أخر الاخبار

رواية سكرتيره ولكن الفصل التاسع9بقلم هدي عبد المقصود


 رواية سكرتيره ولكن الفصل التاسع9بقلم هدي عبد المقصود

في منزل سمارة 
(لم يدبر قلبي الذي لم يعرف العشق يوما أن يهواك لكنها إرادة الله)
جملة ألحت على عقل منى فلم تستطع مقاومتها. قرآن المغرب يدوي في الإرجاء معلنا إقتراب وقت الإفطار. زوجة شقيقها.تنتظرها في المطبخ لاستكمال تحضير الطعام. والدتها تنظر لها شذرا منتظرة منها أن تترك (المحروق التليفون). على حد تعبيرها.
لكنها لا تراهم فقط تريد أن تلقي عبئ قلبها على شريك العبئ. تفتح تطبيق الواتس آب تبحث عن أسمه تزداد ضربات قلبها وهي تدخل على صفحته لتراه متصلا تكتب رسالتها تضغط ذر الإرسال سريعا قبل أن تتراجع. تلقي الهاتف على الفراش. تتوجه المطبخ كالمغيبة جسدها معهم حديثها موجه لهم. لكنها لا تعي ما تقول. تجلس لتتناول الطعام. فقط يد تمتد وأسنان تمضغ وشفاه تبتسم على حديث شقيقها الضاحك الذي لا تعيه هي فقط تعي بعينيها أن من حولها يبتسمون فتبتسم علهم يصدقون أنها معهم. في ملكوت آخر هي لا تدري ماذا فعلت لاتدري كيف جرؤت. كيف طاوعت قلبها. تتلوى هي في حبه منذ أكثر من عام.  ليست مراهقة بل ناضجة واعيه مثقفه  يفترض فيها نضج التفكير ورجاحة العقل. كيف لها أن تقع في حب رجل مرتبط. ولماذا بعد أن أمنت أنها والحب من عالمين مختلفين. أعتادت أن تستمع إلى حكايات النساء عن الحب وعن فتى الأحلام بحثت في عقلها عن مواصفات فتى أحلامها فلم تجد. بحثت في قلبها عن شوق لحبيب مجهول فلم تجد. بحثت في جسدها عن إحتياج فوجدت أنثى بارده لا تحتاج رجلا. أمنت هي إنها لم تخلق للحب. ولكن للقلب حسابات آخرى ما إن يعي أن صاحبه قد عرفه تماما. حتى يتمرد ويعلن عن وجوده من حيث لا نحتسب. غارقة هي حتى أذنيها في حب مستحيل. ما أرادت شيئا من تلك الرساله. كانت تدرك تماما أنه لن يرد عليها. ينتمي هو لطبقة الرجال الذين لا يجدون وقتا للتنفس وليس للرد على رسالة مجهولة.
غادرت مائدة الطعام سريعا. أتجهت لحجرتها لأداء الصلاة وبيد مرتعشة تناولت هاتفها وفتحته لتجد رسالة #من
لم تعرف بماذا تجيب. سرت في جسدها رعدة خفيفة وخرجت بألية لتخبر أسرتها أنها تشعر بصداع وسوف تغفو قليلا. أغلقت الهاتف وجلست تتسائل ماذا فعلت أنا؟
لماذا كلف نفسه عناء الرد على رسالتي؟ هل فضول ؟ مؤكد هو فضول؟ 
قررت أن تترك الهاتف مغلقا بعض الوقت ثم تفتحه. حتى إذا حاول الاتصال بالرقم يجده مغلق. كانت تعلم أن تمامه هو رسالة التساؤل ومكالمة الفضول. ولكن ما حدث أنها فتحت الهاتف لتجد عدد هائل من المكالمات والرسائل سواء على الواتس أو على رسائل الهاتف. دق قلبها بشده. تجاهلت تماما قراراها بتلاقي خطأها بإرسال تلك الرساله بتجاهل الرد عليه. سألته لماذا تريد معرفتي. تحاورا كثيرا. مصر هو على معرفتها ومصرة هي على عدم الإفصاح عن شخصيتها. أخبرته أنها شخصية ما تحبه ولكنها تعلم أن لا أمل لها معه. ليجيبها بنعومة أن الامل موجود دائما. بعد إلحاح ورفض وصلا معا لاتفاق أن تخبره عن شخصيتها بشرط إن لم يكن يحمل لها في قلبه شيئاً ما. فستنهي الحوار ويعتبر الاثنان وكأن هذه المحادثه لم تكن من الأصل 
"أخبرته عن شخصيتها.
"أخبرها أن في قلبه شيئا ما ناحيتها.
"بثته حبها. روت له كيف أكتشفت تعلق قلبه بها. 
" بثها حبه هو الآخر تغزل في أنوثتها وقوامها.
سارا معا في طريق الحب ونسيا أو تناسيا. العقبات التي تحول بينهم. وصل بهم الشوق للحد الذي لا يمكن الرجوع منه ♥️♥️
وفجأة رجع هو. فجأة أرتد له وعيه. فجأة أكتشف أنه لا يحبها وأنه فقط تمادى معها رغبة في مغامرة مثيرة تمادى معها حتى الحد الأقصى قبل أن يتذكر أن في حياته أنثى آخرى لا يملك شجاعة أن يخسرها. فورا إتخاذ قرار بإنهاء علاقته بها ووضع قراره موضع التنفيذ. في غضون أيام قليله كان قد وضح بكل الطرق أنه لم يعد يرغب في الاستمرار. 
لم يتقبل قلبها قراره هذا بسهولة حاولت بكل الطرق أن تجتذبه لقلبها مرة آخرى. ذاده حبها إبتعادا. وزاده شوقها برودا.
حتى يأست منه  وقررت معاقبته عل قلبها يهدء. ولكن هذا القلب نفسه هو من جعلها تتراجع في النهاية و تقرر أنها بهذا التصرف تغلق أي باب العودة بينهم. إنتظرت أن يقدر لها هذا ولكن على العكس رأت منه وجها لم تتمنى رؤيته قط. كانت تعتقد أنه تراجع وهو يشتاق. أبتعد وهو يتألم. لم تتوقع أن يأتي اليوم الذي تدرك فيه أنه يندم على علاقته بها. رأت في عينيه أنه لو عاد به الزمن لما ترك نفسه ليحيا معها تلك المشاعر التي كانت بينهم. لم ولن يغفر له قلبها تلك النظرة. وان كان عقلها يدرك أن ما يشعر به. هو الأكثر منطقية بعد ما حدث منها. ولكن من قال أن من حقه الانقياد لشهوته وقتما يشاء ومن حقه الرجوع وقتما يشاء. أين قلبها من حساباته. إن كان يرى أن لحياته حسابات آخرى بعيده عن الحب.. فهي أيضا لكرامتها حسابات آخرى. لن تقول لحبها. لم تكذب على يارا عندما أخبرتها أنه عن قلبها أصبح بعيدا.
أنتزعت رانيا منى من شرودها: أيه يا بنتي روحتي فين
_ أبدا بس دماغي جابت الموضوع كله من بدايته.
* طيب ريحي دماغك اللي شغاله ٢٤ ساعه دي ويلا نقوم نشوف أخوكي زمانه عمال يضرب أخماس في أسداس وعايز يعرف بنرغي في إيه وياريتنا بنرغي ده انت بقالك ربع ساعه منطقتيش كلمه. مقلتليش حتى إيه الحاجه اللي أكتشفتيها تقدري تأذي بيها طارق.
_ هو انا لسه مكتشفتش حاجه. بس البت اللي اسمها هند دي مخبيه حاجه..
بتقول أنها لازم تخلص شغل بدري علشان ترجع لأخواتها. وانا سمعتها قبل كده بتكلم أخوها في التليفون وتقريبا بيسألها هترجعي الساعه كام. قالتله بالنص( هو انت كل يوم تسألني السؤال ده. اتعشوا وناموا )
طبعا مسمعتش رد عليها قال إيه. بس هي اتعصبت أوي وصوتها علي وقالتله( ولا الصبح هتشوفوني انا بنزل شغلي الساعه ٦ وانتوا بتصحوا سبعه. وبعدين هو انا مقصره معاكوا في إيه ما أكلكوا جاهز ومصاريفكوا متوفرة. وبقضي معاكوا يوم الجمعه لحد العصر)
قاطعتها رانيا : ايه اللي انت بتحكيهولي ده إحنا مالنا بهند بتقعد مع اخواتها ولا مش بتقعد. انت شاغله دماغك ليه.
_ يا بنتي أفهمي. إحنا بنخلص شغل الساعه أربعة وهي كل يوم الصبح بتتاخر ومش بتيجي قبل  ١٠.
تفتكري بتروح فين الوقت ده كله.
* وانا افتكر ليه وأجهد دماغي اصلا وأفكر ليه.
تجهدي دماغك علشان دي. ومدت لها يدها بورقه مطوية
تناولت رانيا الورقه وفتحتها لتجدها روشتة طبيه بإسم. الطفل باسل طارق. 
العمر خمس سنوات يعاني من ألتهاب في اللوزتين.
* إيه ديه. مش فاهمه حاجه
_ اسم الاب طارق والطفلة عنده خمس سنين وطارق ساب هند من حوالي ست سنين. ده مبيلفتش نظرك لحاجه.
* يا نهار أسود ده أنتي فوتي خالص هو مفيش طارق غير المعدول بتاعك. وبعدين مين قال أن الروشته دي بتاعت حد يخصها ما يمكن بتاعة أي حد تعرفه. وبعدين لو العيل ده ابنه هيخبوا ليه. إذا كان أصلا طارق سابك علشانها 
_ أنا مش متأكده من أي حاجة كل اللي في دماغي شوية علامات استفهام وكام جملة بيرنوا في وداني مش عارفة إيه اللي يربطهم ببعض ويمكن أصلا يبقى ملهمش علاقه ببعض. كله هيبان. بس لو طلع اللي في بالي صح.
في أمور كتير أوي هتتغير
»»»»»»»
#في فيلا توحة
(من غير تحقيق يا أسماء عرفيني عليها 
دوى في عقل أسماء صوت شقيقها وهو يلح عليها أن تقدمه إلى زميلتها في الجامعه. لم تكن هند صديقتها حتى لم تكن في نفس عامها الدراسي فقط هي كانت معها في نفس الكليه. لم يكن طارق معتادا على الحضور لها في الجامعة لكنه تحجج بأنه كان قريبا منها. تكاد أسماء تجزم أن معرفته لهند تسبق رؤيته لها في فناء الكلية. فعلى الرغم من جمال هند إلا أنها ليست ملفته لدرجة أن يراها من بعيد ويطلب منها أن تقدمه لها) 
أنتبهت أسماء من شرودها على صوت يارا وهي تلح عليها أن تحبرها عن خطيبة طارق الأولى
_ هما أتعرفوا على بعض عندي في الكليه كان طارق بيوصلني شافها أتكلموا شوية وبعد كده طارق أصر يتقدم لخطوبتها.إحنا كنا معارضين شوية كنا عايزينه يرتبط بغزل بنت خالتي. لكن هو صمم وأتقدملها فعلا. كانوا خلاص هيتجوزوا لكن حصل حادثه ووالدها ووالدتها توفوا. أصرت هند على تأجيل الزواج علشان أخواتها لسه صغيرين. بعد حوالي سنتين  بدون أي مقدمات لقينا طارق بيبلغنا أن الخطوبه خلاص انتهت. ورفض تماما بعدها إن حد يتكلم معاه في الموضوع ده 
* كلامك ده عام أوي يا أسماء.انا عايزه اعرف كانوا بيحبوا بعض ولا لأ. ولو كانوا بيحبوا بعض ليه انفصلوا. عايزه عرف شكل العلاقة بينهم كان عامل إزاي
_ والله يا يارا أنا مش فاهمة علشان أفهمك. أوقات كتير لما كنت بشوفهم مع بعض كنت بتلغبط. انا فعلا مش متأكده أن طارق كان بيحب هند. بس اللي متأكدة منه أن هند كانت بتحبه.
بس الغريبه أن بعد فسخ الخطوبة حصل العكس لما حاولت أكلم هند من ورا طارق لقيتها جافه جدا ورافضه تماما الكلام. عكس طارق اللي تقريبا انطفأ تماما بعدها وما زال مطفي لحد وقتنا هذا. أنا أسفه إني بقولك كده بس أنا ست زيك. ولو مكانك كنت هحب أعرف كل حاجه. انا ملاحظه طبعا إن علاقتك بطارق متوترة. وكمان متأكدة انك بتحبيه. لو عايزة نصيحتي متستسلميش. حاولي تحتوي زوجك وتقربي منه خليه يحس أنه محور حياتك وانك حريصة عليه. يمكن ده يساعدوا لو في أي حاجه في قلبه من الماضي ينساها ويركز معاكي. انت الحاضر والمستقبل يا يارا
إبتسمت يارا بسخرية. وهي تداري دمعه تساقطت من عينيه.
                »»»»»»»»»
البعض يستفتي قلبه والبعض يستفتي عقله. ويتفق الجميع على أن العقل هو الأحق بتقرير ما هو صحيح. يتبارى أصحاب العقول المستيقظه والكرامة الملحة في إتباع عقلهم متباهين على فريق متبعي القلب بأنهم الأصح. 
لكن الحقيقه أن حسابات العقل ليست صحيحة دائما. أحيانا نحتاج لرهافة القلب لتقرير مصائرنا. لو لم تتبع هند عقلها. لو صدقت هند قلبها. لو جازفت عل السعادة تكون في كتابها. لما أيقظت الوحش الكاسر الكامن تحت جلد طارق عبد الحليم


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close