أخر الاخبار

رواية حب مستحيل الفصل الثالث3والرابع4بقلم ميار دياب


 رواية حب مستحيل الفصل الثالث3والرابع4بقلم ميار دياب



انفجر عمر في وجه المحامي: ايه الكلام الفارغ ده يا استاذ انا ابويا لا يمكن يعمل فيا كده لا يمكن 
ابراهيم: استغفر ربنا يا استاذ عمر وصية المتوفي ابدا ميتقلش عليها كلام فارغ 
عمر : الوصيه دي مزيفه و انت شكلك نصاب 
ابراهيم بغضب : مسمحلكش تقول عليا كده امضاء والدك علي الوصيه غير التوكيل اللي معمولي في الشهر العقاري منه للوصايه علي املاكه حين تنفيذ الوصيه 
لم ينتظر عمر انتهاء المحامي من جملته اسرع في المغادره اخذ سيارته و انطلق 

في نفس الحين كانت سارة تتجهز للرحيل لاول مره ترتدي اللون الاسود نظرت لنفسها في المرآة متذكرة كلمات والدها: القمر ده ميلبسش اسود ابداً ده يلبس حرير اخضر و ياقوت و مرجان و احلي حاجه في الدنيا 
مسحت عن وجهها دمعه و ضفرت شعرها و انصرفت لزيارة والدها في قبره 
حينما خرجت الي الشارع قابلت ابن عمها عصام : اهلا يا بت عمي ازيك النهارده
ساره في وجوم: الحمدلله 
عصام: رايحه فين كده ؟ 
سارة : رايحه ازور بابا وحشني اوي 
عصام في حزن : الف رحمة و نور تنزل عليه ..طيب تعالي اوصلك 
سارة : لا لا ملهوش لزوم 
عصام : هو ايه اللي ملهوش لزوم تعالي بس 
سارة بإصرار : لا والله يا عصام انا هاخد تاكسي اعذرني 
عصام : خلاص اللي يريحك خدي بالك من نفسك 

لم يكن الوقت قبلاً بهذا البطئ بدا الامر و كأن الطريق لا يتحرك و كأنه فيلماً سينمائياً حيث السيارة ثابته 
وصلت سارة المقابر تُعاد المشاهد امامها ترتعش من داخلها و تتذكر يوم ودعت والدها لاخر مره ظلت تمرر اعينها بين شواهد القبور حتي وصلت امام مرقده قرأت الفاتحه و القت السلام و اخرجت كيساً و القت بالبذور حول القبر لجلب الطيور و اطعامها صدقة لروح والدها جلست و اخرجت مصحفها و قبل ان تشرع بالقراءة اصابتها موجة بكاء مع نحيب : شوفت يا بابا هيعملوا فيا ايه هيجوزوني و يخلوني اسيب الكليه ليه مشيت يا بابا انا مليش غيرك و حياتي باظت خلاص ..اللهم لا اعتراض ربنا يرحمك يا حبيبي و متخافش عليا بنتك ب ١٠٠ راجل 
فتحت مصحفها و شرعت بالقراءة بعد تجفيف دموعها . 

وصل عمر عند مدفن العائلة فتح الباب بعنف و دلف بداخل المدفن اشعل سيجارة و دخنها في ثواني معدوده و صاح: بتعمل معايا كده لييييه …انا عملتلك ايييهههه بس 
هفضل مجبور اعمل حجات مش عاوزها و انت عايش و وانت ميت ..في غضون ثواني تحول مفتول العضلات الي طفل صغير سقط علي الارضه اشاح بنظره بعيداً و انهمر في البكاء حتي على صوته 

قطع تركيز سارة التي التفتت لصوت الصياح في المدقن المقابل يفصل بينها و بين الصوت جدار بدأ الصوت يخفت بالتدريج حتي اختفي تقريباً فاكملت سارة قراءة في المصحف متحاهلة ما جري 

في المقابل كان قد شعر عمر بالتعب جراء الانفعال اغلق عينيه و اسند رأسه قرب مكان دفن والدته و استراح قليلاً 

ذهب عصام لزيارة والده و تناول الغداء و قبل ان يرن الجرس سمع صوت همس التفت ليجد نيرة ابنة عمته ميرفت تطلب منه عدم رن الجرس : عصام تعالي عوزاك في موضوع 

دخل عصام و هو يتساءل : في ايه؟
نيرة : هششش وطي صوتك و اقفل الباب
عصام باستغراب : طيب 
جلسوا سوياً و شرعت نيرة : قبل ما تطلع عند عم سيد انت عرفت اللي حصل . 
عصام : حصل ايه في ايه ؟ قلقتيني 
نيرة : ابوك و عمك سعد و عمتك الست امييي هيقسموا ورث عم سعيد عليهم و هيجوزوا سارة و مش هيدوها حاجه و كمان مين ايمن سلطان .
عصام : ينهار ابيض ايه اللي انت بتقوليه ده 
نيرة : لو مش مصدقني اطلع اسأله 
عصام : طيب عديني كده 

صعد عصام لشقة والده في الطابق العلوي رن الجرس فتحت له والدته و لم يلقي السلام استشاط غضباً لما قيل له و صاح : باباااا انت فييين يا حجججج 
سيد: في ايه يبني بتزعق ليه 
عصام : اللي انتوا عملتوه ده حقيقي ! 
سيد : عملنا ايه و احنا مين اقعد اقعد 
عصام بقلة صبر : قسمتوا ورث عمي سعيد و هترموا بتوا ل ايمن سلطان !!! 
سيد بغضب : ما تحترم نفسك و انت بتكلم ابوك ايه اللي قسمتوا و هترموا احنا عصابه ياض ولا ايه 
عصام : اومال تسمي اللي حصل ده ايه 
سيد بهدوء : شرع ربنا ..و شرع ربك بيقول ان بت مراته متورثش و اننا اللي نورث 
عصام : و شرع ربنا بيقول تيجوا علي يتيمه و تاكلوا حقها !! 
سيد بغضب شديد : حق ايه يا ابو حق وطي صوتك يا تطلع برا ما بقاش اللي انت كمان اللي هتربيني كبرت و بقيت شحط عشان تقف قصادي امشي غور فورتلي دمي يا شيخ 
اعمليلي كوباية شاي حبر يا ام عصام . 

انتهت سارة من القراءه و الدعاء لابيها و اموات المسلمين كانت في طريقها للخروج حين قاريت الشمس علي الرحيل لمحت المدفن الذي كانت تخرج منه اصوت البكاء مازال مفتوحاً ساقها الفضول لالقاء نظرة بالداخل حين وجدت رجل نائم في وضع الجلوس في الزاويه و الارهاق واضح علي ملامحه كانت سارة لتتركه لولا ضميرها فاقتربت منه قليلاً و بصوت رقيق همست: يا استاذ يا استاذ 
استيقظ عمر مفزوعاً رغم رقة الصوت : ايه حصل ايه 
سارة بابتسامة : مفيش حاجه متقلقش اسفه عالازعاج بس الوقت اتأخر و المغرب داخل و حرام تفضل في المقابر لحد دلوقتي و ربنا يصبرك 
بعقل مشتت جاوب : ايوه ايوه حاضر 
نفض التراب عن ملابسه هندم ذاته و خرج بعد ان خرجت 
شاهدته يركب سيارة فارهه و ينطلق بها بينما انتظرت سارة "الاوبر" 

اختصر عمر الطريق الي ان وصل لشركة والده صف السيارة وسط تحديق نصف العاملين و دلف للداخل وسط مواساة و عزاء البقيه الباقيه و جد عصام صديقه و مدير الحسابات فتح باب مكتبه ليجد وراء عصام المتر ابراهيم 
صاح عمر : انت بتعمل ايه هنا؟؟ 
عصام: اهدي يا عمر استاذ ابراهيم جه يبلغنا باللي حصل 
عمر : و هو ايه اللي حصل اصلا ؟؟ ده اي كلام
ابراهيم : استاذ عمر لو سمحت حضرتك مينفعش تتواجد في اي من ممتلكات المرحوم لحين تنفيذ شروط الوصيه. 
استشاط عمر غضبا : انت بتطردني من ملكي !! انت مجنون 
عصام : بالراحه يا عمر ..اسفين يا متر 
المتر ابراهيم: المرحوم الله يرحمه سايبلي توكيل للتحكم في جميع ممتلكاته لحين تنفيذ الوصيه و بفكرك يا استاذ عمر فاضل ٣٠ يوم و هيتم فتح الوصيه لمراجعتها مره اخيره!
                                                                        


الفصل الرابع 

ثلاثون دقيقه من الجدال.. عمر يدافع تارة و ينهر المحامي تارة و يهشم المكتب تارة حتي انهي العم منير الجدل العم منير هو المسؤول عن الامن في مصانع و شركة الرفاعي دلف الي المكتب احتضن عمر لتهدئته وسط توعد المحامي لطلب النجده 
عم منير : باااس صلي عالنبي يا عمر 
عمر : انت سامع يا عم منير 
قاطعه عم منير : انا سامع و فاهم و بقولك اهدي شويه 
رد عصام : قوله و النبي يا عم منير ..حقك علينا يا متر 
المتر ابراهيم بغضب : انا ممكن اصعد الموضوع ده كان هيتعدي عليا 
عصام : يتعدي ايه بس يا متر عمر بس كان منفعل احنا مش هنعطلك و حضرتك ممكن تتفضل و نتقابل بعد شهر
كلاً من عم منير و عصام دفعوا عمر للخارج و ساقوه الي مكتب عصام 
الارهاق واضح و متجلي علي ملامح عمر بارتباك و رعشه واضحه سأل : و ممكن اروح انام في بيتنا و اخد العربيه ولا ممنوع برضه 
عصام بارتباك : مش عارفه والله طيب ثانيه 
خرج عصام لخمس دقائق و عاد بابتسامه
عصام: ايوه يا عم تقدر دي حاجتك عادي بس هي ادارة المصانع و الشركه هي اللي مش هتنفع 
قبل ان يتفوه احدهم بحرف اصطحب عمر ارهاقه و انصرف 

في منزل الحج سعيد حل السكون و صوت القرآن الخافت سارة في غرفتها علي اللابتوب و وجه عابس جلست و فتحت الفيس بوك و ترددت الف مره بدأت في البكاء بصمت قبل دخولها علي جروب " لتسكنوا اليها" كعضو مجهول الهويه بدأت في كتابة البوست : مطلوب عريس كويس و يتقي الله و اهم حاجه معندهوش مانع اكمل تعليمي سني : ٢٠ طولي: ١٥٥ وزني ٤٩ وجه حسن و ست بيت شاطره اتمني يكون في اسرع وقت و جزاكم الله خير.
اغلقت اللابتوب و انهارت في البكاء 

الايام تمر كعقارب الساعه و كأن الاربعين يوماً يتسارعون للانتهاء غير مهتمين باشخاص قد تُدمر حياتهما في تلك الفتره مر سبعة عشر من الايام و الوضع كما هو عليه غير ان طلبات الزواج بدأت في الهطول من السماء علي رأس ساره اغلب الخُطاب مطلقون و اباء و الباقيه تعدوا الخامسه و الاربعين و من هم في ريعان الشباب يطلبون زوجة غير متعلمه زادت حيرة سارة و خوفها من فكرة الزواج من ايمن سلطان زلك الاهوج ذا الرأس المستديرة و البطن البارزه مثل " البطيخه الصيفي " 

اما عن عمر فلم يغادر المنزل رغم طلبات المحيطين به المتكرره بالخروج من قوقعة الاكتئاب ..رن جرس الباب ففتحت فاطمه الباب ليدخل عصام و في يده حقيبة طعام من مطعم عمر المفضل اتجه ناحية الغرفه طرق الباب 
عمر بإنفعال: قولت مش عاوز اشوف حد 
عصام: افتح يا عمر ده انا 
عمر : معلش يا عصام مش عاوز اتكلم 
عصام بسخريه : خلاص متتكلمش افتح برضه 
ادرك عمر ان عصام لن يذهب و انه الصديق الوحيد لديه و لن يحتمل عمر خسارته فوق كل تلك الخساره 
فتح الباب دخل عصام و لوح بالطعام في الهواء : جبتلك نودلز و سوشي و زودت ترياكي زي ما بتحب 
لم ترتسم الابتسامه علي وجه عمر منذ فتره كان الجوع يقتله فتح الطعام و شرع في الاكل 
عمر : مش هتاكل معايا؟ 
عصام : لا يا عم انا مليش في العبط ده انا ضارب سندوتش مخ زبده قبل ما اجيلك و شارب شاي 
ضحك عمر علي طريقته و اكمل الطعام ثم توقف : ما تبات معايا النهارده 
من دون تردد جاوب : لا اعفيني انا ..فريده علي وش ولاده انت عارف و كفايه ان الايام اللي فاتت كنت مسحول بينك و بين عندي و الشغل كمان 
عمر : خلاص خلاص انا غلطان 
مر بعض الوقت انهي عمر الطعام و اقنعه عصام باخذ حمام ساخن و الاسترخاء قليلاً و علي عكس العاده اقتنع عمر بسهوله رحل عصام و وضب عمر ملابسه اخذ حمامه و اخذ ينظر لنفسه في المرآه كان قد انتهي للتو من تهذيب ذقنه و شعره رغم الحزن وسامته طاغيه و سماره جذاب من دون اجتهاد ظل يحدق في وجهه يحاول استيعاب ما حدث له في الايام القليله الماضيه 
ارتدي قميص ابيض يبرز عضلات ذراعيه 
و بنطال اسود ارتدي الساعه و رش عطره و اخذ سيارته و انصرف .

دخل عصام منزله احتضن زوجته التي قابلته بوجه محتقن علم عصام انها غاضبه لتركه لها الايام الماضيه 
عصام : عامله ايه يا حبيبتي وحشتيني ..حقك عليا متزعليش 
فريده بقلة صبر : انت مهانش عليك حتي تتصل بيا يا عصام و موبايلك مقفول افرض حصلي حاجه او حصل لابنك مش خايف علينا؟؟
عصام: ازاي بس يا حبيبتي بعد الشر عنك انت و القرد الصغير 
فريده : متقولش علي ابني قرد 
عصام بسخريه : خلاص يا ستي راجل و سيد الرجاله 
حقك عليا بقي متزعليش والله ما كنت بنام الايام اللي فاتت كنت بين عمر و ساره و بابا و الشغل 
فريده بلين قلب : طيب و ساره و عمر عاملين ايه 
عصام : والله كل واحد عنده مصيبه هحكيلك بس بشرط نقعد ناكل سوا عشان وحشتيني 
فريده : طيب غير هدومك يا حبيبي لحد ما احضر الاكل 

كانت سارة تتفحص عروض الزواج حين دق جرس الباب فتحت لتجد نيرة : ازيك يا سارة يا حبيبتي عامله ايه 
سارة : الحمدلله كويسه 
نيرة : انت معيطه؟ 
سارة : انا؟ لا مش معيطه ولا حاجه انا تمام 
حل الصمت لثانيه و كسرتها سارة حين انهارت من البكاء احتوتها نيرة و عانقتها عناق طويل
جلسوا سوياً لفترة يحاولوا التفكير حين اضاء مصباح اعلي رأس نيره : طيب ما نبلغ البوليس ؟ 
سارة : بوليس ؟ و البوليس هيعمل ايه ؟ 
نيرة: يساعدك تاخدي حقك 
سارة : انا لوحدي يا نيره و مش هعرف اخد منهم حاجه بالبوليس ولا من غيره انت عارفه 
زاد بكاؤها و شرعت : انا مش عاوزه اتجوز اللي اسمه ايمن ده انا ممكن اموت نفسي انا بقيت زي اللي مستني حكم الاعدام 
صمتت نيره ثم اقترحت : يبقي مفيش غير حل واحد يا سارة 
سارة: ايه هو 
نيره : انك تهربي 
                                                                       


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close