أخر الاخبار

رواية سكرتيره ولكن الفصل الخامس5بقلم هدي عبد المقصود


 رواية سكرتيره ولكن الفصل الخامس5بقلم هدي عبد المقصود


( لأي مدى يمكن للشخص أن يسامح من تعهد أيلامه. نحيا فقط لأننا مضطرين للحياه.

 نحارب حينا ونستسلم حينا نرى السعاده حق لنا حينا فننتفض باحثين عنها نتملق البعض ونتوسل للبعض عل

 أحدهم يرسم على وجهنا إبتسامه وعندما نفشل نذهد ما تأملنا ونعود لقوقعتنا راضيين بقضاءنا مدركين أن حظنا من البهجه لم يكن ضمن ال 24 قيراط التي كتبها الله لنا ) هكذا حدثت يارا نفسها وهي تجلس


 أمام المرآة تتأمل المياه التي تتساقط من شعرها عقب خروجها من ذلك المغطس الاسطوري الموجود في الفيلا التي اتخذها لها طارق مسكنا لهم. لم تحلم يوما أن تحيا في مكان فخم لهذه الدرجه لا تنكر أحلامها في الثراء ولكن ليس لتلك الدرجه. لقد كادت عيني



 أمها تخرجان من محجريهما عندما رأت سيارة طارق وهو يستقلها عقب زيارته الأولى لهم....
جاء طارق في زياره تبدو وكأنها تأدية لواجبه نحو سكرتيرته التي شاهد أصابتها بعينيه عقب أن قام بتوصيلها إلى منزلها في اليوم المعهود. وان شهد له الجميع بأنه قام بالمطلوب منه تمام فنقلها بسيارته لواحده من كبرى مستشفيات العاصمه ودفع كافة التكاليف المطلوبه وقتها وكان مستعدا لدفع ما أستجد بعد أن قرر الأطباء حاجتها لإجراء جراحه عاجله حتى تتمكن من السير مره آخرى. ولكن يارا أصرت على الإنتقال لمشفى حكومي في غفلة منه. وأصر هو بعد ذلك أيضا على متابعتها ولكن بعد خروجها من المشفى لم تتوقع أن يأتي لزيارتها في المنزل وعندما



 جاء رأت شيئا مختلفا في عينيه. رأت حيره تمتزج بالتردد وهو ينظر لها تاره وتدور عينيه بين أرجاء المنزل تاره. نظره جعلتها تتساءل هل أتى فعلا لتأدية الواجب أم أن هناك سبب آخر. أدركت والدتها أيضاً تلك النظره. وعندما رأته من نافذة المنزل وهو يستقل سيارته علت شهقتها وهي تهتف : يالهوي على عربيته يا بت يا يارا. إلاهي يجعله من حدك ومن نصيبك.
* نصيبي ايه بس يا ماما أنا فين وهو فين 
_ طيب بكره تقولي أمي قالت ده عينه منزلتش من عليكي طول القعده. وعمال يبص على الشقه زي ما يكون بيقول أمنى بقى النصيب يصيب... 
غفت ليلتها وقلبها يؤلمها من الحب تاره ومن الخوف تاره. لا تستطيع أن تدرك ما يخيفها تحديدا. ابدا هي لم تفقد الامل في الله أنه سيكمل شفائها بالخير وستعود مرة آخرى للركض على قدميها. وبعد معرفتها بطارق تعلم أنه سيعيدها لعملها فور استعادتها عافيتها. فلماذا الخوف إذن. ماذا رأت اليوم في عينيه اثار رهبتها هكذا.
لم تتأخر إجابة السؤال كثيرا. ففي الصباح هاتفها طارق يخبرها أنه سيحضر لزيارتها بعد انتهاء عمله بالمكتب.
وعندما أخبرت والدتها أعتبرت هذا تأكيدا لما شعرت به أنه يحب ابنتها ويرغب في الزواج بها. و أسرعت بتنظيف البيت وتجهيز غداء. كما ساعدتها في الاغتسال و أرتداء ملابسها. وعندما أرتفع صوت جرس الباب. أسرعت باستقباله بفرحه. ولكنه على غير ما توقعت لم يحمل حتى ابتسامة مجامله على شفتيه بل أعتذر لها على الازعاج وطلب منها بكل جديه أن تأذن له أن يجلس مع يارا بمفردهم. 
_ طبعا يا حبيبي البيت بيتك اتفضل 
يارا في الصالون وانا هدخل المطبخ اجهز الغدا.
ما إن وقعت عيناه على يارا حتى بدء الحديث فوراً
* يارا انا عارف أن الموضوع اللي جيت انهارده علشان اتكلم معاكي فيه غريب شويه.  علشان كده هدخل في الموضوع مباشرة بدون مقدمات وهوضحلك كل حاجه بمنتهى الصراحه.
شوفي يا يارا انا كنت خاطب بنت وكنت بحبها جدا. هي أول وآخر حب في حياتي. أمي كانت رفضه من اول يوم لأنها كانت مصره أني أرتبط ببنت خالتي. لكن للاسف أنا أخترت هند. وفضلتها على الدنيا كلها. لكن هي اول ما اتعلمت الغدر غدرت بيا. مش عايز أدخل في تفاصيل. بس عايزك تعرفي أن بعد الموقف ده قررت أني مش هتجوز وهعيش حياتي لشغلي وبس.
والحمد لله زي ما انت شايفه النتيجه واضحه مكتبنا بقى ليه اسمه اللي محدش يقدر ينكره.... لكن رغم كده انا فعلا تعبت وزهقت من إلحاح أمي في موضوع الجواز. فقررت أتجوز أي واحده على الورق جواز صوري يعني.
قاطعته يارا وهي ترتجف: حضرتك بتقولي انا ليه الكلام ده.
* بعد اذنك اسمعيني للآخر. انا قررت إن انت تبقي الواحده دي. لو سمحتي بلاش الخضه دي واسمعيني كويس وفكري في كلامي.
انا اسف إني مضطر أقولك على حاجه هتزعلك. بس  ياريت تمسكي نفسك و نتكلم بهدؤ علشان والدتك متسمعش. الفحوص والاشاعات اللي عملتيها بعد
اللي حصل في رجلك من وقعة الرصيف. وضحت أن عندك مشكله في الرحم هتخلي مسألة الخلفه بالنسبالك صعبه جدا 
وضعت يارا يدها على فمها تمنع صرختها من الانطلاق وبدت صورة مجسمه الفزع بعينيها المتسعتين الدامعتين ويديها التي تضغط على فمها.
ليربت طارق على كتفها بحنية محاولا تهديتها فننتفض مبتعدة عنه وهي تخفي وجهها كله بين كفيها 
سكن طارق تماما حتى رفعت له وجها مكذبا أكثر منه متسائلا. فأخرج من حقيبته ظرفا كبيرا وضعه أمامها: دي كل الفحوص اللي تثبت كلامي. لما الدكتور شك خاف يواجه والدتك ولما سألني عن والدك أو حد من عيلتك. قلتله انك ملكيش إلا والدتك زي ما فهمت منها. وقتها اضطر يطلعني على شكوكه. فطلبت منه يكمل الفحوص المطلوبه علشان نتأكد. ولما تأكدت شكوكه. نبهته أنه ميقولش حاجه لوالدتك.
انا عارف أن دي صدمه كبيره بالنسبالك. لكن سامحيني مضطر أكمل كلامي بس عايز اتاكد الاول أنك سمعاني ومركزه معايا كويس. ظلت يارا تنظر له بشرود تاره وبصدمه تاره وتضع يدها على فمها تمنع صرختها تاره. وهو ساكن تمام. حتى تمالكت نفسها وأومأت له برأسها أن أتمم حديثك.
 تنهد طارق وهو يقول: أنا فكرت في حاجه مش عارف انانيه مني ولا ايه. بس انا شايف أن ظروفنا مناسبه لبعض.أنا مضطر اتجوز علشان ارضي والدتي وفي نفس الوقت مش عايز أظلم حد معايا. لكن انت كمان بعد اللي حصل ده فرصتك في الزواج قلت شوية. سامحيني على صراحتي. بس هي دي الحقيقه.
انا عايز اتجوز واحده متنتظرش مني أي حاجه غير الامان المادي لا حب ولا مشاعر ولا علاقه زوجيه.
وانت محتاجه الامان ده. زي ما انا شايف انت ملكيش حد غير والدتك وهي كمان هتكون مسؤوله مني زي أمي بالظبط وهتزوريها وهتزورك في أي وقت بس مش هينفع تعيش معانا علشان أحنا حياتنا هتبقى مختلفه عن أي اثنين متجوزيين واكيد هتلاحظ لو أقامت معانا.
ابتسمت يارا بسخريه: ما هي لما تيجي تزورنا هي أو والدتك برضو هيلاحظوا
* لا طبعا وقت الضيافه بيبقى قليل وهناخد بالنا 
_ ده انت عامل حساب كل حاجه
* يارا انا مقدر جدا الحاله اللي انت فيها ومقدر كم المفاجآت اللي في كلامي ومستوعب جدا ان القرار صعب..
قاطعته يارا : قرار ايه اللي صعب مفيش قرار اصلا. عرضك مرفوض وجودك في حياتي اصلا مرفوض شرفت يا استاذ طارق ممكن تتفضل بعد اذنك انا عايزه ارتاح 
               *******
انت اتجننتي يا يارا يعني ايه تطردي الراجل. 
_ انا مطردتش حد انا واحده مريضه ومن حقي ارتاح.
* يختي كسر حوقك. أنت هتعمليهم عليا يا بت انت شكلك في حد لاعب في دماغك ولما لقيتي الراجل داخل جد طفشتيه.
_ انا برضو بتاعة كده يا ماما
* بلا ماما بلا زفت انت عمرك ما حسيتي بيا علشان انا طول عمري بداري عليكي ظروفنا بمشي بالسلف وباخد من هنا احط هنا. علشان متحسيش بحاجه ولما اشتغلتي حمدت ربنا وبوست أيدي وش وضهر وقلت الحمد لله ربنا فرجها علشان تشيلي قرش وتجهزي نفسك. لكن هنقول ايه إرادة ربنا. اديكي وقعتي وياعالم هتمشي على رجلك امتى ويا عالم الراجل اللي وقف جنبنا وانت طردتيه ده هيرجع يشغلك تاني ولا لأ اختنق صوت أمها بالبكاء فتركتها وتوجهت لغرفتها ليصل صوت نجيبها ألى أذن يارا.
حملت الايام التاليه ليارا قدر من الألم يفوق سنوات عمرها.
فمن جهة حزنها على تحطم حلمها في الأمومه ومن جهه اخرى ولولة أمها ليلا نهارا على العريس الذي أضاعته من يدها وتعمدها جرحها دون أن تدرك ما بها ورغم ذلك لم تفكر ابدا ان تخبرها بالحقيقه. فكفاها ما عانته من ألم طوال حياتها. ومن جهة ثالثه  اهانة العرض الذي قدمه لها طارق. كلما تذكرت برودة كلماته وهو يخبرها أنه لن يحبها ابدا. وان المال هو الثمن الوحيد المستعد لدفعه لقاء زواجها منه تجد الدموع تطفر من عينيها.
ولكن رغم كل ذلك وجدت نفسها في النهايه تهاتف طارق لتعلنه موافقتها على تلك الصفقه المخجله.
 لن تنكر بينها وبين نفسها أنها وافقت لتبقى بقربه. ستدع أمها تعتقد أنها وافقت ارضاءا لها. وستدعه هو يعتقد أنها وافقت لكون عرضه هو الافضل بالنسبه لظروفها.  ولكن قلبها يعلم أن الحقيقه الوحيده هي أنها تحبه بكل جوارحها. تحبه وترغب في احتضان جراحه حتى يشفى. تحبه فقط لأنه طارق عبد الحليم الذي يلمس قلبها كلما وقعت عيناه عليه  وليس طارق بيه صاحب المال والجاه والاسم المرموق
                  *********
تمت اجراءات الزواج سريعا رغم أعتراض سميحه هانم والدة طارق إلا أنه اذاب اعتراضها سريعا عندما أخبرها أن زواجه من يارا هو الخيار الوحيد المتاح وان لم يتزوجها فلن يتزوج نهائيا فما كان منها إلا أن رضخت له. وأصر طارق على إتمام إجراءات الزواج قبل تمام شفائها ليكون لديه حجه لعدم إقامة حفل زفاف.
وسافرت معه لتقضية شهر العسل الذي قلصه طارق لاسبوع متعللا بكثرة العمل وبنفس الحجه رفض اقتراح والدته للسفر خارج مصر و أصطحبها ألى مدينة طابا. مدينة السحر والجمال عندما رأت الفندق الذي يقع في حضن الجبل تحيطه المناظر الطبيعيه من كل اتجاه تحركت مشاعرها وتمنت أن يساعد هذا الجو الرومانسي طارق فيتخلى عن هذا الاتفاق السخيف. ولكن هيهات فقد تحطمت آمالها على صخرة بروده. أنها تستطيع أن تحصي عدد الكلمات التي يوجهها لها. والتي لا تتعدى دعوتها للتوجه لتناول الطعام أو النزول ليلا لحضور الحفلات التي يقيمها الفندق ويظل صمتا طوال الوقت. وقد اختار غرفه بسريرين حتى لا تشاركه الفراش. وبعد عودتهم وجدته وقد أعد غرفتي نوم بينهم باب داخلي حتى لا تشاركه الغرفه أيضاً
حتى اليوم وبعد مرور ستة أشهر على زواجهما لم يتبسط في الحديث معها وهم بمفردهم ابدا بل دائما متحفظ مهذب جاد. فقط ترى ابتسامته وتشعر برقته أمام الناس


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close