أخر الاخبار

رواية سكرتيره ولكن الفصل الثاني2بقلم هدي عبد المقصود


 رواية سكرتيره ولكن الفصل الثاني2بقلم هدي عبد المقصود


»»»»»»»»»حيثيات الحكم»»»»»»»
 اودعت محكمة جنايات التجمع برئاسة المستشار زاهر عبدالباقي، اليوم السبت، حيثيات حكمها بمعاقبة الطبيبه شهد العادلي وشريكتها نسرين الغرابلي بالإعدام شنقًا، لاتهامهما بقتل المهندس طارق عبد الحليم
وقالت المحكمة في حيثيات حكمها، إن واقعات الدعوى تتضمن في نية المتهمه التخلص منه، فاتفقتا هي وصديقتها على قتله ودفنه للتخلص من جثته.  وقامت_ العادلي_ باستئجار فيلا وطلبت منه الحضور لمعاينتها تمهيدا لتولي مكتبه مسؤلية تشطيبها و قامت بشراء أدوات الحفر {فأس وكوريك } كما جهزت أيضا مشارط جراحيه وسلسلة وسلاح ناري. ولما كان يوم السادس من مايو قامت المتهمة الأولى بإصطحاب المجني عليه  إلى الفيلا زاعمة له أنها تنتوي أن تعطيه عربونا إذا وافق على القيام بالتشطيب.  وما إن دخلا إلى الفيلا. حتى قامت المتهمه الأولى بدفع  المجني عليه من  الخلف وعندما سقط ألقت بنفسها فوقه، وقامت بالتعدي عليه بمؤخرة السلاح الناري على رأسه وقبل أن يستوعب ما حدث كانت المتهمه الثانيه تلف كيسا بلاستيكيا حول وجهه وتضغط هي والمتهمة الاولى على الكيس بقوه  لكتم انفاسه وفي نفس اللحظه كانت المتهمة الاولى تضغط بركبتيها على يديه لتمنعه من الحركه.
ثم قامتا بالإمساك بقدميه وربطها بقطعة قماش، وظلت- العادلي - كاتمة نفسه حتى سكنت حركته  تماما ولما تأكدتا من أنه فارق الحياة، قامتا بجذبه إلى سيارة المتهمة الثانية  ثم ذهبتا إلى الحفرة التي أعداها لدفنه ووضعا جثمان المجني عليه وقامت المتهمة الاولى بإحداث جروح قطعية طوليه وعرضيه على وجهه بهدف تشويه معالمه، وتولى رجال الأمن ضبط -المتهمتين - غير مأسوف عليهن بمدينة دمياط واعترفتا بجريمتهن
               »»»»»»»»»»»
توتر وضيق نفس وهزلان و خنقه ووجع عام في كل جزء من جسدها. هذه هي مفردات حياة هند. تحاول بكل جهدها أن تخفي مشاعرها عن الجميع. فهي في المنزل هنوده الطيبه الرقيقه. وماما هند المسؤوله عن كل كبيره وصغيره و هند الاخت الكبرى المسؤوله ماديا ومعنويا عن أخواتها الصغار بعد وفاة والديهم .وان لم يصبحوا صغار الآن حيث أضاف لهم زلزال موت والديهم عمرا على عمرهم.فاصبح من يراهم لا يصدق ان هؤلاء الصامتون المتريثون لا تتعدى سنوات عمرهم الستة عشر عاما 
. لقد توفى والديهم. في حادث سياره. ليلقوا مصرعهم على الفور ويذهبوا تاركين لها هذا الميراث الثقيل من المسؤوليه. توأم في العاشره من العمر. جاءوا بعد أن اقتنع الأبوان بأن الله لم يكتب لهم من رزق الأبناء الا هند ولكن يشاء الله أن يهب لهما توأم ذكور في نفس يوم عيد ميلاد هند الخامس عشر. لتجد هند نفسها أما صغيره لأخويها منذ أن تفتحت أعينهم على الحياة. فالأم عليلة الصحه هزيلة الجسد دائما وقد زادت صحتها اعتلالا بصوره غريبه بعد الانجاب. حتى أنه لم يكن يمر أسبوع واحد إلا وكان والدها يهرول بها عن الأطباء وفي واحده من نوبات المها التي لم تفلح معها المسكنات. انطلق بها ابيها بحثا عن طبيب حيث كان يوم عيد وطبيبها غير متواجد. ولكن يشاء الله أن تلفظ أنفاسها الأخيرة على كتف زوجها في السياره فتغشى الدموع عينيه ويضيع منه الطريق فلا يرى غير لون اسود تصطبغ به حياته وحياة اولاده. فلا ينتبه الا على ضوء قوي يغشى بصره ويشعر بعدها بجسده يتأرجح بشده فتحرضه نفسه على الاستسلام عله يذهب مع حبيبته.
لو كان يعلم أن شعور الراحه والسكينه الذي انتابه وهو يستسلم تاركا جسده يطير عاليا ليسقط بجوار جسد رفيقة دربه خاليا من الحياه. هذا الشعور سيورث لابنته شعورا دائما بالفزع والقلق . فرغم مرور ما يقرب من ستة أعوام. إلا أنها لا تزال تتذكر لحظه أن نزع الشرطي ورق الجرائد من فوق وجه والديها لتتعرف عليهم.
ليت الحياة اكتفت منها بذلك ليت هذا كان نصيبها من الالم. ولكن هيهات أن تتوقف عجلة الالم عن الدوران.
وان كان ألمها لم يبدء بهذا الحادث المدمر. فهو أيضا لم ينتهي معه.
فبعد أقل من سنتين من وفاة والديها
لم تكن قد قلعت السواد بعد حين كانت  في بيتها تنتهز فرصة يوم الاجازه لتطهو طعام الاسبوع لأخويها. قبل عودتهم من المدرسه لتتمكن من مجالستهم قليلا. فتخرج من شرودها على صوت طرقات  باب المنزل فتترك 
ما بيدها. وتفتح الباب لتجد امامها طارق ♥️♥️
الضوء الوحيد في حياتها. خطيبها وحبيبها. صديقها ورفيقها الذي خاض معها  معارك الحياه التي اضطرت لخوضها رغم سنوات عمرها التي لم تتعدى السابعه والعشرون. افسحت الطريق لطارق فولج من الباب وجلس على اول مقعد قابله كعادته. وتركت هي باب المنزل مفتوحا كعادتها وجلست على المقعد المقابل. وهي تنظر له بدون أن تتحدث. أدرك طارق من انتفاخ عينيها أنها كانت تبكي. 
* برضو يا هند كنت بتعيطي. وطبعا خايفه تتكلمي دلوقتي علشان مش هتقدري تمسكي دموعك.
ضغطت هند على شفتيها وحاولت التماسك بقدر الإمكان وهي تهمهم : انا عارفه اني بقيت نكديه جدا. ولو اتكلمت بصراحه شويه هقول اني بقيت مريضه نفسيه. مريضه باحساسي بالذنب ناحيتك. انت بقالك سنتين مستحملني وانا مش عارفه اعمل ايه. مش قادره اتخلى عن اخواتي وفي نفس الوقت انت ملكش ذنب. فرحنا كان باقي عليه شهر واحد ودلوقتي مر سنتين واحنا في نفس المكان. 
* هند انت كل مره بتقولي نفس الكلام وانا كل مره بطلب منك نتجوز وأخواتك يعيشوا معانا وبرضو كل مره بترفضي. خلاص بقى انا رضيت بنصيبنا ومنتظر لحد ربنا ما يأذن. ياريتك ترضي انت كمان وتهوني على نفسك وعليا.
حاولت هند استجماع نفسها ورسمت ابتسامه على وجهها وهي تنهض : عندك حق كل مره كده لازم اعملك حوار انا لو منك كان زمانك زهقت مني . 
اقتربت منه ولمست وجهه بأطراف أصابعها وهي تقول : بس انت أحن واطيب انسان في الدنيا علشان كده بتستحملني.
ثواني هشوف الحاجه اللي على البوتجاز وارجعلك.
نظر إليها طارق حتى غابت عن عينيه.
لاول مره تلمسه هند لمسه رقيقه هكذا لقد شعر أن أطراف أصابعها تلمس روحه وليس وجهه. شعر بأنفاسه تختلج وكأن هناك يدا خفيه تضغط على قلبه فتالمه ألما لذيذا يشعر معه برغبه عارمه في أن تعود هند لتلمسه مرة آخرى. افاق من شروده على صوت هند 
* انا عملتلك شاي يا طارق تعالى خده عقبال ما اخلص اللي في أيدي.
تأهب طارق للذهاب للمطبخ. وقبل أن يتحرك اتجهت عيناه لباب الشقه المفتوح. وبدون وعي اتجه نحوه واغلقه بهدؤ.
ثم توجه إلى المطبخ ليجد هند تقف أمام البوتجاز المواجه لباب المطبخ فظل يتأمل  جسدها المثير تنتابه رغبه لا يستطيع السيطره عليها لتنتبه هند بعد لحظات لوجوده خلفها فتستدير له عازمة على إعطاءه كوب الشاي ولكن ما أن رأت نظرته لها حتى ثبتت مكانها. شعرت برغبته فيها والتي تكاد تخترق عينيه. ودت لو خرجت مسرعه ودخلت غرفتها واغلقتها عليها حتى تهدء نبضات قلبها. ولكن هيهات أن تطاوعها قدماها. لم تشعر بنفسها الا وهي تقترب منه ليأخذها بين زراعيه. وتسقط شفتيه على شفتيها ليغيبا معا عن الدنيا.......


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close