أخر الاخبار

رواية الكاتبة والفتوة الفصل الرابع والعشرون 24بقلم الهام عبدالرحمن الجندي

      

رواية الكاتبة والفتوة

الفصل الرابع والعشرون 24

بقلم الهام عبدالرحمن الجندي 


ظلت هدى حبيسة حجرتها طوال اليوم وحاول والداها التحدث إليها ولكنها أبت أن تتحدث مع أحد، كانت متسطحة على فراشها تبكى وتتحدث إلى نفسها. 


هدى فى نفسها:«يعنى هو أنا فعلاً غلطانة يعنى كان لازم ابلغ عن فهد ويدخل السجن وحياته تضيع عشان أعجبهم وأبقى كويسة فى نظرهم هو ليه محدش قادر يفهمنى ليه محدش قادر يحس بيا ليه كلهم بيضغطوا عليا بالشكل ده، ثم اشتدت فى البكاء وظلت تردد والله حرام اللى بيحصل ده ليه لازم نتعامل بقسوة مع بعضنا دا حتى دينا دين تسامح.» 


ظلت تبكي وتبكي حتى أنهكها البكاء فحل عليها المساء وهي في تلك الحالة من الحزن ولم تعد تشعر بنفسها وكأنها فقدت الوعي حاولت والدتها التواصل معها ودقت الباب عدة مرات ولكنها لم تتلقى أي استجابة فشعرت بالقلق وذهبت سريعا إلى زوجها تحثه على فتح الباب لكي تطمئن على إبنتها.


 فاطمة بلهفة:« حماده تعالى بسرعة اكسر الباب ده وافتحهولي خليني أطمن على هدى دي مش بترد عليا خالص أنا خايفة يكون جرالها حاجة.»


 حماده بهدوء:«اهدي يا فاطمة وسيبى لهدى مساحة تراجع نفسها وبعدين ما هي طول اليوم كانت بتخرج من أوضتها وقت الصلاة عشان تتوضى وترجع أوضتها تاني والحمد لله إن هي كانت بتعمل كدا عشان إحنا كمان نطمن عليها.»


 فاطمة بقلق:« بس أنا بخبط على الباب وهي مش بترد خالص عليا ودا قالقني أوي خايفة البنت تكون عملت في نفسها حاجة يا حمادة.»


 حمادة بحزم:« استغفري ربنا يا فاطمة عيب عليكى لما تقولي كلام زي دا انتى عارفة إن بنتك بتخاف من ربنا ومتربية على أصول الدين واستحالة تغضب ربنا مهما كان الضغوط اللي عليها.» 


فاطمة بقلة حيلة:«بس أنا أم  يا حمادة وقلبي موجوع على بنتي، بنتي اللي ملحقتش أفرح برجوعها.» 


حمادة:« يا فاطمة استهدي بالله بنتك محتاجة وقت تقعد مع نفسها وتراجع حساباتها وتقرر هي هتعمل إيه عشان ما تحسش بتأنيب الضمير لكن طول ما إحنا بنتكلم معاها في الموضوع دا هتحس إنها محاصرة ومضغوطة إدي لبنتك مساحة يا فاطمة هي دلوقتي كبيرة بما فيه الكفاية عشان تاخد قراراتها بنفسها.» 


استسلمت فاطمة للأمر الواقع وجلست بجوار حمادة على الفراش في محاولة منها لإستدعاء النوم وبالفعل بعد معاناة استطاعت النوم ولكنه كان نوم أرق حل الصباح بشمسه الدافئة، استيقظت هدى وهي تشعر بإجهاد شديد فقامت وتوضأت وأدت فرضها ثم أحضرت كتاب الله لتقرأ بعض آياته لعلها تجد راحة لقلبها الذي أنهكه حزن الفراق، ظلت تقرأ حتى شعرت بالطمأنينة والراحة، ثم أغلقته ووضعته بمكانه وتوجهت ناحية مكتبها وفتحت أحد أدراجه واستخرجت منه هاتفا صغير كانت تمتلكه قديماً وحينما حاولت فتحه وجدت  شحن البطارية فارغاً فقامت بوضعه على الشاحن قليلاً، ثم أخذته لتجري اتصالاً هاتفيا مع مدير المدرسة التي تعمل بها.


 هدى:« ألو السلام عليكم أخبار حضرتك يا مستر ياسر؟»


 ياسر:«عليكم السلام مين معايا؟» 


هدى:« أنا هدى حمادة يا مستر ياسر معلش أنا عارفة إن النمرة دي مش مع حضرتك بس تليفوني ضاع مني ودا تليفون احتياطي معايا.» 


ياسر بدهشة:«هدى! انتى رجعتي إمتى؟ حمد لله على سلامتك انتى كويسة؟ قوليلي انتي حصلك إيه ومين اللي كانوا خاطفينك دول ورجعتى ازاي؟»


 هدى بهدوء:«أنا الحمد لله كويسة يا مستر والله شكرا لسؤال حضرتك بس الموضوع دا يطول شرحه أنا بس كنت عاوزة أعرف الأيام اللي غبت فيها عن الشغل هتتحسب ازاي وهينفع أرجع الشغل ولا في إجراءات لازم أعملها؟»


 ياسر:« تعالي بكرا انتى بس وأنا هظبطلك كل الإجراءات اللازمة ومالكيش دعوة المهم إنك رجعتى بالسلامة انتى ماتعرفيش يا بنتي إحنا كنا متأثرين ازاي بغيابك دا حتى الأولاد في الفصل غيابك أثر عليهم.»


 هدى:« شكراً لحضرتك والله يا مستر أنا كمان محتاجة أرجع الشغل أوي ومبسوطة بجد إني هرجع وأبقى معاكم.»


 أنهت هدى المحادثة ثم أغلقت الهاتف وخرجت من حجرتها وذهبت إلى المطبخ وقامت بإعداد وجبة الإفطار ثم وضعتها على طاولة السفرة وبعد دقائق استيقظت والدتها وخرجت من حجرتها فرأت هدى وهي تضع الطعام على طاولة السفرة فذهبت في اتجاهها وربتت على ظهرها برفق فالتفت لها هدى ونظرت لها بابتسامة واهنة.


 فاطمة:« صباح الخير يا روح قلب ماما إيه النشاط دا كله ليه قايمة من بدري يا قلبي؟»


 هدى:« صباح النور يا ست الكل مفيش أصلى صحيت صليت وقولت أجهزلكم الفطار زي زمان أهو حاجة أشغل نفسي بيها.» 


فاطمة بشفقة على حال ابنتها:« معلش يا قلبي إن شاء الله كل حاجة هتتصلح بس هي مسألة وقت.»


 هدى:« خير يا ماما أهو الحمد لله بكرا هرجع شغلي وأبدأ في كتابة الروايات من تاني وبكدا مش هيبقى عندي وقت فاضي عشان ما أفكرش في أي حاجة تضايقني.»


 فاطمة بحدة:«شغل! شغل إيه اللي انتي بتتكلمي عنه دا إن شاء الله انتى تنسي الشغل دا خالص انتى خلاص مش هتخرجي من البيت خالص.»


 هدى باستغراب:«إيه الكلام اللي بتقوليه دا يا ماما يعني عاوزاني أسيب شغلي وأقعد معاكي في البيت ليه دا كله؟!» 


فاطمة برجاء:«يا هدى يا بنتي الله يهديكي أنا مش مستغنية عنك انتى كدا كدا مش محتاجة للشغل خير ربنا موجود والحمد لله وأصلاً المدرسة بتاعتك دي مرتباتها أي كلام واللي كان مخليني ساكتة الأول علشان بس ماتبقيش محبوسة في البيت وتزهقي من القاعدة لوحدك.»


 هدى:«طيب وإيه اللي هيتغير ما أنا لما أسيب الشغل زي ما حضرتك عاوزة هقعد في البيت بردو لوحدي وممكن يجيلي اكتئاب وبعدين يا ماما أنا مش بشتغل علشان آخد مرتب بس أنا بحقق ذاتي في الشغل بتواصل مع الناس بجدد تفكيري من خلال النقاش مع ناس مختلفة لكن لو فضلت قاعدة في البيت هيفضل تفكيري محدود ومش هقدر أبدع في أي حاجة ولا أقدر أفيد حد هبقى مجرد آله باكل وأشرب وأنام وأساعد حضرتك في شغل البيت ولما أتجوز هيقتصر دوري على شغل البيت وتربية الأولاد بس ودي حاجة مش كويسة بالنسبالي يا ماما.»


 فاطمة بخوف:«ويعني هتبقى مبسوطة لما تخرجي وتتخطفي تاني ساعتها أنا هعمل إيه بقى؟»


 هدى بصدمة:«يعني انتي عاوزة تحبسيني في البيت لمجرد إنك خايفة عليا إني أتخطف؟!»


 فاطمه:« اه طبعا أنا معنديش إستعداد تضيعي مني تاني أنا ما صدقت إنك رجعتيلي بالسلامة.» 


هدى:« يا ماما بس افهميني اللي انتى بتقوليه دا مينفعش أنا ما أقدرش أسيب شغلي وأقعد في البيت انتى كدا بتقضي عليا.»


 فاطمة بحزن:« خلاص الموضوع انتهى ومفيش فيه نقاش.»


 استيقظ حمادة على صوت فاطمة وهدى فخرج من حجرته وذهب في اتجاههما.


 حمادة:« في إيه يا جماعة على الصبح مالكم صوتكم عالي ليه كدا؟»


 هدى:«تعالى يا بابا شوف ماما بتقول إيه؟!»


 فاطمه:«هدى أنا خدت قراري خلاص والموضوع دا اتقفل.»


 هدى:«يا ماما مينفعش تاخدي قرار يخص حياتي وتفرضيه عليا لمجرد بس إنك خايفة علي.»


 حمادة بعدم فهم:«هو في إيه ما تفهموني انتم بتتكلموا على إيه؟»


 هدى:«يرضيك يا بابا إن ماما عاوزة تقعدني من الشغل لمجرد إنها خايفة عليا إني أتخطف تاني؟»


 حمادة بصدمة:«الكلام دا صح يا فاطمة؟!»


فاطمة بحزم:«أيوا صح ماهو أنا  مش مستغنية عن بنتى ومعنديش إستعداد تضيع منى تانى.» 


حمادة:« إيه الكلام اللي بتقوليه دا يا فاطمة دا لو كل واحدة عملت زيك كدا يبقا كل البنات اللي اتخطفت ورجعت لأهلها تاني هتفضل محبوسة ودي لوحدها مصيبة يعني بدل ما نخلي بنتنا تبقى شجاعة وعندها ثقة في نفسها وإيمان بربنا إنه هيحميها نخليها جبانة عن العالم.»


 فاطمة:« أنا خدت قراري ومش هرجع فيه.» ثم تركته ودخلت حجرتها. 


هدى:«عاجبك كدا يا بابا.» 


حمادة:«ادخلي انتى أوضتك دلوقتي وأنا هدخل أتكلم معاها ومتقلقيش هترجعي شغلك يا حبيبتي زي ما انتى عاوزة.»


 دخل حمادة حجرته وكانت فاطمة تجلس على الفراش فجلس بجوارها وتحدث معها بهدوء. 


حمادة بهدوء:« يعني يا بطة ينفع اللي بتعمليه دا انتى عارفة انك ممكن كدا تخلي هدى تدخل في حالة اكتئاب لأنها بكل بساطة هتبقى فاضية وهتفضل طول الوقت تفكر في اللي حصل معاها وبُعد بلال ومصطفى عنها انتى حابة بنتك تبقى حزينة ومكسورة ساعتها هتبقى مبسوطة يا بطة؟»


 فاطمة:« لا طبعا ألف بعد الشر عليها أنا مابتمناش لبنتي غير كل خير وأنا بس خايفة عليها مش أكتر لكن لو قعدتها هتأذيها بالشكل دا يبقا خلاص ترجع الشغل بس انت تعدي عليها وانت راجع تجيبها في إيدك عشان أبقى مطمنة.»


 حماده بابتسامة:« حاضر يا ستي أنا هوديها وأجيبها كمان كدا مبسوطة؟»


 فاطمة برضا:«طبعاً مبسوطة طول ما انتم مبسوطين.»


 حمادة:«طب يلا قومي فرحي بنتك وبلاش تزودي عليها اللي هي فيه.»


 فاطمة:«حاضر يا أخويا ربنا يروق بالها ويسعدها.»


 ذهبت فاطمة إلى هدى وأبلغتها بأن تذهب إلى عملها بشرط أن يحضرها والدها بعد العمل حتى تكون مطمئنة، ظل حمادة وفاطمة طوال اليوم يحاولان الترويح عن هدى حتى لا تستسلم لحزنها فلم يدَعوها لحظة واحدة لكي تجلس بمفردها مر اليوم بسلام واستسلم الجميع لسلطان النوم وحينما حلت نسمات الصباح استيقظت هدى كعادتها وتوضأت وأدت فرضها وارتدت ثيابها وكذلك استعد حمادة وذهبا سويا حيث قام حمادة بتوصيل هدى إلى مقر عملها كما أوصته زوجته حتى يطمئن عليها وبعد ذلك ذهب هو الآخر إلى عمله، حينما دخلت هدى إلى المدرسة رأتها سلوى فوقفت مكانها مصدومة تنظر لهدى بدهشة وفي تلك اللحظة كانت تمشي دينا باتجاه سلوى ولم ترى هدى فوقفت أمام سلوى ونظرت لها باستغراب.


 دينا باستغراب:« بت يا سلوى مالك واقفة زي تمثال أبو الهول كدا ليه؟ فلم ترد عليها سلوى وظلت  فضربتها دينا خلف رأسها وتحدثت بحدة قليلا: في إيه يا زفتة مش بكلمك انتى واقفة متنحة كدا ليه هو في إيه هنا بتبص......»


قطعت دينا كلامها وهى تلتفت فى الاتجاه الذى تنظر إليه سلوى ثم تحدثت بصدمة 


دينا:« ايه دا معقولة أنا مش بحلم صح هدى.... انتى هدى.... ثم جرت عليها واحتضنتها بشدة وظلت ترد وحشتيني وحشتيني أوى.»


 هدى:«وانتى كمان وحشتني أوى ثم سارت باتجاه سلوى وحركت يدها أمام وجه سلوى بت يا سلوى هو انتى اتحولتي وبقيتي تمثال ولا إيه يا بنتي؟»


 سلوى وهى ترتمي بين أحضانها:« هدى حبيبتي حمد لله على السلامة أنا مش مصدقة نفسي انا شايفاكى بجد وظلت تبكي بشدة.»


 هدى:«إهدي يا سلوى أنا أهو يا حبيبتي خلاص رجعتلكم وهقعد على قلبكم ومش هتعرفوا تخلصوا مني أبداً.»


 في خلال لحظات كانت المدرسة جميعها تقف حول هدى ليسلموا عليها ويطمئنوا عليها.


على الطريق كانت تسير تلك السيارة التي يقودها أحد المصورين ومعه مراسلة صحفية تجلس بجواره تتحدث معه. 


حلا:«شد شوية يا كامل خلينا نلحق نروح نخلص الحوار ده ونرجع بسرعة عشان نغطي الحفلة بتاعة حسن شاكوش.»


كامل:« يعني هنتأخر على الوزير يا أختي إلا قوليلي هي الكاتبة اللي اتخطفت دي محدش لسة يعرف عنها حاجة؟»


حلا:«أدينا هنروح ونشوف أهو تصدق والله البنت دي صعبانة عليا أوي يا ترى عملوا فيها إيه وزمان مامتها يا عيني مقهورة عليها.»


كامل:«هو رئيس التحرير اللي قالك تغطي خبر الكاتبة؟»


حلا:«لا كان قايل لمروة بس هي اتحايلت عليا أروح بدالها عشان جوزها مش بيوافق إنها تسافر بعيد عن مصر.»


كامل:«وهي المنصورة بعيدة دي كلها ساعتين تلاتة وتبقا فيها.»


حلا:«أنا مش فارق معايا انت عارف إني لا مخطوبة ولا متجوزة فعادي بالنسبالى  وكمان بابا وماما متفهمين طبيعة شغلي وموافقين.»


بعد مدة وصلت حلا وكامل إلى المدرسة التي تعمل بها هدى لكي يعرفوا معلومات تخص هدى من زملائها وربما تساعد هذه المعلومات في العثور على هدى فقابلهم فرد الأمن على البوابة وطلبوا منه أن يدخلهم مكتب المدير وبالفعل أدخلهم بعدما أبلغ المدير.


حلا:«صباح الخير يا فندم.»


المدير:«أهلا يا فندم اتفضلوا.»


حالا:«مع حضرتك المراسلة حلا من جريدة الأهرام إحنا جايين هنا النهاردة بخصوص الكاتبة هدى حمادة كنا حابين نعمل حوار مع زملائها ونعرف معلومات عن حياتها الشخصية وحياتها كمعلمة ويمكن من خلال الحوار الصحفي دا نقدر نساعد في العثور عليها.» 


ياسر:« بس هي رجعت الحمد لله.»


تفاجأت حلا وهبت واقفة وتحدثت بلهفة:« حضرتك بتتكلم جد يعني أهلها قدروا يوصلوا ليها طب ازاي وإمتى؟!»


ياسر:« هي حضرتك لسة أول يوم تيجي النهاردة هي رجعت من حوالي يومين وبصراحة أنا ما أعرفش أي تفاصيل ممكن أبعتلها وتقعد معاكي وتحكيلك هي دا إذا كانت حابة طبعاً.»


حلا بلهفة:« بعتذر من حضرتك بس ممكن أنا اللي أروحلها عشان كمان أتكلم مع زملائها؟»


ياسر:«مفيش مشكلة بس ثواني هبعتلها خبر الأول يجوز متحبش إنها تتكلم مع الصحافة.»


حلا:«ان شاء الله هتوافق.» 


ثم نظرت إلى كامل بفرحة عارمة فهذا يعد سبقاً صحفيا لها، أرسل ياسر أحد العمال إلى هدى ليبلغها بوجود المراسلة والتي تريد أن تتحدث معها فوجدتها هدى فرصة لتنفذ شيئاً خطر ببالها وبعد لحظات أوصل العامل المراسلة والمصور إلى حجرة المعلمات والتي تجلس بها هدى وحينما حضروا استقبلتهم هدى بالترحاب وأجلستهم.


حلا:«حمد لله على السلامة يا أستاذة هدى أنا حلا مراسلة صحفية بجريدة الأهرام الحقيقة أنا كنت جاية هنا عشان أقابل زمايلك وأعرف معلومات عنك لكن اتفاجئت برجوعك وفرحت جداً إن حضرتك بخير وكويسة وأتمنى إنك تتعاوني معايا.» 


هدى:« الحمد لله وأنا يشرفني طبعا إني أتكلم مع حضرتك وأقولك أي معلومة تحبي تعرفيها عني بس ممكن سؤال؟» 


حلا:« اه طبعا اتفضلي.»


هدى:« هو الحوار ده هيبقى حوار مكتوب ولا فيديو؟»


حلا:« إن شاء الله هيبقى مكتوب ومتصور فيديو وهينزل على صفحة الجريدة وعلى اليوتيوب كمان.»


هدى بتفكير:« كويس جداً ودلوقتي أنا تحت أمرك تحبي نبدأ منين؟»


حلا:«أولاً هتعرفي نفسك وتحكيلي ازاي تم اختطافك وازاي رجعتى  وإيه اللي حصل معاكي في الفتره اللي كنتى مخطوفة فيها؟.»


هدى:« أنا إسمي هدى حمادة بشتغل مدرسة وبكتب روايات وكنت نازلة المعرض بروايات ورقي وفي يوم كنت واقفة مع بنات وفي عربية دخلت علينا ونزل منها ناس وخطفوني وحصل ضرب نار بس بعد ما العربية أخدتني وبعدت شوية كنا على طريق حواليه صحرا من الجانبين جالهم تليفون واللي فهمته من كلامهم إني مش المقصودة وإنهم خطفوني بالغلط.»


حلا بانتباه:« طيب وبعدين إيه اللي حصل عملوا معاكي إيه؟»


هدى:« مفيش قرروا إنهم يخلصوا مني وكان فعلا واحد منهم هيقتلني خلاص لكن الشخص التاني وقفه وقاله إن أنا ما اتعرفتش على أشكالهم  بسبب الماسكات اللي لابسينها وقاله إنهم ممكن يرموني هنا على الطريق وبما إنه صحراء فمن الممكن إني أموت ويبقى هم مقتلونيش  أو إن الحظ يخدمني وأعيش وفجأهةاللي كان معاه مسدس وهيقتلني ضربني على دماغي ورماني من العربية على الطريق بس ربنا كبير وبعتلي واحد  ابن حلال هو ومراته أخذوني معاهم لما لاقوني لسة عايشة وعالجوني وأنا كانت حالتي صعبة وبالتالي ما كانوش عارفين ياخدوا مني أي معلومة عشان يعرفوا أنا مين.»


حلا باستغراب:« طيب ليه ما أخدوكيش على مستشفى أو بلغوا البوليس وهم كانوا هيتصرفوا ويوصلوا لأي معلومات عنك؟!»


هدى بصراحة:« أستاذ فهد ومراته خافوا إن البوليس يتهمهم باللي جرالي وإنهم يتبهدلوا وسط الأقسام وكان ممكن يجرالي حاجة وساعتها يفقدوا الدليل الوحيد اللي يثبت إنهم مالهمش علاقة باللي جرالي بصراحة أنا عذرتهم في تصرفهم دا ناس غيرهم كانوا يسيوبي في وسط الصحراء وما يحملوش نفسهم مسؤولية كبيرة بالشكل دا.»


حلا:« طيب بعد ما فوقتي هل فى  الوقت ده الأستاذ فهد بلغ البوليس عشان يخلي مسؤوليته؟»


هدى:«الحقيقة أنا رفضت إنه يعمل كدا واكتفيت إنه يتصل بخطيبي الرائد بلال العوضي وبالفعل هو اتواصل معاه وجه عنده في بيته وأخدني والحمد لله رجعت لأهلي تاني.»


حلا:«في نهاية لقائنا بقولك حمد لله على السلامة واتشرفت جداً بالحوار مع شخصية مبدعة زيك وانسانة خلوقة وكمان بقدم شكري للأستاذ فهد وحرمه المصون لأنهم أثبتوا إن لسة الدنيا بخير وإن في ناس لسة في قلوبها الطِيبة.» 


أنهت حلا الحوار مع هدى واستأذنتها لتذهب للتحدث مع زملائها وبالفعل قابلت العديد من زملائها والذين أشادوا بأخلاق هدى كإنسانة وتفوقها كمعلمة وكاتبة كما أنها شخص محبوب من الجميع بعد ة انتهت حلا من حوارها الصحفي وشكرت الجميع ثم ذهبت هي ومحمود واستقلت السيارة وهي تشعر بفرحة عارمة فقد كان عملها عبارة عن مجرد حوار صحفي ولكن منَّ الله عليها بسبق صحفي انفردت به هي وجريدتها وهذا يعد طفرة في مسار عملها وبعد عدة ساعات وصلت حلا إلى الجريدة وعرضت المحتوى على رئيس التحرير الذي أشاد بهذا السبق وتم منتجة هذا الفيديو ونشره بعنوان عودة كاتبة مخطوفة وسرعان ما انتشر هذا الفيديو على وسائل التواصل الإجتماعي.


كان بلال يجلس في مكتبه يتصفح هاتفه ويشاهد صور لخطوبته مع هدى يشعر بالحزن ويعاتبها في نفسه.


بلال في نفسه:« كدا يا هدى هنت عليكي تفضلي الغريب عليا يمكن انتي عندك حق إن الرحمة مطلوبة بس دا خطفك يعني مجرم ولازم يتعاقب بس انتى وحشتيني أوي.»


وفي عز شروده مع صورتها اقتحم عليه المكتب أحد زملائه.


أحمد:« إلحق يا بلال في فيديو لخطيبتك منتشر بشكل رهيب على السوشيال ميديا بتتكلم فيه عن خطفها انت ازاي ما تقولناش إنها رجعت وإنها ما كانتش مخطوفة طول المدة دي؟»


بلال بدهشة:«قصدك إيه بإنها ما كانتش مخطوفة وفيديو إيه اللي بتتكلم عنه دا هات وريني كدا.»


أعطاه أحمد هاتفه وشاهد بلال الفيديو ثم جحظت عيناه وتحدث من بين أسنانه بهمس.


بلال بهمس:«يعني بتحطيني قدام الأمر الواقع يا هدى يعني مصممة تنهي حياتنا مع بعض قبل ما تبدأ كدا يبقى انتى اللي اختارتي.»

 

           الفصل الخامس والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close