أخر الاخبار

رواية الكاتبه والفتوى الفصل السادس عشر 16 بقلم الهام عبدالرحمن الجندي

 


رواية الكاتبه والفتوى

الفصل السادس عشر 16

بقلم الهام عبدالرحمن الجندي



ظلت نوسة بعد أن أنهت المكالمة مع مصطفى تؤنب نفسها وتدور حول نفسها ذهابا وإيابا وتضرب بيديها على وجهها وتتحدث إلى نفسها بندم.


نوسة بندم:« إيه اللي أنا هببته ده للدرجة دي الغيرة عامتني وخلتني مش شايفة قدامي للدرجة دي مفكرتش في فهد واللي ممكن يجراله دا كده ممكن يروح في داهية أنا كان عقلي فين لما اتصلت عليهم مش عارفة إيه اللي خلاني كملت المكالمة بعد ما عرفت إنه ظابط أهو كدا ممكن ييجي هو وزمايله ويهجموا على المكان ممكن ده إيه ده أكيد هيجي هو وزمايله طب وفهد يا مصيبتى السودة دا ممكن يجراله حاجة أعمل إيه يا ربي طب أحذره ازاي ده لو جراله حاجة أنا ممكن أموت فيها يا لهوي أنا لازم أحذره بس ما هو لو أنا قولتله عمره ما هيسامحني وكدا عمره ما هيبقى من نصيبي أعمل إيه أنا دلوقتي؟ أنا غبية.... غبية بس أنا لازم أتصرف ما هو أنا مش هفضل قاعدة هنا وحاطة إيدي على خدي لحد ما فهد يضيع مني.»


أخذت نوسة هاتفها وذهبت مسرعة لتذهب إلى فهد في الاستراحة لعلها تستطيع إنقاذه من تلك المصيبة التي لا يعلم عنها شيء وعندما لمحتها والدتها وهي تهرول بتلك السرعة وعلى ملامحها الضيق ذهبت خلفها مسرعة ونادت عليها.


سعدية:«بت يا نوسة في إيه يا بت؟ بتجري كدا ليه؟ استني رايحة فين يا موكوسة انتى يا بت.»


ولكن نوسة ظلت تهرول دون أن ترد عليها بعد عدة دقائق وصلت نوسة إلى الاستراحة وظلت تدق بيديها الاثنين على الباب وتنادي فهد ولكن أحد الرجال هو من قام بفتح الباب. 


نوسة:« فهد فين بسرعة يا لمونة؟»


لمونة:«في إيه يا ست نوسة مالك مفزوعة كدا ليه؟»


نوسة بحدة:«مش وقته يا زفت انطق فهد فين؟»


لمونة:«في طالعة هو والرجالة هييجي بعد ساعتين.»


نوسة بتوتر في نفسها:«طيب أنا هتصرف ازاي دلوقتي دا كده ممكن يروح في داهة.»


لمونة:« بتقولي حاجة يا ست الكل؟»


نوسة بحدة:« ما بقولش واتنيل روح هاتلي كوباية ماية.» 


ذهب لمونة مسرعا ليحضر الماء وكانت نوسة تدور حول نفسها في بهو الاستراحة وتشعر وكأن الدنيا ضاقت عليها بما رحبت ولكنها توقفت على حين غرة ونظرت إلى أعلى حيث حجرة هدى ثم ذهبت مسرعة نحوها وقامت بأخذ دبوس شعر من رأسها وفتحت الباب ثم دخلت الحجرة وكانت هدى في ذلك الوقت تؤدي فرضها ظلت واقفة تنظر إليها بدهشة وانتظرتها حتى انتهت من اداء فرضها قامت هدى وهي تردد بعض الأذكار وحينما التفتت وجدت نوسة تقف خلفها وتنظر إليها  ويبدو عليها علامات الفزع.


هدى:« مالك في إيه شكلك باين عليه الخوف كده ليه؟»


نوسة:«انتى عاوزة إيه من فهد دخلتي حياته وأخدتيه مني ليه؟ ليه عاوزة تدمريني وتبعديه عني ليه بتحاولي تحرميني منه انتي خليتيني أذيت حب عمري بسبب وجودك هنا؟»


هدى بدهشة:«أولا أنا مش عاوزة حاجة من فهد، فهد هو اللي خطفني وجابني هنا غصب عني وبعدين أنا ما دخلتش حياة حد وما أخدتش حاجة من حد أنا عمري ما حاولت أقرب من فهد..  فهد كان بالنسبالي  مجرد صديق بعزه وبحترمه وبقدره لكن مشاعره هو أنا ما أقدرش أتحكم فيها وأنا أصلاً ما ليش ذنب في إنه يحس ناحيتي بأي شعور صدقيني أنا مظلومة انتي ظلمتيني باتهامك ليا لأن بكل بساطة أنا ما حاولتش أحرمك منه.»


نوسة  ببكاء:« أومال ليه هو مش شايفني رغم إني فضلت أحبه سنين وسنين أنا وعيت على الدنيا وأنا بحب فهد عمري ما شوفت راجل غيره هو الوحيد اللي قلبي دق ليه أنا عرفت الحب على إيده اتعلمت العشق عشانه نفسي أعرف فيكي إيه زيادة عني خليه يعشقك انتي وأنا لا؟»


هدى:«طيب ممكن تيجي بس تقعدي كده وخلينا نتكلم بالراحة عشان نقدر نفهم ونحاول نحل الموضوع ده بدون ما حد فينا يخسر.»


نوسة:«قصدك إيه بالظبط أنا مش فاهمة انتي عاوزة تقولي إيه؟»


هدى بابتسامة:« يا ستي أنا أقصد إن أنا متجوزة وبحب خطيبي وانتي بتحبي فهد، وفهد مبهور بيا مش أكتر يعني هو لا بيحبني ولا حاجة.»


نوسة:«متجوزة ازاي ومخطوبة هو انتي بتشتغليني يا بت انتي؟»


هدى:« أولا أنا مش بت أنا إسمي هدى وبعدين يا ستي أنا مكتوب كتابي بس لسة ما عملتش فرح بس استني قوليلي هنا انتي قولتى إنك أذيتي فهد أذيته ازاي فهميني؟»


نوسة وقد تذكرت مصطفى:« يا لهوي يا لهوي أنا نسيت ازاي؟ أنا أصلاً كنت جاية علشان أحذر فهد.»


هدى بفزع:«تحذريه من إيه انطقي هو انتي هتنقطيني بالكلام.»


قصت نوسة ما حدث منها وعن محادثتها مع مصطفى.


هدى بصراخ:« انتي اتجننتي انتي كدا هتوديه في داهية أبيه مصطفى وبلال هيكونوا هنا في أي لحظة وكدا فهد هو اللي هيتأذي عشان تفكيرك الغبي.»


نوسة:« هو انتي هتفضلي تقطمي فيا ما تخلصي وقوليلي هنتصرف ازاي في المصيبة دي أنا ما كانش قصدي أأذيه أنا كان جوايا غل وحقد من ناحيتك وكان كل همي إن أخلص منك عشان فهد يرجعلي.»


هدى:« وهو انتي كده خلصتي مني يا أذكى اخواتك قربي يلا اتجري قدامي خلينا نخرج من هنا بسرعة لازم أبعد عن المكان دا بأسرع ما يمكن لأنهم لو وصلوا ولاقوني هنا صدقيني مش هتشوفي فهد طول حياتك.»


نوسة:«طيب هنروح على فين دلوقتي؟»


هدى بقلة حيلة:«يا فاقعة مرارتي يعني يا بنتي هو أنا اللي هقولك نروح فين انتم اللى خاطفيني يعني دي منطقتكم يعني انتي اللي تعرفيها مش أنا يبقى سيادتك اللي هتقولي نروح فين فهمتي ولا أرقع بالصوت وألطم.»


نوسة:« خلاص أنا عرفت هخبيكي فين أنا هاخدك عند خالتي وداد وإحنا هناك ولا الجن الأزرق هيعرف لنا طريق جره.»


هدى:« طب ما تيلا بينا يا ضنايا مستنية إيه ولا عاوزة تفضلي ترغي لغاية ما تلاقي البوليس كابس علينا دلوقتي.» 


أخذت نوسة هدى ونزلت من الغرفة وحينما وصلت إلى بهو الاستراحة وجدت لمونة يبحث عنها ومعه كوب الماء وحينما رآها هي وهدى وقف وتسمر بمكانه وأخذ ينظر لهدى نظرة خبيثة ويحرك أصابع يده أسفل ذقنه.


لمونة:« انتي واخدة البنية دي على فين يا ست نوسة؟»


نوسة بحدة:«ملكش فيه لمونة غور من قدامي دلوقتي أنا عفاريت الدنيا بتتنطط قدامي.»


هدى بهمس:«هو مين الأخ ده يا نوسة؟» 


نوسة:«دا يا ستي لمونة المتحرش الرسمي للمنطقة يعني تقدري تقولي كده حمدي الوزير بتاع منطقتنا.»


شهقت هدى ولطمت على صدرها ثم قالت:« نعم! حمدي الوزير ولمونة لا يا اختي اعصريني من فضلك.»


ثم هرولت سريعا ونظرت نوسة في إثرها و ضحكت بشدة وهرولت خلفها هي الأخرى.


نوسة:« استني هنا يا بت هو ما بيتحرش بستات المنطقة ما تخافيش ارجعي.»


ذهبت نوسة وهدى إلى منزل الخالة وداد وحينما وصلتا وقفتا أمام الباب يلهثان من كثرة الجري بعد لحظات التقطت نوسة أنفاسها وقامت بالدق على الباب ثم فتحت الخالة وداد ونظرت إلى نوسة بدهشة.


الخالة وداد:« في إيه يا نوسة مالك يا ضنايا بتنهجي كده ليه ومال وشك مخطوف كده ليه ومين البت اللي معاكي دي؟»


نوسة:«دخليني الأول يا خالة وبعدين ابقي حققي معايا براحتك.»


دخلت هدى ونوسة إلى المنزل وجلستا على أقرب أريكة ثم بدأت نوسة في قص كل ما حدث للخالة وداد. 


وداد بغضب:«وهو اللي انتي عملتيه دا اسمه حب يا نوسة كنت هتودي فهد في داهية بغبائك وغيرتك المجنونة دي يعني لولا البنية دي كان فهد ضاع منك تقدري تقوليلي بقا هتقوليله إيه على خروجها من بيته ولا أما البوليس يروح هناك عشان يدور عليها؟»


نوسة ببكاء:«مش عارفة يا خالتي بس كفاية بالله عليكي بلاش توجعيني بكلامك أكتر من كده أنا عارفة إني غلطت بس والله غصب عني.»


هدى بشفقة:«خلاص يا خالتي كفاية كده هي عرفت غلطتها والحمد لله إننا لحقنا الموضوع قبل ما فهد يتدمر.» 


وداد باستغراب:« انتي بتعملي كده ليه يا بنتي لا مؤاخذة هو انتي حبيتي فهد انتي واحده غيرك كانت استغلت الموقف ده عشان ترجع لأهلها مش تستخبى وتحمي اللي خطفها فهميني يا بنتي الله يرضى عليك.»


هدى:«لا طبعا يا خالتي كل الحكاية إني بعز فهد ومش حباه يتأذي ومش معنى إني مش عاوزة أتجوزه يبقى أأذيه وبعدين دلوقتي أنا لازم أساعد نوسة وأخلي فهد يشيل غشاوة حبي من على عينيه عشان يقدر يشوف الحب الحقيقي اللي هو مش واخد باله منه وباذن الله هخليه يشوف الجوهرة الحقيقية اللي في حياته واللي هي أحق من أي حد بقلبه ثم نظرت لنوسة بابتسامة وأكملت أنا مش همشي من هنا الا وانت حرم فهد البرازيلي يا خالة نوسة.»


ثم ضحكت بشدة قامت نوسة وذهبت باتجاهها والدموع تملأ عينيها ثم ارتمت بين أحضانها وأجهشت بالبكاء.


نوسة:«أرجوكي سامحيني أنا كنت هضيع فهد بغبائي لولاكي يا بنت الاصول.»


هدى بدموع:«خلاص بقى يا بت انتي أنا دمعتى قريبة وأنا عاوزاكي تطمني وتحطي في بطنك بطيخة صيفي اللي أنا هموت وآكل حتة منها دلوقتي.»


ضحكت نوسة بشدة على خفة ظلها. 


نوسة:«يعني انتي خلاص مسامحاني ومش زعلانة مني؟» 


هدى:« إلا ما زعلت من الأهبل اللي خطفني هزعل منك انتي بقولك إيه يا بنتي هو البيت ده مفيش فيه حاجة تتاكل أنا جعانة وغربان بطني بتزعق جوه هتأكلوني ولا أبلغ عنكم.» 


وداد بضحك:«من عيني يا ضنايا أحلى أكل يتعمل لك حالا أنا هقوم أدبحلك فرخة بلدي ترمي بيها عضمك بدل ما انتي معصعصة كده.»


هدى:«فراخ لا يا خالتي أنا ما باكلش فراخ لو قطط مش مشكلة.»


نوسة بضحك:«قطط الله يقرفك.»


وداد:« إيه العك اللي إنتم بتقولوه ده داهية  تقرفك انتى وهي وانتي يا اختي عاوزة تاكلي إيه طالما مش بتحبى الفراخ أعملك بطة بدل الفراخ؟»


هدى:« أنا مش باكل طيور خالص ممكن تعمليلي صينية مكرونة بشاميل يا سلام والصوص كده يبقى جوسي ومليانة جبن وتحطي فيها زيتون أسود الله والنبي أنا جوعت خلصيني يا خالتي أنا هفطس عندكم من قلة الأكل.»


وداد بضحك:«عيوني ليكي يا حبيبتي شوية والأكل يجهز.» 


في الاستراحة وصل بلال ومصطفى مع بعض القوات لمداهمتها والبحث عن هدى نقر مصطفى بشدة على الباب وقام لمونة بفتح الباب.


لمونة:« خير يا بشوات في إيه؟» 


مصطفى بحدة:« وسع يا ابني من قدامي ثم وجه حديثه للقوات التي معه يلا يا رجالة عاوزكم تفتشوا المكان حتة حتة اقلبوه عاليه على واطيه.»


لمونة:« ما يصحش يا باشا اللي بتعمله ده البيوت ليها حرمة وبعدين هو حضرتك معاك إذن نيابة؟»


بلال باستهزاء:« اركن يا بابا على جنب ويا ريت ما أسمعش صوتك لحد ما نخلص وإلا مش هيحصلك طيب.»


لمونة:« هو أنا ممكن أعرف حضراتكم بتدوروا على إيه؟»


مصطفى:« شششش انزل كده من على ودني واهبط شوية.»


بعد لحظات نزل بلال مع القوات وعلامات الخيبة تظهر على ملامحه.


مصطفى:« ها يا بلال لقيتوها؟»


بلال وهو يهز رأسه بأسى:«ملهاش أثر يا مصطفى باشا ومفيش ليها أي حاجة هنا تدل على وجودها.»


مصطفى بحدة:«يعني إيه الكلام ده مش ممكن أكيد خبوها في مكان تاني بس لحقوا يعرفوا ازاي إننا جايين؟»


بلال بحدة للمونة وهو يجره من خلف رءسه:«انطق ياض هدى فين؟ وديتوها فين؟»


لمونة بدهشة مصطنعة:«هدى مين يا باشا أنا ما اعرفش حد بالاسم ده وبعدين مفيش حد عايش هنا إسمه هدى.»


مصطفى:« فين أصحاب المخروبة دي ولا كمان ملهاش أصحاب؟»


لمونة:« أصحابها في شغلهم يا باشا  وما بيرجعوش دلوقتي.» 


بلال بهمس لمصطفى:« يظهر يا باشا دا بلاغ كاذب واللي قالتلك كان غرضها تنتقم من حد أو تضايقه واستغلت البوست اللي إحنا منزلينه عن هدى.»


مصطفى بحدة:« والله لأجيبها من تحت الأرض بنت الرفدى دي وأربيها على الحركة دي.»


بلال في نفسه:« أنا عارف إن انتي كنت هنا يا روح قلبي غصب عني لازم أصبر عشان أعرف أوصلك بس كفاية إني عرفت مكانك.»


ثم تحدث بصوت عالي:«يلا بينا يا مصطفى باشا وجودنا هنا دلوقتي ملوش لازمة.»


ذهب ومصطفى وبلال مع القوات خارج ذلك المكان وعقل بلال شارد في كيفية الوصول إلى هدى واستعادتها مرة أخرى. كان فهد يجلس مع رجاله ينهون بعض الأعمال الخاصة بهم حين أتاه اتصال وعندما نظر الى الهاتف وجده لمونة فرد سريعا 


فهد بلهفة:« خير يالمونة في حاجة حصلت لهدى؟»


لمونة:«لا اطمن يا بوص هي بخير بس البوليس كان هنا وبيدوروا عليها.»


هب فهد واقفا يشعر بالفزع الشديد من أن يكون عثر عليها رجال الشرطة ويحرم منها إلى الأبد.


فهد بفزع:«البوليس وصلها وأخدها انطق اتكلم.»


لمونة:«اهدى يا بوص لما البوليس كان هنا هي ما كانتش موجودة الحمد لله وإلا كنا رحنا في داهية.»


فهد باستغراب:« ما كانتش موجودة! ما كانتش موجودة ازاي؟ اومال كانت فين؟ ما تنطق هو انت هتنقطني بالكلام اخلص يلا.»


لمونة:«الست نوسة كانت هنا وأخدتها معاها قبل ما البوليس يوصل بشوية وما أعرفش راحوا على فين.»


فهد بحدة وغضب:« عشان أنا سايب شوية بقر يعني إيه نوسة أخدتها وما تعرفش راحوا فين أنا هطلع روحك بس أما آجيلك.» 


ثم أغلق الهاتف وقام بالاتصال على نوسة كانت نوسة تجلس مع هدى و وداد يتحدثون حين سمعت صوت رنين هاتفها وحينما نظرت إليه وجدته فهد فهبت واقفة ثم لطمت على صدرها بيدها.


نوسة بخوف:« ده فهد اللي بيتصل يا لهوي يا لهوي روحت في داهية زمانه عرف اللي حصل من الواد لمونة وهييجي يطلع روحي اااه يا وقعتك السودة يا نوسة ما كانش يومك يا نوسة يا صغيرة على البهدلة يا نوووووسة.»


هدى بصراخ:« بااااااس اسكتي شوية وافصلي وردي عليه وما تخافيش مش هيعملك حاجة.»


نوسة وهي ترد على الهاتف بخوف:« أيوه يا فهد خير في حاجة؟»


فهد بلهفة:« هدى فين يا نوسة أوعي تكوني أذيتيها أصل والله مش هيكفيني عمرك قصادها.»


نوسة بحزن:« اطمن يا فهد هدى بخير إحنا عند خالتي وداد قاعدين معاها شوية وما تقلقش يا ابن عمي أنا مش مجرمة عشان أأذيها ولو عاوز تطمن خذها معاك أهي هي هتكلمك بنفسها وتقولك.»


ثم أعطت الهاتف لهدى وجلست تبكي.


هدى بحدة:«في إيه يا فهد زعلت نوسة ليه وخليتها تعيط بالشكل ده؟»


فهد:« انتي كويسة حد عمل فيكي حاجة حد زعلك؟»


هدى:« مفيش حد عملي حاجة أنا كويسة كل الحكاية إني كنت زهقانة ومتضايقة من الحبسة اللي انت حابسهالي وفضلت أنادي على أي حد يفتحلي الباب عشان أنا بتخنق من الأماكن المقفولهة ونوسة كتر خيرها لما سمعتني فتحتلي الباب وعرضت عليا نخرج سوا بشرط إن ما أهربش وأنا وعدتها لأني كنت عاوزة أشم هوا وإلا كان ممكن يجرالي حاجة من الحبسة دي عشان أنا عندي فوبيا من الأماكن المغلقة يا أستاذ يعني كان ممكن ترجع تلاقيني ميتة.»


فهد بلهفة:« بعد الشر عليكي يعني انتي كويسة دلوقتي أومال البوليس عرف منين إن انتي في الاستراحة؟»


هدى بدهشة مصطنعة:« بوليس! بوليس إيه؟ أنا مش فاهمة حاجة؟»


فهد:«أصل البوليس جه عندي في الاستراحة وكان بيدور عليكي ولولا ستر ربنا إن نوسة جت وأخدتك معاها كان  زمانهم أخدوكي مني دلوقتي.»


هدى بفرحة:« ده ممكن يكون بلال وأبيه مصطفى يعني عرفوا يوصلوا لمكانى دا طلعوا ظباط جامدين أهو.. كدا يبقى أنا اطمنت على مستقبلي مع بلال.»


ثم صمتت فجأة حينما شعرت بحديثها عن بلال وكيف أنه يجرح مشاعر فهد فأكملت بتردد.


هدى بتردد:« أنا آسفة يا فهد غصب عني بس مشاعرنا مش بايدينا وانت أكتر واحد عارف كده.»


فهد بحدة:«خلاص يا أستاذة حصل خير لو سمحتي اديني نوسة.»


أعطت هدى الهاتف لنوسة لتحدث فهد.


نوسة:«أيوة يا فهد.»


فهد:«خلي هدى عندك وعينك عليها وأوعي تهرب منك وأنا مسافة السكة وهكون عندكم.»


ثم أغلق هاتفه وبعد مدة وصل فهد إلى منزل الخالة وداد والشرار يتطاير من عينيه فكيف لها أن تذكر حبها لبلال أمامه كيف لها أن لا تكترث بمشاعره نحوها.


فهد في نفسه بحدة:« انتي شوفتي مني وشي الطيب بس وداخلاكى تدوسي على مشاعري بكل قوتك يمكن للصبر حدود وأنا صبرت عليكي بما فيه الكفاية أنا لازم أوريكي وشي التاني عشان تعرفي انتي بتتعاملي مع مين بالظبط حتى لو وصلت إني أموتك هموتك يا هدى ولا إنك تكوني لحد غيري مفيش حد هيمسك غيري انتي ملكي أنا وبس حتى لو غصب عنك يا كده يا الموت هو اللي هيبقى مصيرك وانتي اللي هتقرري مصيرك بايدك يا تبقي حرم فهد البرازيلي يا تبقي أرملة بلال العوضي وأحرق قلبك عليه ودا أصعب ليكي من الموت عشان تجربي الاحساس اللي أنا عايشه.»


              الفصل السابع عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close