أخر الاخبار

رواية نفق الجحيم الجزء الثاني2 الفصل الثالث عشر والرابع عشر بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني2 الفصل الثالث عشر والرابع عشر

 بقلم ريناد يوسف

نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل الثالث عشر


كرار بص لسلام وهو مش فاهم قصده ايه وسأله بإستغراب:

تقصد ايه بحديتك ديه ياسلام؟

سلام: اقصد اللي فهمته واللي فهمناه كلنا ياكرار، فلوس اللودر اللي نافخ صدرك وعتقول اني هاخده هتجيبها من وين هااا.. الا إذا كنت طامرلك لوكشة فلوس خدتها لحالك من غير حق، يابوي اصلا ربنا عيكشف الضويه مهما طال الوكت.

كرار فهم سلام عيرمي علي ايه بكلامه ورد عليه بغضب:

اوعاك يكون عقلك انهبل وفكرت اني ممكن اكون اني اللي مديت يدي عالفلوس ياسلام وسرقتهم!

معروف رد عليه بدال سلام:

امال لما مش انت ومسرقتهمش امال عايز تدفع حق اللودر منين ياكرار؟

كرار كان هيرد عليه لكن سبقته شوقيه اللي اتدخلت في الكلام، ولأول نوبه مره تتدخل في كلام الرجاله وقالتلهم بحسها العالي:

الفلوس مني اني، اني هجيبله من حدا ابوي العمده اللي يعوزه واكتر من اللي يعوزه كمان، ومش هخليه يشتري لودر واحد له.. اني هخليه يشتري صف لوادر ومعدات ويرصها جار بعضها، كرار من اليوم الفلوس اللي يشاور عليها تحت رجله.. المقاول من النهارده يؤمر ومايتقاله غير حاضر وأمرك.

الكل بص لشوقيه وسكت بعد كلامها ديه، والجميع بلا استثناء قلبهم قرصهم من الغيره من حديت شوقيه، وبالذات عزت اللي حسد كرار على طاقة القدر اللي اتفتحتله، وخصوصي إنهم خابرين إن العمده حداه فلوس لو ولعت فيها النار متخلصهاش.. وغير إكده وإكده لقب المقاول.. الكلمه اللي طلعت من خشم شوقيه شقت قلبه شق، واللي كان فاكر إن لو فيه حد هياخد اللقب من بعد ابوه فهو صفوت او اي حد تاني، انما كيف يكون كرار؟!

فترة سكوت بعدها اتنحنح نعيم وقال:

خلاص ياكرار مادام باقي تمن اللودر هتوفرهولك مرتك خده علي بركة الله، وانتوا ياولاد كل واحد عرف اللي ليه واللي عليه، ولو حد عايز يقايض اخوه بحاجه اويبدله هو حر..بس الجرافه القديمه والحفار القديم دول مش من تبع الحسبه، دول هبيعهم واراضي بيهم عماتكم وستكم، وامكم ياصفوت انت وعزت وكرار نايبها معاكم عايزين تراضوها راضوها مش عايزين خلاص. 


كانت واقفه ورده وباقي الحريم عيحطوا الوكل فوقفت وقالت لأبوها:

طيب ياعمي اللودر الجديد ديه مش احنا كلنا بعنا دهبنا فيه وقلتوا انكم هترجعولنا دهبنا؟ 

نعيم بص لبته بغضب وقالها:

والدهب اللي عتطالبي بيه ديه ياورده مين جايبهولك مش جوزك؟ وكل وحده فيكم من جايبلها الدهب مش جوزها، وفلوس الدهب اللي في المعدات اتقسمت اهه علي رجالتكم وكل واحد خد نايبه ودهبكم ماراحش لغريب. 

رد عليها صفوت جوزها يراضيها لما لقاها زعلت:

متزعليش ياورده الدهب اني هجيبلك بداله واكتر منيه كمان، اصبري بس نعرفوا راسنا من رجلينا وهعوضك عن الدهب وعن كل حاجه. 

وزي ماهو قالها إكده معروف و سلام كمان قالوا لحريمهم نفس الحكي وجبروا خاطرهم. 

وفي النهايه اتراضى الكل وسلام خد لودر بس اقل من بتاع كرار بشويه وقال إنه هيقايض اخوه عليه بحتتة ارض من نايبه، والباقي اتتمن وكل واحد خد نصيبه. 

واصبح كرار يمتلك اجدد واحسن لودر فيهم بمساعدة شوقيه مرته، اللي اتوكدت انها خلاص اسرته بمساعدتها وخلته طوع يمينها. 

❈-❈-❈

في الجنينه عند ابو دراع

ابو دراع في الجنينه عيرعى غنماته وقاعد جارهم وبعصايته عيخطط في الارض، وفجأة لقى حد عيقعد جاره، بص لقاه كرار، فكمل تخطيط في الارض وتجاهله. 

كرار:

عرفت إن احنا قسمنا الورث؟ 

ابو دراع بلا مبالاه:

وهعرف منين اني يعني؟ 

كرار: قسمناه.. والجنينه داي كل واحد فينا خد فيها ٣ فدادين، واني خدت نايبي في الفرده اللي فيها بيتك، عشان محدش يقدر يطلعك منيه ولا يقولك تلت التلاته كام. 

ابو دراع وقف تخطيط ورد عليه وهو باصص بعيد:

على فكره ياكرار اني عادي الفح نفسى فأي وكت وامشي. 

كرار: واني معاوزكش تمشي، وعشان إكده عميلت اللي عميلته واخترت ارضي اللي عليها بيتك. 

شوف ياابودراع، اني برغم كل اللي عيملتوا معايا في الفتره الاخيره، الا إنك لساك ليك نفس المكانه فقلبي، وكلامي ليك إني حليتك من الاخوه ورباط الدم ديه كان من ورا قلبي، كلام لحظة غضب على صاحب عمري اللي جه عليا بالقوي في الفتره الاخيره. 


ابو دراع اتنهد ورد عليه:

لو اتأملت فاللي عتعمله وراجعت حالك هتعرف إن كل اللي ععمله لموصلحتك، واني عايزك توبقي بني آدم وتعدل وقلبك يعرف الحنيه وترحم عشان ربنا يرحمك. 

بس هو فيه ناس إكده اللي يعمل معاهم الخير كيف اللي يعمل معاهم الشر.. يعني كيف ماعيقول المثل إكده اللي يوضيهم كيف اللي ينجسهم. 

كرار:

ياابو دراع إنت ليه مش حاسس بيا ولا حاسس بقهر قلبي، مع انك زمان اول واحد كنت تحس بيا من البصه فعيني ومن غير مااحكيلك عاللي واجعني الاقيك عتطبطب عليا وتاخد بخاطري. 


ابو دراع: صوح كنت ععمل إكده واظون إن هو ديه اللي وصلك للي إنت فيه دلوك، عشان اني لو كنت حكمت عقلي فعمايلك من لاول وشفت إفتراك عالناس ووقفتلك فيه كان حالك بقى غير الحال، كان اتصلح، ولو كنت منعتك بالقوة من همام والسيد، وأني كنت اقدر اعملها مكنتش عملت عملتك السوده داي معاهم، ولا كنت اذيت المسكينه اللي عتعذبها علي غلطتك فحقها. 

تعرف ياكرار اني لايم نفسي على اللي جرا للمسكينه داي وحاسس إني مشارك معاكم في الجريمه زيي زيكم؛ 

عشان كان فيدي الجِمك وادفع عنها اذى ومدفعتوش، وعشان إكده اني مديونلها بالاسف طول عمري وهتأسفهولها فهيئة حمايه ليها ولبتها منك

كرار:

 ياصاحبي خليك بعيد عن الموضوع ديه عشان من ساعة مااتدخلت فيه وحصل كل الزعل اللي بيناتنا ديه. 

أبو دراع:

معادش ينفع ياكرار، اني خدت عهد على نفسي ومات الحديت، ولو صوح عايزنا نعاودوا اخوات وحبايب من تاني وارجع اكون سندك وفضهرك كيف لاول، مش شوكه فضهرك خف اذاك عن شام وبتها، وامشي بالحق، واديك اتجوزت اللي قلبك هواها وخلاص مليكش موصلحه معاها، يوبقي هملها فحالها وخليك فحالك ومتقربش عليها. 

كرار رد عليه:

صعبه حكاية اني مقربش عليها داي ياابو دراع، داي مرتي واني ليا حقوق عليها وغصب عنها لو عوزتها اقرب واخدها. 

ابو دراع رفعله حاجب واحد ورد عليه بإستنكار وقاله:


-واني مقصدتش اللي إنت فهمته ديه، اني قصدي متقربش عليها بالاذي، انما مين اني عشان امنع شرع ربنا واحرم مرتك عليك، له من الناحيه داي قرب وخد راحتك بس بالادب والذوق والاصول مش تعاملها معاملة الكلاب واسمك عتاخد حقك، خده بس بالعقل..وبعدين أمرك غريب عجيب يااخي، يعني هي حليت دلوك فعينك وعرفت إن ليك حق حداها وعايزه، مش داي اللي كنتش طايق تبص فوشها، ولا عجبك الطير لما جربت الغير! 


رد عليه كرار وهو سارح:

بدك الصراحه ياأبودراع.. شام وشوقيه التنين مختلفين عن بعض قوي، ولو جبت شام قصاد شوقيه في الجمال والحلا كفة شام اللي تنزل، وغير إكده شوقيه فيها حاجه إكده اني مَرتحتلهاش من اول يوم، بس مش عارف ايه هي! 

بس في الاول وفي الاخر شوقيه بت ناس وشريفه وتوبها معليهش غبره، انما داي اللي جرا فيها ضيع كل حلاها، وغير إكده زانيه واتجوزتني وهي حبله ولزمتني بت مش بتي، يعني لو كنت هسامح فالأولي واحطلها عذر مش هسامح في التانيه واصل، بس برضك تضل مرتي وميته مااعوزها اروحلها، كيفها كيف بنت ليل من بتوع الغرزه متعة ساعه وخلاص. 


ابو دراع بصله بصة غضب ومرضيش يرد عليه واكتفى بالسكوت، ورجع يخطط في الارض بعصايته من تاني، وهمس لروحه وهو عيهز دماغه بقلة حيله.. مفيش فايده فيك ياكرار، مخك وقلبك اتقفلوا من ناحية شام ومفتاح قفلهم ضاع ومليهش جمعه.. يلا خلي اللي فمخك فمخك بس اهم حاجه متأذيهاش ولا تأذي بتها، وديه المهم حداي وبس. 

كرار: طيب بكره اني هكتبلك ورقة مبايعه للبيت اللي انت قاعد فيه ديه بأسمك. 

ابو دراع: وليه ان شاء الله؟ 

كرار: إكده، عشان محدش يقولك تلت التلاته كام، وهقول إنك عطيتني حقه كمان عشان حدش يسمعك نص كلمه. 

ابو دراع:

له متشكرين ياخوي، اني محدش يجبي عليا، ولو صوح عايز محدش يسمعني كلمه، تستنى عليا اكبر غنماتي وابيعهم واديك حق البيت ووكتها تكتبهولي بيع وشرا، غير إكده وفر صدقتك لحالك ياواد المقاول اني مهقبلهاش. 

كرار بقلة حيله:

طول عمرك وش فقر غور اعمل اللي يريحك، عارفك مادام قلت حاجه مهترجعش فيها، وصوح بمناسبة واد المقاول داي، من اليوم وطالع قولي يامقاول، خلاص اني بقيت المقاول بدال ابوي.. قالها ومسك قب جلابيته يعدل فيه بخيلاء، ورد عليه ابو دراع وهو عيبصله بإستنكار.. مقاول ومقاول كبير كد الدنيا كمان، بس مقاول في النطاعه والبرود. 

❈-❈-❈


حدا همام في البيت

لواحظ واقفه علي باب أوضة همام الصبح بدري في الضلمه، فتحته عليه وعلي بسيمه ومكانش لا هو ولا هي صحيوا لسه، وبعلو حسها قالت:

اصحي ياسنيوره، اصحي ياست الستات فيه جاموسه عايزه تتحلب وظاطه عايزه تتشال وبيت فيه خدمه عايزه تتخدم. 


صحيو التنين مفزوعين على حس لواحظ، ورد عليها همام بزعيق:

فيه ايه يمه مالك، فيه حد يصحي حد إكده، وكمان من فجر ربنا والضلمه لساها مضلمه ليه يعني، من ميته ووحده منك انتي وبناتك عتصحى في الوكت ديه يعني وتعمل حاجه؟ اشمعنا جايه لبسيمه تصحيها في الوكت ديه؟ 

خلص كلامه وامه كانت هترد، لكن بسيمه خدت دورها في الحديت وردت عليها:


عقولك ايه ياخاله لواااحظ، اني حليب مهحلبش، زاطه مهشيلش، لبن من الجاموسه معشربش ولا عاكل شي من ريعها واصل يوبقي اللي ياكل هو اللي يخدم، البيت وخدمته مليش صالح فيهم غير بأوضتي وبوكل جوزي وشربه وخدمته بس. غير إكده اللي هيخدم يخدم لروحه. 


لواحظ بغيظ: حديت ايه ديه، داي لا عمرها حوصلت ولا جرت في الدنيا ولا حد قبلك عيميلها! 

عاوزه تتستتي وتوبقي هانم إهنه ولا ايه؟


رد عليها همام وهو باصص لبسيمه:

همليها يمه تعمل اللي يريحها، وبعدين هي الحق معاها كل واحد يخدم حاله، يعني هي هتخدمك انتي وبناتك ولا تخدمني اني العاجز؟ 

همليلي مرتي وانتوا اخدموا حالكم، ومتتقليش عليها بالكلام ولا تاجي نواحيها مره تانيه، خليها قاعده معاي ومتحملاني متطفشيهاشي مني،واصلا ياعالم هي هتقعد معايا كد ايه فمتعجليش بروحتها يمه الله يرضى عليكي

خلص كلامه وامه بصتله بغضب، وبصت لبسيمه بقهر وخبطت الباب عليهم ومشيت وهي عتبرطم ومعاجبهاش الحال. 

وبعد مامشيت همام بص لبسيمه وقالها:

متزعليش من عمايل امي يابسيمه ولا تعملي باعت لكلامها، انتي من اهنه ورايح اللي عايزه تعمليه اعمليه واللي مش عايزه تعمليه متعمليهش، انتي بكفاياني اني عليكي وتشكري علي خدمتك ليا من الارض للسما يابت الاصول. 

بسيمه بصتله ومتكلمتش، ورجعت نامت وبصت للسقف هبابه وبعدها غمضت عنيها، وهمام افتكر انها عاودت للنوم ففضل يتأملها، لكنه اتفاجأ بيها بعد شويه عتفتح عيونها وتتعدل من فرشتها وتقوم، ووقفت جاره واتنهدت وقالتله:

يلا عشان تقضى حاجتك واشطفك واصبلك تغسل وشك قبل مااروح اعملك فطور. 

قالت كلامها وهمت تساعد همام يتعدل، وراحت جابتله النونيه والقروانه الصغيره والكوز وابتدت تعمل مهمتها اليوميه،

 وبعد ماخلصت طلعت عالموطبخ جهزت ليه وليها فطور وعاودت فطرته وفطرت معاه،وحتي عزام جه فطر معاهم لما شاف بسيمه عامله فطور، وهو امه واخواته كل يوم عيطلعوه من غير فطور من كسلهم ولكاعتهم.. وبعد ماخلصوا فطور بسيمه عملتلهم كلهم شاي، وقعدوا يشربوه سوا. 

بسيمه وهي قاعده على جنب وعتشرب شايها وعيت همام اللي كان عيشر عرق فبصت لعزام وقالتله:

عزام، هي الهوايه اللي في المشتشفي اللي كانت متعلقه في السقف داي تطلعلها بكام وعتاجي من وين؟ 

عزام بإستغراب لسؤالها:

ليه عتسألي عليها داي يامرت اخوي؟ 

بسيمه:

عشان عايزاك تشتريلي وحده اعلقها في الاوضه إهنه.

عزام بضحكه:

وهتشغليها بأيه يابسيمه، هتفخي فيها تشتغل؟ مش عايزه كهربا تشتغل بيها ولا ايه؟ 

بسيمه:

وهي الكهربا تتكلف كام وتاجي البيت إهنه يعني؟ 

عزام:

كتيير، ديه محدش مدخل كهربا حدانا في البلد غير العمده واتنين تلاته من الاعيان بس. 

بسيمه: برضوا اسألي وشوفلي هيتكلف كام هو والمروحه وتعالى قولي ماشي. 

عزام:

ماشي زي ماتحبي. 

خلص شرب شايه وطلع، وهمل بسيمه مع همام اللي سألها:

ليه عتسألي عالهوايه وع النور يابسيمه ممتحملاشي الحر ولا ايه؟ 

بسيمه:

-وهو الحر ديه حد يتحمله يعني؟ 

همام: إيوه صوح معاكي حق.. خلاص اني هقبض قبض الشهر الجاي من حكيم واديهملك تجيبي الهوايه، وهشوف ابوي معاه فلوس ولا ايه وندخلوا الكهربا. 

بسيمه:

له متشوفش ابوك ولا حاجه اني معاي فلوس، وحاجه تانيه كمان ياهمام عايزه اقولك عليها، اني معاوزاكش تاخد فلوس من حكيم تاني، الفلوس داي مليكش حق فيها، واني بصراحة ربنا متدايقه منها. 

همام بكسره:

ونصرفوا من وين يابسيمه ونعيشوا كيف؟ 

بسيمه:

ربك عيرزق، سيبها عالله بس انت.. وبعدين اني معاك اهه واني حداي فلوس هوديها فين يعني، نصرفوا منها ونجيبولنا منهم بقره ولا جاموسه واخد كام قيراط راكب اوكلها منهم ويمشي حالنا هو احنا هنعوزوا ايه اكتر من إكده؟ 

همام بفرحه:

شايفك عتتحدتي كأنك باقيه معاي يابسيمه! 

بسيمه بتنهيده:

باقيه امال هروح فين، عالاقل دلوك باقيه. 

كشر همام، لأن نص كلام بسيمه فرح قلبه، بس نص كلامها التاني شقه شق. فسكت ومتكلمش، مع انه كان عايز يرد عليها ويقولها الفلوس اللي هتقطعيها عني من حكيم هتصرفي بدالها انتي دلوك، بس بعد ماتمشي وتهمليني اني هعمل ايه؟ 

لكنه بلعها وسكت ومرضيش يقولهالها ويبينلها احتياجه ليها اكتر من إكده، ولا يقدر يعترض علي أي حرف من كلامها، وعارف إن ماهي الا مسألة وكت وهتفر منيه كيف نسمة هوا مهما حاول يمسكها مهيقدرش. 


❈-❈-❈

بعد شهر ونص بالتمام والكمال

صوت زغروته رنت في بيت المقاول

كرار بلهفه:

حبله ياخاله صوح؟ 

الدايه: اومال عزغرت ليه يعني فرحانه أنها طلعت فاضيه؟ مرتك حبله فاربعين يوم ياواد المقاول وباذن الله الواد اللي هيشيل اسمك جايلك في الطريق، يلا شخلل وفرحني. 

كرار طلع من جيبه اللي فيه النصيب ولافاهولها، وبفرحه داخل لشوقيه يطمن عليها، لكن الدايه وقفته وهي عتقوله:

هملها دلوك ومشيني اني هي مطارتش اهي قاعده فبيتك. 

كرار بإستغراب:

عايزه ايه تاني ماني عطيتك حلاوتك! 

الدايه: عايزاك تنادم على امك من جار مرتك وتقولها تعطيني نصة غلة قمح الا قولتلها وقالتلي له خدي فلوس من كرار، واني عايزه قمح اطحنه واخبزه للعيال. 

كرار بحس عالي:

فكريه، نعمه.. وحده فيكم تاجي تجيب نصة غلة قمح لخالتكم ام عطا، يلا قوام. 

حوريه سمعت كلام كرار وقامت منشوكه من جار شوقيه خافت احسن يفتحوا الصومعه اياها، وطلعت بسرعه وقالت لكرار:

حدش يجيب غله اني اللي هجيبلها، اترزعى إهنه يامره انتي وبطلي فلقه، مره رطاطه وزنانه، ماقولتلك بكفياكي الفلوس ايه ديه؟ 

خلصت كلامها وطلعت لفوق تجيب الغله، وشوقيه استغربت نشكتها ولغفنتها وطلعتها تجيبلها الغله بنفسها! 

وقالت لروحها إن اكيد فيه إنَ ولازمن تعرفها. 

هم كرار بعد ماطلعت امه عشان يدخل الاوضه لشوقيه، لكن حس اخوه صفوت اللي عينده عليه وقفه، فطلع يشوف فيه ايه وعايزه ليه

والدايه استغلت اللحظه داي ودخلت اوضة شام كيف الاعصار وقفلت الباب وراها وبخبث بصت لشوقيه وقالتلها:

هاه يابت العمده، شايفه إن رقبة الحمامه كفت ووفت وسترت، مش قولتلك تخافيشي هتعدي بس انتي اسمعي كلامي. 

شوقيه نزلت من ع السرير وجريت عليها وحطت يدها علي خشمها قوام.. 

وفي الاثناء داي في الموطبخ:

ورده:

وحده فيكم تودي الوكل لشوقيه اللي عامله حالها تعبانه ووحمانه من اول شهر بدال ماياجي كرار يقعد يتنفضلنا إهنه ويهز فبدنه علينا ويسمعنا كلمتين فارغين عشان ست السنيوره. 

البنات ردوا عليها وحده وحده.. اني مش فاضيه، ولا اني، ولا اني، ولا اني كمان. 

فبصت ورده لشام وقالتلها:

معلهش ياشام انتي قومي اغسلي يدك من الصابون وهملي الغسيل ووديلها الوكل وتعالي. 

شام قامت من غير كلام ولا حديت، وخدت الوكل اللي غارفاه ورده وراحت توديه لشوقيه، وبمجرد ماوصلت قدام اوضتها وهمت تخبط عالباب وقفها همس شوقيه اللي وصل لمسامعها بس ممتفسرش وحست إن فيه حاجه راعباها، فقربت ودنها من خرم مفتاح الباب وسمعت شوقيه بوضوح وهي عتقول للدايه:

ايه ياوليه مالك، مسكوهمش وهما عيسرقوا مسكوهم وهما عيتقاسموا ولا ايه؟ 

الدايه: هيء، يتقاسمو ايه ياحسره، دانتي عطتيني ملاليم واديكي متنغنغه في الخير والعز لحالك، مع إن لولايا ماكنتي وصلتي إهنه ولا كان زمانك اتجوزتي وفيه عيل فبطنك مستنياه يشرف، ولا كنتي عايشه من اساسه. 

شوقيه: وايه المطلوب يعني دلوك بعد كل الرط والكلام الفاضي ديه؟ 

الدايه:

كلك نظر، شوفي عاد الستره اللي اتسترتيها بسببي تسوى كام حداكي، شوفي رقبة الحمامه والخير اللي جابتهولك يطلع كد ايه..قدري اللي نجدك من الموت، وراضيني بدال ماللي دافنينوا سوا انبشه وساعتها عليكي السلام ياشوقيه. 

شوقيه بلعت ريقها بخوف، وجريت علي الدولاب فتحته، ورفعت خلجاتها وطلعت من تحتهم فلوس، وراحت عطتهم للدايه وقالتلها:

خدي دول ومشوفش وشك إهنه مره تانيه، واوعاكي حسك يطلع بالحديت ديه تاني، والا اقسم بالله عمرك يخلص على يدي، وياروح مابعدك روح، فاهمه ولا افهمك. 

الدايه وهي عتحط الفلوس فصدرها:

متخافيش مهنطوقش، بس لو عالجيه هاجي لما اولدك عشان اخد الحلاوه الكبيره، مع السلامه ياست البنته، هيهيهي


خلصت كلامها واتحركت ناحية الباب، وفاللحظه داي شام اللي سمعت كل حرف اتقال وكانت عترجف كيف زعفة النخيل، رفعت دماغها وجرت قوام على اوضة ستها عديله دخلت وقفلت الباب وراها واتسندت عليه، وعديله لما شافت منظرها ووشها اللي اوصفر كيف اللمونه سألتها بخوف:

يامري مالك ياحزينه وشك مخطوف ليه؟ 

شام بهمس ردت على ستها:

نصيبه ياستي نصيبه، الحقيني ياستي اني سمعت اللي لا يتقال ولا يتحكي. 

❈-❈-❈


حدا همام في البيت

بسيمه في الموطبخ عتعمل وكل لهمام، وفي الأوضه جار همام قاعده لواحظ وبناتها التنين اللي من ساعة مابسيمه دخلت الكهربا البيت وجابت المروحه لهمام مطالعينش منها.. 

همام باصص عليهم بديقه وعايز يقولهم يطلعوا من جاره ومياجوش تاني؛ لانهم قاطعين عليه خلوته مع بسيمه، وحتي عنيه حاسس انهم بقوا متكبلين فوجودهم ومش واخدين راحتهم في البص عليها، لكنه مقادرشي يقولهالهم. 

وساب كتير الموضوع لذوقهم وفهمهم، بس هما لا ذوق ولا فهم، وكل حجتهم إنهم عيسألوا عليه ويقعدوا جاره يسلوه، وهما قبل سابق مكانش حد منهم يعتبله أوضه! 

عاودت بسيمه بالوكل،وراحت على همام وقعدت جاره، وحست من بصة عنيه على امه واخواته إنه مضايق منهم زي عادته، فبصتلهم وبحس عالي قالتلهم:

عقولكم ايه ياحلوين، خدوا امكم ويلا هوونا عايزين ننامولنا هبابه، وبعدين اني هحب اقلع خلجاتي وكت النوم وعستحي منكم. 

ردت عليها لواحظ بكل برود:

وليه تستحي يعني مااحنا كلنا حريم كيف بعض! 

بسيمه: اهي المستحه والحيا حداي كتار وزايدين عن حدهم ومبهدليني اعمل ايه فحالي عاد. 

لواحظ: متعمليشي حاجه، قومي اشلحي جلابيتك واقعدي علي راحتك مفيش حد غريب

بسيمه بغيظ:

اني قولت قوموا اطلعوا من اوضتي يعني تقوموا، اني خابره إنكم قاعدين عشان الهوايه، واني من النهارده عقولكم هوايتي مهقعدش حد تحتها، معاكي فلوس وحلي كيسك وهاتيلك وحده فأوضتك وطري علي روحك وبطلي عفن. 

لواحظ بصت لهمام عشان يتكلم، لكنه بص بعيد ومتكلمش كيف مايكون راضي بكلام مرته، فقامت منتوره وزعقت فبناتها وقالتلهم:

قوموا ياظنايا قاعدين ليه تاني بعد ماطارت ورانا من اوضتها، والدلدول التاني ولا فتح خشمه، قومي نهملولها هوايتها الا انشالله يارب تتلخلخ وتقع عليها تحش رقابتها، بقيتي بهوايه يامعفنه! 

خلصت كلامها وطلعت من الاوضه ورزعت الباب وراها، وبسيمه بصت لهمام اللي لقته متبسملها، واخيرا عيونه اتعلقوا بيها من تاني، ومع انها لا راغبه فيه ولا فبصته عليها، لكنه في الاول وفي الاخر مريض وهي معتبصلهوش غير بعين الشفقه فقط لا غير. 

خلصوا فطور وطالعه بسيمه تعاود مواعين الفطور للموطبخ، وهي فطريقها بصت للواحظ وبناتها اللي قاعدين وعلى وشوشهم مرسوم الغضب، لكنها تجاهلتهم وكملت طريقها، اصل في الاول والاخر هي جايبه الهوايه لهمام عشان تريحه وتعينه علي قعدته في الاوضه لانه خلاص مش هيقدر يشم هوا ربنا في براح الدنيا، وطالما هما عيدايقوه يوبقي يزعلوا يزعلوا. 

دخلت المواعين وطلعت بعدها بسرعه علي حس عزام وهو عيقول بعلوا حسه:

ابوي وين، فينك يابوي.. ابوووي 

لواحظ بخوف: مالك ياولدي فيك ايه؟ 

عزام بنبرة صوت مقهورة:

نصيبه يمه حطت علي راسي.. طلبوني للجهاديه يمه، مش لسني ولا ليا بس عشان اللي جرا لاخوي طلبوني بداله. 

لواحظ ضربت علي صدرها وصرخت، وعزام قعد علي حيله وهو منتهي من الخوف، كيف مايكون جاله الموت وهو تارك الصلاة. 


❈-❈-❈


في بيت المقاول

كرار داخل البيت يجري، ووقف في نص الحوش ينهج، والكل كان متجمع، فبصلهم وبحس مخنوق من الخوف قالهم:

اني انطلبت للجهاديه. 

نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل الرابع عشر


في بيت المقاول في وقت سابق

عديله:

مالك ياقزينه زوعتيني فيه ايه نصيبة ايه اللي حوصلت؟ 

شام حكتلها اللي حوصول كله واللي سمعته، وعديله كانت تسمع وتضروب على رجليها وفاتحه خشمها بصدمه، واخر ماخلصت شام حديتها عديله بصت بعيد وقالت:

سبحان الله ربك يمهل ولا يهمل، خاض فعرضك وشرفك وصال وجال وظلم وشوفي ربك عيمل فيه إيه.. خليه يدوق المر هو وامه ولا يقدروا يفتحوا خشمهم. 

شام وهي عتقعد جار عديله:

إيوه ياستي يعني الكلام ديه كرار لازمن يعرفوا ولا إيه، نقولوله عليه؟ 

عديله: مين اللي يقوله ياهبله، اياكي تكوني عايزه انتي اللي تقوليه ومفكره إنه هيصدقك! 

عايزه تتشفي وتشوفي القهر على وشه قدامك صوح، بس احب اعرفك إنك لو قلتي لكرار حرف واحد من اللي سمعتيه ديه محدش هيتقهر غيرك، اول هام هيقول إنك مكيوده وعشان إكده جايبه الحكي ديه كله من حداكي، تاني هام هيقول إنك عايزه تمرمغي سمعتها في الارض عشان توبقي زيها زيك، وخصوصي إن واد الهبله لفت مخه الحيه وضحكت عليه بحوصلة الحمامه ومفكر إنه شاف شرفها بعينه. 

وغير إكده شوقيه لا ابوها ولا امها هيسكتوا لو عرفوا ان شي كيف ديه اتقال على لسانك وهيمرمروا عيشة كرار وامه والمرمره هتاجى على راسك انتي. 


شام: يعني نسكتوا ولا كننا سمعنا حاجه؟ طب والواد اللي فبطنها اللي مش واد كرار، يعني هو يتنكر لبته اللي من صلبه ويربي عيل غيره عادي؟ 

عديله:

بووووه عليكي وعاللي جابوكي وعلى كلامك اللي تطير فيه رقاب، ياغشيمه مش ولده كيف وهو خطبها شهور ومتجوزها من شهر ونص وطلعت حبله فاربعين يوم؟! الواد واد كرار متتهبليشي. 

وبعدين اي حاجه هتتقال دلوك هتروحي فيها انتي مش حد تاني قولتلك افهمي افهمي. 


إحنا دلوك ربنا بعتلنا سبب يمكن فيه رحمه ليكي من يد شوقيه.. خلينا نلاعبوها هبابه ونستغلوا خوفها من إنها تتفضح.. بعدى إنتي بس وهمليني اني اشوف شغلي معاها، وانتي اقفي بعيد واتفرجي وليكيش غير الذبده. 


❈-❈-❈


أما في الوقت الحالي 

كرار داخل البيت يجري، ووقف في نص الحوش ينهج، والكل كان متجمع، فبصلهم وبحس مخنوق من الخوف قالهم:

اني انطلبت للجهاديه 

صدمه ظهرت على وشوش الكل، وشهقات طلعت من افواه الحريم، ومفيش غير تنين بس اللي وشوشهم وملامحهم لمعت بالفرحه.. عزت.. وشام اللي كانت طالعه بالشاى من الموطبخ وسمعته وهو عيقول إكده.. وهمست لروحها.. جهاديه يعني سنين بُعاد.. احمدك واشكر فضلك يارب 

نعيم:

ميته ديه حوصول ومين اللي بلغك ياكرار؟ 

كرار:غفير دلوك جاني من حدا العمده وخبرني

حوريه:

إيوه امال ايه، ماراح اللي كان يعرف يطلعكم منها ومخلاش حد من رجالة البيت رجله خطت عالميري، له عقولك ايه يانعيم تتصرف وتطلع ولدي كيف مااخوك طلعلك عيالك التنين ومخلاش حد فيهم يخدم في الجهاديه يوم واحد. 

نعيم بقلة حيله:

واني اعمل ايه يعني ياحوريه مانتي خابره إن توفيق الله يرحمه هو اللي كان معاه الحل والربط، وهو اللي كان يعرف يتصرف في المسائل داي وهو اللي كان ليه معارف كتير اني معرفش حد واصل. 


كرار بخوف:

يعني ايه ياعمي، يعني اتاخدت عالجهاديه إكده خلاص، يعني لبست في المرار دوناً عن رجالة البيت كلهم؟ 

ليه بس ياربي إكده، ليه حظي عاثر لدرجة إنه عيخلي كل شين يحصول معاي اني دونا عن الناس كلها، ليه بس اني المبلي؟ 

شام كان نفسها ترد عليه وتقوله من عمايلك السوده، لكنها طبعاً متقدرش، وعشان ربنا دايما عيكلف اللي يجيب حق الملكوم بناس تانيه، ردت عليه سته عديله الرد اللي كان في نفس شام:

وعلى نياتكم ترزقون. 

هي قالت إكده وكرار وحوريه انفجروا فيها كيف القنابل، اللي يقولها شمتانه واللي يقولها فرحانه، وحوريه غسلتها غسل بالكلام، لولا نعيم فض الموضوع وقالهم خلاص سيبوها كلمه وطلعت، وصفوت كمان دافع عنها وسكتهم. وكل ديه وشوقيه واقفه علي باب اوضتها متربعه وعتسمعهم، وحتي متدخلتش بحرف واحد.. الا لما كرار رفع عيونه عليها، وراحلها بخطوات مهزوزه وقف قدامها وبهمس قالها:

انطلبت للجهاديه ياشوقيه سمعتي؟ 

شوقيه ببرود:

سمعت

كرار: ومالك عتقوليها إكده كأنها هينه عليكي؟ 

شوقيه بنفس البرود:

عشان هي هينه صوح، هينه عليا وعليك انت كمان، وحلها في اليد، بس إنت اللي رايح تبكي وتشكي وتنوح للناس الغلط، من إهنه ورايح لما تجرا معاك حاجه زي داي اول وحده تاجي تترمي فحضنها وتشكيلها شوقيه وتشوف هتعمل ايه.. انما تروح تشكيلي للي لا يحل ولا يربط، واللي قاعدين يبصولك ولا هاممهم، وكتها هقولك خليهم ينفعوك وانفض يدي منك.. ودلوك.. هم بينا علي بيت ابوي، واوعاك تنسى إنك نسيب العمده وجوز بته، واللي يجرا علي باقي الخلايق مينفعش يجرا عليك. 

قالت اخر جمله بحسها العالي سمعت البيت كله، وبعدها دخلت جابت الملس بتاعها لبسته وخدت كرار وعلى بيت ابوها العمده. 

❈-❈-❈


اما حدا بيت همام

عزام بقهر:

يااابوي عالسواد اللي الواحد هيشوفه. 

حمدون ابوه:

ولا سواد ولا حاجه، اجمد ياد إكده وخليك راجل، الجهاديه عتعلم المرجله، خليت ايه للحريم وانت عتولول إكده؟ 


عزام: عتعلم المرمطه يابوي مش المرجله، عتعلم الموت، دلوك ارجعلكم في صندوق ويقولولك ولدك الشهيد اهه يابو الشهيد كيف ماعنشوفوا صندوق داخل البلد كل يوم والتاني. 

حمدون ولواحظ في حس واحد.. تف من خشمك الشر بره وبعيد.

حمدون: تفائل بالخير تشوفه ياولدي، هون على روحك والجهاديه كله عيروحها، والعمر مكتوب والموت حق واللي رايده ربنا هيكون، والموت لو اجلك خلص هيجيك لو كنت في برج مشيد


ودلوك هم جهز حاجتك وشوف هتاخد ايه معاك عشان تطلع على جبهتك يابطل وتدافع عننا وتحرسنا مع خواتك اللي هناك، وتخلينا نناموا واحنا مطمنين. 


كلام حمدون هدى نار عزام هبابه وطمن خوفه، لكنه مهداش ناره هو، ولا برد قهر قلبه علي ولاده التنين، اللي واحد منهم اتشل، والتاني خدته الجهاديه وياعالم هيعاود منها حي ولا له، ويصفي هو لحاله في الاخر كأنه ماخلف ولاد ولا شم ريحتهم. 

دخل عزام أوضته وابتدا يشوف هيعمل ايه وياخد معاه ايه، واول حاجه خدها مكنة الحلاقه، وبشكير وكام حاجه إكده بساط معرفش ياخد ايه غيرهم ولا يعمل ايه، 

وطلع بعدها راح حدا اخوه همام يقعد جاره شويه، واثناء ماهو قاعد مع اخوه، دخلت بسيمه عليهم بالوكل، وهي وهمام اقنعوا عزام يتغدى معاهم بالعافيه، وفضلوا يصبروا فيه ويخففوا عنه خوفه، وفي الاخر راحت بسيمه على صندوقها فتحته وفتحت صرة الفلوس وطلعت منها مبلغ محترم وراحت على عزام ودستهوله فيده وقالتله:

خلي دول معاك واشتري بيهم اي شي تعوزه هناك، متجوعش ولا تعطش هات اللي نفسك فيه وبس تاجي اجازه هعطيك غيرهم. 

عزام بص للفلوس اللي فيده ورفع عيونه عليها وبنبرة شكر وعرفان قالها:

وبعدهالك يابت عمي عبصمد جمايلك كترت علينا ميته هنقدروا نوفوا كل ديه؟


ردت عليه بسيمه بإبتسامه:

بين الاخوات مفيش جمايل ياعزام، واني عليم الله اني معتبراك اخ، وذادت اخوتك ومعزتك فقلبي من يوم مادافعت عني فبيت المقاول وكنت واقف تصرخ من خوفك عليا كيف اسد مجروح. 

عزام اتبسم وبسيمه سكتت ومتعرفش إنها بكلامها ديه رمت شعلة نار على كوم قش فقلب همام اللي انفاسه ابتدت تعلى وتهبط وبعلوا صوته زعق مره وحده خلى الاتنين جفلوا:

ايوواااا. يعني استغفلتوني انتو التنيين، وكت ماسألتكم ايه اللي جرا قلتوا ولا حاجه، مجاتكمش الجراءة تقولوا اللي كنت خايف منيه حوصول ياهمام، انطوقي عيملك ايه كرار الكلب انطوقي.. لمسك، مد يده عليكي مسك طرف توبك شمك ضمك انطووووووقااااااي 

بسيمه ردت عليه بعصبيه مماثله:

اخررررس قطع لسانك، وقطع اليد اللي تتجراء تتمد على طرف توب بسيمه وتمسه، مين داي اللي اتضمت واتشمت ياعويل انت؟ 

همام بوجع وصوت مخنوق من الدموع:

إيوه صوح اني عويل، عويل وعاجز ومشلول وحتى مرتي قادرشي احميها. 


رد عليه عزام بإعتراض: مرتك حدش داسلها علي طرف ياهمام، وكرار ممسش شعره منها ولا جه ناحيتها حتي، كل الحكايه إنه طردها من البيت وحلف يمين طلاق ماتدخله تاني. 

همام:. 

ومن غير مايحلف مين هيخليها تخشه تاني ولا توصل حداه الخسيس ديه، اني من لاول مكنتش راضي بروحتها بس هي عفصت فنص قلبي وخلتني وافقت بالقوة والغصبانيه، وادي النتيجه. 


عزام: ماجراش شي ياخوي سمعتلها كلمتين واني كمان سمعتلي كلمتين وخلاص، بس شافت اختها وبت اختها وجات، ومره ومش هتنعاد.. مش إكده يابسيمه؟ 

بسيمه ردت عليه وهي عتبعد وتروح تقعد بعيد :

اكده.. ودلوك اقفلوا الكلام في الموضوع ديه وانسوه خلاص، كيف مااني هنسى اختي وهنسى شوفتها مره تانيه. 

خلصت كلامها وقعدت بعيد وشردت فأختها وحالها وملامحها كساها الحزن، وهمام برغم قهرته عليها الا إن قلبه اتعصر لما شاف حالها اتبدل والهم ركبها، وغمض عيونه بوجع واتمنى لو كان بيده يخلصها من كل شي مكدر صفوها مكنش اتردد لحظه وحده وكان خد كل الهم منها وحطه فقلبه هو بدالها


❈-❈-❈


اما فدوار العمده

شوقيه:

هاه قولت ايه يابوي هتطلع كرار من الجهاديه مش إكده؟ 

العمده مردش على شوقيه ومسك كباية الشاي اللي قدامه وشرب منها شفطه وعمل حاله عيفكر، وبعد دقايق من السكوت كرار انتهى فيهم من الخوف، اخيراً العمده نطق وقال:

هي صعبه يابتي، بس بأذن الله مفيش حاجه تصعب على ابوكي، ولكن عشان نعملوا ديه لازمن كرار يحل كيسه، الموضوع عيصرف وابوك الله يرحمه سيد العارفين واكيد قايل قدامكم يعني. 


كرار: له والله ياعم ماقال حاجه. 

العمده:

طيب اني قلتلك اهه، الحكايه بدها فلوس، واظون انت دلوك تحتكم، بعد ماقسمتوا الورثه. 

كرار: صوح احتكم ياعمي، بس للاسف احتكم علي ارض ومعدات مش فلوس، واظون ان شوقيه جابتلي منك باقي حق اللودر عشان اقدر اشتريه. 

العمده:إيوه صوح، طيب والعمل ايه دلوكيت، ماهو يالدفع يالجهاديه، واني معاييشي كان دفعت عنك.. يوبقي خلاص سلم أمرك لله واتجند ياولدي وربنا يسترها عليك وترجع سالم مش ترجع فصندوق. 

شوقيه بس سمعت حديت ابوها شهقت وضربت علي صدرها وهي عترد عليه:

وه يابوي الشر بره وبعيد كلام ايه ديه، ربنا يحفظه لشبابه وليا وللي فبطني.. تقولش إكده يابوي على جوزي وابو عيالي، واتصرف عشان خاطري وطلعلي جوزي بأيوتها طريقه، اني مهخليهش يبعد عني ويروح للموت برجليه لو هبيع روحي عشانه. 

العمده بتفكير:

طيب فيه حل بس معارفشي كرار هيوافق بيه ولا له؟ 

كرار بلهفه: قوله ياعمي واني موافق بس يكون فيه خلاصي. 

العمده بخبث:

ال٣ قراريط اللي جوار ارضي طلعوا من نصيب مين؟ 

كرار: طلعوا من نايبي اني، اشمعنا؟! 

العمده: يلزموني، هاخدهم منك واخصم منهم فلوس اللودر وفلوس طلوعك من الجهاديه، مع إن دول هيكلفوني اكتر من حق ال٣ قراريط، بس كله عشان خاطر عيون شوقيه وغلاوتها عندي، هاه قولت ايييه

كرار بتفكير: هاه؟ 

العمده: هاه ايه اخلص يا ايوه ياله ممحتاجاشي كتر تفكير. 

شوقيه ردت بداله:

تفكير فأيه بس يابوي، إيوه طبعا موافق امال يعني يروح الجهاديه ويعاود بتابوت كفالله الشر، وقتها هتعملوا ايه الارض والقراريط؟ الارض تتعوض انما هو له. 

كرار بإقتناع:

إيوه صوح كلامك ياشوقيه، تغور الارض، خدهم ياعمي ال٣ قراريط وطلعني. 

العمده بفرحه مقدرش يداريها:

خلاص على بركة الله، روح اطلع لعواد هات من حداه ورقة مبايعه وتعالالي. 


وبالفعل طلع كرار ورجع بورقة مبايعه، ولقى العمده مستنيه ومعاه تنين غفر شهود، ومضى العقد وخد الارض وقاله خد مرتك وروح وانسى امر الجهاديه نوهاااائي. 


❈-❈-❈


عاود كرار بشوقيه البيت، ودخل معاها يده فيدها والابتسامه شاقه خشمه شق، وأول مادخلت شوقيه رقعت زغروته رنت في البيت كله، وعلى صوتها الحريم كلهم طلعوا من الموطبخ والرجاله انتبهوا، وحوريه سألتها بلهفه:

بشري ياشوقيه اتحلت؟ 

شوقيه وهي عتبص لنعيم وباقي الرجاله بخبث ردت عليها:

إيوه يمه اتحلت امال ايه،عشان بس تعرفوا مايجيبها الا حريمها. 

قالت كلمتها ورجعت تاني تزغرت وتلف في البيت بالزغروته، وبعدها دخلت اوضتها وشاورت لكرار يتبعها. 

وأول مادخل وراها نبهت عليه مايقولش لحد إنه باع الارض لابوها وخليهم مفكرين إنه ساعده مساعده عشان يعرفوا إنه وراه ضهر ويعملوله حساب، وهو كالعاده مايملكش غير إنه يقولها سمعاً وطاعه. 


اما شام فكانت قاعده فأوضة عديله ترضع بتها، ومن أول ماسمعت الزغاريت عرفت إن كرار نفد منها، فإبتسمت بمراره على حظها اللي ولا يوم خلف عهده بيها، وقسمُه بأنه يحرمها من كل حاجه تفرحها. 

وبصت لبتها ومسدت علي خدها بحنان وهي عتهمس لروحها:

الا انتي اللي غفل عني حظي الشين فيها ومقدرشي يمنعك عني، وكأنه عيقولي خدتي حاجه كبيره قوي ومتحلميش تاخدي حاجه زينه بعدها. 


❈-❈-❈

عدوا شهر ونص

فيهم بت شام وتوتت وبقت كيف البدر فليلة تمامه وعليها خفة دم وقبول وحلا يخلي العين اللي تقع عليها تتعلق بيها معاوزاش تحيد عنها. 

وصوح كرار جوزها بعيد عنها وملهي مع شوقيه، بس عيونه بقت تبصلها طول الوكت وبنظرات جعانه، كيف مايكون واحد عيان مشتهي الوكل وممنوع منه. 


ومش بس عيون كرار اللي عتاكل وتشرب فشام، له دا عزت كمان عنيه مقاوطاها طول الوكت وطول ماقاعد في البيت باصصلها، وكل هبابه بس تسيب ربيعه مع ستها عديله يروح ياخدها ويفضل يلاعب فيها، وكل سبوع والتاني يجيبلها لبس ولا حاجه وهو جاي من الشغل عشان يفرح بيه شام. 

أما حريم البيت كلهم فكانوا يبصوا لربيعه ومشتهيين شيلتها وحبه من خدودها الحمر الحلوين، لكن خوفهم من حوريه وشوقيه وحتى كرار مكتفهم، بس ديه ميمنعش إنهم عيسرقولهم حبه منها كل فين وفين في الخباثه ومن غير ماحد يشوفهم. 

اما ممدوح فمبقاش يفارق ربيعه واصل، وطول الوكت قاعد جارها، تنام يقعد ساكت ويلعب من غير صوت ولا حس، وتصحى يقعد يلاعب فيها ويحكي معاها كيف ماتكون كبيره وفاهمه كل اللي عيقوله. 

اما شام فكانت كل يوم تكبر فيه بتها قدامها وتتغير ملامحها وجمالها يبان قلبها يفرفط من الفرحه، وخصوصي لما البت ابتدت تتعرف عليها وتتعلق بيها وتبتسملها كيف ماتكون عتقولها افرحي يمه واصبري اني جارك ومعاكي.


اما شوقيه فممبطلاش دلع علي كرار ولا طلبات، وهو بس تقوله علي حاجه يلبيها فورا كرمال اللي فبطنها واللي طاير بيه السما. 

وبقي كل يوم يصحى لحاله من فجر ربنا ويفطر ويطلع قبل حتي رجالة البيت كلهم، ويعاود اخر النهار وكل اللي عيمله يحطه فحجر شوقيه.. واتبدل حاله واللي يشوفه ميقولش إن ديه كرار حيلة امه المدلع واصل. 


❈-❈-❈


اما فبيت همام

حمدون عاود من الغيط واترمى عالكنبه يلقط انفاسه بتعب. 

بسيمه شافته وجريت ملتله كوز الميه من الزير وجابتهوله يشرب وهو خد منها الكوز وقالها:

تسلمي يابتي وتسلم يدك ويسلم ذوقك، ياللي معيملتها وحده من بناتي ولا مرتي. 


لواحظ بزعيق:

كنا هنقوموا اهه ونجيبولك وكل وميه وكل حاجه، بس هي اللي كيف ماتكون هتاخد جايزه لو سبقت بيها، واديك قولتلها الكلمتين اللي عايزه تسمعهم وعطيتها الجايزه مبروكه عليها. 

حمدون:

والله لو فيكي حيل ومروه كد طولة لسانك كان ربنا عطانا. 

لواحظ بصتله ومتكلمتش، وهو شرب وقام راح لولده همام اللي طول اليوم مشافهوشي واتوحشه. 


حمدون: كيفك ياولدي انشالله صحتك مليحه اليوم وزينه. 

همام: مليحه يابوي نحمدو ربنا على كل حال، الله يعطيك العافيه انت، قولي عيملت ايه في الغيط. 


حمدون:

تعبت قوي ياهمام ياولدي، الحيل مبقاش كيف لاول و يادوبك عزقت قراط ومقدرتش اكمل، ولو كريت للزرع اللي جاي هيكون حق الكروه ونوبقوا لا كلنا ولا شربنا. 

همام: طب والعمل يابوي، هتعمل ايه دلوك؟ 

حمدون:ماهم لو التلات مساخيط اللي بره دول ياجوا يساعدوني كيف مالحريم عتساعد اجوازها وابهاتها مكنتش عتلت هم، الا دم داخل عليهم مسقطرهم لو طلعوا معايا يوم يقعدوا شهرين قباله يقولوا بوه عيانين. 

بسيمه:

 عقولك ايه ياعم ايه رأيك اني هطلع معاك اساعدك علي كد حيلي انفع؟ 

حمدون بص لهمام ياخد رأيه فكلام بسيمه، لكن لما شاف ملامحه اتعكرت بالزعل رد عليها قوام وقالها:

له يابنيتي خليكي انتي جار جوزك وهملي الغيط وتعبه وقرفه اني هشوفلي فيه حل. ولو لزم الامر هرهنها وابيع البقره ولينا رب. 


بسيمه : طيب عندي حاجه تانيه كنت عايزه افاتحك فيها انت وهمام.. بعد اذنكم يعني اني طالبه من بيتكم كام متر من الاوضه اللي عالشارع هقفلهم واعملهم دكانه، بقاله صغيره إكده نجيبو فيها شاي وسكر وزيت وسمنه وتسالي للعيال.. اقرب دكانه علينا في النجع التاني، ولو عيملناها احنا هناخدوا كل زباين البلد، الفلوس معايا بتاعة البضاعه، والدكانه هي مخمرة طين نعملوا بيها حيطه ونحطوا عليها باب من بره وخلاص.. وتقعد فيها انت بدال الغيط وشقاه. 


حمدون بتفكير: والله فكره زينه، ايه رأيك ياهمام فكلام مرتك. 

همام رد عليه وهو باصص لبسيمه: اي حاجه تقولها بسيمه اني موافق بيها، الا إنها تطلع من البيت وتهملني، لا لغيط ولا لغير غيط. 

حمدون: طيب حيث إكده من بكره نمخمروا ونعملوا الدكانه. 

همام: والغيط ارهنه وبيع البقره. 

بسيمه بإعتراض:

له، البقره له، الغيط يعطيه لحد نص يكلف نص، والبقره تقعد في البيت تاكل من النص بتاعنا واهو هيتزرع ببلاش. 

حمدون ابتسم ورد عليها برضى:

والله يابنيتي ماقول يعلى على قولك.. خلاص على خيرة الله، من بكره اشوف حد ياخد الغيط نص يكلف نص ونبتدوا في الدكان، وربنا يجعله وش الخير علينا يارب. 

بسيمه: امين يارب ياعمي.. ودلوك هقوم اجيبلك لقمه تتغدى إنت وهمام زمانك واقع من الجوع والتعب. 

خلصت كلامها وطلعت طوالي، وحمدون بص لهمام وقاله:

والله ماعارف ياهمام ياولدي إنت عملت ايه في دنيتك زين عشان ربنا يجازيك ببسيمه، ولا هو باعتهالنا كلنا تعدل مايلنا ولا ايه بالظبط؟ 

همام بتنهيده:

والله يابوي على كد ماهي نعمه كبيره على كد ماهي عذاب اكبر، وعلى كد فرحتي بيها على كد خوفي احسن يكون ربنا ناوي يعذبني بيها ويدوقني الحرمان. 


حمدون اتأثر بحاله ورد عليه:

سيبها عالله ياولدي، سيبها عالله وهو هيريح قلبك وبالك. 

همام: ونعم بالله يابوي.. ونعم بالله. 

❈-❈-❈


في بيت المقاول

شوقيه راحت عالموطبخ ووقفت على بابه وبأمر قالت لشام:

انتي يااسمك ايه، تعالى نضفيلي اوضتي وخدي الغسيل اغسليه حاكم اتكوم. 

شام كانت عتغسل في المواعين، بصت لحوريه عشان تشوف رأيها ايه، وحوريه بصت لشوقيه اللي كانت بصالها بتحدي، كيف ماتكون عتقولها اعترضي واني اخلي كرار يشوف شغله معاكي، فجلت حسها حوريه وقالت لشام:

هملي اللي فيدك ياشام وروحي مع شوقيه وشوفيها عايزه منك ايه اعمليهولها. 

سمعت الكلام شام وقامت من سكات، وراحت مع شوقيه الاوضه وابتدت تكنس فيها وترتب، وشوقيه قاعده قبالها عتميل وتتعدل وهي عتنضف وتروح وتاجي قدامها، ونار شعلت فيها، ولقت نفسها مره وحده عتقوم وتروح على شام وتمسكها من شعرها وتهز فيها بكل حيلها وهي عتقولها:

متنضفي زين ولا مكريه كرايه، عتخدمي ليه خدمة البت لمرت ابوها ها؟

شام فضلت تحاول تفك روحها منها وهي مش فاهمه عتعمل فيها إكده ليه، وفنفس الوكت خايفه تمد يدها عليها تجرالها حاجه وتنزل اللي فبطنها، ووكتها دبحها علي ايد كرار هيكون امر محتوم. 

ولكنها لما اتوجعت ومقدرتش تتحمل ابتدت تصرخ وتستنجد بستها عديله، ولما عديله سمعت صراخها جات عليها جري وسبقت الكل على الاوضه اللي جاي منها حس شام، ولما شافتها بين ادين شوقيه وعماله تقطع فشعرها وتخبطها فكل حيط شويه، رمحت عليها وابتدت تحوش فيها، لكن شوقيه كانت كيف ديب مسعور ومسك فريسه، ولما مقدرتش بحس واطي وهي متشعلقه فأديها قالتلها:

همليها يافاجر يابتاعة حوصلة الحمامه يازانيه، همليها احسن افشي سرك واكشف المستور وتروحي ورا السمس وبدال مانتي معلقاها من شعرها وعتمرجحي فيها اخليكي تتعلقي انتي من شعرك فسجره وتتمرجحي بس هتكون روحك مفارقه جتتك. 

وشوقيه سمعت كلام عديله واعصابها سابت، وحست برعشه سرت في كامل جسمها، وبلعت ريقها بخوف وهي عتبص لعديله وتنقل عيونها مابينها وبين شام، وكان في الوكت ديه الكل اتجمعوا علي باب اوضة شوقيه وابتدوا يسألوا ايه اللي حوصول، ولما شافوا منظر شام وفهموا إن شوقيه ضربتها، ورده ونعمه وفكريه وحتى عدويه طلعوا راحوا عالموطبخ من غير اي رد فعل، ومفضلتش غير بدور بس تتفرج وتتشفى فمنظر شام وهي مضروبه ومتقطع شعرها فيد شوقيه.. وحوريه اللي واقفه مش عارفه تعمل ايه في شوقيه اللي اذاها دلوك على شام وياعالم لو سكتتلها بكره اذاها هيطول مين؟ 

ويمكن يطولها هي ذات نفسها. لكنها في النهايه اختارت السكوت، واكتفت ببصة تحذير لشوقيه، ومتعرفش إن شوقيه فدنيا تانيه خالص ومش معاها. 

عديله بحزم:

روحي عالموطبخ ياشام، واوعاكي اللي متتسماشي داي تقولك تعالي اعمليلي حاجه وتعمليهالها، لو عتموت قدامك، وجارك دواها وقالتلك لافيهوني اوعاكي تلافيهولها سامعه. 

شام هزتلها دماغها بموافقه، وعديله بصت لشوقيه وبنبرة تهديد قالتلها:

وانتي حسك عينك تتطلعي عليها تاني بعين رديه ولا تطلبي منها شي، ولو ديه حوصول متلوميش غير حالك يابت العمده، فاهمه ولا افهمك وافهم الكل؟ 

شوقيه بخوف واضح:

فاهمه فاهمه، خلاص مش هقولها على حاجه تانيه ولا اطلب منيها حاجه اخر نوبه. 

خلصت كلامها وهي باصه لعديله بترقب تشوف ايه اللي هيطلع من خشمها تاني، وعديله اكتفت بإنها خدت شام وطلعت بيها بعد مابصت لشوقية بصه بمعني اني خلاص من اليوم وطالع هقفلك بالمرصاد. 


اما حوريه فكانت واقفه وشايفه كل حاجه عتجرا والعجب مخليها متاخده من خوف شوقيه من عديله وخنستها قدامها كنها ماسكه عليها حاجه! 

أما بدور فبمجرد ماوصلت شام قصادها بلؤم بصت لشوقيه وقالتلها:

براوه عليكي يامرت واد عمي، إيوه أكده شدي حيلك وربي اللي عايز يتربي في البيت ديه.

عديله سمعت كلام بدور وهجمت عليها ومسكتها من شعرها ونزلتها للأرض بحيلها كله وهي دايسه على راسها وعتقولها:


والله مافي حد عايز يتربى في البيت ديه غيرك ياام كواشي يابتاعة الجاز يامقمله ياللي القمله فراسك تجر قطر، قطر لما ياخدك بالباط ياغياره ياام نار، 

اصلا كل وحده عتكره شام من غيرتها؛ عشان شام احلى منكم كلكم ياشوية رمم يامعفنين. 

خلصت كلامها وعدويه جات جري من الموطبخ علي حس صراخ بتها خلصتها من ادين عديله ومشت بيها عالموطبخ وهي عتسكت فيها من البكا بحسها العالي، وعديله خدت شام وراحت بيها على اوضتها، ومبقاش في الاوضه غير شوقيه وحوريه، وحده خايفه ومرعوبه لحد الموت، ووحده هتموت وتعرف سر رعبها وخوفها، وايه اللي حدا عديله وماسكاه عليها؟! 

         الفصل السادس عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

لقراءة الجزء الاول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close