رواية خادمة القصر الجزء الثاني2
بقلم اسماعيل موسي
الفصل الاخير
"" نهض كيمو واكا وهو يترنح كان يشعر ان جسده سقيم وساقيه تعانده وان روحه ضبابيه ترى كل الأشياء باللون الأسود، ألقى نظره أخيره على القصر ومعالمه، بيت ميمى ثم تنهد قائلا، الذى يعيش بين ذكرياته يحكم على نفسه بالموت حى
وانت؟ "وصوب بصره على توتا
" اتمنى ان تجدى فى حياتك ما تستحقيه '' ثم حرك ساقيه وركض نحو الحقول
ليس هناك من عوده "، شهق كيمو واكا، سأفتقد وجبات السردين اللذيذه وامسيات الموسيقى الرائعه، اتمنى ان يكون حظ ادم افضل من حظى ""
"" وانطلق راكضا بين الحقول، ركض بكل سرعته يهرب من ذكرياته، ماضيه وحاضره وخزيه، ركض من كبريائه الذى تحطم على يد أنثى كاد ان يفتح لها قلبه، ""
نسى انه فى كل مره يفتح فيه المرء قلبه يتعرض للصفعه وبقوه"
'
قال كيمو واكا لنفسه، اخيرا تعرضت للخيانه وانا الذى كنت اظن ان ما من انثى قد تتخلى عنى وأطلق لعناته على كل النساء.
كنت قبل أن تدخل اى امرأه حياتى اعيش كهر حر اتجول واتسكع بسعاده لماذا سمحت بكل هذا الهراء؟؟
ثم واصل كيمو واكا جريه وعقله مشتت وقلبه يصرخ من الوجع، عبر الحقول والقرى وكأن الماضى يعيد نفسه وجد نفسه داخل المزرعه التى كان فيه اول مره، وما ان وضع قدمه داخلها حتى وجد الزعيم هناك، الهر الضخم الذى هرب منه كيمو واكا رفقة توتا، وكان الهر جالس هناك حزين شارد حتى انه لم ينتبه لكيمو واكا، لم يهرب كيمو واكا، كانت لديه رغبه عميقه بالتحطم فمشى ببطيئ حتى جلس جوار الهر الضخم الذى كان مغلق العينين ، رفع الهر الزعيم أنفه وتشمم الرائحه ثم فتح عينيه ورمق كيمو واكا بتركيز وتوقع كيمو واكا صفعه او خربوش يقطع وجهه، فتح الهر الزعيم فمه وقال خانتك مثلما خانتنى؟ رغم كل فلسفتك التى كنت تتشدق بها تناسيت ان الانثى التى تخون مره، تخون مرات؟ الان تتجرع من نفس الكأس، الان تشعر بوجعى، عش انت فى ندمك كل مستقبلك بينما كنت انا اتجرعه كل ليله.
جلس الهرين فترة العصريه كلها بصمت دون كلام، كل واحد منهم مغلق عينيه يراجع ذكرياته الأليمه، وعندما هبط الليل تفرقا، انسحب الزعيم اولا ثم تبعه كيمو واكا، لم يترك ولا واحد فيهم أثر يستطيع الآخرين تذكره به، كانا مجرد كلمات فى قصه كتبت ثم محاها الزمن ""
________________
كان ادم يتعرض للضرب المبرح كل ليله، شاهنده تعاقبه على شرفه لانه جرح كبريائها وكانت ان وجدت متعتها فى تألمه وصراخه، حذرته انها لن تتركه حتى يرضخ لرغبتها، ووضعت كل كبريائها فى كفه ورضوخ ادم فى كفه أخرى، سوف تكون معى برغبتك او دونها، ليس لانك شخص مميز، بل لانك الشخص الوحيد الذى رفضنى ولا شيء أكثر خطر على المرأه من تجاهل الرجل وفضولها
وكانت ديلا بدأت تعتاد حياتها الجديده، تلبس تتأنق تخرج فى نزهات، تبتسم وتضحك، ترافق محسن الهنداوى فى حفلاته، تجاريه فى الكلام بعد أن كانت صامته ووجد محسن الهنداوى سعادته التى كان يحلم بها، فلم يحرم ديلا من اى شيء تطلبه، وكان شديد الاحترام لها، ويفضلها على نفسه، ورغم انها منحته نفسها تلك المره بلا ارغام الا انه لم يحاول الاقتراب منها كزوجه، كان يعرف ان الوجع لا تمحوه ابتسامه وان القلب يحتاج للوقت لينفتح لحب اخر، وكانت ديلا تقدر له كل ذلك، اهتمامه منقطع النظير، احساسه بوجعها واحترامه للحاله الحرجه التى تمر بها.
ومضت الليالى والاسابيع والحياه فى القريه تتجدد مره اخرى، نمت المحاصيل واخضرت الأرض وارتفعت سنابل القمح وافرع البصل والثوم ورعت المواشى على البرسيم النابت وارتفعت الزغاريد ابتهاجا بعرس هنيه ابنة الحج محمود والتى وافق والدها اخيرا على زواجها من الشاب الجامعى الذى كانت تحبه، وعلى أطراف القريه امام البيت الطيني كانت ترى امرأه عجوز متسربله بعبأه بيضاء تقراء القرأن وتصلى حتى الفجر
وكانت توتا تعيش شهر العسل مع هرها الشاب متناسيه الماضي طامحه بحياه جديده كلها سعاده وفرح "" البعض لا يعتبر الخيانه فى سبيل سعادته خيانه حتى لو تحطم بها الآخرين "
تأنقت ديلا، إرتدت أجمل الملابس التى تملكها، وضعت مساحيق الزينه وتكحلت ومررت القلم الارجوانى على شفتيها رشت عطر توم فورد لوست تشيرى ودهنت نفسها بزيت بلاك هورس، اليوم ستمنح نفسها لمحسن الهندواى بكل مشاعرها، الليله ستجعله يرتشف رحيقها، تلك اللحظه مناسبه لقتل الماضى.
أمرت ديلا خادمه ان تعتنى بالطفل، وجلست فى غرفتها تنتظر محسن الهندواى لتكافأه على كل ما فعله من أجلها، ربما لا تحبه ربما لم تحبه بعد، لكنه استحقها بتفانيه فى اسعادها وكان بندور الساعه يسير ببطيء ناحيت لحظة الحسم
ديلا واقفه امام المرآه تلعب فى شعرها، تمرر اصابعها بين خصلاته السوداء الناعمه الطويله وعلى شفتيها تتراقص ابتسامه حائره !!
" لسه هناك يا محسن بيه، شاهنده هانم محتفظه بيه جوه الفيلا ومش بتسمح لأى حد يدخل عليه " "
ثم اختفى الصوت الهامس بعد صرخه غاضبه من محسن الهندواى، وسمعت ديلا ولكنها كانت شارده، كان ذهنها يحاول تجهيز نفسه للقادم
محتفظ بيه؟ رنت الكلمه عدت مرات داخل اذن ديلا حتى افلحت فى الوصول لعقلها
ادم، لسه هناك؟ وراح الماضى يتحرك داخلها، طيب على الأقل شوفيه مره قبل ما تنهى حبه فى قلبك، بصى فى عنيه وقوليله انك الليله هتمنحى نفسك للهندواى، هتكونى فى حضنه، شوفى نظرة التشفى فى عنيه، اكسرى قلبه زى ما كسر قلبك !!
ارتدت ديلا معطف طويل تحت الركبه، هبطت درجات السلم، محسن الهندواى كان مشغول مع حراسه، محسن انا خارجه ومش هتأخر، خلى بالك من ادم ""
اسماعيل موسى
ومنحها محسن الهنداوى الأذن ، هخلى السواق يوصلك؟
لا انا عايزه امشى اشم هوى شويه
وخرجت من الفيلا، استقلت سيارة أجره وكانت تعرف عنوان الفيلا التى زارتها قبل ذلك، وكان القدر لها بالمرصاد، اوقفت سيارة الأجره بعيد عن الفيلا وترجلت، شاهنده ليست موجوده فى الفيلا والحراس يتسكعون وفى ايديهم لفافات التبغ يلقون مزحات خادشه للحياء ويتندرون على ايام زمان
مرت من باب الفيلا وكاد واحد من الحرس ان يلمحها، لكن هره ظهرت من العدم قفزت أمامه وشغلت عقله
قصدت غرفة النوم التى رأت فيها شاهنده مع ادم، الغرفه كانت مرتبه ولا أثر لانسان داخلها، كادت ان ترحل بعد أن تفقدت غرفه أخرى، لكن آنين ضعيف متواصل وصل اذنيها، فتحت ديلا الغرفه بتوجس وقلق
كان ادم مقيد من يديه فى ماسورة الصرف التى تركت عاريه، ظهره تجاهها، ممزق من الضرب بالسوط جروحه شبه متعفنه وقدميه تكافح للبقاء فى وضع ثابت، جسد نحيل، مريض منتهى هكذا فكرت ديلا، ولم تشك للحظه انه ادم، اعتقدت انه واحد من الحرس تأدبه شاهنده، سعل الجسد وبصق دم على الأرض "" اقتلينى يا شاهنده انا مش هعمل إلى انتى عايزاه "" وكان ادم يظن ان الخطوات التى سمعها خطوات شاهنده برقت عيون ديلا والتمعت بالفرحه ، ادم بريء؟؟ سارت ديلا واحتضنت ادم من الخلف وهسمت ادم، سامحنى لانى شكيت فيك، ارتعش جسد ادم، وفتح عيينه، كان وجهه مدمى متورم عندما نظرت اليه ديلا
ديلا؟ همسها ادم كأنه فى حلم، انتى ديلا؟ ايوه انا ديلا يا ادم
انحنت ديلا وحلت قيود قدمى ادم، ثم كافحت لتصل لقيود يديه، قلتلك قبل كده انتى قصيره وزعلتى "" ضعى قدميك فوق قدمى وارتقى يا حبيبه، عندما حلت قيود ادم سقط على الأرض، تكوم الجسد المدمى كقطعه من الجبص.
عطشان، عايز اشرب ""
شرب ادم وارتوى، وضع رأس ديلا بين يديه التى تملأها السحجات، يد خشنه اوجعت خدود ديلا، لازم نهرب من هنا
الحراس فى كل مكان يا ادم
امال انتى دخلتى ازاى؟
اسماعيل موسى
ديلا / مش عارفه والله مريت بينهم وكانو مشغولين، تقدر تقفز فوق الصور؟
ضحك ادم، اطلق واحده من ابتساماته الرائعه،انتى شايفه ان واحد بحالتى دى ممكن يقفز صور؟
فكرت ديلا، طيب هنعمل ايه؟
وكان ادم على يقين ان الله معه، وانه سبحانه سيساعده ويغفر له ويسانده بعد أن رفض الرضوخ لشهواته والوقوع فى براثن الرزيله
نزلو درجات السلم ببطيء وحذر، الحديقه صغيره لكن فيها أشجار كبيره، وقف ادم وديلا يفكرو وهما مستخبين ورا شجره فجأه توقفت سيارة شاهنده ونزلت منها وهى فى كامل غصبها وصرخت فى الحراس إلى اتجمعو ومشيو وراها لداخل الفيلا دون أن يلاحظوهم ، خرج ادم الفهرجى وديلا محمود النزواى من باب الفيلا ناحيت الشارع ظهرت سيارة أجره تسير بسرعه فائقه ولم تتوقف لديلا رغم تلويحاتها المستمره لكن السائق ضغط فرامل عندما لمح هره تقف أمام السياره وكاد ان يترطم بالرصيف، سحبت ديلا ادم ودخلته جوه العربيه وسط اندهاش السائق
ادم، اطلع على العنوان ده وانا هديك كل الفلوس إلى هتطلبها وقبل ان يضغط السائق دواسة البنزين الهره قفزت داخل السياره فى حضن ادم، سوق بسرعه امرته ديلا، انطلقت السياره نحو الطريق الدائري قبل أن تنعطف لبعيد عن القاهره ثم مرت بين الحقول المخضرت حتى وصلت بعد ساعات قصر ادم، منح ادم السائق اجرته وزياده ولم يجعله يغادر القصر الا بعد أن تناول طعامه واخذ معه لاطفاله
القصه بقلم اسماعيل موسى
"" الحق يحتاج قوه ""
عين ادم مجموعه كبيره من الحراس حول القصر من اهالى القريه والذين تطوع بعضهم للحراسه بعد أن ظهرت معجزة ادم
الكل كان يظن ادم ميت تحلل جسده داخل قبره لكنه ظهر فجأه من العدم قبل أن يختفى مره اخرى
تلقى ادم علاجه وحدثت بعض المناوشات بين حراس محسن الهنداوى وحراس ادم لكن الشرطه تدخلت وقامت بالفصل بينهم، لم يستطع الضابط الكبير مساعدة محسن الهنداوى تلك المره بعد أن فتح ادم قصره لكل اهل القريه.
بعد أن استعاد ادم صحته رفع قضية بطلان زواج وإثبات نسب، المحكمه لم تستغرق وقت طويل بعد أن فحصت الادله حتى حكمت ببطلان عقد زواج محسن الهنداوى من ديلا
ثم كان الفصل فى نسب الطفل عن طريق تحليل Dna
الطفل كان طفل ادم.
اختفت الهره بعد وصول ادم وديلا للقصر، ركضت نحو أطراف القريه حيث المنزل الطينى وارتمت فى حضن امرأه عجوز ثم تبخرا الاثنين إلى العدم ولم ترى المرأه مره اخرى فى ذلك المكان !!!
انتهت
تعقيب
اتهم محسن الهنداوى والدته شاهنده بتهريب ادم الفهرجى بعد أن وعدته بالتخلص منه، بينما اكتشفت شاهنده ان ابنها كان يراقبها وان ديلا رأتها فى حضن ادم الفهرجى بترتيب محسن الهنداوى ابنها.
تمت