أخر الاخبار

رواية سكرتيره ولكن الفصل الثالث3بقلم هدي عبد المقصود


 رواية سكرتيره ولكن الفصل الثالث3بقلم هدي عبد المقصود



هل حقا تختلف المعايير الاخلاقيه مع اختلاف الوقت 
هل يستطيع طارق أن يراها أما لأولاده بعد أن استجابت له. لو تحرت الصدق ستعترف انها كانت ترغب به بقدر رغبته. بل أنها تعلم أنها من أيقظت رغبته.
حدثت هند نفسها بهذا وهي تجلس أمام المرآة تنظر لجسدها الذي لمس طارق كل جزء فيه. تكاد ترى علامات أصابعه على بشرتها الشفافه. 
لا تعرف كيف تركت نفسها لرغبتها إلى هذه الدرجه. منذ أن عادت أمس من حفل زفاف ولاء صديقتها المقربة التي لم تكن حتى مخطوبه وقت أن كان زفافها هي بعد أقل من شهر. لتصبح هي الآن زوجه لحبيبها في الوقت الذي لا تستطيع هي حتى تحديد الوقت الذي ستجتمع فيه مع طارق.. عادت أمس من الزفاف تنتابها مشاعر شتى من اليأس والرغبه والتذمر. لتجد نفسها اليوم تقترب من طارق تلمس وجهه علها تشعر بالارتواء. وعندما رأت رغبته فيها تحركت مشاعرها بصوره لم تحدث من قبل. حقا لم تكن ترغب أن تستمع إلى صوت العقل. لم تكن ترغب أن تتصرف قيد الاخلاق والحرام والحلال. فقط كانت تريد الإستجابه لجسدها. ولكن الآن بعد أن ذهبت السكره وجاءت الفكره. اصبحت وكأنها أفاقت على مصيبه. 
لقد علمتها امها أنه لا يوجد رجل يأمن من سلمت له نفسها قبل الزواج. 
ولكن عندما سمع طارق صوتها تنتحب في دورة المياه. نادمه على ما فعلته.
حاول تهدئتها وهو يخبرها أنه يحبها بعد أن ذاق حلاوة جسدها أكثر من ذي قبل. وأنه يعلم معدنها وان استسلامها له كان بدافع الحب.
ولكن هيهات أن تقتنع بهذا.
ابدا هي لن تضع نفسها موضع أن تشعر يوما بعدم احترامه لها. لن تنتظر أن يأتي اليوم الذي يعايرها فيه بضعفها. 
حاولت أن تنفض تلك الأفكار عن رأسها وذهبت لتطمئن على أشقائها فوجدتهم قد خلدوا إلى النوم بعد يوم شاق بين المدرسه والدروس الخصوصيه..
ذهبت هي أيضا للنوم  وتدثرت بالغطاء حتى رأسها عل التفكير يترك لها مساحة للنعاس.. 
وجدت هند نفسها تجلس أمام طارق وبينهما فتاه شابه تناشدهم أن يسمحوا لها بمرافقة خطيبها للتنزه. لتوافق هي فينتفض طارق من مكانه رافضا وعندما تعترض يتطلع لها بسخريه : انت عيزاها تبقى زيك ولا ايه.
هبت هند من النوم لتدرك انها مازالت في فراشها وانها كانت تحلم. 
سكنت دقائق وهي تنظر لسقف غرفتها واسترجعت تفاصيل حلمها.
وقامت وقد اتخذت قرارا لا رجعة فيه. وجلست تنتظر قدوم الصباح لتنفيذ قرارها.
               »»»»»»»»»»»»
دعت يارا لنفسها بالتوفيق فى عملها واخذت فى ترتيب اﻻوراق ومراجعتها لتتعرف على طبيعه العمل. وبينما هي مندمجه في عملها إذا بباب المكتب ينفرج عن شاب متوسط القامه قمحي اللون أسود الشعر يصففه للخلف ذو عيون واثقه وجسم رياضى يرتدى بدله انيقه . توقف امامها يرمقها بعينيه السوداء 
* افندم حضرتك اقدر اساعدك ازاي
طارق :انتى ايه؟
يارا : ايه ؟ تقصد حضرتك انتى مين ؟ رمقها طارق بنظره غاضبه وتوجه لمكتبه واغلق الباب بشده
ارتعدت يارا : يانهار اسود ده باين هو، انا هترفد من اول يوم
ماهى اﻻ لحظات حتى دخل اﻻستاذ يسري منزعجا : انتى عملتى ايه ؟ 
* ماعملتش حاجه والله 
 _ تعالى معايا
طرق على باب المكتب ودخل وخلفه يارا وما ان دخلا حتى رمقهم طارق بنظره غاضبه
_ الاستاذه  السكرتيره الجديده (يارا السيد) 
طارق باستهزاء : سكرتيره ..... اخترتها على اساس ايه
_ يافندم معاها اداره اعمال واخدت كورسات فى اللغات واداره اﻻعمال و .. ...
طارق بصوت مرتفع : و شكلها لابخه ومبتعرفش تتعامل
نظرت له يارا بخوف وقالت متلعثمه سيادتك انا مش لابخه بس  ده اول يوم ليا اكيد هبقى متلغبطه شويه وبعدين انا معرفش سيادتك.
: يعنى سمحتى لحد ماتعرفهوش يدخل مكتب رئيس مجلس الإداره
تدخل يسري : ده اول يوم ليها يافندم و الحقيقة أنها كانت ممتاذه في الانترفيو وان شاء الله تكون عند حسن ظن حضرتك.
صمتت يارا تترقب ردة فعل طارق  وﻻ تعرف مايجب ان تقوله واخيرا قطع طارق الصمت : اتفضلي على مكتبك.
انهارده متروحيش غير لما تطلعي على كل دوسيهات العمليات اللي موجوده في مكتبك. وبكره تعملي حسابك هتقدميلي تقرير شفوي توضحي فهمتي ايه من اللي قرأتيه
                    »»»»»»»»
(إش إش ده إيه المزه الجامده دي)
أنتفضت يارا وهي ترفع راسها عندما سمعت تلك الجمله. لتصطدم عينيها بفتاه قصيره سمراء الوجه كحيلة العينين بارزة الشفتين قليلا تطلق لشعرها الأكرت العنان ليحيط بوجهها المستدير فيضفي عليها جمالا من نوع خاص. كانت الفتاة  تقف أمام باب مكتبها وهي تضع يدها في خصرها وعلى وجهها ابتسامه مضيئه تشعرك بالبهجه تلقائيا. أطلت من عين يارا نظره متسائله التقطتها الفتاه.
لتقف وقفه استعراضيه وتستدير بمرونه  وهي تقدم نفسها بعجرفه مضحكه  : انا منى. واوعي تساليني منى مين احسن هزعل. ولا اقولك علشان ده اول يوم ليكي بس مسمحلك بالأسئلة
انا منمن اشهر واحده في مكتب طارق عبد الحليم 
هتقوليلي بتشتغلي ايه هقولك بتاعة كله يعني اتش ار تلاقي. شئون عاملين تلاقي. أرشيف ميضرش. أصل أختك حمارة شغل وهما بيستغلوني تمام.
ابتسمت يارا وهي تقترب منها: وانا يارا السكرتيره الجديده لمستر طارق.
_ بس كده!! الله انا بقالي ساعه برغي وفي الاخر تقوليلي السكرتيره الجديده.
لا انا مينفعش الكلام ده معايا بكره الصبح تيجي بدري نقعد نرغي ونتعرف على بعض كويس.
هخلع انا بقى واسيبك. ميعاد الانصراف وجب وانت شكلك عندك سهره. انا لو اتأخرت اكتر من كده أمي هتطردني بره البيت.يلا سلام
إشارة لها يارا وهي تبتسم بود : سلام  
                 »»»»»»»
* يلا يا يارا مش قلتي هتنزل بريك مع بعض
_ تمام خلاص قفلت يلا. مش عايزين نتأخر
* متقلقيش انا كلمت الكافيه يجهزوا القهوه عقبال ما ننزل علشان منتأخرش .......
_ بجد يا مني مش عارفه من غيرك كنت عملت ايه. الشغل مع مستر طارق صعب جدا. ولولا النص ساعه اللي بنفصل فيها دي كان زماني جالي انهيار عصبي
* أي خدمه يا مزتي انت بس تأشري.
_ حقيقي الشغل مع مستر طارق صعب اوي.
* يا بنتي انت حظك جيتي بعد ما مستر طارق اتبدل لو كنتي جيتي من خمس سنين بس كنتي هتشوفي شخصيه مختلفه تماما.
_ ليه هو ايه اللي حصل؟
* شوفي يا ستي ابقى بكدب عليكي انا او اي حد يقولك أنه فاهم بالظبط ايه اللي حصل. بس كل الشواهد بتقول انها مشكله عاطفيه. مستر طارق كان شخص متواضع جدا وحبوب رغم أنه صاحب المكتب لكن طول عمره روحه حلوه وبيتعامل معانا بكل ود. واحنا كلنا كنا نعرف أنه خاطب وكان خلاص هيتجوز بس حصلت حالة وفاه عند خطيبته والزواج اتأجل لأجل غير مسمى. ومره واحده حاله اتقلب بقى عصبي ومتكبر وتقريبا من وقتها مشفنهوش بيضحك. وده كان تقريبا بعد حوالي سنتين من تأجيل زواجه. و بعد فتره قلع الدبله. ومسمحش لاي حد يفتح معاه موضوع زواجه. بس الحق يتقال مكتب طارق عبد الحليم كان حاجه وبعد الازمه دي بقى حاجه تانيه خالص. اسمنا اتعرف وبقينا من أكبر المكاتب الهندسيه في مصر.
                 »»»»»»»»» 
ماهر وهو يقترب من طارقى ويخفض صوته : بقولك ايه اليوم كان طويل ومقرف ماتيجى نسهر ونفك شويه على حبه مساج كده
طارق : ﻻ ﻻ انا هروح البيت اخد دش وانام كفايه دوشه النهارده. انا تعبت جدا. وكمان يارا سهرت معانا كتير وهوصلها في طريقي
ماهر وهو يغمز : هيفوتك كتير صدقنى
طارق مبتسم: تتعوض سلام....يلا يا انسه اوصلك في طريقي الوقت اتأخر
_ شكرا يا فندم انا هتصرف
*  مش بسالك رآيك. اتفضلي
وبدأ يمشى ويارا خلفه كظله حتى وصلا للسياره
فتح باب السياره واتجه لمقعده وهى تقف متردده امام السيارة نظر له: اركبى مستنيه ايه
يارا بتردد : مش عاوزه اتعب حضرتك
 * اركبى
اتجهت لباب السياره وجلست بجانبه
* ساكنه فين؟
يارا بخجل : الزيتون
انطلق طارق بسيارته الفخمه واخذ عقلها يدور كم هو رقيق وجذاب وهو هادئ. ظلت  تختلس النظر لوجهه وشعره المتناثر على وجهه بعد يوم طويل فهى اول مره تكون بقربه لهذه الدرجه وتشم عطره الرجولى الذى ملأ انفها.......
وشردت بأفكارها تتذكر الأمس عندما كانوا في حفل العشاء الذي نظمه المكتب بمناسبة الانتهاء من تسليم مناقصه كبيره. وبعد تناول العشاء دعتها منى لتنضم لهم في صوره جماعيه. وجاءت وقفتها بجوار طارق لتشعر برعشه غريبه في جسدها ووجدت عينيها تلقائيا تتجه إليه...
والان يخفق قلبها لا تعرف لماذا.
قالت لنفسها ما هذا التفكير مؤكد أنني أهابه فقط وهذا سر توتري. لا شىء أكثر من هذا...
انتبهت يارا على صوت طارق يسألها عن الطريق. و بعد قليل توقف بالسياره أمام منزلها وعندما حاولت أن تشكره اشاح بوجهه تجاه نافذة السياره ولم يعرها أي اهتمام فاختنق صوتها وهي تبتلع كلمات الشكر لتهبط من السياره بعصبيه وبدون انتباه فتلتف قدمها على بعضها لترتطم بحافة الرصيف بقوة. 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close