رواية انسحاب الفصل السادس 6بقلم حكاوي مسائية

 


رواية انسحاب 

الفصل السادس 6

بقلم حكاوي مسائية 


مرت سبعة أشهر ،وكانت أمنية وعائشة بالمطار تنتظران كاميليا وجاد ،أقبلت تضمه الى صدرها بيد وتجر حقيبة كبيرة باليد الأخرى .أسرعت عائشة تأخذه منها بينما اخذت أمنية الحقيبة 

-خذيها ،فمعظم ما فيها له وحده.

ضحكت أمنية 

-كنت متأكدة رغم توصياتي ستؤثرينه على نفسك وتحضرين كل العابه والألبسة المفضلة لديه.

-والجزء البسيط المتبقي من الحقيبة هدايا منه لأحبابك هنا .

-منه ااا منه.

-طبعا ،أليس هو الرجل بيننا.

ضحك الفرحة باللقاء يرن لأتفه سبب .

لأول مرة تلتقي كاميليا بأسرة أمنية ،أحبت الحب البين في أعينهم لها ولابنها ،أحبت هيبة جدها وحنانه ،والأكثر ،أحبت حضن أمها التي حضنتها كأنها ابنتها 

-أهلا بك يا ابنتي ،مهما قلت لن اوفيك حقك ،ومهما فعلت لن ارد جميلك .

-عن أي جميل تتحدثين أمي ،انا من استفدت واستمتعت بجاد ،وانا من عليها رد الجميل .

تكلم الجد مقررا

-لا جميل بين الإخوة ،كاميليا ابنتنا واخت أمنية، ولا تنسوا انها ام جاد .

هكذا ،استقررت بالفيلا مع جاد ،أحضرت أمنية خادمة ومربية، وبعد أيام قررت أن أعمل فكلمت عائشة .

-العمل موجود ومكتبك جاهز ينتظرك .قدمت cv الخاص بك لرئيسي فرحب بدكتورة ناجحة مثلك تزيد شركته قيمة مضافة .

-عجبا ،وهو الذي لم ينفذ رسوماتي السابقة!

-ومن قال لك انه لم ينفذها ،كل رسوماتك نفذت بالسطر، وكل تعويض مالي عن مشروع رهن إشارتك بحسابك بالبنك ،واهمهم ثمن مشروع القرية السياحية بالبلد الافريقي .

-هل قبله ،ولكنه مشروع البناء ليس الديكور .

-وهل دكتورتنا أقل من غيرها،لقد نلت الإعجاب كامي .

-مازلت توقعين أسفل الرسومات بكامي ؟

-نعم ،ولم اغفل رسما ولا مخططا .

-هل المبلغ يشتري سيارة صغيرة .

-وكبيرة لو شئت .

-لا ،اريد سيارة صغيرة لا تثير الانتباه .

-تخشين ظهورهما .

-لا أريدهما بحياتي .

-ابن خالتك،او اخوك كما يدعي في السجن ،بعد إفلاسهما ،وطلاقك، لم يجد مالا ليشتري المخدر فاضطر أن يعمل بجرعته اليومية ،وقبض عليه يبيع الحشيش امام إعدادية. 

-كيف لم اعلم؟

-حرصنا ألا تعرفي ،خبر لا يجديك ،وقد تحزنين على خالتك أكثر. 

-كانا السبب في موتها ،عانت من قرحة المعدة بسببه، وكم حذرها الطبيب من القلق والتوتر ،ولكنها عاشت على أعصابها بسبب زوج مدمن حرص أن يجر ابنه في طريقه.حتى تطوت الى مرض خبيثلم ينفع معه علاج.

-انسي كل الماضي،انت ابنة اليوم .

وهكذا قررت أن أعيش حاضري ،واعمل لمستقبلي ،لن انظر وراءي ،ولن آسف على ما مضى .

دخلت الشركة رفقة عائشة ،استمد منها القوة والثقة بالنفس ،وجهتني نحو مكتبي 

-تفضلي ،هذا مكتبك ،كرئيسة للمهندسين .

-ماذا من أول يوم رئيسة للمهندسين ،لا يمكن!

اجابني صوت ذكوري 

-بل ممكن ،وليس أول يوم ،انت مهندسة معنا منذ سنين ،تدرجت في السلم حتى وصلت درجة رئيسة المهندسين ،أولا بمجهودك ،ثانيا بشهادة الدكتوراه فأنت ثاني دكتورة بعدي انا الدكتور المهندس المنصوري .

انتبهت الى الاسم ،إنه يشبه نسب والدي ،تعمدت أن أقول .

-والدكتورة كاميليا المنصوري تتشرف بالعمل تحت رئاستك دكتور .

-المنصوري ؟ من أي بلد انت ،وأعتذر عن سؤالي .

-من ****

رأيت خيبة أمل بعينيه .

-للأسف مجرد تشابه أسماء، كنت اتمنى أن نكون أبناء عم.

-اعتبرنا كذلك .

ضحكت عائشة قائلة 

-واخوة في الإسلام .

-هو كذلك ،نترك الدكتورة لتستأنس بمكتبها قبل اجتماع اليوم.

وهكذا تسلمت مركزي ،وقدمني المهندس يوسف المنصوري لباقي المهندسين ،كما سألني إن لم يكن عندي مانع أن أسافر بضع مرات لاتابع أشغال البناء ،وطبعا لا مانع لدي.

انسابت الأيام والاسابيع، نلتقي تلاثثنا بالفيلا ،الظاهر أنني أسكنها وولدي ،وأمنية تزورني وتمكث معي كصديقة مقربة ،زيارات عائشة عززت الطرح .

جاءت أمنية مساء ترتعش من التوتر ،كانت عائشة وأمها معي ،بينما جاد بغرفة اللعب مع المربية .

-مابك أمنية ؟ استريحي حبيبتي واشربي .

مددت لها كأس ماء بارد ،ولكن ارتعاش يدها منعها أن تمسكه ،فقربته من شفتيها ،وضممتها الي 

-اشربي ،واهدأي!انت بخير ،انت بخير .

هدأت أخيرا، فنظرت إليها وفهمت السؤال بنظرتي

-عامر ،عامر جاء الى المكتب .

-ماذا يريد ؟

-أن أعود إليه .

-كيف يجرؤ ،وزوجته؟!

-لم تنجب له ،يقول أنها عقيم ،ويريد أن أعود إليه.

ضربت عائشة على فخضيها 

-عجبا لهؤلاء الرجال !ماذا ،لم تنجب ابنة الخال ،ساعيد التجربة مع ابنة العم ،وما يدريه أنه هو العقيم ؟

-عائشة !لا تسرحي بمخيلتك ،هل نسيت جاد ؟

توترت أمنية أكثر 

-جاد ،نعم جاد ،يجب ألا يعلم به ،سجلته على اسمي الذي هو للأسف نفس اسم أبيه ،لو علم قد يأخذه مني .

-لا ،لن يفعل ،إلا إذا أردت، لقد سجلته بالحضانة باسمي ،جاد الناصري ،وأعلنت أنني أم عازبة ،الأمر عادي عندهم ،ملف الحضانة عندي ،وأوراق ولادته عندك ،أظهري منها ما يلائم ظروفك .

امسكت رأسها وجلست 

-لا أدري ،لأ أدري ،الفزع شل نفكيري. 

-اهدأي ،لا تفكري الآن ،انتظري حتى تستشيري جدك واباك.

-هوذاك ،افعلي كما قالت كامي، استشيري أباك وجدك قبل أن تتصرفي .

سألت الخالة سعدية 

-وماذا أجبته بشأن طلبه

-رفضت طبعا .

-وتقبل رفضك ؟

(دخل مكتبي بعد أن قدم نفسه للسكرتيرة أنه زبون ولديه قضية ،ولما رأيته تفاجأت ،خفت منه ولكنني لم أظهر خوفي.

-تفضل ،أخبرتني السكرتيرة أن لديك قضية .

-نعم وجئت لاقدمها لك .

-فتحت ملفا أمامي اجاري لعبته.

-نوع القضية ،دعوى ماذا وضد من ؟

-بل التماس وطلب .اطلب يدك مرة أخرى أمنية، عودي ألي يا ابنة عمي .

-لن أسأل عن أسبابك لأنها لاتهمني، إنما أذكرك أن حياتنا معا كانت جحيما لا يطاق ،تزوجتني لسبب ماعاد موجودا فتم الطلاق ،تحررت من عقد كبلك، وخرجت من زواج سجنني. فما الذي يجبرني لاعود إليك؟

-انت ابنة عمي ،وانا اريدك .

-سبب غير كاف ولا يهمني ،طلبك موفوض.

-سأطلبك من جدي وعمي .

-فقدت مصداقيتك عندهما ،سيُرفض طلبك ،وحتى لو قبلا فأنا أرفض، احسب السنوات على أصابعك ستجد أنني تجاوزت الثلاثين .

كأني اهنته وذكرته بمستواه الدراسي لما قلت عرضا دون أن أقصد ،عد على أصابعك.فاراد أن يرد لي الإهانة 

-وهل ستعيشين عمرك دون زواج ،إذا لم أردك لعصمتي فمن يقبل بك وقد تجاوزت الثلاثين ؟

-هذا شأن لا دخل لك به ،على الأقل تضمن حصة أكبر من الثروة لما ترثني انا أيضا.

-لا أريد أن أرثك، اريد منك ولدا يرثني.

-ولماذا لا يكون ابن زوجتك وابنة خالك ؟

-لأنها عقيم ،ارتحت الآن ،هاقد قلتها ، انتقاما لك حرمني الله الولد منها .

-الله لا ينتقم ،هي من ابتليت بالعقم ،تزوج غيرها ،أما أنا فانساني خير لي ولك.

-لن أفعل، ولست انا من يُرفَض يا ابنة عمي.)

خرج ،وجئت إليك ،لو علم أن جاد ولده سيضغط علي ،إما أعود إليه او يأخذه مني .

-احكي كل شيء لجدك ،ووضحي له مخاوفك، وإذا حكم بغير ما تريدين أخبريني قبل أن يتصرف، أسبقه و آخذ جاد واعيش معه بفرنسا على أنه ابني .

-ولما يتهمك باختطافه؟

-يثبت أولا أنه ابنه ،وانا اثبت انه ابني وانا عازبة ،في بلاد تؤيد المرأة ،ولو اثبت النسب هو ابني انا وانا أولى به هناك.

-اهدآ الآن ،قالت أم عائشة ،لا تستبقا الأحداث ،الضيعة ليست بعيدة ،هيا بنا سأرافقك حتى لا تطول عليك الطريق، ونعود غدا ،وانت يا عائشة باتي الليلة هنا مع كاميليا. 

الأم ،تنظر إليك وتعرف مابك.

وصلت أمنية ،وبمجرد أن رأتها أمها ضمتها إلى صدرها 

-اطمئني انت بيننا وفي حمى جدك.

-هل علمتم بما جرى بينها وبين طليقها .

-لا ،ولكنه وحده من يجعلها في هذه الحالة.

-أين بابا وجدي؟

-هذا وقت عودتهما، ارتاحي قليلا واحكي لي .

-الأفضل أن تهدأ الآن وترتب أفكارها .

جلست على الاريكة وأغمضت عينيها، حاولت أن تتماسك ولكن الدموع غلبتها فسالت غزيرة على وجنتيها ،دخل الأب والجد فرأيا منظرها محطمة حزينة ،أسرع إليها والدها يضمها

-مابك أمنية. 

حضنه زاد بكاءها ،فنزعها جدها من بين أضلعه. 

-تماسك يا رجل ،اجلسي أمنية واهدأي ،ما صعب أمر إلا هان بأمر الله.

احكي ابنتي ،ماذا بك .

حكت لهم ما كان من عامر 

-عبد المال ،لابد انه علم بأمر الوصية .

-أية وصية جدي ؟

-اوصيت لك بثلث مالي ،لابد ان له عين بمكتب المحامي .

-ولكنه قال أنه يريد ولدا يرثه وإلا فما يهمه مال .

-طبعا يريد الولد منك ،ليضمنهما معا .

-جدي ،لو علم بأمر جاد سيأخذه مني او يرغمني أن أعود إليه.

-لن يعلم ،اطمئني ،مازالت الحية تخطط وهو ينفذ .ااااه يا عامر لو كنت ابن قلبي ،لما اضطررت لكل هذا.

-من شب على شيء شاب عليه يا أبي ،لن ننتظر خيرا منه وقد مُلئ قلبه حقدا وكرها لنا .

-أين جاد الآن ؟

-مع كاميليا في الفيلا.

-قللي زياراتك لهما ،او الأحسن انقطعي عنها ،و لو جاءت فرصة لتسافر به فلتفعل حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا. 

-ماذا تنوي يا أبي؟

-سأكلمه ،إن قال أنه يريد أن يكون له أطفال شجعته على الزواج من أخرى ،وسألقي له طعما يريده ،أما إن أصر على أمنية فلن ارد عليه قبل أن تختفي كاميليا بالولد .عندئذ سأرفضه واهدده لو تعرض لها احرمه من كل شيء.بل وأطرده من البيت حيث يعيش هو وأمه وامنع عنه المال حبه الوحيد.

هدأت أمنية، واطمأنت إلى قرار جدها ووقوفه معها .فنامت قريرة العين .

بعد أن افطر الجد غادر قاصدا عامر .

-سمعت انك تريد الزواج مرة أخرى .

-إذن لابد أن العروس من أخبرتك. 

-وكيف تنوي أن تفعل ،هل ستكذب كما فعلت من قبل ؟

-انا لم أكذب، زوجتي عقيم وانا أريد ولدا يرثني، قلت ابنة عمي أولى. 

-وماذا سيرث عنك ولدك ،إرث مايزال صاحبه حيا يرزق ؟!

-بعد عمر طويل يعني .

-وهل ضمنت عمرك؟ أم أن امك عندها علم الغيب ولا ندري؟

-وما شأن أمي؟ 

-امك هي من تخطط وانت تنفذ ،قل الحقيقة وهات مافي جعبتك .

-تعني أن نكشف اوراقنا ؟!

-تماما ،هات ،اشجني!

-ثلث التركة ،كما اوصيت لها اوص لي.

-انت وارث بموجب قانون مدونة الأسرة الجديد ولا وصية لوارث.

-درست ودبرت إذن ،محامية عرفت كيف تلعب.

-هي الى اليوم تجهل بأمر الوصية ،انا من فهمك .ابتعد عن أمنية ،يكفيك نصيب والدك .

-وإن لم أفعل ؟

-وصية بالباقي للأوقاف، هاه الأوقاف ،وزارة من الوزارات السيادية، قاضهم لعلك تغلبهم بعد أن تشيب ويشب ولدك .

-تلوي ذراعي ياجدي .

-ليُّ الذراع لعبتك ،أنا أخبرك هذه بهذه ولك أن تختار.

تركه يستشيط غضبا ولكن قبل أن يبتعد استدار 

-شاور أمك ورد علي ،لو اخترت أن تبتعد عن أمنية زوجتك غيرها ،ولما يأتي الحفيد اكتب له ما يضمن مستقبله رغم أن لا ضمان من قضاء الله.

رمى له الطعم وغادر .

وصل إلى البيت وجدها على أحر من الجمر 

-ماذا قال يا جدي.

أمسك يدها ،وتوجه الى المكتب .بعد أن اغلقه 

-اجلسي ،لا استبعد أن يكون له جاسوس بين الخدم ،الأفضل أن نتكلم بهدوء وألا يسمعنا أحد .

كما ظننت علم بأمر الوصية ،ساومني، انت او وصية باسمه ،ولما أفهمته وضعه كوارث لا تجوز له الوصية ،تعنت أكثر، فهددته أن اوصي بالباقي للأوقاف،فأُسقِط في يده ،ثم رميت له الطعم وتركته .

-أي طعم ؟

-وعدته إن تزوج غيرك اكتب بعضا من املاكي لولده لما يهل .

-وهل قبل؟

-سيقبل ،يستشير أمه أولا وهي ستشير عليه بالقبول .

المهم أن نحترس منه ،كما قلت لك أمس ،انقطعي عن الذهاب إلى الفيلا ،يجب ألا يراه ،لو اقترب منه عرف انه ابنه فهو صورة مصغرة عنه.

-سأفعل جدي ،سأفعل.

-يعلم الله أنني لو علمت او شككت ولو واحد بالمئة أنه سيحبه ويحترمك ويعاملك بما يرضي الله ،لما حرمته من ابنه ولا حرمت جاد من أبيه ،ولكنه نذل سيستعمله ورقة ضغط علينا ،فالأفضل ألا يعلم عنه الآن.

-جدي،حسب القانون لا حق له في الحضانة ،ولكنني لا أريد أن أدخل معه قضايا ومحاكم  ستؤثر على نفسية جاد ،اريد أن ينمو ابني في بيئة سليمة ،بعيدا عن حرب عن مال انت صاحبه ،وانت من له حق الحكم فيه ،حتى أنه لا يعد او يسمى إرثا أطال الله عمرك.

-ليته يفهم أن المال جزء صغير من الرزق ،رزقه الله بنا ولكنه فضل علينا ثروة يعلم الله انها كانت ستقول له لو صبر ورضي.

ودعته وعادت ،كلمتني لتخبرني بما حدث ،وتوجهت إلى شقتها تؤنسها أم عائشة  .

جاد يعاني من قصر النظر ويضع نظارة ،فقررت أن أترك شعره يطول وامشطه حول وجهه لأغير شكله قليلا .

ولكنه لن يخرج قبل أن أفعل.

مر أسبوع، لم تزرنا أمنية، ترانا عبر الهاتف ،يحزنني شوقها لجاد وشوقه لها ،ذهبت إلى الشركة بعد أن اوصيت المربية أن تهتم به ،وهي الى اليوم تحسبه ابني،وقد قررت أن آخذه آخر النهار عند عائشة وهناك نلتقي جميعا لترتوي أمنية بقرب ولدها.

كنت وعائشة بمطعم الشركة ،أثناء استراحة الغذاء ،على كل طاولة تجمع أصدقاء او زملاء مكتب واحد ،دخل المهندس المنصوري ،جال ببصره ثم توجه نحونا 

-ما من كرسي فارغ سوى على طاولتكما، هل تسمحان؟

مزحت عائشة كعادتها .

-هل تأكل مثلنا ؟

-سأتخلى هذه المرة عن المن والسلوى الذي ينزل لي من السماء .

أضحكني جوابه.

-أخيرا وجدت ندك يا عائشة .

-لماذا ،هل تغلبك في الكلام ؟

-قل تغلبنا، نادرا مانجد جوابا لمزاحها.

-ماذا طلبتما؟

-وهل توجد اختيارات في مطعم سيادتك ،هي وجبة للجميع ،الحمد لله انها تتغير كل يوم وإلا ..

-وإلا صرفت نصف مرتبك في مطعم آخر.

-ههههههه ،مرة أخرى في المرمى يا عائشة .

-اسعدك يا اختي ،وهذا يكفيني ،شكرا لأنك اضحكتها.

قاطعها رنين هاتفه.

-السلام عليكم .

اعلا اهلا سيد مراد ،اشرقت الأنوار يا سيدي .

-....

-نعم ،بكل تأكيد .حول ماذا؟

-....

-مناقصة مشروع تونس ،بكل سرور ،نلتقي ونتفق .

-....

-سيكون معي رئيس المهندسين (أشار إلى عائشة فاشارت بالموافقة)والمهندس المكلفة بالمناقصات. تمام غدا بمطعم ****

-....

-أفضل أن يكون غذاء ،نعم سيكون أفضل للجميع ،الى اللقاء.

التفت إلى عائشة 

-ها انت ستغيِّرين غدا ،غذاء عمل بأفخم مطعم.

-هل يمكن أن أسأل مع من ،سمعت اسم مراد ،هل يكون مراد فايز ؟

-هو نفسه.هل من مشكل ؟

أسرعت عائشة تجيب.

-لا مشكل ،نعرفه بحكم المنافسة بين الشركتين .

-تجاوزنا المنافسة الى اتفاق غير معلن ،كلما رغب أحدنا بمشروع وكان مستعدا له انسحب عنه الآخر ،إلا بعض المشاريع التي تعطي دفعة مهمة للشركة فالفرصة تكون للأفضل.

لم اسمع الكثير من كلامه ،لأنني هلعت من مجرد التفكير في لقاءه،فكيف بالجلوس معه الى نفس الطاولة ومناقشة العمل.

قراري بالذهاب مساء عند عائشة أفادني قبل أمنية وجاد ،لأنني كنت في عالم آخر ،عالم من التخمينات، ماذا سيقول ،ماذا سأجيبه ،هل استطيع ان اتكلم عن العمل والهندسة في حضوره ،هل سيسخر مني .

نام جاد بحضن الخالة سعدية فتفرغت لي عائشة وأمنية 

-مابك كامي؟

-غدا سنقابل طليقها في غذاء عمل .

-و؟

-وانا خائفة ،بل مرتعبة،أفكر الا اذهب .

-تنهزمين قبل أن تواجهي!

الى متى؟انتما تعملان في نفس المجال ،لابد من اللقاء ،ومن حسن حظك أن يكون أول لقاء بحضور رئيسك الذي يفتخر بك وعائشة التي تساندك. 

-أجل ،لقد قال المهندس يوسف انك رئيس قسم المهندسين ،سيفاجأ انها انت ،لست أقل منه ،بل أفضل،انت أيضا مهندسة ديكور ،سيندهش عندما يعرف من تكونين .

-هل تظنان هذا ؟

-انا متأكدة 

-وانا أيضا ،نحن نثق بك .

-نعم ،سأبهره ،سأجعله يندم أنه احتقرني واستهان بذكاءي يوما.

رغم ذلك بت اتقلب على جمر ماذا وكيف.

حان موعد اللقاء ،اقترح المهندس يوسف أن نذهب معا في سيارته ،ولكنني فضلت أن أذهب بسيارتي ،مازلت اتخذ احتياطي ،ماذا لو رغبت في الانسحاب؟

وصلنا المطعم الشهير ،كان يجلس إلى طاولة منزوية بركن قصي ،ولم يكن وحده ،كانت معه حبيبته وقد تكون زوجته الآن ،طبعا ،فقد مرت أكثر من ثلاث سنوات الآن.

وقف مرحبا ،سلم على يوسف ،ورحب بعائشة 

-عائشة ،مر زمن انت إذن رئيسة قسم الهندسة !

التفت إلي يوسف وقد كنت اتعمد الاختبار خلفه 

-عائشة مهندسة التنفيذ والمسؤولية عن دراسة المناقصات ،أما الدكتورة المهندسة كاميليا فهي رئيسة قسم الهندسة .

وقف كأنه لا يصدق ،بل كأنه يحاول أن يتذكر أين رآني .فتكلمت

-مرحبا دكتور ،تشرفت بمعرفتك .

كأنه أفاق من شروده.

-اهلا وسهلا دكتورة ،الشرف لي .

-اهلا سيدة لينا 

-عرفتني إذن ؟

-وهل يخفى القمر ،فنانة مثلك لي الشرف أن أجالسها .

ابتسمت عائشة كأنها اطمأنت علي أخيرا .

-مارأيك يوسف ،نتفق أولا ثم نأكل .

أسرعت عائشة 

-لا ،الأكل أولا ،الجائع لا يتخذ القرارات الصعبة .

ضحك يوسف 

-وهل نسيت أن البطنة تذهب الفطنة. 

-لا تخف ،لن نأكل حتى نتخدر، ثم إن أكل مثل هذه المطاعم لا يشبع ،كأنهم يذيقونك من مطبخهم لتعطي رأيك.

ضحكنا على مزحتها إلا لينا تأففت 

-لابد أنك لم تدخلي مطعما بهذا الرقي من قبل 

-بل دخلت الاحسن منه ،لا تنسي أنني مهندسة بأكبر شركة معمار ،مطلوبة بأحسن المشاريع ،وإلا كيف عرفت نظام تقديم الأكل هنا. على الاقل ادخلها على حسابي ،أليس كذلك دكتور يوسف؟

-بلى ،ومهندستنا تستحق الأفضل.

-ماعلينا ،مزاح عائشة لذيذ ولكن دعونا نطلب الأكل لابد ان السيد مراد مشغول لايضيع وقته في جدال تافه عن المطاعم.

رمقني متعجبا ورمقتني مغتاظة وانصفني يوسف 

-أصبت دكتورة كاميليا .

طلبنا الأكل ،كان يتابع كل حركاتي كأنني في امتحان أمامه ،قطعت لينا الصمت 

-أخبريني عن المشاريع التي عملت عليها كاميليا. 

أجابها يوسف ،العديد وأهمها مشروع القرية السياحية بالبلد الافريقي.

ظهرت الدهشة على مراد 

-كيف ،و هو يتطلب دراسة وتدقيق قبل كل شيء 

-وهذا ما قمت به ،درست جغرافيا البلد ،تكوين أرض المشروع الجيولوجي، المناخ ،التضاريس ،اقتصاد البلد وحالته السياسية ،كل شيء. 

-أين حصلت على الدكتوراه.

-من جامعة باريس.

-كما وانها حصلت على شهادة هندسة الديكور .

عقبت عائشة مفتخره. 

-اممممم، وهل أنجزت رسومات ديكور .

-نعم ،ديكور مشروع قريتكم على بحيرة السد .

-ولكنني كلفت شركتكم بتنفيذه منذ ثلاث سنوات .

-وهي نفذته ولم تسافر بعد الى باريس ،تخيل  رسومات هاوية تنال إعجابكم، فكيف وقد أصبحت محترفة.

كنت آكل بهدوء ،واختلس اليهما النظر ،كانت الدهشة عنوانه وكان الغيظ عنوانها.

بعد الغذاء ،اقترح مشروبا،فطلبت فنجان شاي 

-شاي ،بعد وجبة كهذه ،شاي؟!

-ماذا تقولين لبدوية سيدة لينا ،الشاي مشروبي المفضل.

-وانا قهوة ،قال يوسف.

-أما أنا فشاي ،نفس التربية نفس الذوق ،قالت عائشة .

طلب مراد قهوة ربما مجاراة ليوسف ،واستغرقنا في الحديث حول مشروع تونس بينما كانت صامتة ترتشف كوكتيلا ما قدم لها في كأس رشيقة.

بعد أن اتفق يوسف ومراد أن تكون صفقة مشروع تونس له.سأله قائلا

-لو احتجنا لاستشارة هل نعتمد عليك ؟

-طبعا ،مكتبي مفتوح لك وإن غبت فكاميليا تحل محلي،انا اثق بها.

-وهو كذلك ،أشكرك. 

عدنا الى الشركة ،فأمرنا يوسف 

-الى مكتبي .

جلس على كرسيه ونظر إلينا 

-اريد أن أعرف كل شيء ،ولا تقولي مجرد معرفة ،اجلسي!

جلست واستجمعت شجاعتي.

-كان زوجي .

أسرعت عائشة تقول 

-أسوأ زوج ،جعلني اكره الزواج.

-عائشة ،اذهبي إلى مكتبك.

خرجت عائشة مترددة. 

-كاميليا ،قد لا تصدقين ،ولكنني اعتبرك أكثر من موظفة عندي ،يمكنك أن تثقي بي ،مراد ليس صديقي بالمعنى المعروف للصداقة ،يمكن أن تقولي زميلين، نتفق على عمل ونختلف على آخر ،نتنافس وللأمانة بشرف، لم يحاول أن يضرب تحت الحزام أبدا، وقد نتعاون على مشروع واحد لأنه ليس له قسم هندسة الديكور بشركته.

-تزوجنا في ظروف سيئة ،ممكن أن تقول أننا اجبرنا على الزواج ،عشت ببيته ثلاث سنوات ثم طلبت الطلاق.

-انت من طلب الطلاق.ورضي أن يطلقك.

-نعم ،لم يعترف يوما بزواجنا، اضطررت أن اهدده بإعلانه إن رفض،وتنازلت عن جميع حقوقي لاسهل الأمر عليه.

-وهل ينقصه المال ؟

-لا ،ولكنه ظن أنني تزوجته لماله،وأيدت أمه واخته ظنه ،وحده السيد فايز من كان يعاملني بالحسنى ،فآثرت الانسحاب .ثم سافرت إلى فرنسا ،ونسيت الماضي .

-مرة أخرى أسألك، من اي بلد انت .

-كما اجبتك سابقا من ****ولكنني متبناة ،يعني اهلي ليسوا هم اهلي فعلا.

-كيف؟ومن أين لك اسم المنصوري ؟

-اطمئن ،هو اسمي فعلا ،تلك حكاية أخرى ،أفضل أن احتفظ بها لنفسي.

-كما تشاءين ،فقط تذكري ،أنني هنا معك ،اسندك وقت الحاجة .

-أشكرك ،وذاك ظني بك . 


بينما غادرت كاميليا مرفوعة الرأس ،عاد إلى مقعده ،وطلب كأسا ،المطعم يقدم الخمور ،ولهذا سخرت لينا من كاميليا حين طلبت شايا. 

ليس كل الزبناء مثل مراد وكاميليا،بل هناك من نوعية كاميليا الكثير ،يفضلون الشاي والقهوة ،الحلال ،على كأس بمسمى منمق وهو في الأول والاخير خمر،حرام.

حملت كأسها الى شفتيها قبل أن تقول 

-متخلفة ،مهما درست تبقى متخلفة ،أثارت اشمئزازي.

لم يعقب ،كان يستعيد كلام عائشة .

-هي من نفذت رسومات ديكور منتجع البحيرة.

لم يشعر وهو يردد كلماتها ،فبادرته متذمرة 

-ولو ،تبقى سيئة الذوق ،ألم تر لباسها ،هه ،هذا وهي تعلم أنها مدعوة للغذاء ،ترى كيف تلبس في العادة.

مايزال يردد كأنه يكلم نفسه

-درست بفرنسا ،بنفس الجامعة حيث درست 

-بمالك ،لابد أن أباك قد أعطاها مالا دون علمك ،أم انك صدقت انها تنازلت عن كل شيء؟

-مشروع البلد الافريقي ،لقد رأيت الرسومات ،إنها غاية في الروعة والإتقان 

-أوووووف ،هل سنقضي وقتنا في الكلام عنها .

أجابها بأن وقف واخذ مفاتيحه .

-هيا بنا .

ركبت الى جانبه 

-أين اوصلك؟

-ألن تبقى معي ؟

-لا ،عندي عمل كثير .

-الى بيتي إذن.

قبل أن تنزل التفتت إليه وقد هدأت ،فألانت  له القول

-حبيبي ،سأنتظرك على العشاء.

-لا ،ساسهر مع مجدي ووسام.

زاد غيظها وتوعدت لكاميليا.

-كانت تنقصني السيدة كاميليا،حتى أوشكت أن أدخله القفص .

ذهب الى أبيه بمكتبه بالشركة .

-هل تعرف رئيس قسم الهندسة بشركة يوسف المنصوري .

-لا ،ولكنني سمعت انه دكتور في الهندسة المعمارية .

-مشروع البحيرة ،من كان مهندس الديكور ؟

-انتظر ،زينب تعالي .

دخلت الكاتبة .

-ادخلي الى ملف مشروع البحيرة وانظري من كان مهندس الديكور .

-حاضر سيدي .

-اجلس ،فقد مر على المشروع ثلاث سنوات ،ما الذي ذكرك به .

-معلومة اريد أن أتأكد منها.

عادت الكاتبة 

-تفضل سيدي هذا إمضاءه ،المهندس كامي.

-هل تعرفين من يكون ؟

-لا سيدي .

-انا أعرف .اذهبي الآن .

التفت الى أبيه.

-قلت لي يوما تذكرني باسم طليقتي، كاميليا وتفضل كامي ،ألم تربط اسمها بمهندس الديكور يومئذ. 

-لم أنتبه، ثم انك من وافق على الرسومات ،وأذنت بالتنفيذ ،من تابع التنفيذ ؟

-قسم الديكور  عين مهندسا آخر ،كانت الرسومات من إنجازها ،ولكنها لم تكن مهندسة ديكور ،كانت هاوية .

-ما الذي ذكرك بها بعد هذه السنوات.

-لأنني قابلتها،تناولنا الغذاء معا.

-انت وكاميليا؟ ألم تقل انك على موعد مع يوسف ورئيس قسم الهندسة بشركته .

-ورئيس قسم الهندسة هي الدكتورة كاميليا.

-الدكتورة ؟كيف ومتى ؟

-كيف ،درست وحصلت على الدكتوراه من جامعة باريس ،متى ،خلال آخر ثلاث سنوات.يبقى السؤال من أين لها المال ؟

-لابد انها حصلت على منحة .

-كيف وقد تخرجت ولم تعمل مدة زواجنا.لم تطلب منحة لأنها كانت تبحث عن عمل هي وصديقتها .صديقتها التي كلفتها بديكور المشروع ،وأكاد أجزم ،لكي تساعدها ،لأنها كانت معدمة بعد الطلاق.

-أسئلة تضاف الى أسئلة لم أجد لها جوابا .كاميليا هذه لغز وقد أثارت صديقتها يوما شكوكي حول دوافع زواجكما وطلاقكما ،ولكنني اهملت التفكير فيها بعد أن اختفت.

-سؤال طالما حيرني ،لماذا صممت فجأة على الطلاق ،طالما أهنتها بكل الطرق ،فلماذا تمردت فجأة .

-رفضك أن تكون أم أولادك كان القشة التي قصمت ظهر البعير .

-وحبها الذي طالما ادعته ،كيف تحول كرها .

وكلم نفسه (أم أنها لم تحبني يوما)

مهما قوي الرجل او استقوى ،مهما ادعى ،مهما مرت من فراشه مسافرات عابرات، مهما استراح في محطات الغواني ،يحتاج امرأة واحدة تحبه فعلا ،تعشقه ،يسري  في عروقها دما ،وينبض قلبها باسمه ،يكون لها الحياة لو بعدت عنه تذبل وتذوي، حتى يكون رجلا .

طيلة زواجه من كاميليا احس بحبها ،في صبرها عليه ،في انتظارها له كل ليلة وقد بصق في وجهها مُشينا قبل أن يخرج صباحا .تذوق اهتمامها في مائدة إفطار بعد ليلة عنف وإذلال،وفي عشاء معد بحب حسب تعليمات الطبيب ،في سهرها تغير الكمادات على جبينه وهو محموم ينادي باسم أخرى ،في لهفتها عليه وهو يتوجع ألما بسبب قرحة المعدة ،في تعلمها إعداد ثلاث وجبات يوميا حسب احتياجات حميته ،ترسل اوسطها إليه كل يوم ،لم تنس ،ولم تتناس لأنه عاملها بأحقر خُلُق في الرجل .

فمتى تلاشى ذاك الحب ،متى مات ولماذا مات؟

بل المحير، لماذا أريد أن أعرف إن كانت تحبني فعلا.

هكذا راح يتخبط في أفكاره، حتى أنه شك إن كان يحب لينا ،و إن نعم ،فلماذا لم يتزوجها حتى بعد أن وافق ابوه ؟

مابك يا مراد ؟ لقاء واحد يبعثر أفكارك ومشاعرك ؟ ماذا ولقاءاتكما ستتكرر لا محالة؟

غادر مكتب أبيه شاردا ،لاحظ فايز نظرة التيه بعينيه ،تأسف على ابنه الذي شارف الأربعين ومايزال عازبا.

قاد سيارته ،وجد نفسه امام العمارة التي لم يطأ بابها منذ الطلاق ،صعد إلى شقته ،على الفراش اغطية بيضاء مغبرة اشعرته أنه وسط أطلال أسرة فقدت في حادث أليم.

دخل الغرفة وفتح الخزانة ،ماتزال بعض ملابسها كما تركتها ،والبعض على الأرض كما مزقت آخر مرة ،شظايا المرآة كما هي وزجاجة العطر لم يبق منها سوى الغطاء ،مرة أخرى تفحص كتاب الصور ،ومرة أخرى تساءل لم لاتوجد صورة تجمعها بأبيها وأخيها.

خرج ،وهاتف مجدي ليلتقيا في مطعمه ،وهناك اجتمعوا ثلاثتهم ،مراد ومجدي ووسام .

مجدي صاحب مطاعم راقية بالمدينة ،وسام دكتور متخصص في جهاز الهضمي وهو الذي يتابع حالة مراد .

نظام المطعم مختلف ،صالونات صغيرة يفصلها زجاج معتم ،يعطي خصوصية للجالسين بكل صالون .

قدم النادل العشاء حسب طلب مجدي ،طبعا حساء خفيف لمراد ،رفض أن يقدم له المشروب فهم أن يغادر.

-تعلم أنه مضر لك ،ونحن نريدك سليما معافى .

-وانت لست أمي لتحافظ على صحتي .

-تكلم يا وسام ،ألستَ طبيبه المعالج؟

-هنا وسام صديقي ،لا شأن له بصحتي ،هل تقدم لي كأسا أم أغادر الى مكان آخر .

-أشار له وسام أن يفعل ،على الأقل هو هنا معهما ،لو حصل له شيء يسعفانه.

ماكادت الخمر تلعب برأسه حتى تكلم يفرغ جعبته 

-لن تخمنا مع من تناولت الغذاء اليوم .

-قلت أنه غذاء عمل ،وقد اوصيت عنك في المطعم الآخر .

-غذاء عمل ،مع الدكتورة المهندسة ،صاحبة مشروع القرية السياحية العظيم بإفريقيا جنوب الصحراء .

-أذكر، لقد شكرت لنا المجهود العظيم الذي بدله مهندس المشروع ،هل تذكر يا وسام .

-نعم ،نعم ،حتى أن مراد كان منبهرا بالعمل.

-منبهر؟ مندهش ،متفاجئ ،غبي .

-لماذا كل هذا يا صديقي ،مهندس نجح مرة ،ليست معجزة .

-يا مجدي ،إنها معجزة ،لو تعرف من يكون المبدع!

انها كاميليا .

-كاميليا من؟ من تكون كاميليا هاته؟

-كاميليا ،هل نسيتها ،كاميليا زوجتي .

-اااااه طليقتك. 

-يجب أن تذكرني ،طليقتي، ارتحت؟

الدكتورة رئيسة قسم الهندسة بشركة يوسف المنصوري.

-ضحك مجدي وقد غيبت الخمر عقله

-كيف ،ههههه من أين لها هذا .

اخذ مراد الكأس بيده ورفعها فوق رأسه 

-صحيح يجب أن نسألها من أين لك هذا .

وانفجروا ضاحكين


                  الفصل السابع من هنا 

               لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات