أخر الاخبار

رواية الكاتبه والفتوى الفصل السادس 6بقلم الهام عبدالرحمن الجندي

 


رواية الكاتبه والفتوى

الفصل السادس 6

بقلم الهام عبدالرحمن الجندي


حل المساء وحضر مصطفى مع زوجته ميادة وأولاده حسن وفرح ،ووقف أمام البناية وطلب من زوجته أن تأخذ الأولاد وتصعد وأنه سينتظر لحين وصول بلال حتى لا يصعد بمفرده مرت دقائق قليلة بعدها وصل بلال بسيارته ووجد مصطفى في انتظاره بعد السلام أخذه مصطفى وصعد إلى شقة حماده الذي استقبلهم بحفاوة وأجلسهم في حجرة الصالون. جلس الجميع يتناولون أطراف الحديث وبدأوا في التعارف على بعضهم البعض حتى استوقفهم مصطفى للحظة واستطرد قائلا بقلم الهام عبدالرحمن 


 مصطفى:« بصراحة  يا عمي، بلال من أكفأ الضباط اللي معانا وكفاية إني أقولك إنه مش بيفوت فرض ومواظب على صيام الاثنين والخميس ولا بيشرب سجاير وإنسان في حاله يعني هيراعي ربنا في هدى ويحافظ عليها، والله أنا لو عندي أخت مكنتش عزيتها عليه أبدا بس ربنا يعلم إن هدى أكتر من أخت وهو كمان أكتر من أخ ولولا إني هريته اختبارات قبل ما أجيبه هنا عشان أعرف إذا كان يستحق واحدة زي هدى والله ما كنت خليته يدخل الباب أصلا .»


حماده:« وأنا واثق في كلامك يا مصطفى وعارف إن عمرك ما هتختار حد مش كويس وطالما دي شهادتك في حق بلال فأنا عن نفسي ما عنديش مانع وبعدين أنا مش هعمل تحريات ولا حاجة الحمد لله الداخلية كلها قامت بالواجب غير كمان شهادتك يا مصطفى يا ابني بس هستأذنك يا بلال يا ابني تدي فرصة لهدى يومين تفكر فيهم وتستخير ربنا وبعدين تقول رأيها وكمان تكون انت اتأكدت من رأيك وواخد قرار نهائي ولا إيه رأيك يا ابني؟»بقلم الهام عبدالرحمن 


 بلال:«حضرتك بتتكلم صح طبعا يا عمي الآنسة هدى تاخذ الوقت اللي يريحها وكمان عشان متحسش إنها اتدبست.» 


مصطفى:«طب إيه رأيكم يا جماعة نسيب العرسان يقعدوا مع بعض شوية عشان يتعرفوا على بعض.»


 حماده:«اه يا ابني معاك يلا ياأم ميادة تعالوا نخرج شوية ونسيبهم يتكلموا.»


 بعد لحظات خرج الجميع وترك هدى وبلال بمفردهم في حجرة الصالون حتى يتعرفوا جيدا على بعضهم البعض. 


بلال:« ازيك يا آنسة هدى.»


 هدى بخجل:« الحمد لله.»


 بلال:«تعرفي إني بقرأ رواياتك رغم إني أصلا مليش في القراءة بس ما شاء الله عليكي اسلوبك حلو في الكتابة لدرجة إنه جذبني أكمل قراءة يعني انتي السبب في إني أدخل عالم القراءة رغم إن أنا معنديش صبر أبداً ليها بحكم شغلي.»


 هدى:« دا شرف كبير ليا طبعا إن رواياتي تعجب حضرتك.»


 بلال باستغراب:« حضرتك! على فكرة أنا إسمي بلال ثم أكمل بخبث ولا إسمي مش حلو فمش حابة تقوليه؟»


 هدى:« لا أبداً بالعكس دا حتى إسمك جميل أوي ومن الأسامي المفضله عندي و..........» 


قطعت هدى حديثها ووضعت يدها فوق فمها حينما شعرت بغباء ما لفظته ابتسم بلال على تصرفها وأراد أن يعرف ما إذا كانت تتقبله وتريدها كما يريدها أم لا فقال


 بلال:« يمكن بقا شكلي هو اللي مش عاجبك عشان كده من ساعة ما قعدنا لوحدنا وانتى باصة في الأرض ومش عاوزة تبصيلي.» بقلم الهام عبدالرحمن 


 رفعت هدى رأسها ونظرت له وتحدثت بسرعة:« لا والله انت ما شاء الله عليك شكلك أمور أوي دا انت حتى أحلى مني.»


  فتحت هدى عينها بشدة ووضعت يدها مرة أخرى على فمها وهى تشعر بالخجل الشديد فقد غازلته للتو فتحدثت إلى نفسها. 


هدى في نفسها:« إيه اللي أنا هببته ده هيقول عليا إيه دلوقتي يادي الكسوف اللي أنا فيه يا أرض اتشقي وابلعيني.»


 حينما رآها بلال على هذا الوضع بعد ماتفوهت به انفجر ضاحكا مما جعله شديد الوسامة بهيئته الرجولية وقوامه الممشوق سرحت هدى في ضحكته الخلابة وأيقنت أنه الرجل المنشود الذي سيمتلك حياتها لاحظ بلال شرودها وأيقن هو الآخر من موافقتها عليه وتمنى لو تدلى بتصريحاً بموافقتها حتى لا ينتظر اليومان ويتمم كل شيء في الحال فهو يُكِن لها  مشاعر الحب منذ فترة ليست بقليلة حينما رآها أول مرة في المشفى ففي ذلك الوقت قام مصطفى بإجراء عملية وعندما علم بلال ذهب لزيارته وكانت هدى وأهلها مع مصطفى في الحجرة وعندما وقع نظره عليها شعر وكأنه يعرفها من عالم آخر كما شعر بالهدوء النفسي وأيقن أنها ستكون شريكة حياته المستقبلية وأراد أن يتحدث إلى مصطفى ولكنه تريث حتى يمتثل الآخر للشفاء وبالفعل بعد أن تم شفائه تماما وعاد إلى العمل تحدث بلال اليه وطلب منه أن يزكيه عند أهلها لكي يوافقوا عليه ولكنه لم يعرف أن العقبة الأكبر في طريقه هو مصطفى نفسه فقد قام بإجراء العديد والعديد من الاختبارات لكي يتأكد أنه يستحق هدى وبالفعل أثبت أنه يستحقها بجدارة. بقلم الهام عبدالرحمن 


 فاق بلال من هذه الذكرى الجميلة وظل يتحدث مع هدىفترة ليست بقليلة  حتى دخل عليهم مصطفى يتحدث ضاحكا. 


مصطفى بضحك:« ها يا جماعة تحبوا نجيب المأذون دلوقتي ولا نستنى شوية هههههههه.»


 نظرت هدى إلى أسفل قدمها بخجل شديد ونظر إليه بلال بحدة قليلا بمعنى اصمت ولا تخجلها أكثر من ذلك. 


مصطفى باستفزاز:« خلاص يا عم بلال هتاكلني بعينيك هسكت أهو خلاص بس الواضح إننا عرفنا رأي هدى كمان يلا ربنا يتمملكم بخير.»


 هدى بخجل:« الله بقا يا أبيه مصطفى.»


 ثم تركته وخرجت مسرعة حيث تجلس والدتها وأختها وأبيها  فجلست بجوارهم وهى تشعر بالخجل الشديد. استأذن بلال من مصطفى وحماده بالمغادرة على وعد بعدم التأخر في الرد على طلبه وإن أمكن قبل اليومين فها هو قد أعطى موافقته وسينتظر على أحر من الجمر لكي يعرف رأي معشوقته التي امتلكت فؤاده بتصرفاتها الطفولية وسزاجتها وعنفوانها. 

بقلم الهام عبدالرحمن 

بعد مغادره بلال بمدة قليلة أخذ مصطفى عائلته الصغيرة وذهب إلى منزله، ثم دخلت هدى إلى حجرتها و هى تشعر بسعادة عارمة وكأنها حصلت للتو على فارس أحلامها، فتمددت على فراشها بعد أن بدلت ثيابها والإبتسامة لا تفارق ثغرها وظلت تدندن أغنية (ياه يا واد يا تقيل يا ه يا مجنني) ثم بدأت تحدث نفسها


هدى:«يا خرابي على جمال أمه أنا مش مصدقة نفسي أخيرا حلم حياتي اتحقق وهتجوز ظابط لا وإيه مش أي ظابط ده طول بعرض بحلاوة يعني هو بابا كان لازم يقول أقعد يومين أفكر ماكان وافق وخلاص ولا كان راحوا جابوا المأذون وخلصنا وكنت مشيت معاه هههههههه إيه الهبل اللي أنا بقوله ده دا باين الواد لحس مخي بجماله ورزانته لا بس كده أحسن عشان يحس بقيمتى وميفكرش إننا مدلوقين عليه.»


 بعد لحظات غطت هدى في ثبات عميق و استفاقت على صوت رنات المنبه فأمسكته وأغلقته ثم تحدثت إليه


 هدى:« أبوس ايد أمك أنا قايمة مبسوطة ومش ناقصة زنك على الصبح فخليك عاقل كده ومش كل شويه تعملي غفوة خش نام انت وأنا أهو صحيت وفايقة ورايقة وهقوم ألبس وأصلي وأروح الشغل ها بقى مبسوط يا رب تكون مبسوط وتحل عن قفايا بقا.»


 ثم قامت واستعدت وذهبت إلى عملها وحينما وصلت دخلت حجرة المدرسات فلم يكن عندها الحصص الأولى وجدت سلوى ودينا بانتظارها فهم أيضا لم يكن عندهم الحصة الأولى فقد كانوا ينتظرونها على نار حتى يعلموا  ما حدث بشان العريس. 

بقلم الهام عبدالرحمن 


سلوى:«ها يا بنتي ما تقولي بقى هو انتى هتفضلي مكتومة كده كتير انطقي بقا زهقتينا.»


 دينا:«ما تخلصي يا هدى هو انتى هتذلينا عشان تعرفينا إيه اللي حصل.»


 هدى:« لا بس شكلكم حلو وانتم قاعدين بتتحايلوا عليا كده هههههههه.»


 سلوى:« وهي تهجم عليها وتمسكها من عنقها انتي هتنطقي يا هدى يا بنت طنط أم هدى ولا أطلع بروحك ويبقى ما فيش عريس ولا نيلة.»


 هدى بضحك:«طيب وبالنسبة للرواية مين هيكملهالكم روحي لما تطلع مثلا هههههههه.»


 دينا بحدة:« ما تخلصي يا بت وقولي.»


 هدى:«خلاص خلاص هحكيلكم... ثم قصت عليهم ما حدث وعن شعورها. 


شعرت سلوى ودينا بسعادة عارمة لفرحة صديقتهم وظلوا يتحدثون سويا إلى أن دخل أحد العمال يستدعى هدى إلى مكتب أيمن أخبرت هدى العامل بأنها ستذهب خلفه.


  هدى:«عايز مني إيه على الصبح والله الحكاية  مش ناقصة نكد كان نفسي اليوم يكمل بالفرحة اللي أنا حساها.»


 سلوى:« معلش يا حبيبتي روحي شوفيه عاوز منك إيه ولو قل أدبه ما تسكتيش عرفيه مقامه.»


 دينا:« سلوى عندها حق ما هو اللي زي أيمن ده عاوز اللي يديله فوق دماغه.» 


ذهبت هدى إلى مكتب أيمن وطرقت الباب وسمح لها الأخير بالدخول بقلم الهام عبدالرحمن 


 هدى:« خير يا مستر أيمن حضرتك طلبتني ليه؟»


 أيمن:« إيه يا هدى مفيش صباح الخير ولا إيه؟»


 هدى بضيق:« صباح الخير.... خير حضرتك طلبتني ليه؟» 


أيمن:«حضرتك متقدم فيكي شكوى من بعض أولياء الأمور.»


 هدى بدهشة:« شكوى! شكوى إيه أنا عمري ما حد اشتكى مني وأولياء الأمور دايما بيشكروا فيا ومحدش منهم زعل مني أبداً حتى الأولاد في الفصل بعاملهم كأنهم اخواتى الصغيرين أو أولادي يبقى شكوى إيه دي إن شاء الله.»


 أيمن باستفزاز:« بعض أولياء الأمور اشتكوا إن انتي بتستعملي العنف مع بعض الطلاب ودا شيء مرفوض في سياسة وزارة التربية والتعليم.»


 هدى بحدة:«أستاذ أيمن أنا إنسانة متعلمة ومتدينة مش واحدة همجية عشان أتعامل مع أطفال في عمر الزهور بعنف أنا عمري في حياتي ما مديت ايدي على طفل وحضرتك تقدر تواجهني بأولياء الأمور اللي اتهمتني بكده وتجيبلي الأولاد اللي أنا ضربتهم زي ما بتقول وأنا هثبتلك إن ده ما حصلش.»


 أيمن:« خلاص حضري نفسك بكرا هيبقى في تحقيق معاكي وأولياء الأمور  هيكونوا هنا في المدرسة من الصبح تقدري دلوقتي تتفضلي على حصصك.» 

بقلم الهام عبدالرحمن 


تركته هدى وذهبت إلى حجرة المدرسات فاستقبلتها سلوى ودينا بقلق.


 سلوى:« في إيه يا هدى كان عاوزك ليه البني آدم ده؟»


 هدى بحدة:« تصوري يا سلوى البيه بيقول إني ضربت أولاد في الفصل وإن أهاليهم مقدمين فيا شكوى تخيلي أنا هعمل كده؟»


 دينا:«ده اتجنن رسمي بقا انتي اللي بتتعاملي مع الأولاد كأنهم أولادك ولا اخواتك الصغيرين وطول الوقت بتلاعبيهم وبتعمليلهم مسرحيات عشان توصلي لبهم المعلومة يتهمك بتهمة  زي دي أكيد الموضوع في إن.» 


هدى:« الأستاذ محولني للتحقيق بكرا تخيلي.. أنا هتجنن.»


 سلوى:« اهدي يا هدى أنا متأكدة إن في غلط في الموضوع وبكرا إن شاء الله الحقيقة هتبان.»


 هدى:«إن شاء الله يا سلوى أنا مطمنه وعارفة إني ما عملتش حاجة غلط وربنا عمره ما هيكسرني قدامه.» 


دينا:«طب ما تقولي لخطيبك وعرفيه وهو يعلمه الأدب ويخليه يبعد عنك ولا حتى لجوز اختك عشان ما يحسش إنك لوحدك.» 


هدى:« انتي اتهبلتي يا بنتي واحد لسه متقدملي وملبسناش دبل حتى أقوم أصدمه بمشاكلي وأقوله إن في واحد بيضايقني يا بنتي دا كده يطفش ويفكر إني واحدة بتاعت مشاكل وأنا مش عوزاه يفهمني غلط.» بقلم الهام عبدالرحمن 


دينا:«طيب وجوز أختك مش بتقوليله ليه؟» 


هدى:«أبيه مصطفى عصبي هو ممكن يإذي أيمن وأنا مش بحب المشاكل ولا الشوشرة وطول ما أنا قادرة أتصرف معاه مش هدخل حد في مشاكلي.» 


سلوى:«ربنا يكملك بعقلك يا اختي يلا انتي وهي بطلوا رغي وقوموا على حصصك انتي وهي.»


 ذهبت كلا منهم لإنهاء حصصها وانتهى اليوم سريعا ثم ذهبوا جميعا إلى منازلهم، حل المساء سريعا وكانت هدى تجلس في حجرتها كالعادة بعد أن سجلت فصلها وتناقشت في التعليقات مع قارئيها كانت جالسه تشعر بالاستياء من ذلك الأيمن الذي ينغص عليها حياتها بعد لحظات سمعت صوت وصول رسالة أخذت هاتفها وفتحتها وقرأت محتواها


 فهد:« مساء الورد يا أستاذة.» 


هدى؛:«مساء الخير.»


 فهد:«إيه يا أستاذة شكلك مش في المود النهاردة.»


 هدى:« مفيش مجرد مشكلة في الشغل مأثرة عليا شوية معلش ممكن نأجل المناقشة النهاردة.»بقلم الهام عبدالرحمن 


 فهد:«اه طبعا تحت أمرك بس معلش هو أنا ممكن أعرف إيه هي المشكلة اللي مضايقاكى دا بعد إذنك طبعا.»


 كانت تشعر أنها ستنفجر وتريد أي شخص تتحدث معه وكان فهد من داس على فتيل القنبله بداخلها قصت هدى ما فعله أيمن معها منذ البداية ومضايقته لها استمع لها فهد وهو يشتعل من داخله فكيف لإنسانة رقيقة مثل هدى أن تتعامل مع شخص فظ عديم الأخلاق مثل أيمن حاول تهدئتها ومواساتها كما أنه ألقى عليها بعض المزحات لكي يتحسن مزاجها وبالفعل شعرت هدى بتحسن كبير وشكرت فهد على اصراره بأن لا يتركها إلا وهي سعيدة.


 هدى:«بجد مش عارفة أشكرك ازاي أنا كنت حاسة إني هنفجر بس انت قدرت تخرجني من الحالة اللي أنا فيها دي بجد شكرا ليك.»


 فهد:« أنا مش عاوزك تشكريني أنا عاوزك تكوني قوية وأوعي تضعفي اللي زي أيمن ده كتير أوي وهتقابليهم طول الوقت للأسف فبلاش تضعفي وطول ما انتي على حق اقفي في وش أي حد يحاول يإذيكي وأوعي تسيبي حقك لأي سبب أما مشكلتك دي فأنا واثق إنك هتقدري تحليها لأن مفيش ملاك برئ زيك يإذي أطفال.» بقلم الهام عبدالرحمن 


 هدى:«أنا بجد عاجزة عن الشكر مش لاقية الكلام اللي أقدر أشكرك بيه وان شاء الله أنا مش هسيب حقي وأيمن ده هوقفه عند حده وهعرفه مقامه كويس وبكرا تشوف.»


 فهد:«يلا دلوقتي قومي صلي ركعتين لربنا ونامي تصبحي على خير.»


 هدى:«تصبح على خير وسعادة.»


             الفصل السابع من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close