أخر الاخبار

رواية نفق الجحيم الجزء الثاني2 الفصل التاسع والثلاثون والاربعون بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني2 الفصل التاسع والثلاثون والاربعون 

بقلم ريناد يوسف

فضل ابو دراع قاعد في الجنينه مستنى رجوع شوقيه، وطال انتظاره، لكنها في الاخر جات بعد ساعات من الانتظار، وصلها اخوها بالطرومبيل بتاعه ونزلها هي وعيالها عالبوابه وعاود،

وبمجرد دخولها ابو دراع اتبسم وهو واعيها عتتسند عالحيطان ومقادراشي تمشى، وكمان كانت مغطيه وشها ممبيناش منيه شي.. ودخلت عالبيت طوالي ومنه على اوضتها اللي حبست حالها فيها ومنزلتش تشوف ايه اللي عيجرا تحت مع الحريم ولا تنظر عليهم في العزومه، وديه كان مخليهم كلهم مستغربين! 


أما كرار فخلص إطعام المساكين واللي زادو عن الستين بمراحل، وبعد ماخلصت ليلته وارتاح من اول كفاره قرر إنه من بكره يبدأ فى الصيام، واللي من بعده هيصحح كل الاوضاع المعكوسه، وهيعوض كل السنين اللى كانت شام قدامه فيهم وهو بغبائه حارم حاله منها ومحرمها على روحه؛ بسبب شوقيه وخوفه منها، اللى ادرك دلوك إنه غير مبرر بالمره، 

وإن الواحد عشان يعيش كيف ماهو عايز وبراحته وبكرامته يغور كل شي وتهون الروح كمان. 


وطلع بعدها عالبندر من بره بره، وإهناك فضل يلف على بياعين الهدوم، واشترى لشام قماصين وخلجات حلوه ملونه كان يتخيلها فيهم ويبتسم وهو عيتخيل كد ايه هيكونو حلوين عليها، وبعد ماخلص شرا خد الحاجه وعاود بيها عالبيت وهو عيمني نفسه بعد شهرين و٣ ايام بالجنه ونعيمها، اللي كان محروم منها وهى بين اديه وبكفاره بسيطه كان ممكن يدخلها، لكنه كان جاهل ومعمى القلب والعين. 


❈-❈-❈

اما فبيت عبد الصمد

اذن الفجر وقام عبد الصمد ودهب وكلهم لهفه وسعادة بيوم جديد جه وجايبلهم الفرح معاه فهيئة رجوع الغايب،


ولأول مره التنين ياكلوا ملوا بطنهم ويحسوا الزاد حلو، وبشاير من الفجر قايمه عالطبخ والتجهيز وعمل الدبداب، وحتي بسيمه جاتلهم بمجرد طلوع الضو هي وعيالها؛

عشان يستقبلوا اللي ياما حكتلهم عنها وحببتهم في لقاها من غير مايشوفوها ولا يعرفوها. 

أما السيد فهمل البيت خالص وراح عالغيط وقعد فيه، ونبه على ولده اول ماتاجي خالته شام يقوله؛ عشان يحمل حاله ويروح لبيت ابوه يقعد فيه ويفضيلها البيت عشان يبقوا براحتهم مع بعض؛ 

لانها اكيد هتبيت فبيت ابوها عالاقل كام ليله، ومش هتكون حابه تشوفه قبال وشها، وإن كانت بتها عاملته بجفا فهي ممكن تعامله بغضب يوصل للعنف او الضرب، وتهز صورته قدام عياله، وبصراحه شايف إن كل الحق معاها لو عيملت إكده ومعليهاش اي لوم، حتى لو قطعت من جسمه جزايل. 


اما بشاير وبسيمه فجهزوا احلا وكل والكل من بعدها غير خلجاته ولبس احلى ماعنده كنه يوم عيد، 

وقاعدين كلهم في انتظار شامة القلب، وبعد ساعات من الانتظار القلوب فيها فرفطت من الشوق، 

وعبد الصمد كل هبابه يطلع من الباب يبص في الشارع شمال ويمين ويتمشى كام خطوه قدام الباب ويرجع يدخل تاني، ودهب طلعت عالسطوح وفضلت ملازمه السور بتاعه وعيونها عمالين يمسحوا الطريق فكل الاتجاهات في انتظار اي بشاره، 

وحتي لما عدى القطر بعدم وعي لقيت حالها عتشاورله وتقوله حبيبتك جايه.. والعيال كلهم متوزعين في شوارع البلد كلها.

وانتفضت قلوب الكل من الفرحه ورجفت رجليهم ومقدرتش تشيلهم وهما سامعين حس العيال الصغيرين عيهللوا ويقولوا خالتي جات خالتي جااات. 


والكل طلعوا من البيت واترصصوا عالباب وفي الشارع، ودهب رفعت يدها وزغرتت وهي واعيه طرومبيل جاي من بعيد واكيد جاي ليهم وجايب مهجة القلب معاه. 


وزيها عملت بشاير وبسيمه اللي ردوا علي زغروتة امهم بالزغاريت اللي طلعت عليها كل الجيران تشوف فيه ايه، لكن كل الزغاريت صوتها خفت واختفت وهما واعيبن الطرومبيل عيقرب منهم واللي فيه بانو وبانت ملامحهم، 

وكانوا ابو دراع اللي حاطط يده على راسه ومغمض عيونه، وربيعه اللي عيونها حمر من كتر ماباين انها باكيه. 


وبمجرد وقوف الطرومبيل ونزولهم منيه الكل وقف موطرحه متصنم لا حس ولا حركه، واتقدم منهم ابو دراع الاول بهامه محنيه ووقف قدام عبد الصمد وبأسى قاله:

سامحني فيما لا املك ياعمى، وحلني من وعد وعهد خلفته غصب عني. 


رجع عبد الصمد لورا واتسند على الحيط وهو حاسس روحه عيهوى من فوق جبل عالي وسأله بحس مخنوق:

مهشوفهاشي مش إكده؟ 


نكس ابو دراع عيونه للارض ودهب سندت راسها على كتف بشاير بوجع، وردت عليهم ربيعه:


سجانها مرضيشي يفرج عنها ياجدى، سجنها لساه اسواره عاليه وبيبانه مقفوله بالضبه والمفتاح عليها. 


هز عبد الصمد دماغه بيأس واتدور وخش للبيت بخطوات مهزومه وقلب مكسور، ودعا ابو دراع وربيعه للدخول، وقعد واستنى منهم تفسير لعدم جية شام وفك اسرها، مع ان التفسير مليهش عازه، ولا اي كلام في الدنيا ليه عازه مادام الغياب لساه قايم. 


وبالفعل ابتدا ابو دراع يحكيلهم كل اللي جرا واللي عيمله كرار، وطول ماعيسمعوا قلوبهم تقيد نار وتفور من الغيظ كيف البراكين، ودعوات مكتومه عتتردد جواهم عليه، لكنها مسجونه في القلوب مفيش حد سامعها ولا عالم بيها غير رب العباد. 


وفي النهايه استسلموا للامر الواقع وعقولهم اقرت إنه خلاص الفراق بالحيا لأخر العمر محتوم. 

انما القلوب ابداً مراضياش تسلم وعماله تهتف لاصحابها ان حتما ولازمن يكون فيه لقى، ورب العباد الرحيم مش هيرضيه حال القلوب ديه ويفضل مضطلع على عذابها وميجبرهاش. 

❈-❈-❈


أما شام فقاعده فبيت ابو دراع من بعد ماودعته هو وربيعه وحملتهم السلام لابوها وامها وخياتها والاشواق والحنين.. 


وقفلت عليها الباب بعد مامشوا وقعدت فى البيت رافضه الخروج منيه لبيت المقاول، بعد اللي قالهولها كرار امبارح وبعد اللي ردت عليه بيه ومناوياش تغيره ولا هترجع فيه مهما حوصول. 


ورجعت بذاكرتها وهي عتبص جارها للكيس اللي فيه الدهب والفلوس بتوع كرار واللي ربيعه مشالتهمش ولا دستهم كيف ماقالتها وقعدوا مرميين، وسرحت فليلة عشيه وافتكرت كرار وهو داخل عليها اوضتها من غير استئذان ولا احم ولا دستور، وماسك فيده كيس كبير وحطه جارها عالسرير وقالها وهو عياكل فجسمها بعنيه:

خدي دول ليكي، بس اخلص الكفاره عايزك متلبسيش غير منهم، وترمي كل خلجك القديم ديه، وهجيبلك زيهم كمان واكتر منيهم، وهبعتلك البلانه ونقي منها واختاري اللي يعجبك،

ومن اليوم الموعود اللي هتخلص فيه كفارة الصيام عاوز اعاود من الشغل كل يوم الاقيكي مستنياني فأوضتك فاحلا وابهى صوره ومستعده لأي شي اطلبه منك وتنفذيه فالتوا واللحظه. 


وإهنه شام حست بحاجه طبقت على نفسها وهي عتتخيل روحها بين ادين كرار وتعاود تاني لعذابه ليها وغصبانيته وعنفه وتعنيفه لروحها وبدنها بالكلام والفعل،


وقامت منتوره وعيونها لاول مره تنطوق قدامه بالتحدي وردت عليه:


اوعاك عقلك يكون صورلك انك هترجع تعمل فيا عمايلك بتاعة زمان ياكرار واني هرضى واسكت،

اوعاك تكون فكرت اني هوافق انك تقرب مني وتنام ففرشتي واكونلك سكن بعد كل اللي عميلته فيا وفبتي طول السنين اللي فاتت، 

اوعاك تكون مفكر ان شام لسه فيه حداها حاجه ليك وهتاخدها منيها بالغصب وهي متلفلفه بضعفها زي زمان. 

له ياواد حوريه فوق.. شام الصغيره اللي دخلت بيتك قطه مغمضه وعذبت فيها كيف مايحلالك خلاص كبرت ووعيت وعقلت وفهمت.. 

ولو كنت رضيت اقعد معاك تاني تحت سقف بيت واحد فديه عشان أءمن شرك على حبايبي، غير إكده له. 


كرار بغضب: تقصدي ايه ياشام، يعني هتعصيني؟ هتعصي جوزك وتمنعي روحك عنيه، انتي عارفاشي الفعل ديه ربنا يحاسبك عليه بأيه؟ 


ردت عليه شام بسخريه:

ايوه ايوه، دلوك بس عرفت ربنا وحسابه وعقابه، دلوك بس عرفت ان للهجر حساب من رب العالمين، بس الحساب ديه ليا اني بس ومكانش فيه حساب ليك وكت ماكنت انت الهاجر، كنت عتاخد حسنات انت مش إكده؟ 


رد عليها كرار بنبره لينه:

خابر اني ظلمتك لما حرمتك مني ومن حقوقك ونومتي ففرشتك واديني اهه هصلح غلطتي واعوضك عن كل اللي فات. 


ردت عليه شام بحده ونفور:

اوعاك تكون مفكر اني عقولك إكده عتب ولا زعل على هجرانك ليا ولفرشتي، له والله العظيم داني كنت عدعي ربنا ليل نهار ان الهجر يطول، وكل يوم يعدى عليا واني محرومه قربك وانفاسك كنت احمد فيه ربنا واشكر فضله عليه، اني بس عرد على كلامك. 


كرار بغضب:

إيوه ونهاية الكلام يعني عايزه ايه انتي دلوك عتخربطي فالحديت ليه؟ 


شام: معاوزاشى حاجه، اني عايزاك تاخد مجايبك داي وتحل عنى بس وتهملني فحالي، ولو على اللي فبالك فطمن حالك مهيوحصولش، انى رجعتلك صوح، بس مغصوبه ومتهدده وممعتبراشي جوازي منك أمر واقع ولا معتبراك جوزي، ومن إهنه ورايح انت من طريق واني من طريق، وياريت الوشوش متتقابلش، مش انت عايز قعدتي فبيتك اديني قاعده، بس اكتر من إكده له ياكرار. 


كرار بدأت انفاسه تعلى وضم يده ورفعها قدام وشه بتهديد وقالها وهو عيجز على سنانه:

والله وبقيتي تقولي له فوشي ياشام وتصري عليها كمان! 

بس الظاهر ان جتتك نسيت يد كرار وتقلها وبدك تذكير عشان عقلك يعاود لراسك. 

بصتله شام بتحدي وقالته:

اعمل مابدالك واضروب لغاية ماتشبع، لا كلامي هيتغير ولا هخضعلك ولا هطولك اللي فبالك، قلتلك شام بتاعة زمان خلاص ولت، واللي قدامك داى بايعه روحها وحاطه روحها على كفها خلاص، وانت فعيني ياكرار كيف حفنة تراب مليهاش ايوتها عازه وموطرحها تحت رجلي وبس. 


شام يادوب خلصت كلامها ولقت كف من نار نازل على وشها، ويادوبك رفعت اديها تدس وشها من الكف التاني بخوف، لكن يد كرار اتعلقت فى الهوا بفضل يد مسكتها من ورا بقبضه من حديد. 


التفت كرار لورا بوشه وشاف ابو دراع اللي تابع الموقف من البدايه وهو جاي ينادم شام لربيعه، ووعي باب اوضتها مفتوح وكرار واقف قدامها، وفضل واقف من بعيد يشوف ايه اللي ناوي عليه كرار مع شام، ولما لقاه رفع يده عليها جري ناحيتهم، صوح اول كف ملحقهوش، لكنه لحق التاني وكبل يده وبغضب الكون كله قاله:


اوعاك تتنيها ياكرار.. اوعاك تفكر مره تانيه تمد يدك عليها واني عايش عالدنيا، اقسم برب الكون ميجرالك طيب واصل. 


كرار: اطلع منها يابو دراع داي مرتي واني حر فيها. 

ردت عليه شام بقهر وحس عالي:

له مش مرتك ولا هكون مرتك، ومن اليوم ورايح اني محرماك عليا ياكرار كيف ماانت حرمتني، والعين بالعين والسن بالسن والهجر بالهجر يامقاول. 


خلصت كلامها وراحت وقفت جار ابو دراع وقالتله:

ومن اليوم وطالع حتى تحت سقف بيتك ماهبيت الليل، هبيت حدا ابو دراع فداره. 


برق كرار عيونه وهو عيرد على شام:

موتك يكون على يدي لو عميلتيها ياشام. 


ابو دراع:

وموتك على يدي ياكرار لو حد احتمى فبيتي واحتمى بيا وانت تعرضتله، ودلوك ام ربيع قالت كلمتها وانتهى الأمر. 


يلا ياشام قدامى عالبيت واقعدي مع بتك كيف مايحلالك بيتك وموطرحك وأمني فيه وطمني قلبك محدش هيقدر يأذيكي ولا يقربلك. 

خلص كلامه ومسك يدها واتحرك بيها قدام عيون كرار اللي كان واقف عيتحرق، ونار شاعله فيه ومعارفشى يقول ايه ولا يعمل ايه، وممستوعبشى فكرة إن شام وقفت قصاده وناطحته بالكلام،وكمان حرمته علي روحها وقررت تقعد فبيت ابو دراع! 


لكنه همس لروحه إن لساه اوان الجبر مجاش وبس يخلص الكفاره هيكون فيه حديت تاني.. والصبر حلو. 


وبعد ماطلعت شام مع ابو دراع، طلع لاوضته فوق جابله غيار، ونزل اتسبح تحت ونام فأوضة امه وقفلها على روحه، وهمل شوقيه تاكل فبعضها وهي واعياه بعد عنها بعد المشرق عن المغرب وزهد فيها ومبقاش يهمه امرها، لدرجة انها حتى لما قالتله انها وقعت من عالسلم فبيت اهلها، وديه سبب الدشمله اللي هي فيها، قالها سلامتك وهملها ومشى من غير الدخول فأي تفاصيل،وديه علي كد ماريحها من موقف كان ممكن يوقعها فورطه معاه، على كد ماقهرها من انها مش فارقه معاه فشي، وكله كوم واللي عيعمله عشان شام من عشيه ديه كوم تاني خالص، وليه وقفه معاها بس تفوق من اللي هي فيه.


فاقت شام من شرودها وحادت بعيونها عن كيس الدهب، واتنهدت، وبعد التنهيده اتبسمت براحه وهي عتتخيل ربيعه فحضن جدها وستها وخالاتها دلوك، وعتتنعم بالمحبه اللي عاشت طول عمرها عتتمناها ومطايلاهاشي، وإن ربنا جبر قلبها اخيراً وطلعت من سجن ابوها. 


وحمدت ربها وقامت اتوضت وصلت فرضها وشكرته على حالها وحال بتها، وسلمت امرها ليه،وطلبت جبرها في الاخره، واكتفت من الدنيا باللي عاشته وشافته، وشافت فى بتها كل مباهج الدنيا اللي اتحرمت منها. 


❈-❈-❈


اما ربيعه وابو دراع فخدو قعدتهم فبيت جدها عبد الصمد، 

وطلعوا قاصدين بيتهم، وبرغم الزعل اللي كان كاسى القلوب والعيون،. 

الا انهم خدوا ربيعه فحضنهم وعطوها حنان نساها كل الهم والحزن، وطول الوكت وهي وسطهم مستغربه انه كيف فيه ناس عتقدر تدى حنان ومحبه بالطريقه داي وهما فعز كسرتهم ووجعهم!


والنوبادي ربيعه قالت لابو دراع يعاودوا بالقطر وهو طاعها، وطول ماهي في القطر باصه من شباكه وعتتفكر فأخر كلام امها اللي قالتهولها قبل ماتطلع من البيت:


ربيعه يابتي، افرحي واضحكي وفرحي جدك وستك وخالاتك بيكي، طمنيهم عني ولما حد ياخدك فحضنه ضميه مرتين، مره ليكي ومره ليا، شمي ريحتهم وواوبقي تعالي اوصفيهالي، خدى من حنانهم واشبعى وهحس ان اني الشبعانه، خدى من دفاهم واطمني وسطهم وهحس اني اني المطمنه،

انى عايشه فيكي انتي دلوك ياربيعه وفرحك يفرحني وزعلك يزعلني، اني خلاص يابنيتي مليش وجود غير بيكي. 


بالك ياربيعه اني اتوكدت ان فيه ناس إكده عتاخد الراحه والفرحه فأول عمرها وباقي عمرها عتتشقلب حياتها وتكملها على اطلال اللي عاشته زمان وزكرياته،


وفيه ناس عتتعب فاول حياتها وباقي حياتها عتاخده جبر وراحة بال. 

اني كنت من النوع الاولاني، وانتي الحمد لله انك من النوع التاني ومورثتيش من حظى كتير.

عيشى ياربيعه واتبسطى وفرحي قلبي بيكي يابنيتي. 


فاقت ربيعه من شرودها، واتنهدت وخفضت عيونها، وجات عينها على الجرح اللي فيدها، ورفعت يدها واتبسمت بوجع وهمست لروحها:

ويمكن خدت حظك كله يمه، بس لسه مفيش حاجه بينت، داني حتى الجرح وارثاه بالملى، مش هورث الحظ؟! 

بس وغلاوتك عندي ماهفرط فحقى، ولا اطاطي لحد واخلى حد يدوس على عمرى بنعله طول ماني عايشه،وهعرف الكل إن ربيعه غير شام بالمره. 


واخيراً هدى القطر، ووقف، وكل ديه وابو دراع عينه على ربيعه وساكت ومهملها ترتب افكارها ومراضيش يقاطعها وهو واعى ملامحها عتتغير لكذا وضع من الزعل للقهر للقوة للتصميم، وهملها تعيد حساباتها على هواها. 


ونزلوا بعد مالقطر وقف خالص، وبس عدوا العباره ووصلوا بلدهم، ربيعه بصت لابودراع وبرجا قالتله:

نفسي ازور قبر ستي عديله ياعم ينفع؟ نفسي اقرالها الفاتحه واتحدت معاها هبابه اتوحشتها. 

رد عليها ابو دراع بهدو:

ينفع ونص كمان.. همي بينا نروحوا الجبانه قبل ماالضلمه تضلم، وهشتريلك كيس ارواح كمان تفرقيه للعيال على روحها خليها تفرح. 

اتبسمت ربيعه وبالفعل راحو، وقرولها الفاتحه وفرقوا الارواح، وفضلت ربيعه تتحدت معاها شويه وتحكيلها كل اللي جرا كيف ماتكون قدامها وسامعاها! 


وبعدها عاودوا عالبيت، ورجعت ربيعه لحضن امها وابتدت الحكاوي عن اخبار الحبايب وابو دراع هملهم مع بعض وراح لغنماته، وطول الوكت ربيعه تحكي وتوصف وشام مغمضه ومبتسمه كيف ماتكون واعيه وسامعه كل اللي عتقوله وتوصفه، وقاعده وسطهم وحتى الوكل حست انها كلت معاهم لما شبعت، وراح جوعها اللي كانت حاسه بيه طول اليوم وهى قاعده مستنياهم من غير وكل ولا شرب. 


❈-❈-❈


أما حدا بيت عبد الصمد 

بعد ماروحت ربيعه وابو دراع، خيم الحزن عالوشوش، وانفضت الجمعه وكل حي راح لحاله، بسيمه خدت عيالها ورجعت بلدهم وعبد الصمد ودهب دخلوا اوضتهم، والسيد راح ولده نادمه وعاود عالبيت، ومتكلمش وهو واعى بشاير حزينه، بس خدها فحضنه من غير كلام وهو حاسس بذنب عينهش فروحه ومش عارف يعمل ايه ولا يسوى ايه، وكل اللي طلع عليه يتنهد ويستغفر ويطلب من ربه السماح على الذنب اللي دمر العيله اللي عمره ماشاف احن ولا اطيب من افرادها فحياته. 

❈-❈-❈


أما بسيمه فعاودت وصبت قهرها كله فهيئة زعيق وشخط ونتر فهمام من غير سبب، وهو بس عرف اللي جرا من عياله، سكت واتحملها واتحمل غضبها وفضل يحاول يمتصه ويهون عليها، وشيع العيال جابولها كل حاجه عتحبها، وابتدا هو يلاغى فعليا بته ويلاعب فيها ويقولها كلام غزل وهو قاصد بيه بسيمه، وكل همه يخليها تبتسم، 

ولما فشل قعد ساكت وشال الهم، وعينه فضلت عليها في الرايحه والجايه وهو مش عارف ميته نوبة غضبها تهدا وخايف تطول وتفضل الدنيا سوده فعيونه إكده كتير وهو واعى تكديرها ووجعها وملامحها المتألمه. 

❈-❈-❈


وخلص النهار عالكل وجه الليل، والكل نام على سخط قلب واحد والمسخوط عليه من الكل هو كرار. 


وبعد اليوم ديه ابتدت تمر الايام، واللي فيها شام طلعت من بيت المقاول خالص ونقلت كل حاجه ليها من بيت المقاول لبيت ابو دراع فى النهار مستغله غياب كرار فى الشغل، وكل ديه قدام حريم البيت اللي مستغربين بس ممتكلمينش وزي عادتهم مليهمش صالح باي حاجه تجرا بين راجل ومرته، 

مفيش بس غير بدور الفرحه مكانتش سايعاها وهي واعيه شام عتغادر البيت وحده وحده وهتختفى من قدام عيون عزت جوزها اللي من وجهة نظرها طول ماهي قدامه ممخلياهش شايفها ولا حاببها. 


أما كرار فكان مهملها على راحتها تعمل مابدالها، ومتحلفلها بعد الشهرين الصيام دول مايخلصوا هيردها تاني لبيته وهو عيهمس لروحه.. خليها ترفرف بجناحاتها مهما طارت مش هتقدر تبعد لانها متربطه وخيوطها كلها فيده. 


وابتدت الايام تمر على دا الحال، شام اتمردت عالقعده فبيت كرار وعليه هو شخصياً، وبطلت تعمل صنف حاجه في البيت، وصوح وافقت تقعد معاه وعلي ذمته بس ابداً مش هترجع كيف لاول خدامه وملطشه للكل الكبير والصغير، بتها وخلاص اطمنت عليها، يوبقي هتطاطي وتخدم وتتمرمط ليه تاني؟ وديه القانون اللي قررت تكمل بيه باقي حياتها فبيت المقاول. 

❈-❈-❈


أما شوقيه فابتدت بعد اسبوع تحصل معاها حاجات غريبه، ابتدت تسمع همس وتحس بحد حواليها وانفاسه فودانها وتبص متلاقيهوش، وخوف مسيطر عليها، وغير ديه وديه اسهال شديد معيتقطعش وقيئ مستمر، وشعرها ابتدا يوقع بطريقه غبيه، وصحتها ابتدت تكون في النازل يوم بعد يوم، ولأنها مش عتصلى ولا عتذكر ربها العمل اشتغل فيها اسرع ونتيجته عليها كانت اقوى. 


وفضلت تعاني وراحت البندر كذا مره فكام يوم، وتغير من طبيب لطبيب ومحدش فيهم عارف علتها وين؟

وياجي النهار عليها تقضيه تعب وصراخ من التعب، والليل صراخ من اللي عتشوفه، 

ولما شكت يكون معمولها عمل راحت بيت ابوها وشيعت للخطاطه والخطاطه قالتلها انه عيا مش عمل. 

وهملتها بعد ماطمنتها انها عملت العمل لشام وربيعه بتها وكله تمام وكلها كام يوم ويشتغل. 


وعاودت شوقيه البيت وفضلت على حالها،

ولما اشتد عليها العيا والخيالات قعدت فأوضتها مبقتش تنزل ولا حد كان يطلع يسأل فيها ولا عليها،

وعيالها بقوا كيف ايتام الام مفيش حد كان يفكر فيهم بحاجه ياكلوها، ولما يشتد بيهم الجوع يروحوا علي شام اللي ولا مره ردتهم خجلانين ولا مشتهم جعانين، برغم انهم عيال شوقيه، بس هي ابداً مش عتاخد حد بذنب حد. 


ولما شوقيه شافت روحها خلاص خلصت، وقربت تموت، وحتي كرار مهملها كيف ماتكون كلبه ولا تسوا، لمت ورقها وعقود كل حاجه وفلوسها ودهبها، وقررت تروح بيت ابوها وتموت هناك بس بعدها تامن امها على عيالها ومالهم. 


وهي طالعه من البيت تتتكأ عالحيطان، شافها ابو دراع اللي كان قاعد قدام بابه، وبمجرد ماوعيها ووعى بوادر الموت باديه علي وشها وجتتها اللي اتسلت بسرعه قاتله، 

رجف قلبه من الخوف واتزلزل كيانه، ووقف على حيله وهو حاسس ان شعر راسه وقف وجلدها قف وجسمه كله قشعر، وهمس بخوف ورهبه:


استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم.. انت عميلت ايه يابو دراع، عميلت ايه ياحزين، هتقتل نفس يافقري؟! 

خلص كلامه واستنى لغاية ماشوقيه طلعت وركبت الطرومبيل اللي كان مستنيها بيه ممدوح عشان يوصلها بيه بيت ابوها، وطلع جرى عالخطاطه، وقالها تفك العمل اللي عملته لشوقيه قوام. 


ولما الخطاطه رفضت عطاها فلوس وهددها، وخلاها تفكه بالقوة، وقالها فخلال سبوع لو معاودتش شوقيه كيف ماكانت هيخلص عليها. 


وهملها ومشى بعد ماخد منها وعد انها هتفك العمل، واللي عرف انها عاملاهولها بالتعب والجنون والموت،كيف ماكانت قايلالها تعمله لربيعه وشام. 

وطول الطريق عيتخيل لو العمل كان صاب ربيعه كان هيوبقي ايه الوضع دلوك؟ 


وكل مايتخيل ربيعه في المنظر اللي شاف عليه شوقيه.. حاجه جواه تقوله كان هملتها تموت باللي عملتهولها، وشي تاني يقوله إنت لو كنت هملتها كنت بقيت زيك زيها كافر وطلعت من رحمة ربك.. 

وعشان ينهي الصراع اللي جواه ديه راح للشيخ حكيم يحكيله اللي جرا ويسمع منه اي حاجه تهدى خوفه وتطمن قلبه. 


وبمجرد ماقعد جاره وحكاله كل اللي جرا واللي عيمله، حكيم ملامحه اتغيرت للغضب وقال لابوا دراع بصوت ماليه الاسف:

ياخساره يابوا دراع، انت متعرفش إنك بكده إرتكبت كبيره من الكبائر؟ 

إنت صوح فى نيتك تخلص حق وتحقق العدل والقصاص، لكن للاسف الطريقه غلط.. كنت اكتفيت بالعلقه اللي عطيتهالها على يد الحريم، كنت اكتفيت بتخويفها، انما تروح ترد عالكفر بالكفر؟ 


طيب ربيعه عشان امها والعمار اللي بينها وبين ربها وعشان ربيعه نفسها عتعرف ربنا.. ربنا وقفنا ليهم اني وانت، لكن داي تموت على كفرها من غير اي فرصه للتوبه؟ 

قوم قوم هاتلي ميه اقرالك عليها وحاول تخليها تشرب منيها وتتسبح، 

ورش منها فبيتها وموطرحها وشغل فاوضتها قرآن وخليها تعاود، مع ان شفاها هياخد وكت لو العرافه مفكتلهاش العمل من عندها، بس اهو يوبقى اسمنا حاولنا واسمك تبت وندمت واصلحت، وربك ولى التوبه ومن عنده الشفا. 


وبالفعل خد ابو دراع الميه، ورشها وعمل اللي قاله عليه حكيم وشغل قرآن في البيت، لكنه مقدرش يدخل اوضة شوقيه المقفوله ولا حتي شام عرفت تدخلها.. 


وفضل محتار كيف يخليها تشرب من الميه المقرى عليها، بس اهتدى في الاخر انه يروحلها ويقولها على كل حاجه من غير لوع، اصلا هي اللي بدت بالشر وهو رده عليها وبس، ويقولها اللي حداه ويهملها منها لروحها ويوبقي اتبرى من ذنبها. 


وبالفعل خد الميه وراح بيها لبيت العمده، وطلب مقابلة شوقيه، وجاتله وقعدت قباله، وبعد مااتفحصها اتبسم وهو عيقولها:

يابوووي علي عدل ربنا، بقي ديه اللي كنتي عايزه تعمليه فى الغلبانه وبتها؟ كنتي عايزه تسليهم وتموتيهم وقبلها تبهدلي احوالهم وتدوقيهم الهوان؟ عيملولك ايه لديه كله ياشيخه! 


بس شوفي ربك مفيش اعدل منه كيف؟

شوقيه سألته بإستغراب وبحس يادوب طالع:

تقصد ايه بكلامك ديه انت؟ 

رد عليها ابو دراع وهو عيمدلها الميه:


قصدي اني عرفت اللي عملتيه لشام وربيعه ورديته عليكي، واللي انتي فيه ديه كان هيوبقى هو حالهم دلوك لولا ستر ربنا عليهم.

واني كنت ناوي اسيبك للنهايه، بس صعب عليا العيال الصغيرين اللي هتهمليهم وراكى يتامى بلا ام.

خدي الميه داي قاري عليها شيخ اشربيها وعاودي بيتك وشغلي قرآن والحقي روحك وارجعى لربك يمكن يقدر يفك كربك، ولو ملحقتيش ومتى اهو تموتى علي ايمان وتوبه. 


شوقيه كانت تسمع وهي مبرقه عنيها، وخايفه تمد يدها تاخد الميه من ابو دراع، لكنها راجعت نفسها وقالت إن لو صوح العمل اترد عليها يوبقي هي فطريقها للموت دلوك.


وزي الغريق اللي عيتعلق فقشايه مسكت الميه منه وشربت منها قوام، وغصبت على روحها وهي حاسه طعم الميه علقم، لكنها اتحملت، وهملها ابو دراع بعد ماقالها تزود الميه ومتبطلش شرب فيها ليل نهار.. وهي عملت إكده، وفضلت تشرب وقلبها عيرجف من الخوف ومبطلتش بكا واصل، وحتى امها لما حكتلها فضلت تبكى معاها وعليها بخوف، وادركوا انه من اعمالهم سلط عليهم. 


وعاودت بعدها شوقيه لبيت المقاول، وطلبت مساعدة ابو دراع زي ماساعد ربيعه وشفاها، وهو وافق بس بشرط انها متعملش إكده تاني وتتوب وترجع عن طريق الاعمال ومتهوبش عليها بعد إكده واصل. 

وهي من حلاوة الروح وعدت وحلفت الف يمين، وبناء عليه ابتدا يعمل معاها اللي قاله عليه حكيم واللي عمله لربيعه، ونجملها ميه برجله وورق نبق وبقي يرشلها بيهم البيت، 

ويرشه بالميه المقرى عليها، وراح للخطاطه واكد عليها تفك العمل وهي قالتله انها فكته.. واتوكد من إكده لما شوقيه بدأت تطيب وصحتها ترد.


اما شوقيه فاللي عانته من خوف ووجع وإحساس بالموت وانها مفارقه الدنيا، خلاها تتعهد بانها بس تطيب مش هيهمها لا كرار ولا غيره ولا هتشغل روحها بصنف مخلوق غير نفسها وعيالها وبس، وهتعيش الدنيا زي مايكون مفيش غيرهم عليها، همها تبسط حالها وعيالها والباقي للجهنم الحمره. 

❈-❈-❈


وعدت الايام، والايام بقت اسابيع، والاسابيع بقت شهر والتاني وعليهم ٣ ايام، وخلاص كرار خلص من الصيام المتواصل اللي قضى عليه وخلاه كيف عود الحطب ناشف، 

وشوقيه طول الوكت تبصله ومتعجبه عاللي كان بالعافيه يكمل شهر رمضان صيام وهو متحمل وعيعافر لغاية ماكمل الكفاره كلها! 

ومع فطار اخر يوم فى ايام الصيام.. خبط باب بيت ابو دراع، وراحت ربيعه فتحته، واتفاجئت بأبوها كرار واقف عالباب، وبمجرد ماشافها بنبرة امر قالها:


خشي قولي لامك يلا عيقولك جوزك، خلاص الجلع خلص والليله انتي بايته فبيت جوزك وففرشته. 


اما شام فكانت قريبه على الباب وسمعته وقلبها وقع فرجليها من الخوف وهي عتتخيل اغتصاب جديد بعد السنين داي كلها وهي في السن ديه والروح والقلب والبدن وكل مافيها هي عارفه انه مش هيتحمل. 

نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل الاربعون.

❈-❈-❈


خلص كرار كلامه ووقف متأهب ومستنى شام تطلع وتطيعه ويشوف خوفها اللي معتاد عليه، لكنه وقف كتير وهو مستني، ووقفت ربيعه قدامه وهي مكتفه اديها وبصاله بإحتقار وعيونها عتنطوق كره، وبعد مامل من الانتظار زعق فى ربيعه وقالها:

هتخشى تنادميها ولا تغوري من ع الباب اخشلها اني بدال مانتي متصدره إكده ومفيش منك نفع.

ردت عليه ربيعه بتحدي:

مواعياشي ومش هقولها حاجه، واصلا هي مهتاجيش معاك وسبق وقالتهالك، وحرمتك على روحها ولا نسيت؟

رد عليها كرار وهو عيزيحها ويدخل غصب عنها:

هي تقول اللي تقوله، قولها مليهش عازه معاي، ولو عالتحريم فالحريم مليهاش تحرم وتحلل، مش راجل هي ويمينها مكلف.


خلص كلامه وكان وصل قدام شام، وبمجرد ماوقف قدامها بأمر قالها:

قومي يلا.

ردت عليه شام وهي باصه بعيد:

مقايماشي وسبق وقلتلك اللي عندي.


كرار:

قومي ياشام احسنلك، انتي لا سنك ولا صحتك يتحملوا ضرب وإهانه وقلة قيمه، قومي من سكات واقصرى الشرور.


ربيعه بقهر:

وإشمعنا، وليه امي تنضرب وتنهان وتتقل قيمتها في السن ديه وعشان ايه، عيملت ايه هي فدنيتها عشان تعمل فيها إكده؟ داي اللي مسكتها فبيتك مع راجل معميلتش فيها حاجه وعايش معاها وممشياك كيف الخروف وراها، ولا اللي ليها ضهر ومعاها القرش وكاسره العين ومخوفه الناس تتفلتن وتحكم وتتحكم على كيفها والغلبانه تكون هي الملطشه؟


ربيعه خلصت كلامها وخدت نفسها بقوة، وملحقتش تشوف الكف اللي نزل على وشها وتبعه ضرب من غير عدد ولا حساب، 

وشام بس شافت بتها تحت كرار موقعها ونازل فيها ضرب صرخت وجريت عليها وابتدت تحوشه عنها، والنوبادي ضوافرها بقت هي اللي تتكلم وتقطع في جلد كرار تقطيع كيف البسه اللي عتخربش عن عيلها،

وبرغم ديه مكانتش قادره تمنع الضرب عن بتها، ودقايق ولقوا كرار متشال ومهبود عالحيطه، ولقوا ابو دراع نازل فيه ضرب من اللى يحبه القلب والعين،

وكرار مكانش عارف يحوش عن نفسه ولا يصد الضرب، وبدال ماكان غالب وقوى، فلحظه اتحول لمغلوب وضعيف، 

وفضل ابو دراع يضروب فيه بكل حيله، وشام قومت ربيعه وخدتها فحضنها وفضلوا يتفرجوا عليه بتشفى، لغاية ماابو دراع عدمه العافيه، وبعدها مسكه من خلجاته وقومه وهو يادوبك عياخد النفس وقاله:

مش اني سبق وحذرتك وقولتلك اللي يحتمي بابوا دراع ويلجأ لبيته محرمه عليك اذيته؟ 

مش سبق وبينتلك حرمتي وحرمة موطرحي وشاورتلك عليه، جاي تدوس عليا فبيتي وتقل قيمتي وهيبتي وكمان تضروب مرتي؟ 

له داانت بعملتك داي عملت فحقي الكباير اللي معتتغفرش واصل ياكلب. 


خلص كلامه وجر كرار ورماه بره البيت ورد الباب فوشه بعنف، ورجع يتفقد ربيعه وشام ويشوف اذى كرار وصل معاهم لحد فين؟ 

لكنه حمد ربنا لما لقى اللي عيمله فيهم هين ومسابش اثر يخليه كل مايشوفه يشيل كرار من عالارض ويعقطه عليها تاني. 

أما كرار فقعد علي حيله قدام باب ابو دراع وكل حته فجسمه عتأن من الوجع، وفضل باصص عالباب اللي اترد فوشه ووراه اكتر حاجتين فارقين معاه في الدنيا.. 

ابو دراع صاحب عمره وحبيبه، وشام اللي بقت حته من العقل والعين،والتنين ميقدرش يستغنى عنهم وحاسس إن سد عالي اتبني بينه وبينهم ومش عارف يخطيه كيف ولا كيف يتهد؟

بس اللي متوكد منيه إن السد ديه لازمن ولابد يتهد وترجع الامور لعهدها القديم، عشان الوضع ديه كرار مهيتحملهوش واصل. 


وقام علي حيله بعد ماقدر يصلب طوله، ونفض جلابيته وطلع عالمندره بره، وهمل اللي كانت واعياه وشافت كل اللي جراله وقعدت تتفرج عليه بتشفى وهو عيترمي عالارض وتتقفل فوشه البيبان كيف كلب جربان، 

وعلي الرغم من إن الموقف شفا غليلها، الا إنه من جيهه تانيه وجعها وهي واعيه كرار عيقاتل عشان يطول ضرتها وهي اللي كباه وزاهده فيه، في الوكت اللي هي عتعمله اعمال واسحار عشان تضمن قربه منها وقعاده معاها. 


ودخلت البيت وراحت عالموطبخ تعمل وكل لعيالها وليها وتاكل معاهم، واثناء ماعتجهز الوكل قررت انها مهتتحملش كل يوم طبخ ونفخ وغسيل وتنضيف، وكل الشغل اللي كانت قايمه بيه شام. 


فقررت انها تجيبلها خدامه رغم عن كل اللي هيعترض، ولو لزم الامر تسيب البيت وتعمرلها بيت تاني وتبيع اللي ليها فبيت المقاول وتفرق اللمه الكدابه هتعملها من غير ذرة تردد. 

❈-❈-❈


اما كرار فبعد ماطلع وراح عالمندره فضل يفكر في حل للي هو فيه ديه، ويفكر كيف يرجع شام لقبضته من تاني، وكيف يرجع كافة الامور لنصابها الصحيح، لعهدها الاول، لايام ماكان ابو دراع هو قوته وسنده، وكانت شام معتتنفسش غير باذنه وكان هو فوق الكلل. 


واخيراً اهتدى للطريقه اللي هيرجع بيها شام الاول، وبعدها يشوف ابو دراع ايه يرضيه ويعمله. 

❈-❈-❈

اما فبيت عبد الصمد

بشاير طلعت من الموطبخ وقعدت جار امها اللي كانت حاطه يدها علي خدها وسرحانه ومحستش بيها لما قعدت، وبعد شويه بشاير قالتلها وهي حاسه باللي عتفكر فيه امها وتقريباً عارفاه:


ماتيلا نروحولها يمه ونشوفوها، مش وقع اليمين وهو ردها من اول وجديد وخلاص دلوك مفيش يمن ولا حلفانات، يوبقي ايه اللي يمنعنا عن شوفتها ولا يمنعها من شوفتنا؟ 


ردت عليها امها بتنهيده:

خوفنا عليها هو اللي يمنعنا، هنستفادوا ايه لما نشوفوها ونطفوا نار شوقنا وبعدها تشعل فقلوبنا نار الخوف عليها احسن ياذيها اللي ميتسماش بسبب شوفتها لينا؟ 


جوز شام يابتي مش بعقله ولا تفكيره كيف تفكير البشر، جوزها مشايفهاشي غير جاريه حداه اشتراها يوم مااتجوزها والجواري معيكونلهاش اهل ولا حد تروحله او ياجيها. 

الجواري مينفعش غير تسمع الحديت وتقول السمع والطاعه.. هى داي صفة اختك حدا جوزها، ولو حد حاول يغيرها مفيش غيرها هي اللي هيتضر.. وإحنا مش هناجوا على اخر الزمن ونجيبولها الضرر يابشاير. 


بشاير:

بس ديه ظلم يمه،كرار ديه اكتر بني ادم ظالم في الدنيا ربنا ينتقم منه. 

دهب بقهر وقلة حيله:

هو من ناحية انه ظالم هو مش ظالم.. ديه  الظلم ذات نفسه، ديه السواد اللي اتوزع منيه عالناس العفشه اللي في الدنيا كلها والباقي قعد جواه هو لحاله. 

خلصت كلامها وقامت وهي سامعه حس عبد الصمد جوزها عينادم عليها، وراحتله الاوضه اللي بقاله كذا يوم راقد فيها مفاراقهاشي؛ بسبب نوبة الكحه والتعب وديقة النفس اللي جاتله فجأة، بس دهب عارفه ان عياه من الزعل اللي كاتمه فقلبه على بته ومتحمل بيه وساكت. 

❈-❈-❈


أما فبيت المقاول

عزت رايح جاي في البيت كيف التايه، وكل هبابه يطلع ويبص على بيت ابو دراع ويستنى طلة شام منه، ومن بعد ماكانت قدام عينه ليل نهار وشبعان شوف فيها اتحرم منها، وبقى يومه ناقص، وحس ان رزقه قل بعد ماكان يستبشر بوشها وشوفتها كل صبح قبل مايطلع على شغله..

وطول النهار بقى عصبي وزعيق مع بدور وعياله بسبب ومن غير سبب، وبدور كانت خابره زين سر الحاله اللي هو فيها، وطول الوكت تسب وتلعن فشام اللي  لا مهناياها على جوزها وهي قريبه ولا وهي بعيده، بالعكس ديه كرهه ليها زاد من بعد ماشام غابت عن عيونه وبقى كيف المدمن اللي غاب عنه كيفه.

❈-❈-❈


أما شام فقعدت حزينه ومهمومه، وربيعه زيها، وقرر ابو دراع انه يخفف عنهم، فقام طلع وجابلهم تسالى وجاب حلويات وعصير (قها بالجوافه) من اللي ربيعه عتحبه وعرف ان حتى شام  هي كمان عتحبه وكترلهم منيه،

وملى كيس كبير من كل شكل ولون وعاودلهم بيه،

وربيعه اول ماشافت الحاجات اللي جايبها مودها اتغير وفرحت وخدت الكيس كله فباطها وفضلت تاكل وتوكل امها غصب عنها وتشربها عصير بنفسها، وحتى ابو دراع شربته هو كمان بيدها ووكلته زيه زي امها.

وطول الوكت ابو دراع باصصلها وعيسخط على كرار اللي عيعذب ويضرب فطفله لساها ماعرفت للدنيا معنى ،

شوية حلويات وتسالي يوصلوها للغيم من الفرحه، وكلمة حلوه تنسيها كل الوجع، وقلبها لساه على بياضه كيف قماشه بيضه متفصلتش ولا اتحطت على بدن ولا اتدنست بالوسخ ولا غباره جات عليها. 


اما شام فكانت باصه لبتها وعتجاريها غصب عنها في الفرحه، وعماله تقول فنفسها ياترى كانت كيف هتطمن على بتها العيله داي لو كانت هملتها فبيت الافاعى إهنه وراحت لبيت ابوها؟ 

كيف كانت هتنام ليلها وهي خابره زين إن بتها نايمه فحضن شياطين محدش يأمن شرهم مهما عمل وسوى وبعد عنهم واجتنبهمَ؟ 

كيف فكرت فيها مجرد تفكير حتى انها تسيب قلبها وروحها وكيانها كله فبيت المقاول وتروح تدور على راحتها هي!؟ 


خلصت تفكير وانتبهت لبطنها اللي اتملت من العصير اللي عماله تشربهولها ربيعه والبسكويت اللي عتوكلهولها، وزاحت يدها وهي عتحط يدها علي بطنها وتقولها:


بزياده ياربيعه بطني اتملت هتفرقع يابتي. 

وقامت بعدها من جارها ودخلت الاوضه تناملها هبابه ولساه عقلها عيودي ويجيب، بس النوبادي عتفكر في كرار وياترى هيسكت بعد مارفضته وابو دراع هانه وربيعه سمعته اللي عمره ماسمعه، ولا فيه عذاب جديد مستنيها على يده؟ 

ونامت على تفكيرها بعد ماسلمت أمرها لربها. 

❈-❈-❈


اما ربيعه ففضلت قاعده مع ابو دراع وهو يتكلم معاها ويحاول يلهيها عن الوجع اللي سببهولها كرار الكلب، ويحكيلها حكايات عن مواقف مضحكه كانت تحصل معاه زمان، وبعد شويه حس ان نفسه فكباية شاى، 

وعشان مش عيكيفه غير شاي الدمسه قال لربيعه انه طالع للجنينه يعمل شاي وخدها معاه وطلعوا، وولع الدمسه وحط الخشب وراح جابلها قناديل شامى عشان يشويهالها عالدمسه وتاكلها مع الشاى، وحتى هو كمان ياكل معاها. 


وبالفعل عمل الشاى وشوى الدره، وكملوا هو وهي حكاويهم، وقعدوا للساعه ٢ بعد نص الليل سوا،

ولأول مره في الوكت ديه ابو دراع يكون معاه حد، وهو متعود طول عمره إن الوكت ديه يكون وكته لحاله، وقت صفنته وتامله وراحته النفسيه من تعب اليوم وراحة مخه من ضجيج التفكير في الدنيا وبلاوى الناس اللي حواليه. 


اما ربيعه فبمجرد ما نسيت اللي جرا من ابوها وارتاحت في الكلام لابوا دراع فتحتله قلبها وحكتله عن كل وجعها، واللي كان عارفه من غير ماتقوله، واللي ابوها هو السبب فيه كله.

لكن الحكي من لسان المظلوم وشوفة الدموع فعنيه وتنهيدة القهر اللي عتقطع كلامه كل هبابه، عتخلى الواحد يحس بوجعه اكتر. 


ومن بين الحكاوى قالتله عالامنيات اللي عاشت طول عمرها تتمناها، اكبرهم انها عاشت تتمنى كرار فيوم يقولها يابتي قدام اهل البيت ويعترف بيها، 

وهي تقوله يابوي وتترمى فحضنه وتحس بإحساس اخواتها الولاد لما كانت تشوفه حاضنهم.


وتاني اكبر امنيه انها كان نفسها تطلع وتروح المدرسه وتتعلم القرايه والكتابه كيف ولاد اعمامها اللي كانت تموت من الغيره والقهر؛ وهي واعياهم ماسكين الكتب بتاعتهم وعيزاكروا ويكتبوا فدفاترهم ويرسموا ويلونوا، 

وتقعد جارهم من بعيد تتفرج كيف المحرومه، لان كل شي عيتحرم منيه الواحد عيبصله بصة المحروم.. وبعد ماخلصت كلامها وشكوتها تقريباً، فجأة خفت حسها، وكلامها بقى يطلع تقيل، وبص ابو دراع عليها لما لقى تقل مال على كتفه مره وحده، ولقاها هي سندت دماغها عليه وقالت كام كلمه وبعدها غمضت عيونها وسكتت لما سلطان النوم اصدر حكمه عليها بالنوم والثُبات.


فاتبسم ابو دراع وبهداوه ووحده وحده نزل دماغها وعدل نومتها وحط دماغها على رجله، وفضل يمسد على دماغها ويقرالها قرآن ويدعيلها فجوف الليل بسعادة الدنيا كلها،

وكان كل هبابه يبصلها وحاسس انها بقت حته من روحه، وإن لو حد فكر يأذيها هيوبقي حكم على روحه بالموت.. وديه قانون ابو دراع اللي سنه لمحبينه على يد ربيعه.. اللي بقى ليها في القلب معزه ابو دراع مش عارف يصنفها، محسش بيها غير بس من ناحية ابوه وامه، لكنه قال مش مهم التصنيف، المهم انها موجوده وحاسس بيها. 


وبعد فتره من القعاد عدل ابو دراع ربيعه وحاول يصحيها، لكن كان واضح انها نايمه نوم عميق، نوم تعب او نوم قهر، فصعبت عليه وشالها ومشى بيها عالبيت ينومها، بعد ماطفى دمسة النار، وهي اتشعبطت فرقبته كيف العيله الصغيره ماعتتشعبط فرقبة ابوها.


وديه كله كان شايفه ممدوح، اللي من اول العشيه اول ماطلع ابو دراع وربيعه للجنينه فضل مراقبهم من بعيد وقاعد قبالهم بس متدارى منهم، 

وكان غرضه من القعده انه يشبع من ربيعه، لكن مع قعدته شاف اللي ماسرش قلبه واصل، 

واتختمت بعملة ابو دراع اللي كأنه بيها جاب سكينه وغرزها فقلب ممدوح، وهو واعيه عينوم ربيعه على رجله فلاول، وبعدها شالها ولمها فباطه ومشى بيها كيف الحبيب ماعيشيل حبيبته، وعرف منها ان ابو دراع على شفى نقض العهد، ديه لو مكانش نقضه بالفعل. 


ورجع على بيته وهو عازم انه بكره يواجه ابو دراع ويفكره بوعده وعهده ويطالبه بالوفى بيه. 

❈-❈-❈


أما ابو دراع ففضل صاحى لغاية الفجر، ولما لقي شام وربيعه مقاموش يصلوه معاه النهارده، خد بعضه وطلع عالجامع صلى وعاود،

وهو فطريقه كان كل اللى شاغل باله كلام ربيعه وامنياتها الضايعه اللي دافناها فقلبها وكل ماتتفكرها جروحها تتفتح من اول وجديد.

وقرر إنه يحققلها منهم اللي يقدر عليه وعلى قدر استطاعته، وأول امنيه قرر يحققهالها هى امنية التعليم. 

❈-❈-❈


صبح الصبح وصحى ابو دراع بعد ماخدله غفوه بسيطه من بعد رجوعه من الجامع، واول شي راح على غنماته فطرهم وشربهم،

وعاود فطر مع شام وربيعه، وطلع قاصد الموطرح اللي اتفتح من قريب لفصول محو الاميه وتعليم الكبار.

وقرر يسجل ربيعه فيه.. وبالفعل راح وسجلها، وهو معاود جابلها دفاتر واقلام والوان، وكتب الف باء.. وعاود بيهم عالبيت وهو عيتخيل فرحة ربيعه بيهم وباللي عيمله، ومبتسم وهو شايف رد فعلها قدام عنيه وهي عتتنطط كيف العيله الصغيره وحجر عيونها رايح جاى وعيلمع  من شدة الفرحه. 


لكنه بمجرد ماوصل البوابه وخلاص هيدخل وقفه حس ممدوح وهو عيقوله:

عم ابو دراع استنى. 

وقف ابو دراع وبصله، واستغرب وهو شايف الغضب على ملامحه، وسأله بقلق:

مالك ياممدوح فيك ايه؟ 

رد عليه ممدوح بقهر:

يعني مانتاش عارف فيه ايه؟ فيه اللي شفته عشيه منك ومن ربيعه، فيه اللي عيني نضرته والوعد اللي خلفته وانت عتنومها على رجلك وتفضل تحسس عليها وفي الاخر تلمها فباطك وتشيلها وتدخل بيها البيت وتكمل اللي مينفعش يتعمل في الخلا. 

خلص كلامه وعيون ابو دراع اتوسعوا ورد عليه وهو كاتم غضبه:

تعرف ياممدوح لو حد غيرك قالى الكلام ديه، والله زماني مامخليه يعرف يندل طريقه، بس اني هسكت وهعديهالك عشان عاذرك ومقدر اللي حاسس بيه واللي عيدور فعقلك. 

بس نصيحه مني متكررهاش عشان اول نوبه حداي عتكون سماح وتاني نوبه عيوجب فيها الربايه والادب. 


خلص كلامه واتحرك من قدام ممدوح، ووقف من تاني وهو سامع حس ممدوح الخايف عيسأله:

يعني لساك عالعهد مخنتهوش؟ 

ابو دراع:

ولا عمرى هخونه، ولا فحياتي كنت خاين عهد، وانت خابر ديه زين ياواد صفوت. 


خلص كلامه واتحرك على جوه، وممدوح تبعه، وبس وصل البيت نده ابو دراع على ربيعه، واول ماجاتله وراها الدفاتر والاقلام  وقالها إنه سجلها ففصول نحو الاميه، 

وربيعه بس سمعت إكده صرخت بعلوا حسها من الفرحه، وابتدت تتنطط كيف ماابودراع اتوقع بالظبط. 

لكن اللي متوقعهوش انها تحضنه قدام ممدوح وهاتك يابوس من خدوده ومع كل بوسه تقوله عحبك كد الدنيا كلها! 


وابو دراع وقف متصنم مش عارف يعمل ايه، وحس ان ممدوح ممكن يهجم عليه دلوك ويجيب كرشه، وبصراحه لو عيملها يوبقى معاه كل الحق وميقدرش يلومه واصل. 


اما شام فكانت سامعه صراخ ربيعه وحتى مكلفتش روحها تقوم تشوف مالها، لكنها اتطمنت عليها لأن صراخها واضح انه  صراخ فرح، 

واللي كان شاغل بالها في اللحظه داي تفكيرها في القرار اللي خدته فلحظة وجع وخوف، ومعارفاهش صوح ولا غلط، وياترى بيه ظلمت اهلها وظلمت روحها وخسرت، ولا الخساره اللي على حق هي خسارتها لروحها وهى عترمي روحها في الهلاك مره تانيه.. 

واتفكرت من شويه الكلام اللي دار بينها وبين كرار.. 


كرار اللي بس شاف ابو دراع طالع من البيت، راح على بيته وخبط الباب، واول ماسمع حس شام بحس هادى قالها:

افتحي ياشام عاوزك فحاجه. 


شام ردت عليه قوام:

له مفاتحاشي ومعاوزاش اسمع منك ولا حاجه. 

كرار: الحاجه داي وبس. 

شام: قولتلك حل عني ياكرار لا فيه مابينا كلام ولا حديت. 

كرار: الموضوع يخص ابوكي وامك ياشام. 


شام سمعت سيرة ابوها وامها وفتحت الباب بسرعه بقلب عيرجف من الخوف وسألته:

مالهم ابوي وامي جرالهم ايه، عميلت فيهم ايه انطوق؟ 

رد عليها كرار بمنتهى الهدوء:

تخافيش، معملتش فيهم حاجه ومش هعمل، وهخليكي تروحيلهم كمان وهما ياجولك.

شام رفعت عيونها وبصتله وهي مش مصدقه اللي نطق بيه توه، لكن عجبها راح وهي سامعاه عيكمل.. (بس بشرط) 


اتبسمت شام وهي عتتفكر إن الحدايه مش عتحدف كتاكيت وقالتله:

وأيه هو شرطك ياكرار؟ 

رد عليها كرار بسرعه ولهفه:

تسمعى كلامي وتاجي معاي وتكونيلي مره وتنامى ففرشتي وترجعي كيف لاول تقولي نعم وحاضر واللي اقوله يتنفذ طوالي. 


شام اتبسمت على عرض العبوديه اللي جاي يعرضه عليها مره تانيه، وحطت شوقها قبال كرامتها، وطبعاً كرامتها اللي فازت بإكتساح، وغير إكده اتخيلت روحها عتسلمه نفسها بمنتهى التراضي وحست بإن نفسها مرجت وعايزه تستفرغ من مجرد التخيل، وردت عليه بكلمه وحده وبمنتهى التصميم والتحدى:

له. 

كرار بصعقه من جوابها:

له ايه؟ 

شام:له مموافقاشي اني اشوف اهلي او هما يشوفوني طالما تمن الشوف هيكون قربك مني واستعبادك ليا. 

كرار بصدمه اكبر:

وه؟! 

شام:

ههههه، كنت مفكرني اول ماهتقولى إكده هخر راكعه تحت رجليك واقولك شبيك لبيك مش إكده؟ بس ياخساره نقبك طلع على شونه يامقاول. 

   الفصل الحادي والاربعون من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

لقراءة الجزء الاول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close