أخر الاخبار

رواية سكرتيره ولكن الفصل الثالث والعشرون23بقلم هدي عبد المقصود

رواية سكرتيره ولكن 

الفصل الثالث والعشرون23

بقلم هدي عبد المقصود

_ أنا مش عايزة أكمل يا طارق. مش قادرة. مش هنكر إني بحبك. بس الحب مش سبب كافي بالنسبالي علشان أعيش معاك. أنت مريض ومحتاج تتعالج. ما هو مفيش إنسان طبيعي ممكن يأذي حد كده من غير سبب. أنا حرفياً طول الوقت كنت بديك حب ورعاية وإهتمام. وأنت كنت بتكدب وتجرح وتأسى. طيب كدبت عليا وزورتلي تقارير طبية تقول أني معيوبة ومش ممكن هبقى أم. وكسرت فرحتي إني أبقى زي أي بنت بتتجوز علشان تعيش حياة سعيدة مع حبيبها. صحيح كنت بتجوز حبيبي لكن كصفقة مش حياة طبيعية. بعد ده كله مقدرتش أسيطر على مشاعري وحاولت أخلق بينا حياة شبه طبيعيه حتى. ليه في الوقت ده رفضتني. ما خلاص كنت حققت اللي أنت عايزه وأتجوزت واحده مكسورة حاسة إنك عطفت عليها لما أتكرمت وأتجوزتها.

* أنا فهمتك قبل كده يا يارا أنا مش عارف عملت كده ليه. بس يمكن أنا وأنت لقينا الإجابة لما كنا مع بعض. قلبي كان عايزك أنت تحديداً بس عقلي مكنش فاهم علشان كده عملت عليكي اللعبة دي. 

_ ما هو ده بالظبط اللي علشانه بقولك أنت محتاج تتعالج. لازم تروح لمعالج نفسي وتتكلم معاه

* انت عندك حق. وأنا فعلا بتردد على معالج من فترة

_ يبقى ننتظر نشوف هنوصل لإيه.

* الموضوع هيطول. وأنا حابب أن أبني يتولد وأحنا مع بعض 

صمتت يارا للحظات تحاول إتخاذ قرارا صحيحاً. لا تريد أن تجاري قلبها الذي يدفعها للإقتراب. وتحارب كي لا تنصت لعقلها الذي يأمرها بالإبتعاد.  ولم تجد ما تقوله في النهايه سوى أن تطلب منه ان ترافقه في الجلسة القادمة لدى المعالج النفسي.

* موافق بس بشرط

_ أفندم!! شرط أيه وبتتشرط على مين أنا دخلي إيه بالموضوع. أحنا خلاص هننفصل. يعني أنت مش فارق معايا.

* لأ يا يارا أنا عارف إني فارق معاكي جدا وعارف إنك لسه بتحبيني. أنا خلاص هتصل بالدكتور علسان أحجز جلسة في أقرب وقت. علسان أحققلك طلبك. أو علشان ده الصح. بس أنا عايز بنتي أو أبني اللي جاي يتربى ما بينا. وده لازم يكون وعدك ليا.

* هو أنت ليه بتتجاهل أنك قلتلي إنك بتحب واحدة تانيه.

_ لأ مش بتجاهل ولا حاجه. أنا للأسف مش قادر أشرحلك قصة هند لأنك مش هتفهميها.

* ده على أساس إني غبية. وعلى أساس أني هوافق عادي إني أكمل معاك وأنت بتحب واحده تانيه. ده غير طبعا الكذب والخداع 

_ لأ مش غبية ولا حاجه بس. ...

طيب هو اللي أقدر أقولهولك في الموضوع ده. إني وهمت نفسي إني بحبها علشان أخفف على ضميري إحساسي بالذنب ناحيتها.

* هو انت حاسس بالذنب ناحيتي ولا ناحية هند ولا إيه بالظبط. من فضلك يا طارق أخرج بره. أنا تعبت منك ومن كدبك.

_ يعني أنت مصرة تعرفي كل حاجه خلاص أنا هحكيلك.

»»»»»»

* مش هتتجوزيه يا هند لو آخر راجل في الدنيا مش هتتجوزيه.

ضحكت هند بسخريه: أنت بجد مصدقة نفسك. مصدقة إنك ممكن تقوليلي أعمل إيه ومعملش إيه. يظهر كلامي معاكي المرة اللي فاتت. خلاكي تفهمي إني سامحتك وإن إحنا بقينا خلاص ماما الحلوة وبنوتتها الكيوت.

* لأ انا عارفة إنك مش ناوية حتى تسامحيني بس كلامك معايا خلاني أخد بالي أن لغة الحوار اللي بيني وبينك متغيرتش بعد ما عرفتي أنا مين. جايز كرهتيني وجايز أحتقرتيني. بس لسه بتثقي في رآيي.

_ إيه الرآي ده أصلاً. أنا كنت كارهة طارق وخبيت عليه وجود إبنه بسبب خيانته. وبعد ما هديت عرفت إني كنت غلط بس مكنتش عارفة أصلح الغلطة دي إزاي. جيتي أنت وفضحتي كل حاجه. كتر خيرك يمكن دي الحاجه الوحيدة اللي عملتيها صح في الإجتماع المهبب اللي عملتيهولنا ده.

على أد ما كرهتك أكتر وقتها على أد ما فهمت بعد كده أن ده كان أفضل تصرف. لأ وفي فايدة كمان حصلت في جلست الإعتراف دي. بعد ما عرفت وسمعت تبرير طارق لتصرفاته معايا غصب عني تعاطفت معاه. طارق مريض لو أخدتي بالك. مريض بسببك. وأذاني وأذى نفسه. بسبب العقدة اللي حضرتك أتسببتي فيها. وجاية دلوقتي تقوليلي مش هتتجوزيه. متسيبينا نلم وجعي على وجعه يمكن نقدر نداوي بعض.

* يا هند أفهميني أنا عارفة طارق كويس وعارفه تفاصيل حياته وعلاقته مع أسرته.

المسأله مش أن طارق أتصدم فيا وهو طفل فخدعك علشان ينتقم مني.

انا تعمدت اروح الفيلا عند تحية وانا عارفة أنها مش هناك ودخلت أوضة طارق علشان أوصل لأي حاجه تأكدلي أنه عارف إنك بنتي. وفعلا لقيت مذكراته وأتاكدت لكن كمان لقيت حاجات تانيه.

_ حاجات إيه مش فاهمة.

* لقيت روشتات بتأكد زيارته  لدكتور نفسي مشهور. وتفريغ لأكتر من جلسة علاج تخصه

_ إيه الجريمه في كده ما أحنا لسه بنقول إنك السبب. وحتى لو مش أنت السبب. إيه العيب إنه بيروح لدكتور نفسي

* مفيش عيب. لكن مينفعش تعيشي معاه غير لما يتعالج لأنه ممكن يأذيكي. أنا كنت مرعوبة لما آخد أسر. حاولت أطمنك بالكذب. وخلال الفترة دي روحت للدكتور اللي بيتعالج عنده. صحيح هو مرضيش يديني تفاصيل عن حالته لكن لما قلتله جزء من العلاج اللي قريته في الروشتات والتشخيص المكتوب على أد ما فهمت أعتقد إني عارفة. ولما عرف إني خالته وأنه عايز يتجوز بنتي أضطر يوضحلي حقيقة المرض.

_ هو أنتي بتنقطيني بالكلام ليه. ممكن تقولي اللي عندك على بعضه أنا زهقت.

* ماشي طارق مريض بمرض اسمه إضطراب الشخصية الزوراني بالإنجليزي Paranoid persnality.

 المرضى بالمرض ده بيشكوا أن كل الناس بيخططوا علشان يستغلوهم أو يخدعوهم أو يأذوهم .ودايما عندهم شعور بأنهم ممكن يتعرّضوا للهجوم في أي وقت ومن دون سبب.وعلى الرغم من عدم وجود دليل يُذكر، إلا أنهم بيستمرُّوا في الحفاظ على شكوكهم وأفكارهم. علشان كده طارق طول الوقت معتقد ان امه وأخته هيسرقوا ميراثه. طمعه اللي احنا في العيله كنا دايما بنتكلم عنه. من كلامي مع الدكتور عرفت أنه مش طمع قدر ما هو أنه معتقد أن اللي حواليه هيسرقوا فبيلحق ياخد اللي يقدر عليه.

غالبًا كمان بيعتقد المصابون باضطراب الشخصية الزوراني أن كل اللي حواليهم  اتسبّبوا في إصابتهم بشكل كبير لا رجعة فيه. وفي حالة طارق طبعا هو مقتنع تماما ان أنا السبب في كل معاناته وفي مرضه ومش مصدق انه هيخف وده اللي مصعب مهمة الدكتور بتاعه. كمان المريض بالمرض ده إذا اعتقد أنه تعرّض للإهانة أو الإصابة بأي شكل من الأشكال، مش ممكن ابدا يسامح اللي أذاه وهيحاول طول الوقت أن هو كمان يأذيه. وده اللي هيعملوا طارق الفترة الجاية معاكي. لأنه مهما تظاهر بتفهم موقفك عمره ما هيغفرلك إنك حرمتيه من أبنه.

مينفعش تأمني على نفسك ولا على أبنك معاه.الدكتور قالي ان بصفه عامه صعب التعايش مع أشخاص اضطراب الشخصية الزوراني. فما بالك بقى وطارق أصلاً مقتنع إنك أذيتيه.

_ ياه !! ده انت عملتي بحث كامل عنه.

مش عارفه اقول ايه.  سيبيني اشوف إيه المناسب ليا ولأبني وأعمله ومتدخليش. 

»»»»»»»»

بتعملي ايه يا منى

_ ابدا يا ماما بكتب بس شوية حاجات كده في دماغي علشان ارتب أفكاري.

* حاجات سر يعني. مش عايزة تتكلمي معايا.

تنهدت منى بعمق وهي تلتفت بكامل جسدها لوالدتها: لأ مش سر ولا حاجه وانا مش عايزة أخبي عنك حاجه. هقولك الموضوع كله رغم إني عارفة إنك هترفضي وهتعترضي بس انا خلاص مبقاش ليا حل مع نفسي.

* أستر يارب شكلك هتعملي مصيبة

_ هتجوز طارق

* يالهوي😱 مديرك المتجوز.

»»»»»»»»»

_ ألو مساء الخير يا أنسة. أنا عايز أحجز جلسه مستعجلة

* بس ميعاد جلستك لسه عليه اسبوع يا أستاذ طارق.

_ ما أنا بقولك جلسه مستعجلة. ومش هكون لوحدي. هيبقى معايا المدام.

* تمام انتظر مني تليفون.

_ اوك مع السلامة.

ما إن وضع طارق سماعة الهاتف حتى أنتفض إياد واقفا وهو يهتف به. أنت بتعمل إيه يا أبني أنت مجنون. هو ده وقت أنك تحقق ليارا شرطها وتاخدها معاك للدكتور بتاعك.

مش لما تخلص من المصايب اللي فوق دماغك الأول 

_ المصايب مش هتخلص. وانا متعمدش اكركب الدنيا كده. أنا لما عبرت لمنى عن مشاعري وعشمتها. مكنتش أعرف إن يارا حامل. ولا كنت متوقع إن هند هترضى ترجعلي. 

* حلو أوي. ودلوقتي عرفت. يبقى أول خطوة أنك تسوي أمورك مع منى. وبعدين تشوف حكاية هند ويارا على الأقل يبقوا مصيبتين مش ثلاثة. 

_ بس منى مش مصيبة يا إياد

* انت بتضحك عليا ولا على نفسك. بعد ما فضلت مدوخها وراك كل السنين دي. ومفهمني إنك مستحملها بس علشان قلقان من الدوشه اللي ممكن تعملهالك جاي دلوقتي تقولي مش مصيبة.

_ كنت بضحك على نفسي علشان أفضل مقتنع إني بحب هند وإن هند هي اللي غدرت بيا. بس الحقيقة أن منى أكتر واحدة قريبه مني.

* طيب ويارا؟

تشاغل طارق عن الرد بترتيب بعض الأوراق امامه وهو يتحاشى النظر إلى إياد. الذي ألتزم هو الآخر الصمت منتظرا أجابته. ولم يطل إنتظاره كثيرا فقد بدا أن طارق حسم أمره أخيراً وهو يواجهه قائلا: بحبها.



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close