أخر الاخبار

رواية حسناء أنارت دربي الفصل السادس 6بقلم جوهرة الجنة

     

رواية حسناء أنارت دربي  

الفصل السادس 6

بقلم جوهرة الجنة


مضى أسبوعين قضتها حسناء وفؤاد في السفر والاستمتاع بوقتهم ليعودوا للمنزل أخيرا، وتخط حسناء أولى خطواتها في هذا المنزل الذي سيشهد على تغير حياتها بشكل كبير.


عائشة :أهلا بكم، اشتقنا لكم.


عانقها فؤاد قائلا :وأنا أيضا اشتقت لك يا أمي.


ابتعد عنها ليترك المجال لحسناء التي قبلت يدها قائلا :كيف حالك أمي.


اندهشت ملامح عائشة والجميع معها وقالت: أمي.


حسناء :أجل أمي أم أنك لا تريدين أن تكوني أمي.


عائشة بابتسامة :ولما لا أريد وقد إزدادت واحدة أخرى لأبنائي.


مصطفى :عائشة أمك وماذا عني أنا.


حسناء :أنت والدي وسندي كما أنت سند لزوجي.


مصطفى: بارك الله فيك يا إبنتي وحفظك.


رحب بهم الجميع ليكون أخرهم أخت فؤاد التي نزلت للتو تحمل إبنه الصغير ليبتسم فؤاد يحمله عنها يقبل جبينه.


فؤاد: إبني الصغير إشتقت لك كثيرا.


نادية: وهو أيضا اشتاق لك.


فؤاد: كيف حالك يا أختي.


نادية: بخير الحمد لله، الحمد لله على سلامتكم.


فؤاد: شكرا لك.


نادية: مرحبا بك يا حسناء في منزلك الجديد.


حسناء بابتسامة: شكرا لك.


فؤاد: جواد إذهب لحسناء وتعرف عليها.


حسناء بابتسامة: يا ترى هل سيقبل جواد الصغير أن أحمله.


نظر لها جواد لثواني قبل أن يضم والده ويخفي رأسه في عنقه لتقول نادية: لا تنزعجي يا حسناء من فعلته فهو في العادة لا يتقبل الغرباء بسرعة لكن بما أنك أصبحت فردا من العائلة سيعتاد عليك تدريجيا.


حسناء: لا داعي للتبرير أيا أختي نا أعلم هذا، ولن أفقد الأمل حتى يتقبلني.


مصطفى: إصعدي يا ابنتي لغرفتك أنت وزوجك لا بد أنكم تعبتم من الطريق. 


مد فؤاد جواد لأخته لكنه أبى تركه فقالت حسناء: جواد اشتاق لك كثيرا لدى من الصعب أن يفارقك الأن.


فؤاد: إذن سنأخذه معنا.


صعد فؤاد وخلفه حسناء التي تمازح جواد عن طريق القيام بحركات غريبة بوجهها مما جعل ضحكاته تعلو مسببا في استغراب والده.


فؤاد: ما الذي أضحكك يا ابني.


نظر جواد لحسناء التي أنزلت رأسها ليبتسم فؤاد عندما وصل للإجابة ثم فتح باب غرفته لتدخل حسناء وتعجب بتصميمها وتناسق الألوان.


في مكان أخر كانت فتاة تجلس على مقعد في غرفتها تمرر يدها على بطنها شاردة فيما يخفيه المستقبل فاستمعت فجأة لصوت شخص ينادي عليها بقوة قائلا: إلينا أين أنت أيتها الفتاة.


تنهدت إلينا بقوة، واستقامت من مجلسها تخرج من الغرفة، لتجد امرأة في منتصف العشرينات أمام الغرفة يتضح أنها تهتم بمظهرها كثيرا.


إلينا: نعم سيدتي.


المرأة: أين كنت منذ الصباح وأنا أنادي عليك.


إلينا: شعرت بمغص خفيف فأردت أن أرتاح.


المرأة بغضب: أصابك مغص ولم تخبريني هل تريدين قتل طفلي.


إلينا: لا يا سيدتي إنه مغص طبيعي.


أمسكتها تلك المرأة من ذراعها بقوة قائلة: أنا من تقرر إن كان مغصا عاديا أو لا إرتدي معطفك الأن سنذهب للمستشفى.


إلينا: ولكن..


قاطعتها تلك المرأة قائلة: لا أريد أن أسمع منك أي اعتراض.


صمتت إلينا تدلف لغرفتها تحضر معطفها، وفي نفس الوقت تقوم بتدليك يدها التي ألمتها من شدة ضغط تلك السيدة عليها، لتخرج خلال دقائق وتستقل السيارة معها.


مضت دقائق وصلوا أمام المستشفى، ليدخلوا فورا يكشف عليها الطبيب بعد أن أعطت تلك السيدة بعض المال كي تدخلها أولا.


المرأة: أخبرني يا دكتور كيف هو حال الطفل.


الطبيب: لا تقلقي سيدتي كل شيء طبيعي والطفل بأحسن حال.


تنهدت تلك المرأة بارتياح ثم خرجوا عائدين للمنزل بعد تأكدوا من سلامة الطفل  وعقل إلينا يبحر وسط تصادم أمواج الماضي الماضي والحاضر، وتفكيرها في المستقبل المجهول.


في منزل السيد مصطفى كان جمال يغير ثيابه لمنامة، ليستمع لصوت زوجته التي بدأت في حديثها الذي يكون أبرزه أخبار الناس.


زينب: أرأيت يا جمال أخوك أخذ زوجته لمدة أسبوعين في شهر عسلهما وربما لو لم يشتاق لإبنه لما عادوا وأنت أخذتني لأربعة أيام وبالغصب أيضا.


جمال: أستغفر الله العلي العظيم، يا أيتها المرأة يكفيكي النظر لحياة الأخرين ومقارنة نفسك بهم، أنا في ذلك الوقت أسرعت في العودة لأن ظروفنا لا تسمح بذلك ولا تنسي أنني عوضتك برحلة أخرى.


زينب بعدم رضى: قصدك رحلات الغابة كأنني قرد لتأخذ لذلك المكان.


زفر جمال متعبا من حديثها الذي تكرره دائما، وطمعها في الأكثر ليتجاهلها، ويصعد على سريره يلجأ للنوم تاركا إياها تتحدث وحدها إلى أن تعبت وتسطحت بجانبه.


في غرفة كان يتسطح على السرير بجانبه زوجته وردة التي قالت: تبدو حسناء فتاة لطيفة ومحترمة.


حمزة :كنت أعتقد أنك ستفعلين مثل جميع النساء وتغارين منها خاصة بعد مدح والدي لها.


وردة بصدق: بالعكس أنا لن أغار منها لسبب تافه مثل هذا.


حمزة بخبث: هذا يعني إن أعجبتني لن تغاري أيضا.


تحولت نظرات وردة من الهادئة للغاضبة قائلة: فكر فقط في فعلها وقتها سترى ماذا سيحدث لك.


ضحك حمزة قائلا: هذه مجرد مزحة تافهة مني فحتى لو حاول أحد إخباري بهذا سأرفض لأنه حرام علي أن أحب زوجة أخي وسأكون أخونه.


ابتسمت وردة على تفكيره الحكيم وتوسدت صدره تنام براحة، مطمئنة بوجود زوجها بجانبها. 


صدى صوت أذان الفجر في المنطقة، لتستيقظ حسناء تتجه للحمام تتوضأ، لتجد فؤاد لا زال نائما على جانبه من السرير، وجواد ينام في الوسط لتقترب منه توقظه، وتتحدث بخفوت خشية أن يستيقظ الطفل.


حسناء: فؤاد استيقظ لقد أذن الفجر.


فؤاد: حسنا لقد إستيقظت.


إتجه هو الأخر للحمام يتوضأ ثم خرج ليجد حسناء على وشك بدء الصلاة ليقول: إنتظريني يا حسناء. 


حسناء بدهشة: ألن تذهب للمسجد.


فؤاد: أنا متعب جدا لدى أفضل الصلاة في المنزل وأيضا جواد إذا إستيقظ في غيابي ولم يجدني سيبكي ومن الصعب إسكاته.


أماءت له حسناء بتفهم، وقامت بفرش سجادته ليأمها، ويبدؤون في الصلاة بكل خشوع ثم يأخذ كل واحد منهما مصحفا يقرؤون وردهم اليومي لحوالي نصف ساعة بعدها عادوا للنوم مجددا.


أشرقت الشمس تعلن عن بداية يوم جديد، استيقظت على إثر أشعتها حسناء لتجد فؤاد لا زال نائما وجواد نام بعد أن شرب حليبه، لتتحرك بهدوء ترتدي فستانا طويلا وحجابها ثم نزلت للأسفل حيث وجدت زينب و وردة و نادية تحضرون الإفطار.


حسناء :صباح الخير.


نادية و وردة :صباح الخير.


زينب بصوت وصل لحسناء :نامت حتى أنهينا الإفطار ثم استيقظت.


نادية بحدة: زينب لا داعي لهذا الكلام حسناء عروس جديد ويحق لها أن ترتاح.


حسناء بابتسامة :زينب لم تخطأ يا أختي أنا من نمت أكثر من اللازم لأن جواد استيقظ ليلا يبكي ولم يسكت إلا بعد أن حضرت حليبه ولأني جديدة في المنزل لم أعلم مكان الحليب.


نادية: هذا كان خطئي كان علي أن أجهزه لكم في الليل فأنا أعلم عادة جواد الذي يستيقظ في الليل كثيرا.


زينب: هل سنمضي الوقت في الكلام أم سنحضر الطاولة.


حسناء بابتسامة :أنا سأحضرها.


وردة :ولكن..


زينب بخبث :أسكتي يا وردة ودعيها تجهزها فهي في الأخير فرد من العائلة ويجب أن تعتاد على خدمة العائلة.


كادت وردة أن تتحدث إلا أن نظرات زينب التحذيرية لها منعتها، فهي أصبحت تعلم بمدى سوء زينب وأفعالها الغير متوقعة.


بدأت حسناء تحضر الطاولة وعندما أرادت نادية مساعدتها رفضت ذلك لتنظر نادية لزينب بغضب قائلة :ما الذي فعلتيه يا زينب، كيف سمحت لها بتحضير الطاولة وأنت أكثر شخص يعلم أن والدي يحب أن تكون الطاولة منظمة.


زينب: هي أرادت هذا وأيضا ألا تعرف كيف تحضر الطاولة مثلا أم لأنها الأصغر بيننا يجب أن نخدمها وتظل هي جالسة.


سكتت نادية بعد أن دخلت حسناء تحمل الأطباق المتبقية تفكر في حل لهذا الموقف الذي وضعتهم به زينب خاصة بعد أن سمعت صوت والدها لتخرج بسرعة من المطبخ وخلفها وردة الخائفة وزينب السعيدة.


مصطفى :ماذا تفعلي يا حسناء.


التفتت نحوه حسناء لتتقدم جهته تأخذ يده تقبلها قائلة بابتسامة :صباح الخير أبي كيف حالك.


مصطفى :صباح الخير، أنا بخير الحمد لله.. ما الذي كنت تفعليه.


حسناء :لا شيء فقط أحضر طاولة الإفطار.


عقد مصطفى حاجبيه قائلا :ولماذا لم تحضرها الفتيات.


حسناء :وهل أنا غريبة حتى لا أحضرها.


مصطفى :ليس هكذا لكن أنت يجب أن ترتاحي لا أن تحضر الإفطار.


حسناء :أنا حضرت الطاولة فقط الفتيات هن من حضرن الأكل، والأن تعالى إجلس أم سنتناقش في موضوع تافه مثل هذا.


مصطفى :ما دمت قمت بهذا بإرادتك فأنا لن أعارض.


اقتربوا جميعا من الطاولة ليجدها مصطفى منظمة بطريقة راقية مما جعله نظرات الإعجاب تظهر في عينيه، حاله كحال وردة و نادية على عكس زينب التي غضبت مما حدث.


حسناء: إسمح لي يا أبي سأذهب لأوقظ فؤاد وأرى جواد إن استيقظ أم لا.


مصطفى: يمكنك ذلك يا ابنتي.


صعدت حسناء درجات السلم لتصل لأخر درجة، وتستدير للوراء حيث وجدت زينب ترمقها بنظرات حقد وغيرة لتبتسم لها، وتقول في نفسها: بعد أن قررت ترك شخصيتك القديمة ظهرت زينب التي تحاول إخراجها لا تعلم أنها بهذه الطريقة تحكم على نفسها بالجحيم لكن لا مانع إن أريتها جزءاً صغيرا من شخصيتي القديمة.


أكملت حسناء طريقها للغرفة لتجد فؤاد يخرج من الحمام يمسح وجهه لتقول: صباح الخير. 


فؤاد :صباح الخير، متى استيقظت. 


حسناء :قبل قليل. 


فؤاد :كنت في الأسفل صحيح.


حسناء :أجل وأبي ينتظرنا ليبدأ الأكل.


فؤاد :حسنا سأرتدي ثيابي بسرعة وننزل.


أماءت له حسناء بالإيجاب، وإتجهت ناحية السرير تعدل الغطاء على جواد، والابتسامة مرتسمة على وجهها وهي تنظر لكمية البراءة التي تعكسها ملامحه، وجلست في إنتظار فؤاد حتى إنتهى ثم نزلوا معا ليجدوا الجميع ملتف حول طاولة الأكل.


فؤاد و حسناء :صباح الخير.


الجميع :صباح الخير.


جلسوا في مقاعدهم يتناولون الإفطار في جو هادئ ومريح إلى أن قطعه صوت عائشة قائلة :حسناء لقد حدثت والدتك بالأمس وستأتي اليوم لزيارتك.


حسناء :ألم تخبرك متى تأتي.


عائشة :ستأتي بعد صلاة العصر.


حسناء :حسنا.


زينب: هذا يعني أنه يجب علينا تحضير وليمة لها ونتعب بدل أن نحضر خادمة تتكلف بكل شيء.


جمال بحدة :زينب لا أريد سماع كلمة واحدة منك مجددا.


صمتت زينب مغتاظة، خاصة بعد أن لاحظت تجاهل حسناء لها الذي استفزها بشدة، فهي ذكية بدرجة تجعلها تقع في الأخطاء دون أن تظهر في الواجهة.


مصطفى :فؤاد هل ستظل اليوم في المنزل.


فؤاد :لا يا أبي سأذهب أتفقد أمور الفندق فقد غبت عنه كثيرا.


مصطفى :حسنا ولكن يجب أن تعود قبل حضور أم زوجتك.


فؤاد :لا تقلق أبي سأعود مبكرا.


أنهى الجميع الإفطار وخرج الرجال كل لعمله بينما ذهب مصطفى لرؤية صديقه لتظل النساء وحدهم في المنزل يجتمعون في المطبخ من أجل تحضير الغداء إلا حسناء وعائشة التي منعتها عن القيام بشيء اليوم مما زاد من غضب زينب. 


    حسناء :لماذا يا أمي لك تسمحي لي بمساعدة الفتيات.


عائشة :غير أنك عروس جديد فأنا لاحظت نظرات زينب لك وأعلم أنها تخطط لشيء فلن أسمح لك بالاقتراب منها حاليا.


حسناء بابتسامة :لا داعي للقلق بشأني فأنا أعلم كيف أتصرف معها وأساليبها لن تنفع معي وأريد منك يا أمي أن لا تتدخلي بيننا.


عائشة باستغراب :ولكن لماذا.


حسناء :عندما تلاحظ الفتيات إهتمامك بي بهذه الطريقة سيشعرون بالغيرة غصبا عنهم وبدل أن نجد مشكلا مع زينب فقط قد نجد مشكلا مع الباقي، وأيضا عندما تتدخلي حتى لو كنت محقة سيعتبرون تصرفك إنحياز لي وهذا سيؤثر سلبا على علاقتك معها أيضا.


عائشة :حقا لم أخطأ عندما إخترتك زوجة لإبني فقد أثبتت أنك حكيمة في تصرفاتك رغم صغر سنك، حفظك الله يا إبنتي.


حسناء :شكرا يا أمي، وأنا أدعو الله أن يطيل في عمرك كي أتعلم منك المزيد.


في الفندق وصل فؤاد، وبدأ يتأكد من كل شيء ثم صعد لمكتبه ليتفاجئ بصديقه يدخل خلفه بعد دقائق قصيرة.


فؤاد: وليد في مكتبي في هذا الوقت، إنه لشيء غريب.


وليد: لم أجد شخصا أفضل منك لأذهب له.


فؤاد :ما بك يا أخي هل حدث لك مشكل ما.


وليد: سبق لي وأن أخبرتك أنني سأصبح أبا.


فؤاد :أجل ولكن لماذا تحدثت في هذا الموضوع الأن.


وليد: في الحقيقة زوجتي رفضت في البداية الحمل معللة ذلك أن شكل جسمها سيتأثر بسبب الحمل، ولأني أحبها وافقت على هذا وقلت أنها ستغير رأيها يوما ما لكن على العكس زاد إصرارها على الموضوع إلى أن أتتني يوما تخبرني أنني أستطيع الحصول على إبن دون حملها فإستغربت كيف يمكن ذلك لتخبرني أننا نستطيع تأجير رحم لتقوم صاحبة الرحم بالحمل بدلا عنها لأرفض الموضوع بشكل نهائي لكنها ظلت تضغط علي إلى أن وافقت ونفذت رغبتها وبالفعل أحضرت فتاة وحملت بإبننا.


فؤاد :حقا يا وليد كل هذا حدث ولم تخبرني.


وليد: كثيرا ما كنت أحاول إخبارك لكنني لا أملك الشجاعة الكافية لذلك.


فؤاد :و الأن ما الذي لا يعجبك في الموضوع.


وليد: تصرفات شهد في الآونة الأخيرة هي من تزعجني فهي بدأت تعامل تلك الفتاة بطريقة سيئة، وأيضا تتهمها دائما أنها تود قتل الطفل، أصبحت شخصا باردا تتصرف مع الجميع بقسوة وتعجرف.


فؤاد :ولكن يا وليد الجميع يعلم أن شهد هذه طباعها.


وليد: إلا أنا لم أكن أعلم، بسبب حبي لها أصبحت معمي البصيرة لا أحسن الحكم.. كنت أراها ملاكا وأنفذ طلباتها دون اعتراض لكنها تمادت كثيرا وبتصرفاتها تجعلني أبتعد عنها كثيرا.


فؤاد :أنا لن أقول لك افترق معها ما دمت وصلت لهذه النقطة لكني أفضل أن تحادثها في هذا الموضوع وتحاول توعيتها ربما تتغير وتتحسن حالتك، أما بخصوص موضوع الأم الحاضنة فأظن أنه يخالف ديننا الإسلامي ويجب عليك أن تتأكد من الموضوع أكثر. 

   

صمت وليد يفكر في كلام صديقه كثيرا وشعر أنه على حق، فقال :أنت محق يا فؤاد وسأفعل ما قلته.


فؤاد :إن شاء الله ستتصلح الأمور.


وليد :إن شاء الله.


في المنزل، استيقظ جواد وبدأ بالبكاء عندما لم يجد أحدا بجانبه، لتسمع حسناء صوت بكاءه، وتصعد له تحمله عله يسكت لكنه زاد في وتيرة البكاء والتخبط غير متقبل لها.


نادية: ما به جواد.


حسناء :استيقظ من النوم للتو وبدأ في البكاء ولا يريد السكوت.


وردة :ربما خاف عندما لم يجد أحدا بجانبه.


أخذت زينب منها الطفل قائلة :ما دمت لا تفهمين في تربية الأطفال لا تحاولي إتباث العكس.


بدأت في هز جواد الذي هدأ تدريجيا، لتبتسم بإنتصار تنظر في وجه حسناء تريد إغضابها.


حسناء :أنت محقة يا زينب أنا لا أفهم كثيرا في تربية الأطفال لهذا أريد منك أنت أن تعلميني.


فتحت زينب عينيها على وسعيها قائلة: أعلمك تربية جواد.


حسناء بابتسامة :أجل فأنت لديك تجربة وربيت طفلين وأيضا ما شاء الله بمجرد حملك لجواد سكت، إذن لن أجد أفضل منك لهذه المهمة.


سكتت زينب مكتفية بإيماءة صغيرة كونها أمام النساء جميعا وبالخصوص السيدة عائشة التي إكتفت بالمراقبة. 


غادرت كل واحدة تعود للقيام بمهمتها لتبقى حسناء وحيدة أمام عائشة التي نظرت لها لثواني ثم قالت :أنت تلعبين بالنار يا حسناء.


حسناء :لماذا تقولين هذا.


عائشة :أنت تعلمين أن أفعالك هذه ستجعل زينب تحقد عليك أكثر وقد تفعل شيئا يؤذيك.


حسناء بشرود :أنا أعلم أن استفزازي لها بهذه الطريقة سيجعل حقدها يصل إلى أقصاه وتظهره فأحيانا يجب أن يرى الإنسان مدى سوء أفعاله كي نستطيع تغييره وتوعيته.


               الفصل السابع  من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close