أخر الاخبار

رواية نفق الجحيم الجزء الثاني2 الفصل الاول والثاني بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم

 الجزء الثاني2 الفصل الاول والثاني

 بقلم ريناد يوسف

هل الربيع بحكياته ونسماته وليله البارد الهادي، ومواويله اللي تفضل توصف الماضي، وتتطلع على الآتي بشوق وأماني منسوجه بأن الجاي يكون احلى.


وناس تقعد في ضل الورد تتمتع بألوانه وتقطف منه وتهادى، وناس من شوكه تتخبى ولا تشوفه جميل اللون ولا الريحه ولا المنظر، ولا تعرف تشوف فى الورد غير شوكه،

عيونهم زهدت الالوان وروحهم نسيت الفرحه وحتي المسك والعنبر وريحة الهيل وريحة الفل والريحان انوفهم ماعادت اتشمه، ولا تعرف تميز بين روايح الطيب ولا تفرق مابين الفرحه والاحزان، من كتر ماروحهم شمت روايح موت، ومات القلب جواهم،

وحل القهر في مكانه، وجمر الشوق حرق الروح وهو عيكوي ليل ونهار وياكل وكل فى حشاهم

وناس عاشقه وهيمانه ومهما تشوف من الدنيا ومهما التعب يطول الروح بنظرة حب مع ضحكه تشوف الدنيا بالالوان، تطير الروح مع النسمات وتجري تحاوط المحبوب وتتلفلف بأنفاسه ومهما الدنيا تهديهم الم وهوان، في ضل وجود حبايبهم يهون كله ولا كل وجايع الدنيا تكون فارقه.

وبين عاشق وبين معشوق، وبين تاعب وبين متعوب، وبين ظالم وبين مظلوم، يمر الليل وياخد في جعوبه معاه تناهيد الوجع، والاه، ويرحل عند ناس تانيين ويسمعهم ويتحمل، وعمر ما كل فيوم ولااتململ وفض القعده ولم نجومه فجيوبه وقام ولى.. اصيل ياليل بقلب كبير ومتحمل وبال اطول من الاعمار وتفنَى الناس واوجاعها، ولساك انت بتكمل فى مشوارك. 


***

طلع ممدوح واد صفوت من البيت يجري وراح عالمندره ولقى عمه كرار قاعد فيها لحاله ودافن دماغه بين رجليه ومش باين نايم ولا صاحي، قرب منيه ممدوح ومد يده الصغيره وهزه، وبمجرد ماكرار رفع راسه ممدوح قاله بحماس:

ياعم كرار اني اللي هتجوز بتك ربيعه اوعى تديها لحد سامع، داي بت عمي واني أولى بيها من كل الناس. 

كلمات طلعت عفويه من جوف عيل صغير لكنها حرقت روح كرار، ومن غير وعي مسك دراع ممدوح وهزه بعنف وهو عيقوله:

داي مش بت عمك ولا هي مننا عشان تقول انك اولى بيها من الغريب، داي لا يمكن هتختلط بعيلتنا ولا يكونلها موطرح فيها، داي دواها وحلها الوحيد الموت وانها تندفن هي وأمها كيف ماكانو الكفار يعملو زمان، دول طلع معاهم كل الحق فدفن البنته اللي معياجيش من وراها غير العار ووجع القلب. 

خلص كلامه ونتر دراع ممدوح، وغضب الدنيا كلها كان متجلى على ملامحه، وديه خوف ممدوح اللى أول نوبه يشوف عمه كرار بالمنظر ديهه وخلاه يرجع خطوات لورا بخوف، 

أما كرار فقام وقف على حيله، ولبس جزمته وهمل المندره كلها وطلع قاصد شوقيه وهو مش واعى قدامه من القهر، و مش عارف هيقولها ايه، ولا يفهما اللي جرا كيف وهو ذات نفسه مش فاهمه! ومتوكد ان مفيش حد على وش الارض هيصدق ان وحده تحبل وتولد وأهل البيت اللي عايشين معاها ليل نهار ميدروش بيها!

***

اما ممدوح ففضل واقف موطرحه مصدوم من اللي عمه كرار قاله ومن شكله المخيف، وكل اللي جه فباله ان عمه عايز يموت بته ويدفنها صوح، وبعقل عيال صغيره جري عالبيت، وأول حد استنجد بيه هو أبو دراع، 

اللي برغم صغر سنه الا أنه عارف ومتوكد كيف أهل البيت كلهم، أن لو عمه هيعمل مصيبه مفيش غير ابو دراع بس هو اللي هيتصداله ويوقفه عند حده. 


وصل ممدوح عند ابو دراع اللي كان قاعد ع المصطبه قدام بيته، وبصوت متقطع ونفس نهجان قاله:

-عم ابو دراع الحق.. عمي.. عمي.. عمي كرار عايز يدفن بته الصغيره، وحتي امها يدفنها معاها، ومرضيش يجوزهاني وقالي انها غريبه ومش بت عمي، والبت حلوه ياعم وخساره تندفن، وحتى مرت عمي شام خساره يموتها هي كمان عشان حلوة برضك وغلبانه قوى والله، أمانه عليه تقوله هملهم واني هحوش مصروفي واشتري منيه ربيعه واخدها وميبقالوشي دعوة بيها. 

ابو دراع كان مسنود على الحيطه واتعدل وهو عيسمع حديت ممدوح وللأسف مستغربش ولا حرف منه؛ لأن كرار يطلع من تحت يده يعملها ولا يرفله جفن؛ عشان قلبه مات، وكمان عشان شام محداهاش حد يدافع عنها ولا يوقف لكرار، وأبوها اغلب من الغلب ومغلوب على أمره. 


فقرر انه من اليوم وطالع هينقض عهده مع روحه اللي اتعهد فيه انه مش هيتدخل فمشاكل العيله داي مره تانيه  وخصوصي مشاكل كرار اللى معتخلصش،

لكنه قدام ظلم بين بالطريقه داي مستعد ينقض كل العهود. 

بص لممدوح اللي كان واقف وعلى وشه علامات الخوف والرعب وطمنه بإبتسامه وهو عيقوله:

تخافش ياممدوح عمك مهيقدرشي يقرب ناحية بته ولا ناحية مرته اني مهخليهش. 

رد عليه ممدوح بعد ماعلامات الخوف اتبخرت من فوق وشه وقاله بفرحه:

صوح ياعم.. طيب وهتخليه يعطيهاني اتجوزها؟ 

رد عليه ابو دراع بنفس الابتسامه لكن كساها الوجع وغلفتها الحسره:

له عاد يا ممدوح داي فعلم الغيب ياولدي وتبع النصيب، وصدقني لو كنت كبير هبابه كنت نصحتك وقلتلك اياك تعلق روحك بمخلوق وتحط قلبك فأيده، وهو ذات نفسه أمره مش بأيده، 

بس بأذن الله ربنا مايكتب عليك لوعة القلب ياولدي ولا يعلق قلبك باللي مش ليك. 

خلص كلامه وقام طلع يشوف كرار فين ويستفسر منيه عاللي سمعه من ممدوح وعالاحداث الغريبه اللي عتجرا من امبارح في البيت، وعن البت اللي كنها اتولدت من العدم داي، ولكنه ملقيهش في المندره، فقعد يستناه لحد مايرجع، 


***

اما ممدوح فعاود للبيت، وراح قعد جار شام وبتها ورابض جارهم، وكل هبابه يبص لربيعه وكل ماتحرك وشها ولا تعمل حركه بملامحها، ووشها لونه يحمر يضحك عليها. وحتى اخوه ووادعمه انضمو ليه وقعدوا طول النهار فاوضة ستهم عديله مرابطين متحركوش من جار البت كيف اللي لقولهم لعبه جديده وفرحانين بيها. 


اما حدا همام وبسيمه

عزام وابوه قوام قوام  نقلوا همام  بالعربيه الكارلوا بتاعتهم للوحدة الصحيه عشان يلحقوه، ومن هناك دكتور الوحده طلبله اسعاف من البندر على وجه السرعه لما شاف حالته. 

أما أمه لواحظ واخواته البنات وحتي بسيمه عاودوا عالدار، واخواته وامه نصبوها جنازه كنهم اتوكدوا انه مات خلاص، والناس كلها جات تجامل وتصرخ وتولول معاهم. 

أما بسيمه فهملتهم ودخلت الاوضه وهي حاسه بخنقه وديقه والدمعه محبوسه فعينها، مش حزن عليه؛ لان هو كشخص ميهماش فحاجه ولا يعنيلها، لكن احساسها بالذنب لان دا حصل بسببها، وبسبب ان همام حابب يتقرب ليها، ورغبته بالقرب هي اللي ودرته وخلت حياته تنتهي وهو عيحاول. 

وبرغم كل اللي عمله فأختها الا أنها في اللحظه داي مفتكرتلهوش غير اهتمامه بيها وسهره جارها، وبصته عليها طول الليل كيف اللي حارس كنز ثمين وطول ماهو قاعد مش مصدق انه يمتلكه..شعور متضارب اجتاحها بين قمة الكره وقمة الشفقه والتأنيب، والاتنين متساويين في القوة! 

غصت هبابه وبعدها استجمعت قوتها وطلعت راحت عالموطبخ وقعدت فيه، وطلعت كل احساسها بالذنب فجلي المواعين وترويق الموطبخ؛ لدرجة انها محستش بروحها وهي عتقلب الموطبخ فوقانى تحتاني، وتغسل كل حاجه فيه، 

وفضلت عالحال ديه لغاية ماعاود عزام من البندر بالخبر اللي صعق الكل وأولهم بسيمه. 

همام اتصاب في عموده الفقري اصابه جامده وكسور في كل جسمه والدكاتره قالو ان حالته صعبه خالص ومحتاج يدخل عمليات فوراً، والمستشفى العام مفيهاش امكانيات ولازمن يدخل مستشفى خاصه. 

امه سمعت الكلام ديه ورقعت بالصوت هي وخواته البنات التنين، وجاملتهم الحريم اللي صوت صراخهم جاب باقي حريم البلد اللي مسمعتش بالخبر، أما بسيمه فدخلت اوضتها وبصت علي السرير موطرح ماهمام عيكون دايماً قاعد وباصصلها، واتخنقت بالدموع لكنها رفضت رفض تام ان دموعها تنزل وتعلن عن ضعفها، ولجمتها فعيونها وخدت نفس جامد ورددت لروحها.. أني  مغصبتهوش ولا طلبت منيه يعمل حاجه عشاني، واللي عملو كان بخُطره وهو الوحيد المسئول عنه، ولامت حالها حتى على الشفقه عليه وقررت انها لازمن تتخلص من احساسها بالذنب؛ عشان ميهلكهاش؛ وان همام مش اهل للشفقه واصل. 

وبعدها ربطت الربطه علي راسها زين، وطلعت من الأوضه، وسمعت عزام اللى اخد امو علي جنب بعيد عن الحريم، وعيطلب منيها فلوس لعلاج همام،

وفوراً امه ابتدت تولول وهي عتقول بحسها العالى: 

اجيب منين، وإيه حيلتنا ياولدي وجاتنا من وين الفلوس داي كلها، كانت تتكلم وتبكى وتبص عالنسوان اللي في البيت بإستجداء كأنها عتطلب منهم المعونه،

والوضع ابداً معجبش بسيمه، وبدم حامي دخلت اوضتها جرى، وفتحت صندوقها وطلعت من بين خلجاتها صرة الفلوس اللي كانت خافياها، وخدت منيها مبلغ كبير ودست الباقى، وطلعت عطته لعزام قدام الكل وهي رافعه راسها وقالتله بحسها العالي اللي سمعت بيه كل الموجودين:

عتطلب ليه من امك وانت خابر انها محدش عيعطيها فلوس، وان فلوس اخوك عيدسها معاي؟ خد دول ولو عوزت حاجه تانيه اخوك معاه كتير تعالا خد تاني، علاجه زين ومتقصرش وخلي الفلوس اخر همكم انت وعمي الخير كتير والحمد لله. 

قالت كلامها وبصت للواحظ حماتها اللي كانت عينها هتطلع عالفلوس اللي فيد عزام، وكيف ماتكون عايزه تخطفهم من يده، مع انهم لعلاج ولدها! 

استغربت بسيمه لموقف حماتها، ولاحظت كمان ان هي بس اللي استغربت حال لواحظ، والظاهر ان الكل خابر ان الفلوس حداها اغلى حتي من ضناها عشان إكده لهفتها وريقها اللى جرى عالفلوس مشافوهاش غريبه. 


طلع عزام بالفلوس قوام بعد، وبسيمه هملت الكل، ودخلت اوضتها مره تانيه، وللحظه حب ضميرها يأنبها علي مساعدتها لهمام، وخصوصي ان المساعده من الفلوس اللي خدتهم منه شام اختها تمن لعرضها اللي هتكه، 

لكنها قوام بررت لضميرها ان داي حاله انسانيه وكمان الفلوس داي رفضت شام تاخدها، واهي عاودت لصاحبها. 

وغير ديه وديه مرضيتش علي جوزها اللي حتي لو جوزها بالأسم بس ان امه تشحت عليه من الخلق، وتقل من قدره وبالتالي بسيمه هيتقل من قدرها، وهي كله الا صورتها وكرامتها قدام الناس، ولازمن راسها تفضل مرفوعه دايما ومتنزلش لاي سبب كيف ماتعودت فبيت ابوها وكيف مارباها على رفعة الراس. 


***

أما حدا بيت العمده

كرار:

-وحق لا اله الا الله ياشوقيه اللي عقولهولك هو اللي حوصول بالظبط من غير زياده ولا نقصان، عارفك مش مصدقاني وكل الحق معاكي، أصل مفيش عاقل يصدق الكلام ديه، بس والله العظيم هو ديه اللي حوصول، 

وانى ماكنت اعرف ان بت المحروق داي مصقطتش ولساها حبله والبت فبطنها قاعده الله ياخدها هي وبتها فساعه وحده ويخلصنى منهم. 

شوقيه بغضب:

-اخرس ياكرار ومتنطوقش بكلام ميتصدقش من عقل عيله صغيره، قول انك غاويها ومبعدتش عنها وانك عتقول انك مبعد بالكدب عشان تضحك على عقلي، قول انك حاببها وانك مكنتش عتمسك حالك قدامها وكنت مستغفلني وعتضحك على عقلى واني كيف الهبله مصدقاك. 

كرار:

- له وغلاوتك ماحوصول، واكبر دليل علي كلامي اني لو عقربلها كان عرفت انها حبله، اسألي امي لو مش مصدقاني، اسألي اي حد من اهل بيتنا وهو يقولك ان كرار لا عتجمعه بشام قعده ولا نومه ولا حتي كلمه. 

شوقيه وقفت منتوره وردت عليه بحس عالي:

وكمان عتنطوق اسمها قدامي؟ قوم روح ياكرار ومتفقعش مرارتي اكتر من إكده، روح عاود لمرتك الوالده واقعد جارها نفِسها ووكلها، وشيل بتك وهشتكها.. تتربى فعزك انشاله. 


كرار: ياشوقيه اسمعيني اني.. 

شوقيه:

-مش هسمع حاجه قوم عاود بيتكم ياكرار. 

كرار:

- له مش هعاود هستنى عمي العمده لما يعاود عاوز اتحدت معاه؛ واطلب منه يقدملي معاد الجوازه مش هستنى للسنويه بتاعت ابوى ولا زفت اني. 

شوقيه بزعيق: 

-مفيش جواز من اصلو عشان تقدمه ولا تأخره، خلاص موضوع وفضيناه وجزره وقطمها جحش..يلا على بيتكم ياواد المقاول


كرار: ديه اخر كلام حداكي ياشوقيه يعني؟ 

شوقيه:

-ايوه اخر كلام ياكرار. 

كرار هز دماغه بتفهم وهو حاسس بنار جواه من شام اللي خربت حياته اول وتاني من ساعة مادخلتها، ودايما منغصه عليه فرحته. 

وهم عشان يطلع لكن وقفه حس مرت العمده ام شوقيه وهي عتقوله:

-وقف ياكرار ياولدي متمشيش وانت غضبان، معلهش اعذر شوقيه داي عتقول إكده من غيرتها عليك، والغيره من المحبه، لو مش عتحبك وغالي عليها متغارش ولا نارها تشعلل.

خلصت كلامها وكانت وصلت حدا شوقيه وزغدتها بكوعها وهي عتقولها:

-مش إكده ياشوقيه!

شوقيه بصت الناحيه التانيه متجاهله حديت امها وربعت اديها وابتدت تهز رجلها بغيظ اكنها مش عاجبها الكلام كله، وكرار هو اللي رد على حماته وقالها:


-والله يامرت عمي واني عحبها وعموت فيها،ومستعد احلف بأيمانات الله كلها اني ماكدبتش فحرف واحد من اللي قولته، واني من يوم ماخطبت شوقيه ومن قبلها كمان مااكون قربت علي صخام البرك ولاجيت ناحيتها. 


ام شوقيه: 

-واني مصدقاك ياولدي. 

كرار:

- بس المهم شوقيه كمان تصدقني 

أم شوقيه:

-هتصدقك، غصب عنها، لازمن تصدقك. 

قالتها وبصت لشوقيه بصه خلت ملامحها لانت في التو واللحظه، وردت على كرار بعتب كداب:

هصدقك النوبادي ياكرار، وهعتبر اللي فات مات، بس وعزة جلال الله لو عرفت انك قربت ناحية مرتك مره تانيه ولا شميت ريحتها حتى ليكون ديه اخر اللي بيني وبينك. 

رد عليها كرار بفرحه ولهفه:

وغلاوتك ماهقرب ولا هلفلف حواليها حتى ولا عايز اقرب من اساسه.. ودلوك تعالي ياقمر ١٤ اقعدي جاري هبابه داني مشتاقلك، وبرضك هستنى عمي العمده واخليه يقدملنا ميعاد الفرح اني ممتحملشي يوم تاني تكوني فيه بعيده عني. 

خلص كلامه وقعد عالدكه وشوقيه جات قعدت قباله وابتدت احاديث العشاق والكلام المزوق اللي عيطرب بيه كرار ودان شوقيه عشان يعجبها اكتر واكتر. 


اما مرت العمده فهملتهم لحالهم فى المندره ودخلت الموطبخ وهي مطمنه وبالها مرتاح، وقررت إنها هي اللي هتكلم جوزها يعجل الجوازه داي قبل ماكرار يطير من اديهم، مش هتتكل على كلام كرار بس معاه. 

وبعد حوالي نص ساعه عاود العمده من بره هو وولده اللي ياما كانتله عرايك مع كرار، ورغم انهم لقوا كرار قاعد لحاله في المندره مع شوقيه وديه فعرف الصعايده اكبر عيب وعار الا إن مفيش واحد فيهم فتح خشمه ولا إتكلم، والتنين سلموا على كرار ورحبوا بيه، وقعدوا جارهم، واتكلم كرار مع العمده بخصوص تقديم ميعاد الفرح، والعمده معترضش ووافق طوالي وقال إن خير البر عاجله والحي ابقى من الميت. 

بس هو نطق إكده وإسماعيل اخو شوقيه كأن نار لهبت فيه وعيونه اتحولت لكتلتين لهب كانهم نفسهم يحرقوا كل اللي يقعوا عليه وخصوصي كرار. 


***

عاود كرار للبيت وهو طاير من الفرحه بموافقة العمده على تقديم ميعاد الجواز، ولكنه فنفس الوقت مش عارف يعمل ايه في الطلبات اللي طلبها منيه العمده ومصاريف الجواز، بس قلبه كان مطمن وعيقول لحاله طول ماحوريه أمك فى الدنيا متعتلش هم هي عمرها مااتخلت عنك عشان تتخلا عنك دلوك، واكيد هتتصرف. 

فدخل البيت وإبتدا يتلفت شمال ويمين لحد ماشافها نازله من على السلم، فراح عليها واتجاهل كل الموجودين وشدها من يدها نزلها الكام سلمه الباقيين قوام ووقف قصادها يبلع ريقه اللي نشف من التوتر وقالها:

-ام كرار انتي عتحبيني اكتر حد في الدنيا كلها صوح، وغالي حداكي وليا فقلبك معزه خاصه من يوم يومي صوح ولا اني غلطان؟ 

ركزت حوريه عيونها عليه هبابه بملامح جامده وبعدها قالتله:

- عايز ايه ياكرار قول على طول من غير الرط اللي عيسبق الطلب ديه. 

كرار بإبتسامه:

أمه العمده قدم معاد الجواز وخلاه بعد سبوع من النهارده. 

حوريه ضربت على صدرها وردت عليه بصدمه:

وه، وسنوية ابوك ياقزين، هو كلام عيال ولا ايه، إيه اللي جراله العمده وخلاه يتصربع وهو مباقيش غير حاجه بسيطه؟ هو نسي الاصول ولا ايه! 

كرار:

-بصراحه يمه اني اللي وقعت فعرضه يقدم الجوازه، عشان عرفو إن مرتي خلفت وشوقيه كانت عايزه تفض الخطبه وقالتهالي بس الحمد لله قدرت اكل بعقلها حلاوة وانسيها الزعل وادهلس عليها. 

حوريه بصت الناحيه التانيه وردت عليه بعدم مبالاة:

وليه تعمل إكده ياكرار، بصراحه اني كنت عايزه احدتك في الموضوع ديه واقولك إن شوقيه داى مداخلاشي مخى من أول نوبه شفتها فيها وحكيت معاها وشفت جلعها الماسخ وعينها المقشره، ولا ارتحتلها بعد إكده، وكنت هقولك بلاها منها واشوفلك وحده غيري احلا وأئدب واهدا.. بس إنت كيف مامتعود عالصربعه اتصربعت وطينت الدنيا. 

رد عليها كرار بصدمه واستنكار:

حديت إيه ديه يمه اللي عتقوليه، شوقيه مين اللي اسيبها وغيرها مين اللي تخطبيهالي،إنتي كيف تفكرى فى إكده من الاساس، كيف طاوعك قلبك تنطوقيها وانتي خابره زين اني عاشقها وروحي متشعلقه فيها؟ 

ردت عليه حوريه بغضب:

-مش من توبك ياكرار ولا هتنفعك، وروحك اللي متشعلقه فيها داي هتطلعهالك بت العمده ام عين قويه، انتي عتحدت لموصلحتك ياولدي. 

كرار بإصرار:

-كيف يعنى مش من توبي، له من توبى ونص كمان، ومن غير كتر كلام يمه غير شوقيه مش هاخد، وبعد عنيها مش هبعد، ودلوك هتساعديني في الجوازه ومصاريفها ولا اتصرف أني واتجوز لحالي وحتى في البيت ديه مهقعدش معاكم. 

حوريه:

- وهتتصرف كيف يانن عيني ممكن تعرفني؟ 

كرار:

-هبيع نايبي فالارض ونايبي في المعدات واتجوز بيه. 

حوريه بضحكه:

-نايبك ايه يابو نايب، انت نسيت ان الحجج بتاعة الارض والعقود بتاعة المعدات كلها غارت ومحدش عارفلها طريق ولا ايه؟ نسيت إن محدش عاد يقدر يتصرف فحاجه ولا يبيع حاجه من الارض والمعدات؟ 

كرار:

- على فكره العقود عرفيه والعقد الجديد يمحي القديم، وعادى اني هبيع لحد من اخواتي او ولاد عمي اللي معاه يشيل، وبينا وبين بعض مفيش عقود، يعني ميته ماتظهر العقود تتقطع ويادار مدخلك شر. 

حوريه بخوف:

- اقففل خاشمك ياصخام الحلل انت واياك اسمعك تنطوق بالحديت ديه مره تانيه، ولا تجيب سيرة بيع على خاشمك، الارض والاملاك كلها هتفضل حته وحده لاخر العمر متتقسمش ولا تتبعشك، أيوه ياخوي انتو تبيعو وعيال عمكم يشتروا ويحوزو وفى الاخر تصفوا انتوا بلا شي من تحت خيابتكم وهما يكوشوا على كل حاجه.. واني على جثتي أخلى عيال عدويه احسن ولا اعلى من عيالي إنت سامع ولا له. 

كرار:

- خلاص مادام إكده يوبقى تساعديني إنتِ وتجوزيني شوقيه مادام خايفه عالارض والاملاك كد إكده. 

حوريه بتفكير:

-طيب روح أنت وهملنى دلوك واني هقلبها جوا راسى واشوف هقدر اعمل ايه واتصرف كيف. 

كرار سمع الكلام وبفرحه حضن امه وباس خدها وجبينها وهو عيقولها:

كنت خابر إني مههونش عليكى ياام كرار، كنت متوكد انك مش هيهون عليكي زعل كرارحبيب قلبك. 

خلص حديته وطلع من البيت وهو فرحان والفرحه مش سايعاه، وحتى ماالتفتش ناحية أوضة سته ولا بص عاللي فيها، وديه خلى شام بلعت ريقها بأرتياح بعد ماقضت طول المده من أول مادخل من الباب لحد ماطلع وهي ترجف من الخوف لما وعيت منظره وهو داخل كيف زعابيب امشير. 

وحتى ممدوح فرح وهو واعي عمه كرار طالع من البيت من غير مايعمل حاجه لربيعه اللي من أول ماشاف عمه وهو محاوطها بأديه الصغيره من الخوف عليها أحسن عمه كرار يكون جاي ينفذ كلامه وياخدها يدفنها من صوح. 


***

عديله في الوكت ديه كانت فى الموطبخ عتجيب وكل لشام، وهي داخله بالوكل لتقابلت مع حوريه اللي وقفت فى طريقها وبصتلها بغل وقالتلها:

- طول عمرك ماهينه يامرت عمى ولا حد يقدر عليكي، جبروت وعلى رأي المثل تكتلى الكتيل وتتاويه ومحدش يدرى بيكي واللي يسألك تقولي لا شفت ولا ريت، بقي تدسى وحده حبله فأوضتك وتدارى فيها لحد ماتولد واحنا نايمين على ودانه ومش داريين بالميه اللي عتجرى من تحت مننا، بقى انتى تشتغفلي بيت بحاله حريم برجاله؟ 

ردت عليها عديله بإبتسامه هاديه:

ديه ربك لما يكون رايد لروح انها تاجى عالدنيا عيسبب الأسباب ويسهل الصعب.. رب مريم اللى ساعدها تخفى حملها عن الكل لغاية ماولدت ولدها بخير وسلام هو هو رب شام اللي حفظها من شروركم وعمى عنيكم عنها، وهو رب كل ضعيف ونصير كل مظلوم.. ودلوك اوعى من قدامي هدخل صحن السليقه والفروجه للغلبانه اللي جوه داى تتنفس بيهم، بكفايه إنها ولدت قبل أوانها وعانت المرين لحالها من غير أم تاخدها فباطها ولا أخت تمسك يدها وتطبطب عليها وتزيح الوجع. 

أوعى لا تعرفوا الرحمه ولا مخليين اللي يرحم يقرب. 

خلصت كلامها وزاحت حوريه من وشها بيدها الخاليه، ودخلت لشام اللي كانت شايله بتها عترضعها وعنيها مليانه بالدموع بس الدموع متحجره مانازلاش. 

قربت منها عديله وحطت الوكل جارها وقعدت قبالها عالسرير وبنبرة صوت حانيه قالتلها:

-النفسه متبكيش ياشامه عشان الهدبه متنزلش فعينها، وكمان عشان لبن البت ميتنكدش، وبعدين ياقزينه فيه وحده تبكى وهي شايله عوض ربنا ليها بين اديها، أشكري ياشام بدال ماتبكى، اشكري ربك اللي حافظلك عليها ونجاهالك من خشم الموت كذا مره وجابهالك عالدنيا تكون رفيقة أيامك. 

غمضت شام عنيها فنزلو الدمعتين اللي كانو محبوسين وشهقت بمراره وهي عتحمد ربها وباصه لربيعه، وهمستلها بوجع:

كان نفسي يابتي ستك وسيدك يكونوا معاي ساعة ولادتك وابوي يكبر فودنك بنفسه الطاهر وأمي تاخدك فباطها وتدوقك من حنانها وتفرح بيكي.. كانوا هيفرحوا قوي هما وخالاتك بيكي، خلاتك اللي كانوا هيتعاركوا عليكي مين تشيلك من التانيه.. آاااااه ياوجع القلب.  آااااه ياشوق ميته تهملني وتغيب بوجود الحبايب جارى بس ميته؟ 

خلصت كلامها وابتدت دموعها تتسابق، وحالها قطع قلب عديله وبدال ماكلنت هتسكتها وتواسيها لقيت حالها هي كمان عتبكي زيها ودموعها ينزلو؛ عشان حست بالوجع اللي طالع من جوف شام مع الكلام، وقهرها اللي يقطع القلب الشديد. 


اما شام فغمضت عيونها ودعت علي كرار وعلى همام والسيد اللي كانو السبب فاللي هي فيه ديه، وسألت روحها لو كانت اللحظه داي فبيت صابر والبت داي بته، ومحصلتش حاجه من كل اللي حصل، ياترى كان زمانه عامل ايه دلوك وفرحته كانت واصله لفين؟

***

اما عند همام فى المستشفى

ابو همام:

- اصيله يابت عبصمد والله، اصيله وبت اصل ومن بيت اصيل. 

عزام:

- والله يابه خلتني رفعت راسي قدام الحريم بكلامها اللي قالته وتكبيرها باخوي وبينا، وحده غيرها كانت قالت يغور لجهنم الحمره مالي بيه وبعلاجه اني. 

ابو همام:

- والله ماخابر اخوك عامل ايه فدنيته زين عشان ربنا يرزقه بيها، على العموم يطلع من العمليات ونطمنوا عليه واني بنفسي هشكرها واحب على راسها على وقفتها جارنا وعلى طيب اصلها..بس ادعي معايا ربنا ينجي اخوك ويقومه منها بخير وسلامه ويكون ديه هو تكفيره عن طيشه وربنا يتوب عليه بعد إكده. 


ساعات فضلوا مستنيينها قدام أوضة العمليات، وبعدها طلع الدكتور ووقف قدامهم وجاوبهم على السؤال المعتاد حتى من قبل مايسألوه:

- اطمنوا المريض بخير دلوقتي وحالته مستقره، بس فيه حاجه هقولهالكم ومش عارف هتتقبلوها ازاي بس لازم تعرفوها عشان تكونوا مستعدينلها نفسياً.. المريض احتمال كبير ميقدرش يمشي تاني علي رجليه

ودا معناه انه هيكمل باقي حياته قعيد. 

ابو همام سمع الكلام وخبط بأديه التنين على راسه وهو عيزعق بعلو حسه من الصدمه

يعني ايه ياداكتور؟ يعني ولدي اتششسل؟ 

نفق الجحيم الجزء الثاني البارت الثاني


ابو همام سمع كلام الدكتور وصرخ بعلو حسه بقهر رج اركان المستشفي رج، علي ولده البكري وتحويشته لكبره، 

اللي بقي عاجز ومشلول لا حول له ولا قوة، وحتي عزام بكى من كل قلبه على اخوه، واللي المفروض يكون سنده وعونه فالدنيا، واللي ملهمش غير بعض وطلعوا من الدنيا تنين ملهمش تالت،

وبعد ماهديو التنين من الصدمه واتمالكو حالهم قدام همام اللي طلع من أوضة العمليات وابتدا يفوق من البنج، وأول إسم نطقه ومكنش علي لسانه غيره طول الوقت هو اسم بسيمه. 

فضل يعيد ويزيد ويكرر فيه كنه عينادى عليها تجيله، ونبرته فيها توسل كيف مايكون عيترجاها.

بصله ابوه بشفقه وبص لعزام وقاله:

روح ياعزام طل عليهم فى البيت وشوفهم لو عايزين حاجه من بره هاتهالهم، واطلع طل عالمحصول اللي حصدناه وهملناه في الغيط لِمه، ولو مقدرتش لحالك اكريلك نفر يلم معاك.. لمه واحصده مش هيوبقي موت وخراب ديار. 

وانت وجاي هات معاك مرت اخوك، قولها جوزك محتاجك وإسمك مفارقش لسانه، قولها كملي جمايلك يابت الاصول واقفى جاره.

سمع عزام كلام ابوه وهملهم وعاود عالبيت وفضل ابو همام جار ولده يتملى فطوله وشبابه اللي خلاص هيندفن بالحيا وهو لسه ماشاف من الدنيا شي.

❈-❈-❈

ورجع عزام عالبيت بالخبر اللي قضى على الكل، وخلى لواحظ عاودت للصراخ والولوله من تاني بعد ماهديت من بعد ماشيوا حريم البلد وعاودوا لبيوتهم ولمصالحهم، 

من بعد ماجاملوا وواسوا وعملوا الواجب، وحتي بناتها هما كمان عملوا زيها وكل ماتقول كلمه يقولوا وراها كأنها بتلقنهم وهما يرددوا.

قال عزام اللي عنده وسألهم لو عايزين حاجه محدش منهم رد عليه، فهملهم وراح عالغيط يلم المحصول اللي تعبوا عليه شهور، وعلى رأي ابوه مش هيوبقي خراب من كل ناحيه. 

أما بسيمه فدخلت أوضتها من بعد ماسمعت الخبر وهى حاسه بالقهر؛ على اللي هيعيش باقي عمره حبيس الحيطان ومهيشوفش الدنيا من بعد النهارده وهو لسه فعز شبابه، وكل ديه بسببها هي، واتمنت لو انه مات كان هيوبقي احسن ليه واريح من إكده.

قعدت مع روحها شويه تجلد فنفسها على ذنب معيملتهوش، ومن بعدها طلعت من الاوضه لما حست حالها اتخنقت جواها ومبقتش قادره تاخد نفسها، وهي عتتخيله قاعد فوق سريره كيف ماكان يقعد يتأملها، بس الاختلاف إنه من إهنه ورايح هيفضل ملازمه ليل نهار، مش ساعات الليل بس اللي كان يباتهم ويروح الصبح على شغله ووكل عيشه.

طلعت وقعدت في الحوش جار البنات وأمهم، ومره وحده وهي قاعده اتفاجئت بحاجه خبطت فصدرها ونزلت فحجرها، بصت عليها لقتها جزمة حماتها لواحظ!

مسكتها وبصتلها بإستغراب، ولسه هتبص للواحظ شافتها قامت من موطرحها، وجات عليها جري، ومسكتها من قب جلابيتها، ومن غير اي مقدمات لقتها نازله على وشها بكف شديد خلى خد بسيمه ولع نار.

ولسه بسيمه واخداها الصدمه ولسه عتبص للواحظ وتستوعب هي عملت ايه، لقت لواحظ عتقولها من بين سنانها بغيظ الدنيا:

- كله منك انتي يابومه ياوش الفقر، ولدى اتشل بسببك عشان ينول رضاكي ويجيبلك السخماط اللي تتسخمطيه، راح الواد وراح شبابه عشان ترضى عنه وتديه ريق الهى ينشف ريقك ويتمحى إسمك من عالدنيا. 

خلصت لواحظ كلامها وإهنه بسيمه مره وحده انتفضت وقامت وقلبت الوضع ومسكت هي لواحظ من قبها وميلتها عالدكه ومن بين سنانها وبنفس الطريقه قالتلها:

انتي واعيه لروحك عيملتي إيه؟ انتي ضربتيني بالكف على وشي، وقبل منه ضربتيني بالجزمه! 

انتي ضربتي بت عبصمد بالجزمه والكف؟ دانتى أول وحده في الدنيا تتجراء وتعملها، انتى كيف تفكرى فيها حتى؟! 

بالك انتي يالواحظ، اني النوبادى مش هردهملك وهعمل بأصلي واعديهالك واعمل برباية عبد الصمد ليا، لكن وعزة جلال الله لو عيلتى بيا مره تانيه وعبتى عليا من غير مااعملك حاجه ولا ادوسلك على طرف لاكون مسففاكي التراب وانسى الاصل والادب والربايه؛ عشان اللي زيك ولا حاجه من دول تنفع معاها. 

خلصت كلامها ونترت لواحظ من اديها واتعدلت من فوقها وهي حاسه بنار فقلبها من عملة لواحظ وإهانتها ليها، ولفت ولسه هتتحرك اتفاجئت بلواحظ مسكتها من ضهرها ولفت اديها حوالين وسطها، وزعقت بعلوا حسها فبناتها:

مستنيين إيه يافرادى البولغ القديمه،واعيينها زارده امكم وعماله تبيع وتشتري فيها وتتوعدلها وانتوا واقفين تتفرجوا؟ 

اخص عليكم وعااللبن الردي اللي رضعتهولكم، همي منك ليها كتفوهالي وارموهالي تحت رجلى عايزه اشوف مين فينا اللي هتسف التراب النهارده اني ولا بت هييء عبصمد. 

خلصت كلامها والبنات التنين هجموا على بسيمه اللي كانت طول الوكت عتحاول تتخلص من قبضة لواحظ لكنها مش قادره، ومره وحده لقت روحها متكتفه من اديها التنين ومشلوله حركة نص جسمها الفوقاني، ولواحظ فى اللحظه دى فكت اديها من وسطها ولفت قدامها، ورفعت يدها عشان تنزل بيها على وشها، 

لكن بسيمه رمت حمل جسمها كله على البنته لورا، وبحركه سريعه رفعت رجليها ودفست لواحظ فبطنها بكل حيلها وقعتها عالارض، ولفت بدماغها على يد بت من البنات عضـ.ـتها وفلتت دراعها منها، والتانيه لفت عليها وادتها بالروسيه خلتها سابت دراعها ومسكت جبينها وصرخت بألم،

 واتحررت بسيمه منهم، وبسرعة البرق اتلافت سباطه بيد طويله ونزلت بيدها عالبنات التنين فين تاكل فين تشرب وضرب ورا بعضه مقسماه بالعدل بين التنين، بحيث انها مش عاطيه فرصه لوحده تتحرك من قدامها وقاطعه عليهم طريق الهروب، والبتين خَرّوا عالارض راكعين من شدة الضرب، وبعدها نامو طريحه، وبقوا يتقلبوا ويصرخوا من الوجع كيف الطيره المـ.ـدبوحه، وأمهم بصالهم وكل اللي قادره تعمله إنها تصرخ وتقول غيتونا ياناس، وتستنجد بحد يحوش عنهم اللي اتحولت لمارد من مردة الجن، وحتى لون عنيها بقى اوحمر كيف كاسات الدم، ودعكت بناتها دعكه ياعالم هينفعوا بعدها تاني ولا له. 

واخيراً بسيمه وقفت يدها في الهوا بالسباطه اللي اتشرشخت يدها واتقطعت على جسم اخوات همام وهي شايفاهم سكنوا فى الارض لا حس ولا نفس ولا حركه. 

ودورت وشها بحركه بطيئه ناحية لواحظ وهى لسه رافعه يدها فى الهوا بالسباطه، وحركتها وبصتها ومنظرها ومنظر السباطه خلوا لواحظ صرخت ولدلدت فموطرحها عشان اتوكدت إن مصيرها هيكون كيف مصير بناتها وبت عبصمد هتقطع خبرها بالسباطه. 

ومع كل خطوه كانت تخطيها ناحيتها بسيمه كانت تموت من الخوف وتتشاهد فى سرها، واخيراً بسيمه وقفت قدامها ورمت السباطه، ومع رميتها للسباطه لواحظ بلعت ريقها وظنت انها نفدت منها، 


لكنها رجفت بزيادة لما بسيمه قعدت على ركبها قدامها، ومسكتها من قبها وقربتها عليها وبهمس يشبه فحيح الافاعي منذر بعقاب شديد في طريقه ليها قالتلها:

-لما حلفتلك كان لازمن تحطى حلفاني فحسبانك وتعمليله الف حساب، لكن صوح انتى متعرفيش قيمة الحلفان ولا تقدسى القسم، ومفكره إن كله زيك، لكن بت عبصمد هتعلمك ان الله حق وإن الحلفان بعزته وجلاله قسم مايتردش. 

خلصت كلامها ورفعت يدها ونزلت بيها على وش لواحظ بكف بحيلها كله، ومن بعده مسكتها من قبها وهي عتقولها:


لأول مره فحياتي مااحترمش كبير سن واهين اللي من سنك، بس مش ندمانه عارفه ليه، عشان انتي اللي جبتيه لروحك وانتي اللي بدأتي بالإهانه وانتي اللي قليتى قيمة نفسك، ومن إهنه ورايح اللي هيعيل ببسيمه في البيت ديه ميلومش غير نفسه، اني جايه إهنه غصب عني وبيتكم لا موطرحى ولا مكاني، بس اهو النصيب المنيل اللي لمنى عليكم، منه لله ولدك الكلب، بس هدعي عليه هيجراله ايه اكتر من اللي جراله، اهو ربنا عيخلص لحاله، وبدال ماتلومي وشى الفقري اللي شل ولدك لومي ربايتك الخايسه اللي طلعته بلا شرف، وبلا اخلاق، وطلع كيف الكلب المسعور يهبش اعراض الناس في الشوارع. 

خلصت كلامها وقامت وهملتهم ودخلت اوضتها وقفلت الباب عليها، وراحت عالسرير ونامت عليه، ولأول مره تشم ريحة همام ففرشته من يوم مااتجوزته، وديه خلاها تحس بخنقه خلتها نزلت من ع السرير قوام ونامت على فرشتها في الارض. 

❈-❈-❈

ابو دراع قاعد في البيت وتحديداً فأوضة ابوه، وفاتح صندوق ابوه وعمال يلم فخلجاته وكل حاجته ويحطهم في الصندوق، وقبل مايحط الحاجه يتاملها للمره الاخيره ويشمها، 

وفي الاثناء دي سمع صوت كرار وراه عيقوله:

ربنا يرحمه ويصبر قلبك ياخوى، معلهش مع الايام الحزن عيخف وشويه شويه عيروح وعيتنسى والقلب يبرد. 

رد عليه أبو دراع من غير مايبصله:

عمر الحزن عالحبايب ماعيخف ولا الحبيب عيتنسى، وخصوصاً الأب ياكرار، الأب اغلى حاجه فى الدنيا وموته عيكسر القلب والضهر، يمكن انت مش هتعرف حديتي ديه ولا تحس بيه عشان مكانش فيه بينك وبين ابوك الله يرحمه عمار. 

بس اني وابوي غييير، اني كنت كل دنيته وهو كل دنيتي ومكانش لينا غير بعض. 

كرار قرب عليه وحط يده على كتفه سند عليه وهو بيقعد وقاله بعتب:

-فينك منى ياصاحبي وفيني منك، ليه بعدت عنى إكده وحاسس إننا اتغربنا عن بعض، فين اخوتنا ورباط الدم اللي بينا وين راح، ليه تبعد عن ضهري وتهمله عريان ومكشوف للهوا بعد ماكنت سترى وغطاي؟ 

رد عليه أبو دراع بجديه:

أني لساتني زي ماانا ياكرار، لساتنى اخوك ورفيقك وهتلاقيني فضهرك وساندك بكل قوتي ميته ماتميل، أبو دراع عمره مايخون الأخوه ولا يتنكر لرباط الدم، بس اللي اتغير إني فهمت وعرفت وقررت اساندك فأيه، ومااساندكش فأيه، ولو الحق مش راعى مظلمتك مش هقفلك فيها، ولا هدافع عن الباطل عشانك مره تانيه. 

اصل كل واحد هيتعلق من عرقوبه واني مش مستعد اتحاسب على ذنوبي وذنوبك. 

كرار: 

-مش قولتلك اتغيرت ياصاحبى

رد عليه أبو دراع بنفى:

-متغيرتش قلتلك، كل الموضوع اني كبرت وعقلت، اني ٢٣ سنه دلوك يعني خلاص سن الجلع والطيش ولى وراح، وحتى انت خطيت فى العشرين يعني خلاص بقيت راجل ملو هدومك والمفروض العقل هو اللي يسوقك ويحكم كل خطاويك. 


كرار:

-واني عاقل ياابو دراع وعقلي معيشتكيش من حاجه.

أبو دراع بضحكة سخريه:

-إيوه صوح، بأمارة بتك المسكينه اللي عايز تموتها هي وأمها الغلبانه. 

كرار بعصبيه مكتومه:

-متقولش بتي ياابو دراع داي مش بتي، داى شهورها كامله واني مقفلتش ال٧ شهور متجوز بت المحروق داي يوبقي كيف بتي كيييف؟ داى بت زنا زنا. 


أبو دراع ساب اللي فيده ولف على كرار بغضب ومسكه من خلجاته وقاله:

-اوعاك تقول الحديت ديه مره تانيه ولا اسمعك عتتلفظ بيه..بكفياك خوض فالاعراض بكفاياك. 

كرار نتر ادين ابو دراع من خلجاته ورد عليه بإعتراض ميقبلش جدل: 

-له مش هسكت ياابودراع وهتحدت، وهتكلم واقول واعيد، ظلمنى ابوي وخلانى حاسبت على كل المشاريب لحالي، والباقي شرب واتكرع وروح بيته. 

وسكتت وبلعتها ورضيت عشان المشاكل، اتحملت اشوفها قدامي واني كل مااطل فوشها اشوف همام والسيد وهما عيناوبوا عليها، 

وافتكر انها شايله إسمى واتحسر واسكت. دارت عليأ امر حبلها، وخلفتلي بت كامله مكمله ونازله كيف الحنش حسها ملعلع وعامله كيف الطريشه الصغيره ومش عارف مين ابوها، ولا أمها حبلت بيها من مين وعايزيني البسها؟ 

له والله ماالبسها ولا هعترف بيها ولا دمها يتخلط بدمي واصل، ولا هكتبها بأسمي كمان وهتقعد إكده لا ليها اسم ولا صفه ولا حسب ولا نسب. 

ابو دراع بقلة حيله:

-ياولدي حرام عليك حراااام عليك اللي عتعمله ديه حرااام انت عتظلم. 

كرار:

-له مش حرام، وحتى لو حرام اني اللي هتحاسب عليه مش حد تاني، فهملني مني لظلمي ومني للي فعقلي واللي عيمليهوني واللي ناوى عليه مع الفاجر وبتها. 

أبو دراع:

-فشررت ياواد المقاول، مبقاشي اني ابو دراع لو شفتك قربت من البت الصغيره ولا امها بسو، ولوشاورت عليهم بصباع اذى حتى لاكون قاطع فرطك خالص.

ومن غير يمين ياكرار عشان انت عارف كلمتي مش عتتقرن بحلفان عشان تتصدق وتتنفذ، لو فيوم شفت منك ظلم بين ناحية مرتك وبتك لاكون حاطك تحت رجلى ودايسك دوسة صرصار طالع من اعفنها كبينيه.. شام وبتها من النهارده فحمايتي. 

كرار:

-ابو دراع متخسرنيش عشان وحده من الشارع مليهاش اصل من فصل ولا حداها شرف وزانيه. 

أبو دراع سمع الكلمه وبدون وعى ضرب كرار بضهر يده على خشمه خلى شفته نزفت في الحال وقاله بنبرة أمر ميقبلش النقاش:

-قلتلك شام بقت فحمايتي، واللي فحمايتي متتجابش سيرتها بالعاطل واصل، فهمت من اول لطمه ولا اعيدها والنوبادي اوقعلك صفين سنانك الفوقاني والتحتاني؟ 

كرار وقف وبص لأبو دراع وهو عيمسح فى الدم من خشمه بط ف كمه وقال لابو دراع بعتب:

-مش أول نوبه تمد يدك عليا ياصاحبي، شكل يدك استحلِت ضربى! 

أبو دراع بوعيد:

-مش أول نوبه ومش هتكون آخر نوبه ياكرار، واظلم وشوف ودوق منى اللي عمرك مادوقته، واللي كنت عدوقه للناس لاجل سواد عيونك، عشان الظاهر إن اللي اليد اللي تمدت علي خلق الله عشانك ظلم وافترى، هي هى اللي هتخلص حقوق الناس منك وتقتصلهم، وأظن انك دلوك بقيت خابر يدي ودوقتها وجربت هبابه من بطشها، واكيد انت عارف إني ممديتش يدي عليك بربع قوتي حتى، لاني لو طلقت يدى عليك بقوتها هبيدك ياكرار. 


كرار سمع كلام ابو دراع وهمله وطلع من غير ولا كلمه، وراح عالبيت، وبمجرد دخوله سمع حس ربيعه بته عتبكي وصوت بكاها مالي البيت، ووقف قصاد الباب بتاع الأوضه يتطلع عليها وعلى شام اللي عتغيرلها اللفه بتاعتها، وعلى عديله اللي قاعده جارهم وعينها عليهم، ونار غلت فعروقه وهو سامع صوت جواه عيهمسله.. بأن بت الزنا بقت بتك غصب عنك، وهم عشان يروح الاوضه يفش غليل قلبه فشام ويدوقها من القهر اللي حاسس بيه.. لكن بمجرد وصوله لباب الأوضه وقف لما افتكر كلام أبو دراع وتهديده ليه ووعيده، وبص لكمه لقاه مبقع بالدم وفوراً اتراجع وراح علي أوضته واتمدد عالسرير يحلم بشوقيه وباليوم اللي هتاجي للبيت ديه عروسه وتقاسمه فرشته وحياته كلها وتهون عليه كل اللي هو فيه ديه. 

❈-❈-❈


عاود عزام من الغيط على آخر النهار، واتسبح من تراب الغيط، وقال لبسيمه اللي قالهوله ابوه، فى البدايه بسيمه رفضت، لكنها في الاخر وافقت لما عزام وصفلها حالة ابوه وهمام اخوه وأن وجودها هيفرق معاه وديه طلب ابوه. 

فدخلت تغير خلجاتها عشان تروح معاه بعد ماجهزتلهم وكل تاخدهولهم معاها من باب الشفقه اللي مطلعتش من لواحظ ام همام . 

عزام لأمه:

امال فين بناتك يمه؟ 

لواحظ وهي رابطه راسها وقاعده عالدكه ردت عليه بقهر:

خياتك جوه الأوضه متلقحين ومعجونين فبعض عجن. 

عزام:

كيف يعني معجونين؟ 

لواحظ بقلة حيله:

يعني عاملين كيف العجينه لا باينلهم ملامح ولا تعرفلهم يد من رجل الشقايا. 

عزام: وه، وليه إكده جرالهم ايه؟ 

لواحظ: مرت اخوك ضربتهم وعدمتهم العافيه. 

عزام بإستغراب: صوح! وقدرت عليهم لحالها هما التنين كيف؟ 

لواحظ: واني كمان معاهم التالته. 

عزام:

يااابوي.. وعيملتولها ايه لديه كله ياقزانه؟ 

لواحظ: عملها بافعالها هنعملها ايه يعني داي اتهوست لحالها بت المجانين داي. 


عزام بعدم اقتناع: مظونش انها اتهوست وعيملت إكده من غير ماتعيلو بيها انتو فلاول، بسيمه عاقله ومطلعتش منها العيبه من ساعة مادخلت البيت ديه، اكيد بناتك اللي بدو بالغلط وانتي نصفتيهم عالغلط زى عادتك، بس المفروض يعني احنا فظرف محدش فيه فاضي يعمل مشاكل، وحزننا علي همام هو اللي المفروض يشغلنا بس. 

لواحظ بزعيق:

عقولك ايه يازفت انت كمان اني مناقصاكش اني عصعوصي شكله اتكسر ومقادراش الف يمين ولا شمال ولا حامله الكلمه فمخي، فخد اللي متتسماشي داي وغور بيها من البيت وريحني منك ومنها. 

عزام:

-وانتي مش هتاجي تشوفي ولدك وتطمني عليه؟ 

لواحظ:

- يابغل عقولك مقدارش اتحرك مقادراااش، عطتني بالجوز فبطني الفقريه داى، رفصتني كيف رفصة حمار حصاوى خلتني اترزعت على الارض اتكسر عصعوصي، وبعدين اروحله ليه خترف باسمي وقال هاتولي امي، خلي اللي كلت عقله وخلته بلا عقل وشل روحه عشانها هي اللي تروحله وتنفعه. 


خلصت كلامها وكانت بسيمه خلصت لبس وطلعت من الأوضه وهي شايله فيدها سبت حطت فيه وكل لابو همام ولهمام وغيار وشوية حاجات قالت انهم هيحتاجوهم وشدوا الرحال عالمستشفى. 

ووصلوا وبمجرد وصولهم، دخل همام بالسبت قدامها، وهي وقفت بره مرضيتش تدخل، ومش عارفه هتواجه الموقف كيف، وهتبص لعجز همام بانهي عين، بعين شفقه، ولا عين ذنب، لا عين شماته. 

واثناء وقوفها سمعت همام وهو عيأن ويتألم، واول ماشاف عزام سأله بنبرة صوت باكيه:

مجاتش بسيمه معاك ياعزام؟ مرضيتش تاجي مش إكده؟ معاها حق ماهي هتاجي ليه وهتقعد جار واحد عاجز ليه من إهنه ورايح، 

خلاص همام مبقالوشي عازه، واصلاً اني من لاول مليش عازه معاها، بس كنت عحاول، كنت عحاول بأيدي ورجلى وعقلي وقلبي وروحي وبكل اللي اقدر عليه عتقربلها، ودلوك خلاص. 

خلص جملته واتخنق بالدموع، وقبل مايرد عليه عزام، اتحركت بسيمه ووقفت قصاد الباب، وبصت لهمام اللي من اول ماشافها شهق شهقه كأن روحه كانت رايحه وردتله تاني، ومع كل خطوه كانت تخطيها ناحيته كان قلبه يتخبط فصدره من الفرحه تاره ومن القهر عشان هتشوف عجزه تارات. 

وقفت بسيمه قصاده وبعيون ثابته ونظره خاليه من اي تعبير قالتله:

سلامتك ياهمام الف سلامه، ربنا يشفيك ويزيح عنك. 

خلصت كلامها وحادت بعيونها بعيد عنه، لما شافت عيونه لمعت بالدمع، وحبت تديه الحريه لو مكانش حابب انها تشوف ضعفه، لكن همام كان آخر همه إنها تشوف الضعف فعيونه وهي شايفاه فكامل جسمه وبدنه، فقالها بصوت مخنوق:

بقيت عاجز يابسيمه، مهقدرش امشي علي رجلي تاني. 

ردت عليه بسيمه بنبره خاليه من اللين: معلهش ربك واللي كاتبه عاد، وميحقش للمخلوق إعتراض عالمكتوب، بس إنت خليك من الحامدين عشان تاخد الأجر كامل على صبرك واحتسابك. 

رد عليها همام بكسره:

- الحمد لله على كل حال. 

اتحركت بعدها بسيمه على عمها ابو همام ووقفت قدامه ووجهت كلامها لعزام:

طلع الوكل ووكل ابوك ياعزام، كلك لقمه ياعمي واتقوت اني عارفه انك مدوقتش الزاد من الصبح وانت معتحملش الجوع فجبتلك لقمه تاكلها، كل وبعدها قوم روح البيت ريح جتتك هبابه واني وعزام هنقعدوا جار همام ونسهروا عليه بالليل. 


أبو همام رد عليها بإمتنان:

-تسلمي ياأصيله يابت الأصول، صوح الناس عيبان معدنها في الشده، تسلمي علي وقفتك وعلي تعبك وعلى اصلك الطيب يابت الطيبين. 

بسيمه: لا شكر على واجب ياعمي، اني معملتش اكتر من الاصول اللي اتربيت عليها واللي ابوي وامي علموهاني. وكمان عشان خاطرك انت؛ لانك من ساعة مادخلت البيت ومشفتش منك غير كل خير؛ وحطيتك فمقام ابوي واحترمتك، واني الكبير احترمه واحطه فوق راسي طول مامحترم معاي ومداسليش على طرف. 

خلصت كلامها وابتدت هي بنفسها اللي تطلع في الوكل، وسالت لو همام يقدر ياكل، لكنهم قالولها الدكتور قال مش دلوك، فقعدت وسكتت لغاية مايسمحوله بالوكل توكله، اما همام فمن اول مادخلت عليه وانفاسها بقت معاه في الاوضه كيف مامتعود، وقعدت قدامه وهو صافن عليها ونسي كل وجعه، ومبقاش حاسس غير بالحسره بس وهو باصصلها وحاسس انها بقت ابعد من نجوم السما عنه دلوك. 

❈-❈-❈

عدى اليوم بكل تفاصيله عالجميع، وابتدا الليل يتسلل بهدوئه، ووحده وحده بدا ينفخ من روحه الظلام عالدنيا لغاية ماعتمت. 

وفي الاثناء داي حوريه كانت قاعده فأوضتها عتستنى اللحظه المناسبه عشان تطلع عالسطوح تفتح البلاص، وتجيب منيه الفلوس اللي هتجوز بيها كرار عشان يسكت ويهدا ويبطل كل هبابه يقول ابيع ورثي ويخسر ارضه وياخدوها منيه عيال عمه بلوشي. 

استنت لما حست إن الكل نام والوكت اتأخر، وخدت الكلوب وطلعت عالسطوح تتسحب عشان محدش يلمحها ولا يحس بيها. 

أما تحت في البيت:

عديله في الموطبخ:

اشعجب يابدور صاحيه لحد دلوك؟ 

بدور وهي عتفتح في الحلل وتقفل:

مفيش ياستي جعانه ومجانيشي نوم قلت انزل اكلي لقمه عالماشي. 

عديله: لقمه عالماشي؟ ماشي. 

بدور: وانتي ياستي ايه اللي مصحيكي لحد دلوك؟ 

عديله: بت ولد عمك معتخليش حد ينام عماله تسرنك ليل نهار من الجوع لما قالقه منامي ومنام امها. 

بدور بعدم اهتمام وهي عتاكل من الحله:

وايه المجوعها مترضعها امها ولا خايفه تضعف؟ 

عديله: ومن فين فيها لبن الغلبانه عشان ترضعها، اديني جايه اخدلها حاجه تاكلها عشان تحن لبتها شوية لبن يشبعوها. 

بدريه هزتلها دماغها بعدم اهتمام وكملت وكل، وعديله خدت طبق وراحت علي ماجور الرايب ورفعت الغطا من عليه والشاشه عشان تاخد منه لشام، لكنها لقيته فاضي، فبصت علي بدور وقالتلها:

وه.. دا ماجور الرايب فاضي؟ مفيش غيره تحت إهنه يابدور؟ 

بدور هزتلها دماغها برفض، وكملت وكل وعديله قالتلها:

طيب عقولك ايه يابدر البدور ياقمر انتي، متطلعي عالسطوح تتلافى ماجور رايب للغلبانه النفسه داي تكسبيلك فيها وفبتها ثواب. 

بدور رفعت دماغها من فوق الحله وبصت لستها وردت عليها بصدمه:

وه؟ واطلع السطوح دلوك ياستي، انتي عايزاني السع وحي ولا عقرب تلوشني واغور فداهيه في الضلمه داي عشان خاطر الست شام وبتها؟ اخي شاله ماطفحت. 

عديله: متخافيش مفيش حاجه هتلوشك معيتلاشوش غير الزينين، غوري يابدور هاتي ماجور رايب عيب عليكي ستك طلبت منك طلب توبقيش قليلة ربايه خالص إكده. 

بدور بإعتراض: ياستي بس

عديله:

?قولتلك عيب عليكي تزعليني، اطلعي يلا عشان ادعيلك دعوه حلوه فجوف الليل ديه وتكون من حدك ومن نصيبك، روحي الهي عزت يشوفك بت كيف باقي البنات ويعمي عيونه عن كل النسوان ويحببه فيكي انتي بس. 

بدور بفرحه:

الله ياستي عالدعوه داي، طب والله لاروح اجيبلك الرايب عشانها. 

وقوام خدت الكلوب نورته وطلعت بيه عالسطح بالهداوه وهي عتبص تحت رجليها بالكلوب عشان تشوف لو فيه دبيبه تحتها تتفاداها، وبمجرد ماوصلت السطوح، راحت على القُرنه اللي فيها قفص الجريد اللي تحته مواجير الرايب، فنزلت الكلوب ورفعت القفص، وابتدت تهز المواجير بالراحه ماجور ماجور، تشوف انهي واحد اللي لسه اللبن فيه سايل، وانهو اللي جمد وبقى رايب، لغاية مالقت ماجور جامد، خدته وطلعته من تحت القفص ونزلت القفص مره تانيه فوق المواجير،، ولسه عتوطى عشان تشيل الماجور وتمسك الكلوب فيدها وتنزل بيه، بصت من تحت دراعها على النور اللي ظهر فجأة من أوضة الخزين، وبمجرد مابصت شافت حوريه مرت عمها بلبسها الاسود ونور الكلوب متسلط علي وشها مغير ملامحها ومخليها وحده تانيه خالص مخيفه، والشكل مع الضلمه، مع الخوف خلوا بدور صرخت بعلو حسها وقالت عفريت ونزلت تجري حتي مخدتش الكلوب ووقعت على السلم كذا وقعه لغاية ماوصلت الطرقه اللي بين الأوض في الدور التاني وقالت بوه بعلو حسها صحت اللي فى البيت كلهم. 

           الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا 

لقراءة الجزء الاول اصغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close