أخر الاخبار

رواية نفق الجحيم الجزء الثاني2 الفصل الثالث والرابع بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني2 الفصل الثالث والرابع

 بقلم ريناد يوسف

نزلت بدور تجرى ووقفت في الطرقه اللي بين الأوض، وفضلت تصرخ وتقول بوووه عفريت، لحد ماصحت البيت كله. 

واتلموا على حسها، وأول ماشافت آمها اترمت فباطها وفضلت ترجف وتبكى وتقولها الحقيني شفت عفريت شفت عفريت، وعدويه والكل ملمومين حواليها مش فاهمين حاجه! 

أما حوريه فبمجرد ماشافت بدور وبدور شافتها عالسطوح، اتلغفنت معرفتش تعمل أيه، لكن لما بدور صرخت ونزلت جرى إطمنت إنها مشافتهاش زين، فقوام طفت الكلوب اللي معاها ودخلته اوضة الخزين ودارته تحت الكراكيب، 

وقلعت طرحتها وربطت بيها الفلوس اللي معاها على وسطها تحت الجلابيه، ونزلت خلجاتها وراحت عالكلوب اللي هملته بدور واتلافته من الأرض، وشالت ماجور الرايب على راسها ونزلت على السلم بالهداوه، وأول ماتاقت من فوق الكل بص عليها بإستغراب بما فيهم بدور! 

وقبل ماحد منهم ينطوق سبقت هي ووجهت كلامها لبدور وقالتلها:

-لميته يابدور هتفضلي من غير عقل  إكده؟ طيب لما إنك خوافه ودم داخل عليكي عتطلعي عالسطوح فنصاص الليالي ليه؟ 

منك لله قلقتي منامي ورجفتي قلبي رجف بصراخك وصحتيني من احلاها نومه، وقمت اهجم عالسطوح كيف المنجومه اشوف فين العفريت اللي عتتحدتي عنيه ديه؟ 

وولا لقيت عفريت ولا جن حتى. 

ملقيتش غير الكلوب عالارض، واللي لو كانت اتكعبلت فيه قطه ولا نمسه كانت قلبت السبيرتو اللي فيه عالقش، وهب الكلوب فى القش والجله الناشفه، والنار كلت البيت وكل. 

وكمان ماجور الرايب مرمي بره القفص والدنيا خربانه فوق السطوح خالص! 

بدور بإستغراب:

- طلعتي ميته يامرات عمي؟ 

حوريه: 

-اول مانزلتي تتخبطى اني صحيت طوالي، وجريت عالباب فتحته، ولقيتك عتلدلدي كيف الملسوعه وتقولي عفريت عالسطوح ومواعياش قدامك، طلعت جرى اشوف يمكن حرامي ولابد فوق السطوح عشان يقشط البيت. 

بس طلعت لا لقيت حرامي ولا عفريت، ملقتش غير خيبتك التقيله سايباها فوق السطوح ونازله تتكحرتي كيف المهبوله. 

عدويه بزعيق:

-وانتي إيه اللي مطلعك عالسطوح فالسعادي يابومه، وانتي خابره روحك خوافه وتخافي من خيالك؟ 

بدور ببكا:

-ستي عديله هي اللي قالتلي اطلع اجيب ماجور رايب عشان توكل شام وتحن لبتها لبن عشان جعانه. 

حوريه بغضب مصطنع:

-يقطع شام وبتها اللي دايما قالقينا ومكدرين عيشتنا، اديكي اتزوعتي وزوعتينا معاكي عشان يعجب ستك ويعجب شام ويعجب بتها كمان. 


خلصت كلامها ومدت الكلوب لعدويه اختها بغضب، ونزلت الماجور من على راسها سدحت بيه بتها فكريه على صدرها وادتهولها، وراحت على اوضتها وهي عتاخد انفاسها براحه اخيرا؛ عشان البوليكه اللي عيملتها خالت عالكل، ومحدش قدر يتحدت ولا حد كدبها. 

وبس وصلت اوضتها وفتحت بابها، بصت لقت عديله حماتها واقفه عالسلم وبصالها بصه غريبه، بادلتها حوريه البصه ببصة غضب، وفتحت الباب ودخلت ورزعته وراها،

 وعديله برغم الكلام اللي سمعته، لكن النمره اللي عيملتها حوريه قدام الكل مخالتش عليها، وقلبها قالها إن في الموضوع إن، وراحت على بدور وخدتها من يدها على اوضتها، وقعدتها عالسرير وقعدت قدامها وقالتلها:

-احكيلي يابدور شفتي إيه فوق السطوح بالظبط؟ احكيلي من أول ماطلعتي لغاية مانزلتي. 

بدور رجعت تبكي تاني وترجف وهي عتفتكر المنظر اللي خلى قلبها هيقف من الرعب، وحكت لستها كل حاجه، وعديله كانت عتربط كلام بدور ببعضه وتحلله طول مابدور عتتكلم، وفى الاخر قالتلها:

-يعني العفريت اللي انتي شفتيه كان ماسك فيده كلوب وحاطط حاجه فوق راسه كيف الشال اللي عنلبسوه؟ 

بدور:

-ايوه ياستي. 

عديله:

-طيب وكان جنسه ايه العفريت ديه؟ 

بدور:

-كيف ياستي جنسه ايه يعني، هو اني هسال العفريت على جنسه؟ 

عديله:

-يعني ياهبله كان شكله راجل ولا مره؟ عفريت دكر يعني ولا عفريته نتايه؟ 

بدور:

-مععرفشي فنوع العفاريت، بس هو كان لابس جلابيه حريمى وحاطط فوق راسه طرحه يوبقي عفريت نتايه صوح. 

عديله:

-كان يدي علي حوريه مرت عمك إكده يعني؟ 

بدور:

-له ياستي مرت عمي ايه بس، ديه كان طويل كد النخله وعريض كد الحيييطه، وعيونه حوومررر وباظيين لبره إكده وخشمممه واااسع واااسع يدخل بني آدم، ومناخيره خرومها كااااد الـ.... 

وقبل ماتكمل كانت عديله مدياها بالكف على وشها مسكتاها قبل ماتكمل وقالتلها:

-بسك خررط وفشر اني اصلا عرفت العفريت خلاص. 

قالت الكلمه وقامت وخدت ماجور الرايب معاها ونزلت، وهي عتقلبها فدماغها وتسأل روحها ياترى حوريه كانت عالسطوح في الساعه داي من الليل عتعمل ايه؟ 

ونزلت وكلت شام وقعدت صاحيه تستنى الصبح بفارغ الصبر عشان تدعبس ورا حوريه وتكشف المستور. 

❈-❈-❈


عاود ابو همام من المستشفى للبيت بالليل، وهمل عزام وبسيمه مع همام، وبمجرد مادخل البيت كان متوقع إنه يلاقي لواحظ مرته ميته من الهم والقهر على ولدها، ويكون حالها لا يسر عدوا ولا حبيب؛ عشان إكده مقدرتش تروح مع عزام المستشفي تشوف ولدها، لكنه لقى حاجه تانيه خالص. 

شافها قاعده مهمومه صوح ورابطه راسها وباكيه، بس أول ماشافته هبت فوشه كيف وابور الجاز؛ تشتكى من بسيمه واللي عيملته فيها، وانها مدت يدها عليها وضربتها وضربت بناته كمان. 

وإهنه بس فهم كلمة بسيمه إنها عتحترم الكبير طول مامحترم نفسه، وفهم إن لواحظ ابتدت بالغلط على بسيمه وعملت فيها هي وبناته اللي مقدرتش تتحمله وتسكت عليه. 

فبص للواحظ بلوم وعتب وقالها بنبره حادة:

-بقى الاصول ياللي ماتعرفى الاصول إنك تستفردى بمرت ولدك إنتي وبناتك؟ 


وكمان معملتيش حساب لولدك اللي مرمى في المستشفى بين الحيا والموت وفأشد العوزه لدعوة منك وركعه تصليها تطلبيله الشفا من ربنا، وانتي تهملى ديه كله وتعملى مشاكل؟ 

بقى إنتي أم إنتي؟ 

لواحظ بغضب:

-ياحمدون أني مديت يدى عليها من قهرتي على ولدي عشان هي السبب فاللي جراله، لولاها لكان ركب نخل ولا وقع ولا جراله اللي جراله. 

حمدون:

-ياشيخه حرام عليكي مااحنا كنا قاعدين كلنا سوا، لا البنيه طلبت منه حاجه ولا قالتله اطلع نخل، ولدك اللي مخه ملحوس لحاله وعمره ماعيحسب خطاويه واصل. 

لواحظ:

-مطلبتش بس عيمله عشان يرضيها ويحايلها، وهي لو مريحاه اصلا ومدياله ريق حلو مايرميش حاله في الموت عشان خاطرها، متدافعش ياحمدون عشان هي السبب يعنى هي السبب. 

حمدون:

-طيب وفلوسها اللي دفعتها لولدك ووقفتها جارنا ورفعتها لراسنا وهي مش مجبوره مشفعتلهاش عندك ولا هبابه؟ 

لواحظ:

-فلوسها ايه ام فلوس داي، اصلا فلوس المره هي فلوس جوزها ولما تعطيه وتقف جاره مسمهاش جِبايه ولا جمايل، ديه واجبها والاصول عتقول إكده. 

حمدون بصلها وهز دماغه بسخريه وبعدين قالها:

-له وانتى ست من تفهم فالأصول يالواحظ الصراحه. 

طيب قومى ياام الأصول حميلي هبابة ميه اتسبح الاجسمي واكلني من تراب الحصاد وعفاره قومي. 


وبالفعل لواحظ بدأت تقوم بالراحه وهي عتتألم وماسكه ضهرها، ودخلت تحميله الميه، وهو قعد عالدكه يفكر فالحال اللي وصله ولده، وهل ياترى مرته هترضى تقعد معاه وتخدمه وهي ملحقتش تتهنى معاه، ولا هتقول اروح اشوف حالى واطلق واتجوز، ووكتها محدش ابدا يلومها وعذرها معاها. 

ولو اتطلقت ياترى مصير همام هيكون ايه مع بتين اخوات مهملين معيخدموش غير بالشديد القوى ومسيرهم هيتجوزو ويسيبوالبيت، وأم مهمله اكتر منهم؟ 

قعد يفكر لحد مالميه سخنت وبعدها قام ودخل يتسبح ورمى حموله وحمول ولده ومصيره على رب العباد. 

❈-❈-❈


أما فى المستشفى عند همام:

بسيمه:

- روح ياعزام شوف الداكتور يسمح لاخوك بالوكل ولا له، ولو سمحله تعالى خد السليقه وانزل سخنها عالقهوة اللي تحت وهاتها عشان توكله. 

سمع عزام كلامها وطلع شاف الداكتور، وسمح لهمام بالوكل والشرب، وعزام عاود خد العمود بتاع الوكل نزل يسخنه، وبسيمه راحت علي همام بالميه تسقيه لما قالها إنه عطشان

ولأن اديه كانوا متجبسين التنين فالكفوف وميقدرش يشرب لحاله، اضطرت بسيمه انها تسقيه هي. 

وعشان تعرف قعدت جاره وبهداوة ابتدت ترفع راسه بيدها لغاية مارفعتها المسافه الكافيه، وبعدها قربت منيه الميه عشان يشرب. 

لكن هو فاللحظه دي كان فدنيا تانيه وارتوى بقربها وريحتها اللي عبت انفاسه كأنه شرب نهر النيل كله، ومعادش بحاجة ميه من بعده، ثواني فضلت فيهم بسيمه ماده يدها قدامه وهو مغمض عنيه، وهي الوضع معجبهاش فنهرته بغضب:


-هتشرب ولا معادش بدك ميه والعطش راح اقوم بدال التذنيبه داي؟ 

فتح همام عنيه قوام، وبسرعه شرب من يدها قبل ماتبعد عنه، وكان عيشرب بالراحه وبوق بوق عشان قعدته فحضنها تطول،

وبسيمه للحظه وهي واعياه عامل كيف العيل الصغير على دراعها ومحتاج حنان ورعايه شفقت عليه،

 وبرغم إنها عارفه إنه عيتجلع فى الشرب وفهمت حيلته، الا انها جارته فى اللي عيعمله لحد ماشرب الكوبايه كلها، وبعدها نزلت دماغه بالراحه تانى على المخده،وبس عدل راسه شافت الجرح اللي فرقبته، واللي فكرها بأختها شام واللي عيمله فيها، وحالها وكل اللي جرالهم بسببه، وفلحظه ملامح وشها اتقلبت ١٨٠ درجه ولامت نفسها على شفقتها عليه. 


أما هو فأول ماشاف عنيها عالجرح رفع يده قوام وحطها عالجرح داراه من قدام عنيها، 

وغمض عيونه بوجع على حظه اللي خلى الذنب اللي عيمله وتاب عنه ساب عليه اثر على جسمه،كأنه وشم عار يفكر بسيمه طول العمر بعملته وهو كمان كل ماياجي يناساها بس يشوف الجرح يفتكر كل حاجه. 

راحت بسيمه قعدت بعيد عنه، وشويه ودخل عزام بالوكل، وكان المفروض إن بسيمه هي اللي توكل همام، لكنها قالت لعزام  اخوه يوكله هو، 

وهي قعدت بعيد وربعت اديها على صدرها وسرحت، وحست بالشوق لأختها شام اللي من أول ماشافت الجرح اللي فرقبة همام افتكرتها وهي عتقاسي الوجع، وسألت نفسها:

-ياترى ياشام ياختي كيفك وكيف حالك دلوك، وعامل ايه الزمن فيكي وعاملين ايه الكلاب دول معاكي؟

وفلحظه جرفها الشوق لاختها، وقررت إنها هتروحلها البيت وتعمل المستحيل عشان تشوفها، ولو لزم الأمر هتنط السور من ورا اهل البيت وتتسلل كيف الحراميه، بس أهم حاجه عينها تنضر شام وتتطمن عليها. 


عزام وكل همام وخلص، وبعدها قالهم إنه طالع ينام فى الطرقه، ولو عازوا حاجه يدوه حس وهو ياجيلهم قوام، وهملهم الاوضه كلها عشان بسيمه تعرف تنام وتاخد راحتها فى النومه. 

بس نوم ايه اللي تنامه بسيمه، وهمام بعد طلوع عزام على طول ابتدا يتشال ويتحط وحس بالوجع كله بعد مالبنج فك منيه عالاخر، وحسه بقى جايب لآخر المستشفي، وحتى ابرة المهدىء اللي عطهاله الداكتور مجابتش فيه اي نتيجه، وقعد للصبح يقول ياعين ياليل. 


ومع طلوع النهار اخيراً سكت هبابه وهدى، وقدر يغمض عيونه، وبسيمه وعزام حمدوا ربهم إنه اخيرا بطل صراخ وألم وهينامولهم هبابه، لكن فى اللحظه داى دخل عليه أبوه والشيخ حكيم، اللي جه يشوط عالمعمل، وعرف الخبر وجيه طوالي لهمام. 

حمدون اول مادخل ولقاه نايم اتحدت بحس واطي:

-كيفه دلوك اخوك ياعزام وكيف كانت عشيته ياولدي، والله قلبي بايت قايد نار عليه 

عزام:

- ليلته كانت زفت يابوي بايت طول الليل يهاتي من الوجع وحسه مقلقل المشتشفى كلها. 

حكيم بهمس:

-معلهش حقه، الله يكون فعونه عذره معاه اللي فيه مش هين ياناس، ربنا يجعله فميزان حسناته ويؤجر عليه. 

وبص لأبو همام ومد يده فجيبه وطلعله كل ايراد المعمل بتاع الاسبوع وحطه فيده وقاله:

دول مصاريف المستشفى والعلاج ياابو همام، وهمام من اليوم شهريته طالعه من النهارده لآخر العمر، وأول كل شهر هتتسلمله فيده، يعني متعتلوش هم. 

حمدون:

- ايوه بس ديه كتير ياولدى! 

حكيم:

-مش كتير ولا حاجه ياابو همام، الفلوس اخر حاجه تفكر فيها، ودير بالك على ولدك ومتحسسهوش بأنه خلاص الحياه بالنسباله انتهت ومعادش ليه لزمه فيها. 


هز حمدون دماغه بتفهم وغمض عنيه ونفخ بقلة حيله، لانه خابر إنه مهما حاول يخفف عن ولده، الا إن اللي فيه أكبر من جبر خاطره بكلمه ولا بضحكه فى وشه وإن هو مش عيل صغير. 


حكيم بص لبسيمه اللي كانت قاعده بعيد وعينها عتتنقل مابين حكيم وابو همام وهمام وهي ساكته سكوت تام، وجلى صوته وبص لابو همام وقاله:

بعد إذنك عايز اختى فكلمتين ياابو همام على جنب تسمحلى؟ 

حمدون:

-وه ياولدي عتستأذن إياك؟ كلمها ياولدي كلمتين وعشره وألف كلمه كمان؛ إنت ماعليك حرج ولا لوم إنت من الأول قلت إنك فمقام اخوها والاخ ليه على اخته حق محدش يقدر ينكره. 

خلص كلامه ولف ووجه كلامه لبسيمه وقالها:

-بسيمه قومى الشيخ حكيم عايزك فكلمتين. 

قامت بسيمه بهدوء وراحت عليهم، وطلع حكيم قدامها فى الطرقه وهي راحت وراه، ووقف ولف عليها وخد نفس وبصلها وبهدوء قالها:

-شوفي ياختي هقولك كلمتين مخلصين بعضهم.. انتي خابره إنى خدت حماكي واتعهدت اني مسئول عنك وعن راحتك، ودلوك جوزك ربنا خصه بإبتلاء عظيم، أو خلينا نقول تكفير ذنب، بس مش لحاله المُبتلى بيه. 

انتى ليكي نصيب كبير من الابتلاء، بس انتي مش مجبوره عليه. 

بمعني.. إن انتي يحقلك تتطلقى منيه، بس مش دلوك ومش فى الفتره داي،

هتقعدي معاه عالاقل سنه.

طبعاً مفيش عُرف يجبرك على إكده، ولا فيه من الدين والسنه شي نص على اللي عقوله، بس الانسانيه هي اللي عتحكم في المواقف داي، والاصل هو اللي عيسود القرارات. 

واني خابرك بت اصول وجدعه واصلك طيب.. وعطلب منك إنك تتحمليها السنه داى، مش هقولك بحلوها عشان مهيكونش فيها حلوا. 

واديني عقولهالك.. هتكون كلها مر ومسئوليه وتعب.. بس بعد السنه هيكون همام اتعود على وضعه واتأقلم مع حياته الجديده، وعرف يتعامل مع عجزه ويتعايش معاه. 

هاه قولتي ايه يابت الاصول؟ 

بسيمه ردت عليه بمنتهى الهدوء:

-اني من غير ماتقول ياشيخ مكنتش ههمله وهو فحالته داي؛ مش عشانه ولا عشان حالته ولا يتعود ولا حاجه، عشان الكلام ديه آخر همي، وهو كله اصلا آخر همي. 

بس اني هقعد عشان ميتقالش بت عبد الصمد رديه واصلها ردي وهملت جوزها فشدته، عشان مأخليش إسم ابوى وربايته ليا ينذكروا بالسوء. 

بس ديه اللي هيخليني اقعد واتحمل همام، ومش بس سنه، له داني مستعده سنين اتحمل ولا إن حد يقول عبد الصمد مخلف بت معندهاش اصل. 

اتبسم حكيم وهو عيبصلها وقالها:

-عارفه يابسيمه.. اللي اصله طيب زيك إكده ويعرف فالأصول عمر قلبه مايكون بالقسوه اللي انتي عتتحدتي بيها داي.. اللي تعمل حساب لأبوها وسمعته وسيرته هتعمل حساب اكبر لربها وحسابه، وهتعمل  لوجهه الكريم، وعشان تنول رضاه اللي محدش غيرها يقدر يعمله. 

تسلم البطن اللي شالتك ويسلم اللى ربى وعلم وزرع من طيبة قلبه فيكم شجر طراح يابنات الراجل الطيب. 

ودلوك هطلب منك طلب.. عايزك تاخدي بالك فكلامك مع همام ع الاخر، يعني لاتقولي قدامه كلمة شلل ولا عجز ولا الكلام اللي يتعب النفسيه ديه، ولا تحسسيه بإنه عِجز وبقي معتمد على غيره عشان يعيش. 

ارفعى من معنوياته وفهميه إنه عادي وناس كتير زيه إكده، ديه هيخليه يتقبل وضعه اسرع. 

هزت بسيمه دماغها لحكيم بموافقه، ولسه واقفين موطرحهم شافو لواحظ أم همام جايه فى الطرقه تبكي هي وبناتها، ودخلت الأوضه كيف الأعصار وبمجرد مادخلت صرخت وقالت بوووه.. 

وراحت على سرير همام اللي قام مفزوع على حسها واترمت فوقه وبعلو حسها تبكي وتقول:


-يااااولدااااي ياااااحبيبي،، مكانش ليك الشلل والعجز ياحبيبااااااي،، خلاص بقيت طريح الفرااااش ياولدي ومعادتش ليك قووومه... آااه يابختك المايل ياحبيبياااااي.. ياحظك المنيل دون الناس كلها ياضناي.. وبصت لبناتها وزعقت فيهم بعلو حسها.. ماتصرخوا على اخوكم يابُلغ ساكتين ليه؟ 

وبمجرد ماقالت إكده ولولوا البنته التنين فوق راس اخوهم اللي غمض عنيه وابتدا يون من تاني من الوجع اللي ماصدق إنه ارتاح منه هبابه بالنوم. 


أما حكيم فكان واقف بره هو وبسيمه وشايف الموقف وسامع كل اللي عيتقال، وبص لبسيمه وقالها بيأس:

-بالنسبه طبعاً لموضوع رفع المعنويات ديه تنسيه خالص، وبالنسبه لهمام فالو عالحال ديه مش هيطول وهيموت مقهور علي حاله من عمايل امه وخياته البنات وكلامهم اللي يقطع الفرط ديه. 

خلص كلامه وبسيمه اتبسمت غصب عنها، وقالت الله يكون فعونه، وهو مد يده فجيبه وطلع مبلغ ومده لبسيمه وقالها:

دول من اخوكي خليهم معاكي لو حبيتي تجيبيلك حاجه ولا نفسك هفتك علي شي اشتريه ومتقوليش لحد علي حاجه،الجماعه من إهنه ورايح حالهم هيوبقي حال ومصاريفهم هتتقل بسبب اللي جرا لهمام وعلاجه ومهيوبقاش معاهم. 

بسيمه:

- كتر خيرك ياخوي، بس والله اني معاي فلوس كتير وممحتاجاش شي، وكمان اني عيني شوافه وعمر نفسى ماتطيب على شي ولا اطلب شي من حد واني خابره انه على فيض الكريم، فمن الناحيه دي اطمن، بنات عبد الصمد عينهم مليانه ومقنوعين، واللي شافوه فبيت ابوهم من عز وبغدده، يخليهم يعيشوا عليه العمر كله شبعانين. 


ولوفيوم عوزت اي حاجه والنفس غصب عنها اشتهت شي إنت اول واحد هقوله واطلب منه، وهو اني اعرف مين إهنه ولا ليا مين غيرك اقوله. 

حكيم بإصرار:

- عارف يابسيمه انك شبعانه وعينك مليانه ومعاكي، بس معلهش حتى لو معاكي خدي دول مني ومتكسفيش مدت يد اخوكي. 

بسيمه بإصرار اكبر:

- ماعاش ولا كان اللي يكسف مدت يدك ياخوي، بس الفلوس تروح للمحتاج أولى وأني مش محتاجه، وخابره إنك عتساعد ناس يامه بالفلوس داي، فاعطيهم لحد يفكو زنقته واني ميته مااعوز هقولك صدقني. 

رجع حكيم اديه بالفلوس تاني وهو عيتبسم ويهز دماغه بإعجاب لعزة نفس بسيمه اللي زادت احترامه ليها، واتحرك عشان يمشي بعد ماعمل الواجب، لكن وقفه حس بسيمه اللي قالتله:

مش هتروح تسأل علي اختك التانيه شام ياخوي ولا نسيتها خلاص؟

حكيم اتنهد ولف عليها وقالها:

-له والله مانسيتها يابسيمه بس للأسف مش لاقيلي ليها سبيل وجوزها مقفل عليها كل الطرق ومانع اي حد يوصلها او يعرف عنها شي. 

بسيمه بوجع:

-ولحد ميته هنقعدوا عالحال ديه يعني؟ 

حكيم:

- لغاية ماربك يفرجها ويهدي جوزها، غير إكده مافي في اليد حيله. 

اني اقدر اروحلها كل يوم واقف على عتبة بابها واحاول اشوفها بالعافيه، بس وكتها كرار ممكن يضرب سمعة اختك وسمعتي في الارض، ويقول للناس إن فيه حاجه مش تمام ،والناس تصدق وكرار مليهش كبير يقوله عيب ولا كِخ وانتي خابره انه خسيس ويعملها ويعمل أبوها. 

وإن هو الوحيد مابين التلاته سيد وهمام اللي ربنا خاتم على قلبه ومفيش اي طريقه نفعت معاه عشان يتعدل أو يتصلح حاله. 

بس الامل فربك كبير وماعلينا الا نقول يارب وهو فراج الهموم.. بس يعني هفضل اقولها إن طول مامسامعينش عنها حاجه شينه توبقي بخير.. قولي يارب ياختي قولي يارب وادعيلها وادعي لجوزها بالهدايه. 


بسيمه بيأس: ياااارب، ربنا يهديه عليها يارب

حكيم:

-طيب هروح اني يادوبك اشوف حال المعمل والعمال واعاود البلد، وهقول لابوكي وامك واعرفهم باللي جرا لجوزك ويمكن اجيبهم معاي بكره.. عايزه حاجه مني قبل مااروح ولا حاجه اجيبهالك معاي بكره من بلدكم واني جاي؟ 

بسيمه:

-شالله تسلم وتعيش يارب، معاوزاشي ايوتها حاجه والله، مستوره والحمد لله ومناقصنيش حاجه. 

حكيم:

-انشالله دايما توبقي مستوره ومناقصكش حاجه. 

خلص كلامه ومشى وبسيمه عاودت للأوضه ولقت لواحظ وبناتها لسه محاوطين همام وعيبكوا فوق راسه كيف مايكون ميت وعيغسلوه عشان يشيعوه لمثواه الاخير، وهو ياعيني وشه غدا اصفر كيف الليمونه من الوجع والقهر اللي اتقهره على روحه، وقامت مزعقه فيهم مره وحده:

-مابزياداكم ولوله وعديد عاد ماهو زين اهه وعين الله عليه مافيه الا العافيه، وبعدين بكفايه إن حسه ونفسه في الدنيا مالكم ناصبينها جنازه وعتفولوا عليه ليه؟ 


بعدي عن السرير منك ليها الدنيا شوب وحر وهو متجبس كله خلى نسمة هوا تفوتله متسدوش هوا ربنا من الفوته عليه. 


هي قالت إكده والكل سكت، وحمدون قام يحوش فيهم من حوالين همام يالقوة، كيف مايكون كان عايز يعمل أكده بس مفيش حد مشجعه. 

أما همام فكان عيسمع فكلام بسيمه وقلبه يدق بقوة وهو لامس في نبرتها خوف عليه وشفقه على حاله مشافهاش من أمه واخواته، وغمض عنيه وكرر دعوته اللي دعاها فقلب السما وسط جريد النخل، إن ربنا يخلقله فقلب بسيمه مكان وتحبه ويكونله فرصه معاها، بس سكت وقطم الدعوة وهو عيفتكر حالته، وقال لروحه إنه خلاص معادلهوش اي فرص، وإن قعادها معاها مش هيطول، ايام او اسابيع او شهور بالكتير والفراق محتوم. 

❈-❈-❈


أما عند نعيم وولاده وولاد توفيق قبل ساعات


الكل متجمع في البيت الصبح عالفطور قبل مايطلعوا عالشغل، معروف وعزت وصفوت وسلام وكرار نايم وغايب عن القعده زي مابقى غايب عن الشغل وعن كل جمعه لرجالة العيله.. 


نعيم: هاه ياولاد كل واحد يجيب اللي عيمله امبارح من المعده اللي طلع بيها شغل 

سلام:

- اني اللي عيملتو فولت بيه المعده وغيرتلها تروس ومفضلش معاي اي حاجه حتي معاودتش بحاجه فيدي لمرتي وولدي الصغير. 

معروف كان هيهم يمد يده فجيبه لكن سلام زغده خلاه لم يده تاني وكمل كلام:

-داني حتي الفلوس مكفتش وخدت فلوس معروف كلها اللي اشتغل بيها النهارده كملت بيها. 

نعيم: كيف يعني الحديت ديه؟ 

صفوت وهو عيمد يده فجيبه يطلع ايراد اليوم كله:

-عتحصل ياعمي، وبعدين براوه عليهم إنهم عيصونوا المعده اول باول، بكده عمرها يطول، هيفيد بأيه فلوس شغل يومين تلاته ولا حتي اسبوع والمعده خربانه فيها حاجه، وإنت خابر إن الحديد لو متصلحش اول باول خربانه يوم يوم عيزيد، والمعده تتحول لخرده ملهاش عازه. 

اني الفلوس اللي عيملتها اهي، وعزت عيمل كدهم عشان كنا شغالين مع بعض باللوادر وكبشتي بكبشته، واظون هيغطوا مصاريفنا ومصاريف البيت ويزيدوا. 

وحط الفلوس هو وعزت كلهم قدام عمه وعيال عمه، وابتدا عمهم يعد الفلوس ويقسموها عاللي لازمن يتصرفوا فيه، وكل ديه حوريه واقفه من بعيد وشايفاه، وقلبها قايد نار من هبل عيالها، وهتموت من كهانة ولاد عمهم اللي خلاص حطوا رجلهم على أول طريق الكَنز والحوز، وعيالها قرشهم موهوب للكل معارفينش الدنيا ماشيه كيف ولا الناس عتعمل ايه عشان تعرف تعيش فيها. 


فطروا الرجاله وطلعو وطلعت عديله تتسحب علي الدور الفوقاني ورا حوريه اللي سلتت نفسها وطلعت أوضتها، وهي في الوكت ديه ابدا معتطلعش، وزاد عندها الشك  اللي كلام بدور خلاه استوطن قلبها، وبالهداوه اتسحبت، وبصت من خرم الباب بتاع حوريه، ولمحاسن الصدف شافتها فارده الفلوس اللي جابتهم من فوق عالسرير قدامها على ٤ اكوام وعتعد فيهم، وإهنه رفعت عديله دماغها بإنتصاروهي عتهمس بحس واطي:

ايا حوريه الكلب،وقعتي ياحراميه ولا حدش سمى عليكي. 

واتحركت عشان تنزل بهداوه، وتستنى لما الرجاله كلهم يعاودوا اخر النهار، وتقول لنعيم ولدها وللبيت كله عاللي عينها شافته وتخليهم يفتشوا اوضة حوريه ويمسكوها بالجرم المشهود ويتعرف مين الحرامي ابو يد طويله اللي خد الفلوس. 

نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل الرابع


إتحركت عديله من قدام باب أوضة حوريه قوام، وخلاص هتنزل السلم، لقت ممدوح واد صفوت فوشها ععيقولها بالحس العالي:

جده عديله تعالي كلمى شام مرت عمي عاوزاكي تشوفي ربيعه بتها عتبكي وهي معارفاشي مالها ومعارفاشي تسكتها. 


وإهنه حوريه سمعت ممدوح وعرفت إن عديله طالعه لسبب قوي ؛ عشان مش من عوايدها واصل تطلع الدور الفوقاني غير للشديد القوي، ومفيش دلوك أقوى من إنها شاكه فحاجه غلط من كلام بدور وطلعت عشان تتأكد. 

اما عديله فنزلت قوام من خوفها ان حوريه تعرف بأنها فوق، وتحس بأنها عرفت حاجه، واتمنت إن حس ممدوح ميكونش وصلها،

 ونزلت تحت قوام، ودخلت الاوضه قبل ماحد ياخد باله إنها كانت فوق ويقول لحوريه، ومن وسط شكها ضميرها قالها بإن الفلوس اللي شافتها فيد حوريه داي ممكن تكون فلوسها هي محوشاها من ورا توفيق، وإنها لو اتهمتها بالسرقه تكون عتظلمها، وتقف حوريه قدامها يوم القيامه وهي طالباها فمظلمه،لكن رجع عقلها قالها إن المبلغ اللي شافته فيد حوريه كبير، اكبر من مبلغ تحويش.


أما حوريه فبمجرد مانزلت عديله، طلعت عالسطوح قوام، وخدت الفلوس من البلاص، ولفتهم زين بشاشه من بتوع مواجير اللبن وحطتهم فى شكارة سماد نايلون فاضيه، وبعدها حطتهم فصومعة الغله المقفوله، واللي لسه مش هياجي الدور على فتحتها دلوك، ودفنتهم زين فقلب الغله ونزلتهم لتحت بحيث إن حتى اللي يقلب فوش الغله او حتى يوصل لنص الغله ميقدرش يوصلهم، وغطت الصومعه زين وليستها من تاني، ونزلت لأوضتها، لمت الفلوس فى قمطة راس، ونزلت بيها وسط خلجاتها اللي محتاجين غسيل، ملكلكاهم بحيث ماحدش يقدر يشوفهم. 

وبمجرد مانزلت راحت بيهم على اوضة كرار تدسهم فيها، لكنها خافت تجرا حاجه ويلقوهم فأوضته، فغيرت خطتها وراحت بيهم عالموطبخ، وحطت الخلجات على جنب عشان اللي تغسل تغسلهم معاها، ودست القمطه تحت حله فخار مكفيه مش عيستخدموها، وطلعت بعدها قعدت في الحوش عادي. 

وطول قعدتها عينها على عديله وعتحاول تستنتج من بصاتها وحركاتها ياتري شكها وصلها لفين، وهل كشف المستور هيكون علي يدها هي ولا ايه؟ 

وبعدها استبعدت إنها تكون عارفه حاجه، لانها لو كانت عرفت كانت فضحتها في التو واللحظه وفضحت سترها، فبدأت تتصرف عادى، وطردت الخوف من جواها، وابتدت تمارس سلطتها عاللى في البيت بشكل طبيعي وتدى أوامرها لدي ودي وتقسم المهام. 


طلعت عديله من الأوضه بتاعتها بعد ماحوريه غابت عن نظرها، وشافتها عتتمشى في البيت بمنتهى الاريحيه ولا كأنها عامله عمله، 

فمقدرتش تتمالك حالها، وبلؤم إتكلمت كأنها متقصدهاش بالحديت:

- واد ياممدوح، اني شفتك وإنت عتاخد الحلاوه بتاعة اخوك بدري من وراه، ولما سألك قولتله مشوفتهاش، إنت إكده بقيت حرامي ياستي، والحرامى عتحصله حاجتين، يتفضح في الدنيا، ويروح جهنم في الآخره، اوعاك تمد يدك على حاجه مش بتاعتك ياولدي وتستحل مال غيرك، ولا هو العرق دساس ولا ايه؟ قالت كلمتها وبصت لحوريه بنظره ذات مغذى. 


وحوريه لما سمعتها قلبها وقع فرجليها و قربت منها وسألتها بعد مابلعت ريقها واتمنت ان الحديت يكون صدفه مش اكتر:

-قصدك ايه يامرت عمي بحديتك ديه، مين فينا حرامي عشان يطلع واد صفوت زيه ويوبقي العرق دساس؟ 

عديله بسخريه:

-والله اللي على راسه بطحه يامرت ولدي دايما تلاقي يده عليها عتحسس. 

حوريه حاولت تبان طبيعيه وتتغدى بمرت عمها وتطبق عليها مثل خدوهم بالصوت:


-عقولك ايه، لمي لسانك ياعدويه واهمدى عشان مقلبش عليكي وانتي خابره قلبتي زين، بطلي لؤمك ديه إنتي وليه كبيره ورجلك والقبر، واني دلوك مهتحملش منك اللي كنت متحملاه زمان، واللي كنتي متحاميه فيه وكان قاطع لساني وممخلينيش اخد منك حق ولا باطل راح، ومن إهنه ورايح الحرف يطلع من خاشمك بحساب، ومش بس إنتي، له دا كل مره في البيت ديه لازمن تعرف مقامها زين، وتعرف إن حوريه هي كبيرة البيت وسته. 


عديله:

-ايوه ياحوريه فيعي فيها واتحكمي واتجبري ماردادك مات ومسك القرد مفتاح الكرار. 


حوريه:

-افيع ونص وتلات تربع.. وانتي أول وحده هفيع عليها.. داني مغلوله منك غل الزمان.. ومن إهنه ورايح أسمع حسك يبرطم بكلمه ولا يعلي بشتمه مهتشوفيش أي طيب. 


عديله:

-إقربي لمي بس انتي واني اقول علي كل حاجه واقول مين اللي سرق القرشينات وطمرهم وين، واخليكي تتداسي بالبلغ القديمه. 


حوريه بلعت ريقها بخوف بعد مااتوكدت إن عديله عرفت إنها هي اللي خدت الفلوس وقالتلها:


-إعملي اللي تعمليه وقولي اللي تقوليه ولا حد هيصدقك. 


عديله:

-اني مهقولش قول اني حداي البينه.. والبينه علي اللي عيدعى يالطاشه ياام يد طويله ياحراميه.


خلصت حديتها وشافت الخوف بان علي ملامح حوريه، ووشها غدا اوصفر كيف اللمونه وعرفت إنها ضربتها فمكتل، وإن هي اللي سرقت القرشينات صوح، وإن الشك اللي كان جواها بإن الفلوس اللي شافتها معاها جايز تكون فلوسها هي محوشاها من ورا توفيق اتلاشى نهائي، وحل مكانه اليقين بإن حوريه هي الحراميه، وحلفت لتفضحها قدام الكل.. بس في الوكت المناسب مش دلوك.. بعد متلاعبها هبابه، لكنها متعرفش إنها بكده غلطت غلطة عمرها، وخلت حوريه تاخد حذرها.  


دقايق عدت وكانت عديله لساها واقفه هي وحوريه، واقفين قصاد بعض كيف الديوك، كل وحده عايزه تهجم عالتانيه تخلص عليها، لكن قطع لحظة المواجهه كرار اللى دخل البيت، وبمجرد دخوله أمه خدته على أوضته، وقفلت عليهم الباب وقالتله بلهوجه ولهفه، إنها طلعتله تحويشة عمرها كله عشان يتجوز بيها، وقالتله كمان.. إن اخواته لو عرفوا بأمرها هيقاسموه فيها وخصوصي إن عزت هو كمان عايز يتجوز بدور ويلم حاله، والسنويه بتاعة ابوه خلاص كلها شهرين وتتعمل ومهيوبقاش فيه موانع للجواز. 

وإنها لو رفضت تديهم هيزعلوا منها ومش بعيد يقاطعوها. 

وقالته عشان نتفادوا كل ديه الحل فيد نسايبك. 

تاخد الفلوس دلوك وتجري تديها للعمده وتحكيله اللي قولتهولك، وتقوله هاجيلك انى وعمي نحددوا المعاد رسمي كأنه هو  المتعجل عالجواز، وانه يعطيك القرشينات فيدك قدام عمك سلف عشان تكمل الجوازه وتعمل الفرح على اساس انهم دين لما ظروفك تتحسن تردهوله. 


كرار ضحك بفرحه لما سمع كلام امه وبعدها كشر وسألها:

- إيوه بس العمده هيرضى باللف والدوران ديه ويكدب عشاننا؟ 

حوريه:

-هيرضى وهيوافق متقلقش، ولو مرضيش اني بنفسي هروحله وافهمه.. ولا اقولك اني هاجي معاك عشان احنا التنين نفهموه زين، واني اعرف مااخليه يرضى ويقول اللي إحنا طالبينه منه.. يلا يلا مفيش وكت هم بينا. 

خلصت كلامها وراحت عالموطبخ جابت صرة الفلوس بالعجل وهي عتتلفت احسن حد يشوفها، وادتهم لكرار اللي مسكهم وقلبه رقص من الفرحه وهو مش مصدق إنه خلاص ماسك فيده تمن سعادته، وإنه خلاص فاضل عالفرحه تكه.


لبست حوريه ملسها، وطلعت هي وكرار اللي حط الفلوس فسيالة الجلابيه وطلع بيهم من البيت عادي وحتى عديله مخدتش بالها للفلوس، وراحوا قاصدين بيت العمده، وهناك قابلوا العمده واتفقوا علي كل حاجه، والعمده اول ماشاف الفلوس انجعص وحط رجل على رجل وطلب شبكه لبته، وطلبلها مهر مبلغ محترم، وخدهم من الفلوس، وحوريه وكرار مقدروش يفتحوا حنكهم ولا ينطقوا بحرف واحد، ويادوب خلى لكرار من الفلوس حق الخشب اللي هيشتريه وحق الفرح والدبيحه وبس. 

وعاود كرار وأمه وهما صاكين على سنانهم من عملة العمده اللي بينتلهم قد ايه عنده طمع وخسه 

❈-❈-❈


عاودت حوريه للبيت وكرار راح عالمندره وقعد فيها لانه من ساعة مااتولدت بت شام وهو مش طايق البيت ولا طايق يسمع حسها فيه. 

وبمجرد مادخلت البيت وقفت قصاد أوضة عديله وابتسمتلها بإنتصار، وعديله من البصه والابتسامه فهمت إن الحيه عرفت تفلت من بين إيديها وترجع لجحرها وتأمن نفسها. 

وبناء عليه، قررت إنها تاخد بالها منها مليح، لأنها دلوك عتجهز روحها وتستحضر سمها عشان تلدغها اكيد بعد ما اتوكدت إنها عرفت سرها..ولامت روحها على غلطتها اللي كانت غلطة الشاطر. 

❈-❈-❈

عاودو الرجاله من شغلهم، وقعدوا كلهم في الحوش بتاع البيت ينتظروا الغدا يتحط، وحتى كرار لما شافهم رجعوا، جه معاهم عالبيت يتغدا ويشوف إيه اخر اخبار الشغل، وعيشتغلوا فين طول اليومين اللي فاتوا، وكمان يقولهم ويقول لعمه علي ميعاد جوازه اللي اتقدم، وياخده للعمده عشان يحصل اللي اتفقوا عليه هو وامه، ويتم التمام على خير والبعيد يقرب. 


الوحيد اللي اتخلف عنهم ومعاودش معاهم هو عزت، اللي قالهم هيروح البندر يشترى حاجه ضروريه ويعاود. 


قعدوا الرجاله واتغدوا كلهم سوا وبعدها كرار قال لعمه واخواته عالقرار، ومقبلش من حد فيهم نص كلمه ولا ذرة عتب ولا سمح لحد فيهم يعترض، وقالهم إن الامر منتهي، وهما قصاد اللي شافوه منه من تصميم وإصرار وعند وافقوا مغلوبين على امرهم. 

وعمه قاله إنه هيروح معاه، بس العتب عالعمده على العمله الخسيسه داي مش هيسقط واصل. 

وخصوصي إنه عشان يكمل الجوازه هو اللي هيدفع فلوسها كلها من جيبه ويداين عريس بته عشان يتجوازها، وداي لا حوصلت قبل سابق ولا عتحصل فعرفهم. 


وبعد ماخلصوا غدا وكلام وحديت، كل واحد قام يشوف اللي هيعمله، اللي دخل يرتاح دخل واللي طلع عالجنينه يشوط عليها وع الارض طلع، واللي عاود للمندره عاود. وفضى الحوش من الرجاله ومفضلوش غير الحريم يجروا كيف النمل في البيت بناء على اوامر حوريه. 

وبدور طلعت لأوضتها بعد نص يوم شغل وخدت معاها الخرفشه والليفه وزيت الزيتون والفازلين والجاز وطلعت تعمل روتينها اليومي اللي عتستعد بيه لجوازها من عزت اللي مفاضلش عليه غير شهرين وكام يوم. 

❈-❈-❈

عاود عزت من البندر، ودخل الجنينه وهو شايل شنطه سوده داسسها تحت باطه وعيتلفت حواليه كيف الحرامي، ودخل علي البيت وكمان اتلفت شمال ويمين واطمن لما ملقاش حد واصل فى الحوش، واتقدم بخطوات سريعه ناحية أوضة سته عديله، ووقف قدامها متسمر وعيونه كانوا هيطلعوا من موطرحهم، وخشمه اتفتح على آخره، وهو شايف شام غفلانه وعترضع بتها وباب الأوضه مفتوح ومساتراش حالها. 

دقيقتين يمكن أو اقل وقفهم عزت قبل ماشام تنتبه لوجوده، لكنهم كانوا كفيلين يخربطوا احواله ويخلوه يضيع عقله،  وانتبه لما شام لملمت حالها وبزعيق قالتله:

- عزت! واقف حداك عتعمل ايه، وايه اللي موقفك إكده من الاساس؟

خلصت شام كلامها وعديله التفتت لعزت، وقامت عشان تشوفه عايز إيه وواقف ليه على باب الأوضه؟ 

وهو كل ديه عيونه متثبته على شام وعيتطلعلها ويتطلع للبت اللي شايلاها على حجرها بتمنى، وعيقول في سره لو كانت داي مرتي اني ومخلفالي بتي، قسما باللي صورها فاحسن صوره كان زماني قاعد تحت رجليها اخدم فيها. 

وصلت قدامه سته عديله، وضربته على خده بقلم خفيف عشان تفوقه من التوهان اللي هو فيه، وسألته بحزم:

-مالك ياواد حوريه واقف إكده ومتسمر  ليه، عاوز ايه؟ 

عزت وهو عيجلي صوته وينتبه لروحه:

احمم، معاوزش حاجه ياستي هعوز ايه يعني؟ اني بس جايب الحاجات داي لبت كرار اخوي، قولت حرام خليها تفرح. 

خلص حديته ومد الشنطه لسته وهو عينه على شام، ولما سته ممدتش ايدها، ولا شام اتكلمت، دخل هو بالشنطه للأوضه وحطها عالسرير جار شام وفتحها وابتدا يطلع منها. 

خلجات صغار للبت، وبزازه، ولهايه، وغيارات داخليه للبت، وبودرة تلج، وشخليله، وطواقي.. وطلع كمان جلابيتين حريمي حلوين، وعصبتين بخبايب صوف ملونه، وجزمه قطيفه حمره انجليزي خلت عيون شام لمعوا من جمالها لما طلعها من الشنطه، وكل دول حطهم قدام شام وقالها:

حمدلله على السلامه ياشام، تتربى فحنانك وفعز ابوها. 

خلص جملته وبص لربيعه اللي على حجر شام، واتبسم وهو شايفها كأنها حته من شام سقطت علي حجرها، برغم انها كد الكف، بس ملامح شام وحلاها كله فيها، ومد اديه عليها وقال لشام بترجى:

ينفع اشيلها هبابه؟ 

بصت شام لعديله، وعديله بصت لعزت، ولما شافته باصص للبت ومتبسم، هزت دماغها لشام بالموافقه، وشام شالت البت وحطتها بين اديه وهو سمى، وميل عليها وحبها وشم ريحتها شمه قويه، وبعدها عنه، واتملى فيها شويه، وبعدها مدها لامها تاني وطلع من غير ولا كلمه،


 ومعارفشي إيه الاحساس الحلو والراحه اللي حس بيها لما شال بت شام، وشاف الرضى فعيون شام وهي شايفه الحاجه، حتي لو منطقتش بحرف. 

طلع من الاوضه وهو مبتسم، وراحت الابتسامه وهو واعي بدور واقفه قدام باب الأوضه وحاطه اديها فوسطها والغضب كاسي ملامحها، وبمجرد ماقرب عليها عزت بنبرة عتب قويه قالتله:

- اني زعلانه منك قوي ياعزت. 

رد عليها عزت بدون مبالاه وهو عيزيحها من قدامه:

- طب ماتزعلي حد حايشك؟ 

بدور كملت كلام وهي عتمشي وراه وهو ماشي ومش مستني:

- ياللي مافيوم دخلت عليا من بره بحاجه، لا بعصبه ولا جلابيه ولا حتى بجزمه كيف اللي جبتها لشام! 

عزت وهو عيقعد عالدكه:

اجيبلك بمناسبة ايه، طب شام والده، انتي ولدتي قبل سابق واني مجبتلكيش؟ 

وبعدين اصبري عليا بس اتجوزك وهتشبعي جزم. 

بدور بفرحه:

صوح ياعزت؟ 

عزت بقرف: وحياة ريحة الجاز اللي كتمت نفسي داي لكل يوم ليكي مني جزمتين تلاته لغاية ماتقولي حقى برقبتي بزياداني جزم..ودلوك روحي هاتيلي لقمه اتغدا وحطيلي بصايه وطلعي الجوزه واغسليها وجهزيها. 

بدور ضربت علي صدرها بصدمه وقالتله:

يامري إنت عاودت لشرب الجوزه تاني ياعزت؟ مش كنت بطلتها لما عمي حرج عليك منها ونسيتها من زمان؟! 

عزت: ايوه بس دلوك لازمن ارجعلها؛ عشان داخل علي مرار طافح ومفيش غيرها هي اللي هنفس فيها غضبي وغيظي. 

روحي اعملي اللي عقولك عليه ومتجادليش، وبعدي من قدامي عشان كل ماعيهب الهوا عيجيب ريحتك لمناخيري وعيخليني عايز استفرغ..غوري يابدور الله يسامح حظي المنيل اللي ربطك فرقبتي روحي. 

لوت بدور وشها بعدم رضى واتحركت من قدامه وهي عتبرطم مع نفسها:

- دايما كاسر نفسي ياعزت دايما.. ورجعت ابتسمت وردت على روحها.. بس يابت ديه عينكشك من محبته فيكي، راجل تقيل مش خفيف ومدلوق وبتاع دهلسه ومحلسه، واد عمك ومها عيمل تتحمليه جاكي ضربه. 

وإبتدت تجهزله الوكل وهي عتغنى وتدندن بفرحه ومتأمله فعزت كل الخير بعد جوازها منه. 

❈-❈-❈

أما في بلد عبد الصمد

دهب ضربت علي صدرها وشهقت بصدمه وقالت:

يامرررك يادهب، ياحظك فبناتك يادهب، ياحزنك وحزن بناتك المفرع ومغطيهم ومغطيكي يادهب.. انت متوكد من الحديت ديه ياعبصمد، يعني جوز بسيمه اتشل والبت خلاص اتعست كيف اختها شام؟ 

له كيف اختها ايه داي اتعست تعسه اكبر من تعسة اختها بقنطارين تلاته. 

عبد الصمد قعد على الدكه بضعف من كتر ماهبط حيله من الخبر اللي بلغهوله حكيم واد الشيخ جاهين وبقهر رد عليها:

-بناتي كيف مايكونوا خدوا قلة البخت اللي فى الدنيا كلها لحسابهم يادهب، اني مبقتش خابر هما عيوحصول معاهم إكده ليه؟ 

إيه الذنب اللي عيملوه وعيكفروا عنه، ولا ايه الذنب اللي عميلته اني ولا انتي وعيخلص من بناتنا، دااحنا يشهد الله عايشينها نتمنوا رضا ربنا وعنقولوا ياستر دارينا. 

دهب: 

-وبعدين ياعبد الصمد، يعني إيه، يعني إحنا خلفنا وربينا وتعبنا ورمينا بناتنا للقهر والمر بالساهل إكده؟ 

مفيش ليهم منفد، مش كفايه شام وحرقة قلبي عليها، كمان بسيمه حصلتها، لطفك ياااارب. 

عبد الصمد:

- هملينا من الولوله ممنهاش فايده دلوك، المكتوب وقع، واللي جرا جرا، جهزيلي حالك انتي وبتك بكره من الصبح هنروحوا ناخدوا بخاطر الناس ونشوفوا بتك وحالها، مع اني خابر بسيمه قويه وجبل مايهزها ريح، بس برضك قلبي قاد نار عليها، واعملي زياره زينه يادهب الناس تلاقي بيتهم اتنفض من الفلوس تنفيض ومبقاش حداهم يجيبوا قوت يومهم حتى. 

خلى بشاير تعمل اللازم انتي مهتقدريش فحالتك داي تعملي حاجه اني خابر. 

خلص كلامه وقام دخل اوضته واتمدد ففرشته وهو حاسس إن نفسه داق من كتر ماحاسس بالقهر على بناته وحظهم.

 

❈-❈-❈

عدى النهار، وجه الليل وعدى هو كمان، والناس المهمومه كل واحد بايت سهران  يفكر فهمه ويتدبر احواله. 

ومع زقزقة العصافير في الصبح بدري وسعيها على قوتها وقوت عيالها، الكل قام على سعيه، وبمجرد ماالنور شقشق قامت بشاير تجهز وتحضر في الزياره،

 وبرغم انها زعلانه عاللي جرا لجوز اختها، وإن اختها اكيد مقهوره دلوك لانها هتشرب المر في الشيل والحط والمداريه، لكنها فنفس الوكت فرحانه إنها هتشوفها وتاخدها فحضنها وتكحل عيونها بشوفتها، واتمنت لو الحظ يغير طبعه الردي معاهم النوبادي ويسمحلهم جوز شام انهم يشوفوها هي كمان، بكده تكون كل الاماني اتحققت والشوق يموت مقتول على يد الوصال. 


جه حكيم في الميعاد اللي قالهم عليه، وخدهم بعربيه اجره كراها وحطوا الزياره فيها وطلعوا قاصدين بلد الحبايب. 

ووصلوا اخيراً عند المستشفى، وطلع معاهم سلم اول واحد على همام واطمن عليه ونزل كمل بالعربيه على بيت همام ينزل الزياره اللي جايبينها نسايبه هناك ويحود عالمعمل يستنى فيه لغاية ماعبد الصمد ومرته وبته ياخدوا قعدتهم مع بتهم براحتهم، ويعاودلهم عشان ياخدهم عالبلد. 

أما بسيمه فبمجرد ماشافت أمها شهقت وجرت عليها اترمت فحضنها وسالت دموعها اللي الكل افتكرها دموع زعل عاللي جرا لجوزها، لكن الوحيد اللي كان خابر إنها دموع شوق ليهم مش اكتر، هو همام، اللي كل دمعه كانت تنزل من عنيها كانت تكوي قلبه كوي. 

بعدت بسيمه اخيراً عن امها وحضنت اختها بشوق لايامهم الحلوه سوا، ايام راحة القلب وخلو البال والفكر، وكملت على كتفها باقي الدموع المخزونه، وبعدها مسحت دموعها وراحت على ابوها واترمت فحضنه وضمته وشدت عليه واتبسمت، كأنها عتقوله عندك إنت ومينفعش الضعف، عندك انت وعشانك إنت بس، كل شي في الدنيا يوبقي هين حتى الضعف.

وهو كمان ضمها على قلبه واتنهد بقلة حيله، كيف مايكون عيرد عليها وعلى كلامها اللي مقالتهوش ويقولها على عيني حالك يابنيتي، وعلى قلبي والله. 


بعدت عنه اخيراً، وفتحتلهم المجال عشان يدخلوا لهمام، ودخلوا عنده وواسوه بكل الكلام اللي عيتقال في المواقف المشابهه للموقف اللي هو فيه، مع إن كل كلام الدنيا في حالة همام لا ينفع يصبر أو يواسي، المصيبه كبيره وربنا وحده اللي قادر يخففها عليه. 

ومن بعد همام سلموا على ابوه واخوه، وقعدوا كلهم مع بعض قعدة ناس طيبه مفيش مابينهم واحد قلبه مشحون من التاني، فبالتالي القبول كان متبادل، والقعده كانت جميله برغم الظرف اللي مجتمعين فيه..وعبد الصمد انشرح قلبه وهو طول الوكت سامع حمدون ابو همام يشكر فبسيمه واصلها ويقوله تسلم ربايتك ويسلم اصلك الطيب، وكان باصص لبسيمه بفخر وشكرها بعيونه وبقلبه الف شكر علي رفعتها لراسه بين الناس، وهي ردت على شكره بإبتسامه حنونه وبوسه على يده كفت ووفت عن كل الكلام. 

أما لواحظ فكانت أسعد وحده فيهم مع انها كانت في البيت مقاعداش وسطهم، لكن سعادتها اتمثلت ففرحتها بالحاجات اللي جابهالها حكيم وقالها إنهم من نسايبها واتملى بيتها بالخيرات اللي نستها ولدها العيان، وحتى العلقه اللي خدتها على يد بسيمه هي وبناتها نسيتها وهي شايله وزتين تحت كل دراع وزه وعماله تلاعب فيهم بفرحه. 


أما في المستشفى فأثناء ماالكل قاعدين، دخل عليهم اتنين راجل وولده، وبمجرد مادخلوا عبد الصمد عرفهم قوام، أيوه ديه السيد وأبوه، اللي المفروض هيتجوز بشاير بعد كام شهر. 

وأبو السيد كمان عرفه هو وولده، وبعد مالسيد وابوه سلموا على همام واطمنوا على صحته، راحوا على عبد الصمد واهل بيته يسلموا عليهم ويعملوا الواجب، وبعد السلام علي عبد الصمد ودهب مرته، وصل ابو السيد بالسلام لصبيه كانت متخبيه ورا امها مش باينه منها غير بس طرف توبها، وسلم عليها وصلى على النبي وسأل عبد الصمد:

بتك التالته داي ياعبد الصمد؟ 

عبد الصمد هزله دماغه بموافقه، وابو السيد كمل.. يعني داي عروسة السيد؟ 

عبد الصمد كمان هزله دماغه بموافقه، ورد عليه ابو السيد.. زينه والله ياسيد ياولدي يابختك بيها. 

وإهنه الفضول هز بدن السيد وخلاه إتحرك خطوه من ورا ابوه ناحية بشاير، ونفس الفضول خلاها هي كمان ترفع عيونها من الارض في إتجاهه، وبمجرد مااتلاقت العيون والسيد شافهم طاح قلبه فى الارض طيحه مابعدها طيحه. 

           الفصل الخامس من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

لقراءة الجزء الاول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close