أخر الاخبار

رواية سكرتيره ولكن الفصل الثامن8بقلم هدي عبد المقصود


 رواية سكرتيره ولكن الفصل الثامن8بقلم هدي عبد المقصود


﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمصير﴾ (لقمان 14)
"أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ" (سفر الخروج 20: 12)

أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ (بالعبرية: כַּבֵּד אֶת אָבִיךָ וְאֶת אִמֶּךָ לְמַעַן יַאֲרִכוּן יָמֶיךָ) (واحدة من الوصايا العشر في التوراة العبرية)
تعددت النصوص في كل الأديان تدعو لبر الوالدين والرفق بهم ولكن غفل طارق عن كل تلك الإشارات أطاع أمه فقط لأنها كانت تحتفظ بملكية معظم أملاك الأسرة وكأن والد طارق بصرت عيناه الغيب فأصر على أن يكتب جل أملاكه باسمها فلا تدخل في حسبة الميراث. فيتم توزيع القليل الذي بقى بينه وبين شقيقته وبين الأم. ولم يوغر هذا قلب الأبنه على امها إطلاقا فقد منحها الله عقلا راجحا جعلها تدرك حكمة أبيها في هذا التصرف عكس طارق الشره إلى المال بطبعه... عندما وقع في ضائقة مالية وطلب مساعدتها. شرطت عليه أن يتزوج ليكون أسرة وترى أحفادها منه. كما اشترطت أن ترضى عن العروس. عندما رأت يارا للمره الأولى ولمست مستواها المادي خشت أن تكون في مال أبنها طامعه وان يكون مأربها من الزواج ليس تكوين أسرة والإستقرار لكن بعد وقت قصير كانت قد عرفت قلب يارا. عرفت أنها فتاه نقيه نظيفه. والأهم أنها تحب طارق فعلا. وبنفس العين التي أدركت نقاء قلب يارا. أدركت أن ولدها لا يبادل الفتاة نفس المشاعر بل هو وجدها رقيقة الحال. يمكن أن تتحمل إنشغاله وجمود مشاعره فاختارها للزواج حتى تموله الام بالمبلغ الذي يحتاج إليه. كادت ترفض الزواج رفقا بالفتاة ولكن غلبتها مشاعرها كأم ووافقت عل هذه الفتاه الطيبة تكون سببا في إضفاء لمسة حنان وطيبة على قلب فلذة كبدها. ولكن _اه من كلمة لكن التي تقلب كل الموازيين_ اكتشفت أن لا شئ يؤثر فيه. أن فلذة كبدها مريض بالعظمه وجحود القلب والطمع وإن غلف كل هذا برداء من الحكمه والتفكير المنطقي وادعاء حب مساعدة الغير. ولكن تظل الحقيقه واضحه تماما لمن يعرفه عن قرب. حنقت على نفسها كثيرا لأنانيتها التي جعلتها تلقي بهذه الفتاة الطيبة بين براثن ولدها. وخاصة بعد أن لاحظت بنظرتها الثاقبه البرود المسيطر على علاقتهم والذي مهما حاولت إخفاءه ولكنه لا يغيب عن قلب الأم....
أقامت في بيتها دعوة عشاء بمناسبة عودة زوج ابنتها الوحيدة من سفرة طويله غاب فيها خمس سنوات عن زوجته وابناؤه وعنها هي أيضاً. فحسام يقع من قلبها موقع الإبن. بل أن قلبه الطيب ونفسه الراقيه وعقله الراجح جعله أقرب لقلبها من من أنجبته من رحمها. كاد طارق يعتذر بإنشغاله ولكنها أصرت أيما إصرار فلم يجد بدا من الاستجابه لها. ولكنه أرسل زوجته مع السائق متعللا بأن عمله سينتهي في وقت متأخر مما لا يمكنه من العوده للمنزل وأنه سيتحرك من المكتب مباشرة للفيلا. لم تعلم الأم أن سبب تأخير طارق عن دعوة العشاء هو مرافقته لهند لأحد المقاهي البعيده عن موقع شركته حتى لا يتصادف مع أحد الموظفين.
جلست هند بمواجهة طارق. تنتظر منه أن يسألها عما تريد التحدث عنه. ولكن كعادته يصمت دائما عندما تتوقع منه الاهتمام. فتبدء هند فورا برواية ما حدث معها في السجل المدني لتنأى بنفسها عن توقعات بالإهتمام لن تحصل عليها. انتهت هند من روايتها. لتصل لقمة إنفعالها مع نهاية الموقف وهي تقول: دي مش اول حاجه غريبه تحصل معايا في مواقف كتير مكنتش بفهمها زي فصيلة دمي المختلفه عن دم أخواتي. وزي ملامحي اللي ملهاش علاقه بملامح أمي وأبويا. وزي ارتباك ماما دائما لما بنتكلم عن حاجه تخص طفولتي وزي وزي... حاجات كتير نورت في دماغي وقت ما عيني جت على تاريخ الزواج. 
أنا مش عارفه بقولك أنت بالذات الكلام ده ليه. بس فعلا مفيش حد في حياتي اقدر اتكلم معاه غيرك 
* وليه متكلمتيش مع حبيبك؟
_ حبيبي!!!!
* ايوه حبيبك اللي انت سيبتيني علشانه. كلامك لسه بيرن في وداني
👤👤👤
،،أنا مش هقدر أكمل معاك يا طارق انا كنت طول السنين اللي فاتت فاكره نفسي بحبك لكن للأسف لما عرفت الحب الحقيقي فهمت إني كنت بعزك. كنت برتاح في الحوار معاك. أي مسمى تاني غير الحب،،
👤👤👤
اذدردت هند لعابها بتثاقل وشرددت للحظات قبل أن تفرك أرنبة أنفها بيدها قبل أن تجيبه بصوت منخفض بدون أن تنظر إليه: إحنا سيبنا بعض
* سيبتوا بعض ازاي
_ اتجوزنا شهرين وبعدين اتطلقنا
* اتطلقتي. هو مش انت لسه قيلالي في المكتب انك متجوزتيش.
_أنا كان قصدي إني مش متجوزه دلوقتي. أنا اتطلقت من زمان 
وبعدين هو التحقيق ده مش هيخلص بقى انا بكلمك في موضوع تاني
* موضوع تاني. اه صحيح انت جيباني هنا لهدف معين بس. على العموم متحطيش في دماغك عادي انت قلتي أن والدك كان في السعوديه. يمكن في ظروف حصلت وعلى اساسها القسيمه اللي معاكي ديه اتوثقت في مصر بعد ما رجعوا بتاريخ توثيقها. وحكاية بقى الشكل والدم كل ده كلام فاضي
_ طبعا ده كلام مش منطقي. حتى لو كان صح. فالذكرى الضبابيه اللي في دماغي من سنين أنا متأكدة منها.
تسارعت ضربات قلب طارق وهو ينظر إليها بتساؤل.
_يمكن متصدقنيش يا طارق بس أنا في جوه دماغي خيال لوحده ست ماسكه أيدي وبتبوسها. صورة ضبابيه مهزوزه كأنها صورة على ميه وساعات بتتبدل بصورة لبابا وهو بيزعق للست دي وهي بتعيط. الغريبه إن الخيالات دي ابتدت تجيلي لما شوفتك اول مره. مش عارفه في حاجه في وشك حركت خيالي. يمكن علشان كده مكنتش متحمسه واحنا بنتعرف على بعض كنت متاخدة شوية.
                    »»»»»»»»
توجه طارق لفيلا والدته بعد أن قطع الحديث مع هند بطريقه حادة. وجد نفسه يحتد عليها ويخبرها أن إدمانها للروايات وعقلها الذي يعمل بصورة مستمره يصور لها أشياء غير حقيقية وأنها أضاعة وقته بلا فائده.
»»»»»»»
أمامنا الآن دعوتي عشاء إحداهما في فيلا  الحاجه توحة. والأخرى في منزل الحاجه سماره.
فلنتابع الدعوتين معا بالتبادل.
#في منزل سماره
* هو انت علطول تايهه كده يا بت ركزي. طلعي الطبق الكبير من النيش علشان نحط فيه البطايه. 
_ يو يا ماما يعني هقطع نفسي ما أنا بجهز المشارييب.
*مشارييب ايه دلوقتي اخواتك على السلم وزمانهم جايين واقعين من الجوع. اهو الباب بيخبط حركي نفسك يلا وروحي افتحي.
_ حاضر هحرك نفسي ده على اساس اني نايمه طول اليوم مش موحوله في المطبخ.
#في فيلا توحه
*ابدءي حضري السفره يا وداد.طارق بيه على وصول
_ طيب يا ماما أنا هقوم اساعد وداد.
* لا سيبيها هي ماشاء الله عليها دي معايا من سنين وعارفه نظامي اكتر منك.
_ وبعدين بقى في التلميحات دي يا ست الكل انا عارفه انك زعلانه علشان بقيت أتأخر شويه إني أجيلك
: يعني ايه تتأخري يا أسماء هو برضو ينفع تتأخري على أحلى واطيب وأحن توحة في الدنيا
* سيبها يا حسام ما هي خلاص بتتحجج بالأولاد وبتجيلي كل فين وفين. مش كفايه أخوها اللي مبيسألش عليا غير لو عايز مني حاجه.
_ ماما وطي صوتك يارا شكلها وصلت مش عايزينها تتضايق منه زياده. كفايه اصلا أنه سابها تيجي لوحدها.
* طيب قومي استقبليها واكدي على وداد تخلص تجهيز السفره بسرعه انا كتبت لأخوكي وقالي أنه في الطريق.

#في منزل سمارة
_تسلم ايدك يا سمارة يا قمر الاكل كان حلو اوي انا مش قادر اتحرك من مكاني.
* يا واد حد يقول لامه يا سماره مفيش ماما. وبعدين مش انا اللي عامله الاكل أختك هي اللي عملت كل حاجه روح بقى شوفها قعدت في أني خن هي ومراتك وقولها البوقين الحلوين دول.
_ ماما ايه!! انت اللي يشوفك يفتكرك أختي الصغيره يا سمورة. أختي مين دي كله بنفسك يا قمر.
وبعدين انا مش هشوف حد زمانهم الاثنين حاطين رأسهم في راس بعض وهاتك يا رغي أموت وأعرف بيرغوا في إيه. اللي ما في واحدة منهم بتنطق

#في فيلا توحة
_ الاكل حلو أوي تسلم إيدك يا وداد
* تسلمي من كل شر يا ست أسماء. أهم حاجه بس يكون عجب حسام بيه
: ايه يا وداد هو مفيش غير حسام بيه بس اللي يهمك رأيه.
* والله ابدا يا طارق بيه ده حضرتك الكل في الكل. انا بس بقول علشان حسام بيه بعيد عننا بقاله كتير 
& تسلم ايدك يا وداد حقيقي رجعتيني لأحلى طعم بره مفيش أكل حلو كده خالص. أكلهم كله بارد زيهم
* بالف هنا وشفا على قلب حضرتك تعالى بس دايما وانا اعملك كل حاجه حلوة.
&& يلا يا وداد بطلي رغي وشيلي الاكل. وانت يا أسماء شوفي يارا فين كل ده بتغسل أيديها. ولو لقيتها مكسوفه تقعد معانا خديها وروحوا الجنينه....
»»»»»
#في حديقة فيلا توحة
* مالك يا يارا. من ساعة ما قعدنا وانا بس اللي بتكلم وانت ساكته. أنا توقعت أنك ممكن تكوني محرجه من حسام علشان اول مرة تشوفيه. لكن واضح إنك بتفضلي تقعدي لوحدك. تحبي اسيبك وأقوم.
_ خالص يا أسماء. أنا أسفه على الإحساس اللي وصلك بس صدقيني ده مش حقيقي. انا هعترفلك بحاجه جايز متصدقيهاش بس هي دي الحقيقه. أنا مش بحس براحه نفسيه مع حد في الدنيا دي غير معاكي انت وماما توحة ومنى صديقتي.
* حبيبتي شرف ليا طبعا أنك تقوليلي كده. ولو أنك أهملتي والدتك وطارق والمفروض أنهم أقربلك مننا.
نظرت لها يارا لحظه وهي شارده ثم بدت كمن أتخذت قرار وقررت البوح بجزء من مكنون نفسها. 
أسماء انا عايزه أسألك على حاجة بس أتمنى تجاوبيني باستفاضة  من غير ما تساليني عن سبب سؤالي.
_خير يا يارا قلقتيني
*انا عايزه اعرف كل حاجه عن خطيبة طارق الأولانيه. أتعرفوا ازاي واتخطبوا أمتى وسابوا بعض ليه. كل حاجه....
أحتاجت أسماء بعض الوقت حتى تستوعب سؤال يارا وترددت لحظات في الاجابه ولكنها أخيرا قررت أن يارا زوجه مثلها وان من حقها أن تعلم كل ما يخص شريك حياتها: طيب يا يارا إديني خمس دقايق هشوف الولاد وحسام وهرجعلك واقولك كل الي عايزه تعرفيه.

#في منزل سمارة
* انت يا بت انت مش هتهمدي بقى. خلاص حدوته وخلصت. وبعدين حق إيه اللي ليكي هو كان غصبك على حاجه ده كله ياختي كان برضاكي. ومتزعليش مني أنت اللي جريتي رجله مش هو اللي لاف عليكي.
_ جرى ايه يا رانيا هو انا بتكلم معاكي علشان تحرقي دمي. ماشي يا ستي أنا اللي جريت عليه. بس زي ما هو مغصبنيش على حاجه انا كمان مغصبتوش على حاجة. 
* حلو أوي يعني كله كان برضاكم انتوا الاثنين إيه بقى مشكلتك دلوقتي.
وكمان أنا عايزة أفهم انت مالك لازقه في مراته ليه كده متسيبيها في حالها.
_ أنا كنت لازقة في مراته علشان فاكرة أني هنتقم منه فيها. لكن دلوقتي أنا شمه ريحة حاجه لو طلعت صح. يبقى أنا عرفت أضرب طارق عبد الحليم منين بالظبط. وساعتها هتعرفي إن #مني مش هي الست اللي تسيب حقها



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close