي عتعرف في الاصول وتكرم الضيف من غير ماحد يطلب منها كذا مره كيف ماعيوحصول مع سعوده مرته واختها روايح. 

❈-❈-❈

أما حدا ابو دراع

قاعد في الحوش بتاعه وحاطط لغنمة شام وكل وقاعد قدامها وعيستعجب من حظ شام اللي مخلي الغنمه داي بالذات من ساعة ماجابها وهي فارقه عن كل الغنم في الحجم والشكل، وحتى لما جات تولد دوناً عن كل الغنم جابت ٤ فبطن وحده كد غنمتين، وزقوها ماشاء الله عليه مخلياهم فارقين عن الكل، كيف ماتكون البركه كلها حلت عليها! 

وفي الاثناء داي سمع حس ربيعه عتبكي، فقام منتور وطلع يشوفها مالها، وأول ماطلع لقى واد سلام عيضروب فيها، فراح عليه بهدوء ومره وحده مسكه وراح بيه على اقرب شجره وعلقه في الفرع بتاعها وسابه متعلق ويبكي، وبص لباقي العيال وقالهم بتهديد:

اللي هيمد يده على ربيعه ويضروبها مره تانيه هعلقه في الشجره كيف إكده وهقلعه خلجاته وادهنه عسل واخلي الزنان يقطعه قطيع، فاهمين ولا له؟ 

قالها وبص للعيال وهو مبرق وزعق فيهم كلهم، والكل هزله دماغه بخوف، وممدوح الوحيد اللي رد عليه وقاله:

إيوه جدع ياعم ابو دراع خوفهم عشان يضربوهاشي تاني اني مقادرشي احوشهم عنها وهما باردين وعيدايقوها كل هبابه. 

اتبسمله ابو دراع وبص لربيعه، ولأول مره يلاحظ جرح شفتها، فقرب عليها وشالها وسألها:

مين يابوي اللي جرحك إكده؟ 

معرفتش ربيعه ترد عليه تقوله عاللي عيمل فيها إكده، لكنها شاورت عالبيت وبرطمت بزعل كيف ماتكون هتبكي،

وابو دراع بص على البيت بإستغراب، اصل كل العيال بره؛ معنى إكده إن مش عيل صغير اللي ضربها، فمين يعني اللي هيكون ضرب عيله صغيره من الكبار اللي في البيت؟! 

وقطع اسئلته وإستغرابه ممدوح وهو عيجاوبه على سؤاله:

عمي كرار اللي عيمل فيها إكده ياعم، عشان خدت تفاحه من اللي جايبهم لولده، خد منيها التفاحه ولزها وقعها عالارض، واني شفته وزعلت عليها بس مقدرتش اروحلها واقومها، ولا قدرت اقوله ليه عيملت فيها إكده. 

غمض أبو دراع عيونه بألم، وفتحهم وبص لربيعه اللي على دراعه وعلى جرح شفتها واتصعب عليها واستعجب على القسوه اللي فقلب كرار، واللي متطلعش من قلب اكبر ظالم في الكون على ضناه. 

فنزل الواد من على الشجره وزعق فيهم كلهم خلاهم دخلوا البيت، وربيعه وممدوح بس اللي خلاهم في الجنينه، وفضل قاعد قبالهم مراعيهم وهما عيلعبوا ويلفوا حوالين الشجر، وعيتعجب وهو باصص لربيعه وعيقول لنفسه كيف حد يقسى على طفله صغيره إكده حتى لو شاكك انها مش بته، حتى لو مش بته صوح، راحت ولا جات عيله ومتتاخدش بأي ذنب! 

واثناء قعدته سمع حس شوقيه عتزعق واتقلب الزعيق لصراخ وكل شويه تقول اسم كرار وواضح ان العركه معاه، ومفيش غير حسها هي بس اللي عالي ومفيش حس طالع من البيت غير حسها هي وكأنها مفيش غيرها ليها حس وعتتكلم وسط قبيلة خرس. 

وبس ربيعه سمعت الزعيق وقفت موطرحها بخوف، وابو دراع اول ماشاف خوفها قام وشالها وخدهم هي وممدوح ودخل بيهم الحوش عشان يبعدهم عن الصراخ، وفي الحوش هما اتلاهوا في الغنمه وعيالها وفضلوا يوكلوهم، وهو هملهم وطلع قعد قدام باب الحوش وراقب البيت من بعيد يشوف أيه اللي هيجرا فيه، واثناء قعدته طلعت بدور تاخد حطب من قدام البيت ولا كأن فيه عركه شغاله، وأبو دراع بس شافها نزل عيونه للأرض بس للأمانه بص عليها بصه عابره، وسأل نفسه بعد مابصلها سؤال ماتوقعش انه هيسأله لروحه فيوم من الايام:

هو اني كنت عحب فيها ايه داي؟ 


واثناء مابدور كانت واخده الحطب وداخله بيه للبيت عاودوا الرجاله من بره بما فيهم عزت اللي بقى يشوف بدور دلوك في الجنينه وحتي لو ابو دراع قاعد في الجنينه لا عيكلمها ولا يقولها حاجه! 


ويعدي جارها ولا كأنه يعرفها، ويستغرب ابو دراع على موقفه اللي اتغير وحماشته اللي كان عيدعيها ايام خطوبته علي بدور واختفت دلوك خالص واتبخرت، وعرف انها كانت جكر وكيد مش اكتر، لا حماشه ولا عمرها شافت الحماشه. 

ودخلوا الرجاله كلهم، وشويه وطلع كرار من البيت وهو غضبان غضب الدنيا كلها، وراح علي ابو دراع وقعد جاره وهو عينفخ ويفش، ومستني ابو دراع يسأله مالك عشان يفضفضله، لكن كل اللي نطق بيه ابو دراع وهو صادد بعيد عنه:


سبحان الله ذنب ناس عتخلصه ناس. 

وداي كلمه كبرتت كرار بزياده، وخلته قام طلع راح المندره طوالي وهو مش عارف يعمل ايه فاللي جرا، وكيف هيصلح غلطته اللي غلطها فحق شوقيه واللي معارفشي هتخلص على ايه، وياترى هيكون تمنها ايه، بس الاكيد انها مش هتعدي بالساهل وااااصل. 

    الفصل الحادي والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

لقراءة الجزء الاول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close