أخر الاخبار

رواية حسناء أنارت دربي الفصل الثامن 8بقلم جوهرة الجنة

       

رواية حسناء أنارت دربي  

الفصل الثامن 8

بقلم جوهرة الجنة


فتح أنس أعينه على وسعهما قائلا بصدمة: حقا يا أمي، هل أنت واعية بكلامك.


زينب: هل تراني مجنونة، لما لم تتركها تقع ربما أرتاح منها.


أنس: لا أنت لست في وعيك، لا بد أن حرارتك ارتفعت، عندما تستوعبين كلامك وقتها فقط يمكننا الحديث.


خرج أنس للحديقة يهز رأسه بعدم تصديق لكلام والدته التي تتبعت أثره إلى أن اختفى عن مرمى عينيها بنظرات غاضبة وقالت في نفسها: هذا الدرج هو من سيسبب في نهايتك المرة المقبلة ولن ينقذك أحد من براثيني مجددا.


انتهى جواد من شرب حليبه لتحمله حسناء خارجة من الغرفة تبحث عن أنس لتنزل درجات السلم التي تكاد تجف بعد أن نظفته زينب لتجدها تقف في الأسفل.


حسناء: أختي زينب هل رأيت أنس.


زينب بحدة: ماذا تريدين من أنس.


دخل في هذه اللحظة أنس قائلا: نعم يا أمي هل تريدين مني شيئا.


تجاهلت حسناء زينب وقالت: أنس هل تستطيع اللعب مع جواد قليلا حتى أنهي التنظيف.


أنس بابتسامة: بكل سرور يا أختي، تعالى يا جواد عندي.


أخذ أنس الطفل يناغشه وخرج للحديقة كي يجدوا راحتهم أما حسناء نظرت إلى زينب قائلة: أدعو الله أن يهديكِ يا زينب قبل فوات الأوان ، الدنيا فانية يا أختي وسيأتي يوم علينا جميعا سنموت به وسنواجه الله عز وجل فأزيليني الحقد من قلبك وإفعلي الخير قبل أن يأتي يوم الحساب وتقولي يا ليتني لم أفعل هذا.


غادرت حسناء تاركة زينب تفكر في كلامها الذي أثر فيها في بادئ الأمر؛ لكن لم يلبث الأمر كثيرا حينما سيطر عليها شيطانها مجددا وتغيرت ملامحها للغضب.


بدأت حسناء في تنظيف غرفتها، ترتب أغراضها وتنظف الأرضية، ولم تنسى تغيير الأغطية والستائر، كما رتبت الخزانة حيث كانت تنقسم إلى قسمين، جزء خاص بفؤاد وجزء خاص بها ثم رتبت ملابس جواد في خزانته الصغيرة وتركت النافذة مفتوحة كي يدخل بعض الهواء للغرفة.


خرجت حسناء من غرفتها تتجه للأسفل ترى إن إنتهت النساء من مهماتهم، ليصدح صوت الأذان في المكان فوقفت تردد خلف المؤذن، وما إن انتهى الأذان أكلمت طريقها ليستوقفها صوت ضحكات آت من غرفة ليلى لتنصدم ملامحها عندما سمعتها تحادث أحدا على الهاتف.


ليلى: أضحكتني كثيرا يا حبيبي...أجل اقترب موعد الدراسة وأخيرا سنلتقي مجددا، لقد اشتقت لك كثيرا...وأنا أيضا أحبك.


كتمت حسناء شهقة كادت تخرج منها، وعادت عدة خطوات للخلف غير مصدقة أن ليلى صاحبة الثاني عشرة سنة فقط في علاقة حب.


حسناء: ماذا يحدث هنا..كيف لم يلاحظ أحد الأمر، وأنا أيضا اعتقدت في البداية أنها لا تحب الاختلاط مع الناس لدى تقضي أغلب أوقاتها في غرفتها و الأن اتضح أنها كانت تحادث ذلك الشاب.


مسحت حسناء على وجهها حزينة على حالة ليلى التي وقعت ضحية لشاب يمثل عليها الحب لتصدقه هي بمنتهى الغباء، وبقيت تفكر في حل لهذا المشكل حين صدحت رنة هاتفها معلنة عن وصول رسالة من فؤاد يقول فيها "السلام عليكم، حسناء سأذهب رفقة إخوتي للمسجد كي نصلي فقررت إخبارك كي لا تخافوا علينا".


حسناء بابتسامة: أتمنى لك التباث على دين الله عز وجل.


أنها حسناء كلماتها لتكتب بضع كلمات وترسلها له قائلة "تقبل الله صلاتكم يا حبيبي"، ثم ضغطت على كلمة إرسال لتبدأ في التفكير تستعيد ما كتبته دون وعيها.


حسناء بدهشة :يا إلهي ماذا فعلت، كيف كتبت كلمة حبيبي، حقا الان لا أعلم كيف سأنظر لوجهه، إهدئي يا حسناء إنه زوجك.


بدأت حسناء تتحرك في مكانها من شدة التوتر الذي أصابها، واكتست الحمرة وجنتيها تشعر بالحرج إلى أن تذكرت كلام ليلى وتغيرت ملامحها للحزن.


حسناء :يا رب ساعدني لأجد حلا وأنقذ ليلى من هذا الخطأ الذي سيضرها.


نظرت لمحادثتها رفقة زوجها لتبتسم فجأة قائلة :وجدتها.


نزلت للأسفل بسرعة لتجد النساء انتهين من التنظيف لتقول وردة: حسناء هل انتهيت.


حسناء :أجل ماذا عنكم.


نادية :نحن أيضا.


حسناء :جيد إذن سأذهب لأتوضأ وأنتم أيضا اذهبوا توضأوا لنصلي جماعة.


غادرت حسناء بسرعة للأعلى لا تعلم ردة فعل النساء على كلامها وإحراجهم من أفعالهم، فجميعهم لا يصلون لكن لم تتجرأ إحداهما قول هذا، وصعدوا جميعا لغرفهم ليتوضأوا فقط لتفادي الفضيحة و الإحراج أمام العائلة. أما حسناء فاتجهت لغرفة ليلى، وطرقت الباب ثم انتظرت حتى أذنت لها بالدخول ووجدتها متوترة ويظهر القليل من الخوف على وجهها.


ليلى: نعم يا أختي حسناء هل تريدين شيئا.


حسناء بابتسامة: لا فقط أريد أن أخبرك أننا سنصلي الظهر جماعة لدى توضئي والحقي بنا للغرفة الفارغة أخر الممر.


ليلى:ولكن.


قاطعتها حسناء قائلة: الرجال سيصلون بعد قليل لدى من الأحسن أن نأجل أي حديث بعد الغذاء.


خرجت حسناء قبل أن تسمع رد ليلى، واتجهت لغرفتها مبتسمة تقول في نفسها: سأعمل جاهدة لتغيير ليلى وأجعلها تقترب من الله مهما لزمني من الوقت، سأجعل الجميع يمدح أخلاقها ويتخذونها قدوة لهم.


توضأت وارتدت أسدال الصلاة لتسبق الجميع، فقامت بتفريش الزرابي إلى أن أتوا النساء وليلى، وبدأوا الصلاة لتدعو حسناء الله أن يعينها على مهمتها ويتبث الجميع على دينه.


في الأسفل وصل الرجال ليجدوا أنس جالسا في الحديقة يلاعب جواد ليقول فؤاد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 


أنس: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.


فؤاد: ماذا يفعل إبني الصغير.


حمله فؤاد ليتساءل حمزة قائلا: لماذا تجلس بالخارج يا ابني.


أنس: لأن النساء ينظفن المنزل فأعطتني أختي حسناء جواد لألعب معه حتى ينتهوا وأظن أنهم انتهوا.


دخلوا للمنزل لتتسلل رائحة معطر الجو لأنفهم ويلاحظوا الفرق قبل وبعد التنظيف لكنهم استغربوا من عدم وجود أي شخص فبدأ حمزة ينادي عليهم بصوت عالي إلى أن لاحظ نزول ليلى من الأعلى وهي تنزع حجابها.


ليلى: السلام عليكم.


رد الجميع السلام ليقول جمال: أين الجميع يا ابنتي.


ليلى: تركتهم يزيلون أسدال الصلاة وسينزلون حالا.


جمال بعدم تصديق :أنتم تصلون.. حقا.


ليلى :أجل يا والدي، لماذا أنت مستغرب هكذا.


جمال :سبحان مبدل الأحوال، من قبل لم تكونوا تستمعوا لي ولا تريدون الصلاة واليوم تصلون بإرادتكم.


فؤاد :لا تقل هكذا يا أخي بل إدعي لهم بالثبات، فالله يهدي عباده في أي وقت.


جمال :والنعم بالله. 


نزلت النساء من الأعلى قائلات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


رد الرجال السلام ثم اتجهوا للحمام لغسل أيديهم، أما النساء فذهبوا للمطبخ حتى يحضروا الطاولة، وكانت اسرعهم حسناء التي لم تستطع النظر في وجه زوجها من شدة الخجل.


اجتمعوا حول طاولة الأكل، وكل واحدة تجلس بجانب زوجها ليبدأوا في الأكل بعد أن سموا الله، لتسمع حسناء لهمس الذي قال: حقا لم أكن أعلم أنني حبيبك إلا اليوم.


بدأت حسناء تسعل عندما لم تستطع بلع اللقمة من شدة صدمتها، لينتفض الجميع فزعين عليها خاصة بعد أن بدأ لون وجهها يتغير، فضربها فؤاد ضربات خفيفة على ظهرها وناولها كأس ماء ساعدها على البلع.


فؤاد :حسناء هل أنت بخير.


حسناء :أنا بخير الحمد لله لا تقلقوا.


أنهوا غداءهم لتبدأ النساء في جمع الأطباق بمساعدة ليلى بعد أن طلبت منها حسناء المساعدة. أما الرجال فصعد كل واحد لغرفته إلا جمال الذي أخذ حقيبته وغادر متجها للمحكمة كونه محامي ولديه قضية ليدافع عنها، وحمزة الذي نام قليلا ليرتاح ثم يستيقظ لتصحيح أوراق الامتحانات فهو أستاذ الفيزياء و الكيمياء للمستوى الثانوي، بينما فؤاد صعد لغرفته مقررا أن لا يعود للفندق اليوم ويرتاح قليلا.


في المطبخ كانت حسناء تضع الأطباق في آلة الغسيل ليلفت إنتباهها حالة وردة الغريبة والتي شحب وجهها لتمسك بها قائلة :وردة هل أنت بخير.


وردة بخفوت: بخير لا تقلقي، فقط أصبت بدوار خفيف.


حسناء :هل أنت متأكدة.


كادت وردة أن تجيبها لتشعر بالغثيان فأسرعت نحو الحمام والنساء خلفها خائفين عليها، وساعدوها على غسل وجهها وأسندوها ليجلسوها في أقرب مقعد فقالت نادية :حالتك لا تعجبني يا وردة، هل تناولت شيئا ما غير ما تناولناه.


وردة :لم أتناول شيئا فقط أشعر ببعض الآلام في بطني منذ أسبوع ويصيبني دوار خفيف أحيانا.


زينب: هذا مجرد دلع لا غير. 


رمقها الجميع بنظرات استنكار إلا أنها لم تبالي وصعدت لغرفتها لتهز حسناء رأسها قائلة في نفسها :لا حول ولا قوة إلا بالله، إهدها يا رب بهدايتك ونور عقلها وأيقظها من غفوتها أنت القادر على كل شيء.


نادية: لا تهتمي يا وردة بحديث زينب وإصعدي أنت لغرفتك ترتاحي قليلا وأنا سأتكلف بتنظيف الأواني.


حسناء :سأوصلها لغرفتها ثم أعود لأساعدك.


نادية: لا داعي لذلك أنا فقط سأرتبهم في مكانهم بعد أن تنظفهم آلة الغسيل وهذا ليس بشيء صعب.


حسناء :حسنا كما تريدين.


أسندت حسناء وردة حتى وصلت لغرفتها ثم طرقت الباب تنتظر خروج حمزة الذي استيقظ سريعا، وفتح الباب وأعينه شبه مغمضة قائلا: منذ متى وأنت تطرقين الباب يا وردة.


خرجت حمحمة من فم حسناء بينما عينيها تنظر للأرض، و وردة تهز رأسها على تصرفات زوجها، ورمقته بنظرة محتقنة بعد أن فتح عينيه جيدا ليقول بفزع: وردة ما بك.


حسناء بهدوء: وردة متعبة قليلا وتحتاج للراحة بعدها يفضل أن تأخذها للمستشفى كي يتم فحصها والتأكد من سلامتها.


اعترضت وردة قائلة: أنا لن أذهب لأي طبيب.


 حمزة:وكأنني سأخذ رأيك، يمكنك المغادرة يا أختي حسناء أنا سأهتم بها.


اكتفت حسناء بإيماءة بسيطة ثم غادرت متجهة لغرفتها، تاركة حمزة الذي حمل زوجته ووضعها على السرير، وجلس بجانبها يسألها عن ما أصابها. أما حسناء فدخلت لغرفتها، لتجد فؤاد يتحدث في الهاتف مع مساعده، وجواد يلعب فوق السرير لتحمله وتقبل وجنتيه.


فؤاد: حسناء.


رفعت حسناء وجهها قائلة: نعم.


جلس على ركبتيه أمامها قائلا: أنا أعتذر عن تصرفي معك في الغداء، لم يكن علي أن أعبث معك بتلك الطريقة.


وضعت حسناء يدها على وجهه بحنان قائلة: أنت لم تخطأ في شيء، كل ما حدث كان بسبب خجلي الزائد أحيانا لدرجة يجعلني أقطع النفس لدى وجدت صعوبة في بلع الطعام، وأيضا هذا كان مقدر علي فحتى لو لم تقل شيئا كان سيحدث معي ما حدث.


قبلها فؤاد على جبينها: حقا أنا محظوظ بزوجة مثلك.


كانت ترتسم ابتسامة صافية على وجهها، قبل أن تحتقن وجنتيها بلون الدماء، عندما استرسل فؤاد حديثه قائلا: ولكن حتى الأن لم تجيبيني هل قصدت قول كلمة حبيبي.


هربت الكلمات من حسناء، فهي حتى الأن لم تعتد على وجود فؤاد بحياتها رغم شعورها بالسعادة رفقته، إلا أنها لا زالت تشعر بالخجل منه في الكثير من الأحيان، فتقبل فؤاد هذا وضمها لصدره متكئا على السرير وهي تتوسد على الجهة اليسرى من صدره تستمع لدقات قلبه وفي الجهة اليمنى وضع جواد الذي بدأ يعبث في أزرار قميص والده.


فؤاد: لماذا يا حسناء ترتدين ملابس فضفاضة في المنزل وحجابك دائما على رأسك.


ابتعدت عنه حسناء قليلا ترمقه باستغراب قائلة: هل أنت واع لسؤالك يا فؤاد.


فؤاد بجدية: أنتظر منك جوابا ليس سؤالا أخر.


حسناء: حسنا سأجيبك، في المنزل رجال كثر وحتى لو هم إخوتك فلا يصح أن يروا شعري أو جزءا من جسمي وأما بالنسبة في وقت غيابكم عن المنزل فيوجد أنس كبير بما يكفي ليلزمني على إرتداء حجابي في حضرته.


ابتسم فؤاد في وجهها وهو ينزع حجابها بيده وترك شعرها ينسدل عل طوله ليجذبها معانقا إياها مجددا وقال: أشكر الله أنه رزقك مثل هذا العقل، وأنا سعيد بما تفعليه وكنت متأكدا من إجابتك.


حسناء :وما دمت تعلم إجابتي فلماذا سألت.


فؤاد: كنت أود أن أتأكد أنه لا أحد سيرى هذا الشعر الجميل وجمالك الذي تخفيه خلف هذه الملابس غيري حتى لو كان والدي.


في مكان أخر حيث يقع منزل خديجة عمة حسناء، كانت جالسة رفقة بناتها وزوجها إبراهيم.


خديجة :ألن تعود لعملك يا إبراهيم.


إبراهيم :اليوم لا يوجد عمل في المساء، وأيضا أريد أن أقضي بعض الوقت مع إبنتي الجميلة.


خديجة بلا مبالاة :افعل ما تريد، أنا سأذهب لزيارة أخي الذي منذ تزوجت إبنته لم يسأل علي.


إبراهيم :حسنا.


خديجة :رانيا، ليلى هل تريدان مرافقتي.


رانيا :أنا أريد أن أظل مع والدي قليلا.


ليلى :وأنا سأذهب لزيارة صديقتي.


خديجة :حسنا.


خرجت خديجة ولحقت بها ليلى التي كانت تشاهد معاملة والدها لأختها، التي نالت كل حبه وهي ظلت مهمشة وسط تلك العائلة. فوالدتها تهتم بالمظاهر والمال والحقد الذي أعمى عينيها، وأختها التي تسير على نهج أمها لتصبح متكبرة ترى نفسها الأحسن دائما، وتقلل من قيمتها كثيرا، ليأتي دور والدها الذي منذ الصغر كان يعتني بأختها و يميزها عن الجميع لتصبح منبوذة وسط عائلتها.


خرجت من المنزل والدمع يتلألأ في عينيها تريد أن تشكو على أحد، فلم تجد سوى حسناء التي لطالما كانت نعم الصديقة لها، وبدون تردد توجهت لمنزلها وهي تكتم دموعها بكل جدارة.


في منزل وليد حيث كان جالسا في غرفته يشاهد كرة القدم لتدخل عليه زوجته ويرتسم على وجهها الحزن والتعب ليقول: صوفيا ما بك.


صوفيا :لا شيء.


اعتدل وليد في جلسته يوليها إهتمامه قائلا :حالتك تقول العكس، هل حدث شيء لوالديك.


صوفيا :لا هم بخير.


وليد بنفاذ صبر: إذن ما الذي جعلك حزينة لهذه الدرجة.


أنزلت صوفيا رأسها لينزل معها شعرها ويخفي وجهها عن نظراته لتبتسم بخبث وتقول: صديقاتي قرروا القيام برحلة ليومين وعندما أخبرتهم أنني لا أريد مرافقتهم بدأوا يهينوني بشكل غير مباشر.


رفع وليد رأسها ونظر لعينيها الدامعة قائلا بغضب: من أين أتت لهم هذه الجرأة... ماذا قالوا لك.


صوفيا: فالأول قالت إحداهم أنني بث أخافك، لتبدأ الثانية في الحديث عن مرأة شكت أن يريد زوجها الزواج عليها لدى بدأت في مراقبته خاصة أنه لم يعد يصرف عليها جيدا مثلما كان في الأول، ثم قالت أخرى أن فتاة تعرفها اكتشفت أن زوجها يخونها لكنها لا تستطيع مواجهته كي لا تحرم من المال..كل واحدة قالت شيئا واتهموني بالطمع فقط لأني رفضت مرافقتهم تنفيذا للوعد الذي قطعته عليك عندما اتفقنا أن أهتم بمنزلي أكثر.


رفع وليد عينيه عليها يرمقها بصدمة غير مصدق أن التي أمامه زوجته التي كانت تهتم بنفسها فقط، وبدأ يفكر إن كانت حقا صادقة في كلامها أم لا، لكن القلب صدقها ليجعل العقل يصدقها كما اعتاد أن يفعل، ليضمها لصدره ويربت على ظهرها بحنان.


وليد بحب: أنا حقا سعيد بوفائك هذا، وإذا كنت تريدين السفر معهم يمكنك ذلك، ويمكنني أيضا أن أخذك أينما أردت.


صوفيا بسعادة: حقا ستسمح لي بالسفر مجددا.


وليد: أجل ولماذا أعارض ما دمت تريدين.


انمحت ابتسامة صوفيا قائلة: ولكني قطعت عليك وعدا ويجب أن أفي به.


وليد: وأنت وفيت به وأنا من سمح لك بالسفر إذن لا تفكري في الموضوع كثيرا.


صوفيا بابتسامة: شكرا لك يا حبيبي.


قامت صوفيا وخرجت وهي تمثل أنها تحادث صديقاتها لتعلمهم بسفرها معهم، إلا أنها ما إن خرجت من الغرفة ابتسمت بانتصار هامسة لنفسها: يبدو أنك يا وليد لم تعلم بعد من هي صوفيا وأنك لا تستطيع سجني في المنزل مهما حاولت.


كانت سعيدة بفعلتها حينما خدعت زوجها الذي وضع كل ثقته فيها، لتأتي هي وبكل سهولة تتلاعب بها غير مدركة للذي يرى ويسمع كل شيء، وهو القادر على محاسبتها. كانت غافلة على أن الله يرى كل شيء ويعلم ما يكمن في قلوب الناس.


في غرفة فؤاد و حسناء كان الهدوء يعم المكان إلا من صوت جواد لتقول حسناء :فؤاد هل جواد يعاني مشكلا ما. 


فؤاد :لا لماذا. 


حسناء :لأن عمره أكثر سنة وكثيرا ما أجد أطفالا في نفس عمره يتحدثون قليلا ويمشون على عكس جواد. 


فؤاد بتفهم: للأسف جواد لا يجد من يرعاه كثيرا ويساعده على تعلم المشي فأنا أقضي أغلب وقتي في العمل ووالدي كبيرين لم يعودوا قادرين على العناية به طوال الوقت والنساء يقضين أغلب أوقاتهم في المطبخ وأؤرجح سبب حالته لهذا السبب. 


حسناء :مسكين ابني جواد، إذن أنا من سأتكلف بالعناية به ولن أرتاح إلى أن يبدأ الحديث والمشي قبل السنتين. 


أمسك فؤاد يدها طابعا قبلة صغيرة عليها قائلا بامتنان :لا أعلم كيف أشكرك على ما تفعليه مع جواد رغم أنه ليس ابنك. 


حسناء : لا تقل هذا هو إبني منذ اللحظة التي ارتبط اسمي بإسمك وقطعت وعدا على نفسي أن أعوضه عن والدته بكل جهدي فلن أسمح لأحد أن يقول أنه ليس إبني. 


اتسعت ابتسامة فؤاد سعيد بكلامها ليضمها غير قادر على التعبير عن ما يشعر به، فالكلمات جميعها لن تستطيع وصف امتنانه على أفعالها ولا التعبير عن إحساسه، فليست النساء جميعا متشابهات وليست زوجات الأب سيئات دائما فأحيانا تجد زوجة أب أحن من الأم.


                 الفصل التاسع من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close