أخر الاخبار

رواية نفق الجحيم الجزء الثاني2 الفصل السابع والثامن بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني2 الفصل السابع والثامن 

بقلم ريناد يوسف

قامت بشاير ودخلت اوضتها بعد ماقلعت الحجل وخدته فيدها هو والقماشه الحمره اللي كان مسرور فيها، وكمان الخلجات اللي لقتهم عالدكه بعد ماامها وابوها دخلوا يناموا، ودخلتهم اوضتها حطتهم علي السرير، واتمددت عالسرير جارهم وهي عتتأمل فيهم، وبعد شويه غمضت وراحت في النوم وهي عتدعى ربها يقويها عاللي جاي ويكتبلها الخير ويبعد عنها الشر..ويكون ربنا شايلها ايام حلوه

❈-❈-❈


قاعد همام على على سريره في المستشفي، مهموم ومدايق وحاسس إن الهوا اللي حواليه اختفى مع روحتها، ومش عارف يتنفس، وكل شويه يزعق فعزام بسبب ومن غير سبب:

-عزام يازفت تعالا اعدلي المخده ورايا مش عارف ارجع دماغي لورا، وضهرى وجعنى. 

عزام:

-مااني توي عادلهالك ياهمام؟ 

همام بعصبيه:

- اتزحلقت ياخي،مش مريحاني ياسيدي، عايزه تتعدل تاني، هيجرالك ايه يعني لما تخف نفسك وتاجي تعدلها؟ خلاص عدلة المخده بقت متعبه وقومتك بقت صعبه؟ خلاص بديت اكون تقيل عليك وتتأفف عليا وتمل من خدمتي؟ 

إيوه ماني من أهنه ورايح هكون شيله الكل يفر منها ويهروب. 

عزام قام جري عليه وهو عيتعجب من كلامه وقرب يعدله المخده مره رابعه وهو عيقوله:

-ليه عتقول إكده ياخوي، اخص عليك ياهمام برضك اني اكل منك فيوم من الايام واهرب واشوفك شيله؟ 

همام بكسره:

-هي دي الحقيقه ياعزام ليه مستغرب، ايوه اني بقيت شيله، وبقيت واحد عاجز لا حول ليه ولا قوه، والكل ماهيصدق يهروب من جاري، واهي بسيمه اول وحده مشت وماصدقت تهروب من جاري وشكلها مجاياشي تاني. 

عزام رد عليه بعجب اكبر:

تهروب ايه بس وماجياشي تاني ايه! ياولد ابوي المخلوقه روحت تتسبح وتغير خلجاتها وتعملنا لقمه ناكلوها بدال الوكل النواشف اللي عناكلوه بقالنا كذا يوم وبطننا نشفت منيه، وأمك واخواتك البنات مافاكرينش فينا بفتيته حاف حتى، ولا كأن ليهم حد مرمي فى المشتشفى. 

همام رد عليه بحس مخنوق من كتر الخوف والوجع:

- ديه الكلام اللي قالته عشان تمشي ياعزام، بس هي مش هتاجي تاني، والدليل على حديتي شوف بقالها كد ايه ماشيه ولحد دلوك مجاتش. 

عزام رد بشفقه على حال اخوه:

-وحد الله ياهمام ياخوي البنيه مليهاشي حاجه ماشيه، ميته لحقت اتسبحت وميته لحقت طبخت وميته لحقت عملت ايوتها حاجه؟طول بالك وهي هبابه وهتلاقيها داخله علينا، بسيمه بت اصول ومش هي اللي تسيبك فوكت كيف ديه وتتخلى عنك. 

همام بعصبيه وحس هز الموطرح هز:

يابوي متطبخش محدش عاوز يطفح، اني معاوزش اطفح وهي لقمتها كيف لقمة الزرزور معتاكلش كتير، وعتغمسها بأي حاجه وتحمد ربها لو قدامها اصناف الدنيا كلها، يوبقي مفيش غيرك، وانت لو عليك تغور تاكل في البيت وتعاود. 

عزام ضحك ومردش على همام، وضحكته نرفزت همام اكتر، ولسه هيزعق فيه تاني لكنه سكت وهو واعي حكيم واقف عيخبط على باب الأوضه، وبعد ماشاف إن مفيش غير عزام وهمام فيها دخل من غير ماحد يأذنله وبص لهمام وسأله:

- مالك ياقزين حسك جايب لاخر المستشفي ليه، عاوز ايه؟ 

همام رد عليه بخجل:

-له ولا حاجه سلامتك ياشيخ حكيم، بس اني عزعق في الواد الغشيم ديه عشان عقله على كده ومعيفهمش وتاعبني. 

عزام بضحكه:

- والله كداب ياشيخ ديه اتهوس لما مرته روحت وهملته ومن الصبح ماسكني شتيمه وإهانه وفش غلب لما طلع روحي وحسسني إن اني اللي مشيت مرته من جاره وعيحاسب فيا. 


ضحك حكيم وهو عيقعد جار همام وقاله:

-متهدا وتجمد ياهمام مش إكده ياراجل أمال، يقول عليك ايه اخوك الصغير دلوك؟ 


عزام بضحكه: هقول عشقان ومكفى على بوزه هقول ايه يعني؟ 

همام مردش وخد نفس ونفخه بوجع وقلة حيله، وحكيم لما عيمل إكده قاله:

وه، هتحرقنا ياخى قدامك مش إكده، مش للدرجادى يعني! 

همام: كيف مش للدرجادي كيف، اسكت ياشيخ اصل اللي ميعرفش يقول عدس، ماانت لو تشوف قلبي دلوك وحاله عامل كيف متقولش إكده، ولا التيس اللي هناك ديه يضحك على حالي، الا تحزنوا عليا والله العظيم. 

خلص كلامه وبص بعيد واتنهد وعيونه لمعت بدمعة ضعف حكيم استغربها تكون فعيون راجل اصلا، ومن ايه من العشق؟! 


فقعد جاره هبابه يواسيه ويصبره، ويحاول يخليه ميحسش بالوكت اللي كان يحسبه بالثانيه، وهو متابع خط الشمس اللي عالحيطه بعيونه وهو عيتحرك ويتغير موطرحه، وكل مايتحرك والوكت يفوت ملامح همام تتعقص اكتر، لغاية ماتاقت من عالباب اللي بمجرد توقتها همام شهق وغمض عيونه وهو عياخد نفس جامد، كأن روحه كانت مفارقاه وردتله تاني، وابتسامته بقت من الودن للودن وهو واعيها عتدخل من الباب بهداوه وشايله فيدها سبت واضح انه تقيل عليها، ومن غير وعي زعق فهمام اخوه:

متروح تشيل عنها يابجم مواعيهاش بالعافيه ماشيه باللي فيدها! 

خلص جملته وعزام جرى علي بسيمه وهو عيضحك شال عنها السبت، وحكيم هو كمان اتبسم على حالة همام، وعلى لمعة الحزن والخوف اللي كانت لسه من مفيش كاسيه عيونه، وفلحظه اتبدلت اللمعه للمعة فرحه واضحه للأعمي. 

ووقف حكيم واستأذن عشان يمشي ويهمل همام يشبع من شوفة مرته اللي من لحظة مادخلت وعيونه التنين حاضنينها وماراضينش يحيدوا عنها، لكن بسيمه رفضت انه يمشي، وحلفت إنه لازمن يقعد يتغدا معاهم، وهو قصاد اصرارها وافق، وقعد عالارض ياكل مع عزام، وبسيمه خدت وكلها ووكل همام وراحت قعدت جاره وابتدت توكله وتاكل معاه، وحكيم مراقبهم ومبتسم عاللي بقى عامل كيف العيل الصغير فحضرة حبيبته وناسي كل اللي حواليه وناسي الدنيا باللي فيها، 

وسأل نفسه:

-معقوله الحب طلع يقدر  يعمل اللي متقدرش الجبابره تعمله في الواحد؟ معقوله الحب طلع يقدر يهذب النفس ويهدى العاصي ويهد القوى ويسودن العاقل؟ معقوله الحب ليه كل السلطه داي عالقلوب والعقول وهو مجرد إحساس لا حول ليه ولاقوة؟ 

سأل كل الأسئله داي لحاله بعجب وهو ميعرفش اللي متشاله فى الغيب، واللي لو كان يعرفه مكانش حس بذرة عجب وكان عرف إنه اكتر واحد هيعرف ويدوق ويجرب قوة الحب وسلطته ممكن توصل لحد فين. 

خلصوا وكل وحكيم استأذن ومشى، وعزام طلع بره الاوضه وراح يشربله كباية شاي، ومفضلش فى الأوضه غير همام وبسيمه، اللي لساها قاعده توكل فيه وهو عيمضغ على اقل من مهله؛ عشان قعدتها جاره تطول، ويشبع من ملامحها وقربها كيف ماهيشبع من الوكل من يدها. 


شويه ودخل عليهم حمدون ابو همام واللي كان جاى عليهم مباشرة من بعد ماخلص شغله في الغيط، وبمجرد دخوله وشوفته لبسيمه وهي قاعده جار همام وعتوكله بحنيه، اتبسم ودخل ورمى عليهم السلام، واطمن على همام وقعد جاره بعد مابسيمه قامت بالوكل، وراحت جابتله يتغدى هو كمان لما قالت لنفسها اكيد جعان ومكلش حاجه من الصبح. 


حمدون وهو عيمد يده ياخد الوكل من بسيمه ويحطه جاره:

-تسلم يدك يابنيتي، تسلمي يابت الاصول ياطيبه. 

بسيمه:

- يسلم عمرك ياعمي.. قالتها ومدت يدها على طرف طرحتها ومسكته وكان مربوط عليه حاجه، وابتدت تفك فيها، ولما فكتها كانت فلوس، عدت منها مبلغ رجعته لطرف طرحتها تاني، والمبلغ الفاضل مدته لابو همام. 

حمدون بإستغراب:

إيه دول يابتي؟ 

بسيمه:

دول باقي حق العنزه الحمره العُشر ياعمي اني بعتها. 

حمدون بصدمه:

ياحزن الحزن بعتيها كيف، داي عنزة لواحظ وغاليه عليها قوي مربياها على يدها من وهي صغيره وعتحبها اكتر من عيالها، كيف بعتيها وميته وليه؟ 

بسيمه: ماهي عشان عنزتها وغاليه عليها اني بعتها، وميته وكيف وليه كل دول هقولهملك بس امسك منى دول فلاول واني هحكيلك كل حاجه،وبعد مامد يده حمدون وخد الفلوس بسيمه ابتدت تحكيله اللي حوصول كله من ساعة ماروحت عالبيت وكل اللي جرا. 

❈-❈-❈

أما فبيت همام

لواحظ قاعده عالدكه رابطه راسها وعماله تخبط علي رجليها بقهر وتبكي وتقول:


عنزززتااااااي... يابتااااااي.. موتتك السفاحه كتالة الكتله داي..يابووووي قهرتني قهررررتناااااي. 

قربت منها روايح بتها وبخوف وحذر قالتلها:

-العيب عليكي يمه والغلط كله منك انتي؛ عشان خابره زين انها شرانيه ورايحه تعيلي بيها. 

له وتاخدى من فلوسها من وراها كمان كمان، قولتلك له اني واختي، ونبهنا عليكي، وقلنالك هتديكي كتله وتكتلنا معاكي وانتي راسك والف سيف الا هاخد ومش هتعرف مين اللي خد وهتسكت. 

ردت عليها سعوده اختها:

-أمك مش هتجيبها البر مع البت داي ياروايح، همليها، اهي كادتها وخسرتها اللي كد الفلوس اللى خدتها مرتين، قال مش هتعرف مين خدهم قال، وقال ايه بيتنا مفتوح والحريم داخله وطالعه، حريم ايه يمه اللي داخله وطالعه علينا احنا بيتنا حد عيعتبه غير للشديد القوي؟ 


يلا اديكي اتلبعتي لبعه زينه، بس الحمد لله انها جات في العنزه مجاتش فينا اني واختي، الا جتتنا لسه طايبه من كتلة ديك النهار اللي عطتهالنا الفقريه داي. 

لواحظ بغلب وقهر:

- ياريتها كانت ضربتكم وعطتكم الف كتله ولا خدت عنزتي وموتتها، ياريتها قطعت فرطكم خالص وكانت هملتلي معزتي يااااريييت. 

روايح وسعودة بصوا لبعض ومتكلموش، ولا حتى استغربوا لأنهم خابرين زين إن عنزة امهم عندها اغلى منهم واهم. 

داي حاجه معروفه من زمان، وياما نومتها على رجلها ومسدت على شعرها وغنتلها وادتها حنان معطتهوش لوحده فيهم ولا لحد من اخواتهم الصبيان حتى، وبسيمه عرفت كيف تضروبها فمكتل صوح النوبادي. 


روايح:

-طيب عقولك ايه يمه ماتطلعي تبرمي في البلد يمكن تعرفي ان المخفيه داي باعت العنزه لحد وترجعيها منيه، وتدفعيله حقها، يمكن مموتتهاشي وعتضحك عليكي. 

لواحظ: 

-موتتها، 

طول ماقالت موتتها يوبقى موتتها، داي مفتريه ومعتستحرمش.منها لله البعيده. 

❈-❈-❈

في المستشفى 

بسيمه ابتدت تحكي لحماها اللي حوصول وبدأته من اول مادخلت البيت ولقت لواحظ وبناتها قالبين وشهم عليها فدخلت ومكلمتش حد فيهم، 

وراحت طوالى على أوضتها تجيبلها غيار عشان تدخل تتسبح قوام، وبعدها تعمل لقمه لهمام وعزام اللي بقالهم يومين محدش فاكر فيهم بطبخه من البيت ولا حتى لهمام العيان امه طيبتله حتتة لحمه وشوية سليقه ولا حتى جابولهم من زيارة اهلها اي حاجه، وهو عياخد علاج ومهبطه. 


فراحت عالصندوق فتحته وابتدت تطلعلها غيار، لكنها لاحظت إن صرة الفلوس بتاعتها اللي في الصندوق ربطتها مختلفه عن الربطه اللي عتربطها هي، فرمت الغيار من يدها، ومسكت الصره وفتحتها وعدت اللي فيها، ولقتهم ناقصين ٢جنيه، فطلعت قوام للحوش ووقفت قدام لواحظ وبناتها التنين وقالتلهم:

-مين اللي مدت يدها الطويله علي قرشيناتي وخدت منهم؟ 

روايح وسعوده بنات لواحظ بصوا لبعض وفحس واحد نطقوا هما التنين:

-والله ماشفتهم.. ومن الخوف اللي كان باين فعيونهم عرفت انهم صوح مش هما اللي خدوهم، فبصت للواحظ اللي كانت عتشرب فكباية شاي ولا كأن بسيمه عتقول حاجه، وعرفت من برودها انها هي اللي خدت الفلوس.

واتلفتت حواليها عشان تشوف كيف هتخلص تارها منها النوبادي وتقهرها، وملقتش قدامها غير العنزه بتاعة لواحظ اللي عتعزها اكتر من عنيها، فتبسمت بسيمه بخباثه ودخلت الاوضه وقفلت الباب عليها، ودست الفلوس الفاضله فعامود السرير النحاس، وطلعت بعدها وبحركه سريعه مسكت العنزه من ودنها وجرتها على بره، وقوام قفلت باب البيت عليهم من بره بالغلق، وهملت لواحظ تزعق وتصرخ عايزاها تعاودلها عنزتها وبسيمه ولا عبرتها. 

وفضلت ماشيه بيها في البلد وكل نيتها انها تبعد بيها على كد ماتقدر وتسيبها في الزرع وتعاود بلاها، لكنها قابلت عالطريق غنام ماشي، فوقفته وهي عتقوله:

-عتشتري وتبيع ولا عتبيع بس ياعم؟ 

رد عليها الراجل وهو عينه عالعنزه عيقلب فيها من قبل حتي مابسيمه تقوله اشتريها:

-التنين يامليحه، عشتري وابيع. 

بسيمه:

-طيب شوفي العنزه داي تسوا كام. 

الراجل:

-عُشر اللي فيها ولا كرش؟ 

بسيمه:

-ولو قلتلك عُشر وهي وكل هتاخدها على كلامي يعني؟ 

انت تاجر وعتقلب بضاعتك بنفسك وتحطلها السعر اللي تستحقه، فمد يدك وبلاها كتر حديت مليهش عازه. 

الغنام رد على بسيمه وهو متبسم من جراءتها وقعد جار العنزه يقلبها:

وه، مالك إكده يابوي حديتك يوقع الحيطان؟ 

بسيمه:

-هاه تسوا كام؟ 

الغنام: شوفي هي تسوا ٤ جنيه مفيش غيرهم. 

بسيمه بإستنكار:

٤جنيه دول حقها هي ولا حق اللي فبطنها بس؟ له يفتح الله يابوي خد غنماتك وروح ربنا معاك

الغنام:

-عقولك ايه يامليحه، انتي باين عليكي واعره وعارفه قيمة بضاعتك ومهينفعشي معاكي فصال.. خدي خمسه جنيه اهم وهاتي العنزه، ويكون فمعلومك مهتجيبش فوقهم قرش مكسب بس اني هاخدها من وشك انتي بركه واستفتاح حلو. 

خلص جملته ومد يده فسيالته وعد الخمسه جنيه من جذدانه واداهملها، وهي خدتهم ولافتله العنزه، وعاودت بالفلوس للبيت،

 وصرتهم على طرف طرحتها، وحلفت لتقهر قلب لواحظ وتعلمها الادب، وقرش من الفلوس اللي هتفضل من حق عنزتها متشوفه. 

وبمجرد مادخلت البيت، لواحظ جات جري عليها ومسكت فقبها وبعلوا صوتها سألتها:

وديتي فين العنزه انطوقي؟

بسيمه وهي عتشيل ادين لواحظ من خلجاتها وتبص فعيونها بتركيز:

رميتها في الترعه، بس قبل ماارميها خنقتها بأديا التنين دول، مهملتهاش غير وهي مطلعه الروح وبعدها زحتها في الميه، ولو حابه تتوكدي بنفسك روحي هتلاقيها عايمه عالوش منزلتش لسه. 

لواحظ سمعت إكده وصرخت بعلو حسها فيها وقالتلها:

-ياجباره تكتلي بهيمه خرسه ليه عيملتلك ايه، وايه ذنبها؟ ربنا ياخد روحك كيف ماموتيها من غير ذنب. 

ردت عليها بسيمه بسخريه:

عادي يعني، ماهي دايماً فيه ناس إكده تغلط وتجني والارواح البريه هي اللي عتحاسب عالمشاريب وتروح فداوى. ودلوك شيلي اديكي مني بدال مااكسرهملك وانتي عايزاهم نافعينك.

ويكون فمعلومك من اهنه ورايح القرش اللي هيغيب مني هاخد بداله قرشين وهبيع فحاجتك واغراض البيت، ولو وصل الامر لخلجاتك هبيعهم واخليكي تقعدي من غير خلجات.. وخدي يالواحظ مني فلوس تاني، اني اتمناكي تمدي يدك كل هبابه وتاخدي. 


خلصت كلامها ونترت ادين لواحظ من خلجاتها واتحركت من قدامها، ولواحظ فضلت تولول بقلة حيله على عنزتها اللي  راحت منها فلمح البصر.. واللي بسيمه قهرتها بيها قهره معدله. 

❈-❈-❈


اما فى المعمل حدا حكيم 

قاعد يكتب في الحسابات ويدون، وعينه كل شويه تروح على السيد اللي كان فدنيا تانيه، وابتسامته ممفارقاشي وشه، وكذا مره يمسك حاجه وتقع من يده، فحكيم شاورله والسيد راحله وسأله حكيم بفضول:

- ايه ياسيد فيك ايه النهارده مش على بعضك ومضيع عقلك عالاخر؟ 

السيد ضحك وبخجل رد على حكيم:

-معلهش اعذرني ياشيخ، اصلى زرت خطيبتي عشيه ومن وكتها واني مفياشى اي عقله، كنى هملته اهناك وجيت بلاه ههههههه. 


حكيم ضحك علي ضحكته وهز دماغه بقلة حيله وشاورله يعاود لشغله، ورجع لحساباته وهو عيسأل حاله:

- ياترى لو فيوم من الايام حب، هل ياترى هيتسودن ويضيع عقله كيف همام والسيد؟ ولا دول عشان لساهم عيال صغيره ممتحكمينش فحالهم؟!

❈-❈-❈


اما في بيت المقاول

عديله واقفه عالباب بتاع البيت واول ماتاق أبو دراع من الجنينه ندهت عليه:


-أبو دراع، خد ياولدى عايزاك فحاجه. 


أبو دراع جالها طوالي ووقف قبالها وقالها:

نعم ياستي عايزه ايه أؤمريني. 

عديله:

-عايزاك تروح حدا العطار وتجيبلي بجنيه تشكيلة حلاوة وسداني وتجيب غربال مزوق للبت النهارده السبوع بتاعها وعايزه افرح امها الغلبانه. خد جنيه ونص اهم هات بيهم. 

أبو دراع بإبتسامه:

-من عيوني التنين ياستي، وحاجة السبوع عليا اني كمان، عاودى قرشيناتك لسيالتك، داي بت كرار برضك. 

عديله: شاله تسلم وتعيش يارب ياغالي، يقعدلك ويبقالك ويتردلك من ربنا اضعاف مضاعفه قادر ياكريم. 

ابو دراع:

- آمين يارب، ويعطيكي الصحه وطولة العمر يااحسن حاجه في البيت ديه من بعد المقاول الله يرحمه. 

خلص حديته وهيتحرك من قدام سته عديله، لكنه بمجرد مالف وقف موطرحه وهو واعي صفوت داخل من البوابه وشايل فيده غربال سبوع، وفيده التانيه قرطاس ورق كبير، وداخل بيهم مبتسم، 

وعديله أول ماشافته استغربت إنه عارف إن النهارده سبوع شام وجابلها الحاجات دى من نفسه؟! 

وصل قبالهم عزت ومد الغربال لسته وقالها:

خدى ياستي دول لسبوع بت اخوي، والحلاوه والسداني ديه كمان، اعطي منيه للكل والباقي خليه فوق راس شام تتسلى فيهم لما تكون سهرانه مع بتها بالليل. 


مدت يدها عديله خدت منه الحاجه وبصتله وقالتله بحزم:

-هات ياعزت كتر خيرك، بس ياولدي نصيحه لوجه الله، بطل تصرف فلوسك عالفاضي، عشان اللي فبالك مهتطولهوشي لو صرفت مال قارون، وقعدت تتحنجل لباقي عمرك. 

عزت:

-والله مافبالى حاجه، بس انتي دايما تفكري فيا السو ، ودايما ظالماني. 

عديله:

-اني لا عفكر ولا عظلم، اني عقولك الحق، ومتشكرين عالحاجات نردهملك يوم عوضك انت وبدور يارب. 

هي قالت الكلمه داي، وابو دراع وعزت التنين اتخنقوا بالضيق، واحد لأن بدور مبقتش من نصيبه، والتاني إن بدور بقت من نصيبه، وسبحان الله لو البني آدم عيختار نصيبه كان كل واحد خد اللي عيتمناه وعاش مرتاح!


دخلت عديله بالحاجه وفرحت بيهم شام، ولمت عيال صفوت وولد سلام، وعملت سبوع صغير لشام وبتها، وخطت شام وبتها الاعتاب، وهزت بربيعه الغربال، ودقتلها الهون، ورشت الحلاوه، وكل ديه قدام كل اهل البيت اللي كانوا متجمعين، حتي كرار، 

وكلهم كانوا يتفرجوا عالسبوع، وفيهم المبتسم زي نعيم وعزت وعدويه، وفيهم اللي وشه ميقصهوش السيف كيف كرار وامه، ومنهم اللي عادي ولا فباله زي سلام ومعروف وصفوت وباقي اهل البيت. 


وبعد ماخلصوا  السبوع، شالت عديله البت ولففتها على رجالة البيت كلهم وخلتهم نقطوها بالغصب، وبحركه مقصوده مدت اديها بالبت قدام وش ابوها كرار؛ عشان يشوفها؛ يمكن الدم يحن وقلبه يرق عليها وهو واعي حته منيه قدامه. 


لكن كرار لف وشه الناحيه التانيه بمجرد ماسته قربت عليه البت ومرضيش يبص عليها واصل. 

وعديله لما لقته إكده لمت يدها بالبت ومشت بيها، وقعدت عالدكه وحطتها فحجرها، وقالت لشام تقعد بدال ماواقفه علي رجليها وهي تعبانه، وأول ماقعدت جار ستها عديله، غصب عن الكل رفعوا عيونهم عليها وشافوها كيف الحوريه فتوبها الجديد اللي اول نوبه تلبسه، وعزت كانت عيونه عامله كيف حرامى فجأة ظهرت قدامه مغارة على بابا بدهبها وكنوزها ومش عارف يخطف من دهبها ايه ولا ايه قبل ماحد يعكشه بالجرم المشهود. 


دقايق قعدتهم شام جار عديله في الحوش، وبدور شافت عيون عزت اللي هيطلعوا من محاجرهم عليها، فراحت على خالتها حوريه في الموطبخ ووقفت جارها وقالتلها بخبث:

-وبعدين يامرت عمي فاللي خايله رجالة البيت كلهم داي وسابيه عيونهم وهتخليهم يكرهو اللي معاهم ويشوفوهم قرود؟ 

وحتى بناتك كمان هيطولهم من الحب جانب، شوفي معروف وسلام كيف كل هبابه يرفعوا عيونهم يخطفولهم بصه عليها وينزلوهم تاني. 

حوريه اتحركت من موطرحها في الموطبخ ووقفت قصاد الباب، وشافت عيون عزت ولدها اللي هياكلوا شام وكل، ودمها فار واتحركت قوام ناحية شام بعيون ماليها الشر ووقفت قدامها وربعت اديها علي صدرها وقالتلها:

اسمعي يابت انتي، ولاده وولدتي، وسبوع وسبعتي، يوبقي تلمي روحك وتنجرى عالموطبخ وتعاودي للشغل من تاني، بزياده على خدامين ابوكي اللي كانوا عيخدموكي وانتي نايمه لحد إهنه. 


شام بصت لستها عديله بإستنجاد عشان تلحقها لأنها لساها تعبانه ومش حمل هدت المطبخ وخدمته، وعديله قوام خدت حمى شام وردت على حوريه:

-هملى البنيه ياحوريه لساها تعبانه ومعتقدرشى حتى تقوم من موطرحها. 

حوريه:

-له متعباناشي، وكيف القرده اهي، ومن النهارده، له من الساعه داي هتخش تاخد نايبها في الخدمه زيها زي غيرها، ياإكده يأما... قالتها وبصت لكرار عشان يتدخل،


 وهو بالفعل اتدخل وبص لشام وقالها:

- اسمعى الكلام ياقليلة الربايه وقومي اعملي زي ماعتقولك امي، قومي بالذوق بدال مااقوم اجرك عالموطبخ جر واسوك راسك اللي عايزه تمشي كلامها على امي داي في الكانون واخليهم يعملولي عليها كباية شاي.. قومي بدال ماانتي خابره زين اني لو قمت هعمل فيكي ايه.


بصت شام لستها عديله النوبادي بإستسلام وهي خابره إن الامر خرج من تحت يدهم هما التنين خلاص، وأن حكم الظالم صدر، ومهتقدرشي ستها عديله ولا اي حد يعترض ويمنع ظلم كرار وامه طول ماحطوا يدهم فيد بعض عالشر، فقامت من سكات وراحت عالموطبخ، وهملت بتها مع ستها عديله. 

ومن اول مادخلت الموطبخ استقبلتها بدور بجرن مواعين لمتهولها عشان تخلص منيها تار نظرات عزت عليها،

 ووجعها فكل مره وهي شايفه عقله تايه وهو باصصلها وعيتملى فجمالها. 

وعاودت شام مره تانيه للشقى اللي مرتاحتش منه غير ايام معدوده. 


وبعد مادخلت شام الموطبخ، عديله بصت لحوريه بصة غضب وقالتلها:

-هتروحى من ربنا فين انتي، والله لهتتشوي فنار جهنم وتخلدى فيها، ولو الكل طلع انتي هتقعدي لحالك فيها. 

حوريه ردت عليها ببرود وهي عتتحرك من قدامها:

-له مش لحالي هتبت فيكي واخليكي معاي مش هسيبك تطلعي مع اللي هيطلعوا وتهمليني. 

خلصت كلامها وكانت وصلت الموطبخ، وبصت فيه على شام وعلى باقي الحريم، واتمشت وسطهم وهي عتشرف عليهم وتشوف شغل كل وحده عتعمله كيف. 


وعند عديله وهي شايله ربيعه، قرب عليها ممدوح وبص فوش البت وفضل يبوس  ويلاعب ويلاغي فيها، وجه جاره اخوه وواد عمه عايزين يلاعبوها زيه، فحط اديه عليها بتملك وبصلهم وقالهم:

-اوعوا إكده محدش يلاعبها ولا ياجى جارها، داي بت عمي اني بس، واني اللي هتجوزها لما تكبر حدش ليها صالح بيها. 


كرار سمع كلام ممدوح والدم غلى فعروقه وقام بدون وعي مسك ممدوح واد اخوه وضربه بالكف قدام الكل وقاله:

-اياك اسمعك تقول عليها بت عمك داي بت حرام، بت زنا، مش بت عمك ولا عمرى هعترف بيها ولا عمرها هتكون بتي، داي مش بت عمك سامع مش بت عمك. 


عديله كانت عتسمع كلامه وهي مبرقه عيونها بصدمه من كلامه واللي عيقوله قدام اهل البيت كلهم، وبعد ماخلص زعقت فيه بعلوا حسها بقهرالدنيا كله وقالتله:


-بووووه عليك وعاللي خلفتك، والله مافيه واد حرام غيرك ياشوطان ياواد الشوطانه يارضيع ابليسه..والله انت وامك اللي عتعمروا جهنم الحمره. 

نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل الثامن


شام كانت سامعه كلام كرار من جوا المطبخ وقلبها عيتقطع من الوجع على بتها اللي وصمها بالعار، وبأنها بت حرام قدام الكل،

 وبطنها عتتقطع من الوجع كل ماتميل ولا تتعدل بسبب اللي عيملته فيها الدايه، وروحها عتتقطع من القهر اللي مش عارفه هتلاحق عليه من مين ولا من مين! 


فغمضت عنيها وطردت الدموع اللي اتجمعوا فعنيها، وبعدها فتحت وبصت للنار الوالعه في الكانون، ودعت ربها إن قلب كرار وامه حوريه تقيد فيه نار كيف النار دي بالظبط ومتنطفيش غير بعد ماتحرقهم حرق.

أما كرار فبص لسته عديله بغيظ وكان هيرد عليها، لكن صفوت وقفه بكلمه وحده منه حذره بيها لما قاله:

اوووعك.

وكرار سكت وخد بعضه بعدها وطلع. 

وعم السكوت مابين الكل، وحتى ممدوح خد الكف من عمه وسكت متكلمش ولاحتى بكي، وكل اللي اتحفر فمخه بعد الموقف ديه: 

إن عمه كرار كاره بته ومعاوزهاش، وانه لازمن هو اللي ياخد باله منيها ويعملها كل حاجه الاب عيعملها لبته لانها من غير اب دلوك، وعلى كد مخه الصغير ماهداه قرر انه من اليوم وطالع كا قرش ياخده من ابوه مصروف يقسمه معاها او يعطيهولها كله تجيب بيه اللي هي عايزاه.

ولغاية ماتكبر وتعرف تقول هي عايزه ايه هيحوشهوملها فحصاله هتكون بتاعتها هي وبس. 


❈-❈-❈

طلع كرار من البيت راكبه غضب الدنيا، وحتى عدى على ابو دراع مكلمهوش ولا رمى عليه السلام

وابو دراع اتوكد إنه عمل مصيبه مع حد من اهل البيت، واتمنى إن مصيبته متكونش مع شام عشان ميضطرش ينفذ فيه تهديده ويمد يده عليه ويشوفه اللي مهيعجبوشي واصل. 

فقام من علي المصطبه وهمل كباية الشاى اللي كان عيشربها وراح ناحية البيت الكبير، ووقف عند بابه من بره وشاف ممدوح قباله فشاورله، واول ماجاله ممدوح سأله:

عمك كرار اتعارك مع مين قبل مايطلع من البيت يامندوح؟ 

ممدوحرد عليه بطفوليه: 

اتعرك مع بته ربيعه ومعاي ياعم 


أبودراع بإستغراب:

كيف ديه يعني، كيف اتعرك معاك ومع البت الصغيره داي؟ 

ممدوح: اني ضربني بالكف علي وشي عشان قلت عليها بت عمي وهتجوزها وزعق فيا وقالي مش بت عمك، وقالي كمان داي بت حرام ومش هتكون بتي، وهي اكيد سمعت الكلام وزعلت بس مبكتش زي ماني مبكيتش من الكف، عملت حالها مسامعاشي، زي مااني عملت حالي منضربتش عشان اخوي وواد عمي ميضحكوشي علي ويقولولي البكاي اهه. 


أبو دراع غمض عنيه وزفر بقلة حيله من البجم اللي عمال يوجع فقلب البنيه الغلبانه اللي لساها والده، ومن ساعة ماجات البيت ديه وهي مقضياها قهر بقهر على يد كرار وامه، ولا ارتاحت فيوم ولا خدت نفسها. 

اتحرك من قدام البيت ورجع على موطرحه، ومسك كباية شايه وكملها وهو محسسلهاش بطعم؛ عشان النوبادى الاذى اللي اذاه كرار لشام اذى نفسي، وضربها بلسانه مش بيده، وضرب اللسان مع انه اوعر من ضرب اليد واشد، الا إنه مليهش تار يتاخد، ولا ليه قصاص غير السكوت فأغلب الاحيان. 

❈-❈-❈

أما حدا بيت عبد الصمد

دهب: بشاير، يابشاير هاتي حزمة الحطب وتعالى يلا العجين خمر عشان تقرصيه. 

بشاير:

- حاضر يمه جايه اهه هطلع ماجور اللبن عالسطح واوكل الفروجات قوام وانزل. 


دهب اتنهدت بهم وقالت لنفسها:

خلاص يادهب كلها شهرين تلاته وهيفضى عليكى البيت من تالت طرح لروحك وهتصفى لحالك.. تكلمي الحيطان طول ماعبصمد بره البيت ولما يعاود تشكيله الشوق لبناتكم وهو مابيده حيله عالفراق. 


خلصت مناجاتها لنفسها وشافت بشاير نازله، ودخلت عالحوش جابت حزمة حطب وجات رمتها قدام الفرن، وراحت غسلت اديها ورجعت قعدت وابتدت تقرص فى العجين عالطراريح، ودهب ولعت فى الفرن عشان تسخن، وبعد ماخلصت بشاير تقريص لفت وقعدت قدام الفرن، وابتدت تفود فيها عشان ترص العيش،

 ودهب متابعاها بعيونها طول الوكت ومتابعه كل حركه عتعملها كيف اللي عيتودع من حد هيفارقه ومعادش هيشوفه مره تانيه، وأصعب وداع في الدنيا واصعب فراق هو فراق الضنا،

 لكنها متأمله فربنا إن بشاير يكون حظها احسن من حظ خياتها التنين، وتكون اليد اللى تطبطب على وجع الايام وشربة الميه اللي تهدى جوفها وجوف عبد الصمد جوزها من عطش الشوق والحرمان من باقي ضناهم. 

أما بشاير فكانت طول ماهي عتخبز مره تركز مره عقلها يسرح فكلام السيد وتلسع العيش أو تصفن وهي ماسكه المطرحه على يدها بالرغيف وناسيه ترميه فى الفرن بعد مارحرحته، ودهب حست بيها وفهمت عليها، وعرفت إن بتها إبتدت تعد قلبها للمحبه، أو هو اللي عيستعد لحاله، ومع إن دهب كانت خابره إن الحب حاجه زينه قوي، لكنها كمان خابره إن الحب لو اتولد للشخص الغلط عيكون عذاب مابعده عذاب للمحب، بس دعت إن السيد يكون اهل للي هيتولد جوا قلب بتها ليه، ولمشاعر بِكر لو كبرت وحب صاحبها يموتها عتاخد كل الحيل وتموته هي وبرضك مش عتموت. 


❈-❈-❈

اما حدا همام وبسيمه

همام قاعد وباصص لبسيمه اللي عماله تشتغل بالابره والخيط الصوف، 

وظهرت ملامح اللي عتشتغله اخيراً، وطلع شال صوف حريمي بألوان تخطف العين، ومبين من إهتمامها بتفاصيله إنها عاملاه لحد عزيز عليها قوي عشان يطلع بالجمال ديه. 

وبرغم إنها قدامه قاعده، لكنها وحشته، وحشته بصته جوا عيونها من جوه وهي رافعه جفونها ومفتحاهم، وحشه إنه يشوف انعكاسه فيهم لما تقرب عليه وتعمله حاجه، وحشه قربها بمعنى اصح، وعشان مليهش بصاره عالبعد غير حاجات محدوده هي اللي عتقربها منيه،

 ففوراً طلب منها إنه يشرب، وهي سابت اللي فيدها وقامت عشان تسقيه، والدقيقتين اللي عتسقيه فيهم عيروى فيهم كل عطشه ليها ويشم ريحتها لغاية ماترتوي روحه. 

سقت بسيمه همام وعاودت لموطرحها ورجعت للي عتشتغله وهو برضك مراقبها، لكنها رفعت عنيها عليه مره وحده خلت قلبه الصفنان عليها مع عيونه جفل، ودق وهو عيترقب الحروف وهى عتطلع من خاشمها لما قالت:

-همام

رد عليه بلهفه:

-ياروحه

اتجاهلت الكلمه وكملت كلامها عادي.. أني عايزه اروح اطل على اختي شام. 

ملامح همام اتغيرت وكشر وقالها:

تروحيلها فين اختك، عند كرار؟ له يابسيمه مش هتروحي. 

بسيمه رفعت حاجبها بإستنكار وردت عليه:

-ايه هو اللي مش هتروحي ديه؟ 

همام:

-اللي سمعتيه يابسيمه انتي مرتي وفعصمتي وحكمي وعقولك مش هتروحي لاختك فبيت كرار.

بسيمه:

-ايهي.. طيب ماشي امرك ياسي همام مرايحاشي.. اااهه.. خلصت جملتها ولمت الخيط والبكره والشال اللي كانت بتشتغله وحطته فكيس جارها ووقفت على حيلها وابتدت تربط فعصبتها زين وتهندم فخلجاتها، ومدت يدها عالملس بتاعها لبسته وهمام شافها عتعمل إكده وجن جنونه وسألها بحس عالي:

-عتعملي ايه يابسيمه اني قلت مش هتروحي،هتكسري كلمتي يعني ولا ايه؟ 

بسيمه:

-له مهكسركش كلمتك ولا هروح لاختي خلاص، اني بس كل الحكايه اني هروح البيت اقعد فيه عشان اتخنقت من قعدة المشتشفى وعايزه اريحلي يومين تلاته وبعدها اعاود، وعزام اهه معاك وهياخد باله منيك زيي ويمكن اكتر هبابه. 

همام قلبه فرفط وهو عيسمع حديتها ديه ورد عليها بضعف وقالها:

عتمسكيني من قلبي اللي عيوجعني يابسيمه، عتقايضيني ببعدك يعني.. عتفكريني باني محتاجلك وإني لو منفذتش طلبك هتحرميني منك؟ 

بسيمه بجمود:

- إيوه هو إكده بالظبط.. اني عقايضك ووحده بوحده، اللي يحرم حد من حد عيحبه ويتحكم في القلوب، يدوق الحرمان عشان يجرب ناره. 

همام بنبرة ترجي:

والله ماتحكيم ولاحرمان ولا القصه إكده واصلل.. دلوك يابت الناس كرار ديه اللي إنتي رايحه بيته مش بني آدم، ولا بقي يعرف للاصول ولا للرحمه ولا للخشا سبيل، 

وكل اللي قاهره من اختك ومننا إن احنا طولنا مرته قبله واننا كلنا اشتركنا في الجرم بس هو اللي اتظلم لحاله، وعشان يقهرني زي ماهو مقهور ويدوقني من نفس الكاس ممكن يستفرد بيكي ويعمل فيكي كيف ماحوصول فمرته وميخليش حد احسن من حد. 

بسيمه بصت لهمام وردت عليه بثبات وقوة:

ايوه بس اني مش شام، ولا حد يقدر يعمل معايا اللي اتعمل فغيري، اني بسيمه ياهمام، اني غير، اني اللي يقرب مني ويحب يطول مني حاجه يقدر فحاله وحده بس،، ان روحي تكون ساكنه مأواها الاخير، اما غير إكده فعمره يخلص على يدي وادبحه من غير مايرفلي جفن حتى. 


همام: يابسيمه افهميني

بسيمه وهي عتتحرك من قدامه على بره:

-اني فاهماك ياهمام بس إنت اللي لازمن تآمن إن بسيمه محدش يقدرلها، وتعرف زين ايه اللي معاك. 

خلصت كلامها وكانت وصلت باب الاوضه وخطت برجلها براه، ولسه هتخطى برجلها التانيه وتغيب عن عيون همام، وقفها بحسه المغلوب على امره وهو عيقولها:

-خلاص عاودي هتروحي. 

وقفت بسيمه ولفت عليه وبصتله بثبات وهو نفخ بقهر وكمل:

روحي شوفى اختك بس عزام هيروح معاكي مش هيهملك تروحي لحالك. 

بسيمه:

-يروح معاي عزام ميروحش ليه..بكره الصبح ياجي معاي ونروحولها حتى يكون جوزها انكشحله على نصيبه تاخده ماترده عشان معاوزاش اشوف خلقته قدامي. 


خلصت جملتها وعاودت على موطرحها من تاني، وقعدت بعد ماقلعت الملس ومسكت ابرتها وخيطها وابتدت تكمل فاللي كانت عتعمله، وهمام لما قعدت بس قلبه هدى عن الفرفطه هو كمان وقعد مكانه. 

❈-❈-❈


عند بيت العمده

ام شوقيه:

-سليمه، ياسليمه.. خلصتي خبيز انتي والحريم ولا لسه؟ 

سليمه: اخر كيلة بسكوت ياستي ونبقوا خلصنا خبيز الفرح كله. 

ام شوقيه:

- طيب عال.. يلا عاد عشان تلموا الهيصه بتاعة الخبيز داي وتتفضوا لتعب يوم الحنه وطبيخه ودوشته. 

سليمه:

متقلقيش ياام العروسه كله هيتعمل فمعاده وكله هيوبقي عال العال. 

خلصت سليمه حديتها وطلعت تشوف الخبيز والحريم الخبازه، 

وهملت ام شوقيه اللي راحت على اوضة شوقيه وفتحت عليها الباب ولقتها فارده شعرها قدام المرايه وعتسرح فيه وعتغني بمنتهي الهدوء فقالتلها بعجب:

-يابرودك ياشيخه، والله اني ماعارفه جايبه البرود ديه من وين وانتي اللي زيك المفروض تكون ناشفه فعِرشها، داني حاسه بطني عتتخرط ولا علي حامي ولا على بارد من ساعة ماقرب معاد فرحك.. اني عموت عموووت


شوقيه ردت عليها بهدوء: 

-والله يمه انتي اللي عامله إكده فحالك، قولتلك مفيش حاجه من اللي فبالك داي، بس انتي مفيش فايده فيكي واللي فمخك قافله عليه بميت قفل. 

ام شوقيه:

-له ماهو اني مش هكدب عنيا واصدق كلامك ياشوقيه، الشوف ابو الصدق كله واني شفت اللي ميقدرشي عقلي يفوته، وعلي العموم كلها يومين والميه تكدب الغطاس، ويأما تندبـ.ـحي يأما تعيشي ويتكتبلك عيش عالدنيا. 

شوقيه:

-والله اني ماخابره يمه انتي ليه شاكه فيا حتي بعد مالدايه قالتلك اني سليمه مفياشي حاجه. 

ام شوقيه:

-عشان اني مربياكي ياشوقيه وعارفه اللي فيها وقلبي حاسس، ولا انتي ولا كلامك ولا الدايه وكلامها يسوو حداي تعريفه. 


شوقيه ابتسمت لامها وبصت تاني عالمرايه ورجعت تغني ، وأمها هزت دماغها بقلة حيله وردت باب الاوضه من تاني، واتمشت في الطرقه وهي عتفتكر اللي جرا فديك الليله وتراجع الموقف كله،وبعدها حطت يدها علي قلبها بخوف واتمنت إن اللي قلبها عيحدثها بيه ميكونش صح،

 وحتي لو صح راهنت علي حب كرار لشوقيه بتها إنه ممكن ينجيها من الموت، ورجعت سحبت رهانها وقالت لروحها إن مفيش حد هيرضاها على رجولته وعلي نفسه حتي لو روحه مقرونه بانفاس الوحده ولو سكتت انفاسها يموت مش عيحبها بس. 

❈-❈-❈


جه الليل وبسيمه فضلت طول الليل صاحيه وعينها مزارهاش النوم، وعتمني روحها بمقابله مع اختها تطفي بيها شوقها ليها وتطمن قلبها اللي طول الوكت قايد نار عليها وملاقيش بصاره،

 ودعت ربها من كل قلبها إنها متلقاش جوزها في البيت وتسرق شوفه من اختها وهبابة قرب، وكل وحده تحكي فيهم همها للتانيه وتمسح دمع عيونها فطرف شال اختها ويطبطبوا علي قلوب بعض بالكلمه الطيبه ويصبروا بعض عاللي هما فيه بهبابة حنيه. 

وبسيمه خابره زين إنها هي اللي هتدي اكتر ماتاخد عشان اللي شام فيه يضاعف اللي هي فيه بالقناطير.

وزي ماهي صاحيه وعينها مازارهاش النوم، عينه هو كمان فضلت صاحيه قبالها مزارهاش النوم، وقاعد متابع عيونها اللي عيتقلبوا يمين وشمال، وواضح إن بالها مشغول وهو عارف زين مشغول بأيه، وهو كمان باله مشغول اكتر منها، والنوم هملهم الموطرح كله وطار منه، وسابهم لليلهم الطويل، وتفكيرهم اللي عيطحن فعقولهم طحن،

 وكل واحد فسوقه يبيع دلوقه، لكن القلوب متجمعه علي قبضة الخوف والتنين شايلين هم بكره شيل.


❈-❈-❈


واخيراً صبح الصبح، وكل اللي وراه شي قامله من عز نومة الصبح الحلوه، وابو دراع واحد من الناس دول اللي قام الصبح بدري وهو مبيت من عشيه نيته بأنه هيروح السوق يستلقط الغنم اللي هيجيبهم، 

وقال لسلام كمان، وفي الميعاد اللي اتفقوا عليه بالمظبوط اتقابلوا عالبوابه بتاعة الجنينه كيف مايكونوا ظابطين عقارب خطاويهم مع بعض.

وراحوا السوق، واستلقط ابو دراع عشر غنمات زينين ودول كانوا بكل الفلوس اللي معاه، أما سلام فأستلقط عشره وملقيش في السوق غيرهم غنم زين، واجل العشره التانيين للسوق الجاي، وروح الغنمات مع ابو دراع لغاية قبل البوابه بتاعة بيتهم، ووقف هو، 

وابو دراع كمل بالغنم لحاله كانهم بتوعه وحده.

وسلام خلاه دخل من البوابه بالغنمات وراح هو عالمندره دخلها وصبح على كرار كأنه لساه طالع من البيت، عشان لو دخل البيت الكل هيسأل صحي ميته وراح فين في الصبح البدري، وعقل حوريه مرت عمه يقعد يودي ويجيب والا ماتنخرب وراه لغاية ماتعرف الفوله ومين زرعها.


اما كرار فكان صاحي مبتسم ومبسوط بعد ليله طويله من الاحلام اللي بطلتها الوحيده شوقيه، واللي عتزيد كل يوم لدرجة الهلوسه كل ماميعاد جوازه يقرب، ومش مصدق إنه خلاص مباقيش غير يومين اتنين بس وكل احلامه تتحقق وتتحول لاجمل حقيقه ويشوف عوض ربنا ليه عن كل اللي قاساه فحياته بسبب ابوه وظلمه ليه.

 وعشان يصبر روحه اليومين دول اللي حاسسهم بقوا اطول من سنين عمره كلهم، كان كل يوم يادوبك يفطر ويروح بيت العمده يقعد معاه فالمندره هبابه وبعدها يستأذنه ويروح يقعد جار شوقيه خطيبته، 

والنهارده كمان كيف كل يوم يادوبك فطر وطلع طوالي عليهم. 

❈-❈-❈

عند همام في المستشفى

بسيمه خلصت الشال اللي كانت عتعمل فيه امبارح واللي بعد ماصلت الفجر رجعت تشتغل فيه ومهملتهوش لغاية ماكمل، وبعد ماكملته بعتت عزام جاب فطور وادته فلوس من اللي معاها، وبعد مافطرت همام وفطرت معاه هي وعزام.. قامت حطت الشال في شنطه واستعدت عشان تمشي على اختها، 

وهمام كان على عينه مرواحها، بس تروح وتقعد جاره احسن حداه مامتروحش وتهمله لحاله وتحرمه منها. 

وبمجرد ماابتدت تستعد مسك عزام وهاتك ياوصايا، اوعاك تهملها، أوعاك تغفل عنها، واللي ضحك عزام وبسيمه لما همام قال لعزام لو حصلت حاجه عفشه ومقدرتش تحوشها صرخ كيف الحريم ومتتكسفش اهم حاجه تلم الناس. 

وكل ديه كان يسمعه عزام ويرد عليه بحاضر، ولغاية ماطلعوا من الاوضه وهو عالحال ديه يوصي وينبه. 


عزام طلع الاول وبسيمه طلعت وراه، وبحركه لا اراديه بصت لهمام بصه اخيره وهي فى الطرقه، وشافت عيونه باصينلها وجواهم خوف الدنيا كله عليها، واتنهدت وهي عتجاهد فقلبها عشان متتولدش منه نبضة محبه لهمام، ولاتسمح لقلبها يتخدع باللي شايفاه عنيها منيه، وقالت لروحها أن ديه كله رغبه فيها، وأول مايطولها كله هيتبخر، لأن همام فنظرها كلب حريم، وكلب الحريم معيهداشي غير وهو غارز انيابه فكل حتتة لحمه يشوفها ويشتهيها.


فكمدت قلبها واحساسها واتجاهلت عنيه واللي فيهم وراحت مع عزام على بيت الحبايب. 

وصلوا اخيراً قدام البيت، وكانت البوابه مقفوله، فنادى عزام على حد من اهل الدار، لكن للاسف الرجاله كلهم كانوا طلعوا على شغلهم، ومفيش غير الحريم في البيت والحريم معيردوشي على رجاله. 

فضل عزام ينادي وينادى لغاية ماحسه اتنبح، ولما محدش برضك رد عليه، بص لبسيمه وقالها يلا بينا الظاهر مفيش حد هيرد علينا، لكنها رفضت بعد ماصدقت انها توصل لحد إهنه، وحلفت طالما جات ووصلت ماتمشي غير بعد ماتشوف اختها


فقربت من البوابه وبدأت تخبط عليها وبعلوا حسها تقول:

افتحي ياشااام، واياشااااام اني بسيمه اختك افتحيلي، افتحيلي اشوفك يانن عيني واملي عيني منك داني هموت على شوفتك.. واااه ياشااااااام. 

فضلت تزعق وتنادي وحسها وصل لمسامع ابو دراع اللي رجع بغنماته اللي كان عيرعاهم جوا الجنينه تحت الشجر، فرد وقالها:

استني ياللي عتنادمي ابردي هبابه اديني جاي اهه.

وفتح البوابه، وأول مافتحها دخلت بسيمه منها كيف الاعصار خلته جفل وهي واخداه فوشها، وبمجرد ماادرك انها اخت شام جرى وراها ولف قدامها قوام وفرد دراعاته وقفها وبحزم قالها:

رايحه فين انتي اطلعي تاني مينفعش تخشي واصل. 

بسيمه بغضب:

ليه يعني ان شاء الله لو دخلت هاطلع بحيطه دهب من حيطانكم ولا ايه؟ 

ابو دراع:

مش القصد يابت عمي بس اختك محلوف عليها يمين لو شافت حد منكم ولا حد منكم نضرها توبقي طالقه من جوزها. 


بسيمه وهي عتحاول تتفادى ابو دراع وتدخل:

- مايطلقها وتوبقي طالق ايه يعني مهتلقاش فبيت ابوها لقمه تاكلها، طب دا ربنا يوبقي رحمها. 

ابو دراع وهو عيرجع يلجم خطاوي بسيمه بوقوفه قدامها مره تانيه:

-متقوليش كلام متعرفيش معناه ولا تعملي حاجه تخرب على اختك وتحزن ابوكي وتخلي العار اللي أبوكي ماصدق خلص منيه يعاودله مره تانيه.. الله يرضى عليكي يابت الراجل الطيب عاودي من موطرح ماجيتي وقلوب الحبايب عتتلاقى وتسلم على بعضها حتى لو واحد منهم فأول الدنيا والتاني فأخرها. 


بسيمه بغل:

-يابوي انتو ليه عتعملوا إكده فى الناس بس لييه، يعني دا الحكام والملوك معيتحكموش فمصاير الناس إكده انتو جنس ملتكم ايه كفره؟ خلصت حديتها 

وأبو دراع رد عليها بشفقه على لمعة القهر اللي لمعت فعيونها:

-والله مااني ولا ليا يد متجمعينيش، اني كل الحكايه اني مش عايز الشر لحد فيكم وبس. 

بسيمه بوجع:

-اللي يحرم اخت من اختها يوبقي اكبر واحد شراني في الدنيا، صوح مش انت اللي حكمت، بس انت اللي عتنفذ وتعين على تنفيذ الحكم، انت يد البطش. 


نفى أبو دراع التهمه عنه قوام:

-له والله ابدا، حد الله بيني وبين الظلم والبطش، اني معحبش اظلم حد واصل، او خليني اقول مبقتش اظلم حد. بس فموضوع شوفتك لاختك ديه اني موافق اكون ظالم بس خلى اختك قاعده فبيت جوزها مستوره. 

بسيمه اتحركت خطوه لورا من قدام ابو دراع، واخيرا دموعها نزلوا، وردت عليه بقهر:

-روحوا ربنا يحرمكم من اعز ماليكم، ربنا يكوي قلوبكم بالفراق ويحرقها بنار الشوق حرق، روحوا الهى ماتفرحوا ولا تدوقوا الفرح، كل اللي ظلم اختي يارب مايدوق الا قهررر.. خلصت كلامها ولفت عشان تمشي مع عزام اللي لقته واقف وراها مباشرة، وهي عتقول:

روحوا يابعدا منكم لله وعدله وجبروته وانتقامه، اللي يظلم واللي يعين منه لرب العالمين. 

قالتها ومشت لكن حس ابو دراع وقفها وهو عيقولها:

-وقفى هوريكي بتها. 

بسيمه لفت بسرعه وهي مامستوعباشي ابو دراع قال ايه لتوه، وسألته بإستغراب:

بت مين؟ 

ابو دراع:

-بت اختك، اصلها ولدت، هما اهلك قالولكش ولا ايه؟ 

بسيمه بحنان ممزوج بشفقه ومحبه:

شام ولدت؟ 

ابو دراع:

-جابت بت حلوه قوي تشبهكم، دقيقه خليكي واقفه إهنه اروح اجيبهالك، لان هي بس اللي مسموحلك بشوفتها. 


خلص كلمته ومستناش رد من بسيمه وراح طوالي عالبيت يجيبلها بت اختها تشوفها وتسد معاها موطرح اختها، وتطمن قلبها، وبالمره تسقط دعوتها عليه اللي خلت قلبه رجف رجف. 


وقف على الباب ونادى على عديله:

ستي عديله، ياستي. 

عديله تاقت من اوضتها وهي شايله بت شام وراحت عليه وردت لما وصلتله:

ايوه ياولدي خير ياحبيبي؟ 

ابو دراع اتلفت حواليه ولما ملقيش شام ميل على سته وهمسلها:

خالة البت بره وعايز اخدها اوريهالها ومينفعش انها هي وشام يشوفوا بعض كيف ماخابره عشان يمين الزففت كرار. 


عديله مدتله البت قوام وقالتله:

طيب خد البت وريهالها وهاتها قوام قبل ماشام تاجي تتفقدها، الا كل هبابه تسيب اللي فيدها وتاجيلها.

ابو دراع اتلافى منيها البت وهزلها دماغه بطاعه، وقوام بالخطوه السريعه راح علي بسيمه، اللي من أول ماشافته جاي وفيده قماشه بيضه ملفوفه فيها حاجه صغنونه قلبها رجف من الفرحه والحنيه عليها 

 واتبسمت أول ماوقف قدامها ومدهالها، فخدتها منيه بلهفه بعد مامسحت دموعها، ورفعتها عليها وشمتها وباستها،

 وبعدها ركزت علي ملامحها وضحكت ضحكه خفيفه وهي شايفه فيها ملامح اختها شام كلها، وضمتها على صدرها وهي عترحب بيها للدنيا وتتمنالها حظ حلوا وايام احلا. 

أما ابو دراع فراح علي عزام وقاله يطلع يستنى بشاير بره البوابه عشان حريم البيت ممكن وحده فيهم تطلع علي غفله، وممنوع اي راجل غريب تتكشف عليه حريم بيت المقاول.

اتردد عزام للحظات، لكنه نفذ الأمر بعد ماشاف بسيمه مرتاحه ومبسوطه ببت اختها، وكمان عرف ان همام مقاعدشي في البيت، فطلع لكنه وقف بره البوابه مباشرة بحيث انه يكون سامع اي حركه واقل صوت. 

ولف ابو دراع عشان يروح لبسيمه مره تانيه، لكنه وقف موطرحه وبرق عنيه وهو واعي شام عتظهر من باب البيت، ومن الواضح انها جايه عشان تشوف اختها، فقوام مسك بسيمه من يدها وجرها على بيته دخلها وقفل عليها الباب بالغلق قبل ماشام تشوفها أو هي تشوف شام،وبسيمه متجرجره ومفاهماشي اي حاجه بس متبته في البت لتقع منيها، وبمجرد ماشام وصلت حداه سألته بلهفه وعتب:

-ليه ياابو دراع عيملت اكده للمره التانيه ليه، ليه تحط بين الحبايب سدود وتمنع التلاقى ليه؟ 

ابو دراع رد عليها بحزم:

-لموصلحتك ياشام، روحي ياخيتي عاودي جوه قبل ماجوزك ياجي ويلاقي اختك في البيت ويعمل نصيبه، روحي ومتخليش يمينه يوقع عليكي خلي بتك تتربى فبيت ابوها. 

ردت عليه شام بوجع:

-فينه بس ابوها ديه فين، ابوها اللي ممعترفش بيها وعيقول عليها بت حرام وحتي مراضيشي يسجلها على إسمه؟ 

رد عليها ابو دراع بشفقه:

-معليهش ديه بس دلوك، لكن بعدين كل الامور هتتحسن وكل شي هيتظبط لحاله وعقله هيعاودله.. ودلوك ادخلي جوه الله يرضى عليكي. 

شام بصتله بوجع وقالتله بحس دايب من الشوق والحنين:

طيب اسلم عليها من ورا الباب واسمع حسها واسمعها حسي، احكي معاها ونطمنوا على بعض من غير شوف كيف ماحكيت مع ابوي وأمي. 

ابو دراع بصلها واتنهد، وسمحلها بهزه من دماغه، لكنه اتأكد في الاول انه قفل باب البيت علي بسيمه بالغلق زين عشان مفيش وحده فيهم تقدر تفتح وتشوف التانيه لو غلبها الشوق، وبعد عنيهم يديهم المساحه الكافيه عشان يتكلموا مع بعض براحتهم. 

شام اول ماابو دراع مشى قربت من الباب وحطت خدها عليه كنها عتحطه علي خد اختها وقالتلها:

كيفك يااختي، كيفك ياحبيبتي اتوحشتك قوي، كيفك يابسيمه طمنيني وقوليلي عمل ايه الزمن فيكي؟ طمنيني عن حالك. 


بسيمه مقدرتش ترد عليها من كتر ماكانت مخنوقه بالدموع، لكن صوت شهقتها رد علي شام لحاله، ومن بعد الشهقه الأولى اتوالت الشهقات وعلي حسها بالبكا، وشام على حس بكاها نزلت دموعها، وبكت هي كمان زيها، وبعد نوبة بكا من التنين اخيراً بسيمه قدرت تنطق وقالت لشام:

-لساكي في الظلم ديه ياخيتي، لساكي تحت رحمة النمرود ديه؟ لساكي عتتحملي جبروته هو وامه، ولميته ياشام هتتحملي، لميته يختي بس لحد ميته؟

ردت عليها شام بوجع:

-لحد مايؤن الاوان وربك يحنن القلوب.. المهم دلوك هملك مني اني، اني عيشتي ورضيت بيها، كل اللي تاعبني دلوك بعدكم عني وشوقي ليكم، بس طمنيني عنك انتي امانه. 

بسيمه بوجع:

-جوزي وقع من فوق النخله واتشل ياشام، اتشل واني بقيت خدامه لواحد مشلول.. ربنا اداه جزاته علي عملته السوده بس اني عدفع معاه التمن ومش عارفه بأي ذنب. 

شام غمضت عيونها بقهره علي حال اختها وحظها اللي بقي انيل من حظها، وهمست بوجع:

-كنها لعنه وصابت بنات عبد الصمد، واتقرن بيهم العذاب والوجع. 

أننت بسيمه بقهر وفي سرها أكدت على كلام أختها، وانها صوح لعنه ونزلت على شام فليله غبره وجابتها للبيت كله. 


دقايق معدوده، وبعدها هديت نيران قلوبهم وخمد الشوق هبابه، وابتدت كل وحده تحكي للتانيه عن اللي عايشاه، وبسيمه طول الوكت تتكلم مع شام وباصه لبتها كانها شايفاها فيها، وبين كل دقيقه والتانيه تحبها وتشمها،

 وابو دراع طول الوكت يتطلع لشام وعايز يقولها كفايه بزياداكم إكده، لكنه شايف ابتسامتها وهي قاعده وسانده ضهرها للباب وعتحكي بدون توقف كيف مايكون لسانها كان مأسور ورا قضبان الصمت واتفك اسره وماصدق لقى حريته واتلاقى مع الحبايب. 

لكنه شاف إن خلاص بكفايه عليهم إكده بدال مافرحتهم ببعض تتقلب لجنازه لو كرار عاود وشاف بسيمه اخت شام في البيت، 

فراح عليهم وهم يقول لشام بذياداكم انتي واختك على اكده، لكن للأسف حصل اللي كان خايف منيه، وبص شاف كرار داخل من بوابة الجنينه كيف الاعصار وعلى وشه غضب الدنيا بعد ماشاف عزام اخو همام على البوابه. 

           الفصل التاسع من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

لقراءة الجزء الاول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close